إبراهيم عليه السلام .
كان نبي الله إبراهيم عليه السلام قد سأل الله أن لا يقبض روحه حتى يكون هو الذي يطلب الموت من الله وقد
إستجاب الله لطلبه .
تقول كتب التاريخ : أن نبي الله إبراهيم عليه السلام كان كريما محبا للصدقات ولإطعام الفقراء والمساكين من
طعامه وفي يوم من الأيام وبينما هو يطعم نفر من الفقراء إذا به يرى عن بعد رجل كبير في السن يمشى ويتعثر
في مشيته فأشفق عليه إبراهيم عليه السلام وأرسل له حمارا ليركبه حتى يسهل عليه قطع المسافة إلى مكان
نبي الله إبراهيم عليه السلام ليطعمه من طعامه فلما وصل ذلك الشيخ المسن إلى حيث مكان الطعام ، حاول تناول
شئيا منه فلم يستطع إيصال الطعام إلى فمه لكبر فمه ، كان الشيخ يمسك الطعام بيده بدلا من أن يدخله في فمه
يضعه في أنفه أو في عينه ولا تصل إلى فمه إلا بعد جهد كبير وقد كرر ذلك مرات عديدة وحين يصل الطعام إلى
فمه يخرج من دبره .
كل هذا ونبي الله إبراهيم يشاهد ما يحدث وقد استبد به العجب من عجز ذلك الشيخ من تناول الطعام فدنا منه نبي
الله وسأله : ما بالك ياشيخ لا تقوى علىحمل طعامك ولا تستطيع يدك الوصول إلى فمك .
أجاب الشيخ الطاعن في السن : الكبر يا بني الكبر .
فسأله إبراهيم عليه السلام : إبن كم أنت ؟
فأجاب الشيخ بأن عمره كذا من الستين .
فعرف منه نبي الله إبراهيم أن عمره لا يفرق عن الشيخ سوى سنتين أثنتين فقط .
فقال مرددا بينه وبين نفسه : إنما بيني وبين الشيخ سنتان فقط أي أني سأصبح واهن القوة ضعيف النشاط مثل
هذا الشيخ بعد سنتين ، اللهم إني في غني عن تلك السنتين ثم صاح متأثرا : اللهم أقبضني إليك قبل ذلك يارب
العالمين .
فقام ذلك الشيخ بعد سماعه لكلام إبراهيم عليه السلام وقبض روحه وكان ذلك هو عزرائيل ملك الموت .
تقول كتب التاريخ أن نبي الله إبراهيم عليه السلام مات وعمره مائتي سنه وقيل مائه وخمسة وسبعين سنة ودفن
في مزرعة حبروت بقرب قبر زوجته سارة التي توفيت قبله بسنة.
بعض المؤرخون يذكرون أنه توفي فجأة كما توفي نبي الله سليمان عليه السلام ويقولون أنه مات بعد مرض
طويل كان يعاني منه .
كان نبي الله إبراهيم أول من أختتن من بني آدم وأول من أستضاف الضيف من بني آدم وأول من لبس السروال
من بني آدم .
هذا ما تذكره كتب التاريخ ... والله أعلم . .
...............................................