بان الخَليطُ ولو طوِّعتُ ما بانا = وقَطَّعوا من حِبال الوصلِ أَقرانا
حيُّوا المنازل إذ لا نبتغي بدلاً= بالدَّارِ داراً ولا الجيرانِ جيرانا
يا رُبَّ عائِدةٍ بالغَورِ لو شَهِدَت=عَزَّت علينا بدير الحي شكوانا (1)
قد كنت في أَثرِ الآلافِ ذا طربٍ=مُرَوَّعاً مِن حِذارِ البَينِ مِحزانا(2)
يا رُبَّ مُكتئِبٍ لو قد نُعيتُ له = باكٍ وآخر مسرورٍ بِمَنعانا
يا أيها الراكبُ المُزجي مَطِيَّتهُ = بَلَّغ تَحِيتنا لُقيتَ غفرانا
كَيما نقولَ إذا بلغتَ حاجتنا = أنت الامينُ إذا مُستأمنٌ خانا
نُهدي السَّلامَ لأهل الغَورِ من مَلَح(ن)=هيهاتَ من مَلَح(ن) بالغَورِ مُهدانا(3)
أَحبِب إليَّ بذاك الجِزعِ مَنزِلةً= بالطَّلحِ طلحاً وبالاعطانِ أعطانا(4)
يا ليتَ ذا قلبٍ يلقى من يُعلِّلُهُ= أو ساقياً فسقاهُ اليوم سلوانا
( أو ليتها لم تُعلقني علاقتها = ولم يَكُن داخِلُ الحُبِّ الذي كانا)(5)
هَلاَّ تَحَرَّجتِ مِمَّا قد فعلتِ بِنا = يا أطيب الناسِ يوم الَّدجن أَردانا(6)
يا أم عمرو(ن) جَزاكِ اللهُ مغفرةً= رُدَّي عليَّ فُؤادي الذي كانا
يلقى غريمكم من غير عُسرتكم= مَطلاً وعُذرا وباللَّيّـانِ لَيَّانا(7)
لا تأمنَنَّ فإني غيرُ آمِنِهِ = غدرَ الخليلِ إذا ما كانَ ألوانا
كاد الهوى يوم سُلمانَينِ يقتلني= وكاد يَقتُلني يوماً بِبَيدنا(8)
وكاد يومَ لِوىحوَّاءَ يَقتُلني = لو كُنتُ مشن زَفَراتِ البينِ قُرحانا(9)
لا بارَكَ اللهُ فيما كان يحسبكُم= إلاَّ على العهدِ حتى كانَ ما كانا
لا بارَكَ اللهُ في الدُّنيا إذا انقطعت= أسبابُ دُنياكِ مِن أسبابِ دُنيانا
يا ُمَّ عُثمانَ إنَّ الحُبَّ عن عَرَض(ن)=يُضني الحَليمَ ويُبكي العينَ ألوانا(10)
من ذا الذي ظَلَّ يَغلي أن أزوركُمُ= أَمسى عليهِ مَليكُ النَّاسِ غضبانا
ضَنَّت بمَوردةٍ كانت لنا شَرَعًا= تشفي صَدَى مُستهامِ القلبِ مَبدانا(11)
كيف التلاقي ولا بالقيظِ مَحضرًُكُم=مِنَّا قريبٌ ولا مَبداكِ مَبدانا(12)
نَهوى ثرى العِرقِ إذ لم نَلقَ بَعدكُمُ= كالعِرقِ عِرقاً ولا السُّلاَّنِ سُلاَّنا(13)
إن العيون التي في طَرِفِها حورٌ = قَتَلنا ثُمَّ لم يُحيينا قتلانا
يَصرَعن ذا اللُّبِ حتى لا حِراكَ بهِ= وهُنَّ أضعفُ خلقِ اللهِ أركانا
أَرينهُ الموتَ حتى لا حياةَ بهِ = قد كُنَّ دِنَّكَ قبل اليوم أديانا(14)
طار الفؤادَ من الخَودِ التي طَرَقَت = في النوم طيِّبةَ الاعطافِ مِبدانا(15)
مَثلوجةَ الرِّيقِ بعد النومِ واضعةً = عن ذي مَثانٍ تَمُجُّ المِسكَ والبَانا
تَستافُ بالعنبرِ الهِندي قاطعةً = هَمَّ الضَّجيعِ فلا دُنيا كَدُنيانا
بِتنا نَراها كأنَّا مالِكونَ لها = يا ليتها صَدَقَت بالحَقَّ رؤيانا
قالت : تَعَزَّ فإنَّ القومَ قد جَعَلوا = دُونَ الزَّيارةِ أبواباً وخُزانا
يا أم عثمان ما تلقى رَواحلنا = لو قِستِ مُصبَحَنا من عند مُمسانا
يا حَبذا جبلُ الرَّيَّانِ من جبل(ن) = وحبَّذا ساكِنُ الريان من كانا(16)
وحبذا نفحاتٌ يَمانيةٍ = تأتيكَ من قِبَلِ الرَّيَّان أحيانا(17)
هبَّت جَنوبٌ فَذِكرى ما ذكُرتُكُمُ= عِندِ الصفَّاةِ التي شرقي حورانا(18)
هل يرجعَنَّ وليسَ الَّدهرُ مُرتَجعاً = عَيشٌ بها طالما احلَولَى ومالانا
يارُبَّ غابِطنا لو كان يَطلُبُكُم =لاقى مُباعَدَةً مِنكُم وحِرمانا
ما كُنتً اوَّلَ مُشتاقٍ أخي طَرَبٍ = هاجت له غُدُواتُ البينِ أحزانا
ما أحدث الَّدهرُ مِمَّا تعلمينَ لكُم = لِلحَبلِ صَرماً ولا لِلعَهدِ نِسيانا
من حُبِّكُم فاعرِفِي للحُبِّ مَنزِلَةٌ = نَهوى أميرِكُمُ لو كان يَهوانا