سمعت اليوم في احدى المحطات الإذاعية ،برنامج يتحدث حول قدرة النمل العجيبة التي ألهمه الله اياها في عديد من الجوانب الحياتية والبيئية التي يعيشها النمل ، في دلالة على عظمة الخالق جل وعلا . وكان من ضمن تلك الأشياء تفاني النملة في خدمة مجتمعها النملي ، والإخلاص له ومحاولة الدفع بعجلة التقدم والتطور في ذلك المجتمع ، وتحقق العلم من هذه الخصال بعدة طرق وتجارب كانت اكثرها مفارقات جميلة تستحضر التسبيح لله على عظيم صنعه، ومن أجملها التجربة التالية :
أراد أحد متخصصي العلم الحيواني التحقق من صفة التكافل الإجتماعي وحب الخير للآخرين لدى النمل ، فقام بأخذ قطعة خبز صغيرة بعد أن غطاها بالعسل ثم طلاها بطلاء أزرق وبعد ذلك وضعها بوسط الغابة وراح يراقب بمجهره الحركة حولها ، ومالبث أن لمح نملة تسير باتجاه قطعة الخبز ، وكانت القطعة كبيرة فأكلت حتى فرغت ثم غادرت وكان بطنها الشفاف قد اصتبغ بصبغة زرقاء بلون الطلاء الذي وضعه العالم ، وكان بيت النمل بعيداً وبعد أن وصلت وبفترة وجيزة خرجت مجموعة كبيرة من النمل سالكة نفس الطريق الذي أتت منه الأولى وكانت المجموعة عائدة بدونها ، حتى وصلت للخبزة ، مع أن العودة لنفس المكان كان ضرباً من الخيال ،فأكلن منها . وكرر العالم التجربة ولكن وضع التراب في قفى خطوات النملة الأولى وعندما وصلت وخرجن باقي النملات تهن عن موقع الخبزة . وبهذا وبعد دراسة استنتج العالم أن النمل عندما يجد طعاماً ويأكل منه يحتفظ برائحة من هذا الطعام خاصة يفرزها أثناء عودته لبيته حتى يستدل البقية على الموضع الذي به الطعام ، في صورة من اسمى صور التكافل الإجتماعي ، والتي نرى معها أن هذه النملة لم تكره للجميع أن يعلموا بمكان الخبزة ولم تحتفظ بها لذاتها فقط .
مع مثل هذه الصورة لا يسعني إلا أن أقول :
أعجزنا أن نحب لبعضنا الخير ، وهذه هي أخلاق الإسلام وما أتى به رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم ، أن يحب المرء لأخيه مايحب لنفسه .
أعجزنا أن يكون بيننا من المودة ما يجعل بعضنا يفكر في بعض ، ويرحم ويعطف .
أعجزنا أن نكون النموذج الناجح للتكافل الإجتماعي ، وأن نظهر للناس أن هذا الدين هو خير الأديان واهله خير الناس ، وخيرهم لبعضهم ولغيرهم .
باختصار ،
أعجزنا أن نكون كالنمل ،
فيصل آل مخلص
1430/9/18 هـ