عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 20-06-2012, 10:29 AM
حسين علي احمد ال جمعة حسين علي احمد ال جمعة غير متصل
 
تاريخ التسجيل: Jul 2011
الدولة: السعودية
المشاركات: 608
معدل تقييم المستوى: 13
حسين علي احمد ال جمعة is on a distinguished road
رد: خطورة الغفلة عن صلاح القلب

بسم الله الرحمن الرحيم

فاتقوا الله -عباد الله- وزكوا قلوبكم
وطهروها من كل ما يُغضب الله من الغل والحقد والحسد
والكِبْر والعجب وعداوة المسلمين، واجتنبوا كل أسباب فساد القلوب وقسوتها،
تكونوا من المفلحين .

إن امتلاء القلب بالغل والأحقاد على الآخرين هو أسوأ من اتساخ الجسم بالقاذورات، وهناك أسباب ثلاثة تدعو الإنسان للاهتمام بإزالة الغل والحقد عن قلبه:

أولاً: الغل عبء على قلب الإنسان:

يسبب وجود الغل في نفس الإنسان عبئا ثقيلا عليه. ، فإذا كان عندك ضغينة على أحد فإنك تشعر تلقائيا بثقل على نفسك، وهذا أمر وجداني، فتراك تستفز فورًا حينما تلتقي بذلك الشخص، أرأيتم الإنسان الذي يتحسس من بعض الأطعمة والروائح، فتبدو على جلده مظاهر الحساسية حين يقترب منها؟ كذلك الإنسان الذي في قلبه حقد على أحد من الناس فإنه يأخذ طريقه على قسمات وجهه وطبائعه.

يقول أمير المؤمنين علي بن أبي طالب : (الغل داء القلوب)[1] ، ومعنى ذلك أنه مرض فعلي يضرب وجدان المرء، ويقول : (من أطرح الحقد استراح قلبه ولبه)[2] ، ويقول في رواية ثالثة: (الحقود معذب النفس متضاعف الهم)[3] ولذلك فإن على الإنسان أن ينظف قلبه من الأحقاد، ويلقي عن نفسه أعباء الغل لمصلحته الذاتية.


ثانياً: الغل يعقّد العلاقة مع الآخرين:

إن امتلاء قلب الانسان بالأحقاد مدعاة لسوء العلاقة مع الآخرين. فالحقد هو سبب كثير من الاعتداءات، فحينما يحقد أحدهم على شخص فإنه يسيء الظن فيه، كما يدفع الحقد إلى الغيبة، فالحاقد على شخص من الأشخاص عادة يذكره بما يكره، ويجعل حقده سببا لتتبع عيوب ذلك الطرف، وأخيرا فإن الحقد سبب لجميع أشكال العدوان المادي والمعنوي. ولذلك على الإنسان أن يطهر قلبه من الأحقاد حتى يستريح من هذه الأثقال التي قد تدفعه للعدوان والجور على الآخرين.

ثالثاً: الحقد مخالف لرضا الرب

يعد امتلاء القلب بالأحقاد على الآخرين مخالف لرضا الرب سبحانه وتعالى. فالإنسان الذي يكون قلبه مثقلًا بالأحقاد والأضغان بعيد عن الله تعالى، وقد ورد عن أمير المؤمنين كلمة رائعة جاء فيها: (من خلا عن الغل قلبه، رضي عنه ربه)[4] . فالإنسان بمقدار ما يحمل من أحقاد يخسر الثواب والحسنات التي يكسبها من عمل الخير الذي يؤديه، من صيام وصلاة وعبادات وأعمال البر، فالحقد يذهب بهذه الحسنات أدراج الرياح. يقول الأمام علي : (الغل يحبط الحسنات)[5] ، ومقتضى ذلك ان الأعمال الفاضلة التي تؤديها لا تذهب إلى حسابك في بنك الحسنات، بسبب الأحقاد والأضغان. لذلك على الإنسان أن يتعاهد قلبه دائما وأبدا وأن ينظفه من الأحقاد على الآخرين، حتى ينال رضا الرب.


إن يقظة الضمير حالة إيمانية عظيمة، ينبغي أن نربي أنفسنا عليها، فلا نتهاون بذنوبنا، ولا نستحقر غيرنا، وأيا كان خصمنا حتى لو كان خادمًا عندنا، فغدًا سيطالبنا بحقه أمام رب العالمين، ويا له من موقف صعب هناك، وما أهون تقديم الاعتذار عنه في هذه الدنيا لو تأمل الإنسان وفكر.

نسأل الله أن يوفقنا وإياكم لتطهير صدورنا من الغل والأحقاد.

جزاك الله الخير يااختي الكريمة على الموضوع الرائع .


التعديل الأخير تم بواسطة : حسين علي احمد ال جمعة بتاريخ 20-06-2012 الساعة 10:46 AM.
رد مع اقتباس