[فالك طيب]

اعلنت الشرطة اليابانية اليوم ان الحصيلة المؤكدة لضحايا الزلزال المدمر الذي ضرب شرق وشمال شرق البلاد يوم الجمعة الماضي بقوة 9 درجات على مقياس ريختر وما تبعه من موجات مد بحري عاتية (تسونامي) بلغت اكثر من 1640 قتيلا و1700 في عداد المفقودين.

واوضحت الشرطة اليابانية في بيان لها اليوم ان من بين هؤلاء الضحايا سبعة على الاقل لقوا حتفهم في طوكيو مشيرة الى انه تم العثور في وقت سابق من اليوم على حوالي 2000 جثة على شاطئين في (مياغي) التي تعد الاكثر المناطق تضررا.

وثمة توقعات بأن ترتفع حصيلة الضحايا بشكل كبير اذ لاتزال مئات الجثث مجهولة في المناطق المنكوبة.

وعلاوة على ذلك فانه مايزال هناك قرابة 10 آلاف شخص في مدينة (ميناميسانريكو) الساحلية في مياغي على بعد حوالي 360 كلم شمال طوكيو و10 آلاف آخرين في مدينة (اوتسوشي) في منطقة ايواتي على بعد 450 كلم شمال طوكيو لم يعرف مصيرهم بعد.

وقد تم ايواء اكثر من 370 ألف لاجئ في شمال شرق اليابان اعتبارا من اليوم.

وكان انفجار ثان هز المفاعل النووي فوكوشيما رقم 1 الواقع على بعد 230 كيلومترا الى الشمال من العاصمة طوكيو وتسبب في اصابة 11 شخصا على الاقل الا ان المحرك لم يتضرر على ما يبدو.

وقال المتحدث باسم الحكومة اليابانية يوكيو ايدانو للصحافيين ان انفجار غاز الهيدروجين الذي وقع اليوم اطاح بسقف المفاعل والجدران المحيطة بالمحرك رقم 3 وهو مشابه لانفجار المحرك رقم 1 الذي وقع الجمعة الماضي الا ان احتمالات اي تسرب اشعاعي ضئيلة للغاية.

من ناحيتها قالت شركة طوكيو الكتريك باور (تيبكو) المشغلة للمفاعل انها بدأت عملية لتخفيف الضغط عن المحرك الذي تعطل فيه نظام التبريد بعد الزلزال والتسونامي الجمعة الماضي.

وتقوم الشركة بمواصلة تبريد المحركين الاول والثالث عن طريق ضخ مياه البحر لتبريد داخليهما اللذين قد يكونان ذابا جزئيا.

وكان رئيس الوزراء الياباني ناوتو كان قال امس ان المفاعل النووي الاول في فوكوشيما لايزال في وضع 'خطر' بعد ان تضرر بفعل الزلزال والتسونامي.

وفيما لم يتكشف بعد حجم الدمار الحقيقي الذي خلفه أعنف زلزال يضرب اليابان، وخامس أقوى هزة مدمرة على مستوى العالم، إلا أن كافة المؤشرات تدل على أن زلازل الجمعة ربما الأكثر تكلفة في التاريخ على الإطلاق.

وقدرت شركة 'إيكيكات' Eqecat للاستشارات الأمريكية قيمة خسائر هزة الجمعة المدمرة، وبلغت قوتها 8.9 درجة بمقياس ريختر، عند 100 مليار دولار، على الأقل، منها 20 مليار كخسائر عن حجم الأضرار التي لحقت بالعقارات السكنية، و40 مليار دولار عن الدمار الذي لحق بالبنية التحتية كخطوط السكة حديد والشوارع والمواني البحرية.

وتأتي التقدير المبدئية في حين تواصل اليابان، لليوم الرابع على التوالي، عمليات البحث والإنقاذ التي أسفرت عن اللحظة عن إنقاذ أكثر من 15 ألف شخص، وصفها رئيس الوزراء الياباني، ناوتو كان، بأنها الحملة الأكثر صعوبة منذ الحرب العالمية الثانية.

وخلفت هزة الجمعة المدمرة وما تلاها من تسونامي جرف بلدات بأكملها أضرار جسيمة بالبنى التحتية وأكثر من 1700 قتيل، وهي حصيلة مرشحة للارتفاع مع استمرار عمليات الإنقاذ، وقرابة 10 آلاف مفقود.

ونجم عنه مخاوف من كارثة نووية وتسرب إشعاعي إثر تضرر مفاعلات نووية دفعت بـ'شركة طوكيو للطاقة الكهربائية' لاتخاذ تدابير غير مسبوقة بالإعلان عن تطبيق نظام دوري لقطع الإمدادات لكهربائية للتعامل مع النقص الحاد الكهرباء.

وبدورها قدرت شركة 'أير وورلدوايد' AIR Worldwide حجم الخسائر المغطاة بالتأمين الناجمة عن الهزة وحدها دون سواها، بما يتراوح بين 15 مليار إلى 35 مليار دولار، دون الأخذ في الاعتبار تقديرات الخسائر التي تسببت بها أمواج المد العاتية 'تسونامي' أو التلف الذي أصاب مفاعل 'فوكوشيما دايشي' النووي في شمال شرقي البلاد.

وأوضحت الشركة تراجع تقديراتها يعود إلى أن قلة في اليابان، على مستوى والأفراد والشركات، يحملون بوالص تأمين ضد الزلزال، وتصل نسبتهم إلى ما بين 14 و17 في المائة.

وأجمع مراقبون اقتصاديون على أن خسائر الكارثة التي ألحقها زلزال الجمعة باليابان ستجعل منه الزلزال الأعلى تكلفة في التاريخ.

وفي الأثناء، أعلن مصرف اليابان المركزي، الاثنين، عن خطة لضخ 15 تريليون ين (183 مليار دولار) لطمأنة المستثمرين الدوليين على استقرار الأسواق المالية والمصارف في البلاد.

ولم توقف الخطوة الأسواق المالية في طوكيو من هبوط عنيف في أول تداول، الاثنين، بعد هزة الجمعة، حيث هوى مؤشر 'نيكاي 225' بواقع 6.4 في المائة في أقوى تراجع له منذ سبتمبر/أيلول عام 2008 إبان ذروة الأزمة المالية العالمية.