عرض مشاركة واحدة
  #525  
قديم 16-05-2011, 12:11 AM
الغروب الغروب غير متصل
 
تاريخ التسجيل: Jun 2007
المشاركات: 29,452
معدل تقييم المستوى: 10
الغروب is on a distinguished road
رد: ثورة الغضب :: ليبيا ::

القتال في ليبيا قد يستمر أشهرا رغم مكاسب المعارضة






«الاقتصادية» من الرياض
أعلنت ليبيا أمس مقتل 16 شخصا وإصابة 30 في قصف لقوات حلف شمال الأطلسي في البريقة شرق العاصمة الليبية.
وبدأ تحالف دولي شن غارات على قوات الزعيم الليبي معمر القذافي في 19 آذار (مارس) قبل أن يتولى الحلف الأطلسي قيادة العمليات في 31 آذار (مارس). وأعرب حلف شمال الأطلسي من جهته عن أسفه لاحتمال سقوط مدنيين رغم أنه لم يؤكد رسميا مقتل 16 ليبيا في غارات شنتها قواته على مدينة البريقة الساحلية (شرقي ليبيا). وأعلن الحلف الأطلسي في بيان "بلغنا بما قيل عن سقوط أرواح مدنية في غارة" شنت الجمعة على مركز قيادة في البريقة و"رغم أنه لا يمكننا تأكيد صحة ذلك بشكل مستقل" "فإننا نأسف لمقتل مدنيين أبرياء عندما يحدث". وأفادت وسائل إعلام النظام الليبي عن مقتل 16 مدنيا وجرح العشرات في غارة شنها طيران الحلف الأطلسي على تلك المدينة النفطية التي تسيطر عليها قوات العقيد معمر القذافي. وأعلن الكولونيل المساعد مايك براكن الناطق باسم عملية الحلف الأطلسي في مقره العام في نابولي (جنوب غربي إيطاليا) عصر الجمعة، أن الحلف ليس لديه "معلومات" حول هذه القضية. من ناحيتها، امتنعت الولايات المتحدة الجمعة عن الاعتراف دبلوماسيا بالمجلس الوطني الانتقالي، غير أنها اعتبرته "شرعيا وذا مصداقية"، خلال زيارة للمسؤول الثاني في الهيئة القيادية للثوار الليبيين محمود جبريل إلى البيت الأبيض. وقال توم دونيلون مستشار الرئيس الأمريكي باراك أوباما لشؤون الأمن القومي في بيان صدر خلال زيارة جبريل مسؤول العلاقات الخارجية في المجلس، إن "الولايات المتحدة تعتبر المجلس الوطني الانتقالي محاورا شرعيا وذا مصداقية عن الشعب الليبي"، وفق بيان صادر عن الرئاسة الأمريكية.


وكان جبريل قد قال الخميس لشبكة "سي إن إن" إنه يتوقع أن تثمر لقاءاته في البيت الأبيض اعترافا رسميا من الولايات المتحدة بالثوار الليبيين. وتلمح مكاسب أخيرة للمعارضة في ليبيا لكسر الجمود العسكري في البلاد، ولكن القتال قد يستمر أشهرا دون تكثيف كبير للحملة الغربية أو وفاة مفاجئة للزعيم الليبي معمر القذافي. ومكنت غارات حلف شمال الأطلسي على عشرات من المواقع الحكومية حول مدينة مصراتة الاستراتيجية، المعارضة من السيطرة على مطار المدينة الأسبوع الماضي، إلا أن المعارضة والحلف ما زالا حذرين بشأن إمكانية تحقيق نصر سريع. ويؤكد مسؤولون ومحللون عسكريون أن المكاسب حول مصراتة هشة، وأنها عرضة لهجوم مضاد كما حدث في الانتفاضة المسلحة التي بدأت قبل ثلاثة أشهر على حكم القذافي المستمر منذ 42 عاما. وقال متحدث باسم المعارضة من مصراتة " إنه نصر كبير ولكنه ليس نهاية المعركة"، مشددا على دعوته حلف شمال الأطلسي إلى تكثيف الهجمات على قوات القذافي بصورة أكبر. ومصراتة نقطة انطلاق استراتيجية يمكن أن تستخدم لتهديد العاصمة التي تبعد 180 كيلومترا فقط إلى الغرب ولكن مسؤولين في الحلف يقولون إنه سيتعذر استخدام المطار لنقل إمدادات للمدينة بسهولة دون تأمين المنطقة المحيطة. وشجع حلف شمال الأطلسي تراجع الهجمات الحكومية على مناطق المعارضة ولكن لا يمكن أن يتحقق النصر في معركة السيطرة على البلاد بالكامل دون السيطرة على طرابلس. ويقول محللون عسكريون إن ذلك يتطلب تصعيدا كبيرا للغارات التي يشنها الحلف بحيث تسفر إما عن مقتل القذافي وإما انهيار حكومته من الداخل. وأثبت القذافي صلابته فرغم سيطرة معارضيه على بنغازي ومناطق أخرى في الشرق المنتج للنفط فلا يزال متحصنا في طرابلس ويحذر محللون من أن تراجع هجمات القوات الحكومية قد يعكس ببساطة استراتيجية تعزيز مركز حكمه في العاصمة. وقد يكون أي تكثيف للغارات على طرابلس صعبا سياسيا على الحلف في ضوء التكليف المحدد الذي منحته الأمم المتحدة إياه بحماية المدنيين وليس تغيير النظام. ويقول دانييل كوهان من معهد الاتحاد الأوروبي للدراسات الأمنية "السؤال هل بدأ القذافي سحب قواته من أماكن أخرى لتعزيز قواته في طرابلس.. بافتراض استمرار القتال وعدم توقف الحرب فإن معركة طرابلس هي المهمة في نهاية المطاف، وربما تحتاج المعارضة بعض الوقت للسيطرة على مصراتة كليا، كما من المرجح أن تستغرق السيطرة على طرابلس بعض الوقت أيضا أي أننا ننظر على الأرجح لبضعة أسابيع أو أشهر من المعارك". وقالت مؤسسة ستراتفور لاستشارات المخاطر السياسية إن إزاحة القذافي ليست بالأمر السهل في ظل ضعف المعارضة الليبية وإحجام الغرب عن إرسال قوات برية، ولا يزال يسيطر على قلب الغرب الليبي ولم يثبت أحد بعد قدرته على إبعاده فعليا أو تهديد قبضته على السلطة بشكل كبير". وقال المحلل الاستراتيجي فرانسوا هيسبورج إنه يبدو أن حلف شمال الأطلسي يحاول قتل القذافي خلال الغارات الجوية الأخيرة على طرابلس رغم نفيه ذلك ولكنه يخاطر بذلك بتقليص المساندة الدولية لحملته. وتابع "هل هذا من الحكمة السياسية سيظل سؤالا بلا إجابة لأن القذافي لا يحظى بنفس المعاملة التي يوليها القانون الدولي لأسامة بن لادن" في إشارة لقتل زعيم تنظيم القاعدة في هجوم أمريكي في باكستان في الشهر الجاري. وأضاف "قتل رئيس دولة عن عمد لن يحظى بتقدير كبير بين زعماء الدول الأخرى، وكلما حاول الحلف وفشل في مسعاه، بدا الوضع أسوأ. ولكن ربما يحالفه الحظ في أي يوم". وقال هيسبورج إن من الصعب على الحلف إيجاد الموارد لتعزيز حملته في ضوء إصرار الولايات المتحدة على تقليص دورها في المهمة في ليبيا والموارد الأوروبية المحدودة. ويستبعد محللون أن ترغم المهلة التي حددها الكونجرس بـ 60 يوما أوباما على وقف العمليات الهجومية تماما، وكذلك يستبعدون أن تستأنف الولايات المتحدة مشاركتها بكامل قوتها في الغارات على ليبيا. وفي الوقت نفسه ستجد بريطانيا وفرنسا صعوبة في تكثيف غاراتهما دون الاستعانة بطائرات وموارد أخرى مستخدمة في الحرب في أفغانستان، وهي مهمة تتصدر أولويات حلف شمال الأطلسي. وفي ضوء هذه القيود يتوقع محللون أن تلتزم دول حلف شمال الأطلسي بالمسار الحالي الذي يعلق آماله على توقعات محددة واستمرار المهمة الحالية المحدودة. وقال كوهان "في الوقت الحالي يبدو أن العزم معقود على الانتظار. ليست الغارات فحسب بل والحصار.. ستنفد أموال القذافي في نهاية المطاف". وتابع "يمكنه الاستمرار لبعض الوقت ولكن سينفد مالديه من هذه الاشياء. ولكن بالطبع يتطلب الانتظار صلابة سياسية بين اعضاء حلف الاطلسي.. والمعارضة ايضا في هذا الصدد." ويفسر ذلك إيفاد المعارضة بعثة دبلوماسية إلى لندن وواشنطن الأسبوع الماضي لتعزيز المساندة لقضيتهم. وذكر كوهان "لا يزال الغرب لا يعرف مع من يتعامل حقا وإذا أمكن المعارضة أن تظهر أنها تجري تحضيرات جدية للمستقبل لحقبة ما بعد القذافي، فسيكون ذلك مفيدا للغاية. وقال هيسبورج إنه ما من ضمانات بعد لنجاح الغرب في ليبيا، وكلما طال أمد الصراع، تزايدت الضغوط على زعماء الغرب بما في ذلك الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الذي يواجه انتخابات العام المقبل. وتابع "في الحالة الفرنسية سيتعين التعامل مع الأمر في غضون الشهرين المقبلين، ومع اقترابنا من نهاية الشهرين ينبغي إعادة النظر فيما ينبغي عمله هل نستمر أم نتوقف. وكانت ثمة توقعات عريضة في البداية بأن الأمر سيكون سهلا، والأمر برمته وضع تحت لافتة الارتجال والتمني. لم يتغير ذلك وعلينا أن نرى ما سوف يحدث".