عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 08-09-2009, 05:24 PM
الصورة الرمزية فيصل آل مخلص
فيصل آل مخلص فيصل آل مخلص غير متصل
 
تاريخ التسجيل: Aug 2009
المشاركات: 9
معدل تقييم المستوى: 0
فيصل آل مخلص is on a distinguished road
أعجزنا أن نكون كالنمل

سمعت اليوم في احدى المحطات الإذاعية ،برنامج يتحدث حول قدرة النمل العجيبة التي ألهمه الله اياها في عديد من الجوانب الحياتية والبيئية التي يعيشها النمل ، في دلالة على عظمة الخالق جل وعلا . وكان من ضمن تلك الأشياء تفاني النملة في خدمة مجتمعها النملي ، والإخلاص له ومحاولة الدفع بعجلة التقدم والتطور في ذلك المجتمع ، وتحقق العلم من هذه الخصال بعدة طرق وتجارب كانت اكثرها مفارقات جميلة تستحضر التسبيح لله على عظيم صنعه، ومن أجملها التجربة التالية :
أراد أحد متخصصي العلم الحيواني التحقق من صفة التكافل الإجتماعي وحب الخير للآخرين لدى النمل ، فقام بأخذ قطعة خبز صغيرة بعد أن غطاها بالعسل ثم طلاها بطلاء أزرق وبعد ذلك وضعها بوسط الغابة وراح يراقب بمجهره الحركة حولها ، ومالبث أن لمح نملة تسير باتجاه قطعة الخبز ، وكانت القطعة كبيرة فأكلت حتى فرغت ثم غادرت وكان بطنها الشفاف قد اصتبغ بصبغة زرقاء بلون الطلاء الذي وضعه العالم ، وكان بيت النمل بعيداً وبعد أن وصلت وبفترة وجيزة خرجت مجموعة كبيرة من النمل سالكة نفس الطريق الذي أتت منه الأولى وكانت المجموعة عائدة بدونها ، حتى وصلت للخبزة ، مع أن العودة لنفس المكان كان ضرباً من الخيال ،فأكلن منها . وكرر العالم التجربة ولكن وضع التراب في قفى خطوات النملة الأولى وعندما وصلت وخرجن باقي النملات تهن عن موقع الخبزة . وبهذا وبعد دراسة استنتج العالم أن النمل عندما يجد طعاماً ويأكل منه يحتفظ برائحة من هذا الطعام خاصة يفرزها أثناء عودته لبيته حتى يستدل البقية على الموضع الذي به الطعام ، في صورة من اسمى صور التكافل الإجتماعي ، والتي نرى معها أن هذه النملة لم تكره للجميع أن يعلموا بمكان الخبزة ولم تحتفظ بها لذاتها فقط .

مع مثل هذه الصورة لا يسعني إلا أن أقول :
أعجزنا أن نحب لبعضنا الخير ، وهذه هي أخلاق الإسلام وما أتى به رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم ، أن يحب المرء لأخيه مايحب لنفسه .
أعجزنا أن يكون بيننا من المودة ما يجعل بعضنا يفكر في بعض ، ويرحم ويعطف .
أعجزنا أن نكون النموذج الناجح للتكافل الإجتماعي ، وأن نظهر للناس أن هذا الدين هو خير الأديان واهله خير الناس ، وخيرهم لبعضهم ولغيرهم .
باختصار ،
أعجزنا أن نكون كالنمل ،

فيصل آل مخلص
1430/9/18 هـ

 

التوقيع

 

عنـدمــا تــكون القبيلـة هــي المجتمــع ، وولاء الفـرد ولاء قبيلي ، فقـد خٌفض سقف الخيـارات ، فــلا يمـكن للقبيـلة أن تمــزج الفرد في المــجتمع ، ولا الفـرد أن يتجـاوز القبيلة . فلتكـن القبيــلة مَعين والمجتمع مزيـج لا يلغيهـا .

فيصل آل مخلص

 
 
رد مع اقتباس