عرض مشاركة واحدة
  #615  
قديم 07-02-2011, 11:05 AM
فهيد الكفيف فهيد الكفيف غير متصل
 
تاريخ التسجيل: Jun 2006
الدولة: الكويت
المشاركات: 20,645
معدل تقييم المستوى: 10
فهيد الكفيف قام بتعطيل التقييم
رد: ثورة الغضب :: مصر :: متابعه مستمره

"يوم الشهداء".. ملابس ملطخة بالدماء وعرس ولافتات ساخرة





أحيا المصريون الأحد ما أسموه "يوم الوفاء للشهداء" وأقاموا الصلاة والقداس على أرواح الضحايا، وقد خابت توقعات الكثيرين بأن تشهد الاحتجاجات في ميدان التحرير انخفاضا في مستوى المشاركة، بعد أن حضر مئات الآلاف الأحد إلى الميدان.
توقع كثيرون أن تتقلص أعداد المحتجين في ميدان التحرير إلى أدنى حد لها، بسبب بدء العمل بصورة طبيعية في الشركات والمؤسسات الرسمية، بالإضافة إلى سوء الأحوال الجوية، ولكن خابت توقعاتهم، حيث شهدت المظاهرة التي دعا المحتجون إليها، أمس الأحد، تحت اسم "يوم الوفاء لشهداء الثورة" تواجداً كثيفاً، وقدرت الأعداد بمئات الآلاف. لاسيما أن المحتجين استطاعوا ضم أجزاء جديدة إلى الميدان حتى وصل إلى بداية ميدان عبد المنعم رياض من الناحية الشرقية.
وبلغت الثورة المصرية في يومها الثالث عشر ذروتها في الثالثة عصراً، بعد خروج الموظفين من أعمالهم، حيث توجهوا إلى ميدان التحرير وسط القاهرة، واصطفوا في طوابير طويلة، إمتدت من أمام دار الأوبرا على الطرف الثاني من كوبري قصر النيل بمدينة الجيزة إلى ميدان التحرير بمدينة، ولمسافة تقترب من ألف متر، وجاء اصطفاف المصريين في طوابير، نظراً لتضييق الجيش المدخل المؤدي إلى الميدان، فضلاً على إخضاعهم للتفتيش من قبل الجيش و"اللجان الشعبية للثوار" المعتصمين هناك. ورغم هطول الأمطار في ذلك التوقيت إلا أن المصريين استمروا في توافدهم، وسط هتافات المحتجين "المصريين أهما، المصريين أهما"، "الشعب يريد اسقاط النظام".
وضمت الثورة في يوم الوفاء لقتلى الاحتجاجات مختلف شرائح وطبقات وطوائف المجتمع المصري، فكان هناك سيدات منتقبات ومحجبات بطريقة عصرية إلى جوار أخريات غير محجبات وترتدين ملابس "كجوال".
ويقف عمال الترحيل والبسطاء وأرباب الحرف كتفاً بكتف إلي جوار أطباء ومهندسين وقضاة وعلماء أزهر ومثقفين وفنانين وسياسيين. وبينما أدي المسلمون صلاة الظهر ودعوا للقتلى، أقام المسيحيون قداس الأحد وقداساً آخر على أرواح الضحايا. ورفع بعضهم القرآن إلى جوار الصليب، وأقام المسلمون حواجز بشرية حول المسيحيين خلال القداس، وهو الأمر نفسه الذي فعله المسيحيون مع المسلمين أثناء صلاة الظهر.
ووجهت بعض أسر ضحايا الاحتجاجات كلمات إلى المحتشدين في الميدان، طالبوهم بالثأر لأبنائهم من خلال مواصلة النضال والحفاظ على استمرارية الثورة حتى إسقاط النظام ومحاكمة رموزه وعلى رأسهم الرئيس حسني مبارك، ورفعوا صور القتلى وملابسهم الملطخة بدمائهم وطافوا بها أرجاء الميدان، وسط هتافات "الشعب يريد اسقاط النظام"، "دم الشهيد مش هيروح هدر".
وشهدت المظاهرة عقد قران عروسين بملابس الزفاف وسط المحتجين الذين التفوا حولهما، و قدموا التهاني لهما، وغنوا لهما على إيقاعات الدفوف.
وحمل بعض المحتجين لافتات ذات طابع ساخر، فقد وقف شاب ينتمي إلى محافظة المنوفية مسقط رأس الرئيس مبارك في مدخل الميدان من ناحية كوبري قصر النيل وهو يحمل لافتة كتب عليها "أنا بريء منك ليوم الدين.. إمضاء: كل أبناء المنوفية".
ووقف ثان في مدخل الميدان أيضاً حاملاً لافتة كتب عليها "إلى صرف وجبة كنتاكي، الكذب حصري ع التلفزيون المصري" في إشارة ساخرة من إدعاء التلفزيون الرسمي أن المحتجين مأجورون، ويحصلون على مبلغ خمسين جنيهاً، ووجبة غذائية من مطاعم كنتاكي. و رفع ثالث لافتة كتب عليها "الجمل رمز الحزب الوطني في الإنتخابات والبلطجة" في إشارة إلى أن الحزب الوطني يستأثر برمز الجمل في الإنتخابات، وهو الرمز الأشهر،
واستخدام الجمل في الهجمات التي شنها البلطجية ضد المعتصمين يوم الأربعاء الماضي. وخط المحتجون بالحجارة لافتة على أرض الميدان هي "ميدان الشهداء" في إشارة إلى أن ميدان التحرير شهد مقتل العديد من المتظاهرين، وبجوارها وضعت لافتة كتب عليها "إرحل باللغة العبرية.. يمكن ما بيفهمش عربي"، فيما جلس شيخ عجوز وسط الميدان، واضعاً على فمه لافتة كتب عليها "ارحل".
وكتب رجل أصابت الحروق وجهه على لافتة لفها حول خصره "ارحل مراتي عاوزة تولد، الواد مش عاوز يشوفك"، ولف حول رأسه لافتة أخري كتب عليها "ياريتك كنت طلعت الضربة الجوية ضدنا وحكمت اسرائيل 30 سنة، كان أفضل لشعب مصر"، في أشارة إلى أن المؤيدين للرئيس مبارك يقولون إنه صاحب فضل على الشعب المصري، عندما قاد الضربة الجوية الأولى في حرب أكتوبر العام 1973، التي استردت فيها مصر شبه جزيرة سيناء، حيث يتمنى المحتج لو أن مبارك قاد الضربة ضد مصر، وحكم اسرائيل 30 عاماً، كان ذلك أفضل للشعب المصري.
وكتب محتج كان يقف إلى جواره على ملابسه "مبارك ارحل بقي يا عم خلي عندك دم". وفي طرف الميدان الشرقي بالقرب من ميدان عبد المنعم رياض، صنع المحتجون لوحة من الحجارة كتبوا بها كلمة "ارحل" بخمس لغات مختلفة. وكتب شاب يعتصم في الميدان على الجاكت الذي يرتديه من الخلف "عايزين دستور جديد، كرهنا نكون عبيد، الجدع جدع والجبان جبان، إحنا يا جدع قاعدين في الميدان".
ويبدو أن أحد الشباب المحتجين لم يبرح مكانه منذ بداية الثورة في الخامس والعشرين من يناير الماضي، ولم يستحم، لذلك وضع لافتة على صدره، كتب عليها "ارحل بقي عاوز استحمي". وجلس آخر عاصباً رأسه بعلم مصر إلى جوار لافتة مكتوب عليها "ولا مولوتوف ولا كلاشنكوف، ارحل بقي يا خروف"، بينما علق في عنقه لافتة أخري كتب عليها "حطمت قيودي".
وكان إلى جواره مواطن آخر، يضع لافتة كبيرة كتب عليها "هنا قبري". ووقف محتج وسط الميدان حاملاً لافتة كتب عليها "احترس الرئيس مسجل خطر". وحمل شاب لافتة كبيرة مكتوب عليها "عنوانك الجديد: ميدان التحرير، الإسم: مصري رجعت له كرمته. الأوردر: تغيير شامل وليس ترقيع خامل" في سخرية شديدة من إعلان تلفزيوني لصالح مشروع "مدينتي" وهو منتجع سكني للصفوة مملوك لرجل الأعمال هشام طلعت مصطفي، والذي كشف القضاء أوجه فساد عديدة في الصفقة التي حصل بموجبها على أرض المشروع، وتدخل الرئيس مبارك لإيقاف تنفيذ الحكم ورد الأرض للدولة، وأمر بأعادة بيعها لشركة طلعت بمبالغ زهيدة، علماً أنه مسجون حالياً على ذمة قضية قتل الفنانة اللبنانية سوزان تميم.
ولأن الحاجة أم الإختراع، فقد استخدم المحتجون المعتصمون في الميدان أكياس البلاستيك مع الأشجار الصغيرة في صنع خيام، تحميهم من هطول المطر، وفي أشارة إلى أصرارهم الشديد على عدم مبراحة المكان، إلا مع تحقيق كامل مطالبهم، وعلى رأسها "إسقاط النظام".

 

التوقيع

 

لمتابعتي على تويتر
@ fuhaid_alkafif

 
 
رد مع اقتباس