مجالس العجمان الرسمي

مجالس العجمان الرسمي (http://www.alajman.ws/vb/index.php)
-   المجلس العــــــام (http://www.alajman.ws/vb/forumdisplay.php?f=6)
-   -   الزوجة الأولى بين عدم الاستغناء عنها،وعدم الاكتفاء بها!!! (http://www.alajman.ws/vb/showthread.php?t=76679)

محمود المختار الشنقيطي 21-04-2014 01:40 PM

الزوجة الأولى بين عدم الاستغناء عنها،وعدم الاكتفاء بها!!!
 
الزوجة الأولى بين عدم الاستغناء عنها،وعدم الاكتفاء بها!!!
ملأ الشيخ الدكتور سلمان العودة (تويتر) ضجيجا بـ (زوجة _ واحدة _ تكفي) ... ومن أروع – وأصدق – ما قرأت تعليق الأستاذة هيا الرشيد : (صوت القلب يؤيد ولكن شرع الله غالب ولا اعتراض .. أتمنى أن لا تكون المُسلّمات الدينية محل أخذ ورد وآراء وفق الهوى).
هذا التعليق (العقلاني) دفعني لنشر كُليمة سابقة .. لا أظن أنها نشرت،وعي الجزء الثاني من ( حول تعدد الزوجات كلمة أخيرة : العيب فيكم يا في حبايبكم)،فإلى الكُليمة :


(("الفضيلة وسط بين طريقين"هكذا قال أحد الفلاسفة،لعله "سقراط"وإباحة التعدد تاهت عن تلك المسافة التي بين الطريقين!!فريق منعه،فكان ذلك سببا في انتشار "وباء"الطلاق – قبل أن يصبح الطلاق ظاهرة عالمية – وغيّب إحساس المرأة بالأمان .. وفريق بالغ في تطبيقه،حد الهوس به .. حد إفساده .. ثم ضرب الزواج "السري"ضربته .. فكان لـ"الشك"أن يصبح سيد الموقف – ببركة الفن - زوج المرأة قديما،إما معدد أو غير معدد .. والزوجة الحديثة،الرافضة للتعدد .. مسكونة بالشك .. فزوجها إما متزوج سرا .. أو يفكر في الزواج .. أو على علاقة محرمة!!! فهل هي"عقوبة"؟!!

قبل الحلقة : من أعجب التعليقات التي وصلتني على الحلقة الماضية .. أحد الإخوان ذكر أنه متزوج باثنتين،ويرغب في الزواج بالثالثة .. ثم قدم عرضا لعازبات المجموعة البريدية .. عله يجد سعيدة الحظ!!!!!!! وهذه المرة الأولى التي أرى فيها أحدا يخطب على هامش مقالة!!!!!
في هذا الجزء نواصل التعليق على بعض التعقيبات التي وصلتني على الكُليمة التي كتبتها تحت عنوان (تعدد الزوجات في نظر بعض المثقفات السعوديات)، و قد وصلني تعليق من أخت كريم .. كاد أن يصيبني بالرعب!!! قرأت قبل التعليق هذه العبارات :
(ستختلف الحياة وطعمها ولونها بالنسب لي،وسأثأر لنفسي بطريقة أو بأخرى .. إن كيدهن عظيم)!!!
لكن تعليق أختنا كان لافتا للنظر .. فهي تقول،في الجزء الأول من تعليقها :
((المرأة تكره التعدد .. لأنه يشعرها بعدم أهليتها لتكون زوجة ومحبوبة،والمرأة بطبيعتها فاقدة لثقتها في جمالها فثقتها متقلبة بين الحين والآخر لهذا كثرت عيادات التجميل وأدوات التجمل والموضة وكل هذا لم يزد ثقتها في جمالها 100% .. فوجود أخرى ستجعلها في صدمة وتقلل من ثقتها بنفسها))
قبل الحديث عن ثقة المرأة في جمالها،أشير إلى العبارة الأخيرة(وتقلل ثقتها في نفسها)،وأسأل : هل الثقة في النفس شيء ينبع من الداخل،أم أمر يأتي من الآخرين؟!!! وبالتالي فإن (صناعة الجمال) ليس من لازمها زراعة الثقة في النفس – أو في الجمال – لأنه جمال (مستعار) .. والزوج،وهو محور حديث أختنا،أول من يعلم حقيقة ذلك الجمال،إن كان مستعارا،أو غير مستعار !!!
وجهة نظري الشخصية أن المشكلة لا تكمن في عدم الثقة في الجمال،بقدر ما تكمن في شخصية المرأة – أي في الغالب - والتي تذكرني بما قيل عن (القات) .. فهو يحتوي على مادتين إحداهما (منبهة) وأخرى ( مثبطة) لذلك يضع الإنسان في حالة (غريبة)،بسبب تجاذب المادتين المتضادتين .. المرأة أيضا تختلط في شخصيتها (النرجسية) و(الهشاشة) أو تأثرها بالنقد،خصوصا ذلك الموجه لجمالها،أو ملابسها ... من هنا يكون دخول امرأة أخرى إلى حياة زوجها يمثل صراعا مستمرا،وكأنها في مسابقة عرض أزياء (سيزيفية) وهو أمر مرهق للأعصاب .. هذا على جبهة الجمال .. ولعل الأهم منه .. أن النرجسية تصطدم بشكل سافر مع رغبة الزوج في الزواج بأخرى .. مما يشي بأحد احتمالين إما أنها (لا تكفي) أي لا تقوم بواجباتها .. أو أن بها (نقصا)،وعندما يكون الإنسان جزء من مجتمع،فإن الأسئلة سوف تطرح – خصوصا مع تغير الزمن،وتحول التعدد من أمر طبيعي إلى قضية - حول السبب الذي دفع بالرجل إلى البحث عن زوجة أخرى .. وحين تكون هناك – أصلا – مناكفات بين الزوجة وأهل زوجها فإن نافذة للأقاويل سوف تفتح .. مجموعة الأفكار التي تدور في فلك الشعور بالنقص،أو الشعور بالدخول في مسابقة للتجمل {المرأة القديمة قد ترى في ذلك بحثا عن مزيد من الأجر،والمرأة "المثقفة"- وحولها دار هذا الحوار – سوف تنظر إليه من زاوية أخرى تماما} أو منح فرصة للألسن للتحدث .. تضيع نقطة إيجابية .. أن الزواج بأخرى،وعدم تطليق الزوجة الأولى،يدل على عدم الاستغناء عنها .. خصوصا مع عدم وجود الأولاد ..
بقيت نقطة واحدة وهي أنني كنت أتصور أن المرأة بطبيعتها أكثر دقة في مراقبة تفاصيل الجمال،وتفاصيل الملابس – حتى ألوان الأحذية أعزكم الله - وهي بالتالي تقيس الرجل على نفسها،أي أنه سوف يقارن بينها وبين زوجته الجديدة،بنفس الدقة .. أقول أنني كنت أظن ذلك،ثم تذكرت دقة ملاحظة أحد معاصري (كاترين )،ولعله كان رساما!!! وربما يكون في سيرتها بعض العبر .. إضافة إلى ملاحظة ذلك المعاصر .. ( كاترين دي مديتشي ( ولدت 1519 ) (زُفت) وهي في الرابعة عشرة لهنري الثاني ملك فرنسا المقبل . وظلت عشر سنوات عاقرا بينما كرس زوجها المكتئب نفسه لخليلته ديان دي بواتيه. ثم انبعث الأطفال من بطنها كل سنة تقريبا حتى بلغوا العشرة عدا . وكانت تؤمل وتخطط لتنال لهم العروش . ومات ثلاثة منهم أطفالا وارتقى ثلاثة عرش فرنسا، وأصبحت ابنتان منهم ملكات . وذاقوا كلهم تقريبا مرارة المأساة، ولكنها كانت أكثرهم فجيعة لأنها عمرت بعد موت زوجها وثلاثة من أبنائها الملوك واحدا بعد الآخر . وسواء كانت ملكة أو ملكة أما، فقد احتملت صروف عهود ملكية أربعة، وسلختها بفضل ما أوتيت من حصافة وضبط للنفس ونفاق لا يتقيد بمبادئ الشرف . وصفها معاصر بأنها : (( امرأة جميلة حين يتوارى وجهها خلف القناع )) أي أن لها قواما جميلا، ويؤكد لنا برانتوم (قال،بعد عبارات تحرجت من نقلها :) وأن يديها وأناملها بديعة . ولكن قسماتها كانت خشنة، وعينيها أكبر وشفتيها أغلظ وفمها أوسع مما ينبغي .){ قصة الحضارة : ديورانت / ص 177 - 178 جـ 2 مجلد 7}.
ما سبق ليس أكثر من وجهة نظر - أو(تحليل) - في مقابل وجهة نظر أختنا صاحبة التعليق،ولا تتخطى وجهة النظر التي طرحتها أن تكون وجهة نظر تدنو من الحقيقة أو تنأى عنها ... لكن الذي يثير إشكالا حقيقيا،هو الجزء الثاني من تعليق أختنا الكريمة،والذي قالت فيه :
((كما أنه اي رجل يغار على زوجته ويشعر بجرح كرامته لو وجدها عند غيره فهي كذلك حتى وإن كان الدين من رخص له , فلا فارق تراه تلك المرأة فهي لاترى إلا الخيانة .. لها وكيانها .. إلا لو كانت تلك المرأة ذات دين قوي جدا وتعلم في داخلها أن هذا إبتلا ويجب أن تصبر عليه , وتعلم بأن الرجل يملك هذه العادة في جسده)).
بطبيعة الحال هذا قياس فاسد،وإن ما يكنه المسلم لأخته المسلمة من مودة،وخوف عليها،يجعله يقلق من هذا الكلام ... فقياس غيرة المرأة، على غيرة الرجل،لا يستقيم .. حال الإيمان بوجود (تشريع) نزل من فوق سبع سماوات .. ولولا الغيرة لما قالت أختنا (وإن كان الدين من رخص له،فلا فارق تراه المرأة) .. بل هناك فوارق ... وذلك يشبه – مع الفارق،ومع الاستغفار من التشبه – من يمارس حقا أعطاه له (القانون) أو (كفله له الدستور)،وبين من يأخذ شيئا لا يعطيه له القانون.
أختي الكريمة إن الأمر لا يتعلق بـ(قوة الإيمان)،فقوة الإيمان قد تتعلق بالتعامل مع (التطبيق)،بينما نحن نتحدث عن مبدأ التسليم بأن التعدد (مباح) بالقرآن نصا .. وبالسنة تطبيقا .. غفر الله لي ولك .. وأسعدك وأسرتك،وأبعد عنكما كل شر.
قبل الحديث عن تعليق آخر وصلني من أخت أخرى .. إن مشكلتنا تكمن في استيراد الأفكار من الغرب،كما استوردنا منظومة تأخر بطبيعتها زواج الشباب ذكورا وإناثا – سنوات دراسة طويلة،ثم البحث،الذي أصبح طويلا،هو الآخر،عن العمل،ثم مكابدة مصاريف الزواج الثقيلة – بينما لا يمثل ذلك مشكلة للشاب والشابة في الغرب .. بل لا نعلم أن القانون في الغرب قد حدد للشاب سنا معينة لإشباع رغبته الجسدية – عكس الفتاة – وفي موضوعنا أي التعدد .. لا يسمح القانون بالتعدد ولكنه مجتمع مفتوح،أي أن الرجل في الواقع (معدد) بعدد غير محدد .. والفارق أن المرأة الغربية أيضا قد تفعل ما تشاء .. أو قد تمارس (حرية التصرف بالجسد) .. عكس المسلمة التي يحرم عليها دينها ذلك ...
التعليق الثاني،طويل وجاء تحت عنوان ( الزوجة الثانية) :

((دعوني أولا أقراء عليكم الآية الكريمة التي تبيح الزواج بأربع قال تعالى { وإن خفتم ألا تقسطوا في اليتامى فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع فإن خفتم ألا تعدلوا فواحدة أو ما ملكت أيمانكم ذلك أدنى ألا تعولوا }
وقال أيضا : ( ولن تستطيعوا أن تعدلوا بين النساء ولو حرصتم فلا تميلوا كل الميل فتذروها كالمعلقة وإن تصلحوا وتتقوا فإن الله كان غفورا رحيما}
لو لاحظتم إلى الآية لوجدتم أنه ليست امراً ولا واجباً ولإ ألزاماً ولا مباحاً إلا إذا توفر العدل فيه ؟؟؟كلام غريب شوية
ولكنه سبحانه اعلم بعباده أستدرك وقال {ولن تستطيعوا أن تعدلو بين النساء ولو حرصتم }
ماذا يعني هذا
يعني أن الأمر في أصله مباح ولكنه مشروط بالعدل فمن وجد في نفسه القدرة على العدل فليفعل ولكن متى وأين ومن له القدرة على ذلك هل انا انت هو من قللي ؟؟؟؟
هل من له مال لكي يستطيع ان يعدل عدلا ظاهريا ؟؟؟
الجواب عندكم
حسنا مارايكم بمن يرى اصحابه تزوجوا من اثنتين واراد التقليد فقط لمجرد ان فلان تزوج بأثنتين
أقسم لكم انه يوجد لدينا أسرة واحدة تزوج اقل واحد منها بأثنتين وابوهم تزوج سبع فطلق من طلق وترك من ترك وكله من أجل المفاخرة فقط وأجزم على ذلك .
فهل وجد العدل ؟؟
لا والله لم يوجد فهم لايعرفون من الدين إلا أن الله اباح لهم اربع ، وزواج وطلاق
اما مامعنى الحياة الزوجية سكن وموده ورحمة فلا يعرفون لهذه المفردات معاني
بل ان بعض أزواجهن لاياتي اليها الا حين يكون مضطرا فقط؟؟؟
إذا نحن قبل ان نعطي انفسنا الحق الذي اعطانا اياه الله مشروطا بالعدل يجب علينا ان نتعلم مامعنى المراة الاخرى او الزوجة الثانية ،ومامعنى العدل ولماذا شُرط الزواج الأخر بالعدل ،ثم لماذا سنتزوج بالأخرى والأسباب ؟؟هل هي شرعية مباحة متاحة ام هي نزوة ورغبة ليس إلا .))
طبعا الانفعال هنا شديد الوضوح ... وفك الارتباط بين هذه الأفكار المتداخلة في غاية الصعوبة .. لأن ذلك يقتضي تتبعها فكرة فكرة .. إن ما يتعلق بالعدل،وزواج الرجل تقليدا،وغياب الاهتمام بالأسرة،وتحول الأمر إلى زواج .. ثم طلاق .. هذه كلها متعلقة بالتطبيق .. والخطورة تكمن في السعي نحو ضرب آية كريمة بآية كريمة ... أخرى .. فإذا كان التعدد مشروطا بالعدل،والآية الثانية تقول (ولن تستطيعوا أن تعدلوا بين النساء ولو حرصتم) .. مؤسف بتر الآية الكريمة ... وتمامها (فلا تذروها كالمعلقة)!!! ثم من يقول : التعدد شرطه العدل .. والعدل مستحيل بنص الآية المبتورة = التعدد ماذا؟
حرام مثلا؟!! وهل أخطأ المعددون منذ أن نزلت الآية وحتى الآن؟!! لم يفهم ألئك – مثلا – أن العدل شرط التعدد،وأن العدل مستحيل،مع الحرص؟!!!!! إن وجود إنسان يستطيع أن يقول مباشرة أن التعدد حرام .. أو حكم قد نسخ باستحالة شرطه .. فهذا الذي يأتي بما لم تستطعه الأوائل.
ثم ما معني شرط (العدل)؟ والعدل أمر لا يظهر إلى بعد إتمام الزواج؟!! وبالتالي لا يمكن أن يكون (شرط إفساد) .. إذ أنه يعقب الزواج .. فهل يقول أحد أنه (شرط إبطال) أي يبطل العقد عند غيابه؟ أم أنه (شرط كمال) .. وعقوبة مخالفه تكون يوم الحساب؟
ربما كان يكفي من خطأ ضرب الآية الكريمة بالآية الكريمة الأخرى ... أن الدكتورة نوال السعداوي (رأت) عدم جواز التعدد بسب الآية التي تستعمل دائما مبتورة (ولن تستطيعوا أن تعدلوا بين النساء ولو حرصتم) .. نوال السعداوي؟!! التي حين سألت إن كانت تؤمن بالله رفضت الإجابة وقالت أنها تؤمن بقيم الخير والجمال!! ثم وصفت مشاعر بالحج بأنها (وثنية) ... هذه المرأة فجأة تصبح فقيهة وتستشهد بالقرآن الكريم؟ والأمر نفسه قام به (علمانيو تونس) .. طبعا لم يجدوا آية تمنع الحجاب .. ولا آية تمنع إعفاء اللحية .. فمنعوهما (اجتهادا)!!! أما التعدد .. فتقول عنه التونسية،الدكتورة وسيلة بن حمدة (يوجد لدينا قانون يمنع زواج الرجل من امرأة ثانية وهذا القانون يستند إلى آية قرآنية "ولن تستطيعوا أن تعدلوا بين النساء ولو حرصتم" ..){"ندوة هموم المرأة العربية تحت المجهر النسائي"مجلة كل الأسرة العدد 57 في 14/6/1415هـ}.
وبعد .. من نعم الله – سبحانه وتعالى – علينا أن الإنسان يدفن وحده .. ويحاسب وحده .. والأمر في قضية التعدد في غاية البساطة .. المرأة ليست مسؤولة إلا عن نفسها .. وإسلامها يقتضي التسليم بما جاء في القرآن الكم،من إباحة التعدد،دون السعي نحو ضرب آية بأخرى .. وفي مجال التطبيق،هو أمر خاص بينها وبين زوجها،إن تزوجت،ووصل الأمر إلى التعدد،وهما أدرى بظروفهما .. والذي في الذاكرة أن الإمام أحمد ذهب إلى جواز أن تشترط المرأة لنفسها،ألا يتزوج الرجل عليها .. ولم ير مالك ذلك .. والعجيب أن الموالك في المغرب العربي – أو في موريتانيا،حديثا،وفي الأندلس قديما – يعملون برأي الإمام أحمد .. فتشترط المرأة لنفسها .. بينما لا يعمل الحنابلة بذلك!!!
قبل الخاتم : ليتني أصلح للوعظ .. ولكن من المؤلم أن أرى أخوات مسلمات يخلطن بين مبدأ التسليم بما جاء في شرع الله،سبحانه وتعالى،وبين قضايا اجتماعية،مثل التعسف في تطبيق التعدد ..
إنها أحلامنا ورغباتنا نزرعها،على تلال الريح،ونسقيها ماء السراب .. ثم ماذا؟ يقول الحبيب صلّ الله عليه وسلم،فيما معناه .. يؤتى بأشد أهل الدنيا نعيما،فيغمس غمسة في النار،ثم يسال هل رأيت نعيما قط؟ فيقول لا!! ويؤتى بأشد أهل الدنيا بؤسا،فيغمس غمسة في الجنة،ثم يقال له : هل رأيت بؤسا قط؟ فيقول : لا. .. أو كما قال عليه الصلاة والسلام .. وإن أنس لا أنس .. ذات عيد .. وقد ذهبت إلى مستوصف مجاور،لإحضار طبيب،لوالدي – على والدتي وعليه رحمة الله – فحضر شاب،يريد طبيبا،لأن أخته أصيبت بانهيار عصبي،حين وصلها خبر وفاة زوجها،في تلك الليلة!!! .. أي أحلام وئدت؟! وأي ملابس .. وعطور .. جُهزت؟!! وأي غضب وعتب كانا يملآن جوانح النفس؟!! ثم في طرفة عين انتهى كل شيء!!!!!!
ولا يعني ذلك المصير ألا يحلم الإنسان .. ويغضب .. ويعتب .. لكن عليّ كمسلم أن أضع خطوطا حمراء .. في قانون وضعه البشر،هناك خطوط حمراء .. فكيف بقانون خالق البشر سبحانه وتعالى؟!!
وقفة : اليوم وأنا أقرأ كتاب (نيبور) عثرت على نقش نقله،أو نسخه له أحد المسيحيين،من فوق حجر :
(بسم الله الرحمن الرحيم الملك لله الواحد القهار هذا ما أمر بعمله مولانا السلطان الملك الصالح العالم العادل المؤيد المظفر المنصور محيي العدل ناصر الدنيا والدين سلطان الإسلام والمسلمين فخر الملوك والسلاطين ملك الأمراء نصير الإمام مخير الأنام الخليفة المعظم فلك المعالي أبو الفتوح محمود بن محمد بن قرا أرسلان ابن داود ابن سكمان ابن أرتق نصير أمير المؤمنين أعز الله نصره وضاعف اقتداره اللهم أدم عليه إنعامك واجعل السعادة الإلهية قادمة عليه من كل أنحائه من يمينه وشماله ووراءه رحمتك. في سنة خمس وستماية"605"){ هامش صفحة 310 جــ2( رحلة إلى شبه الجزيرة العربية وإلى بلاد أخرى مجاورة لها) / كارستين نيبور / ترجمة : عبير المنذر / بيروت / الانتشار العربي / الطبعة الأولى 2007م}.
ختاما .. من الواضح أن مجموعة من العوامل،جعلت التعدد في الثقافة الإسلامية الحديثة أقرب إلى المحرمات – ولن أقول كلحم الخنزير – مثل الخمر .. وغيرها من المحرمات،مما لا يجوز تناوله إلا بشروط كأن يشرف المرء على الهلاك .. أو للتداوى!!!!!! لذلك يكاد التعدد أن يصبح في حاجة إلى (استمارة) - و(ملف علاقي)- يملأها الراغب في التعدد!!! ومع ذلك فهناك نساء يطالبن بالتعدد – وإن غاب عنا ما يتعلق بتطبيقهن لما يدعون إليه – كنت قد كتبت تعقيبا،نشر تحت عنوان "سرني أن دعوة تعدد الزوجات جاءت من فتاة" .. ( وقد سرني أن الدعوة إلى التعدد أتت من فتاة بينما أتت الدعوة المضادة من الرجال،ومبعث سروري أن دلالة ذلك واضحة في تغليب الإقناع برأي معين على ما يمكن تسميته بـ"المصلحة الشخصية"){جريدة الجزيرة العدد 8143 في 13/8/1415هـ}.
وبعد ذلك بعام،كتبت طالبة بكلية الشريعة بالرياض مقالة بعنوان"طالبة الشريعة : أعلم ما سينالني من شتائم .. الاكتفاء بزوجة واحدة مظهر كاذب بعيد عن الحقيقة)،نشرت المقالة "المجلة العربية"في عددها رقم 220،الصادر في شهر جمادى الأولى 1416هـ. واسم الطالبة هيا السهلي. وبعد نشر المقالة،تلقت المجلة رسالة من "ندى عبد الله"نشرتها المجلة تحت عنوان "بسبب مقالة (هيا) لقد سقطت مجلتكم من عيني". وردت الأخيرة بكلمة قالت في مقدمتها :( بعد أن كتبت مقال تعدد الزوجات كنت أعلم ما سينالني ولكن أن يُنال مني بهذا الشكل وبهذا السخط،وفود الطالبات إلى قاعتي الدراسية للهجوم عليّ ذلك ما لم أضعه بالحسبان وعلى ماذا؟ على باطل؟ حاشا لله – على حق نزل من فوق سبع سماوات طباق). ثم خاطبت "ندى" قائلة :
(أختي الفاضلة ندى إنني كتبت المقال بواقعية وناقشت فيه حكمة ومشروعية التعدد وضوابطه وأهم أسباب كره النساء له (..) يا أختي الفاضلة أتريدين الحوار بالشرع والعقل؟ بالعاطفة؟ فليس عندي ناقة ولا جمل،وإن كنت تريدين الشرع والعقل والمنطق فارجعي البصر كرتين إلى مقالي السابق){المجلة العربية عدد شهر شعبان 1416هـ}.
وكانت المجلة العربية قد نشرت في عددها رقم 222 لشهر رجب 1416هـ موضوعا تحت عنوان "التعدد بين هيا والآخرين" ومما ورد فيه :
1 - كتبت أمل سالم من الأردن تقول " هذا الموضوع كان في ذهني طرحه منذ زمن لكن الأخت هيا سبقتني وطرحته بأجمل ما يكون الطرح والإجادة"
2 - ومن مصر كتبت هيام دربك :"سعدت بأن هذا الكلام صادر من امرأة،وسعدت أن ثمة امرأة أخرى غيري على وجه الأرض تؤمن بفكرتي وقناعتي وهي"أن زوجة واحدة لا تكفي الرجل"خاصة ونحن في عصر التبرج والسينما والتلفزيون ولنكن صرحاء ونقول (الإثارة)". إذا لم تخني الذاكرة،فقد قامت أخت تحمل نفس اسم العائلة،بحملة بعنوان "زوجة واحدة لا تكفي"ولعلها نفس صاحبة التعليق.
3 - من القصيم كتبت من رمزت لنفسها بـ(ن. الشامخ) : "وإذا كان قد أحزنك كثرة الأخوات العانسات والعازبات في المجتمع فينبغي لك ألا تغفلي عن حال كثير من الشباب الأعزب الذي تتوق نفسه للزواج ولو بواحدة ".." وأنا هنا في هذا الكلام لا أعترض على إباحة التعدد الذي نزل من فوق سبع سماوات طباق ولا نقول إلا سمعا وطاعة .. ولكن هل يتم العدل؟".
سبحان الله!! حتى والأخت تقول لشرع الله سمعا وطاعة .. تلمز الأمر بالسؤال "التقليدي"!! رغم البون الشاسع بين التسليم المطلق للشرع .. وتعقيدات التطبيق الذي يصبح قضية فردية .. مع ذلك فإن كلام الأخت عن الشباب الذين لم يتزوجوا صحيح تماما .. ويبدو التركيز على التعدد،لعلاج عنوسة الإناث،انحيازا ..إما للإناث على حساب الذكور .. أو انحيازا للقادرين على التعدد!!! والأمة الصادقة مع نفسها،لا تنحاز للإناث لتضمن لهن العفة،وكأنها تهدي الذكور للحرام!!!

أبو أشرف : محمود المختار الشنقيطي المدني


الوقت في المنتدى حسب توقيت جرينتش +3 الساعة الآن 01:51 PM .

مجالس العجمان الرسمي