مجالس العجمان الرسمي

مجالس العجمان الرسمي (http://www.alajman.ws/vb/index.php)
-   بوح المشاعر (http://www.alajman.ws/vb/forumdisplay.php?f=25)
-   -   سفانة بنت حاتم الطائي المرأة العاقلة (http://www.alajman.ws/vb/showthread.php?t=14006)

فزاع 03-09-2006 05:46 PM

سفانة بنت حاتم الطائي المرأة العاقلة
 
كانت سفانة بنت حاتم الطائي امرأة جزلة حكيمة من بيت كريم، وكان أبوها مضرب المثل في الكرم والشهامة.

جاء في الروض الأنف أن عديّ بن حاتم كان يقول: أما أنا فكنت امرأ شريفا، وكنت نصرانيا، فكنت في نفسي على دين وكنت ملكا في قومي، لما كان يصنع بي، فلما سمعت برسول الله صلى الله عليه وسلم كرهته، فقلت لغلام كان لي عربي، وكان راعيا لابلي: لا أبا لك، أعدد لي من ابلي أجمالا ذللا سمانا، فاحتبسها قريبا مني، فاذا سمعت بجيش لمحمد قد وطئ هذه البلاد فآذني (أخبرني) ففعل ثم انه أتاني ذات غداة فقال يا عدي ما كنت صانعا اذا غشيتك خيل محمد فاصنعه الآن، فاني قد رأيت رايات فسألت عنها، فقالوا: هذه جيوش محمد!

فقلت: فقرّب الي أجمالي، فاحتملت بأهلي وولدي، ثم قلت: ألحق بأهل ديني من النصارى بالشام، وخلفت بنتا في الحاضر فلما قدمت الشام أقمت بها، وجاءت خيل لرسول الله صلى الله عليه وسلم فتأسر ابنة حاتم سفانة فيمن تأسر، فقدم بها على رسول الله صلى الله عليه وسلم في سبايا من طيّئ وقد بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم هربي الى الشام، فجعلت سفانة بنت حاتم في حظيرة بباب المسجد كانت السبايا يحبسن فيها، فمر بها رسول الله صلى الله عليه وسلم فقامت اليه وكانت امرأة جزلة فقالت: “يا رسول الله: هلك الوالد وغاب الوافد فامنن علي مَنّ الله عليك.

“قال صلى الله عليه وسلم: ومن وافدك؟ قالت: عدي بن حاتم، قال: الفار من الله ورسوله ؟ قالت ثم مضى رسول الله صلى الله عليه وسلم وتركني، حتى اذا كان من الغد مر بي، فقلت له مثل ذلك وقال لي مثل ما قال بالأمس”.


“هذه خصال المؤمنين”



قالت: حتى اذا كان بعد الغد مر بي وقد يئست منه فأشار الي رجل من خلفه أن قومي فكلميه فقمت اليه فقلت: يا رسول الله هلك الوالد وغاب الوافد فامنن علي من الله عليك، فقال صلى الله عليه وسلم “قد فعلت، فلا تعجلي بخروج حتى تجدي من قومك من يكون له ثقة حتى يبلّغك الى بلادك، ثم آذنيني (أعلميني)” وفي رواية قالت: يا محمد، هلك الوالد، وغاب الوافد، فإن رأيت أن تخلي عني، ولا تشمت بي أحياء العرب، فإن أبي كان يفك العاني، ويفرج عن المكروب، ويطعم الطعام، ويفشي السلام، ولم يطلب اليه طالب حاجة فردّه، أنا ابنة حاتم، فقال صلى الله عليه وسلم: “هذه خصال المؤمنين حقاً، لو كان أبوك مسلما لترحمنا عليه، خلّوا عنها، فإن أباها يحب مكارم الأخلاق، والله يحب مكارم الأخلاق” قالت سفانة: فسألت عن الرجل الذي أشار الي أن أكلمه فقيل علي بن أبي طالب رضوان الله عليه، وأقمت حتى قدم ركب من بلي أو قضاعة قريبين من قومها، قالت: وانما أريد أن آتي أخي بالشام، فجئت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت: يا رسول الله قد قدم رهط من قومي، لي فيهم ثقة وبلاغ، فكساني رسول الله صلى الله عليه وسلم وحمّلني، وأعطاني نفقة فخرجت معهم حتى قدمت الشام، قال عدي: فوالله اني لقاعد في أهلي، اذ نظرت الى ظعينة تصوب الي تؤمنا (تقصدنا)، فقلت: ابنة حاتم؟ قال: فإذا هي هي فلما وقفت عليّ جعلت تقول: القاطع الظالم احتملت بأهلك وولدك، وتركت بقية والدك عورتك، قلت: أي أخية لا تقولي الا خيرا، فوالله ما لي من عذر لقد صنعت ما ذكرت. قال ثم نزلت فأقامت عندي، فقلت لها وكانت امرأة حازمة ماذا ترين في أمر هذا الرجل ؟ قالت أرى والله أن تلحق به سريعا، فإن يكن الرجل نبيا فللسابق اليه فضله وان يكن ملكا فلن تذل في عز اليمن، وأنت أنت، قلت: والله ان هذا الرأي.

اسلام عدي



قال حاتم: فخرجت حتى أقدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة، فدخلت عليه وهو في مسجده فسلمت عليه فقال من الرجل؟ فقلت: عدي بن حاتم، فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم فانطلق بي الى بيته فوالله انه لعامد بي اليه اذ لقيته امرأة ضعيفة كبيرة فاستوقفته فوقف لها طويلا تكلمه في حاجتها، قلت في نفسي: والله ما هذا بملك، ثم مضى بي رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى اذا دخل بي بيته تناول وسادة من أدم محشوة ليفا، فقذفها الي فقال اجلس على هذه قلت: بل أنت فاجلس عليها، فقال: بل أنت، فجلست عليها، وجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم بالأرض قال: قلت في نفسي: والله ما هذا بأمر ملك! ثم قال: ايه يا عدي بن حاتم ألم تك ركوسيا؟ (نصرانيا) قلت: بلى، قال: أولم تكن تسير في قومك بالمكوس؟ (الضرائب) قلت: بلى، قال فإن ذلك لم يكن يحل لك في دينك، قلت: أجل والله، وعرفت أنه نبي مرسل يعلم ما يُجهل، ثم قال: لعلك يا عدي انما يمنعك من دخول في هذا الدين ما ترى من فقر المسلمين - فوالله ليوشكن المال أن يفيض فيهم حتى لا يوجد من يأخذه، ولعلك انما يمنعك من دخول فيه ما ترى من كثرة عدوهم وقلة عددهم، فوالله ليوشكن أن تسمع بالمرأة تخرج من القادسية على بعيرها حتى تزور هذا البيت لا تخاف، ولعلك انما يمنعك من دخول فيه أنك ترى أن الملك والسلطان في غيرهم وأيم الله أيمان الله - ليوشكن أن تسمع بالقصور البيض من أرض بابل قد فتحت عليهم قال: فأسلمت.

ووقع ما وعد به الرسول عديا، وكان عدي يقول: قد مضت اثنتان وبقيت الثالثة والله لتكونن، قد رأيت القصور البيض من أرض بابل قد فُتحت، وقد رأيت المرأة تخرج من القادسية على بعيرها لا تخاف حتى تحج هذا البيت، وأيم الله لتكونن الثالثة ليفيضن المال حتى لا يوجد من يأخذه.

ان شرف المعاملة التي نالتها سفانة من رسول الله، يمثل قمة الأسوة والقدوة في معاملة الناس بالحسنى.

ونعود الى المرأة الحكيمة سَفانة، كيف حاورت رسول الله وعدّدت له مكارم الأخلاق التي حازها أبوها، ثم كيف عرفت أنه نبي كريم؟ ثم كيف حاورت أخاها عدي ودعته للايمان والمثول بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ ان العقل زينة، فكيف اذا اجتمع العقل مع مكارم الأخلاق؟!

المرزوقي 13-09-2006 09:31 AM

اخي الغالي فزااع


الف الف شكر لك على هذه القصه الاكثر من رااائعه والله


تحيتي لك

فزاع 14-09-2006 05:59 PM

أرحب يا ابو صالح
لا هنت على المرور
اللي أسعدني طال عمرك.

ابوراكان 16-09-2006 04:32 AM

لاهنت يا فزاع على القصه راااااااائعه

فزاع 16-09-2006 06:39 PM

الله لا هان طاريك يا ابوراكان
تسلم على مرورك الكريم طال عمرك.


الوقت في المنتدى حسب توقيت جرينتش +3 الساعة الآن 06:44 PM .

مجالس العجمان الرسمي