عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 25-03-2012, 03:50 PM
حسين علي احمد ال جمعة حسين علي احمد ال جمعة غير متصل
 
تاريخ التسجيل: Jul 2011
الدولة: السعودية
المشاركات: 608
معدل تقييم المستوى: 13
حسين علي احمد ال جمعة is on a distinguished road
والدعوة الى الله سبحانه تأتى على اربعة اوجهٍ في سورة هود

والدعوة الى الله سبحانه تأتى على اربعة اوجهٍ في سورة هود :

1 ـ اصل التوحيد . 2 ـ الحرب ضد الشرك . 3 ـ تهذيب الروح من الذنب . 4 ـ العودة الى الله سبحانه وتزيين الروح بزينة الصفات الالهية ( اصلان لهما علاقة بالعقيدة واصلان لهما علاقة بالعمل ) . وفي الآية 3 من سورة هود تبين لنا الاصلين الاخرين .
( وأن استغفروا ربّكم ثمّ توبوا اليه ) .
فجاء الاستغفار والتوبة في هذه الآية يحكي عن امرين مختلفين اولهما : التهذيب والثاني : كسب الكمالات . وتقدم الاستغفار على التوبة ، ان الآية السابقة تقول : يجب على الانسان اولاً تطهير الروح من الذنوب وبعدها الاتصاف بالصفات الالهية . كما في الاول خلع اللباس الوسخ وارتداء الملابس النظيفة والطاهرة . او الاعتقاد اولاً ان كل معبود سوى الله سبحانه وتعالى باطل ومطرود من القلب ولا مكان له إلاّ عبادة الحق ومكانه في مكان القلب .

قال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : لا تكن ممّن يرجو الآخرة بغير عمل، ويؤخّر التوبة بطول الأمل، يقول في الدنيا بقول الزاهدين، ويعمل فيها عمل الراغبين، إن اُعطى لم يشبع، وإن منع لم يقنع، يعجز عن شكر ما اُوتي، ويبتغي الزيادة فيما بقي، ينهى ولا ينتهي، ويأمر بما لا يأتي.

يحبّ الصالحين ولا يعمل عملهم، ويبغض المذنبين وهو أحدهم، يكره الموت لكثرة ذنوبه، ويقيم على ما يكره الموت له، إن سقم ظلّ نادماً، وإن صحّ أمن لاهياً، يعجب بنفسه إذا عوفي، ويقنط إذا ابتلي، إن أصابه بلاء دعا مضطراً، وإن أصابه رجاء أعرض مغتراً.

تغلبه نفسه على ما يظنّ ولا يغلبها على ما يستيقن، يخاف على غيره بأدنى من ذنبه، ويرجو لنفسه بأكثر من عمله، إن استغنى بطر وقتر، وإن افتقر قنط ووهن، يقصر إذا عمل، ويبالغ إذا سأل، إن عرضت له شهوة أسلف المعصية
وسوّف التوبة، وإن عرته محنة انفرج عن شرائط الملّة.
يصف العبرة ولا يعتبر، ويبالغ في الموعظة ولا يتّعظ، فهو بالقول مدل ومن العمل مقلّ، ينافس فيما يفنى، ويسامح فيما يبقى، يرى المغنم مغرماً والغرم مغنماً، يخشى الموت ولا يبادر الفوت، يستعظم من معصية غيره ما يستقلّ أكثر منه من نفسه، ويستكثر من طاعته ما يحقره من طاعة غيره، فهو على الناس طاعن، ولنفسه مداهن.

وقال الرسول الاكرم ( صلى الله عليه وآله وسلم ) في معنى التوبة النصوح :
« أن يتوب التائب ثمّ يرجع في ذنبٍ كما لا يعود اللبن الى الضرع »

كما ذكرنا في الآية 53 من سورة الزمر :
( .... لا تقنطوا من رحمة الله إنّ الله يغفر الذّنوب جميعاً ) .

وقال الرسول الاكرم ( صلى الله عليه وآله وسلم ) :
« مثل المؤمن عند الله عزّ وجلّ كمثل ملك مقرب وأن المؤمن عند الله أعظم من ذلك ، وليس شيء أحب الى الله من مؤمن تائب أو مؤمنة تائبة »

ان الله تعالى أشد فرحاً بتوبة عبده من رجل أضلّ راحلته وزاده في ليلةٍ ظلماء فوجدها فالله أشد فرحاً بتوبة عبده من ذلك الرجل براحلته حين وجدها

وهذا يبين اللطف الالهي للمذنبين لان الاسلام لا يسد الابواب امام العائدين الى الله سبحانه وتعالى .

والحمدلله رب العالمين .

رد مع اقتباس