عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 14-12-2009, 12:01 AM
الصورة الرمزية صـ ع به المنال
صـ ع به المنال صـ ع به المنال غير متصل
 
تاريخ التسجيل: Dec 2009
الدولة: في عالم احساسي
المشاركات: 228
معدل تقييم المستوى: 15
صـ ع به المنال is on a distinguished road
Lightbulb ّّّ البحث عن السعاده ّّّّ




كل إنسان في هذه الحياه الدنيا ينشد السعاده و يبحث عنها ،

ولكن لابد من السؤال أولاً :

ما هي السعاده ..؟

أهي الغنى بعد شدة الفقر ،
أم الصحه بعد المرض و القوه بعد الاستضعاف ،
أم هي التخلق بالحكمه و العفه ..؟

هل هي تناول الشهوات ،
وأن يعيش الإنسان حراً طليقاً دون قيود يفعل ما يحلو له ،
ولو كان معارضاً للخلق والدين ..؟

كل هذه الأمور يمكن أن تخطر ببال الإنسان ؛
فالسعاده شيء حقيقي وليست وهماً ،

فالعالِم يسعد بعلمه ،
والكريم يسعد بكرمه ،
و المجتهد يسعد باجتهاده ،
ولذة هؤلاء أعظم ممن يسعد بأكله وشربه و كسبه ،
ولكن هل هذا هو منتهى حلم الإنسان و تطلعاته ..؟

فالإنسان بفطرته يتوق دائماً إلى أشياء أخرى ..
يتوق إلى الأفضل أو الأجمل ، ويريد الازدياد؛ فالغني يريد شيئا آخر ،
والذي حقق فكرته يبحث عما هو أعظم ،
وليس هناك نهايه إلاّ أن يصل الإنسان إلى الله ،
و يطمئن إليه ويأنس بعبوديته له ، وأنه معه يحفظه ويرشده ،
فعندما وصل عمر بن عبد العزيز إلى الخلافه ،
تاقت نفسه إلى شيء أسمى وأعلى ، قال : "ولم يبق إلاّ الجنه ".
مهما عمل الإنسان ومهما سعُد ، فإن الدنيا فيها آلام وهموم يعجز عن تحملها ،
فإذا عمل للآخره فعند اذن يرتاح من هذه الهموم، وليس هنالك طريق آخر ..
السعاده هي أن يكون للإنسان هدف سامٍي يسعى إليه ،
وغايه كبيره و رساله يحملها ، ومهما أصابه في سبيلها فهو راضٍي ،
الثقه بالله هي التي تعطي الإنسان صفاءً في النفس وهدوء في البال ،
وشجاعه في القلب ؛ فلا يفرح كثيراً بما أصاب ولا يحزن لما فقد ،
إننا لو نظرنا إلى وجوه الناس فسوف نلاحظ كيف تعبر عما بداخلها من الهموم ،
مع أن مظهرهم في لباسهم وابتسامتهم لا يدل على هذا ،
ولكن التنافس في اقتناء الأشياء قد أخذ جزء كبير من اهتماماتهم ،
وسدّ عليهم منافذ السعاده الحقيقيه ،
وإن من معجزات القرآن أن يصف هذه الظاهره الأبرز ما تكون في عصرنا ،
قال تعالى ( ألهاكم التكاثر ، حتى زرتم المقابر ) هكذا تذهب سريعاً عند هؤلاء ،
فقد أخذ جلّ وقتهم التكاثر حتى فاجأهم الموت ..
ليست السعاده في الراحة التي يتوهمها كثير من الناس ،
بل السعاده في التغلب على الصعاب ، ومعالجة المشاكل بنفس راضيه ،
و التغلب على الضعف ؛ فالخامل هو الذي لا يجد لذه العزيمه و ركوب الأخطار ،
هذا الخامل الذي يعيش معتمدا على غيره كالجنازه التي تُحمل على الأعناق ،
والسعاده في الألم الذي يعقبه انتصار ، وفي الحزن الذي يأتي بعده الفرح
وانشراح الصدر ، وفي تسخير ما في الكون لمصلحة الإنسان ، ولتحقيق إنسانيه بحته بالدرجه الأولى
...



رد مع اقتباس