مجالس العجمان الرسمي

مجالس العجمان الرسمي (http://www.alajman.ws/vb/index.php)
-   المجلس السياسي (http://www.alajman.ws/vb/forumdisplay.php?f=7)
-   -   هنيئاً لايران.. ولا عزاء للعرب - عبد الباري عطوان (http://www.alajman.ws/vb/showthread.php?t=6372)

saad 24-09-2005 09:49 AM

هنيئاً لايران.. ولا عزاء للعرب - عبد الباري عطوان
 
هنيئاً لايران.. ولا عزاء للعرب - عبد الباري عطوان



نتفق مع الامير سعود الفيصل، وزير الخارجية السعودي، بأن سياسة الولايات المتحدة الامريكية تعمق الانقسامات الطائفية في العراق، الي درجة انها تسلم هذا البلد فعليا لايران. ولكن نجد لزاما علينا ان نذكّر وزير الخارجية السعودي بان حكومته كانت الداعم الرئيسي لهذه السياسات الامريكية، التي ينتقدها بشدة حاليا، وتتحمل مسؤولية كبري عما جري ويجري للعراق من تقسيم وتفتيت وحرب اهلية.
فعلي مدي خمسة عشر عاما، وبالتحديد منذ احتلال القوات العراقية للكويت، والسياسة الرسمية السعودية تتبني برنامج التغيير في العراق، فقد ايدت بقاء الحصار الخانق عليه، وكانت تطالب دائما الحكومة العراقية السابقة بالامتثال لقرارات الشرعية الدولية، وتدمير اسلحة الدمار الشامل التي في حوزتها، وعندما امتثلت للمطالب السعودية هذه وسمحت لفرق التفتيش بالعودة، وقلب كل حجر، ونبش كل حفرة في العراق، وتفتيش كل غرفة نوم في قصور الرئيس، فتحت الحكومة السعودية قواعدها لانطلاق القوات الامريكية، التي احتلت بغداد!

والاكثر من هذا ان الاعلام السعودي، المرئي منه والمسموع والمكتوب، لعب الدور الاكبر في التبرير للغزو وتزيينه، وتبني المعارضة وخطابها، وأهله يعلمون توجهات هؤلاء الطائفية وارتباطاتهم الوثيقة بالمشروع الايراني.

فمن المفارقة ان السياسة السعودية تبنت المشروع الامريكي لتحويل العراق الي نموذج في الديمقراطية واحترام حقوق الانسان، وفتحت قنواتها الفضائية لفرسان العراق الجدد للحديث باسهاب عن الديكتاتورية والمقابر الجماعية، وهي التي تعتبر الديمقراطية كفرا وبدعة غربية، وتحتل مرتبة متقدمة جدا علي قائمة الدول الاكثر انتهاكا لحقوق الانسان؟!

نعم امريكا سلمت العراق لايران، وبمباركة الحكومات العربية، قصيرة النظر، والاكثر من ذلك ان ايران، ودون ان تطلق طلقة واحدة، حققت اكبر انجازين استراتيجيين في تاريخها، الاول الاطاحة بنظام طالبان الاصولي السني المتشدد المعادي لها. والثاني اضعاف العراق، عدوها التاريخي، وتسليمه الي رجالاتها الذين دربتهم ودعمتهم وسلحتهم ومولت ارهاب منظماتهم لاطاحة النظام البعثي والانتقام من حربه الدموية ضدها. وما كان لهذين الانجازين الاستراتيجيين ان يتحققا لولا غباء الادارة الامريكية، وخنوع الانظمة العربية لاوامرها خنوع التابع الذليل!

ايران دولة مؤسسات، تستند الي خبراء وعقول استراتيجية متميزة، تحافظ علي سيادتها واستقلالية قرارها، ولهذا طورت سياسات اقليمية ذكية، وصناعة عسكرية ضخمة، وبرنامجا نوويا متقدما، واصبحت تتحدي الولايات المتحدة من موقع قوة، واستنادا الي اوراق ضغط فاعلة ومؤثرة.

التدخل الايراني في الشؤون العراقية امر منطقي ومتوقع، فايران دولة اقليمية عظمي لها مصالح استراتيجية تسعي للحفاظ عليها وتعزيزها، ابرزها الهيمنة علي العراق وتسليم حكمه الي رجالاتها. وحققت في هذا المجال انجازا تستحق التهنئة عليه، فرئيس الجمهورية السيد جلال طالباني كان حليفها الاوثق في كردستان العراق، ورئيس الوزراء الدكتور ابراهيم الجعفري خرج وحزب الدعوة الذي يترأسه من رحم ثورتها، وعاش في طهران اكثر مما عاش في العراق، والسيد علي السيستاني المرجع الشيعي الاعلي ما زال يحمل الجنسية الايرانية، اما السيد عبد العزيز الحكيم قائد المجلس الاعلي للثورة الاسلامية وفيلق بدر فظل الي عهد قريب يدفع رواتب ميليشياته من مساعدات الخزينة الايرانية.

الولايات المتحدة الامريكية اصبحت تحت رحمة الحكومة الايرانية، وتعيش مأزقا استراتيجيا غير مسبوق. فمشروعها في العراق انهار كليا، والرئيس بوش لم يعد يتحدث عن الديمقراطية العراقية كنموذج للتصدير الي دول المنطقة، وحليفه توني بلير لم يعد يكرر اسطوانته بان اوضاع العراق الآن افضل مما كانت عليه قبل الغزو، ومثقفو الغزو والاحتلال من ابناء العراق لم يعودوا يتغنون بالعراق الجديد كواحة للاستقرار والازدهار الاقتصادي والشفافية الخارقة، خاصة بعد افتضاح امر لصوص العراق الجديد ونهبهم لثرواته.

مليارات الدولارات جرت سرقتها من الخزينة العراقية، وتحويلها الي عمان وبيروت ودبي من قبل حكام العراق الجديد، بينما الشعب العراقي لا يجد الماء والكهرباء والامان، بل والاكفان لشهدائه، الذين يسقطون يوميا بالعشرات، سواء بالقصف الامريكي او السيارات المفخخة!

تصريحات الامير سعود الفيصل المفاجئة هذه، ربما تعود الي احتمالين اساسيين، الاول ان يكون كيل الحكومة السعودية قد طفح، وقررت ان تبعد نفسها عن السياسة الامريكية الفاشلة في العراق. والثاني ان تكون واشنطن، حيث انطلقت هذه التصريحات قد أوعزت بها.

الاحتمال الثاني هو الارجح في رأينا، لانه من غير الوارد ان تصطدم الاسرة الحاكمة السعودية مع الادارة الامريكية وتنأي بنفسها عن سياساتها في العراق في هذا الوقت بالذات. وما يعزز هذا الاحتمال ان الرئيس بوش يعيش حاليا مأزقا حقيقيا مع ايران وبرنامجها النووي، ويريد تحريض العرب ضد ايران وحلفائها الحاكمين في العراق.

الادارة الامريكية بارعة في استخدام العرب وتسخيرهم لخدمة اهدافها، فقد لجأت الي المملكة العربية السعودية لتمويل حربها في افغانستان، ولجأت اليها مرة اخري لقيادة تحالف عربي خليجي لدعم حرب الرئيس صدام حسين ضد الثورة الخمينية، ثم لجأت الي التحالف نفسه لتمويل ودعم حرب تحرير الكويت، ثم حرب احتلال العراق واطاحة نظامه، والحبل علي الجرار!

الحرب المقبلة ضد ايران ستكون حربا لمصلحة اسرائيل، تماما مثلما كانت الحرب الاخيرة ضد العراق، لان الصواريخ الايرانية، سواء كانت تقليدية او نووية ليست موجهة الي القاهرة او الرياض او دمشق.

والبرنامج النووي الايراني لا يشكل خطرا علي العرب حتي الان علي الاقل، ولا يوجد اي مؤشر انه سيشكل مثل هذا الخطر في المستقبل القريب. فالذين صمتوا علي البرنامج النووي الاسرائيلي وفتحوا السفارات لتل ابيب في عواصمهم ليس من حقهم ان يرفعوا صوتهم ضد البرنامج النووي الايراني!

السؤال الذي يجب ان يطرحه العرب هو ليس لماذا تتدخل ايران في شؤون العراق، وانما لماذا لم تتدخل مصر والسعودية وسورية وليبيا واليمن والخليج؟ لماذا ترك العرب العراق لايران وامريكا وجلسوا في مقاعد المتفرجين، بل والمتواطئين علي تقسيم هذا البلد وطمس هويته العربية.

نعم تقسيم العراق، الذي يتحول الي امر واقع وعلي اسس طائفية، سيؤدي الي تقسيم السعودية، وربما سورية ومصر والسودان والمغرب والجزائر، وحتي لبنان الصغير، ولكن أليست هذه الدولة هي التي اسست لهذا التقسيم عندما ساندت الغزو الامريكي للعراق؟!

ايران الان في موقع استراتيجي هو الاقوي في تاريخها، فلم تسيطر علي العراق فقط، وانما اصبحت تملك 150 الف جندي امريكي وبريطاني كرهائن تحت رحمتها ورحمة الميليشيات الطائفية التابعة لها. ولهذا، نقول لايران هنيئا والف مبروك.

القدس العربي

23/9/2005

ابومحمد الشامري 24-09-2005 03:42 PM

لا هنت اخي العزيز سعد وبصراحه عبد الباري عطوان بوق لمن يدخل في جيبه الدولار او اليورو وان شئت الفرنك او المارك.
لان هذا الانسان ومن على شاكلته هم الذين شوهوا الاعلامي السياسي العربي.

أبو ناصر 25-09-2005 08:59 AM

لاهنت ياسعد على نقل هذا المقال

وكما قال الاخ ابوحمد الشامري

فعبد الدولار عطوان يقف في صف من يدفع اكثر

وهو يحاول ان لايظهر كرهه للسعوديين والكويتين والخليج بشكل عام ولكن هذا الكره يبدو لنا من حيث لا يعلم
ربما يكون في كلامه شئ من الصحه ولكن حقده وكرهه يطغي على مايكتب

تحياتي

saad 25-09-2005 10:46 AM

ابوحمدسمو الامير اسعدني تعليقكم

جزيل العطا 25-09-2005 02:10 PM

لاهنت يا سعد على نقل الخبر


الوقت في المنتدى حسب توقيت جرينتش +3 الساعة الآن 12:36 AM .

مجالس العجمان الرسمي