مجالس العجمان الرسمي - *شهاده من صاحب السمو الشيخ نواف الأحمد حفظه الله *

01/06/2007 بقلم: سمو ولي العهد الشيخ
نواف الأحمد الجابر الصباح

http://www.kuna.net.kw/pictures/2007/02/19/51856.jpg

إنه حقا نعم الأخ وابن العم والصديق، ذلك هو معالي الشيخ سالم صباح السالم الصباح، رجل المواقف المشهودة والحنكة السياسية، ذكرياتي معه تعود الى مرحلة الصبا، حيث كنا متقاربين في العمر، وباسترجاع شريط الذكريات، فانني استذكر مناسبات عدة جمعتني بمعاليه، ونظرا لاهميتها البالغة، فهي ما زالت محفورة في الذاكرة، ومن بينها مناسبة مهمة عايشناها سويا، ذلك انه في عام 1961 خلال شهر يوليو تناهت الانباء بان جارنا المسلم عبدالكريم قاسم، حاكم العراق في ذلك الوقت، حشد قواته على حدودنا الشمالية من اجل الهجوم على وطننا الغالي، ضاربا عرض الحائط بأحكام القانون الدولي وجميع المواثيق والاعراف الدولية، فضلا عن الشرائع السماوية وحقوق الجوار، فما كان منا -معالي الشيخ سالم صباح السالم وانا برفقة اسرة الصباح- تلبية لنداء الواجب والوطن، إلا ان اندفعنا سويا في طريق الشمال الذي كان يخيم عليه انعدام الرؤية آنذاك، وذلك من اجل المشاركة في التصدي لهذا العدوان مع قوات الجيش والامن فضلا عن جموع المواطنين الاوفياء، وكان الكل يجمعهم شعور وطني جارف، وعلى اتم استعداد للتضحية بالارواح والدماء في سبيل الذود عن الوطن في مواجهة هذا الاعتداء، بيد ان الله جلت قدرته شاء ان يهزم الارادة الشريرة لهذا الحاكم، اذ هبت بعض الدول الشقيقة والصديقة الى توجيه انذار حاسم اليه، ان اعتدى بقواته على بلدنا المسالم، فما كان منه الا ان اضطر الى التخاذل والتراجع يجر اذيال الخيبة والفشل.
كما يحضرني في شريط الذكريات ايضا تلك الايام التي جمعتنا سويا اثناء الاحتلال الآثم والاجتياح الكامل لبلادنا عام 1990 في عدوان غاشم لم يشهد له العالم مثيلا في تاريخه الحديث، ارتكبه جار مسلم آخر هو صدام حسين حاكم العراق في ذلك الوقت، اذ انه اثناء وجودنا معا في المملكة العربية السعودية الشقيقة -وكان اخي الكريم معالي الشيخ سالم الصباح وزيرا للداخلية بينما كنت انا وزيرا للدفاع- فقد اخذنا نواصل العمل كفريق واحد نصل الليل بالنهار من دون كلل مع باقي الاخوة الوزراء الكرام، تحت قيادة سيدي حضرة صاحب السمو امير البلاد المفدى القائد الاعلى للقوات المسلحة وسيدي سمو الشيخ سعد العبدالله السالم الصباح ولي العهد ورئيس مجلس الوزراء في ذلك الوقت، وذلك من اجل تحرير بلادنا من الاحتلال الآثم، واذكر ان مجلس الوزراء في تلك الآونة كان في حالة انعقاد دائم، تحقيقا لهذا الهدف، حتى كللت جهود الجميع بالنجاح والتوفيق في دحر العدوان وتحرير وطننا الغالي من العدو الآثم المحتل، وذلك بفضل من الله العلي القدير الذي امد شعبنا الوفي بعونه وقوته ليقف في صلابة وشموخ وإباء بقيادة الربان الماهر سيدي حضرة صاحب السمو الشيخ جابر الاحمد الجابر الصباح امير البلاد الراحل، رحمه الله وطيب ثراه، الذي قاد سفينة الوطن بكل حنكة واقتدار وسط الانواء والاعاصير الهائلة حتى وصل بها الى شاطئ الامان بمؤازرة اخيه سيدي حضرة صاحب السمو الامير الوالد الشيخ سعد العبدالله السالم الصباح، شافاه الله وحفظه ورعاه، وبمعاونة صادقة من الدول الشقيقة والصديقة، التي نكن لها كل الوفاء والعرفان.
وفي هذا المقام فانه يجدر التنويه بان الاخ الكريم معالي الشيخ سالم الصباح، رجل ذو خبرات عريضة كثيرة، اذ تدرج في السلك الدبلوماسي في وزارة الخارجية حتى عين سفيرا للكويت لدى دول عدة، كما ان معاليه تولى حقائب وزارات الشؤون الاجتماعية والدفاع والداخلية والخارجية، وكان خلال تلك الحقبة الطويلة من الزمن مثالا وطنيا يحتذى في البذل والعطاء، لم يدخر وسعا قط في سبيل خدمة الوطن وتحقيق مصالح الشعب الكويتي الوفي، وكانت قراراته ترتكز دوما على دراسة متعمقة متروية، وفضلا عن ذلك فان معاليه بذل كل جهوده وطاقاته في اطار من التجرد والاخلاص من اجل تحقيق المصلحة العامة لاسرة آل الصباح.
اسأل الله العلي القدير ان يجزي الاخ الكريم وابن العم والصديق معالي الشيخ سالم صباح السالم الصباح، خير الجزاء لكل ما قدمه لوطنه ولاهل الكويت الاوفياء، من اعمال جديرة بالتسجيل باحرف من نور في سجل الوطن، كما اسأله سبحانه ان يديم على معاليه رداء الصحة والعافية والسعادة، انه سميع مجيب.