هل سيبكي الرجال
بعد النساء؟!
الاثنين, 23 نوفمبر 2009
د.فالح العمرة العجمي
جريدة الرؤية
سيكثر البكاء والنحيب في الايام القادمة، وستنكشف أمور كثيرة للشعب الكويتي، وبالأخص على الصعيد السياسي والرياضي، وسيتبين الخيط الابيض من الخيط الاسود، وعندها لن ينفع البكاء من الرجال والنساء على حد سواء، اليوم بكت امرأة وغدا سيبكي الرجال من الفضيحة، وستنكشف أمور يبكي لها بعض الاعضاء والوزراء.
ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا
ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
الكل يدّعي هذه الأيام انه حامي الحمى، والشريف الذي يذود عن املاك وأموال الدولة، والحقيقة بعض الأحيان عكس ذلك، فهل كل من اعتدى على المال العام وبكى واقسم انه بريء صدّقناه، إذن ما فائدة المستندات والوثائق والحقائق التي اعدها الرجال المخلصون، هل نصدّق المستندات والوثائق ام نصدق الدموع.
يقال إن المرأة تستخدم دموعها للخروج من مأزق أو لإخفاء حقيقة لا تريد البوح بها، ويقال ايضا اذا بكت المرأة فاعلم انها تمارس الكذب لحظة البكاء.
لقد انكشفت الامور وتبين الحق من الباطل وعلم الجميع من هم حماة المال العام {أَيَّتُهَا الْعِيرُ إِنَّكُمْ لَسَارِقُونَ}،
في ذلك الوقت لن ينفع الحلف برأس الدستور ولا بعراقيبه، لأنه لا يجوز سرقة المشاريع والابحاث والدراسات من الآخرين الذين تعبوا في إعدادها، ولا يجوز خرق القوانين والتعدي عليها يا حماة المال العام؟
وعلى طاري البكاء هذه الايام تحت قبة البرلمان، ستشهد الساحة الرياضية أيضا بكاء من نوع آخر، سيبكي من انقلب على الديموقراطية وانقلب على الأعراف والأغلبية واستخدم الأسلحة المحرمة، سيبكي من استخدم نفوذه غير المشروع وأراد سحق الأكثرية بقيادته الأقلية وإعلامه الكاذب، وتصويره القضية بغير حقيقتها، سيبكي من تجرأ وتآمر على الكرة الكويتية بتدخلات خارجية لإيقاف الرياضة الكويتية، سيبكي، حيث لا ينفع البكاء ولا الندم، لأنه يواجه صناديد شيوخا.
لقد تعوَّد هذا ومن على شاكلته بالانقلاب على الأغلبية، لأنه يظن أن البلد لفئة معينة، لذلك لا يحترم الآخرين، ولو كانوا هم الأكثرية، لأنهم على حسب عقليته العنصرية ليسوا أهلا للمسؤولية، فيفصّل القوانين على مزاجه وهواه ليصل الى قمة هرم الرياضة بهذه الطريقة، وقد سبق هذا الأمر والتخطيط في توزيع الدوائر الانتخابية، حيث لا نسبة ولا تناسب في توزيع الدوائر وغابت العدالة في هذا الموضوع ولم يهمهم الدستور في هذا الجانب، لأنهم الغالبون المستفيدون، وتكرر مسلسل تعدي الاقلية على حقوق الاغلبية في هذه الايام، وهو حل الأندية العشرة وترك الاقلية النخبوية التجارية الليبرالية، ويقولون الكويت للجميع، وأعتقد أنهم فقط المقصودون بالجميع .
وان قلنا في هذه الأيام إن الأمر وصل بين مجلس الامة والحكومة الى تكسير العظام، فإن المرحلة المقبلة كذلك بين تكتل الاغلبية الرياضي الذي حلته الحكومة من وراء تخطيط الأقلية، وبين نوادي النخب العوائلية سيكون مرحلة تكسير العظام، والسبب في ذلك هو التعسف والتحريض على اتخاذ قرار حل الأندية، عندها ليتحمل كل رجل مسؤوليته، وسنشهد بكاء من رجال اعتقدنا أنهم رجال في يوم من الأيام، ولكنهم سيتفوقون على النساء في البكاء وفي مقدمتهم الطارئون على الحركة الرياضية، وفي ذلك الحين ستتطهر الرياضة الكويتية على يد الأسد طلال الفهد، لأن الأسود تسود والمثالب للثعالب.
الذيب من صلبه يجيب الذيابه
ولاّ الثعالب ما بعد جابت فهود
والسيف تحمي سلته عن نصابه
والطيب ما ياتي بلا فعل وجهود