مجالس العجمان الرسمي

مجالس العجمان الرسمي (http://www.alajman.ws/vb/index.php)
-   المجلس الإســــلامي (http://www.alajman.ws/vb/forumdisplay.php?f=4)
-   -   الرقائق واللطائف (http://www.alajman.ws/vb/showthread.php?t=76185)

سمو الرووح 17-01-2014 03:24 AM

الرقائق واللطائف
 

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


من الرقائق واللطائف

بعد أن أمر الله عز وجل النبي صلى الله عليه وسلم في سورة التوبة أن يجاهد الكفار والمنافقين
ويغلظ عليهم، وبعد أن استعرض لنا سبحانه حال المنافقين في كثير من مواقفهم، فضح سبحانه
بعض أفعالهم فقال في هذه السورة "الفاضحة": (( ومنهم من عاهد الله لئن آتانا من فضله لنصدقن
ولنكونن من الصالحين.

فلما آتاهم من فضله بخلوا به وتولوا وهم معرضون فأعقبهم نفاقاً في قلوبهم إلى يوم يلقونه
بما أخلفوا الله ما وعدوه وبما كانوا يكذبون )) التوبة 75-77

قال مجاهد: رجلان خرجا على ملأ من الناس قعود، فقالا: إن رزقنا الله تعالى مالاً لنصدقن، فبخلوا به،
فنزلت. وقال بعضهم: إنما هو شيء نووه في أنفسهم لم يتكلموا به فقال: ((ومنهم من عاهد الله ..)) الآية.

يقول سيد: (( من المنافقين من عاهد اللّه لئن أنعم اللّه عليه ورزقه، ليبذلن الصدقة, وليصلحن العمل.
ولكن هذا العهد إنما كان في وقت فقره وعسرته. في وقت الرجاء والطمع.

فلما أن استجاب اللّه له ورزقه من فضله نسي عهده, وتنكر لوعده, وأدركه الشح والبخل فقبض يده,
وتولى معرضاً عن الوفاء بما عاهد. فكان هذا النكث بالعهد مع الكذب على اللّه فيه سبباً في التمكين
للنفاق في قلبه, والموت مع هذا النفاق, ولقاء اللّه به. )) الظلال، التوبة 75-77

عزم الرجلان على فعل الخير، والعطاء، والثبات على المبدأ، وتفكروا في أمر المستقبل، كم سنعطي لهذا
الدين وكم وكم سنعمل لنكونن من الصالحين، عاهدوا الله على ذلك، فجاء قدره عز وجل موافقاً لما أرادوا
ومُهدت أمامهم العقبات ويُسر لهم أمرهم، وآتاهم الله ما أرادوا من أمر دنياهم، استجابةً لدعائهم بغية
استخدامه فيما عزموا عليه من الخير, فغلبهم ابليس فأخمد عزيمتهم وتثاقلوا وجذبتهم الأرض، ولم يفوا
بما عاهدوا الله عليه.

فكم من عزيمة يعزمها الدعاة في اليوم والليلة وكما يقول أبوحامد: (( فإن النفس قد تسخو بالعزم
في الحال، إذ لا مشقة في الوعد والعزم )) الاحياء 119، ولكن كم من داعية مخلص يوفي بعزمته
خوفاً على إخلاصه من أن ينثلم؟ وخشية أن تكون فيه خصلة من خصال المنافقين؟

يقول الغزالي: ((فجعل العزم عهداً، وجعل الخلف فيه كذباً، والوفاء به صدقاً)). الاحياء 120

وقديماً قال صلى الله عليه وسلم: آية المنافق ثلاث: إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا اؤتمن خان.

صحيح البخاري 33.

احذر يا داعية أن تكون ممن يعزم على الخير ويعاهد ربه، ثم يخلف وعده فيكون كاذباً على الله،
فلا يسلم قلبه من النفاق وصفات المنافقين، والعياذ بالله. وما ذلك دعوى لإخماد الهمم، وبدعة الخمول،
فالإسلام دين الحركة والعزائم، ولكنها دعوى للوفاء بالعزم، ندعوك لها يا داعية، فتفكر بها على شاكلة
سابقك عبدالصمد، أبو قاسم الواعظ:

(( عن محمد بن عبدالله بن أحمد بن عبدالله السكري قال: اجتاز عبدالصمد-وهو عبدالصمد بن اسحاق أبو
القاسم الواعظ-يوما بسوق الطعام فرأى غلاماً يقال له عزيز وقد خرج مع العيارين، وكانت أيامهم، والناس
مجتمعون عليه، وأبواه يبكيان ويعذلانه ويأبى عليهم. فلما أكثروا عليه قال لهما: مثلي يقول شيئاً يرجع عنه؟
قد قلت لأصحابي إني منكم، امضيا اطلبا عزيزاً غيري، شاروفتي في جيبي.

يقول عبدالصمد: رأيته قد تابع الهوى على الوفاء، مع علمه بأنه إذا وقع في الشدائد لا يجيره فبايعت ربي
على الوفاء مع علمي بأني إذا وقعت في الشدائد يجيرني. فاجتزت يوماً بباب درب الديزج فشممت روائح
طيبة فطالبتني نفسي بشيء منها فقلت: اطلبي عبدالصمد غيري شاروفتي في جيبي. )) صفة الصفوة،
ابن الجوزي 308

اللهم اجعلنا ممن يوفي بعهده ،،
وفي سورة البقرة 177 يقول تعالى:
(( والموفون بعهدهم إذا عاهدوا ... أولئك الذين صدقوا ))

منقووول...:a36:

سمو الرووح 10-02-2014 11:40 AM

رد: الرقائق واللطائف
 
( لا إلهَ إلا أنت سبحانكَ إني كنت من الظالمين ).
( لا إلهَ إلا أنت سبحانكَ إني كنت من الظالمين ).
( لا إلهَ إلا أنت سبحانكَ إني كنت من الظالمين ).

على دروب الغانمين 18-02-2014 10:47 AM

رد: الرقائق واللطائف
 
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

الله يجزاك خير الجزاء على الموضوع القيم والمفيد

سمو الرووح 18-02-2014 02:52 PM

رد: الرقائق واللطائف
 
ويجزاك الله بالخير على المرور الطيب والردود المميزة وياهلابك من جديد.

المرور 16-03-2014 06:27 PM

رد: الرقائق واللطائف
 
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

الله يجزاك خير الجزاء على الموضوع القيم والمفيد

سمو الرووح 17-03-2014 03:55 PM

رد: الرقائق واللطائف
 

ويجزاك الله خير الجزاء
وشكرا لك ولمرورك المميز ويا هلابك من جديد اسعدني تواجدك الكريم على متصفحي المتواضع
منور تبارك الله

تقديري وحترامي.

عمر حميد 21-04-2014 04:22 PM

رد: الرقائق واللطائف
 
جزاكي الله عنا وعن الاسلام خير الجزاء الموضوع جدأ مفيد

سمو الرووح 22-04-2014 12:34 PM

رد: الرقائق واللطائف
 
ويجزاك الله بالمثل وزيادة
شاكره لك مرورك الكريم واسعدني ذلك
دمت بحفظ الله.

عطاء وأمل 22-04-2014 06:13 PM

رد: الرقائق واللطائف
 
بارك الله فيكم وجزيتم خيرا على هذا الموضوع الهام


الوقت في المنتدى حسب توقيت جرينتش +3 الساعة الآن 01:38 AM .

مجالس العجمان الرسمي