عرض مشاركة واحدة
  #8  
قديم 15-02-2011, 10:02 AM
فهيد الكفيف فهيد الكفيف غير متصل
 
تاريخ التسجيل: Jun 2006
الدولة: الكويت
المشاركات: 20,645
معدل تقييم المستوى: 10
فهيد الكفيف قام بتعطيل التقييم
رد: ثورة الغضب :: سوريا :: متابعه مستمره

دعا بيان للإخوان المسلمين النظام السوري إلى التغيير الحقيقي لصالح الشعب السوري قبل أن تدوي في فضاءات دمشق انتفاضة الملايين لاقتلاع رموز الفساد والاستبداد، وذلك على غرار ما حصل في مصر المحروسة وسوريون نت تنشر البيان الكامل للجماعة:”… بيان من جماعة الإخوان المسلمين في سورية
شعبُ الكنانة يُحَطِّم أصفادَه
ثمانية عشر يوماً فحسب، من الصبر والمصابرة والإصرار والإيمان بالحقّ.. كانت كافيةً لإثبات أنّ سنّةَ الله ماضية لا يقف بوجهها طغيانٌ أو باطل..
ثلاث مئة شهيد، وخمسة آلاف جريح، وملايين القلوب المؤمنة المتّحدة، والصدور المتفجّرة بالخير، والحناجر المدوّية بالحرّية.. استوفت شرط استجلاب نصر الله عزّ وجلّ، الذي لا يتحقّق نصرٌ من غير دعمه وتأييده..
لقد برهن شعب الكنانة أنّ التاريخ تصنعه سواعد الأحرار، وأنّ الظلم لا يدوم، وأنّ الطغيان يحمل بذور خرابه في باطن جبروته واستكباره..
كما برهن الجيش المصريّ الأصيل، أنّ الجيوش ما وُجِدَت إلا لحماية الأوطان وشعوبها، وليس لحماية الأنظمة وطغيانها.. فأعاد الاعتبارَ للقوّات المسلّحة المصرية، وعلّم جيوشَ الأمة كلّها حكمةً مكتوبةً بأحرفٍ من نور.
يا أحرار مصر الأبيّة:
لقد كان دَرسُكُم بليغاً، وكانت المعجزة التي حقّقتموها ناقوساً يدقّ كلّ أسوار الحقيقة، ويُسمِع من لا يريد أن يسمع، ويضع سُنَنَ التاريخ جليةً أمام أصحاب البصر والبصيرة.
يا شعب الكنانة العظيم:
أنتم لم تسطِّروا الصفحةَ الأولى من التاريخ الحديث لمصر فحسب.. فأنتم -بإصراركم على تحطيم القيد الذي كبّلكم منذ عشرات السنين- اجترحتم السطرَ الأولَ لحرّيتنا وخَلاصنا من سلاسل الدكتاتورية، التي فرضها علينا الطغيان منذ ما يقرب من نصف قرن.. فَلَكُم من شام الآلام التي تغلي في الصدور.. كلّ التحايا والشكر والعرفان، ونسأل الله -جلّ وعلا- الرحمةَ لشهداء ثورتكم المظفَّرَة، والسدادَ والرشادَ والتوفيقَ لشبابها الأوفياء.
يا أحرار سورية الأبيّة:
لقد ألقت قاهرةُ القهرِ عِبرتَـها عند تُخوم دمشق، بأنّ زمن العبودية قد مضى، وأنّ عصر الدكتاتوريات قد ولّى، وأنّ وَجهاً مُشرِقاً جديداً قد فرض نفسَه على منطقتنا.
يا أبناء سورية الحُرّة:
لقد غربت الحقبة التي يدخل فيها الحاكم قصرَ الرئاسة على ظهر دبّابة، ولا يخرج منه إلا مُسجّىً على عربة مدفع.. وانتهى الزمن الذي يكون فيه (البرلمان الصوريّ) بصمةَ الإبهام الأيسر للفئة الحاكمة، وولّى العصر الذي يكون فيه الحزب الحاكم هو الوطن، والمعارضة الشريفة مُتحَفاً صامتاً، والأحزاب الوطنية نصباً تذكاريّاً!..
يا حُكّام الشام الحُرّة:
إنّ تجاهل الحقيقة -الماثلة أمامنا جميعاً- مَرْتعه وخيم، وإنّ العِبرة التي بدأت تتشكّل في تونُس الشقيقة، واكتملت فصولها في أرض الكنانة، كافية للعقلاء أن يعتبروا.. فإنه عصر الحرية والأحرار، الذي باتت شمسه تسطع عند تُخُومِ سورية الأبيّة.. فقانون الطوارئ والأحكام العُرفية والسجون الصحراوية والجيوش القمعية وكتائب البلطجية والتحالفات الاستراتيجية المريبة.. كل ذلك وغيره، لم يصمد أمام المرجل الشعبيّ المثقل بظلم العقود، فانفجر وجَرَفَ كلَّ خبث، بينما بقي الشعب حقيقةً تشقّ طريقَ المجد والعِزّ.
أيها النظام السوريّ:
كن رافعةً للتغيير الجذريّ لا التجميليّ، قبل أن تُجلجِلَ -في فضاءات دمشق والمدن السورية- صرخة الملايين، كما جلجلت صرخة المصريّين: (الشعب يريد إسقاط النظام).. فكلّ العقلاء يعرفون أنّ التغيير الحقيقيّ هو ملاذ البلاد والعباد، وأنّ عناصرَه تبدأ من تغيير الدستور وإلغاء قانون الطوارئ والأحكام العُرفية والمحاكم الاستثنائية، ومن احترام عقيدة الأمة ومبادئها.. وتنتهي بإجراء انتخاباتٍ حُرّةٍ نزيهة، وتشكيل حكومةٍ وطنيةٍ تمثّل كلَّ شرائح المجتمع السوريّ.. مروراً بتبييض السجون والمعتَقَلات، ومعالجة الفقر والبطالة، وتحقيق مبدأ تكافؤ الفرص، ومكافحة الفساد ومحاكمة الفاسدين، وإزالة كل ما يَحُول دون عودة المُهَجَّرين السوريّين، والكشف عن مصير المفقودين.
الحريّة لشعبنا السوريّ الأبيّ، والمجد لسورية العزيزة الكريمة، وطناً حُرّاً لكلّ أبنائه.
والله أكبر ولله الحمد.
(يُرِيدُ اللَّهُ لِيُبَيِّنَ لَكُمْ وَيَهْدِيَكُمْ سُنَنَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَيَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ) (النساء:26).
يوم السبت في 12 من شباط (فبراير) 2011م
جماعة الإخوان المسلمين في سورية

 

التوقيع

 

لمتابعتي على تويتر
@ fuhaid_alkafif

 
 
رد مع اقتباس