مجالس العجمان الرسمي

مجالس العجمان الرسمي (http://www.alajman.ws/vb/index.php)
-   مجلس الدراسات والبحوث العلمية (http://www.alajman.ws/vb/forumdisplay.php?f=41)
-   -   التخطيط__التعليم__المنهاج (http://www.alajman.ws/vb/showthread.php?t=2283)

د.فالح العمره 05-04-2005 11:29 AM

التخطيط__التعليم__المنهاج
 
أثر التلفزيون على المنهج

بسم الله الرحمن الرحيم
مقدمة
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خير الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد:
فإن أصدق الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلَّم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة.
يعتبر التلفزيون احد وسائل الإعلام, والاتصال المهمة في هذه الأيام مما له تأثير إيجابي وسلبي على جميع قطاعات المجتمع، ونحن نهتم في مجال هذا البحث عن تأثير التلفزيون الايجابي والسلبي على المنهج.
وفي الوقت الذي نهتم في تطوير وتغيير المناهج لم نرى أي اهتمام ملحوظ من قبل مخططي المناهج لمراعاة هذه الآفة التي تسيطر على عقول الناشئة منا حيث نجدهم يجلسون لساعات كثيرة جداً قد تتجاوز ساعات اليوم المدرسي، وهذا بدوره يؤثر سلباً وإيجابا على عقول الأطفال وعلى تنشئتهم الأسرية في البيوت مما ينعكس ذلك على تحصيلهم الدراسي وعلى سلوكهم وقيمهم واتجاهاتهم الخ...... من التصرفات اليومية التي يميلون إليها بدون أي توجيه لا من قبل الأهل ولا من قبل المدرسة.
وأنا في اعتقادي يقوم التلفزيون بدور المعلم الذي قد يحسن التصرف والتعامل مع الأطفال وقد لا يحسن ذلك حتى وأن وجدنا منهاجاً جيداً.
ومن هنا سنتناول بعض جوانب تأثير التلفزيون على المنهج من الناحية الايجابية ومن الناحية السلبية وذلك من خلال جوانب متعددة سنعرضها عليكم في هذا البحث كما يلي:
نبذة عن وسائل الإعلام في العالم الإسلامي
ميزه التلفزيون كأحد الوسائل السمعية البصرية
دراسات سابقة
التلفزيون والمناهج الدراسية:
أ-التلفزيون التعليمي ب-موقف المعلمين من التلفزيون ج- ايجابيات البرامج التلفزيونية في التعليم د- وسلبيات التلفزيون
التلفزيون والتنشئة الاجتماعية:
أولاً: التلفزيون والسلوك الاجتماعي
ثانيا: التلفزيون والقيم الاجتماعية
موقف الأسرة من التلفزيون
تأثير التلفزيون على الأطفال من سن سنتين إلى (13) سنة
• ما هي بدائل التلفزيون؟
• ضوابط مشاهدة التلفزيون
نبذه عن وسائل الأعلام في العالم الإسلامي
لقد نشأت وسائل الإعلام في العالم الإسلامي خلال فترة الاحتلال العسكري والفكري من قبل الدول الكبرى، والى هذه ألحظة نجد إعلامنا متأثراً بالإعلام الغربي.
وفي المقابل نجد أن صوت الإسلام في هذه الأجواء خافتاً وتحيط به ظروف سياسية ومادية خانقة مما يجعل أثرها ضعيفاً من الناحية التربوية.
ويقول الشاعر:
متى يبلغ البنيان يوماً تمامه
إن كنت تبنيه وغيرك يهدم
لو ألف بانٍ خلفهم هادم كفى
فكيف ببانٍ خلفه ألف هادمُ (يكن، منى حداد:1981).
وفي فترة لا تتجاوز نصف قرن أصبح التلفزيون يسيطر على حيات المجتمعات ويغير الكثير من عاداتنا ومفاهيمنا، حيث نجد انه يعمد الأطفال الى مشاهدة التلفزيون باستمرار، إلى درجة أن تأثيره أصبح موازياً لتأثير المدرسة، وأحيناً أقوى من تأثير المدرسة والأسرة أيضا.
ونحن لا نستطيع أن ننكر بأن التلفزيون قد قلب نظام الحياة في العالم بشكل عام وفي المجتمع الإسلامي بشكل خاص.
ويقول آرثر كلارك "بودي أن أقول إنني لا أستطيع أن أتصور مجتمع عصري دون تلفزيون " غير ان هاربرت برودكين، يعتقد " أن الجنس والجريمة قد نمت في عصر التلفزيون" (الدباغ، هشام:1991).
ميزه التلفزيون كأحد الوسائل السمعية البصرية
وبهذه الميزة يلعب التلفزيون دور أعلامي خطير عن طريق الصوت والصورة من خلال حاستي السمع والبصر، وهي تتميز بجذب الانتباه والتركيز لأنها تشغل حواس الإنسان البصرية والسمعية واشتغال هاتان الحاستان ينسجم انسجاماً كاملاً مما تساعد على الجلوس المطول لساعات طويلة لمتابعة البرامج التلفزيونية التي عادتاً ما تطول إلى أكثر من ساعتان والتلفزيون يعتبر أهم الوسائل السمعية البصرية. (يكن، منى حداد:1981).
دراسات سابقة
وكما ذكرنا سابقا بأن التلفزيون يتصدر وسائل الإعلام الأخرى حيث يجمع بين الصوت والصورة والحركة، حيث أصبح يغزو مجتمعاتنا ويؤثر عليها سلباً وإيجابا من حيث السلوكيات والأفكار.
ومن الأقوال التي نسمعها عن التلفزيون نتيجة هذا التأثير الكبير لهذه الوسيلة الإعلامية، حيث أصبحنا نطلق على هذا العصر بعصر التلفزيون، وأطفال التلفزيون مما دعانا إلى اتهامه بجنوح الأطفال وكل السلبيات التي يمارسها الأطفال والشباب.
وتدل الأبحاث العلمية التي اهتمت بهذا الموضوع أن تأثير التلفزيون يفوق وسائل الإعلام الأخرى. وفي دراسة أجرتها منظمة اليونسكو حول مدلولات تعرض الأطفال العرب للتلفزيون، وتبين أن الطالب قبل الثامنة عشر من عمره يقضي أمام التلفزيون اثنتين وعشرين ألف ساعة في حيث انه في هذه المرحلة من العمر يقض أربعة عشر ألف ساعة في قاعات الدرس خلال العام الدراسي الواحد(مصطفى:2003)
دراسة جاكلين هولمان (1990) بعنوان أثر التلفزيون في مرحلة الطفولة المبكرة وتهدف إلى 1- التعرف على المشكلات التي يشجع التلفزيون على ظهورها لدى الأطفال. 2- التعرف على القيم الاجتماعية الايجابية التي يساعد التلفزيون على تقويتها.
وخلصت الدراسة إلى عدة نتائج أهمها أن التلفزيون يشجع على ظهور بعض المشكلات المتعددة مثل سوء التغذية واستهلاك المخدرات والعنف إلى جانب الآثار الايجابية للتلفزيون حيث يعزز ويقوي الثقافة والخبرات الحضارية والقيم الاجتماعية الايجابية.
وفي دراسة فائدة فهد الفلج كما وردت في عبد العزيز عبد الرحمن(1995) حول أنماط مشاهدة برامج التلفزيون لدى طلاب المرحلة الثانوية وتأثير مشاهدة البرامج على بعض سلوكيات الطلاب واحتياجاتهم من البرامج. وتوصلت هذه الدراسة إلى النتائج التالية:
كشفت الدراسة عن نتائج عديدة كان أهمها فيما يتعلق بانعكاسات مشاهدة البرامج التلفزيونية على الشباب وهي تلك الآثار السلبية التي تمثل في الإصابة بالأحلام المزعجة بسبب مشاهدة العنف والجريمة والتعطيل عن أداء الواجبات المدرسية اليومية. أما الآثار الايجابية فتتمثل في تزويدهم بالمعلومات الجديدة والترويح والتسلية ونقلهم بالصورة الى أماكن لم يشاهدوها وقد يصعب الوصول إليها وتعليمهم لغات جديدة وترسيخ بعض قيم المجتمع لديهم كالتعاون وروح الانتماء والصدق واحترام الوالدين والأمانة.(محمد،زكريا:2002)
و تدل الدراسات على أن مشاهدة الأطفال الصغار للتلفزيون فترات طويلة، خاصة قبل النوم مباشرة، تزعج نومهم؛ إذ يميلون لمقاومة النوم ابتداء، ويصعب عليهم النعاس، ويستيقظون أثناء النوم بمعدلات أعلى من العادي، الأمر الذي ينعكس سلبيًّا على صحتهم بوجه عام وعلى تطور قدراتهم العقلية والوجدانية بوجه خاص. ويقلل نمط النوم القلق بوجه خاص من الانتباه في المدارس ويضعف التحصيل التعليمي، وقد يؤدي إلى الانزعاج المرضي أو الاكتئاب.
و تشير دراسات إلى أن الإفراط في مشاهدة التلفزيون يؤدي إلى قصر زمن الانتباه لدى الأطفال، ويقلل من قدرتهم على التعليم الذاتي، فأكثرية برامج التلفزيون، بما في ذلك تلك المسلية للأطفال كالرسوم المتحركة، ليست تعليمية بالمعنى الواسع (أي لا تنمي قدرات التعليم الذاتي لدى الأطفال)، وحتى بالنسبة للبرامج ذات الصفة التعليمية، فإن غالبيتها تقدم كل الحلول جاهزة أي تتصف بما يسمى التعليم السلبي PASSIVE LEARNING. ويعيق الإفراط في المشاهدة، من ثَمَّ، التحصيل التعليمي، ويضعف من بناء القدرات المعرفية والمهارات.(الانترنت د. نادر الفرجاني)
وفي دراسة أقامتها المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم حول اثر برامج الأطفال في التلفزيونات العربية، وانتهت تلك الدراسة إلى نتائج نذكر منها :
1- معظم البرامج الموجهة للأطفال في التلفزيونات العربية تم إنتاجها في الدول الأجنبية وبشكل خاص الرسوم المتحركة وهي من أهمها جذباً للأطفال.
2- ندرة الأفلام والمسلسلات العربية التي تعالج قضايا ومشكلات الطفولة في الدول العربية.
3- ندرة الأفلام والمسلسلات العربية التي تتناول الشخصيات الإسلامية الشهيرة المرتبطة بالتراث العربي الإسلامي.
4- عدم الاهتمام بتبادل برامج الأطفال بين الدول العربية. (مصطفى:2003)
وفي دراسة حول التلفزيون والتنشئة الاجتماعية, آثار سلبية عميقة تعكسها شاشة التلفزيون على الأطفال, المشاهدة نشاط سلبي وإدمانها عزلة عن الواقع وحول آثار التلفزيون. حذرت دراسة محلية من مخاطر مشاهدة الأطفال والناشئة للبرامج والمسلسلات الأجنبية التي تبث عبر القنوات التلفزيونية المحلية او الفضائيات الأجنبية التي أصبحت تسيطر في السنوات الأخيرة، على اختيارات المشاهد رغم ما فيها من ثقافة غربية وتقاليد مناقضة لقيم المجتمع العربي المسلم وتقاليده. وأشارت الدراسة التي أشرفت عليها الباحثة المواطنة عائشة البوصي الموجهة بقسم الخدمة الاجتماعية بمكتب الشارقة التعليمي إلى أن دراسة مماثلة قام بها احد المواطنين من طلاب الجامعة كبحث تخرج أثبتت أن التلفزيون لم يسهم في تعزيز المفاهيم الإسلامية التعزيز الايجابي الكافي والواجب عليه شرعا سواء فيما يقدمه من برامج أطفال عربية أو معربة، وهذا يجعل من الضروري دق ناقوس الخطر والإسراع بتعديل الخطى ليؤدي جهاز التلفزيون دوره في المجتمع بشكل مرض. وأوضحت الدراسة التي أعدت تحت عنوان (اثر التلفزيون على التنشئة الاجتماعية) إن مرحلة الطفولة هي الأساس في التنشئة وبالتالي فإن طرق هذه التنشئة لها نتائجها وآثارها في المستقبل.
وحول النتائج التي تتقلق في التحصيل العلمي للأطفال تشير الدراسة إلى أن ذلك ينتج عن تداخل الوقت المخصص للمشاهدة مع الوقت المخصص للمذاكرة حيث يترك الطفل واجباته المدرسية ليشاهد برامج معينة خاصة وان التلفزيون لا يحتاج إلى مجهود عقلي كالمذاكرة مما يجعله مفضلا لدى الصغار.( البيان – الأمارات)

التلفزيون والمناهج الدراسية
يعتبر التلفزيون وسيلة تربوية في خدمة الناهج الدراسية، حيث يستطيع المعلمون أعطاء دروس تتعلق بتعليم اللغات والنحو واللغة العربية وأجراء التجارب العلمية. وهو يصلح لتدريس المناهج الدراسية وبخاصة اللغة العربية والتاريخ والجغرافيا.
ويتميز التلفزيون بجاذبيته الخاصة فهو يعرض كل جديد . ومن هنا يجب أن يكون هنالك تصميم للبرامج التعليمية التي يمكن عرضها بواسطة التلفزيون بالإضافة إلى تدريب المعلمين على القيام بالدور التعليمي المعاصر من خلال البرامج التلفزيونية التعليمة، حيث ظهر التلفزيون التعليمي.
التلفزيون التعليمي
أثبتت الدراسات العديدة أن التلفزيون يصلح لأن يكون وسيلة تعليمية ناجحة، والدليل على ذلك ارتباط الأطفال به كل يوم من خلال مشاهدة الأفلام الكرتونية وغيرها من البرامج.
وقد أدرك التربويون أهمية التلفزيون في العملية التعليمية، فخططوا لاستثماره في التعليم والتعلم للأسباب التالية:
الاعتماد على التلفزيون لإيجاد مناخ تعليمي أكثر فاعلية لقدرته على بث العديد من البرامج الحية المباشرة.
توفر التلفزيون في كل مدرسة وكل بيت ولهذا يجب الاستفادة منه في البرامج التعليمية.
مواكبة التطور العلمي عن طريق ما يبثه التلفزيون من اكتشافات علمية جديدة ومن تطور في مجال التكنولوجيا.
وجود تفاعل بين محتوى البرنامج التعليمي الطفل المتعلم.(مرجع سابق)
سهل الاستخدام حيث أنه لا يحتاج إلى مهارات كبيرة عند استخدامه.
يتيح تكافؤ الفرص لجماهير عديدة تعيش في أماكن متباعدة لا يسهل توصيل فرص التعليم إليها عن طريق إنشاء المدارس التقليدية . كما يمكن عن طرق التلفزيون معالجة بعض المشكلات التعليمية .
يساعد على إثارة اهتمام التلاميذ كما يعمل على تركيز انتباههم نحو شاشته الصغيرة، فيعمل على عدم تشتيتهم.
كما أنه يساهم في جعل التعليم أكثر فاعلية وذلك بما تتضمن برامجه من بعض المؤثرات كالموسيقى وطريقة الإخراج والعرض والمؤثرات الصوتية المختلفة وغيرها .
يعمل على توفير الوقت والجهد للمعلم لتحسين العملية التعليمية، فالمعلم يقوم بتسجيل دروسه على شريط الفيديو، فإنه يقوم بإعدادها أعدادا وافيا قبل ذلك، وهذا بالتالي يتيح له قضاء وقت أطول مع تلاميذه لمناقشة أعمالهم ومراجعة طريقته في التدريس وتحسين أدائه.
يتغلب على البعد المكاني وذلك عن طريق تقديم برامج تزيد من فهم التلاميذ لثقافة مجتمعات أخرى دون اللجوء إلى القيام برحلات للتعرف عليها.

موقف المعلمين من التلفزيون
ومن هنا ظهر موقف المعلمين بين الرفض والقبول. حيث يعتقد بعض المعلمين ان دورهم سيتقلص مع هذه الوسيلة حيث أصبح هنالك المعلم الجديد وهو التلفزيون ومن الناحية أتضح أهمية البرامج التلفزيونية التعليمية في استيعاب وتذكر الدروس.
لذلك اعتقاد هؤلاء المعلمين اعتقاد خاطئ لأنهم سيدركون أهميتهم بعد التدريب في الموقف الجديد مع التلفزيون التعليمي حيث ان دورهم لن يقل عن دورهم في السابق لما يأخذه من طابع ولون جديد مما سيلقى على عاتقه عند استخدام التلفزيون التعليمي.
ويستطيع المعلم أن يتعرف على الفروق الفردية بين الأطفال من حيث التحصيل والاستيعاب، وهذا لن يتمكن المعلم أن يحققه في ظل العملية التعليمية المعروفة.

ايجابيات البرامج التلفزيونية في التعليم
يؤكد المعلمون والتربويون أن هذه البرامج لها ايجابيات عديدة منها:
• استخدام التلفزيون كوسيلة أساسية للتعلم حيث نستفيد من نماذج التعلم بالمشاهدة ا الملاحظة إثناء عرض البرامج.
• التعلم بالاستمتاع بحيث تضيف إلى خبرته خبرات جديدة حول الطبيعة وما بها من كائنات وبشر في مختلف بيئاتهم وأجناسهم.
• تقديم المعلومات العلمية المختلفة التي تسهم في تشكيل قدرات الطفل العقلية.
• التأثير الواضح في تغيير قيم واتجاهات الأطفال.
• تنفيذ الاتجاهات والميول العلمية والأدبية لدى الأطفال.
• الربط بن الأسباب والنتائج وتدريبهم على التفكير المنطقي والمنظم.(مرجع سابق).
ومن سلبيات التلفزيون
تأثير التلفزيون على المدرسة والقراءة: مشاهدة الأطفال للتلفزيون له تأثير سلبي على ذكائهم فكلما زادت مشاهدة الأطفال للتلفزيون انخفض مستوى تحصيلهم الدراسي.
الاضطراب النفسي والقلق الروحي: مما لاشك فيه أن شاشة التلفزيون قادرة على أن تثبت في الطفل أنظمة من المبادئ والنواميس والقيم، حتى برامج الترفيه والتسلية تستطيع بالتدريج ودون أن يشعر الطفل أن تغير موقف الطفل ورؤيته للعالم.
القضاء على كثير من النشاطات والفعاليات: إن التلفزيون يستهلك الوقت المخصص لبعض النشاطات والفعاليات بمعنى أنه يضيع الوقت الذي يمكن أن يستخدم للقيام بنشاطات أكثر فائدة ويرسخ ويثبت في الذهن آراء ووجهات نظر جاهزة وأحادية الجانب فإن التلفزيون قد غيَّر محيط الأطفال، ليس فقط عن طريق إشغاله لمعظم وقتهم بل كذلك عن طريق حلوله محل العديد من النشاطات والفعاليات الأخرى، كاللعب " عدم القيام بشيء محدد " إن الأوقات التي يقضيها الأطفال في اللعب أو في " عدم القيام بشيء محدد " هي الأوقات التي تنمي كفاءاتهم وتراكم خبرات من التجربة الشخصية المباشرة(اللوبي العربي).

التلفزيون والتنشئة الاجتماعية
يعتبر التلفزيون احد المؤثرات الأساسية بعد الأسرة والمدرسة في عملية التنشئة الاجتماعية من خلال ما يقدمه من معلومات ومعارف قد تؤثر في معتقدات الطفل وقيمه وميوله واتجاهاته معارفه.
والتلفزيون له آثار اجتماعية ايجابية مثل توفير جواً متغيرا للأسرة ويبرز المواهب الجديدة في لعالم وقد يساهم في إرساء القيم والعادات الاجتماعية والثقافية وتغير سلوك الأفراد إلى الأفضل إذا ما خطط له بشكل أيجبي.
وكذلك له آثاره السلبية والسيئة على المجتمع بشكل عام وعلى الأطفال الشباب بشكل خاص، وهذا يتمثل بالجلوس المطول أمام شاشة التلفاز بحيث يؤثر هذا على صحتهم العقلية والبدنية، وكذلك يؤثر على السلوك الاجتماعي من العنف والميل إلى العدوان وانحراف بعض الأحداث لتقليدهم ما يرون من أفلام العنف والجرائم التي يرونها.
ومن هنا نتناول الحديث عن التلفزيون والسلوك والقيم الاجتماعية:
أولاً: التلفزيون والسلوك الاجتماعي:
هناك انتقادات كثيرة على ما يعرض في شاشات التلفزيون من البرامج والأفلام لما لها من الأثر الكبير على سلوك الأفراد المشاهدين. ولكن السؤال المطروح الآن كيف والى أي حد يؤثر :
نحن نعرف أن الأطفال هم أكثر تقليداً للسلوك الايجابي والسلبي للأكبر منه سناً. ونلاحظ أن الأولاد يفظلون السلوك السلبي بمشاهدة أفلام العنف والكاراتيه والجريمة وغيرها. وهم يستمتعون بها أكثر من البنات.
وأن طول فترة الجلوس للأطفال أمام التلفاز ومتابعة الأفلام المزعجة والعنيفة يؤثر عليهم وعلى سلوكهم في التعامل مع بعضهم البعض في الأسرة الواحدة ومع أقرانهم، حيث نجدهم يتشاجرون معهم وأصبحوا كثيرين الحركة والشغب ويثيرون الضجيج ويفتعلون المشكلات. وهذا متفاوت بين عدد الساعات التي يقضونها أمام التلفزيون.
وتلعب الأسرة دوراً كبيراً في السيطرة على تأثير التلفزيون على سلوك الأطفال الاجتماعي، فالأطفال الذين يستمتعون بمشاهدة برامج التلفزيون ذات السلوك الاجتماعي السلبي هم أبناء لأولياء أمور يستمتعون هم يضا بهذه البرامج.
فدور الوالدين هنا يكون دوراً أساسيا في إرشاد الأطفال إلى السلوكيات الايجابية والابتعاد عن تقليد السلوكيات السلبية.
ثانيا: التلفزيون والقيم الاجتماعية:
قد يكون للتلفزيون آثاره الايجابية من تنمية القدرة على التخيل والتوعية بأهمية دور الأولاد والبنات في الحياة، وهو بذلك يمكن أن يساهم بتنمية القيم الاجتماعية الايجابية لدى المشاهد مثل الحث على بر الوالدين والإحسان إلى الفقراء من خلال المناظر التي تثير الانتباه والأحاسيس والمشاعر لدى المشاهدين.
وكذلك البرامج الدينية تبصر المشاهدين بأمور دينهم وتقدم لهم بعض الآيات القرآنية مع تفسيرها وشرحها لهم، والحوارات والمناقشات مع بعض العلماء حول قضايا اجتماعية تتعلق بشؤون حياتهم ومجتمعهم وتسويتها بما يتعايش مع تعاليم دينهم.
إن البرامج التلفزيونية الهادفة والمخطط لها بدقة يمكن أن تنمي الوعي لدى المشاهدين الراشدين بالعادات الصحيحة وقواعد السلامة المرورية ومعاقبة الخارجين على القانون، وتعليم الأطفال كيفية معاملة الآخرين ومخاطبة الكبار وتوقيرهم وتنمية بعض القيم الاجتماعية الايجابية لديهم كحب الخير وكره الشر والتعاون والولاء والالتزام بالصدق وعدم الكذب وغير ذلك من القيم الاجتماعية الايجابية الأخرى. (محمد،زكريا:2002)
وكذلك العكس إذا لم يخطط للبرامج التلفزيونية سنجد أبنائنا وبناتنا يتخبطون من هنا إلى هناك بين البرامج التلفزيونية الهادمة التي لا تفيدهم بشيء بل نجدها تساعدهم على الانحراف أحيانا وعلى اكتساب القيم الخطيرة على مجتمعنا الإسلامي. وان عدم التخطيط والمراقبة للبرامج التلفزيونية يساعد على انتشار برامج مستعارة وأفلام ساقطة وبرامج غنائية ورقص ومسرحيات فكاهية تميت قلوب المشاهدين بلا فائدة منها وبدون أي هدف اجتماعي يذكر.

موقف الأسرة من التلفزيون
هناك من يعد التلفزيون أداة تربوية تعليمية، وأنه يزيد من قدرات أطفالهم فكرياً وثقافياً، ويرون أنه يكسب الأطفال عادات وقيماً مرغوباً بها، ويذهب بعضهم إلى الاعتقاد بأن التلفزيون يشكل رابطة أسرية هامة، وأنه لا يشكل خطراً يهدد حياة الأسرة، كما ترى بعض الأمهات أن التلفزيون يشكل عامل تنظيم داخل الأسرة، فهو أحد أساليب الضبط والتوجيه التربوي داخل الأسرة، وفي ذلك يقول الدكتور مصطفى أحمد تركي: (إن الأسر تنازلت عن بعض أدوارها في التنشئة الاجتماعية للتلفزيون)، لكن بعض الناس ينظرون إلى التلفزيون بوصفه أداة استلاب وقهر ثقافي وتربوي، وهم يركزون على مخاطر البرامج التلفزيونية وعلى آثارها السلبية في عقول الأطفال.
وثمة مضامين إعلامية تريد من الشباب أن يكون سياسياً يستهلك الأطروحات الأيديولوجية والسياسية المطروحة عليه، في حين تسعى مضامين أخرى إلى أن يكون كائناً استهلاكياً مجرداً في زمن الاستهلاك اللامعقول. تقوم البرامج الموجهة بقتل عقل المشاهد بمواد لا فائدة منها لتجعله في النهاية إنساناً فارغاً وتحاول أن تتحكم في تصوراته ومعتقداته ليكون فرداً سلبياً ومطواعاً وقابلاً للتوجيه وفق غايات الإمبراطورية العالمية!.
وفي هذا المجال لا بد من تدخل الأهل من أجل ضبط مشاهدة أطفالهم للتلفزيون مع تقدير ملكات الطفل ورغباته بما يتناسب ونوعية البرامج وخصوصيتها.
وهنا نؤكد على احترام رأي الطفل، ولكن بتحديد وقت المشاهدة وعدم تركه لساعات طويلة أمام التلفزيون؛ وذلك عن طريق الحوار والمناقشة، والابتعاد عن القسر التعسفي، وجعل الحوار عفوياً طبيعياً، ومنعهم من مشاهدة أفلام العنف؛ فالتعرض المتكرر لوسائل الإعلام العنيفة يعلم العنف، ويحفز من لديهم الاستعداد للتصرف بعدوانية.
وربما كانت معدلات جرائم القتل أصدق مقياس للعنف في العالم، فعلى سبيل المثال تشير دراسة أجريت على أطفال المدارس في الولايات المتحدة إلى أن التعرض المتكرر لبرامج التلفزيون العنيفة يزيد من احتمال أن يسلك الأطفال سلوكاً أكثر عدوانية، إلا أن التقاليد الثقافية القوية في اليابان المضادة لتعبيرات العدوان الخارجي قد تكبح بالفعل جماح العنف الذي يتم تعلمه من خلال وسائل الإعلام .
إن الطفل الذي يظل وحيداً ولمدة طويلة يشاهد التلفزيون، ولا سيما البرامج العنيفة، لن يكون طفلاً سعيداً، وهذا كله يتوقف على فعالية الأهل ومدى مراقبتهم وتوجيههم.
فلا بد من سيطرة الأهل بالتفاهم مع الأطفال على التلفزيون، ومساعدتهم في فهم واستيعاب ومن ثم الاستفادة مما يشاهدونه.
ويمكن القول بشكل عام بأن التلفزة تتحكم بطريقتين:
- الأولى رسمية وتتصل بقيم التنشئة الاجتماعية والسياسية وبمبادئ المعتقد.
- الثانية غير رسمية وتوجه القيم الجمالية والذهنية والسلوكية واللباسية وحتى كيفية التعامل مع الأقران(د.أديب عقيل).

تأثير التلفزيون على الأطفال من سن سنتين إلى (13) سنة :
هل يصدق القارئ أن الطفل الذي لم يبلغ الثانية بعد يستطيع بعد فترة أن يتعرف على الشخصيات التي تتكرر في التلفزيون، حين يرى صورها مطبوعة على الملابس أو أكواب الشاي، بل إن هناك دراسات عملية تعتبر أن للتلفزيون فائدة كبيرة في تمكين الطفل من إدارك أن الصور المتحركة المتتالية تشكل وحدة كلية تشمل هذه الجزئيات، إلا أن مشاهد العنف التي يتكرر عرضها في التلفزيون قد تثير الفزع والخوف داخله، مما لا يقتصر أثره على الأرق وقلة النوم بعد مشاهدة هذه المشاهد، بل قد تترك آثاراً نفسية داخله لا تندمل بسهولة.
أما الأطفال من سن ثلاث إلى خمس سنوات ، فيعجزون عن التفريق بين الخيال والحقيقة، مما يفسر قيام الأطفال في هذه السن بالنظر خلف الجهاز بحثاً عن الممثلين، أو التأثر الشديد مع أبطال الحكايات الخيالية، مثل سندريلا التي تعاني معاملة زوجة أبيها وأختيها غير الشقيقتين. إلا أنهم يصبحون قادرين على ربط الأحداث المتعلقة بقصة قصيرة.
وتشير الدراسات التي أعدتها ( الدائرة الاتحادية الألمانية للوعي الصحي ) إلى أن تأثير التلفزيون على الأطفال في سن 6 سنوات إلى 9 سنوات لا يكون زائداً عن الحد، بشرط أن تكون الأوضاع الأسرية مستقرة، وأن تكون شخصية الطفل متوازنة.
وعندما يبلغ عمر الطفل 10 أعوام إلى 13 عاماً، فإنه يتمكن من التفريق تماماً بين ما هو واقعي وبين ما هو غير واقعي، ولكن ذلك لا يعني تعريضهم لرؤية مشاهد قتل وتعذيب في أفلام الرعب، وتوقع عدم تأثرهم بها لمعرفتهم أنها خيالية.

ما هي بدائل التلفزيون؟
قد يقول البعض : إذاً فلنرح أنفسنا من هذا العناء، ولا نسمح للأطفال بمشاهدة التلفزيون كلياً، وهو ما يفعله بعض الأهل انطلاقاً من دوافع دينية، أو تبنياً لمناهج تربوية تعتبر وجود التلفزيون عائقاً كبيراً أمام تعرف الطفل على البيئة المحيطة بالدرجة الكافية. وهذه طبعاً وجهة نظر لها وجاهتها، ولكن قبل اتخاذ هذا القرار ثم الرجوع عنه لا حقاً، يجب عليك التفكير في
النقاط التالية:
النقطة الأولى : قبل أن تطلب ذلك من أولادك، عليك أن تفكر في أنه لا يجوز أن تكون أنت قدوة سيئة لأطفالك، تشاهد ما تشاء، وتحرمهم هم من مشاهدة برامج الأطفال، حيث أن ما سيرونه من المشاهد في النشرات الإخبارية قد يكون أكثر فظاعة من أي فيلم يرونه. خصوصاً أنهم يدركون تماماً أن ما تعرضه نشرة الأخبار مشاهد حقيقية، وهو ما يجعل تأثيرها عليهم أعمق بكثير.
النقطة الثانية : التي يجب عليك التفكير فيها، هي أنه سيكون لزاماً عليك أن توفر لهم البدائل التي يشغلون بها وقتهم، من كتب تنمي قدراتهم، وألعاب تزيد حسهم الاجتماعي، وقدرتهم على التعاون في إطار فريق.
وقبل كل ذلك: عليك أن تجد لديك الوقت والاستعداد التربوي، لتزويدهم بالمعارف والمعلومات، التي كان التلفزيون يزودهم بها، من الأخبار عن العالم من حولهم، بل وعن وطنهم، وما يوفره لهم التلفزيون من انتقال مباشر يعايشون فيه سكان المناطق التي لم يتمكنوا من زيارتها.
النقطة الثالثة : يرى بعض العلماء أن التلفزيون يوفر للأطفال مناخاً من الاسترخاء والهدوء بعد عناء اليوم الدراسي، وما يفرضه الواقع الحالي من تشابك في العلاقات يختلف تماماً عن الأوضاع التي كانت سائدة حين كان الأهل أطفالا. ففي حين كان استخدام جهاز الفاكس من قبل يعتبر معرفة متخصصة مقتصرة على السكرتارية، أصبح من البديهي أن يكتب الطفل البالغ من
العمر عشر سنوات رسائل على البريد الإلكتروني، فهل أنت عازم :
أولاً : على مشاركة أبنائك في هذه الاهتمامات ؟
ثانياً:عندك القدرة على امتصاص كل ما يتملكهم من انفعالات ؟
ويوجد هنالك مدارس تحظر مشاهدة التلفزيون على جميع تلاميذها مثل مدارس (فالدورف) في ألمانيا التي لا تسمح لتلاميذها بذلك قبل بلوغ سن العاشرة.
ضوابط مشاهدة التلفزيون :
ولو فكرنا في حل وسط وهو السماح لأطفالنا بالمشاهدة مع وضع بعض الضوابط، فما الذي يجب علينا مراعاته؟
أولاً : عدم استخدام التلفزيون كأسلوب عقاب أو مكافأة، لأنك إذا فعلت ذلك أصبحتْ مشاهدة التلفزيون ـ بغض النظر عن المضمون والبرنامج الذي يبثه ـ شيئاً مهماً للطفل، فتزيد قيمة التلفزيون عنده، ويعطيه أهمية تفوق قدره.
ثانياً : عدم السماح للأطفال مطلقاً بمشاهدة التلفزيون بمفردهم، ولذلك فإنها كارثة أن تضع جهاز تلفزيون خاص للأطفال في حجرتهم بحيث يشاهدون ما يريدون دون رقابة، والحرصُ على مشاركةِ الأطفالِ المشاهدةَ له فوائد متعددة : أولها أن الأطفال يحبون الأنشطة الجماعية، ومن هذه الفوائد أيضاً التعرف على ما يختزنه عقلهم من معلومات وقيم تصلهم عن طريق هذه البرامج، ومنها مناقشتهم فيما شاهدوه، لمعرفة ما يعجبهم فيه، وسبب حرصهم على رؤيته، وما ضايقهم فيه، ومنها إغلاق الجهاز إذا وجدت فيما يعرضه التلفزيون ما لا يجب أن يروه.
ثالثاً : الجلوس مع الأطفال قبل بدء المشاهدة، وتحديد ما يريدون مشاهدته بالضبط، ولا يبدأ تشغيل التلفزيون قبل موعد البرنامج المتفق عليه، ولا يبقى لحظة واحدة بعد انتهاء هذا البرنامج، بشرط أن يكون الأهل هم أيضاً قدوة، فلا يتركون التلفزيون قبل برنامجهم المفضل وبعده دون داع، بل ولا حتى في وجود داع لذلك، مثل خبر عاجل. أي لا بد من الصرامة في الالتزام بتنفيذ الخطة الموضوعة للمشاهدة.
مع العلم بأن هناك العديد من الدراسات العلمية الحديثة توصلت إلى أن الحد الأقصى للفترات المناسبة لمشاهدة التلفزيون يومياً بالنسبة لأعمار الأطفال كالتالي :
من سن 2-4 20 دقيقة
من سن 3-5 30 دقيقة
من سن 6-9 60 دقيقة
من سن 10-13 90 دقيقة
مع التنبيه إلى أن تجاوز هذه الفترات يتسبب في عدم توازن مشاعر الأطفال، وانخفاض مستواهم العلمي، وعجزهم عن إقامة علاقات إنسانية مع زملائهم، خصوصاً أن الأطفال الذين تتجاوز مدة مشاهدتهم للتلفزيون مدة ثلاث ساعات، يعتادون رؤية برامج منخفضة المستوى، لا تتناسب مع أعمارهم. خلافاً للأطفال الذين بلغوا السادسة من العمر، والذين لا تتجاوز مشاهدتهم للتلفزيون فترة الستين دقيقة، حيث يحرصون على مشاهدة برامج مفيدة، مثل أفلام عن عالم الحيوان، للاستفادة بهذا الوقت بأفضل طريقة.
وتشير دراسة أعدتها مؤخراً مجموعة من علماء النفس في جامعة فرايبورج الألمانية إلى أن الأطفال الذين يكثرون مشاهدة التلفزيون يعانون قلة الحركة، والرغبة في الانعزال عن البقية، ويصابون بالاكتئاب، ولا يقلل هذا الاكتئاب سوى التلفزيون، فإذا بهم " يدمنون " التلفزيون، ويرون في المدرسة والأصدقاء والأهل " عناصر أقل تشويقاً من التلفزيون "، بالإضافة إلى أن كثرة مشاهدتهم لمواقف العنف في الأفلام تجعل مشاعرهم تتبلد، ولا يتأثرون مثل نظرائهم بمواقف الحياة اليومية.
ليست هذه دعوة لأن يفتح كل قارئ شباك بيته، ويلقي منه التلفاز، ولا أن يأخذ معولاً يقضي به على كل المذيعين والمذيعات والممثلين جميعاً، كما أنها في الوقت ذاته ليست نداءً للاعتراف بفضل هذا الجهاز السحري، واعتباره " أخاً أكبر " لأطفالك، هي دعوة للتفكير طويلاً، قبل اتخاذ أي قرار، في كيفية التعامل مع التلفزيون.(مجلة المعرفة)
الخاتمة

بعد الإطلاع على المصادر الكثيرة في أرباب الكتب التي كتبت عن التلفزيون ومصادر الإنترنيت القيمة التي تحدثت بكثب عن هذا الموضوع المهم جداً لكل قارئ ومهتم في تربية الأطفال التربية الصحيحة التي لا تحتمل أي خطاء يؤدي بأبنائنا إلى تقليد وتعلم السلوكيات الخاطئة والبعيدة كل البعد عن عاداتنا وقيمنا وديننا.
وبشكل عام نلاحظ ان للتلفزيون أثر كبير من الناحيتين الايجابية والسلبية على المجتمع والأطفال والأسرة. ومن الناحية الايجابية قد نستفيد من التلفزيون عن طريق التلفزيون التعليمي من خلال عرض البرامج الثقافية والدينية التي تساعد الأطفال على استيعاب وفهم حقائق كثيرة يصعب عليهم الوصول إليها والتحقق منها عن طريق تلقيها من الكتب المطبوعة والكلام والمنقول من الكبار والمدرسين. والتلفزيون قادر على توصيل حقائق علمية ومعلومات ثقافية كثيرة وذلك لما يتميز به كأحد وسائل الاتصال السمعية والبصرية التي تنقل لنا الأحداث مع الحركة والصوت والصورة مما يساعد على تفاعل الأطفال معها بالشكل الايجابي.
وقد تكون الفائدة في البيت حينما يشاهد الأطفال برامج مفيدة تحت إشراف أسرة واعية تقدر أهمية ذلك من خلال التوعية والإرشاد وتنظيم أوقات المشاهدة لهم، وتكمن الفائدة في ذلك باكتساب عادات سليمة وايجابية كاحترام الكبار والإحسان إلى الفقراء، وزيادة الوعي لدى الأطفال عن طريق مشاهدة البرامج الثقافية والدينية كما ذكرنا سابقاً.
أما من الناحية السلبية فالأمر خطير جداً، وأنا في هذا البحث لن اكرر ما يقال بأن التلفزيون سلاح ذو حدين، والسبب في ذلك لأننا إذا أطلقنا عليه هذا التعبير فهذا خطير جداً لان إطلاق هذا التعبير على التلفزيون يعني أن له ايجابيات وسلبيات كثيرة، وأنا في اعتقادي إن سلبيات التلفزيون تفوق كثيراً إيجابياته لذلك فهو في هذا المعنى لا يصلح على الإطلاق لمشاهدة الأطفال له.
ولكن أخي القارئ ونحن نعيش هذا العصر الذي يطلق عليه الكثير من الناس عصر التلفزيون والفضائيات، يجب علينا أن نولي اهتمامنا إلى السلبيات التي قد يتعرض لها أبنائنا من خلال مشاهدتهم لبعض القنوات التي تبث الأفلام والبرامج الغنائية والمسلسلات التي تتحدث غالبها عن الحب والجنس والعنف والسرقة والزنا والكذب، وتعرض لنا الكثير من المدخنين... الخ من التصرفات التي تتنافى مع ديننا وعاداتنا وتقاليدنا.
وفي الوقت الذي نعلم ونربي طلابنا فيه على مكارم الأخلاق والعادات النبيلة وتعاليم الدين، نجد من يناقضنا في ذلك وينفي كل ما تم تعليمه للأطفال في المدارس. حيث يعود التلاميذ إلى البيونهم ويجدون شاشة التلفاز في انتظارهم ونتقل لهم ما هب ودب من البرامج التي تعلمهم العنف والكذب والغناء والرقص والسرقة، وهذا خطر جداً عليهم وعلى المجتمع الذي يعيشون فيه.

التوصيات
ونحن بدورنا كتربويين يجب علينا أن نولي اهتمامنا لهذا الجهاز الخطير الذي أصبح يعم الكثير من بيوتنا، لذلك يجب علينا القيام بما يلي:
• دراسة تأثير التلفزيون على الأطفال من سن سنتين إلى (15) سنة.
• دراسة تقوم على نوعية البرامج التي قد تزيد من الوعي لدى الأطفال في مجتمعنا الإسلامي.
• التوعية المستمرة للمجتمع بكيفية استعمال التلفزيون في البيوت.
• مناشدة السلطات الحاكمة للتدخل بعدم عرض البرامج والأفلام التي تتنافى مع قيمنا وديننا.
• مناشدة وزارة الإعلام بالتركيز على البرامج الدينية والثقافية التعليمية القيمة التي تساعد على توعية المواطن.
• مناشدة وزارة الإعلام بالقيام باستحداث برامج كرتون للأطفال تتحدث عن القيم الإسلامية النبيلة وتتقمص شخصيات إسلامية معروفة وليست أسماء أوروبة لا نعرف عنها شيء.

المراجع

الدباغ، هشام(1991)، التلفزيون أسرار وعجائب.
محمد، زكريا عبد العزيز(2002)، التلفزيون والقيم الاجتماعية للشباب والمراهقين، مركز الإسكندرية للكتاب.
مصطفى، فهيم (2003 م). المنهج التربوي لثقافة الطفل المسلم، دار الفكر.
يكن، منى حداد(1981)، أبناؤنا بين وسائل الأعلام وأخلاق الإسلام، مؤسسة الرسالة.


مصادر من الانترنيت
اللوبي العربي: (التليفزيون و أطفالنا) ظهر على موقع:
http://www.arablobby.com/vb/showthread.php?t=22600
Accessed on 04 - 12 - 2003 14:11, PM. Last up date 18 - 09 - 2003

د: أديب عقيل: (التلفزيون وتحديات التنشئة الاجتماعية) مجلة النباء العدد 64 ظهرعلى موقع: http://www.annabaa.org/nba64/tlfizun.htm
accessed on 10/12/2004, 3:00. PM.

د. نادر فرجاني: (التلفزيون جليس سوء للأطفال في سني العمر الأولى) ظهر على موقع
http://www.islam-online.net/iol-arab...9/parent-1.asp
accessed on 13/12/2004. last update Thursday 11/10/2004. 14:40 pm.


مجلة المعرفة: (الاطفال والتلفزيون صديق أم عدو؟) العدد (87) ظهر على موقع:
http://www.alamuae.com/vb/showthread.php?t=24387
accessed on 25/12/2004 at 4:30. last up date 03-29-2003, 12:16 PM

عائشة البوصي: (في دراسة حول التلفزيون والتنشئة الاجتماعية، آثار سلبية عميقة تعكسها شاشة التلفزيون على الأطفال, المشاهدة نشاط سلبي وإدمانها عزلة عن الواقع) ظهر على موقع: http://www.albehari.net/tob.tv.htm
Accessed on 26/12/ 2004, 4:39:32 PM.

إعداد / عطاالله القطعان

د.فالح العمره 05-04-2005 11:30 AM

التعليم عامل رئيسي للتنمية

التنمية وعلاقتها بالتربية

رسالة إلى كل معلم يعمل في حقل التربية
لا يزال حتى الآن المفهوم الأساسي للتنمية هو \" تعظيم القدرات البشرية \" ،وقد ظهر منذ أواخر القرن الماضي ، وقد لمسنا العلاقة الوثيقة بين التنمية والتربية من خلال ممارستنا المهنية مع الدارسات ، وكيف أنه تتاح الفرص أمامهن لاختيارات أوفر من خلال رفع كفاءتهن وإكسابهن العديد من المهارات الحياتية .

وقد أكد العالم كله على هذا التوجه من خلال المبادرات المتعددة حول \" التعليم للجميع \" ، حتى أن التقارير الرئيسية لقياس تقدم الشعوب الآن تقع تحت مسمى \" تقرير التنمية البشرية \" والذي تتبناه منظمات الأمم المتحدة .

عملك ورسالتك تأتي في هذا الإطار الدولي والاهتمام العالمي بالإنسان ، فأنت تتعدي باتصالك مع الدارسات مجرد إكسابهن مهارات القراءة والكتابة والحساب إلي أفق أوسع وأرحب ، كأن تكون الدارسة أكثر قدرة علي التعبير عن نفسها و عن أفكارها ، و تكون أكثر تفاعلا داخل المجتمع الذي تعيش فيه.

وفي المقال نعرض عليك بعض القراءات التي توضح وتؤكد هذا الاهتمام . ولا تتردد – إذا ما أتيحت لك الفرصة – بالاطلاع على التقرير السنوي \" تقرير التنمية البشرية \" والذي يصدره البرنامج الإنمائي للأمم المتحدة باللغة العربية من على شبكة المعلومات الدولية .

التعليم عامل رئيسي للتنمية

هل يتقدم العالم في المسار الصحيح ؟

يتناول هذا التقرير الفرص المتاحة للتعلُّم . وهو يهدف أساساً إلي تقييم مدى انتفاع جميع الأطفال والشباب والكبار في جميع أنحاء العالم بالمزايا المرتبطة بالتعليم ، فضلاً عن تقييم مدى الوفاء بالتعهدات التي قُطعت في إبريل 2000 أثناء \" المنتدى العالمي للتربية \" والذي عُقد في داكار ، ويقدم إجابة مؤقتة عن السؤال عما إذا كان العالم يسير قُدماً نحو تحقيق هدف التعليم للجميع بحلول عام 2015 .

لقد اتفق المشاركون و منهم مصر في المنتدى العالمي للتربية ( 2000) على ستة أهداف للتعليم للجميع اعتُبرت أساسية ويمكن بلوغها وتحقيقها إذا ما توافر الالتزام القوي والعزيمة الصادقة على الصعيد الدولي .

ويعلن إطار عمل داكار أنه بحلول عام 2015 سيُتاح لجميع الأطفال في السن المدرسية الالتحاق بتعليم مجاني ذي نوعية مقبولة وأنه ستتم إزالة أوجه التفاوت بين الجنسين في مجال التعليم . وستُخفض مستويات الأمية في أوساط الكبار بمقدار النصف ، وستشهد الرعاية والتربية في مرحلة الطفولة المبكرة زيادة كبيرة ، وسيطرأ تحسن على كافة الجوانب النوعية للتعليم . وفي سنة 2000 أيضاً تم الاتفاق على الأهداف الإنمائية للألفية وحُدد هدفان منها - تحقيق تعميم التعليم الابتدائي وإزالة التفاوت بين الجنسين في التعليم الابتدائي والثانوي – على أنهما عاملان أساسيان للقضاء على الفقر المدقع .

أهداف داكار الستة
إننا نلتزم جماعيا في هذا الإعلان بالسعي الي تحقيق الأهداف التالية:
1- توسيع و تحسين الرعاية و التربية الشاملتين فى مرحلة الطفولة المبكرة، و خاصة لصالح أكثر الأطفال
تأثراً و أشدهم حرمانا.
2- العمل علي أن يتم بحلول عام 2015 تمكين جمع الأطفال من الالتحاق بتعليم ابتدائي جيد مجاني و إلزامي ، و إكمال هذا التعليم مع التركيز بوجه خاص على البنات و الأطفال الذين يعيشون في ظروف صعبة.
3- ضمان تلبية حاجات التعلُّم لجميع النشء و الكبار من خلال الانتفاع المتكافئ ببرامج ملائمة للتعلُّم واكتساب المهارات الحياتية وبرامج المواطنة .
4- تحقيق تحسين بنسبة 50 في المائة في مستويات محو أمية الكبار بحلول عام 2015 . ولاسيما لصالح النساء ، وتحقيق تكافؤ فرص التعليم الأساسي والتعليم المستمر لجميع الكبار .
5- إزالة أوجه التفاوت بين الجنسين في مجال التعليم الابتدائي والثانوي بحلول عام 2015 ، مع التركيز على تأمين فرص كاملة ومتكافئة للفتيات للانتفاع والتحصيل الدراسي في تعليم أساسي جيد .
6- تحسين كافة الجوانب النوعية للتعليم وضمان الامتياز للجميع بحيث يحقق جميع الدارسين نتائج معترفاً بها ويمكن قياسها ، لاسيما في القدرات القرائية والحسابية والمهارات الحياتية الأساسية .

التعليم للجميع … عامل للتنمية

التعليم باعتباره حقاً للإنسان
الحق في التعليم حق منصوص عليه بكل وضوح في المادة 26 من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان . وهذا يشكل اعترافاً بالقيمة الإنسانية الجوهرية للتعليم ، وهو اعتراف يقوم على أسس أخلاقية وقانونية راسخة . ومن هذه الناحية ، فإن التعليم يمثل أيضاً وسيلة لا غنى عنها لتحرير وحماية حقوق الإنسان الأخرى من خلال توفير الدعائم اللازمة لضمان الصحة الجيدة والحرية والأمن والرفاه الاقتصادي والمشاركة في النشاط الاجتماعي والسياسي . فكفالة الحق في التعليم تعزز فرص الناس في الحصول على حقوقهم الأخرى وتمتعهم بها.

التعليم والقدرات البشرية
طرأ في السنوات العشرين الماضية تحول كبير في التفكير بشأن التنمية البشرية . ومن أجل تأمين التخلي عن التركيز الضيق على مبدأ نمو دخل الفرد كمؤشر أساسي على نجاح السياسات الإنمائية ، فقد برز إطار جديد يشدد على المدى الذي تم بلوغه في تعزيز قدرات الناس وفي توسيع الخيارات المتاحة لهم للتمتع بالحريات التي تعطي للحياة معناها وقيمتها . وهذه الحريات تشكل حقوق الناس في الحصول على الموارد التي تمكنهم من تجنب المرض وتكفل لهم احترام الذات والتغذية الجيدة وسبل العيش المستديم والتمتع بعلاقات سليمة فيما بينهم . وفي هذا الإطار يعتبر التعليم أمراً هاماً لثلاثة أسباب على الأقل . ويتمثل السبب الأول في أن المهارات المكتسبة من التعليم الأساسي ، مثل القدرة على القراءة والكتابة ، تنطوي بحد ذاتها على قيمة كبيرة باعتبارها نتيجة أساسية من نتائج التنمية

والسبب الثاني هو أن التعليم يمكن أن يساعد على تحاشي جوانب أخرى أكثر سلبية في الحياة . فعلى سبيل المثال ، سيؤدي التعليم الابتدائي المجاني والإلزامي إلي الحد من تشغيل الأطفال .
وأما السبب الثالث فهو أن التعليم يضطلع بدور قوي في تمكين الفئات السكانية التي تعاني من أوجه حرمان . و مع ذلك فإن النساء اللواتي حصلن على التعليم يمكنهن أن يعيشن حياة أفضل وأطول من حياتهن بدون تعليم . وبهذا المعنى ، فإن للتعليم الشامل والمتاح للجميع ، بغض النظر عن الطبقة أو الطائفة الاجتماعية أو الجنس ، يعطي تأثيراً قوياً في معالجة العوائق الاجتماعية والاقتصادية داخل المجتمع المدني ، كما أنه يمثل عاملاً أساسياً في تحقيق الحريات الإنسانية .
· و أخيرا يمكن القول بان هناك علاقة وثيقة بين التعليم والتنمية فالتعليم أحد العوامل الرئيسة التي تدفع إلى التنمية

و الآن عزيزي القاري لديك فرصة للتأمل و التفكير في الأسئلة التالية: · ما الذي يمكنك تقديمه لدعم أهداف منتدى داكار 2000 ؟ · ما العلاقة بين التعليم و التنمية ؟ · ما هي أثار التعليم علي حياتك و حياة طلابك ؟

اشرف أنور جرجس
مشرف مكون التعليم المجتمعي
هيئة كير الدولية مصر– مكتب المنيا

د.فالح العمره 05-04-2005 11:31 AM

استخدام لعب الأدوار في التربية العلمية

Using Role Play
in Science Education

A Workshop Presented at The National Science Teachers Association –
Annual Conference New Orleans , Louisiana April 3 , 1997

By
Larry D. Burton , ph.D.
Andrews University , Barrin Springs,Michigan

(Available : ERIC ED411162 Accessed 21Jan 2002)

ترجمة : عطية العمري

أساسيات في نظرية لعب الأدوار

أغراض هذه الاستراتيجية :
وصف كل من فانيك وجورج شافتيل ( 1967 ) لعب الأدوار على أنه نمط من \"ممارسة الواقع\" . ويستخدم المعلمون لعب الأدوار كأداة تعليمية يتوقعون أن يكون بإمكانها تغذية تقنيات حل المشكلات الخاصة بالاندماج بين الأشخاص ، والتحليل التأملي للقيم والسلوكيات الشخصية ( جويس ويل وشورز ، 1992 ) .
ويمكن بسط فوائد لعب الأدوار فيما يلي :
1 ـ القدرة على ممارسة الأوضاع الصعبة المحتملة في بيئة آمنة .
2 ـ القدرة على استخدام أساليب منوعة في الأوضاع الصعبة .
3 ـ إعطاء الفرصة لممارسة أوضاع معينة من وجهات نظر الآخرين .
4 ـ إعطاء الفرصة لتحديد القيم الشخصية .
5 ـ إعطاء الفرصة للاستماع لوجهات نظر أشخاص آخرين .
6 ـ إيجاد بيئة آمنة لممارسة أسلوب حل المشكلات .
7 ـ يعتبر هذا الأسلوب بمثابة مختبر لتحليل العلاقات بين الأشخاص والعلاقات بين القيم .
8 ـ إعطاء المتعلم فرصة للتعلم من أخطائه .
9 ـ إعطاء فرصة لاكتشاف نتائج الخيارات التي تم تنفيذها .
وقد حدد شافتيل وشافتيل ما يلي على أنه يمكن أن يكون الأكثر فائدةً في استخدام استراتيجية لعب الأدوار في التعليم . فالطلاب \" بمساعدة ومعارضة زملائهم في الصف يتدرجون في المواجهة الواعية للخيارات التي يضعونها للحالات التي تقابلهم ، ومن خلال الممارسة لتوضيح واختبار ونقد دوافعهم ، فإنهم يطورون نظاماً من القيم بوعي وإدراك.
( شافتيل وشافتيل ، 1967 ، 84 ) .

بناء جو صفي يسمح باستخدام هذا الأسلوب في التعلم :
لا يمكن لأسلوب لعب الأدوار أن يحقق الأهداف المرجوة من استخدامه في غرفة صف لا يسودها الجو الآمن . يجب أن تنمي البيئة الصفية الانفتاح في التفكير والتفاعل بين النتعلمين . وقد وضع بورتن ( 1997 ، 3 ) أهم مواصفات المناخ الصفي اللازم لتطبيق هذا الأسلوب بفعالية ، وهو أن يساعد على ما يلي :
1- التعبير عن كل السلوكيات التقليدية والبديلة .
2- التعبير عن المشاعر الجياشة .
3- احترام مشاعر الآخرين .
4- احترام أفكار الآخرين .
5- اكتشاف الحلول البديلة للمشكلات .
6- التقبل ( القبول ) غير التقويمي لاستجابات التلميذ .
ولكي تحصل حقيقةً على هذا النمط من الفصول ، يجب نمذجة السلوك وتعليمه ( باستخدام لوحة T-Chart مثلاً ) عن طريق معلم الفصل .

خطوط عريضة لتفعيل لعب الأدوار :
1- لا تكن مقيِّماً في رد فعلك على استجابات التلميذ .
2- كن معيناً للتلاميذ واستجاباتهم .
3- استمع إلى الرسالة المخبأة في استجابات التلميذ ( قراءة ما بين السطور )
4- كن مرشداً مباشراً أثناء لعب الأدوار .
5- قيًّم الأدوار والمناقشات حول طبيعة الموقف الذي سوف يؤدَّى .
6- شجع التحليلات البديلة ، وأعِدْ تحديد الأدوار .
7- شجع التفسيرات البديلة للأدوار .
8- اشرح وعبر عن رد فعلك على استجابات التلميذ من أجل زيادة وعيه لوجهات النظر والمشاعر والقيم التي تم التعبير عنها .

مراحل ( خطوات ) لعب الأدوار :
الخطوة الأولى: إحماء المجموعة :
أ‌- حدِّد / عرِّف المشكلة . ب- اجعل المشكلة واضحة ( جليَّة ) .
الخطوة الثانية: اختيار المشاركين :
أ- حلل الأدوار ب- اختر اللاعبين .
الخطوة الثالثة : إعداد المسرح :
أ- قرر موضوع التهيئة ب- أعِد تحديد الأدوار .
الخطوة الرابعة : إعداد المشاهدين :
أ- قرر بؤرة التركيز ب- حدد المهمات .
الخطوة الخامسة : تنفيذ المشهد :
أ‌- ابدأ لعب الأدوار ( حافظ على أن يكون الدور قصيراً)
ب‌- روِّض على لعب الأدوار .
الخطوة السادسة : مناقشة وتقويم :
أ‌- مراجعة عمل لعب الأدوار .
ب‌- مناقشة حول البؤرة الرئيسية .
ت‌- تطوير عملية التنفيذ .
الخطوة السابعة : إعادة تنفيذ المشهد :
أ- العب أدواراً منقحة ب- اقترح الخطوات التالية .
الخطوة الثامنة : مناقشة وتقويم :
اعمل ما قمت بعمله في الخطوة السادسة .
الخطوة التاسعة : تقاسُم الخبرة والتعميم :
أ‌- اربط حالة المشكلة بالممارسات الواقعية
ب‌- عمم السلوكيات الرئيسية .

إعداد ما هو ضروري للتعليم باستخدام لعب الأدوار
منذ أن أصبح لعب الأدوار استراتيجية تجريبية فعالة ، فإن المواد التي نحتاج إليها فقط لاستخدام هذه الاستراتيجية هي تلك التي تتطلب تحدي المتعلم للمشكلات الأولية . يمكن أن تعرض المشكلة بطرق مختلفة بما في ذلك القصص والفيديو والسيناريوهات ودراسات الحالة والمعضلات ( الورطات ) الشديدة .
حدد جويس ويل وشاورز ( 1992 ) المصادر التالية التي تصلح لحل المشكلات باسستخدام لعب الأدوار :
2- موضوعات مستقاة من مراحل حياتية متطورة .
3- موضوعات مستقاة من طبقة معينة ( بحسب الجنس أو العِرق أو الطبقة الاجتماعية الاقتصادية )
4- محتويات أخلاقية قيمة . 5- ألعاب يؤديها الناس . 6- أوضاع مزعجة .
7- موضوعات اجتماعية . 8- موضوعات خاصة بالمجتمع .
إضافة إلى هذه القائمة أضف ما يلي :
9- موضوعات أخلاقية من مناطق خاصة .
10- موضوعات أخلاقية من مهن خاصة .
11- موضوعات أخلاقية ناتجة عن تفاعلات ثقافية .
12- موضوعات أخلاقية ناتجة عن التقدم التكنولوجي .

ما يتم التركيز عليه عند استخدام لعب الأدوار :
أ ـ بالنسبة للمشاعر :
1- اكتشاف الشخص لمشاعره .
2- اكتشاف مشاعر الآخرين .
3- العمل خارج المشاعر أو التخلي عنها .
4- ممارسة قوانين من مراتب أعلى ، وذلك من أجل تغيير مواقف الآخرين ومواقف
الشخص نفسه .
ب ـ بالنسبة للاتجاهات والقيم والمواقف :
1- تحديد القيم الخاصة بالثقافة أو جزء من الثقافة .
2- تصفية وتقييم قيم الشخص نفسه ، وكذلك القيم المتناقضة .
ج ـ بالنسبة لاتجاهات ومهارات حل المشكلات :
1- الانفتاح على الحلول المحتملة .
2- القدرة على تحليل المشكلة .
3- القدرة على استنباط حلول بديلة .
4- القدرة على تقييم عواقب الحلول البديلة للمشكلة المقدمة من الشخص نفسه أو الآخرين .
5- التعبير عن النتائج ، واتخاذ قرارات نهائية في ضوء هذه النتائج .
6- التحليل الناقد والافتراضات فيما وراء البدائل .
7- اكتساب سلوكيات جديدة .
بالنسبة لجوهر الموضوع :
1- مشاعر المشاركين .
2- العلاقات التاريخية ، والأزمات التاريخية ، والورطات ، والقرارات .
(( جويس ب. ، ويل م. ، شاورز ب. (1992) : \"نماذج التعليم\" ـ ألين وبوستون باكون ، فانيك وجورج شافتيل ( 1967) :\" لعب الأدوار في الدراسات الاجتماعية\" – طبعة نفذت ))

حول موضوع الاستنساخ
درس باستخدام لعب الأدوار

المادة : علوم
الموضوع : الاستنساخ (cloning)
الصف: من الرابع حتى البلوغ
حجم المجموعة التعليمية: من 6 إلى 10 طلاب على الأقل .
الزمن المطلوب: من 40 إلى 55 دقيقة .
الأهداف الأدائية :
أ‌- توضيح تقنيات حل المشكلات .
ب‌- تحديد وتحليل قيم الشخص .
ج- تحديد وتحليل قيم الآخرين .
د- تقييم الأسباب المتعلقة بإجراءات السلوك .
الخطوة الأولى : إحماء المجموعة :
أ‌- قدِّم المشكلة عن طريق قراءة ما يلي :
\" حاول روبرت و سمانثا جونز إنجاب طفل منذ عشر سنوات . كل طرق العلاج بما في ذلك التلقيح الصناعي بصورة مستمرة لم تنجح . اقترح صديق العائلة عليهما أن يجربا الاستنساخ كبديل عن التناسل التقليدي . استطاع الزوجان إنجاب أطفال باستخدام بويضة سمانثا ونواة أية خلية من أي \" والد \" . سمانثا وروبرت ليسا متأكدين مما سيفعلانه بعد ذلك \" .
ب‌- زود التلاميذ بمختصر لسيناريو ما ورد أعلاه .
ج- راجع عملية لعب الأدوار عن طريق عرضها على جهاز Over Head Projector
د- أسئلة يمكن استخدامها :
1- كيف ستصف المشكلة الرئيسة في هذه الحالة ؟
2- ما الموضوعات التي ستتم معالجتها ؟
3- هل هناك مصادر محتملة للخلاف ؟
الخطوة الثانية : اختيار المشاركين :
أ‌- من سنضم في تنفيذ المشهد للمرة الأولى ؟
ب‌- الأدوار المحتملة : 1- روبرت جونز 2- سمانثا جونز 3- طبيبهما
4- صديق العائلة 5- مستشار .
ج- اختر المشاركين من المتطوعين . ابحث عن بعض الأشخاص الذين يتفاعلون مع
السيناريو .
الخطوة الثالثة : إعداد المسرح :
أ‌- أين سيبدأ التنفيذ ؟
ب‌- أماكن محتملة للتنفيذ :
1- في بيت جونز 2- في بيت صديقهما 3- في مكتب طبيبهما
الخطوة الرابعة : إعداد المشاهدين :
مهمات للمشاهدين ( تُعرض على جهاز Over Head Projector ) :
أ- التحليل : 1- هل هناك موضوعات أخرى تؤثر على ديناميات ( آليات ) هذه الحالة ؟
2- ما هي محاولات اللاعبين للإنجاز ؟ ( ما هي الأهداف من وراء أفعالهم ) ؟
ب- التقييم : 3- كيف ستكون الواقعية في التنفيذ ؟
4- هل أعمال اللاعبين فعالة في تحقيق أهدافهم ؟
ج- التلخيص : 5- كيف يمكننا إعادة هذا المشهد ؟
6- أين يجب أن نذهب في تنفيذ المشهد ؟
الخطوة الخامسة : عملية التنفيذ :
أ‌- مَشاهد محتملة للتنفيذ وإعادة التنفيذ :
1- صديق العائلة يقترح إمكانية الاستنساخ .
2- الزوجان يناقشان اقتراح الصديق لوحدهما .
3- الزوجان يناقشان اقتراح الصديق مع طبيبهما .
ب- مصادر محتملة للرفض :
1- الخلفية الدينية لأحد اللاعبين .
2- الوضع الأخلاقي الشخصي في تجريب الاستنساخ على البشر .
3- التأثير على الطفل ( القوانين الخاصة بالطفل قبل الولادة ، هل الاستنساخ
يصطدم مع نمو الطفل ، . . . إلخ ) .
الخطوة السادسة: مناقشة وتقويم :
أ‌- تقرير المشاهدين . ملاحظات على نقاشات المجموعة .
ب‌- أي الموضوعات واضح جلي في عملية التنفيذ لكي يستبعد ؟
ج- ما مصدر الخلاف ؟
د- هل هناك موضوع واضح المعالم في مركز عملية التنفيذ ؟
هـ ما هي مهارات حل المشكلات وتحليل الخلاف قد تم توضيحها بأسرع ما يمكن ؟
الخطوة السابعة: إعادة التنفيذ :
نفذ نفس العمل الوارد في الخطوة الخامسة .
الخطوة الثامنة : مناقشة وتقويم :
نفذ نفس العمل الوارد في الخطوة السادسة .
الخطوة التاسعة: الخبرة المشتركة والتعميم :
أ‌- استخدم تقاسم التفكير المتوازن لإنتاج الأسئلة التالية .
ب‌- أسئلة لتشجيع تطبيق التعلم في أوضاع عالمية حقيقية خاصة .
1- بنظرة على الموضوعات التي حددناها في لعب الأدوار ، هل يمكن أن نفكر في أية
أوضاع حياتية أخرى تشترك مع هذه الموضوعات ؟
2- ماهي تقنيات حل المشكلات أو مهارات التحليل التأملي التي تم توضيحها في عملية
التنفيذ ؟
3- في أية أوضاع أخرى يمكننا استخدام نفس هذه المهارات التقنية ؟


موضوعات محتملة للعب الأدوار في التربية العلمية
1- الموت الرحيم ( Euthanasia) أي : إراحة المريض بتسميمه بعقار قاتل .
2- استخدام الموضوعات الإنسانية في البحث .
3- الاتجاهات نحو العلم والتربية العلمية .
4- أخلاقيات العمل . . . إلخ .
5- . . . . . . . . . . . . . . .
مَشاهد محتملة لهذه الموضوعات :
1- الموت الرحيم : - آخر مساعدة لجاك فوركيان (Jack Kvorkian) على الانتحار .
- . . . . . . . . . . .
- . . . . . . . . . . .
2- استخدام الموضوعات الإنسانية في البحث :
- استخدام مخ الجنين في علاج Alzheimer
- الاستنساخ . . . . . . . . . .
3- الاتجاهات نحو العلم والتربية العلمية :
- الطلبة الذين يكرهون العلم .
- أولياء الأمور الذين لا يرون أن العلم ذو قيمة لأطفالهم .
- المعلم الذي يعتقد أن طلابه لا يستطيعون تعلم العمليات والمفاهيم العلمية .
- . . . . . . . . . . . . .
4- أخلاقيات مكان العمل :
- الإزعاج ( المضايقة ) Harrasment
- علاج المرضى الذين يدفعون أقساط التأمين ، ولكن لا كثير فائدة من علاجهم
- رفض علاج المرضى الذين لا يدفعون أقساط التأمين الصحي .
- . . . . . . . . . . . . .

شكل التخطيط للعب الأدوار
المادة : ________ الموضوع: __________ الصف : ___________
الزمن اللازم : __________________ عدد الطلاب : _______________
الأهداف العامة للدرس ( Lesson Goals) :
1- .................................................. .
2- .................................................. .
3- .................................................. .
الأهداف الأدائية ( Performance Objectives) :
1- .................................................. ..
2- .................................................. ..
3- .................................................. ..
ذِكر المشكلة المقدَّمة أو كيف سيتم بناء المشكلة :
.................................................. ................................
.................................................. ...............................
إذا كان الطلاب لا يألفون عملية لعب الأدوار ، هل تحتاج إلى توعيتهم بالعناصر الخاصة للعملية حتى تتأكد من نجاحهم ؟ .................................................. ...........................................
.................................................. ...........................................
الخطوة الأولى : إحماء المجموعة :
كيف ستقدم المشكلة ؟ صف أمثلة تزود بها التلاميذ . اكتب سؤالاً أو اثنين يمكن أن يُستخدما لشرح الموضوع المشترك في حالة المشكلة .
الخطوة الثانية : اختيار المشاركين :
اقترح عدة أدوار يمكن أن تنفذ في حالة هذه المشكلة . ما هي القيم والاتجاهات الخاصة بكل دور ؟ كيف يمكن أن نختار المشاركين ؟
الخطوة الثالثة : إعداد المسرح :
صف الأوضاع المحتملة للتنفيذ الأولي . أي المناطق ـ بحسب توقعاتك ـ يمكن أن يشملها التنفيذ ؟
الخطوة الرابعة : إعداد المشاهدين :
ما المهمات التي تعيِّنُها للمشاهدين ؟ على سبيل المثال :
أ- وصف : - مشاعر اللاعب نفسه .
- عملية التفكير لدى اللاعب شخصياً .
- أفعال / إعادة أفعال اللاعب شخصياً .
ب- تحليل : - الأسباب المحتملة لأفعال اللاعبين .
- الأهداف المحتملة لكل لاعب .
ج- الاقتراح : - خيارات التنفيذ ( وبعد ذلك التوضيح في إعادة التنفيذ )
د- التقييم : - الواقعية في التنفيذ .
- تأثير أفعال اللاعبين .
- تتابُع ( تسلسل ) أفعال اللاعبين .
- فائدة أفعال اللاعبين في تحقيق الأهداف .
الخطوة الخامسة ( والسابعة ) : التنفيذ وإعادة التنفيذ :
اقترح اثنين أو ثلاثة من المشاهد المحتملة للتنفيذ ( وإعادة التنفيذ ) . هل بالتأكيد توجد قيم تريد أن تلقي الضوء عليها في التنفيذ الأول ؟
الخطوة السادسة ( والثامنة ) : مناقشة وتقييم :
اكتب اثنين أو ثلاثة أسئلة يمكن أن تستخدم لتدريب الطلاب على تحليل النزاع ( الخلاف ) والقيم المعروضة . ما التقنيات التعاونية التي ستستخدمها من أجل تسهيل المناقشة ؟
الخطوة التاسعة : الخبرة التشاركية والتعميم :
اكتب سؤالاً لتشجيع تطبيق حل المشكلات على حالة حياتية واقعية خاصة . اكتب سؤالاً مصمماً لاستعمال النتائج في الحياة بصورة عامة .

عطية العمري

د.فالح العمره 05-04-2005 11:33 AM

مستقبل التعليم في المملكة

المملكة العربية السعودية
المنطقة الشرقية
محافظــــة الاحســـاء

بحث عن مستقبل التعليم في السنوات القادمة و مواجهات التحديات التعليمية في القرن الحالي و مواكبة التطورات و التغيرات في جميع مجالات الحياة.



الفهــــرس
المقدمة 2
نظرة إحصائية 3
التعليم و التنمية 4
التعليم و سوق العمل 5
التربية و التعليم 6
التعليم المطلوب 7
إلزامية التعليم 8
انسيابية التعليم 9
ثوابت مهمة : 10
- الدين 10
– اللغة 10
– الوطن 10
الأعلام التربوي 10
تحديات مستقبلية 11
مفاهيم تعليمية حديثة : 11
- الكتاب الإلكتروني 11
- التعليم من بعد 12
- المدرسة الإلكترونية 12
- التجارة الإلكترونية 12
- القنوات الفضائية التعليمية 12
– ثورة الاتصالات الحديثة 12
عناصر العملية التعليمية : 12
- الطالب ( الأسرة ) 13
– المعلم 14
– الإدارة المدرسية و المدير 14
– المدرسة : (الفصل الدراسي –المعمل و المختبرات – المرافق الثقافية –
– المرافق الرياضية – الورش الفنية و التقنية ). 15
- الكتاب المدرسي 16
مناهج تعليمية أساسية : 17
- الرياضيات 17
– العلوم 18
– اللغة الإنجليزية 18
– الحاسب الآلي - ( مشروع وطني ) 18
– التربية الوطنية 19
أساسيات تعليمية مهمة : 19
- ا لنشاط المدرسي 19
– الإرشاد الطلابي 20
– الواجب المنزلي 20
– دروس التقوية 20
- التقويم المستمر 21
– الاختبارات 21
– الصحة المدرسية و البيئة 21
– مجلس المربين و المعلمين 21
– الدوام المدرسي 22
مراحل التعليم : 23
- رياض الأطفال 23
- المرحلة الابتدائية 23
- المرحلة المتوسطة 24
- المرحلة الثانوية 24
التعليم من أجل العمل 25
تعليم ذوي الاحتياجات الخاصة 26
مدارس محو الأمية و تأهيل الكبار 26
مدارس القطاع الأهلي 27
كلية المعلمين و الإدارة التربوية 27
تعليم البنات ( الأنثوي ) 28
التعليم الفني و التدريب المهني : 29
- التعليم التجاري
- التعليم الصناعي والمهني
مراكز اكتشاف الموهوبين 30
مساهمة القطاع الأهلي في التعليم 30
مركز أبحاث و تطوير و ترجمة 31
الجودة 32
المنظمات و المؤسسات التعليمية الوطنية و الأقليمية و الدولية : 32
- المؤسسات و الجامعات الوطنية 32
- مكتب التربية و التعليم لدول الخليج 33
- منظمة اليونسكو 33
التعليم ما بعد الجامعة : 33
- تعليم الكليات و المعاهد ( الدبلوم ) 33
- التعليم الجامعي 34
الخاتمة 34
المصـــادر 34

مقـــــــدمة
بسم الله الرحمن الرحيم
( أقرأ باسم ربك الذي خلق ، خلق الإنسان من علق ، أقرأ و ربك الأكرم الذي علم بالقلم ، علم الإنسان ما لم يعلم )

تقاس الشعوب بتعليمها و يخضع التعليم لكل فترة للتطوير و جعله مواكبا للعصر و حتى الدول المتطورة صناعيا ترى في إصلاح التعليم ضرورة للوصول إلى الأهداف المرجوة و يعكف المخططون على رسم سياسات تعليمية و إستراتيجيات يضعوا لها أهداف محددة يمكن تحقيقها بتنفيذ الخطط العلمية ، و لا يجب أن يهدف التعليم إلى مخرجات تعليمية عادية تنهي السنوات الدراسية بالثلاث المراحل و لكن هدفه خلق شباب مبدع في الفيزياء الكيمياء و الأحياء و الطب و الهندسة و الأدب و الشعر و الفنون التشكيلية و علماء و أساتذة جامعات لأن المستقبل سيأتي باختراعات لا تخطر على عقل بشر و اكتشافات تتجاوز كوكب الأرض إلى كواكب أخرى بل سيكتشف أشياء تفوق العقل البشري و بالتأكيد سينسى المرء ما تم اكتشافه و اختراعه في القرن الماضي مقارنة بالقرن الحالي ( الواحد و العشرون ) و يجب أن نهيأ أنفسنا لهذه التحديات العلمية و التعليمية و نساير الآخرين ، من هذا المنطلق شاركت بتواضع في بحث عن تحديات التعليم في المملكة لعل يستفاد منه ، إن عملية التعليم حركة تكاملية في عناصرها و البيت و الطالب و المدرسة و المعلم و قد اعتمدت في هذا البحث مصادر حديثة و من تجارب عديدة من الدول التي سبقتنا في مضمار العلم التقني ، و في هذا البحث ركزت على الدراسة على المراحل الأساسية للدراسة ( الابتدائي و المتوسط و الثانوية ) و كذلك تعليم محو الأمية و التعليم المستمر و التطرق إلى التعليم الفني و التقني و أهميته في عصر الصيانة و التشغيل و الاهتمام بتعليم الأنثوي و ارتباطه الوثيق بالتعليم العام و كذلك الدراسات ما بعد المرحلة المدرسية في الكليات و المعاهد و الجامعة ، و يعتبر التعليم حلقة متكاملة في جميع المراحل بما فيها الجامعية و أساليب التطوير و التحديث التعليمي ، و في هذه الدراسة اعتبرت مراحل التعليم تبتدأ من رياض الأطفال لأنها مهمة في تكوين مدارك الطفل التربوية و التعليمية .

نظرة عامة إحصائية :
النمو السكاني السعودي يعتبر من أعلى معدلات في العالم و يقدر سكان المملكة في عام 1435 هـ 35 مليون نسمة و بالتالي يتوقع أن يشكل أعداد الطلبة في جميع المراحل أكثر من عشرة مليون و الجداول التالية تبين أعداد الطلبة و المعلمين من مجلة المعرفة السعودية :

أعداد الطلاب في السنة الأخيرة من الخطة الخمسية الثامنة
المجموع تعليم الكبار تربية خاصة كليات المعلمون ثانوي متوسط ابتدائي السنة
2233835 20420 18755 24930 396087 547493 122615 المجموع الكلي1429-1430هـ
2050505 نفسه نفسه نفسه 383059 526321 1141125 سعوديون

الجدول يبين أجمالي عدد المعلمين في السنة الأخيرة من الخطة الخمسية الثامنة
المجموع تربية خاصة كليات المعلمون ثانوي نهاري متوسط نهاري ابتدائي السنـة
154630 5172 2203 24311 38382 84562 1429-1430هـ

الجدول يبين أعداد المدارس في السنة الأخيرة من الخطة الثامنة
المجموع محو الأميةو تعليم الكبار تربيةخاصة* كلياتالمعلمين ثانوي متوسط ابتدائي السنة
13019 1094 132 18 1665 3464 6646 1429-1430هـ
الفصول الملحقة بمدارس التعليم حسبت فصولا و لم تحسب معاهد .

من هذه الأعداد يجب أن يوضع في الاعتبار الخطط المستقبلية لمستويات التعليم المدرسي و الجامعي و ارتباطه بسوق العمل و مدى حاجة العمل و توجيه الطلبة في التخصصات المطلوبة مستقبلا ، أي ربط التعليم وبالتنمية الشاملة في الدولة و تخفيض مستوى البطالة و من المفروض رسم الاستراتيجيات و الخطط المستقبلية و ربط التعليم بالمستقبلي بعضه ببعض و التركيز على التعليم الأساسي وهو الابتدائي و المتوسط و الثانوي في النهوض بالتعليم .

التعليم و التنمية

لا يمكن القيام بالتنمية الوطنية في المجالات الاقتصادية و الاجتماعية إلا بمراجعة التعليم و حسب ما يفرضه سوق العمل و ما تقتضيه المتغيرات التي تطرأ على العالم في التعليم و التنمية ، إن التقدم الحاصل في العلوم و التكنولوجيا فرض نوعا خاصا من التعليم حتى نشأ في دول متقدمة حتى تغيرت طيعة الأعمال و أصبح مكتب العمل من المنزل و من غرفة النوم بفضل الكمبيوتر و الإنترنت أو في أي مكان بالكمبيوتر المحمول ، و لا يجب أن يغيب عن تفكير القائمين التعليم و المخططين ما تفرضه التطورات الدولية في سوق العمل و الاقتصاد بصورة عامة من كسر الحواجز بين الدول و سباق الأمم في الحصول على أفضل أنواع التعليم و الاهتمام بجودة التعليم ، إن العولمة فرضت نفسها حتى في مجال التعليم بواسطة ثورة الاتصالات و حتى يمكن القيام بعملية التنمية شاملة تلبي احتياجات المستقبل لا بد من استخدام الوسائل المستعملة من التعليم و الأساليب الجديدة و تقنيات الاتصالات و الأجهزة الحديثة في عملية التعليم ، ودفع المتعلم إلى المشاركة الفعالة في التنمية و لا بد من مراجعة المناهج الدراسية لتلبية تحديات التعليم المستقبلي و التنمية و جعل مخرجات التعليم متوافقة و متناسقة مع متطلبات العملية الاقتصادية الاجتماعية و التنمية و يطلبه سوق العمل من وظائف.

التعليم و سوق العمل :

نتيجة التطور الاقتصادي تركز كثير من الدول على مستوى التعليم و مدى ملائمة الحالة التعليمية مع متطلبات العمل و مدى تجاوب مخرجات التعليم مع ما يفرضه سوق العمل ، و بطبيعة التطور الصناعي و التجاري بصورة خاصة تفرض الشركات شروط معينة على المتعلم الباحث عن وظيفة ، من هنا يجب التركيز على مواد التعليم و مدى مواكبتها للتقدم الحاصل في تقنية المكاتب و منافسة العمالة الوافدة ، و ليست مهمة التعليم إشباع رغبة المتعلم من مواد نظرية لا تمت إلى واقع العمل بأي صلة و لكن حتى يكون الطالب على استعداد لسوق العمل،
و بعد تشبع القطاع الحكومي من الموظفين المواطنين تقريبا لم يبق إلا مؤسسات و شركات القطاع الأهلي التي تستهدف الإنتاجية و الربحية بحيث تريد موظفا له دارية بتكنولوجيا العمل مثل الكمبيوتر و اللغة الإنجليزية ، كذلك عدم رغبة الطلبة في تكميل دراستهم العليا بحيث يتجهوا إلى التعليم المتوسط قبل المرحلة الجامعية ، أيضا حاجة السوق اليوم إلى موظفين متخصصين مهرة و متدربة على أحدث وسائل العمل ، و نظرا للزيادة السنوية في التعليم العالي الجامعي تبقى فجوة التعليم المتوسط التجاري و التعليم العام الغير المؤهل للعمل كبيرة ، و إذا زادت نسبة التعليم الجامعي عن الحد المطلوب فسيكون هناك فائضا من الصعب استيعابه بحيث يضطر الطالب الجامعي المتخرج و المتخصص في حقل معين من الدراسة بالعمل في غير تخصصه أو أعادت تأهيله و تدريبه على وظيفة جديدة و في كلا الحالتين تكون هناك خسارة مضاعفة و تكلفة كبيرة على البلد ، و على هذا فالتركيز على التعليم المتخصص من المراحل الأولى و الاتجاه الصحيح في التعليم بصورة عامة و التعليم التجاري بشكل خاص يوفر كثير من الوقت و المال ، أن التعليم العام و التعليم الفني التجاري يتطلب تعاون مسئولي وزارة المعارف و مسئولي المؤسسة العامة للتعليم الفني و الجهات المدربة مثل القطاعات الحكومية و القطاعات الأهلية حتى تستمر و بنتيجة مثمرة في سوق العمل بحيث يتوافق التعليم النظري و التدريب التطبيقي . أن فقدان التنسيق و الترابط بين المؤسس العامة للتعليم الفني و التدريب المهني و الجهات الاقتصادية و التجارية حتى لا تذهب الجهود الجبارة و الأموال الطائلة سدى أن التطور التقني و الاقتصادي يحتاج إلى أنواعا تعليمية متقدمة لتلبية شروط سوق العمل اليوم حتى لا يكون للمنشآت مبرر لعدم التوظيف و ذلك لعدم مواكبة مخرجات التعليم العام و التخصصات لمتطلبات الشركات و المؤسسات .

التربية و التعليم :

أن تحصل على متعلم مفيد و منتج و فاعل في مجتمعه و وطنه إلا باكتمال العنصرين و هما التربية و التعليم ، و من الضروري تهيئة العوامل المعدة لذلك بإيجاد الإرشاد النفسي والتربوي و التعليمي و غرس المفاهيم الإسلامية التي تدعو المحبة و الإخاء ، إن التربية الإسلامية هي خير معين يوجه المتعلم نحو الصواب و التربية الحسنة و الحصول على سلوك قويم إنساني يمكن الطالب أن يكون مواطنا صالحا يفيد نفسه و وطنه ، كذلك لا بد من اعتماد أساليب تعليم و تعلم حديثة متطورة بالعمل على تحديث المناهج التعليمية و إيجاد برامج و مشروعات تربوية و تعليمية تنهض بمستو التعليم في جميع مراحله و ذلك بإعداد معلمين قادرين على إخراج طلبة متميزين و اكتشاف المواهب مبكرا و تبنيه ،و الاتجاه نحو التركيز على الإعداد المتوازن و الشامل للمتعلم ليكون إنسانا فاعلا و حتى يتحقق الأمر لا بد من تفاعل بين حلقة التربية و التعليم و خصوصا إن المستقبل جعل تحديات و مفاهيم جديدة و بفضل ثورة الاتصالات لا مناص من التفاعل معها و أخذ ما يناسب عقديتنا الإسلامية و تقاليدنا و قيمنا و لذا يفضل أن يتغير مسمى وزارة المعارف إلى مسمى وزارة التربية و التعليم و جعلها تهدف إلى :

1. تربية الطالب تربية حسنة .
2. زرع المفاهيم و التعليمات الإسلامية .
3. إعداد طالب مواطني يتحلى بالصفات الوطنية .
4. توسيع مدارك و مفاهيم الطالب و إكسابه مهارات عقلية .
5. ربط التعليم بالتنمية .
6. إشعار الطالب بمسئوليته نحو نفسه و مجتمعه و وطنه .
7. غرس أهمية التعليم لدى الفرد .
8. معرفة و تحليل العوامل المؤثرة في الحياة العلمية و الاجتماعية و الاقتصادية .
التعليم المطلوب

لم تعد عملية التعليم عملية تلقينية أو حفظ يعتمد الطالب فيها على ما يلقن و لكن تطلب الإبداع و التفكير و إعمال العقل في الاستنتاج و حلول المشاكل و الابتكار في الحياة و استعمال العقل و المنطق و التحليل و الحث على الإبداعات الفنية و التقنية ، و هذا لا يتأتى إلا بكيفية استخدام العقل و أثارته بالتوصل إلى حلول و يمكن حث الطالب على البحث عن المعلومة و دراستها و نقدها و مقارنتها و تفسيرها و تصنيف تلك المعلومات و الأفكار و الاستفادة منها ، و يمكن للمتعلم أن يستخدم البيانات في ملاحظة الظواهر الطبيعية و الأحداث و مقارنتها بأمور أخرى و تطلب التدريب على التخيل و تصور الأشياء التي تقود إلى الإبداع و الابتكار و كذا يسهل على الطالب في حل الإشكاليات العقلية و المنطقية و يحسن التصرف في الأمور الصعبة ، أيضا تساعده في الإبداعات الفنية و الرياضية و الأدبية و غيرها من فنون الإبداع و التقنيات .

إلزامية التعليم
للقضاء على الأمية و شمول التعليم و الحصول على مواطنين مؤهلين للقرن الحالي ( الواحد و العشرون ) لا بد من إلزامية التعليم بالحصول على شهادة المرحلة المتوسطة على الأقل و مجانية التعليم بل وضع الحوافز و العوامل المساعدة على التحصيل الدراسي و التفوق ، و الوصول إلى مرحلة المتوسطة ( الإعدادي ) من التعليم يوسع مدارك الشخص و يجعله أكثر قبولا للمتغيرات و استيعاب الأحداث و ما يطرأ من تطور و تغير ، وحتى يكتمل بناء إنسان قوي متسلح بسلاح المعرفة يجب كذلك التهيئة الإجبارية للتعليم المستمر في المراكز و المعاهد الفنية و التقنية لأنها السلاح المؤهل للحصول على عيشة كريمة في الحياة .

انسيابية التعليم
المقصود بانسيابية هو تنقل الطلبة من قسم إلى آخر من غير أن يخسر سنوات دراسية أي معادلة السنوات ، فكثير من الطلبة يتعثرون في مرحلة أو قسم معين من المدارس فيضطر أن ينتقل إلى قسم آخر من التعليم ، مثال ذلك أن يتعثر طالب في مرحلة الثانوية و بعد سنة أو سنتين ينتقل إلى الثانوية التجارية أو الصناعية فلا بد من مواد مشتركة بين الثانويات حتى يسهل نقله حيث لا يخسر أي سنة دراسية ، مما يسبب له الإحباط النفسي و التعليمي و لا يكمل دراسته ، أو نقله إلى معهد فيجب أن يحسب له ، كذلك إذا تعثر طالب في مرحلة دراسية لعدة سنوات يجبر الطالب أن ينضم إلى نوع آخر من الدراسة التي تلائمه و تحسب بعض المواد الدراسية التي درسها و نجح فيها، بالإضافة يجب اتباع نظام النقل إلى صف آخر متقدم إذا رسب الطالب في ثلاث مواد أو أقل و يقدم اختبار في هذه المواد أثناء الدراسة في السنة الدراسية القادمة حسب جدول معين .

ثوابت مهمة :

1 - الدين : يجب الاهتمام بالدين الإسلامي في المناهج الدراسية وهو المكون الأساسي الحقيقي لمواطن صالح يفيد وطنه و مجتمعه و يحثه على التكافل و التضامن و أن الإسلام يدعو إلى المحبة و العطاء و الإيثار و قبول الآخر و الحوار مع الحضارات التي هي نتاج تفاعل شعوب و أمم و يربي الإنسان تربية مستقيمة و يحث على التفاعل مع الأمم الأخرى و يدفعه إلى التفاعل معها و كسب ما يفيد و لا سيما في الأمور العلمية ( أدعو إلى سبيل ربك بالحكمة و الموعظة الحسنة ) .

2 – اللغة : تعتبر اللغة هي الوعاء الحقيقي لحفظ التراث و التقاليد التي نشأ عليها الفرد و اللغة العربية لغة القرآن و لذا يجب المحافظة عليها و تعليمها واجب ديني و يجب استخدام الأساليب الحديثة في تعليمها و نشرها بوسائل الاتصالات الحديثة .

3 – الوطن : أن لكل فرد وطن و تراث و قيم و عادات يجب الحفاظ عليها و هي مكونات رئيسة حتى يتميز بها ذلك الفرد ( الطالب ) بدينه و تراثه و لا بد من غرسها بتدريسها في المراحل الدراسية لتعرف على تراثه الأصيل و و ربطه الدائم بالوطن .

الأعلام التربوي :

للأعلام التربوي مهمة كبيرة في نشر الوعي التعليمي و بث روح التعليم و المثابرة ، لأهمية الأعلام يجب إنشاء محطات فضائية متخصصة في التعليم لشرح المناهج في جميع مراحل الدراسة و عقد الندوات و الحوارات النقاشات لفوائد التعليم و معوقات التعليم و بحث العلاقة بين الطالب و المعلم و المدرسة و الأسرة و إزالة الخوف و الرعب من نفسية الطالب من رهبة الاختبارات و مناقشة أساليب الشرح و الامتحانات باستضافة متخصصين في الأعلام التربوي و مد راء و معلمين و طلبة لتكون حوارات موضوعية تناقش كل نقاط التعليم ، و يجب تأسيس مجلات و دوريات تعنى بالتربية و التعليم و توزيعها على المدارس بأسعار رمزية ليستفيد منها المد راء و المعلمين و الطلبة على حد سواء .

تحديات مستقبلية
إن هناك مفاهيم اجتماعية و اقتصادية و ثقافية تفرض واقعا جديدا بفضل التفاعل المتبادل بين الشعوب و الأمم نظرا للتطور في ثورة الاتصالات و أصبح العالم قرية صغيرة و من هذه التحديات العولمة بجميع أشكالها و على المرء أن لا يعتبر كل العولمة سلبية بل هناك فوائد ملائمة لمجتمعنا يجب الاستفادة منها و الذي لا يخالف ديننا و قيمنا و مبادئنا و مما يسهل انتقال مفاهيم العولمة هي التقدم الكبير في عالم الاتصالات مثل الفضائيات و الإنترنت و يجب أن نواجه التحديات التربوية و الثقافية و الاقتصادية و الاجتماعية و العلمية و لا ندفن رؤوسنا في التراب و حتى نكون في مستوى التحديات يجب نواجهها بالتربية و التعليم الهادفين و المخطط لهما و نحصل على شباب على قدر من المسئولية الاجتماعية و الوطنية و في القرن الحالي ( الواحد و العشرون ) يمكننا أن نقضي على الأمية و ليست الأمية التعليمية فقط و لكن أمية التقنيات الحديثة مثل الإلمام بأجهزة الكمبيوتر و برامجه . إن عملية الإصلاح المستمر للتربية و التعليم بأهداف سامية تحقق أقصى صفات الوطنية لدى الشخص مثل التراث الديني و الوطني و الاهتمام بالبيئة العمل و الإنتاجية و تعميق الاعتزاز بالذات و الوطن و التفاعل مع الشعوب لأننا نحمل فكر دينيا يحثنا على التفاعل مع الشعوب ( يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر و أنثى و جعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم ) .

مفاهيم تعليمية حديثة

بدون شك أن العالم استفاد من التقنيات الحديثة في التعليم وأن الشعوب تتسابق في ابتكار و الحصول على الوسائل الحديثة في التعليم ومن هذه التقنيات هي الحاسب الآلي و شبكة الأنترنت و يمكن التعرف على المعلومات و البيانات باستخدام الأنترنت و لا بد من ربط جميع المدارس بهذه الشبكة و جعل لكل طالب جهاز و العالم يتجه نحو التعليم الإلكتروني و الاستفادة منها و الحصول على الشهادات التعليمية في مختلف المراحل كذلك بفضل الاتصالات العالمية استحدثت مفاهيم علمية جديدية مثل طب الاتصال و الحوارات و المناقشات بواسطة الإنترنت و الفضائيات و من التطورات التقنية التي يجب أن توضع في الاعتبار هي :

1 - الكتاب الإلكتروني : بدل إن تكون الكتب مكتوبة في أوراق قابلة للتلف و تشغل مساحات كبيرة من المستودعات و الحقائب هناك فكرة الكتاب الإلكتروني و هو جهاز كمبيوتر يحتوي على العدد الهائل من الكتب و الموسوعات أو أسطوانات ليزر تحتوي على العدد الهائل من المعلومات و البيانات .

2 – التعليم من بعد : بواسطة الكمبيوتر و ربطه بالإنترنت أصبحت بعض المداس و المعاهد و الجامعات تعطي شهادات معتمدة من قبل المؤسسات التعليمية التي اعتمدت التعليم من بعد و هذا من الإفرازات التقنية الحديثة .
3 – التجارة الإلكترونية : لم يعد الحصول على سلعة أو بضاعة أن تذهب إلى المحل التجاري أو شراء أو بيع أسهم أو تسديد فواتير أن تذهب إلى للبنك و بفضل التجارة الإلكترونية و الإنترنت أن تعمل هذه العمليات و أنت في منزلك .
4 – الحكومة الإلكترونية : يمكن إنجاز أي عملية أو مهمة مثل معاملة رسمية ( حكومية ) الحصول على شهادة ميلاد أو وثيقة رسمية و أنت في منزلك من خلال شبكة الأنترنت ، من غير أن تقف في طابور و تنتظر دورك .
5 – المدرسة أو ( الجامعة ) الإلكترونية : دول كثيرة شرعت في إعداد مناهجها بالكمبيوتر و التعليم و الشرح و كل ما يتعلق بالتعليم و دروس التقوية يحصل عليه الطالب من شبكة الإنترنت أو أسطوانات ليزر و كذلك الحصول على الشهادة الدراسية .
6 – القنوات الفضائية التعليمية : التعليم من القنوات الفضائية بدأ ينتشر و هناك قنوات فضائية تعليمية متخصصة تعرض الدروس في المراحل الدراسية و الجامعية مما سهل على الطالب على دروس تقوية و اعتماد شهادات من تلك القنوات الفضائية التعليمية و هي تابعة لمدارس و جامعات .
7 - ثورة الاتصالات الحديثة : و نتج عن هذه التطور الرهيب في وسائل الاتصالات الحديثة مفاهيم حديثة علمية و طبية مثل طب الاتصال وهو التعلم و العلاج عن بعد و حدث تغيير كبير في الأجهزة الإلكترونية حتى أصبحت موسوعات علمية و كتب و صور و معلومات و بيانات في قطعة إلكترونية صغيرة لا تتجاوز سم المربع .

عناصر العملية التعليمية :

1 - الطالب ( الأسرة ) :
الطالب عنصر مهم في عملية التعليم و يعتبر اللبنة الأولى في الارتقاء بمستوى التعليم وأول من يغرس فيه حب التعليم و التفوق هي أسرته و هي المرتكز الأساسي لتذليل العقبات النفسية للرغبة في التعليم بحيث لا يستطيع المربون التفريق بين البيت و المدرسة و أيهم أولى ، و عندما يعلم الوالدان الأبناء أن المستقبل مرهون بالتعليم و لا يمكن الحصول على وظيفة ذات شأن عالي إلا بمواصلة التعليم ، و للأسرة دور مهم في التنشئة و السلوك المستقيم و التربية الحسنة تسهل عملية التعليم ، و مما لا شك في إن الضغوط المادية الصعبة تؤثر سلبا على التحصيل الدراسي و على استمرار التعليمي ، كما أن هناك عناصر مهمة في البيت غير الوالدين مثل الفضائيات التي أصبحت عاملا سلبيا أحيانا في التعليم و يجب على الأسرة تقنين استخدامها و في الأمور المفيدة و كذلك الإنترنت و الاستغراق في استعماله مما جعله عنصرا ضارا عند بعض الأسر بدل أن يكون عاملا في الاستفادة في التعليم ، لم تعد الأسرة تعني الأب و الأم و الأخوان و لكن تعددت عناصرها فيجب مراعاة التغيير في محيط الأسرة و الاهتمام بالأبناء و حثهم على الاستمرار في الدراسة و تحفيزهم على التفوق .

2 - المعــلم :
للمعلم دور مهم في العملية التعليمية و الحصول على طلبة متفوقين و مثاليين في الأخلاق و يشترط في المعلم الحصول على شهادة جامعية تربوية ( بكالوريوس ) أو شهادة تخصصية مع دبلوم تربوي مع خضوعه باستمرار لدورات تدريبية و هذه المؤهلات تشمل جميع مراحل التعليم بما فيها رياض الأطفال ، و البحث عن الكوادر المؤهلة من المعلمين و الذين يتحلوا بموهبة تعليمية عالية و رغبة في مهنة التعليم و يمكن إعدادهم ببرامج تدريبية دورية بآخر مستجدات التعليم و تدريبه على أحدث وسائل التقنية و التعليم يقدر على قيادة طلبة متميزين و لا يكون دور المعلم شارحا للمادة بل مستشارا تعليميا و مدربا و الابتعاد عن الأساليب التقليدية مثل التلقين و الحفظ ، و حتى يكونوا المعلمون من صانعي القرار و تكوين قاعدة طلابية قوية لا بد من مشاركة المعلمين في وضخ الخطط التعليمية و تأليف المناهج الدراسية لأنهم بهذا سوف يتحسسوا العملية التعليمية بكاملها من التدريس و يسبروا في أغوار المنهج و الطالب و يجب معرفتهم بأهداف التعليمية الحقيقية و المستجدات في وسائل التعليم ، و هناك أمور تتعلق بتهيئة الجو للمعلم مثل توفير مكتب خاص و مريح للمعلمين تتوفر فيه الأثاث المكتبي المساعد على الراحة و الوسائل و الاحتياجات العصرية و التشجيع على الانضمام في دورات و برامج تعليمية يطلع فيه على أحد الطرق و الوسائل التعليمية لينمي مهارات و معارفه و كيفية استخدام الكمبيوتر و برامج في توصيل المعلومة و يمكن عمل اختبارات تقويمية تستعمل فيها معايير معينة من التعليم و التهيؤ النفسي للمعلمين سنويا يعطى من يجتازها حوافز معنوية و مادية . و للاحتكاك بين المعلمين و تبادل الخبرات يعمل مجلس معلمين في كل محافظة يتم اختياره حسب معايير محددة كل ثلاث سنوات و تعقد اجتماعات دورية في العام الدراسي أربع مرات في السنة يتم مناقشة هموم المهنة و مشاكل و معوقات التعليم و عمل توصيات في نهاية العام الدراسي ترفع إلى الجهات المعنية بالوزارة و يمكن ربط هذه المجالس بالإنترنت حتى تسهل عملية الاتصال بين المجالس و الوزارة ، كما يمكن أن يحفز المعلم بعناصر مادية و معنوية مثل الراتب و بدل منطقة نائية حسب المحافظة و المنطقة الذي يوازي عطائه و جهوده في عملية التربية و التعليم و توفير عوامل الراحة كالسكن و تسهيل بعض الأمور المادية و الحياتية كتسهيل القروض و امتيازاته ببعض القروض الميسرة و التأمين الصحي و غيرها من العوامل التي تساعد على الراحة النفسية حتى لا ينشغل بأمور تقلل من عطائه و يقبل على وظيفة كهواية يتاح له الإبداع و الابتكار في التعليم.

3 - تقنيات ( وسائل ) التعليم :
إن التقنيات الحديثة و المتعددة ساهمت و بشكل فعال في جعل العملية التعليمية أسهل و تنوعت وسائل التعليم و الإيضاح بحيث لم يعد المعلم مقتصر في وسائل التعليم السبورة و الطباشير فهناك الحاسب الآلي و الأجهزة العارضة و المعدات التي ساعدت المعلم في توصيل المعلومة للطالب
و يجب تدريب المعلمين في كسب المهارات و المعارف في التعامل مع هذه التقنيات المتعددة .

4 - الإدارة المدرسية و المدير :
تعرف الإدارة المدرسية بوظيفة المدير و المساعدين له من وكيل تعليمي و وكيل إداري و سكرتارية متخصصة في الأعمال المكتبية و يقع على المدير أعباء كثيرة من الواجبات المدرسية مثل التوفيق بين متطلبات التعليم و الإمكانيات و العلاقة بين المعلم و الطالب و إدراة شئون المدرسة في المصروفات و الإيرادات المختلفة و ذلك بالتنسيق مع الوكيل الإداري و التعليمي كما يجب أن يتحلى المدير بصفات قيادية و تربوية و يتحلى بفن الاتصال مع الزملاء من المعلمين و الموظفين و يؤمن بعمل الفريق الواحد و أن أداء الإعمال و الواجبات تكاملية و أن يكون إداري مخطط قادر على أخذ القرارات في الوقت المناسب و يجب أ ن يشارك المدير في الندوات و البرامج الإدارية ليطلع على آخر تطورات الإدارة المدرسية و اكتساب الخبرة ،و للتطوير المستمر و ضخ دماء جديدة يجب أن تكون فترة الإدارة المدرسية ( المدير ) أربع سنوات قابلة للتجديد لفترة أخرى مماثلة تحت توصيات المتخصصين و الموجهين التربويين .

5 - المدرسة :
البيئة الحقيقية للتعليم هي المدرسة و لا بد من تهيئة الجو العام للطالب و يصبح جو المدرسة مغايرا عن جو البيت بتوفر عناصر التعليم ، إن توافر عناصر الراحة للدراسة مثل الفصول الدراسية المعدة إعداد عاليا و بها وسائل التعليم الحديثة مثل الحاسب الآلي و وسائل التعليم الحديثة و المختبرات و معامل اللغات الأجنبية و المكتبات و قاعات الدراسة و عمل الواجبات و الورش التي يمارس الطالب فيها هوايته الفنية و التقنية و كذلك المرافق الرياضية مثل الملاعب و المسابح و الصالات الرياضية و المسرح حتى يمكن أن يمارس هواياته بكل حرية و راحة عندما تتوفر هذه العناصر بالتأكيد يجد الطالب الرغبة في الرجوع إلى المدرسة و المكوث فيه أكثر وقته ، إن لجو المدرسة تأثيرا مهما و كبيرا في عملية التعليم و لذا يجب التخلص من المباني المستأجرة التي لم تصمم في الأساس كمدرسة و بالتالي تفتقر لعناصر التعليم فضلا أنها لا تتغير عن جو البيت و هناك عناصر مهمة تحتويها المدرسة منها :

أ – الفصل الدراسي : لا يقتصر الأمر في البناء المدرسي على إنشاء فصول واسعة يتحرك فيها الطلاب و لشكل الفصل الدراسي و تصميمه بما يلائم العصر الحديث و التطورات الحاصلة في التقنيات التعليمية و تصميم الديكور و شكل الأثاث و بتغيير تصميم الكراسي و أسلوبه بحيث يمكن أن تصمم بعض الفصول ( القاعة ) على شكل فصل اجتماعي و حتى ألوان الفصول لها تأثير نفسي إيجابي على المتلقي ، و تزويد الفصل بالوسائل التعليمية و أجهزة التقنية و الاتصالات و الطرق الناقلة للمعلومات و إيجاد عناصر جديدة مبتكرة في عملية الشرح و هناك أجهزة العرض الحديثة برامج الحاسب الآلي المتجددة يجب استغلاله في التعليم أن الجو المريح للمعلم بتهيئة المكتب الجيد و وسائل الشرح و الابتعاد عن وسائل الشرح القديمة مثل الطباشير و السبورات التقليدية التي قد تؤثر على العطاء بانبعاث الغبار كل هذا يبعث بالراحة و الرغبة لدى المعلم في الشرح و يجعل الطالب أكثر استعدادا للفهم ، و مما يبعث على الابتكار و الإبداع وتساعد على تطوير أحد أجزاء العملية التعليمية .

ب – المعامل و المختبرات : لا يمكن الفصل بين الصف الدراسي و المعامل و المختبرات لارتباطهم الكبير و المهم و قد تقدمت وسائل المعامل مثل اللغة الانجليزية بفضل أجهزة الاتصالات و الحاسب الآلي و برامجه التي وظفت لتذليل عقبات التعليم ، كذلك المختبرات العلمية ( العلوم ) التي اختصرت الزمن في الحصول على نتائج و استحدثت معدات و أجهزة في عمليات التجارب الفيزيائية والكيميائية و الأحياء و الجيولوجيا و تساعد هذه التقنيات في الحصول على معلومات دقيقة ، يجب تجهيز المعامل و المختبرات بالوسائل الحديثة حتى يتسنى للطالب الاطلاع على آخر المبتكرات .

ج - المرافق الثقافية : قد يكون في السابق المرفق الثقافي هو المكتبة و المسرح ولكن الآن تنوعت و تعددت بوجود قاعات الإنترنت فشبكة الإنترنت تتيح للطالب أن يتزود بالمعلومات المنهجية و الثقافية و الاطلاع على المجلات و الصحف و الدوريات و تساعده في عملية البحث و كتابة التقرير ، و بات من الضروري أن تتضمن كل مدرسة موقع إنترنت بالإضافة للمسرح و المكتبة تكتمل حلقات الثقافة و يجب تفعيل دور المسرح بالمسرحيات الهادفة التي تساعد على ترسيخ المفاهيم الإسلامية السمحة و تمتن الحس الوطني ومن المهم تفعيل دور المكتبة و تزويدها بالكتب و الدوريات الحديثة و عمل المسابقات لعمل الأبحاث و الدراسات .

د – المرافق الرياضية : الرياضة عامل مهم في تطوير التعليم ( العقل السليم في الجسم السليم ) ولا غنى عنها و من المهم اختيار الرياضات المفيدة التي تنمي الجسم وتعطيه الصحة و يجب أن تحتوي هذه الرياضات على رياضات عقلية و جسدية لحديث رسول الله ( ص )\" علموا أولادكم السباحة و الرماية و ركوب الخيل \" و لا ينسى الرياضات المتعلقة بذوي الاحتياجات الخاصة ( المعاقين ) فلا بد من الاهتمام بهم و رعايتهم معنويا و بدنيا .

هـ - الورش الفنية و التقنية : كثيرا من مدارس الدول المتقدمة تحتوي على ورش فنية و تقنية يتعلم فيها الطالب مهنة أو معرفة بمهنة مستقبلية مثل الميكانيكا و الكهرباء و صيانة أجهزة حاسب آلي و صيانة سيارات و أجهزة و معدات مختلفة حتى يشغل الطالب وقته و يستفيد مستقبلا و تكتشف مواهبه و طاقاته و يكسب مهارات و معارف فنية و تقنية .

6 - الكتاب المدرسي :
يعتبر الكتاب عنصر مهم و أساسي في العملية التعليمية وهو مكمل للعناصر الأخرى وهو شعار المتعلم و العناية به مضمونا و فنيا و إخراجا في غاية الأهمية ، يجب أن يحتوي الكتاب المدرسي على مضمون علمي موثق و واضح و سهل و أن يعتمد على مصادر علمية موثقة و معتمدة و تعتمد على معلومات و بيانات حديثة و تشمل أسئلة و تطبيقات عملية و تحفز الطالب على البحث و الاطلاع ، و يجب أن يقوم بتأليفه متخصصون في التربية و التعليم و إن يشاركوا معلمون لديهم الخبرة الكافية في التعليم و أن يأخذ آراء الطلبة في التأليف و إن تخضع الكتب المدرسية للمراجعة و التطوير بشكل سنوي نتيجة التغيرات العلمية المتسارعة و ظهور الاكتشافات و النظرية الجديدة و يكون إخراج الكتاب جذاب و بألوان مميزة و يجب أن تتميز كل مرحلة دراسية بل كل سنة دراسية بألوان و أشكال متميزة و يجب أن تتميز الكتب بالخفة حتى لا تثقل على ظهر التلميذ .

مناهج تعليمية أساسية :

هناك مواد تعليمية ضرورية جدا و هي مواد مشتركة في جميع مدارس للمراحل الأساسية في دول العالم و تعتمد عليها وزارات التربية والتعليم و وزارة المعارف لتوسيع مدارك و مفاهيم الطلبة و تدفعهم نحو الابتكار و الإبداع و الاطلاع على الثقافات الأخرى و تبرز مواهب و طاقات الطلبة و هي :
1 – الرياضيات : إن مادة الرياضيات لها تطبيقات كثيرة في العلوم و الهندسة و الطب و الاقتصاد و تقنيات الحاسب الآلي و هي من المواد التي تحرك التفكير و أعمال العقل و التحليل المنطقي و التحليل الإحصائي و دراستها تكسب الطالب مهارات عقلية و تدفعه نحو الإبداع و الابتكار فيجب العمل على تطويرها و الاستفادة من النظريات الجديدة في تدريسها و ما يستجد من أساليب و طرق لدراستها .
2 – العلوم : أن جميع فروع العلوم ( الفيزياء و الكيمياء و الأحياء و الجيولوجيا ) لها فوائد كثيرة للطالب في الحصول على معلومات عن الطبيعة و الكون و الصحة و يوميا تظهر نظريات و فرضيات جيدة عن الطبيعة و الكون لا بد من مواكبتها و الاطلاع عليها ليستفيد الطالب منها و يكون مواكب للتعليم الحديث و مستجدا ته ، العلوم و فروعه أساسي في الدراسة الجامعية في التخصصات الطبية و الهندسية و العلمية و لا بد من أن يرتكز الطالب على أساس قوي في هذه المناهج .
3 - اللغة الإنجليزية : أصبحت اللغة الإنجليزية لغة العلم في العصر الحديث و أصبحت اللغة المشتركة بين أغلب الشعوب و أكثر اللغات انتشارا و كثير من العلوم و الآداب تنقل باللغة الإنجليزية فتعلمها ضروريا جدا و أتباع أساليب حديثة في تعلمها و الاستفادة من التقنيات و الأجهزة الحديثة لتعلمها و تسهيل الطرق و الأساليب في دراستها و تجهيز أحدث معامل اللغة بالأجهزة المتطورة و جعلها مادة محببة تدرس من السنة الرابعة الابتدائي و تنويع مواد التدريس مثل القراءة و الكتابة و الاستماع و القواعد .

4 – الحاسب الآلي و تقنياته ( الكمبيوتر ) : كان التعليم في السابق يعتمد على عنصر واحد في الشرح مستخدما السبورة و الطباشير و مواهبه و أساليبه في التدريس و لكن اليوم و بفضل تقنيات الحاسب الآلي و ثورة الاتصالات و استجدت وسائل أخرى للتعليم و أصبح مصطلح تقنيات المعلومات متداولا في الجهات التعليمية و المدارس و يتميز الكمبيوتر بتعدد تطبيقاته و استعمالاته و لا غنى عنه في التعليم أو الأعمال كما التغيير التطوير السريع في أجهزة و برامج الحاسب الآلي جعلت من الواجب اعتباره مادة ضرورية تدرس في السنوات الأولى من دراسة الطالب أي من السنة الثالثة من المرحلة الابتدائية و ذلك بتوفير أحدث الأجهزة و المعلمون المؤهلون .
- مشروع \"وطني\" : مشروع الأمير عبد الله ولي العهد للحاسب الآلي\" وطني \" الذي وجه بتنفيذه و يهدف إلى زيادة الإنتاجية الإدارية و المعلومات و استخدام الحاسب الآلي في تعزيز النهج التعليمي و تعميم استخدام الحاسب الآلي في سرعة و نشر البيانات و تأهيل جيل من الطلبة متدربين مع برامج الحاسب الآلي و الاستعانة بالحاسب الآلي في توسيع المعرفة و عمل الأبحاث و الدراسات و تنمية المهارات و المعارف لدى الطلبة ببرامج الكمبيوتر و اعتماد التعليم المحاكي أو التفاعلي ، أن التوسع في استعمال الكمبيوتر سيسهل العمل الإداري و يخفف النفقات و يختصر الوقت في إنجاز الأعمال و المهمات .
5 – التربية الوطنية : الهدف العام من التربية الوطنية هو خلق شعور وطني مسئول عن الدين و الوطن و معرفة حقوق و واجبات الأسرة و المجتمع و الاطلاع بمنجزات الوطن و مرافقه من الوزارات و المؤسسات و قطاعا ته و معرفة قوانينه المختلفة و الارتباط بين الوطن و العالم الإسلامي و العناية بالرقي بمستوى الاقتصاد و رفع شأن المجتمع و عمل كل ما من شأنه أن يفيد الوطن ، التربية الوطنية لها أهميتها في التهذيب الخلقي للطالب و تنمية الحس الوطني و الشعور بالآخرين و خلق الحس العام بالعالم الإسلامي و تفعيل دور التكافل و التضامن الإسلامي و الوطني والارتباط بالعالم الخارجي ، أن تجديد التربية الوطنية لخلق هذه المشاعر و جعلها مادة ضرورية في المنهج و اعتمادها كمادة مثل باقي المواد الرياضيات و العلوم مهم لدى الطالب لغرس المواطنة في نفس الطالب و مواجهة بعض التحديات الثقافية التي أصبحت في متناول اليد بواسطة الفضائيات.

أساسيات تعليمية مهمة :
1 – النشاط المدرسي : لتفعيل دور النشاط المدرسي لا بد من تهيئة المدرسة تهيئة كاملة من الناحية التعليمية و الاجتماعية بإنشاء المختبرات و المعامل و الصالات الرياضية و المكتبات و المسرح و صالة الإنترنت و الصالات الفنية لممارسة الهوايات الرياضية كالسباحة و الألعاب المختلفة المفيدة و الغير عنيفة التي تساعد الطلبة على الألفة و الجماعة و تهيئة المكتبة بأحدث الكتب و الدوريات المفيدة التي تساعد على عمل أبحاث و دراسات ، كما يمكن أن يستفاد من المسرح بعمل مسرحيات و تمثيليات اجتماعية هادفة تحث على التكافل و التعاون والتضامن و تنمية الحس الوطني و تحث على الخلق القويم كما يستفاد من الصالات الفنية و التقنية بالرسم و الخط و لصقل المواهب الفنية و ممارسة الهوايات التقنية كالصيانة الأجهزة و الابتكارات ، و يجب تفعيل دور الكشافة في الخدمات الاجتماعية و العامة كالمحافظة على البيئة و القيام برحلات و خلق الثقة و الاعتماد على الذات ، و لتوسيع قاعدة المعرفة يمكن تعويد الطلبة على استعمال الإنترنت و توجيههم في استعمال المواقع المفيدة علمية و اجتماعيا .
2 – الإرشاد الطلابي : لا يتم اختيار المرشد الطلابي إلا بعد إخضاعه لاختبارات و دورات تدريبية أو حصوله على مؤهل في التوجيه و الإرشاد و ذلك بإنشاء تخصص إرشاد و توجيه في كلية المعلمين أو يحمل خبرة تدريسية لا تقل عن خمس سنوات ، و من أهداف الإرشاد و التوجيه هي تحسين مستوى الطلبة العلمي و معالجة المشاكل التعليمية و النفسية و الاجتماعية و المساعدة على اكتشاف الموهوبين و تحديد ميول الطالب العلمية في المرحلة الثانوية و يمكن للمرشد الطلابي عمل دراسات و أبحاث عن مستوى الطلبة العلمي و السلوكي و وضع الحلول مع المختصين أو مراكز الأبحاث و تأهيل الطلبة للدراسات العليا و تذليل العقبات و حل المشاكل بين الطالب و المعلم وإدارة المدرسة .

3 – الواجب المنزلي : في ظل التطورات الحديثة و وسائل الاتصالات و شبكات الإنترنت لا بد أن تؤثر بالإيجاب على بعض المفاهيم التعليمية مثل الواجب المنزلي التي يجب أن يجعل واجب مرغوب و محبوب بأساليب جذابة و لا يشعر الطالب بأنه مفروض فرض و يساعد على تثبيت المعلومات و يشعر الطالب منه الفائدة المرجوة ، و من المفروض أن لا يكلفوا التلاميذ في مرحلتين الروضة و المرحلة الابتدائية بواجب إلا في المدرسة بحيث يستطيع أن يؤديه داخل المدرسة في حصص خاصة و يكون متفرغا عند والديه في البيت و يشعر بالترفيه . أما في المرحلة المتوسطة و الثانوية و ما بعدها فيمكن أن يسهل على الطالب بحيث يجعله مختصرا و متعلقا مباشرا بالمنهج و الهدف منه الفائدة و ليس الفرض و ينوع الواجب بحيث يكون حتى على شكل عمل اجتماعي أو بحث أو دراسة معينة و يمكن استخدام شبكة الإنترنت و البريد الإلكتروني لحل الواجبات المنزلية باستخدام مواقع معينة للمواد أو المعلمين و كذلك بريد إلكتروني لكل طالب يستخدمه في حل الواجب و الاستفسار من المعلم .
4 – دروس التقوية ( مراكز التقوية ) : من القضايا الشائكة و الصعبة و التي لا يمكن القضاء عليها و استخدمت في بعض الأحيان بشكل سيئ هي قضية دروس التقوية التي أستغل بعض الطلبة لفرض عليهم دروس تقوية في بعض المواد و لهذه الأسباب لا نستطيع أن نقض الطرف عنها و لكن يجب أن تقوم تقويم سليم و فعال و إشراف من إدارات التعليم التابع لوزارة المعارف و ذلك بإنشاء مراكز لعمل التقوية في بعض المدارس و بمعلمين متميزين يعطوا مكافأة مقطوعة و يوضع سقف محدد من الأسعار لحصص التقوية و يمكن للوزارة إنشاء محطات فضائية و مواقع في شبكة الإنترنت لحصص التقوية و شرح المواد بأسلوب جذاب يعين الطلبة في الاستفادة من هذه الدروس و يجب الاستفادة من وسائل الاتصالات الحديثة في دروس التقوية و أن تكون عاملا مساعدا للمعلم لا استغناء عنه .
5 – التقويم المستمر : يستخدم أسلوب \" التقويم المستمر \" في مراحل التعليم الدراسي و تعتمد هذه الطريقة على المشاهدة و الملاحظة و تسجيلها ، و القيام ببعض الاختبارات الشفهية و عملية تقييم شخصية الطالب النفسية و العقلية و قياس نضج و مدى تطور قدرات الطالب الفنية و اكتشاف المواهب و الطاقات الكامنة لديه ، كما يمكن ملاحظة نشاطات و اهتمامات الطالب و مشاركته في الأعمال الجماعية و النشاطات الثقافية و ذلك بإعداد اختبارات عامة و خاصة من قبل المدرسة للطلبة لقياس تحصيلهم العلمي و كتابة تقرير مفصل عن مقدرات و مواهب و مستوى الطالب بصورة عامة و تسجيلها في ملف خاص للطالب بالإضافة تسجيل كل ما يتعلق به من أمور أسرية و اجتماعية و ينتقل الملف معه إلى جميع المراحل الدراسية وذلك باستخدام الحاسب الآلي في تسجيل البيانات و حفظها .

6 – الاختبارات ( كيفية جعلها فعالة و إيجابية ) : أحد الأسباب الرئيسة لتسرب الطلاب هو الرهبة و الخوف من الاختبارات و أساليبها و قد تؤثر حتى الحصول على درجات بسبب الطرق و الأساليب الغير تربوية في إعداد الامتحانات ، و للوصول إلى اختبارات موضوعية و فعالة و تحقق الأهداف التعليمية و تحدد مستوى الطلاب لا بد من تحديد منهج موضوعي و الربط بين مستويات الطلبة المختلفة و وضع معايير متناسبة لقياس الدرجات و تتنوع الاختبارات بين الاختيارية و المقالية و حتى الاختبارات التي تعتمد على البحث أو التطبيق الميداني بحيث يعطى طالب مهمة تعتمد البحث الشخصي الاستقصاء الميداني بعمل دراسة معينة لزرع الثقة لدى الطالب و يكلف بمهمة يمكن إنجازها كاختبار .

7 - الصحة المدرسية و البيئة ( الثقافة الصحية ) : مفهوم الصحة المدرسية لم يعد مقتصر على صحة الطالب و الاهتمام بأسنانه و تغذيته و لكن أصبح شاملا صحة الأسرة و صحة البيئة و التغذية الصحية وصحة البيئة هي الأساس بعدما أصبحت الملوثات متعددة نتيجة تعدد الصناعات ، و مخلفات و بقايا هذه الصناعات تعتبر تحدي جديد و مهدد البشرية وتلوث للبيئة ، فيجب الاهتمام بصحة البيئة و العوامل المساعدة في تنقية البيئة مثل إعادة التصنيع و الترشيد في استهلاك الغذاء و المواد الأخرى حتى لا تخلف بقايا و ملوثات و بقايا و عوا دم السيارات و كيفية استغلال المواد و إعادة التصنيع كذلك الاهتمام بالأنظمة الصحية و كم تكلف حوادث السيارات من كوارث بشرية و خسائر مادية و مخلفات تكلف الأسرة و الدولة نتيجة السيارات التالفة ، إن الثقافة الصحة مهمة فمن الضروري اعتمادها كمادة في المناهج الصحية و الاهتمام بالأمراض الوراثية و الأسباب المؤدية لهذه الأمراض و تجنبها ، أن الثقافة الصحية أعم و أكثر شمولية و هي العناية بالصحة الأسرية و الشخصية و البيئية و تجنب الأمراض الوراثية ، فالتطوير في المفاهيم التعليمية مهم .
8 - مجلس المربين و المعلمين : يجب أن يكون هناك مجلس يطلق عليه مجلس المربين و المعلمين ، يضم معلمين تعينهم المدرسة و آباء يتم اختيارهم حسب المتقدمين بحيث يكون عدد أعضاء المجلس ما بين خمسة و لا يزيد عن سبعة يجتمع ثلاث مرات في الفصل الدراسي الواحد مع مندوب من إدارة التعليم بالمحافظة و يتم مناقشة معوقات و مشاكل التربية و التعليم والطرق المثلى لحلها و يتم مناقشة مشاكل الطلبة و الاختبارات و كيفية التفوق و القضايا الأخرى مثل علاقة الأسرة مع المدرسة و مساهمة الآباء في تسهيل عملية التربية و التعليم بشكل مادي أو معنوي و تكريم الآباء و المعلمون المثاليين و الطلبة المتفوقين و غيرها من الاهتمامات التعليمية .
9 – الدوام المدرسي : يفضل وقت الدراسة أن يكون في جو بارد نسبيا و معتدل أي لا يكون في شهور الصيف و ذلك لتقليل استهلاك الطاقة الكهربائية و ترشيد الأنفاق و حتى لا تتكلف وزارة المعارف الأموال الطائلة في تجهيز المدارس بالمكيفات و بالتالي تتحمل دفع فواتير عالية القيمة و خصوصا أن الدولة تحتاج زيادة الطاقة الكهربائية في السنوات القادمة لزيادة السكان و المصانع و غيرها من الأمور التي تعتمد على الطاقة ، أي يبتدأ الدوام مع عودة المدرسين في 15سبتمبر و يبتدأ الطلبة الدراسة للفصل الدراسي الأول 1 أكتوبر و ينتهي في 31 يناير و يبتدأ الفصل الدراسي الثاني 7 فبراير و ينتهي 7 يونيو ، و إذا تصادف شهر رمضان ، تكون إجازة العيد أسبوع كامل و إجازة عيد الأضحى أسبوعين فقط ، أي يكون الفصل الدراسي الواحد أربعة أشهر تقريبا ، و يكون عدد الساعات التي يقضيها التلميذ في المرحلة الابتدائية خمس إلى ست ساعات ، و المرحلتين المتوسطة و الثانوية ثمان ساعات .

مراحل التعليم
بالتأكيد أن طفل اليوم أذكى من طفل الأمس نظرا لتوسيع مداركه على كثيرا من وسائل التعليم الحديثة مثل الحاسب الآلي و الألعاب التي تنمي المواهب العقلية و زاد وعي الأسرة بأهمية التعليم و لأن أغلب الوالدين متعلمان و من هذا المنطلق يفترض أن رياض الأطفال تصبح تحت إشراف و توجيه وزارة المعارف بشكل مباشر و سوف نبتدأ بهــا :

رياض الأطفال :
يعتبر رياض الأطفال من الأساسيات الاختيارية التي تساهم بشكل فعال في تنمية قدرات الأطفال عقليا و بدنيا و سلوكيا و عاطفيا و تدريبهم على جو الزمالة الدراسية ، في هذه المرحلة يكون زيادة الألعاب و وسائل الترفيه حتى تجذب الأطفال إليها و يهدف تشجيع الأطفال على تعبير و تنمية الوعي و الإدراك لديهم و إتاحة الفرصة لهم للاستقلال في ممارسة أنشطتهم اليومية و تنمية مهارات الملاحظة و التدقيق و المقارنة بين بعض الملاحظات و زيادة الثقة لدى الأطفال و تحفيزهم على الجرأة و الأقدام على التعبير عما بداخلهم و كشف بعض المواهب و الطاقات المدفونة صقلها ، و يمكن للطفل في هذه المرحلة من التعبير عن ذاته من خلال ميله لبعض الألعاب و الأعمال الفنية و التعبيرية و تنمية اللغة لديه و إكسابه مفردات لغوية جديدة و تهذيب بعض السلوكيات الغير المرغوبة و تفترض أن تكون هذه المرحلة مرتبطة بالمرحلة الابتدائية ، ومن المفروض أن يكون هناك ملف خاص بالطفل ينتقل معه إلى المرحلة الدراسية الابتدائية يشمل هذا الملف كل ما يتعلق بالطفل من سلوك عقلي و نفسي و ما يتضمنه مهارات الطفل و مواهبه ، و لذا يجب أن يكون مربين مرحلة رياض الأطفال متخصصون في التربية و التعليم أي شهادة جامعية و إلمام بعلم النفس التربوي و طرق كشف المواهب و المهارات و تنميتها .

المرحلة الابتدائية :
المرحلة الابتدائية مرحلة أساسية و ضرورية و في هذه المرحلة يكون الطفل أكثر تهيأ لقبول التعليم و قابل للحفظ و تلقي الأفكار و تتفتح مداركه و هي مكملة للمرحلة الاختيارية رياض الأطفال ،كذلك في هذه المرحلة يجب التركيز على الألعاب المتنوعة و المتعددة ليشعر التلميذ بالراحة النفسية ، و من سمات مناهج هذه المرحلة هي التوحيد و البساطة و الوضوح و مناسبة للفترة العمرية للتلميذ ،و في مرحلة الابتدائية يجب أن يتعلم الطالب القراءة الكتابة و الأساسيات في الرياضيات و أن يتعلم معلومات عن الطبيعة و الكون و الاهتمام بالصحة و التغذية البيئة و ممارسة الرياضات المفيدة و يفضل أن تتضمن هذه المرحلة وجبة غذائية و بوجود أخصائي تغذية في المدارس الابتدائية على الأقل إلى السنة الرابعة و يتعلم لغة أجنبية ( إنجليزي ) في الصف الرابع كذلك يبدأ الطفل بالاستقلال في التفكير و الاعتماد على نفسه في إيجاد حلول لبعض المشاكل البسيطة التي تواجهه و ذلك بتنمية ملكة التفكير ، و من صفات هذه المرحلة مشاركة الطالب في بعض الأنشطة التي تناسب عمره مثل التمثيل على المسرح و تنمية مهارات الإلقاء و الخطابة و فن الحوار و الأعمال الفنية كالخط و الرسم و التعامل مع جهاز الحاسب الآلي و برامجه المفيدة و حتى صيانته ، كذلك على مستوى السلوك و الأخلاق يهذب الطالب بأن يصبح مواطنا صالحا و منتجا و ترسيخ الدين الإسلامي و فروضه و ينمى فيه الروح الوطنية و التقاليد و المفاهيم السامية ، و تعليم استقلال الوقت و الاستفادة منه و من صفات هذه المرحلة تميز الطالب بلباس وطني موحد ، و لأهمية هذه المرحلة لا بد أن يتولى التعليم و التربية معلمون و مربون جامعيون و ذوو كفاءة عالية و على مستوى من الخلق الرفيع و لديهم خبرة كافية في التربية و التعليم أي بحيث يكونوا آباء صالحين حتى يتمكنوا من تعليم و تربية طلاب قياديين معتمدين على أنفسهم و صالحين لأنفسهم و مجتمعهم و وطنهم .


المرحلة المتوسطة :
تعتبر مرحلة المتوسطة من أصعب مراحل التعليم التي يمر بها الطالب من الناحية النفسية و الأخلاقية ، فالطالب في هذه المرحلة يكون في مرحلة مراهقة يتصف بالتمرد و عدم تقبل الأشياء بسهولة و الدراسات التي عملت في بعض الدول على الطلبة هو تسرب طلبة كثيرون في هذه المرحلة و حتى المعلمون يعانوا من طلبة هذه المرحلة و التعامل معهم فيه صعوبة ، و بما أن هذه المرحلة دقيقة يجب أن يراعى في المناهج الدراسية الجاذبية في الطرح و سلاسة الأسلوب التأليفي و ملائمة للطالب المتوسط كما تتضمن المناهج مواد تعنى بالسلوك و التربية الحسنة و الاهتمام بالتعليم و يركز على الرياضيات و اللغة الإنجليزية في التأليف بحيث تبسط و تصبح جذابة لأنهما المادتان التي تشكلا عقبة في وجه الطالب و من الضروري أن تتضمن مرحلة المتوسطة مواد ترفيهية غير الرياضية و العناية بهوايات الطلبة من مهارات فنية و تقنية و إشباع رغبة الطالب في تنمية أفكاره و مواهبه و العناية بالوسائل الحديثة الترفيهية مثل الكمبيوتر و الوسائل الثقافية الأخرى مثل المسرح و المكتبة و الورش الفنية التي تصقل مواهب الطالب ، و حتى يتغلب على مشاكل الطلبة في هذه المرحلة لا بد من تهيئة المعلمين تهيئة مثالية في المعاملة مع الطلبة و كيفية التغلب على مشاكلهم التعليمية و النفسية و جعل المدرسة محببة لديهم و التدريب المستمر للمعلمين على أحدث طرق التدريس و التربية .
المرحلة الثانوية :
يعتبر التعليم الثانوي المرحلة الأخيرة من مراحل التعليم المدرسي و ينقسم التعليم الثانوية العامة التابع لوزارة المعارف ثلاثة أقسام ( طبيعي ، شرعي ، إداري ) و هناك التعليم الثانوي الخاص بالمؤسسة للتعليم الفني و التدريب المهني ، ولكن ما يخصنا هنا الثانوية العامة و يمكن تزويد الطلبة بتعليم أساسيات مدى الحياة بحيث يكون مؤهل لإكمال الدراسة الجامعية أو دخول معاهد و كليات متخصصة و لذا يجب أن تكون الثانوية متعددة المناهج متخصصة و تشمل هذه الأساسيات في السنة الأولى الرياضيات و العلوم و اللغة الإنجليزية و الحاسب الآلي و لغة أخرى ، في أثناء السنة الأولى يمكن للطالب أن يحدد ميوله في التخصص المرغوب ، و يجب أن تحتوي المرحلة الثانوية مواد إجبارية و اختيارية ثقافية وفنية ، و المواد الثقافية تتضمن التطورات الحضارية و المتغيرات في العالم و مواد تقنية و فنية و تنمية مهارات و معارف الطالب حتى تهيأ الطالب بشكل مبدئي في الوظائف ، و يجب أن تكون المناهج تعمل على أعمال الفكر و الاعتماد على البحث و كتابة التقرير و زيادة مساحة الخيال العلمي في المناهج و الإبداع الفني و الأدبي بحيث لا يواجه صعوبة في الدراسة الجامعية أو يكون الطالب مؤهل حتى الحصول على وظيفة .

التعليم من أجل العمل :
كثير من الطلبة الحاصلين على الشهادة الثانوية لا تتاح لهم فرصة إكمال دراستهم الجامعية أما لعدم حصولهم على معدلات تؤهلهم للدراسة أو عدم وجود رغبة بالتعليم أو لحاجتهم للعمل المبكر ، من أجل هذه الفئة من الطلبة يفضل أن يوجد برنامج \" التعليم من أجل العمل \" يبدأ من السنة الأولى في المرحلة الثانوية العامة ، يتضمن كسب مهنة أو حرفة فنية أو صناعية و ذلك بإعداد مناهج خاصة إلزامية أي على كل طالب أن يختار المهنة أو الحرفة التي تشبع ميوله و يتم التدريب عليها في الإجازة السنوية بالتعاون مع المؤسسات و الشركات في القطاع الأهلي و يمتد هذا البرنامج سنتين متتاليتين أي في السنة الأولى و الثانية ويتوقف هذا البرنامج في السنة الثالثة للتفرغ للدراسة و الحصول على معدلات عالية ، و حتى يصبح التعليم فعال و تهيئة الطالب لطريق الدراسة أو العمل و يستفيد الطالب من برنامج \" التعليم من أجل العمل \" يجب تحديد أهداف الطالب الشخصية و ميوله التعليمية و العملية التي تنمي القدرات و المهارات لدى الطالب و زيادة الثقة بالنفس و تحمل المسئولية و معرفة بيئة العمل الحقيقية من الضروري إتاحة الفرصة للطالب لخيارات الدراسة أو العمل و تعلم الطالب الانضباط ويساعد بعض الطلبة في دراستهم الجامعية بالتدريب و العمل قبل الدراسة الجامعية .

تعليم ذوي الاحتياجات الخاصة :
يوجد بالمملكة عدد كبير من العاجزين و المعاقين يقدر بأكثر من 800000 معاق و هذا العدد من المعاقين يشكلون نسبة كبيرة من السكان و لهذا يجب الاهتمام و العناية بتعليمهم و تأهيلهم للعمل و يفضل أن تنشأ مؤسسة خاصة بذوي الاحتياجات الخاصة على غرار المؤسسة العامة للتعليم الفني و التدريب المهني تهتم باحتياجيهم و قضاياهم و التعامل معهم بحيث يرفع من معنوياتهم و مساعدتهم لدمجهم و انخراطهم في المجتمع حتى يصبحوا منتجين بالإضافة على أحقيتهم الحصول على التعليم العادي المراحل الدراسية الثلاث ( الابتدائي و المتوسط و الثانوي ) و الجامعي و يجب تمييزهم في بعض الخدمات الاجتماعية كالضمان و الرعاية الصحية و يفضل أن تشمل المناهج الدراسية مواد تتعلق بذوي الاحتياجات و تناسب حالتهم و لا يشعروا بأنهم يحتاجوا للشفقة و العطف و لكن يدرسوا و يدربوا كأنهم جزء مهم من المجتمع و يحبذ أن تتضمن المناهج مواد ترفع من معنوياتهم ، و يتصف معلمون و مدربين هذه المعاهد الخاصة بالتأهيل العالي في التربية و التعليم الخاص و الإلمام الكامل بطرق التعامل مع هؤلاء و كيفية حل مشاكلهم و أعانتهم على الدخول في المجتمع كأشخاص يحتاجهم المجتمع .

مدارس محو الأمية وتأهيل الكبار :
من المفروض أن لا يقتصر الأمر على محو الأمية و تعليم الكبار القراءة و الكتابة فقط ، ولكن يجب دفع المتعثرين و الذين لم تسعفهم ظروفهم الدراسة ، معالجة فشلهم و هروبهم من المدرسة و يتعدى الأمر تعليمهم إلى تدريبهم و تأهيلهم في حياتهم العملية و زرع الثقة بهم بالتعليم و التدريب و إتقانهم مهنة أو حرفة ، و ذلك بإيجاد برنامج التعليم و التدريب المستمرين يمكن أن يحصلوا على وظيفة ،إن نشر مدارس محو الأمية بعد تغيير اسمها و وظيفتها إلى مدارس محو الأمية و التأهيل ، و تطوير المناهج بما يلائم سوق العمل الحالي التي تتضمن الورش الفنية و التقنية ، و يفضل أن يكونوا معلمو هذه المرحلة مقاربين في العمر مع الكبار و لديهم تخصص فني و تقني بالإضافة للمؤهل التعليمي و التربوي .

مدارس القطاع الأهلي ( الخاص ) :
للقطاع الأهلي دور مهم في تقليل عدد الطلبة على وزارة المعارف و تقديم تعليم خاص يتميز ببعض الخصائص التي تجذب الطلبة المقتدرين و تخفف الضغط من المدارس الابتدائية و المتوسطة و الثانوية و المعاهد و الكليات الحكومية ، و هدف هذه المدارس تخريج طلبة متميزين و ذلك بأحدث وسائل و أجهزة التعليم و في مدارس نموذجية معدة بمعامل و مختبرات حديثة و استخدام أحدث أجهزة الحاسب الآلي و الاهتمام بالكادر التعليمي و قلة عدد الطلبة في الصف و بعضها يعلم اللغة الإنجليزية في سنوات مبكرة من المرحلة الابتدائية و تقديم وجبات غذائية و تحاول أن تتميز في المرافق المفيدة في الرياضات و النشاطات اللامنهجي كل هذا يميز الطلبة المتخرجين من هذا المدارس و حتى تكتمل هذه الصورة المأخوذة عن المدارس الخاصة لا بد من المراقبة الشديدة على هذه المدارس من الناحية التعليمية و التجهيزية و ذلك بالإشراف المستمر ، و أن لا يكون هدفها الربح على حساب الرسالة التعليمية و تراقب شروط القبول من الطلبة و ذلك بالعناية بالسلوك و الأخلاق والتهذيب للطالب ، و أن تتحمل المسئولية الوطنية بجذب معلمين وطنيين و برواتب مساوية لرواتب المعلمون في وزارة المعارف .

كلية المعلمين و الإدارة التربوية :
من عوامل النجاح في التربية و التعليم و الإدارة التربوية هو إعداد كوادر تعليمية و تربوية و إدارية مساعدة تكون من مهمة كلية المعلمين و يقترح أن يغير اسمها إلى كلية المعلمين و الإدارة التربوية ، وظيفتها تخريج معلمين و كوادر إدارية و تربوية متخصصة في التعليم ،تقبل طلبة لهم رغبة حقيقة في التعليم و ليس لمجرد الوظيفة و كسب العيش باعتماد مناهج جيدة و هيئة تدريس أكاديمية مؤهلة و كذلك التعليم المستمر بإقامة دورات و برامج تطويرية للمعلمين و التربويين و الإداريين و تدريبهم على الوسائل الحديثة مثل الحاسب الآلي و آخر التطورات و النظريات في التربية و التعليم و استعمال الوسائل و الأجهزة في عملية التعليم و ضرورة الاستفادة من شبكة الإنترنت للبحث و الاطلاع على خبرات الآخرين في التربية والتعليم و حث المعلمون بالانضمام في دورات تطويرية مستمرة تقيمها الكلية .

تعليم البنات ( الأنثوي ) :

مهما أدعى المرء بمساواة الرجل و المرأة ألا أن هناك فرو قات اقتضتها الطبيعة المختلفة بين الذكر و الأنثى الجسمية و النفسية و التأهيلية و حاجة المرأة لتخصصات معينة لا يتسطيع الرجل أن يلم بها مثل الأمومة و الاهتمام بالطفولة و مراعاة تقاليدنا و عادتنا وقيمنا و صحيح أن المرأة قادرة على اقتحام كثير من التخصصات كانت محرمة عليها في السابق و لكنها استطاعت أن تتفوق في كثير من التخصصات كانت حصرا على الرجل و التعليم للمرأة ضروري جدا حتى ترعى أطفال و أجيال المستقبل و يجب مراعاة المرأة في التعليم الأساسي ( الابتدائي و المتوسط و الثانوي ) بالإضافة للمقررات التقليدية التي تدرس للطالب و الطالبة إلا أن هناك مواد خاصة بالمرأة مثل الاهتمام بالمنزل و الاقتصاد و التربية و الأمومة و الأعمال الفنية التي تخص المرأة و لا بد من وجود نشاطات لا منهجية خاصة بتفعيل دور المرأة تعليميا و تربويا اقتصاديا و اجتماعيا لأن دورها مكمل للرجل فالعناية بتعليم البنات لا يقل أهمية بتعليم الشباب و لا بد أن تتثقف المرأة بثقافة عصرية لا تخرج عن تعاليم الدين الإسلامي و الأعراف و التقاليد الوطنية و أن تواكب في تعليمها التقنيات الحديثة و ثورة الاتصالات وتهيئتها لمواجهة التغيرات في العالم من مفاهيم و عادات حتى تستطيع أن تربي جيلا يواجه المصاعب و تغرس فيه التعاليم الدينية و الوطنية ، و كذلك لا بد من وجود المعاهد و الكليات الجامعية و زيادتها لاستيعاب العدد المتزايد في عدد الطالبات و إيجاد فرص وظيفية أخرى غير الوظائف التعليمية و الصحية الخاصة و أن هناك تحديات مستقبلية تواجه التعليم في المملكة نتيجة التغيرات و التطورات في التكنولوجيا و ثورة الاتصالات فيجب الاستعداد لها بتطوير المناهج الدراسية و تحديثها بما يناسب العصر للمرأة و إدخال مواد جديدة نتيجة التغيرات المتسارعة فالمرأة لها أهمية كبيرة فالاهتمام بها و تعليمها ضروريا جدا .

التعليم الفني والتدريب المهني :

أ – التعليم التجاري :
تمر المملكة بمرحلة الصيانة و التشغيل و بعد اكتمال البنية التحتية تقريبا من بناء مصانع و موانئ و مطارات و طرق و محطات الكهرباء و المرافق العامة و بعد تشبع القطاع العام من السعوديين فإن الاتجاه الآن نحو القطاع الأهلي ( الخاص ) ، و لهذا فإن الاهتمام بالدراسات الفنية و التقنية بالمؤسسة العامة و التعليم الفني له أهمية كبيرة ،و عند دراسة التخصصات الفنية و التقنية يجب الالتفات إلى مدى حاجة سوق العمل من المهن و التخصصات و محاكاته ، فهناك تخصصات فنية و تجارية مثل المحاسبة و التسويق و العلاقات العامة و حركة المواد الأعمال المكتبية و السياحة يحتاج لها سوق العمل و لا سيما أن هذا التعليم الثانوي أجوره أقل من الشهادات الجامعية و لا بد من دراسة سوق العمل بشكل سنوي لمعرفة ما هي الوظائف الأكثر طلبا و ممكن التنسيق مع مكتب العمل و المؤسسات و الشركات و لابد من العناية بالمناهج الدراسية و ملاءمتها لمتطلبات العصر كربطها بالكمبيوتر و تطبيقاته و التركيز على اللغة الإنجليزية و المواد التي تتعلق بالسلوك الوظيفي.

ب – التعليم الصناعي و المهني :
كذلك التعليم الصناعي و المهني و التدريب الصناعي وهو تعليم ثانوي أو على مستوى مراكز التدريب المهني ، و لأن عملية الأعداد المبكر للتخصصات الصناعية و المهنية هي أكثر الفرص الوظيفية الملائمة لسوق العمل اليوم لحاجة السوق أليها و تدني أجورها نسبيا ، فعملية إعداد كوادر صناعية و مهنية ببرامج مخطط إليها و لها أهداف بعيدة المدى حتى تلبي ما يحتاجه السوق وإحلال العمالة السعودية بدل العمالة الوافدة ، و حتى نحقق الأهداف المرجوة يجب دراسة السوق و حاجته من المهن و الحرف و تصميم المناهج الدراسية الحديثة و المناهج التقنية التي تعتمد على الآلات و المعدات الحديثة و التي تعتمد على الحاسب الآلي . إن التعاون المستمر بين منشآت القطاع الأهلي و المعاهد و المراكز الفنية يمكن إيجاد برامج تدريبية لفترات قصيرة ، الهدف منها إعداد كوادر فنية و صناعية مؤهلة للعمل في المصانع و المنشآت الصناعية و يمكن التعاون مع القطاع الأهلي بعمل مشاريع فنية و تقنية و برامج تدريبية و بيعها للمنشآت أو تدريب العاملين و الموظفين بالمعاهد و المراكز على رأس العمل و لا بد من العناية باللغة الإنجليزية في هذا القسم .

مراكز اكتشاف الموهوبين
الابتكار و الإبداع و الاختراعات و الاكتشافات ارتبطت بالموهبة العلمية و الفنية و كثير من الدول المتقدمة أنشأت مراكز للموهوبين و بذلت الملايين من الأموال لاكتشاف الموهوبين و جندت المتخصصين التربويين و التعليميين و خبراء الموهوبين ،و الموهبة تشمل التفوق في جميع مجالات الحياة و العناية بالموهوبين و صقل الموهبة و تنمية الخيال الأدبي و العلمي و الحث على الابتكار و الإبداع و تحفيزهم معنويا و ماديا و منحهم منح دراسية داخل الوطن و خارجه ، و لتكامل هذه المراكز لا بد من توفر عناصر اكتشاف المواهب من المتخصصين و المدربين و الأدوات و الأجهزة و المناهج التي تستخدم لاكتشاف الموهبة لاحتضانها و رعايتها ، و يجب أن يستخدم نظام انتقال الطلبة الأذكياء و الموهوبين إلى صفوف أعلى إذا ثبت تفوقه بشكل ملفت في الدراسة ، و لا بد من مشاركة مؤسسات و شركات القطاع الأهلي في تبني و دعم هذه المواهب بأن تتحمل تكاليف دراسة بعض الطلبة الموهوبين داخليا أو خارجيا أو تخصيص مبالغ لرعايتهم و منح جوائز للطلبة المتفوقين .

مساهمة القطاع الأهلي في التعليم
في ظل تزايد عدد الطلبة الخريجين من الثانوية العامة و غياب الجامعات الخاصة حتى بات كثيرا من الطلبة لا يحصلون على مقاعد في الجامعات الحكومية أو على الأقل لا يحققون طموحهم بدخول التخصص المرغوب الذي من أجله كدحوا و قدموا عصارة ما عندهم في مرحلة الثانوية ، فكم طالب ذهبت أحلامه أدراج الرياح نتيجة عدم توفيقه في القبول بالجامعة و لا سيما هؤلاء الطلبة ضعيفي الحال بحيث لا تسعفهم ظروفهم بالدراسة على حسابهم ، فقد يكون من الأجدر أن يتحمل القطاع الخاص مسئوليته في المشاركة بالتنمية مشاركة فعلية و من باب الإحساس بالمواطنة فالأعداد المتزايدة لا يمكن استيعابهم في الوقت الحاضر فالطاقة الاستيعابية للجامعات لا يمكن أن تتحملهم فآن الأوان للقطاع الأهلي بالضلوع و المساهمة في بناء المدارس و الجامعات و إرسال طلبة للدراسة للخارج بحيث يتحملوا نفقات دراستهم ، فيا حبذا أن تتحمل المستشفيات و المستوصفات الخاصة التخصصات الطبية بالإعلان سنويا عن أبتاعث طلبة متفوقون و لا سيما الطلبة المعوزين يدرسون الطب و التمريض في جامعات الخارج و كذلك أن تتحمل مؤسسات و شركات القطاع الخاص في تحمل المسئولية بإبتعاث طلبة يدرسون الهندسة و العلوم التقنية على حسابهم في الدول المتقدمة تقنيا ، و يمكن للقطاع الأهلي بإقامة دورات تدريبية في الكليات و المعاهد المحلية على حساب المنشأة بحيث تدفع تكاليف و نفقات الدراسة و التدريس و يحق للمنشأة اشتراط العمل لديها بعد التخرج ، كذلك يمكن للجمعيات و المؤسسات الخيرية أن تساهم في التنمية و تحمل المسئولية في بإبتعاث طلبة متفوقين سواء بالمساهمة الكلية أو تحمل جزء و الشركات و المؤسسات جزء آخر أو بتبرع رجال الأعمال وذلك عن طريق الجمعيات و المؤسسات الخيرية أن المؤسسات و الشركات و رجال الأعمال في الدول الغربية تتحمل المسئولية الكاملة في المنح الدراسية و تأهيل الشباب لسوق العمل ، و من باب أولى أن تفعل مؤسسات القطاع الأهلي ذلك التكافل و التضامن و تحمل مسئولية التنمية ، فمن المفروض أن تحذو منشآتنا و رجال الخير في التبرع للدراسة و لا سيما للمتفوقين المحتاجين التي تتبخر أحلامهم و طموحاتهم الدراسية نتيجة ضيق ذات اليد .

مراكز أبحاث تطوير و ترجمة

مراكز الأبحاث و الدراسات و ترجمة المؤلفات يساهم في عملية التطوير و التقدم في جميع أوجه التربية و التعليم ، و من الضروري إنشاء مراكز أبحاث و ترجمة متخصصة تعمل على عمل الدراسات الميدانية و البحثية و تحت إشراف أساتذة و علماء تربويين و تعليميين و تعمل الدراسات بشكل دوري كل سنة تراقب فيها التغيرات و التطورات الدولية في التجارب التعليمية و يجب توظيف التقنيات الحديثة في الاتصالات للحصول على تجارب الغير مثل الإنترنت و الفضائيات بالمناقشة المشتركة مع دول عربية و دول أجنبية و الاستعانة بخبراء دوليين ، كذلك يجب ترجمة المؤلفات و الأبحاث المتقدمة و الجديدة التي تنشر في المجلات العالمية و الدوريات و بمختلف اللغات الحية و ترجمة كتب دراسية علمية لدول متقدمة تقنيا و فنيا و عمل المسابقات للتأليف و الترجمة للمتخصصين في المناهج الدراسية بوضع جوائز قيمة و لا سيما أن هناك برامج الحاسب الآلي التي سهلت الترجمة و مواقع الإنترنت الخاصة بالتربية و التعليم التي تساعد على الاستعانة بخبرات الغير.

الجودة
المعايير و المقاييس هي التي تحدد المستوى و تميز بين التدني و التفوق و لمعرفة مدى جودة خدمة أو منتج تطبق اختبارات و معايير معينة ليحصل على مقياس الجودة أو شهادة الجودة التي أصبحت شائعة الاستعمال وهو يطبق على الشركات و المؤسسات و منها مؤسسات التعليم مثل المدارس و المعاهد و الكليات و العديد من الدول استخدمتها و جعلتها مقياسا لتقديم خدمات تعليمية متميزة عند الحصول على شهادة الجودة ( الآيزو ) وهو مصطلح لسلسلة مقاييس وضعتها هيئة دولية للمواصفات و المقاييس ( Iso ) و بدأت وزارة المعارف في تطبيق هذه المواصفات و المقاييس لنيل هذه الشهادة و حصلت بعض مدارس المملكة على هذه الشهادة ،و يجب تعميم تطبيق هذه المواصفات على جميع المدارس و في جميع المراحل لترتقي الخدمات التعليمية و المدارس إلى مستويات دولية و رفع كفاءة الخدمات التعليمية من خلال و الاهتمام بعناصر التعليم من الإدارة المدرسية و المعلم و الطالب و الموظف و حتى نسير في الطريق الصحيح و يرتقي بمستوى التعليم و التربية باستخدام مواصفات دولية و تواكب الذي سبقونا في التعليم و للحصول على طالب و معلم متميزين .

المنظمات و المؤسسات التعليمية الوطنية و الإقليمية و الدولية :

1 – المؤسسات و الجامعات الوطنية :
هناك مؤسسات تعليمية محلية و إقليمية ودولية يجب التعاون معها و تبادل الخبرات معها و العمل بالتوصيات ومن خلال المؤتمرات و الندوات و الاجتماعات و بعث الخبراء و الاستعانة بالمتخصصين و من هذه المؤسسات التعليمية الجامعات و الكليات و المعاهد و مؤسسات القطاع الخاص التعليمية فالجامعات السعودية كثيرة و على مستوى عال من التعليم فيمكن تبادل الخبرة و معرفة التخصصات المطلوبة و وضع الخطط الإستراتيجية و الدراسات و تأليف المناهج لتطوير عملية التربية و التعليم ، و هناك المؤسسات التعليمية الوطنية مثل مؤسسة الملك عبد العزيز للتقدم العلمي و مراكز العلوم و التكنولوجيا يمكن الاستعانة بهم في عمل الدراسات و الأبحاث المتخصصة في تطوير المناهج التدريسية و وضع البرامج التطويرية للمدارس و مد راء المدارس و المعلمين و يمكن التوصية بأفضل الطرق للتربية و التعليم للمؤسسات التعليمية المحلية في رفع مستوى التعليم .

2 - مكتب التربية و التعليم لدول الخليج :
لمكتب التربية و التعليم الخليجي أهمية قصوى في عمل الدراسات و الأبحاث في التربية و التعليم و التنسيق بين دول مجلس التعاون الخليجي و يساهم بشكل فعال في تحسين مستوى المدارس و المعلم بعمل الندوات و المحاضرات للإدارات التعليمية بوزارة المعارف و التربية و التعليم و باستطاعته المساهمة في توحيد المناهج الدراسية بدول المجلس و تبادل الخبرات التربوية و التعليمية بين المدارس و المؤسسات التعليمية في دول مجلس التعاون الخليجي .

3 – منظمة اليونسكو :
لليونسكو دور مهم في القضاء على الأمية و تحسين خدمات التعليم في دول العالم و ذلك بتقديم التوصيات و المشورات للمنظمات و المؤسسات التعليمية في جميع دول العالم ، و لليونسكو خبرة طويلة في مكافحة الأمية و التعليم و التربية التثقيف و هي ملمة بجميع معوقات التربية و التعليم تطويرهما و لديها خبراء لهم باع كبير في هذا المجال و تعمل على التنسيق بين الدول المنظمة إليها في تبادل الخبرات و تزويد وزارات المعارف و التربية و التعليم بالأبحاث و الدراسات و الإحصاءات التعليمية و التربوية و يمكن تزويد الجهات المهتمة بالتعليم بأفضل الطرق و الأساليب في تحسين مستوى التعليم و يمكن استخدام شبكات الإنترنت لتسهيل الاتصالات بين المنظمة و وزارة المعارف و إعطائها كل ما يلزم في عملية التعليم .

التعليم ما بعد الثانوية :

أ – تعليم الكليات و المعاهد ( الدبلوم ) : وهو بالحصول على شهادة ما بعد الثانوية
\" دبلوم \" من كلية تقنية أو معهد إدارة أو معاهد خاصة ، فحاجة الطلبة لوظيفة سريعة و اختصار الوقت و أحيانا لسهولة هذه المرحلة نسبيا لذا يجب زيادة عددها لاستيعاب العدد الهائل من خريجين الثانوية بمختلف أنواعها ،و رغبة مؤسسات و شركات القطاع الأهلي لهذه النوعية لتدني أجورها مقارنة بالمرحلة الجامعية مع و تطوير المناهج و جعلها مواكبة للقرن الحالي .

ب - التعليم الجامعي ( البكالوريوس ) : عادة ما يكون خريجي هذه المرحلة أكثر إعدادا للوظيفة و سوق العمل نظرا للعناية بالمناهج الدراسية و هيئة التدريس الحاصلة على شهادات عليا و في هذه المرحلة يجب إعادة النظر في أهداف التعليم الجامعي و ربط التعليم الجامعي بمنشآت القطاع الأهلي و الاهتمام بالتخصصات أي بالنوعية و ليس بالكمية و دراسة سوق العمل و بالتعاون مع المؤسسات و الشركات و وزارة الخدمة المدنية و يجب التركيز على التخصصات العلمية التقنية و النادرة و تحديث المناهج و المعامل و التدريب التعاوني و إيجاد بيئة حقيقة للعمل و يفرض من ضمن المناهج تكليف الطلبة في السنة الأخيرة عمل مشاريع و دراسات مفيدة و بيعها للشركات و المؤسسات لتطبيقها و عمل معارض يوم مهنة و مؤتمرات و ندوات لتطوير التعليم الجامعي و إتاحة الفرصة للقطاع الأهلي بفتح كليات و جامعات للدراسة الخاصة لتخفيف الضغط على الجامعات الحكومية .
الخـــــاتمة

أن معيار رقي الشعوب هو التعليم فكلما تحسن مستوى شعب في التعليم عدت هذه الدولة متقدمة و الذي يعكس على تطوير في مجالات الحياة الصناعية الاقتصادية و الاجتماعية ، إن الاهتمام و العناية بالتعليم يعتبر تحدي يجب أن تقف جميع وزارات و مؤسسات الدولة في العناية به و تخصيص الميزانيات التي تناسبه بوضع الخطط و الإستراتيجيات و الأهداف التي تحقق التغيير الإيجابي و التحسين النوعي في مستويات التربية والتعليم . إن الصناعات و الاختراعات و الابتكارات و الإبداعات الفكرية و الأدبية و الإنسانية ما كانت لتبرز لولا العناية و الاهتمام بالتعليم و الطلبة إن مستقبل التعليم في المملكة يجب أن يكون الشغل الشاغل للمسئولين و المهتمين بتطوير الدولة في جميع مجالات الحياة ، إن ربط التنمية و التربية و التعليم بأهداف و أسس يأتي بثمرة التفوق و النجاح و لا تذهب الجهود سدى ، و كل أمرؤ يتمنى أن نلج هذا القرن بأهداف و خطط تربوية و تعليمية تكون في مستوى المتغيرات العالمية من المفاهيم و الأفكار التعليمية و الاقتصادية و الفكرية و ننظر إلى التقدم الهائل في التكنولوجيا و الاتصالات بعين ثاقبة و هادفة حتى نصل إلى أعلى المستويات من التعليم و التقنية ، إننا لم نعد بعيدين عن التغير في العالم بل أصبح لزاما علينا دينيا و وطنيا أن نهب للتطوير و التحسين و رفع مستوى المسئولية بالمقدرات الذهنية و الطبيعية و استغلالها في الوطن و المجتمع و رفع الإنتاجية التنموية .

علي عيسى أحمد الوباري
المعهد الثانوي التجاري بالهفوف



المصـــــادر :
1. ( استراتيجية عربية للتعلم الإلكتروني ) – د. زكريا بن يحيى لال – مجلة التدريب و التقنية – عدد 35 عام 1422هـ .
2. ( رؤية مستقبلية : وزارة المعارف 1420-1430هـ ) مجلة المعرفة عدد 60 عام 1421هـ .
3. ( العرب و برامج اليونسكو – مستقل و مستكثر ) – مجلة المعرفة عدد 60 عام 1421هـ .
4. (أولويات البحث التربوي في وزارة المعارف) محمد الضويان ،على الزهراني ، عبد الرحمن الغنام– مجلة المعرفة – عدد 51 عام 1420هـ .
5. ( مدارس سعودية ب\"جودة\" عالمية ) – مجلة المعرفة – عدد 48 عام 1420هـ .
6. ( كيف نواجه العولمة ) – عبدالعزيز السنبل – مجلة المعرفة – عدد 48 عام 1420هـ .
7. (المدارس و الإنترنت ، حاسب آلي + معلم غير مدرب = صفر ) – أيديو كاشن ويك ترجمة المعرفة –
مجلة المعرفة – عدد 42 عام 1419هـ .
8. ( العمل قبل الجامعة ..أحيانا ) ترجمة و تحرير : المعرفة – مجلة المعرفة 41 عام 1419هـ .
9. (الثانوية حين تقود إلى سوء العمل) – تحقيق – مجلة المعرفة عدد 41 عام 1419هـ .
10. (الطلاب يطالبون بمضاعفة المناهج الدراسية) ترجمة المعرفة – مجلة المعرفة عدد 41 عام 1419هـ .
11. (المعلم في أسبانيا 1280ساعة عمل في السنة )- التعليم من حولنا – عدد 41 عام 1419هـ .
12. ( الكتاب الإلكتروني يخنق الورقي ) عبد التواب يوسف – مجلة المعرفة – عدد 41 عام 1419هـ .
13. (الموهوبون : هل يفلح المعلمون في اكتشافهم) – سعد سعود آل فهيد – مجلة المعرفة عدد 41 عام
1419هـ .
14. (التربية الوطنية : توطين التربية ) – سعد أحمد الزهراني – مجلة المعرفة – عدد 43 عام 1419هـ .
15. (التعليم الابتدائي مفتاح التفوق الياباني )-مجلة نيويورك تاميز – مجلة المعرفة عدد28 عام 1418هـ
16. ( خمسمائة مليون دولار للارتقاء بمهنة التعليم ) ترجمة أحمد أبو زيد - مجلة المعرفة – عدد 40 عام
1419هـ.
17. (الدروس الخصوصية خدمة تعليمية أم عملية تجارية) ترجمة و تحرير المعرفة – مجلة المعرفة – عدد 40
عام 1419هـ .
18. ( الواجب المنزلي هذا السيناريو المؤلم ) ترجمة المعرفة – مجلة المعرفة – عدد 40 عام 1419هـ .
19. ( حديث إلى جيل الحداثة ) أحمد صدقي الدجاني – مجلة المعرفة – عدد 40عام 1419هـ .
20. ( التعليم في إيطاليا ) – التعليم من حولنا - مجلة المعرفة – عدد 33 عام 1418هـ .
21. ( المدارس الخاصة تغزو روسيا ) – مجلة اللوموند التعليمية الفرنسية – إنترنت – مجلة المعرفة عدد 29
عام 1418هـ .
22. ( في التعليم : \"الجودة\" أولا ) مجلة هارفارد التعليمية – مجلة المعرفة عدد 28 عام 1418هـ .
23. ( كيف نجعل الامتحانات وسيلة فعالة لتحقيق أهداف التعليم و رفع مستوى التحصيل ) عصام عزت
– رسالة الخليج العربي عدد 27 عام 1409 هـ .
24. (مؤشرات التعليم الثانوي في دول الخليج العربي و مشكلاته )د.فاروق حمدي الفرا–رسالة الخليج
العرب– عدد 27 عام 1409هـ .
25. ( الموهبة العقلية بين صدق النظرية و التطبيق ) – د. حامد الفقي – مجلة العلوم الاجتماعية - العدد
الثالث عام 1983.
كتب :
26. أسباب ظاهرة التسرب في المرحلة المتوسطة في المملكة العربية السعودية-تأليف د.ناصر بن عبد العزيز
الداود – مركز أبحاث مكافحة الجريمة -وزارة الداخلية – 1412هـ .
27. نظريات التعلم – دراسة مقارنة – الجزء الثاني - تأليف جورج غازادا ، ريموند كورسيني ،ترجمة علي حسين حجاج – ديسمبر 1986.

د.فالح العمره 05-04-2005 11:34 AM

إشكالية العنف في المؤسسات التعليمية
مظاهرها و أسباب انتشارها

إن العنف ظاهرة لم يسلم منها أي بلد في العالم، غير أن في دول العالم الثالث برزت بدرجة أقل عما يحدث في سائر أقطار المعمورة، و هذا ما يدعوا للتفكير عن علل انتشارها بهذه الحدة في المجتمعات المتقدمة التي كان يعتقد بأن الثراء فيها يشكل جهازا منيعا لمثل هذه الظواهر، لكن لو كان هذا الاعتقاد صائبا لكان ذيوعها في الجهات المختلفة أوسع منه في الدول الراقية و ليس العكس، و بين هذا و ذاك، فإن حتى و لو اختلف الوضع الاجتماع للمجتمعات إلا أن أسباب العنف و مظاهره تبدوا و أنها لا تختلف من بلد لآخر، و هذا ما يوحي إلى الاعتقاد بأن الوضع الاجتماعي ليس إلا مشجبا يعلق إليه فشل كل من كب جواده لاسيما في الدول المتخلفة، فبالمقارنة بما يحدث هنا و هناك في بقاع العالم نستخلص أن هذه الظاهرة في المجتمع الجزائري لا تختلف في شيء عما تشهده باقي المجتمعات سوى أنها في طور النشوء.
و إن كان لهذه الظاهرة نتائج وخيمة على القيم و الأعراف السائدة وسط أفرد المجتمع الجزائري، فإن انتشارها في فضاءات التعليم و التكوين يدعوا للقلق أكثر، نظرا للخطر الذي تمثله في مؤسسات من المفروض أنها في منأى عن كل ما يمت بصلة بالسلوكيات الغير السوية، و للغوص أكثر في هذا الموضوع ارتأينا إلى التقرب من العاملين في حقل التعليم، الذين أجمعوا على أن الاختلاف في السلوك مصدره الأساسي هو الإطار المرجعي الأول الذي بنى فيه التلميذ ذاته وسط التأثيرات و التفاعلات بالمحيطين به.
و في هذا الصدد يوضح لنا السيد بن منصور العربي معلم بمدرسة أقابيو الابتدائية بأنه يمكن تصنيف التلاميذ حسب فوارقهم الفردية إلى ثلاثة فئات، حيث يقول بأنه هناك منها (الفئات) من يتحل بصفات سوية و تبدي ميلا فياضا للاجتهاد في التعلم، و هي الفئة التي ينحدر أفرادها من أسر يتراوح مستواها الثقافي بين التاسعة أساسي و ما فوق، و يعتمد أوليائهم في معاملتهم مع أبنائهم على معاملة الصديق للصديق، و هناك الفئة التي تظهر عليهم الأعراض الأولية للعنف في صباهم، فهي الفئة التي يقول عنها بأن أفرادها ينحدرون من أسر لا يتعدى المستوى الثقافي لأفرادها السنوات الابتدائية، حيث يوضح في هذا الصدد بأن أفراد هذه الفئة لا يبدون أي ميل للدراسة و أن تصرفاتهم مع أقرانهم تتميز بنوع من الخشونة و يميلون للانزواء و الانغلاق، كما لا يتورعون للجوء إلى الكذب لأتفه الأسباب، و أنهم ينحدرون من أوساط تفتقر للثقافة المعاملة المتحضرة، حيث غالبا ما يتعاطى الآباء مع أبنائهم بأساليب عنيفة تبلغ أحيانا ـ حسب محدثنا ـ إلى حد الضرب المبرح بواسطة العصا أو الحزام الجلدي أو الأنبوب، و يقول أيضا بأن هذه الفئة عادة ما تأتي إلى المدرسة بدون الأدوات المدرسية، حتى يخيل بأنهم لا هدف لهم في مجيئهم إلى المدرسة، و هم في الحقيقة يأتون فارين من جبروت أوليائهم الذي(جبروت) يمنعهم حتى من التجرؤ على مطالبة أوليائهم بمتطلبات الدراسة.
و إلى جانب هذا فيكشف محدثنا بأن الأبناء الذين يسخرون لقضاء الحاجيات المنزلية بدل من دفعهم إلى الدراسة، هي الأغلبية التي تتعرض للرسوب في آخر العام الدراسي و إعادة السنة لأكثر من مرة في مراحل الدراسة حتى تحل جنبا إلى جنب بتلاميذ يفوقونهم سنا بأعوام، و عندئذ يقول لا يتورعوا في اللجوء إلى عرض عضلاتهم كلما دعت الضرورة الصبيانية إلى ذلك، و في هذا السياق يروى لنا السيد مدور رشيد معلم المدرسة الابتدائية واقعة حدثت بإحدى المدارس النائية أين كان استغلال الأبناء بلغ قمة الاستبعاد، حيث قال:\\\" أن في أحد الأيام بينما كان منهمكا في تقديم درسه دخل عليه والد تلميذة، و دون أن يستأذن اتجه مباشرة إلى ابنته و شرع يهددها بالضرب بسبب مجيئها إلى المدرسة بدل من الذهاب مع بقية أفراد عائلتها لجني الزيتون، ثم أدار إلى المعلم الذي كان حينها على المصطبة، فأشار إليه بإصبعه و قال: أعلم بأن هذا الشيطان هو الذي يدندن في أدنيك و أغراك بالمجيء إلى هنا، و راح يتوعده بالطرد من قطاع التعليم و هو ما سكا شاربه\\\"، و حول هذه النقطة بالذات يقول مفتش التربية السيد طاهر جباري بأنه من الخطأ أن يعتقد المرء بأن المعاملة القاسية يمكن أن تؤدي إلى إصلاح سلوك الطفل أو المراهق حيث أن الحقيقة في رأيه غير ذلك، فالضرب في نظره يشبه المهدئ الذي وأن خفف من شدة الألم إلا أن مفعوله ظرفي و لا يشفي المريض، و لا يعمل على القضاء على الأسباب الحقيقية لانحراف السلوك، بل يدفع الطفل إلى اقتباس الشخصية المناسبة التي يمثلها على خشبة المسرح و يبطن شخصيته الحقيقية، و أما المعلم تاركت عبد الرحيم فيرى أن التلميذ في هذا الظرف بالذات قد لا ينفع معه لا الشدة و لا الليونة في التعامل معه، حيث أن الشدة حسبه تدفع التلميذ إلى الانغلاق على نفسه و كبت تفاعلاته، و يبطن الأعراض التي تنبأ بالانحراف كلما تلقى معاملة قاسية، و يضيف قائلا بأنه من أجل هذا السبب و غيره ينصح بالتعامل مع الأبناء بطرق مرنة، كونها ليس فقط تسمح بإظهار الصورة الحقيقية لسلوك الطفل، و إنما تمكننا من علاج كل إعوجاج يطرأ على سلوكه في الوقت المناسب، فهي أيضا الطريقة الكفيلة لفهم التلميذ أكثر.

2/3

و أما الفئة الثالثة فيقول المعلم بن منصور بأنه هي تلك التي تتشكل من العناصر المدللة و لو أنها لا تختلف عن أفراد الفئة الأولى من حيث ميولها للدراسة و الاجتهاد في السنين الأولى من التعلم، إلا أنها من حيث سلوكها و تصرفاتها فهي لا تختلف عن سائر أفراد الفئة الثانية و سرعان ما تصاب ذاكراتهم مع مر السنين بفيروس يأتي على كامل الملفات المختزنة طيلة مسارهم الدراسي، إذ يفسر المعلم مخلوفي عبد الغاني ذلك بأنه بغض النظر عن العوامل الغير العائلية و تباين الأوضاع الاجتماعية التي تؤثر حسبه أحيانا بطريقة أو بأخرى، فإن المستوى الثقافي في الوسط العائلي في نظره يمثل العامل الأساسي الذي يشكل اللبنة الأولى من القيم في شخصية الطفل التي يستمر وفقها في العالم الخارجي لكون أن أفراد العائلة تشكل أول نماذج للتقمص، و إلى جانب هذا فيضيف قائلا بان الوضع الاجتماعي مثله مثل الوضع الثقافي للأسر، فهو يؤثر أيضا على السلوك و الشخصية لأن لكل طبقة اجتماعية نمط عيش خاص و قواعد
خاصة بها، و يقول بأن ذلك ما يبرز في سمات الطفل من خلال الخصائص النفسية و الأنماط الخاصة.
من نتائج الحد من العقاب الجسماني:
و إلى جانب هذا، فقد لا يختلف اثنان حول التأثير السلبي الذي أحدثته التعليمة الوزارية المتعلقة بالحد من العقاب الجسماني في المؤسسات التربية، إذ يبدوا أن إصدار هذه التعليمة الوزارية دون إجراء تعديل يسمح بتكيف القوانين المسيرة للمؤسسات التعليمية مع المتغيرات التي أفرزها تطبيقها، أحدثت فعلا هوة كبيرة في علاقة المعلم بالمتعلم، و أدت الحملة الهادفة إلى الحد من العقاب الجسماني في المؤسسات التعليمية، و التي كانت ترمي بالدرجة الأولى إلى توعية كل الأطراف بضرورة التأقلم مع الوضع الجديد الذي أفرزته هذه التعليمة، إلى بروز أولى أعراضها السلبية في صور مختلفة كحادثة الرسائل التهديدية الموجهة من قبل التلاميذ للآساتذة التي طفت إلى السطح في نهاية شهر أفريل المنصرم بأقبو، و إقدامهم أيضا على تهديد معلميهم علنية و الفرار من حجرات الدراسة متوعدين معلمهم بالتعرض إليهم في الطريق.
و على هذا الصعيد، فيرى معظم المعلمون، الذين استجوبناهم حول أثار حملة الحد من العقاب الجسماني التي قادها وزير التربية آنذاك من على بلاطوهات القناة الوطنية، بان تطبيق التعليمية الوزارية و الحملة التي تلتها على الشاشة د ون تعديل نظام العقوبات وتفعيلة قد خلف حسبهم نتائج سلبية أكثر منها إيجابية, بحيث عوض أن تدفع ولي أمر التلميذ إلى حث ابنه للتكيف والتأقلم مع الوضع الجديد الذي أحدثته هده التعليمية, راح يحث ابنه على ترصد هفوات مدرسه مم خلق لدى التلميذ سلوك عدوانية اتجاه معلمه, ومن جانب آخر فيرون بان هدا التصرف الغريب عن محيط مدارسنا اثر سلبا على المدرس إلى درجة انه بات فاشلا أمام ظاهرة لم يعد ينفع معها سوى إعادة النظر في نظام العقوبات، و اكتفى و هو مقوض من روح المبادرة و الحيوية بإلقاء الدروس دون أن يولي أي اهتمام للجانب التربوي تجنبا لما من شأنه أن يجلب له متاعب مع الأولياء، و حول هذا الموضوع نستدل ببعض الحوادث التي تعترضهم و لا شك أن آثارها على عمال حقل التعليم بليغ جدا، حيث يروي الأستاذ (ب-طاهر) قائلا بأنه كان واقفا في فناء المدرسة لما ضبط تلميذا يسب الله، و بعد استدعاء ولي أمره و حضر إلى الإدارة أجاب المعلم بـ:\\\'و بما أنك لست أستاذه فماذا أدى بك إلى مخاطبته على الإطلاق\\\'، و تضاف إلى هذه الواقعة حادثة أخرى لا تقل ضررا من سابقتها، وهي الحادثة التي أثارت ضجة إعلامية في بداية السنة المنصرمة، و ذهب فيها مساعد تربوي ضحية اعتداء ولي تلميذ، بعد أن تصور هذا الأخير أن المساعد التربوي تعدى على ابنه و هو المتسبب في نظره في دخوله إلى المستشفى و في الحقيقة أن ابنه مصاب بمرض لا غير، و من أجل مثل هذه التصرفات و غيرها التي غالبا ما تصدر من الأولياء عمد المعلم إلى تقليص من دره إلى درجة أنه أضحى يختصر مهامه في إلقاء الدرس، و يتحاشى حتى حشر نفسه في شجارات التلاميذ و يتغاضى النظر إن صادف و التقى اثنين يتخاصمان.
و نتيجة لهذا الكم من المشاكل التي تتخبط فيها المدرسة الجزائرية و كذا لبعد قوانينها عن مواكبة التطورات، حل قانون الشارع و أعرافه محل القوانين المسيرة للمؤسسات التعليمية، و بات الشارع بسلبياته هو الذي يؤثر على المحيط المدرسي و ساعدت في ذلك أيضا جملة من العوامل، كانتشار ذهنية العزوف عن مقاعد الدراسة التي تأتت عن الإحباط و اليأس الذي جاء نتيجة تفشي ظاهرة البطالة في صفوف ذوي الشهادات العليا، و الارتقاء إلى مصف الأثرياء عن طريق النصب و الاحتيال و تفشي اللا عقاب، فهي كلها عوامل لم تخف على أحد أنها شكلت في ذهن الطفل فيروسا مدمرا لما تلقاه في المدرسة من دروس في مجال الأخلاق و الصفات الحميدة حتى أضحى يرى أن كل ما تعلمه عبارة عن سخافات و حماقات لا وجود لها في واقع تديره المضاربة بالمبادئ الإنسانية و الواقعية الميكيافلية.
و من الأسباب التي ساعدت أيضا على بروز ظاهرة العنف، تطرق المعنيون أيضا إلى البرامج التعليمية التي لم يتوانوا في وصفها بالمياه الراكدة لعدم مواكبتها التغيرات الطارئة في العالم، حيث يرون بأن بعض مواضيع مادتي التربية الإسلامية و القراءة تترك انطباعا سلبيا لدى الطفل مثل موضوع \\\"الحمامة و الصياد\\\"، في مادة القراءة، و آية\\\"الجنة تحت ضلال السيوف\\\" في مادة التربية الإسلامية وهي الآية التي لا يرون ضرورة لإدراجها في برنامج التعليم، حيث لا يستبعدون أن يكون لهذا الدرس و أمثاله الكثيرين صلة في بروز ظاهرة الجريمة المنتظمة في المجتمع الجزائري، و نفس الشيء لموضوع الجهاد الذي يرون بأنه لم يعد مجديا في عالم تتطلع فيه الشعوب إلى السلم و الأمان، و يفضلون الأساليب السلمية و الحضرية لفض النزاعات.

3/3

رأي عمال التعليم حول أزمة منطقة القبائل:
و عل خلاف ما ذهبت إليه بعض التحاليل البعيدة عن الموضوعية في إشارة منها للأزمة التي تشهدا المنطقة من اندلاعها في أفريل من عام 2001 و اعتبار الأزمة السبب في انتشار العنف، فيرى أغلبية المعلمين الذين استجوبناهم بأن تأثير الأزمة إلى الأفراد لم يكن على النحو الذي أشارت إليه بعض الأبواق السياسوية، حيث يرون بأنها زودت الشباب بالطرق السلمية للتعبير عن انشغالاتهم و سمحت لهم بإطلاق مكبوتاتهم و القضاء على تراكمها الناجم ـ حسبهم ـ على طبيعة الأنظمة المتعاقبة على الحكم و السياسات المنتهجة منذ فجر الاستقلال.
و إلى جانب هذا، فيرون أيضا، بأن التصرفات المسئولة التي تحلى بها مندوبي الحركة لا سيما في عملية استرجاع المواد المسروقة عقب المسيرة السوداء و تسليمها للسلطات المعنية وفق الإجراءات القانونية المعمول بها، و القضاء على ظاهرة السرقة في الأسواق الأسبوعية بواسطة تضافر جهود المواطنين، لا يمكن لها أن تكون وراء بعث ما يخشى عليه بقدر ما ساهمت في تعزيز و تثمين روح المواطنة، و إعادة الاعتبار للأخلاق و القيم المعنوية، التي شقت طريقها نحو الزوال بفعل تفشي ظاهرة اللا عقاب في ظل غياب منطق \\\"من أين لك هذا\\\"، و كرس أيضا غياب السلطة لقرابة عامين ـ حسب المعلمين ـ سلوك القيام بالذات و الاعتماد على النفس الذي برز في تنظيم اليقظة، و روح التضامن بين أفراد المجتمع، الذي ترجمه الشباب من خلال طوابير أمام مداخل المستشفيات للتبرع بالدم لضحايا الأحداث، و سمحت الاستجابة الفورية للخصومات المرفوعة أمام التنسيقيات المحلية بإعادة تشغيل محرك القوانين الأخلاقية بضبط أحكام مواد الضمير الجماعي للمواطنين، بعدما عطلتها ذهنية المقايضة الناتجة عن سيادة منطق اللا عقاب.

العلاج و قابليته

لا يختلف رأي أي كان حول حجم الخطر الذي تشكله هذه الظاهرة و ضرورة التصدي لها لاجتثاث أسبابها و مؤثراتها، غير أن نجاح المواجهة و كبح سريانها مرهون كما أشار إليه المربون بمدى مشاركة كل الأطراف و الجهات في هذه العملية، و إذا كان عمال حقل التعليم يشيرون في حديثهم إلينا إلى ضرورة تعديل نظام العقوبات و تفعيله مع المتغيرات وكذا جعله يواكب التطورات، فإن السيد طاهر جباري مفتش التربية فيرى من جانبه بأنه بعيدا عن ما تمليه التربية الميكانيكية التي تعتمد على الضغط و ما إلى ذلك من الطرق التي برز فشلها في عمليات التربية، و انطلاقا من مبادئ التربية الديناميكية التي تتطلب المثيرات و المؤثرات، وجب التفكير في المقام الأول عن كيفية توفير هذه الشروط داخل المؤسسات و خارجها لتشغيل الطفل و احتواءه حتى يكون على الأقل في منأى عن بعض الظواهر السلبية التي شاعت في مجتمعنا، إذ يرى بأن ذلك لن يتأتى إلا بتزويد التلميذ بالوسائل الحضرية لحل المشاكل التي تعترض سبيله، و تمتين جسر التواصل بين المتعلم و المعلم.
و من جهته الأستاذ ي.م/الطاهر فيقول بأنه ليس لهذه التهديدات التي تترجمها هذه الرسائل ما يدعو للخوف، كون أن أبناءنا مثلما نعرفهم فليس بمقدورهم الوصول إلى حد تنفيذ تهديداتهم، و لكن ما يدعو للقلق فعلا هي تلك الطريقة الترهيبية التي استهوت أبناءنا و هو الأمر الذي بإمكانه أن يوفر لنا مستقبل أكثر تعقيدا مما عايشناه في العشرية السوداء.

يعقوبن جيلالي

د.فالح العمره 05-04-2005 11:35 AM

الخريطة الذهنية وتطبيقاتها التربوية

نقدم هذه المادة التعليمية للتعريف بتقنية التصميم والتوظيف التربوي الفاعل للخريطة الذهنية؛لما لها من أثر إيجابي في تسهيل عملية التعليم والتعلم لكل من الطالب والمعلم من خلال توصيل والتوصل إلى المعلومات بسهولة ويسر،وتوفير الوقت والجهد.لذا يمكن لمعلمي الدراسات الاجتماعية عامة،ومعلمي مبحث التاريخ خاصة الإفادة من هذه التقنية بتوظيفها في عروض دروسهم.
مقدمة
تصور أنك في يوم من الأيام جالس على شاطيء البحر تنظر إلى أمواجه الهائجة،أو أنك أمام محيط هادر،أو تنظر إلى السماء فترى خريطة نجومها المبعثرة في فضاء فسيح؛وفي الجهة الأخرى يتراءى أمامك ذلك الجبل الأشم الذي تناطح قممه أعنان السماء؛فمن يحيط بمثل تلك الصورة العريضة؛التي تنعكس على شاشة أذهاننا في نسق غريب.
قد نستطيع أن نرسم تلك الصورة على ورقة؛بتصغير الحجم الأصلي لها مرات كثيرة حتى تظهر في صورة مقبولة على مدركاتنا العقلية؛مثال ذلك مقياس الرسم الذي قد يبلغ آلاف أو ملايين السنتيمترات على الورق مقابل السنتيمتر الواحد في الواقع.ويمكننا استخدام البروجيكتور أو التسجيلات بكافة أنواعها،أو غير ذلك؛لإجراء تلك العملية.ولكن بمجرد مشاهدة العين لها؛تظهر في أذهاننا تلك الصورة في واقعها الأصلي،وكأنها تقف أمام ناظرينا.
فلو سبحنا في فضاء خيالنا في لحظة سهو من عين بصيرة،أو غفلة من جفن متيقظ؛فإننا نجد أمامنا لوحة كبيرة ترتسم في مدركاتنا الذهنية لتترك بصماتها في النفس البشرية أماداً طويلة مقاومة لآفة النسيان بعد عراك كبير.
والسؤال الذي يطرح نفسه في هذا المقام:هل يمكن لخلايا دماغية بحجمها المادي المعروف بصغره عند الإنسان أن تستوعب تلك الصورة الكبيرة المرتسمة في واقعها الحقيقي؟
إن الأمر لا يتعلق بالناحية المادية في حجم الخلايا الدماغية؛بل في الإدراك المتسع والممتد لتلك الخلايا،والتي تتسع للإحاطة بما ترى عيني الإنسان؛بل وإنطلاقاً للعقل في قراءة ما وراء سطورها،أو مغزاها.والإنسان يتذكر ما يرى أكثر مما يسمع.فلا زالت ترتسم بين الفينة والأخرى صورة من الماضي القريب أو السحيق،بينما قد طوى النسيان كثيراً من الحكايات التي سمعناها في قديم أو حديث.

لذا؛فإن دماغ الإنسان تستطيع أن تقوم بعمل ما لا تستطيع أشرطة التسجيل،والفيديو،والشرائح،وغيرها؛رغم التكاليف العالية لتلك الأدوات والأجهزة،وسهولة استخدام العقل في إيجاد التفسيرات والتحليلات اللازمة لفهم واستيعاب العلاقات المتداخلة في موضوع ما.

واستطراداً في هذا الموضوع لنتعرف على أفضلية ذلك؛عندما نرى أن تلك الأجهزة والأدوات والآلات تعمل في اتجاه خط ممتد باتجاه واحد(Linear Fashion)؛بينما نجد أن الدماغ تعمل بالإضافة إلى ذلك؛في خطوط متداخلة في نفس الوقت،وهذا ما يجعل الإنسان يستطيع تفسير التعقيدات العلائقية لأشياء تتداخل فيها شبكية ارتباطاتها(associatively Linearly)،ولا تكون في خط واحد.من ثم نجد أن الدماغ يمكنه تحديد تداخل العلاقات بين عناصر الموضوع بكافة تفاصيله الدقيقة في تبادل مُعقد من الترابط في مكوناتها.

وهذا ما يدعونا إلى التأكيد على أهمية اس استخدام الخريط الذهنية كعامل مهم في التوظيف التربوي الفاعل للتعليم والتعلم المجتمعي؛الذي ينشد القائمون عليه توظيف كافة عناصره ومكوناته المتوافرة لتحقيق أهدافه وغاياته بأفضل صورة ممكنة.

تضمينات تربوية:
أصبحت الخريطة الذهنية واسعة الاستخدام في المجال التربوي والتعليمي لما لها من خصائص فريدة في التعليم والتعلم.فهي تعرف المتعلمين على الشبكة الترابطية لعلاقات متداخلة من جوانب شتى بين عناصر الموضوع المراد عرضه.هذه التقنية تساعد في تحسين عملية التعليم والتعلم في مُختلف المباحث الدراسية،وذلك في مجال توصل المتعلمين للمعلومات وتطويرها.فبواسطة الخريطة الذهنية يتضح البناء المعرفي والمهاري لدى المتعلم في فهم وتفسير المنظومة التركيبية لذلك الموضوع.
وقد وظف الرسول صلى الله عليه وسلم الخريطة الذهنية في تعليم صحابته الكرام؛عندما رسم لهم خطاً مستقيماً وقال هذا سبيل الله.وخط خطاً عن يمينه،وخطاً عن شماله،وقال هذه سبل الشيطان..\".
ومباحث الدراسات الاجتماعية،وخاصة مبحث التاريخ ترتبط بارتباطات متشابكة في علاقات متداخلة بين موضوعاتها،أو داخل الموضوع الواحد.فهي تعتمد على التفسير والتحليل للجزئيات المكونة للموضوع المراد عرضه أما المتعلمين.

الفوائد التربوية للخريطة الذهنية:
تساعد الخريطة الذهنية المتعلم والمعلم في تحقيق التالي:
1-تنظيم البناء المعرفي والمهاري لدى كل منهما.
2-المراجعة للمعلومات السابقة:فالفضاء الفسيح الذي ترسمه الخريطة الذهنية للمتعلم تمنحه فرصة مراجعة معلوماته السابقة عن الموضوع.فترسخ البيانات والمعلومات الجديدة في مناطق تعرفاتها الذهنية.
3-المراجعة المتكررة للموضوع:إذ أنها توسع الفهم وإضافة بيانات ومعلومات جديدة لما هو موجود. فبعض المتعلمين قد يجدون صعوبة في رسم خريطة ذهنية للدرس أثناء عرضه،ولكن يسهل عليهم ذلك عند مراجعته.
4-مراعاة الفروق الفردية عند الطلبة:إذ أن كل منهم يرسم صورة خاصة للموضوع بعد مشاهدة خريطة الشكل الذي توضحه حسب قدراته ومهاراته.
5-تطوير المتعلمين لأسئلة جديدة عن بيانات ومعلومات قد حصلوا عليها من خلال الخريطة،والتي تطور أيضاً العمق المعرفي والمهاري للمتعلم في موضوع ما.
6-إعداد الاختبار المدرسي،وذلك من خلال وضوح الجزئيات التفصيلية للموضوعات.
7-تلخيص الموضوع عند عرضه-الملخص السبوري.
8-توثيق البيانات والمعلومات من مصادر بحثية مختلفة.
9-المراجعة السريعة للموضوعات من قبل المتعلمين؛
عندما لا يجدون متسعاً من الوقت لمراجعة تفصيلية.
10-سهولة تذكر البيانات والمعلومات الواردة في الموضوع
من خلال تذكر الأشكال المرتسمة في أذهانهم.
11-رسم صورة كلية لجزئيات الموضوع التفصيلي.
12-تنمي مهارات المتعلمين في الإبداع الفني لتوضيح البيانات والمعلومات المكونة للموضوع.
13-توظيف التقنيات الحديثة في التعليم والتعلم كالحاسوب،وجهاز العرض فوق الرأس،والشرائح، والتسجيلات الأخرى وغيرها.
14-تقلل من الكلمات المستخدمة في عرض الدرس؛فتساعد في شدة التركيز،وتسهل فهمه بوضوح من قبل المتعلمين.

كيف تعد خريطة ذهنية؟
لإعداد خريطة ذهنية ينبغي مراعاة الخطوات التالية:
-تخيل المساحة التي يحتاجها توضيح العلاقات المتداخلة لعناصر موضوع ما.
-استخدم الكلمات المفتاحية لكل من المكونات الرئيسة والفرعية للموضوع.
-ضع الفكرة الرئيسة المراد توضيحها في مركز الخريطة المقترحة.
-تعرف على العلاقات التي تربط بين أطراف الموضوع.
-فكر بطريقة ثلاثية الأبعاد،وليس باتجاه البعد الواحد؛لشمول وتكامل الشبكة العلائقية للموضوع.
-استخدم الخطوط والأسهموالأيقونات في توزيع العناصر المكونة للموضوع.
-وظف الألوان في التمييز بين العناصر الرئيسة والفرعية.
-إعمل على جانبي الخريطة وليس في جهة واحدة.
-اجعل منها لوحة فنية خلابة،ومشوقة.
-ضع الأفكار كما حصلت عليها ولا تشوهها بالاختصار
المخل أوالطول الممل،واتبغ بين ذلك سبيلاً.
-احرص أن تناسب حجم الأيقونة حجم الفكرة أو المعلومة.
-اترك فضاءاً أرحب للمتعلم كي يتمكن من إضافة بيانات أومعلومات جديدة،وذلك لتطوير ما هو قائم.

تذكر:عند بناء الخريطة الذهنية أنه ينبغي الأخذ بعين الاعتبار النقاط التالية

الكلمات المفتاحية العلاقات المتداخلة الذاكرة البصرية الرموز والأيقونات
والفضائية والأسهم
التنظيم الإحاطة بالمكونات وضوح الرؤية

انموذج رقم(1) رسم تخطيطي لخريطة ذهنية في موضوع:العوامل التي ساعدت في بناء ورقي حضارة مصر القديمة من مبحث التاريخ للصف العاشر الأساسي المُطبق في محافظات غزة

-هل يمكنك إضافة عناصر/مكونات أخرى لهذا الشكل؟

انموذج رقم(2) في درس التاريخ-علوم الحضارة الإسلامية-للصف الحادي عشر-أدبي المُطبق في محافظات غزة


وأخيراً؛إذا أردت أن تستخدم هذه التقنية ما عليك إلا أن تُحط مدركاتك الذهنية بكافة العناصر التفصيلية للموضوع المُراد عرضه،وإجراء التصميم اللازم له،ثم اعرضه أمام الطلبة واكتشف المستويات المعرفية والوجدانية والمهارية التي اكتسبوها من عرض هذا الموضوع.ثم اطلب من الطلبة تصميم نماذج لموضوعات دروس أخرى لعرضها أمام زملائهم.

إعداد
د. فوزي حرب أبو عودة-باحث الدراسات الاجتماعية
مركز القطَّان للبحث والتطوير التربوي-غزة

المراجع
أولاً:الكتب:
-جابر،عبد الحميد جابر(2001م):خصائص التلاميذ ذوي الحاجات الخاصة،دار الفكر العربي،القاهرة.
-محجوب،وجيه(1422هـ/2002م)التعلم والتعليم والبرامج الحركية،دار الفكر للنشر والتوزيع، عمان.
-الحاكم:المستدرك،مراجعة الشيخ الألباني.
ثانياً:دراسات من الإنترنت:
-الخريطة العقلية الذهنية (online)Available from:
HYPERLINK \"http://www.google.com/intl/ar/help/features.html\"; \\l \"cached\"

Buzan,Tony / Buzan,Barry;The Mind Mapping Book:Radiant Thinking,ISBN: 0563537329 (online)Available from:
http://www.mind-mappingsoftware.co.uk/

Morris ,Steve / Smith, Jane ;Understanding Mind Maps,ISBN: 0340711744
(online)Available from:
http://www.mind-mappingsoftware.co.uk/

How to do a Mind Map
http://www.tsd.jcu.edu.au/netshare/l...map/howto.htm1.

Buzan,Uk;How to make a Mind Map, (online)Available from:
http://www.mind-mapping.co.uk/make-mind-map.htm

How to Mind Map;(online)Available from:
http://www.amazon.com/exec/obidos/IS...6/petrrussellA

Mind Maps - A Powerful Approach to Note Taking;(online)Available from:
www.mindtools.com

Buzan ,Tony;Mind Maps for Kids;(online)Available from:
http://www.buzan.com.au/

Latrines ,Lice \'n\';Mental Maps by UNITEC Institute of Technology;(online)Available from:
http://schools.unitecology.ac.nz

د.فالح العمره 05-04-2005 11:36 AM

التعليم عن بعد

ساعد التطور المتسارع في تقانات المعلوماتية والاتصال الحديثة على رواج استخداماتها التعليمية، مما أدي إلى زيادة كفاءة أشكال التعليم عن بعد، وبروز صنوف جديدة، أكثر فعالية، منها، ورسوخ مقاربة التعليم \"متعدد القنوات\".

إذ يمكن، من حيث المبدأ، التفرقة بين التعليم عن بعد كبديل للتعليم التقليدي (حيث يترتب على الالتحاق ببرنامج للتعليم عن بعد إكمال مرحلة تعليمية أو الحصول على مؤهل)، وبين التعليم عن بعد كمكمّل للتعليم التقليدي في سياق \"التعليم متعدد القنوات\"، الذي تقوم فيه أشكال من التعليم عن بعد في ضفيرة حول التعليم في المؤسسات التعليمية النظامية.

وقد أصبح التعليم عن بعد، وتعدد القنوات التعليمية، عنصرين جوهريين، ومتناميين، في منظومة التعليم المتكاملة في المجتمعات الحديثة.

ومعروف أن نسق التعليم في البلدان النامية يعاني من أوجه قصور ومشكلات يظهر أن التعليم عن بعد، خاصة في سياق التعليم متعدد القنوات، يمكن أن يساهم في مواجهتها. ويقع على رأس قائمة القصور هذه مشكلات الاستبعاد من التعليم التقليدي إما بسبب النوع أو البعد المكاني، أو الفقر. ولا يقل عن ذلك أهمية انخفاض نوعية التعليم، وضعف العلاقة بين التعليم ومقتضيات التنمية والتقدم.

غير أن مشكلات نسق التعليم، وسمات السياق العام للتعليم في البلدان النامية، يمكن أن تُنتج أنماطا من التعليم عن بعد مشوهة وقليلة الكفاءة إذا لم يخطط لها بروية، وتوفر لها الإمكانات الكافية. كذلك قد يفاقم اعتماد تعدد القنوات التعليمية، دون تحسب دقيق، من مشكلات تنظيم الأنساق التعليمية وإدارتها بكفاءة.

ولذلك فإن الاستغلال الناجع لتقانات المعلوماتية والاتصال الحديثة في التعليم عن بعد، والتعليم متعدد القنوات، يمثل تحديا ليس بالهين.

مفهوم التعليم عن بعد

من حيث المبدأ، يقوم التعليم عن بعد على عدم اشتراط الوجود المتزامن للمتعلم مع المعلم في الموقع نفسه[1]. وبهذا يفقد كلا المعلم والمتعلم خبرة التعامل المباشر مع الطرف الآخر[2]. ومن ثم تنشأ الضرورة لأن يقوم بين المعلم والمتعلم وسيط. وللوساطة هذه جوانب تقانية وبشرية وتنظيمية.

كما يمكّن التعليم عن بعد المتعلم من اختيار وقت التعلم بما يتناسب مع ظروفه، دون التقيد بجداول منتظمة ومحددة سلفا للقاء المعلمين، باستثناء اشتراطات التقييم[3]. الأمر الذي يعني حضور \"المدرسة\" للمتعلم بدلا من ذهابه للمدرسة في التعليم التقليدي.

وينطوي كل ذلك، في النهاية، على غياب القرناء بالمعني التقليدي في كثرة من أشكال التعليم عن بعد[4].

ولكل ذلك لا يمكن أن يقوم نسق فعال من التعليم عن بعد في غياب تواصل قوي، ومتبادل، بين المعلم والمتعلم عن بعد، ويفضل أيضا بين قرناء على البعد، يتكيف حتما بالتقانة ووسائط الاتصال المستخدمة. إذ أن غياب هذا التواصل يعني تدهور التعليم عن بعد إلى صورة \"حديثة\" من التعليم بالمراسلة من خلال الدرس المستقل للمتعلم.

تطور التعليم عن بعد

في البداية، كان التعليم عن بعد يعني التعليم بالمراسلة، أي أن الوسيط كان الخدمة البريدية التي تنقل مواد مطبوعة، أو مكتوبة، بين المتعلم والمعلم. ولكن جعبة التقانات التي تستعمل في التعليم عن بعد تتسع حاليا لتشمل مجموعة كبيرة من تطبيقات الحواسيب ووسائط الاتصال الحديثة كالأقمار الصناعية. فتوفر تطبيقات الحواسيب حاليا سبل نقل النص، والصورة، والحركة، والخبرة الحسية (من خلال أساليب \"الحقيقة الظاهرية\") كأساليب للاتصال تبز أحيانا ما يوفره أقدر المعلمين في قاعات التدريس العادية. ويمكن الآن باستخدام الأقمار الصناعية الاتصال هاتفيا وتوصيل البث الإذاعي، صوتا وصورة، لمواقع نائية دون شبكات بنية أساسية أرضية مكلفة.

فحيث يمثل التعليم بوجه عام وظيفة أساسية في المجتمعات البشرية، كان طبيعيا أن تتغير أشكال التعليم بوجه عام، وتتطور، مع تصاعد التطور التقاني. وحيث يعتمد التعليم عن بعد بوجه خاص على تقانات الاتصال، مهّد كل طور من التطور في هذه التقانات لبزوغ الأشكال المناسبة له من التعليم عن بعد.

فتطور شبكات البريد أنتج التعليم بالمراسلة عبر المواد المطبوعة والمكتوبة. وأدي بدء البث الإذاعي إلى استخدام الراديو في التعليم. وبتقدم الصناعات الكهربائية والإلكترونية ازداد دور الصوتيات بشكل عام في التعليم من خلال أجهزة التسجيل, ثم ظهر التلفزيون، وتلاه الفيديو. وازدادت أهمية أشكال البث التعليمي، سمعا ورؤية، مع شيوع استعمال الأقمار الصناعية. وبانتشار الحواسيب الشخصية وشبكات الحواسيب، أصبحت تطبيقات الحواسيب، خاصة تلك القائمة على التفاعل، من أهم وسائل التعليم عن بعد، وأكثرها فعالية، وعلى وجه الخصوص في ميدان التعلم الذاتي.

في الولايات المتحدة الأمريكية، على سبيل المثال، منحت أولي تراخيص \"الراديو التعليمي\" في العشرينيات الأولي من القرن الحالي، وبدأ البث التلفزيوني التعليمي في عام 1950. ولم تنشأ أولي، وربما أهم، الجامعات المفتوحة إلا في عام 1971 في بريطانيا. وبدأ استخدام شبكات الحواسيب في التعليم والتعلم في الولايات المتحدة الأمريكية عندما وفرت \"مؤسسة العلم القومية\" للجامعات الأمريكية فرصة استعمال شبكة الإنترنت في منتصف الثمانينيات. وتلا ذلك، أي في التسعينيات، بدء انتشار استعمال الوسائط الحاسوبية في التعليم قبل الجامعي، وفي أماكن العمل وفي البيوت.

المتطلبات التقانية للتعليم عن بعد

لكل نوع من التعليم عن بعد، وفي الواقع لكل هدف تعليمي محدد، وسائط تقانية أكثر مناسبة من غيرها، فالراديو يساعد على شحذ الخيال، والتلفزيون فعال في التعامل مع الأحداث المركبة، الحواسيب تناسب اكتساب المهارات الناجمة عن التكرار والممارسة والتفاعل (وبالمناسبة، تدل البحوث الحديثة في تكوّن الذاكرة طويلة الأجل على الدور الجوهري لتكرار الخبرة). ولذلك فإن تعدد الوسائط التقانية، في سياق التعليم متعدد القنوات، يوفر مجالا أرحب لإثراء العملية التعليمية. كذلك يتكيف استخدام الوسائط التقانية بظروف المجتمع المحدد الذي تقوم فيه، سواء من حيث التوافر، أو النوعية أو كفاءة الاستغلال.

وتجدر الإشارة هنا إلى ملحوظتين أساسيتين.

الأولي أن استعمال أشكال التعليم عن بعد المختلفة والتركيز النسبي على أي منها، في أي مجتمع، رهن بالتشكيلة التقانية القائمة فيه وبمقوماتها المجتمعية، بما في ذلك البنية الأساسية والتنظيمية.

والثانية، أن استخدام الأشكال الأكثر فعالية من التعليم عن بعد، تلك التفاعلية باستخدام الحواسيب والشبكات، والمؤثرة على نوعية التعليم، حديث نسبيا حتي في المجتمعات المتقدمة. وأن هذه الأشكال هي في الوقت نفسه الأكثر كثافة تقانيا، والأعلى تكلفة، والأكثر حاجة لبني تحتية مكلفة هي الأخرى. والبلدان النامية مستقبلة متأخرة لهذه الإمكانات، ومن ثم لن يمكن، وفق مجريات الأمور الراهنة، التوصل لها إلا لأقلية، تتضاءل في المناطق الأفقر.

ويقل توافر وسائل الاتصال الحديثة في البلدان النامية مع حداثة وسيلة الاتصال، وارتفاع ثمنها (التليفون والفاكس الحواسيب والإنترنت) ومدي حاجتها لبنية أساسية مكلفة (التليفون والفاكس والإنترنت). وبعبارة أخري، يقل توافر وسائل الاتصال كلما زادت فعاليتها في التعليم عن بعد ومن باب أولي، في التعلم الذاتي عن بعد.

كذلك يتعين ملاحظة أن المهم ليس مجرد الوجود، ولكن مدي إمكان الاعتماد عليها- فمازال البريد العادي غير مضمون وصوله، ناهيك عن وصوله بسرعة، لعموم القطر، وتقلل الأعطال المتكررة من الاستفادة من وسائل الاتصال الباقية، في بلدان نامية.

والنوعية مسألة حتي أعقد. وهنا تثار أمور مثل: هل تصل التليفونات \"كابلات\" نحاسية تقليدية أو ألياف ضوئية، وأي أساليب نقل المعلومات تطبق في الشبكات؟ حيث تحدد هذه الفروق طاقة نقل المعلومات ومدي سرعة نقلها عبر الشبكات، ومن ثم درجة غني الرسائل التعليمية التي يمكن نقلها.

الوسائط التقانية الأكثر مناسبة للتعليم عن بعد في البلدان النامية

وبناء على المناقشة السابقة، يظهر أن الراديو- والصوتيات بوجه عام- يليها التلفزيون، هي الوسائط الأكثر مناسبة للاستعمال الواسع، خاصة في ميدان مقاومة الاستبعاد من التعليم، في البلدان النامية حاليا.

فتتميز هذه التقانات، من حيث المبدأ، بكونها واسعة الانتشار، ورخيصة نسبيا، ولا تحتاج بنية تحتية مكلفة. والواقع أن انتشار البث الإذاعي في البلدان النامية متسع جدا، لأسباب غير تعليمية، وفي الأغلب مترد نوعا، بما يؤسس حاجة للاستخدام الفعال لهذه الوسائط في التعليم والتنوير.

ولكن ينتاب الإذاعة التعليمية، المسموعة والمرئية، وجه قصور تعليمي أساسي هو غياب التفاعل المزدوج بين المعلم والمتعلم. ومع ذلك، يزيد من الأهمية التي يجب أن تولي لاستعمال الراديو وجود تقييمات حسنة، حتي في تعليم أوليات الرياضيات والعلوم، لما يسمي \"تعليم الراديو التفاعلي\" الذي يتضمن إشراك المتعلمين عن بعد من خلال طلب قيامهم بنشاطات، فردية أو جمعية، أثناء البث الإذاعي، بدلا من مجرد الإنصات السلبي. ولا يوجد من حيث المبدأ ما يمنع من أن تمتد هذه الطريقة للبث التعليمي التلفزيوني. ولكن ذلك النوع من التواصل المنقوص لا يقوم بديلا فعالا، في كلتا الحالتين، للتفاعل الآني.

وفوق ذلك، فإن المزايا العامة التي ذكرنا أعلاه للإذاعة من حيث المبدأ لم تمنع أن تعاني برامج البث الإذاعي التعليمي في البلدان النامية، التي اهتمت بتقييمها، من أوجه نقص عديدة منها نقص التمويل، وقلة المعدات ووقت الإذاعة المتاح، وضعف تدريب العاملين، وقلة اهتمام المسؤولين- الذين يفضلون البرامج المدرة للربح- وحتي المعلمين.

غير أن التوصية بالاهتمام بالإذاعة لا تعني، على الإطلاق، إهمال التقانات الأكثر تطورا، خاصة وهي تحمل الأمل الأكبر في مواجهة مشكلة تردي نوعية التعليم التقليدي في البلدان النامية.

الحاجة إلى التعليم عن بعد، والتعليم متعدد القنوات

بداية، يمكن، بل مطلوب بشدة، أن يساهم التعليم عن بعد في حل مشكلات الاستبعاد من التعليم التقليدي، سواء فيما يتصل بالتعليم قبل المدرسي بوجه عام، أو استبعاد البنات والنساء والمناطق النائية والفئات الفقيرة من مراحل التعليم الأعلى.

ومن الممكن، بل صار ملحا، أن تستغل أساليب التعليم عن بعد في مكافحة تردي النوعية في التعليم التقليدي من خلال التعليم متعدد القنوات. ومن المميزات المعروفة لبعض أشكال التعليم عن بعد هو انخفاض تكلفتها، الأمر الذي يساعد على استخدامها في البلدان الأفقر.

ويمكن أن تساعد أساليب التعليم عن بعد في التغلب على ندرة المعلمين، خاصة في المناطق النائية والأفقر فيها، وتوفر أداة فعالة للنهوض بمستوي المعلمين باستمرار، وتساهم في توسيع نطاق الاستفادة من المعلمين الموهوبين، سواء في تعليم النشء أو في تدريب عامة المعلمين.

غير أن لتبني التعليم عن بعد، بكفاءة، ميزتين إضافيتين، على الصعيد الاجتماعي وفي المعترك الدولي.

على الصعيد الاجتماعي، سيساعد تنامي \"التعلم الذاتي عن بعد\" بين أبناء القادرين على تفاقم الانتقائية المتزايدة للفئات الاجتماعية الأغني في التعليم الأرقي نوعية، بحيث يصبح التعليم أداة لتكريس الاستقطاب الاجتماعي، بدلا من وظيفته المرجوة في التقليل من الفوارق الاجتماعية.

وترتب هذه السمة أهمية خاصة لتوفير إمكان الاستفادة من ثمرات التقانات الحديثة لأبناء الفئات الاجتماعية الأضعف. وقد صار لزاما، خاصة مع انتشار الفقر، أن توفر نظم التعليم العربية العامة الأشكال الأحدث من تقانات التعلم الذاتي عن بعد لأبناء غير القادرين.

وفي المعترك الدولي، تنطوي عملية العولمة على أنماط، مباشرة وأخري مقنّعة، من التعليم عن بعد، من خارج نسق التعليم والتنشئة الوطني، قوي ويزداد قوة باطراد، ومحمّل بلغات وبثقافات غريبة- بأوسع معني- بما قد يحمل أخطارا على رسالة التعليم. ومن ثم بات ضروريا دخول معترك التعليم عن بعد باعتباره مجالا حيويا للتعلم على صعيد العالم لم يعد ممكنا تجاهل وجوده.

وباعتبارها تبدأ من الصفر تقريبا، تنهض فرصة لأن تُصمم نظم التعليم عن بعد، منذ البداية، لتتلافي نقائص التعليم التقليدي، خاصة تلك التي ينعقد الأمل على التعليم عن بعد في المساهمة في مكافحتها وعلى رأسها الاستبعاد- بمختلف أنواعه التي ذكرنا أعلاه- وتردي النوعية، والفصام مع مقتضيات التنمية والتقدم.

شروط نجاح التعليم عن بعد، والتعليم متعدد القنوات

هناك قدر من الانبهار بالتعليم عن بعد، وباستخدام التقانات الأحدث، وكأنها حلول سحرية، دون تمحيص. هذا على حين يواجه التعليم عن بعد، والتعليم متعدد القنوات بوجه خاص، مشكلات عديدة، تزداد حدة في البلدان النامية. والخشية أن تؤدي حالة الانبهار هذه إلى إحباط ضخم، في ميدان التعليم. إذ ليس التعليم عن بعد حلا سحريا، بل أحد عناصر منظومة تعليم متكاملة، وهكذا يجب أن ينظر، وأن نقدم عليه باعتباره تحديا كبيرا، إن أردنا النجاح في هذا الميدان الحديث نسبيا.

فعلى حين يقدم بعض الباحثين، في الغرب، قرائن على أن بعض برامج التعليم عن بعد يمكن أن تنتج نوعية أعلى من التعليم، خاصة العالي، بسبب ضرورة تحمل المتعلم للمسؤولية، والاشتراك الأكثر فعالية للمتعلمين في العملية التعليمية، وغياب الحواجز النفسانية للتعبير في المجموع، وغيره من المبررات، لا يوجد دليل علمي قاطع على أفضلية التعليم عن بعد على التعليم التقليدي في منظور النوعية.

وعلى العكس، يتوافر دليل قوي على أن برامج التعليم عن بعد تعاني معدلات انقطاع أعلى من التعليم التقليدي. وهذا أمر متوقع في ضوء ظروف غالبية الملتحقين بالتعليم عن بعد، والتي أدت لحرمانهم من التعليم التقليدي بداية.

والواقع أن التعليم عن بعد يمكن أن يقع في نفس مشاكل التحصيل في التعليم التقليدي، خاصة ثلاثية \"التلقين-الاستظهار-الإرجاع\" اللعينة. بل يمكن أن يعاني منها أكثر من التعليم التقليدي بسبب توسط المعدات الجامدة بين المعلم والمتعلم. ولذلك يجب أن تكوّن مقاومة التسرب وضمان النوعية الراقية محاور أساسية في التخطيط للتعليم عن بعد.

والمعروف أن آثار التعليم عن بعد أكثر تشتتا من التعليم التقليدي، ومن ثم أصعب في التقييم. وتزداد هذه الصعوبة في البلدان التي تضعف فيها فكرة التقييم، وتقل مصداقية جهود التقييم.

وتطوير المواد التعليمية، المشوقة والفعالة، في التعليم عن بعد أمر صعب ومركب- يجب أن يتم من خلال فرق متكاملة تضم تربويين وخبراء، في الموضوعات وفي التقانات ووسائط الاتصال المستخدمة، وفنانين وغيرهم. ويجب أن يقوم إنتاج المواد التعليمية على تبني نموذج \"البحث-التطوير-التقييم-المراجعة\" باستمرار.

وهو أيضا مكلف. في الولايات المتحدة، على سبيل المثال، يقدر أن تكلفة إنتاج الدقيقة الواحدة من برامج التلفزيون التعليمية الجيدة تبلغ حول ثلاثة آلاف دولار. ولذلك كثير ما يتم التأكيد على أن الاستفادة من التعليم عن بعد يجب أن تكون من الاتساع والعمق بحيث تتحقق معادلة معقولة بين التكلفة والعائد.

وتمثل ندرة المواد التعليمية الصالحة للتعليم عن بعد باللغة العربية مشكلة خاصة يتعين العمل على تلافيها تمهيدا للدخول القوي في هذا المضمار.

المنظومة البشرية: تشترك فئات متنوعة، و\"جديدة\"، من البشر في التعليم عن بعد، وتزداد- عددا وتنوعا- في التعليم متعدد القنوات. فبدلا من مجرد \"ثنائي\" المدرس والطالب يقوم التعليم عن بعد- في الحد الأدني- على \"ثالوث\": معلم عن بعد- أو معلم في \"الأستوديو\"؛ متعلم عن بعد؛ ميسر الموقع (الذي يتعامل فيه المتعلم عن بعد) بجوانب العملية التعليمية عن بعد، خاصة من خلال وسائل الاتصال المتقدمة غير المتاحة للمتعلم الفرد.

ويتعين أن تتفاعل الأطراف الثلاثة كفريق كفء مع تغير دور المعلم والمتعلم عن المتعارف عليه في التعليم التقليدي. فالمعلم عن بعد- الكفء- ليس ملقنا لكم معين من المعلومات، ولكن ميسرا للتعلم من خلال الاكتشاف، وعبر التواصل مطرد الترقي.

لكن هناك- غير هؤلاء الثلاثة- آخرين كثر تضمهم فرق تصميم وإنتاج المادة التعليمية، كما أشرنا، والفنيين والإداريين في مواقع التعليم عن بعد وفي الإدارة التعليمية على مستوياتها المختلفة، ومقدمو خدمات الاتصال المختلفة، وغيرهم.

وهناك خطر أن يقع التعليم عن بعد في أيدي \"التقانيين\"- نتيجة لقلة معرفة التربويين بالتقانات الحديثة، أو افتتانهم الشديد بها. وينطوي ذلك على الوقوع في التركيز الزائد على التقانات والمعدات، عوضا عن الهدف الأصيل وهو الاحتياجات التعليمية للمتعلمين عن بعد. إن التعرف على هذه الاحتياجات، وأفضل السبل للوفاء بها، يجب أن يسبق حتي اختيار التقانات وتحديد التوظيف الأفضل لها لتحقيق الغاية التعليمية. ويستلزم درأ ذلك الخطر، على وجه الخصوص، أن يعاد توجيه برامج تكوين التربويين، الجامعية وأثناء الخدمة، لتتضمن مكونا قويا في التعليم عن بعد، نظريا وعمليا.

البنية الأساسية والمعدات والبرمجيات: واضح أن تكلفة التعليم عن بعد، خاصة التفاعلي منه، مرتفعة لدرجة يمكن أن تكون مانعة للانتشار، ولو المحدود. إذ حتي في الولايات المتحدة الأمريكية تحول القيود المالية أحيانا دون توافر المعدات والبرمجيات ومداخل شبكات الاتصال اللازمة لهذا النوع من التعليم عن بعد. ويزيد من التكلفة على المدى الطويل، التقادم السريع لكثرة المعدات والبرمجيات المستعملة في التعليم عن بعد-التفاعلي.

وخلاف التكلفة، هناك شروط عديدة للاستخدام الفعال للمعدات الحديثة من أهمها التدريب الفعال والصيانة المستمرة. ويترتب على قلة توافر هذه الشروط تضاؤل استخدام المعدات الحديثة إلى جانب طفيف من إمكاناتها. وقد يصل الأمر لبوار المعدات، وقلة الاستفادة من البرمجيات، تحت ظروف البيروقراطية والإهمال المتفشيين في الإدارة الحكومية في البلدان العربية.

وعلى السياق التنظيمي والإداري يتوقف العائد على نظم التعليم عن بعد والتعليم متعدد القنوات. إذ أن التعليم عن بعد نسق أعقد من التعليم التقليدي، ومن ثم يحتاج لأنظمة أكفأ وإدارة أرقي. وتزداد المشكلات التنظيمية والإدارية تعقيدا في إدارة التعليم متعدد القنوات. والمعروف أن الإدارة المدرسية التقليدية تميل للمركزية والجمود، بينما يكمن نجاح التعليم عن بعد في اللامركزية والمرونة اللازمين لتكامل عديد من المكونات المتباينة في نسق متكامل يسعي لبلوغ غاية مشتركة.

وعند تبني التعليم عن بعد يصبح مطلوبا بوجه خاص مرونة القيادات التعليمية- وهي في العادة أكثر جمودا وتمسكا بالسلطة، واغترابا عن التعليم عن بعد ومحتواه التقاني، من الأجيال الأصغر في المؤسسة التعليمية. ويستلزم ذلك الاهتمام بالتوعية المكثفة بمضمون التعليم عن بعد، والتدريب على إدارة مكوناته العديدة، والتنسيق بينها، خاصة في مستويات الإدارة التعليمية المختلفة قبل بدء البرامج.

وتتضمن الأمور التي تحتاج عناية خاصة في مضمار التنظيم والإدارة، ومتطلبات مختلفة عن التعليم التقليدي، مسائل \"الاعتراف\" بالمؤسسات العاملة في ميدان التعليم عن بعد، وتقييم المتعلمين، وتقييم المعلمين، والترخيص للمعلمين وتجديده، وتدريبهم.

ويمثل السياق الاجتماعي للتعليم عن بعد محددا جوهريا لمدي نجاحه. وهنا تثور عدة مشكلات تطلب اعترافا من ناحية، ومواجهة جادة من ناحية أخري.

بداية يعاني التعليم عن بعد من انخفاض المكانة الاجتماعية، حيث يُعد تعليما \"من الدرجة الثانية\"، يرتاده فقط من لم يقدر، أكاديميا أو ماليا، على \"امتلاك\" أشكال التعليم التقليدي. وينبغي التخطيط لمحاربة هذه السمعة السيئة. وجلي أن السلاح الأمضي في هذه الحرب هو ضمان النوعية المتميزة في برامج التعليم عن بعد، خاصة تلك البديلة للتعليم التقليدي. والسبيل الأساسي لذلك هو تطبيق نظم الاعتراف الأكاديمي ببرامج التعليم عن بعد بصرامة. وتبين الخبرة العملية أن أحد أهم سبل احترام التعليم عن بعد هو اعتراف مؤسسات التعليم التقليدي المتميزة بخريجي برامجه بين طلبتها.

والخلاصة أن الاستغلال الناجع للتعليم عن بعد، والتعليم متعدد القنوات- خاصة باستعمال تقانات التفاعل الإلكترونية- يقتضي ثورة حقيقية في التعليم ككل. فكل المكونات التي سبق الإشارة إليها يتعين أن يتكامل في منظومة متناغمة داخليا، وتلتئم- في تناغم أيضا- مع نسق التعليم التقليدي القائم، الأمر الذي يوجب ضرورة التجريب واكتساب الخبرة التراكمية من خلال التقييم الرصين والتطوير المستمر.

محمد علي القضاة

د.فالح العمره 05-04-2005 11:36 AM

التخطيط لدروس العلوم

لماذا التخطيط ؟
إن التخطيط الجيد لأي عمل يضمن قدراً كبيراً من النجاح لهذا العمل عند تنفيذه ويجنب القائم به العشوائية أو عدم وضوح الخطوات ، ويمكنه من تلافي الصعوبات ـ إن وجدت – خلال التنفيذ . والمتأمل لدروس العلوم الناجحة سيكتشف أن وراء هذه الدروس معلماً ناجحاً أعد دروسه مسبقاً ، فأهداف الدرس حددت بطريقة واضحة ومحددة ومادة الدرس والأدوات والأجهزة التي يستخدمها المعلم وأساليب التدريس والأنشطة التي يقوم بها الطلاب وما يطرحه المعلم من أسئلة كلها أعدت بطريقة مرتبة وتتفق مع المتغيرات العديدة للموقف التعليمي وتخدم الهدف من الدرس .
والتخطيط الجيد في مادة العلوم يتطلب من المعلم أن يكون متمكناً من المادة العلمية للوحدة أو الموضوع المراد تدريسه ، لأن هذا التمكن الجيد يساعد المعلم على تحديد الأفكار والمفاهيم العلمية الرئيسية التي يجب أن يتعلمها الطلاب وتساعد على ربط المفاهيم العلمية ببعضها البعض ، والتخطيط الجيد كذلك يساعد المعلم في تقويم جوانب الموقف التعليمي والتعرف على مدى تحقق الأهداف التعليمية للدروس(الشهراني والسعيد،1418).
سوف نناقش خلال هذا الموضوع النقاط التالية :-
- أهمية التخطيط في تدريس العلوم .
- مبادئ التخطيط لدى معلم العلوم .
- مستويات التخطيط.
أولاً : أهمية التخطيط في تدريس العلوم :-
التخطيط لأي عمل يضمن له قدراً معقولاً من النجاح ، وأي عمل جاد لا بد أن يسبقه تخطيط جيد ، وعلى معلم العلوم أن يخطط لعمله جيداً حتى يتمكن من تحقيق الأهداف المرجوة من تدريسه (الشهراني والسعيد،1418).
كمايعرف التخطيط في تدريس العلوم بأنه : مجموعة من الإجراءات والتدابير التي يتخذها معلم العلوم لضمان نجاح العملية التعليمية وتحقيق أهدافها وتوصف بأنها خطة مرشدة وموجهة لعمل المعلم (زيتون،1996).
ويمكن أن نلخص أهمية التخطيط ( أو مسوغات التخطيط ) فيما يلي :-
1- عندما يحدد المعلم موضوع دروسه جيداً ويحدد أهدافه بوضوح يساعده هذا على اختيار الخبرات التعليمية المناسبة لتحقيق الأهداف وبدون التخطيط تصبح العملية التعليمية عشوائية ولا يمكن التنبؤ بنوعية نتائجها .
2- يجعل التخطيط عملية التدريس عمليه علمية ، فيقلل فيها مقدار المحاولة والخطأ أو العشوائية وتستخدم فيها الوسائل والإمكانات أفضل استخدام من أجل تحقيق الأهداف ( يوفر الجهد والوقت ) .
3- يساعد المعلم على الثقة بنفسه ويقلل شعوره بالاضطراب والحيرة وعدم الاطمئنان لنجاحه في عمله ، فتحديده لأهداف درسه وإعداده مسبقاً لمادة درسه والخطوات السير فيه وتحديده لأساليب التقويم يقلل من احتمالات خطئه ونسيانه ويزيد من فرصة نجاحه .
4- يساعد المعلم على التكيف للمواقف الطارئة فالموقف التعليمي مشكلاته كثيرة ومتغيراته عديدة واحتمال تعديل المعلم لخطواته خلال التدريس وارد والإعداد المسبق للدرس يجعله يعدل من خطواته دون الإخلال بجوهر الدرس وبدون تقصير في تحقيق الأهداف(الشهراني والسعيد،1418).
5- ويساعد المعلم على أن يكون على علم بما سوف يقوم بتدريسه على مدى فترة طويلة .
6- ويعمل على تنمية مهارات المعلم المختلفة(الشهراني،1414)
7- يساعد التخطيط الجيد في تحديد عناصر الأسرة التعليمية التي يتعامل معهم المعلم عند تنفيذ الدرس .
8- كما أن التخطيط يتوقع أن ينعكس إيجابيا على الطلبة من حيث أنه يساعدهم على تحقيق أهداف الأنشطة التعليمية وأن يعرفوا الأهداف التي يجب أن يحققوها وينمي عندهم الوعي بأهمية التخطيط (زيتون،1996).

مبادئ التخطيط لدى معلم العلوم (الشهراني والسعيد،1418)
1- فهم المعلم التام للأهداف التعليمية المجتمعة وأهداف المرحلة وأهداف المنهج ومن ثم تحديد أهدافه التدريسية .
2- الوعي بإمكانيات المقرر الذي يدرسه في تحقيق الأهداف المرجوة وكيفية استغلال هذه الإمكانات أفضل استغلال ، فينبغي أن يدرك المعلم ما الذي يمكن أن يتعلمه الطالب من مادته .
3- أن يعرف المعلم جيداً الإمكانيات المدرسية المتاحة – مادية وغير مادية – التي مكن توظيفها أو الاستفادة منها عند التخطيط ، فالتخطيط يقصد به الربط بين الوسائل والغايات ، فيجب أن يضع المعلم خطته في ضوء الإمكانيات الواقعية والمتاحة له ، وألا يضع خطته في ضوء تصورات خيالية أو غير ممكنة التنفيذ .
4- التعرف أو الاطلاع على مستويات الطلاب ومشكلاتهم واهتماماتهم وأنسب الوسائل لإثارة دوافعهم للتعلم .
5- على المعلم أن يحدد الوسائل التي سيقوّم بها الخطة ونتائجها وكيفية تنفيذها ، وأن يستفيد من ذلك في الخطوات المقبلة أو في تخطيط الدروس والموضوعات التالية .
6- إشراك جميع أطراف الموقف التعليمي في عملية التخطيط ، فنجاح الخطة التي يعدها المعلم لا يتوقف عليه فقط والأطراف هم الطلاب والمدير وأمناء المختبرات ( محضرو المختبر ) ، الموجهون ، وزملاء المعلم من المعلمين .
7- مرونة التخطيط ، الالتزام بالخطة الموضوعة لأي عمل أمر ضروري ولكن الالتزام بالخطة الموضوعة لا يتعارض مع المرونة في تنفيذها لما يواجه المعلم من مواقف طارئة خلال تنفيذ خطته تجعل من المستحيل في بعض الأوقات أن يلتزم بالخطة الموضوعة ، فيجب أن يكون مستعدا لتغيير خطته وفقا للمتغيرات الطارئة التي لا يمكن أن يتنبأ بها ويضعها في الحسبان أثناء التخطيط .
مستويات التخطيط لتدريس العلوم :- ( أو أنواع التخطيط أو نماذجها )
يمكن تقييم أو تصنيف التخطيط إلى مستويات التخطيط على مستوى السنة الدراسية أو الفصل الدراسي والتخطيط للوحدة الدراسية والتخطيط للحصة الدراسية (نشوان،1409). وهناك من يقسمها إلى الخطة التدريسية السنوية ( طويلة المدى ) والخطة التدريسية ذات الوحدات التعليمية ( متوسطة المدى ) والخطة التدريسية اليومية ( قصيرة المدى ) (زيتون،1996).
وهناك من يقسمها إلى التخطيط طويل المدى والتخطيط قصير المدى ( الوحدة والدرس ) (الشهراني والسعيد،1418).
وهو ما يتفق عليه أيضاً ( محمد عبد القادر، 1998) فيحدد مستويات التخطيط إلى مستويين ، الخطة السنوية والخطة اليومية أو التحضير للدرس اليومي .
وسوف نقسم التخطيط هنا إلى نوعين هما :-
1- التخطيط طويل المدى .
2- التخطيط قصير المدى .
يتناول الأول التخطيط لتدريس مقرر كامل أو وحدة طويلة وهذا بالطبع يأخذ فترة طويلة قد تكون العام الدراسي أو فصل دراسي ، أما الثاني فيتناول تخطيط المعلم لوحدة قصيرة أو لدرس واحد . وكلا النوعين لازمان لنجاح المعلم في عمله .
فالتخطيط طويل المدى يساعد المعلم على تكوين نظرة شاملة لسير العملية التعليمية في ضوء الأهداف العامة لمادته ، وهذا بالتالي يساعد في ترابط الدروس اليومية وتكاملها في تحقيق أهداف المنهج .
وينبغي أن تكون الخطة طويلة المدى متضمنة لعناصر أساسية تفيد في توجيه سير العملية التعليمية ، وتساعد المعلم على النجاح في عمله وتحقيق الأهداف المرجوة ولا ينبغي أن تكون الخطة مفصلة تفصيلاً دقيقاً ولكن تهدف لتحديد الخطوط العريضة لسير المعلم خلال تدريس المنهج (الشهراني والسعيد،1418).

أولاً :- التخطيط طويل المدى :-
في هذا النوع كما ذكرنا يتم التخطيط لفترة زمنية طويلة كعام دراسي أو فصل دراسي . ويعرف هذا النوع من التخطيط في بعض الأوقات بتقسيم أو توزيع المنهج الزمني . ويتم فيه وضع الخطوط الرئيسية التي سوف تستخدم لتطبيق منهج دراسي ما في عام دراسي أو فصل دراسي معين . وهذا النوع يسبق التخطيط قصير المدى(الشهراني ،1414).
يتضمن هذا النوع من التخطيط عدة عناصر أهمها(الشهراني والسعيد،1418). :-
1- عند إعداد المعلم للخطة السنوية عليه أن يراجع الأهداف العامة للمنهج ويتفهمها جيداً ومراجعة محتوى المقرر الدراسي بالكامل للتعرف على مكوناته وعلاقة ما به من موضوعات بما سبق أن درسه الطالب وما سوف يدرسه .
2- تحديد المستوى المعرفي الذي يساعد في تحقيق كل هدف من الأهداف .
3- وضع جدول زمني لتدريس الوحدات التي يضمها المقرر ( التوزيع الزمني ) ويراعى في تحديد الوقت المخصص لكل وحدة مدى مساهمة تلك الوحدة في تحقيق الأهداف العامة وما تحتويه من معلومات وترتيبها بما يناسب الموضوعات في المنهج وأهميتها بالنسبة للطالب .
4- تحديد مصادر التعلم ، ما هي المصادر التي تستخدم في التدريس ومصادر التعلم الأخرى التي يمكن أن يرجع لها الطالب ويكفي هنا ذكر أسماء الكتب والمراجع والوسائل التعليمية المختلفة وكذلك الرحلات والأنشطة اللاصقية الأخرى التي سوف يستعان بها في التدريس .
5- تحديد عناصر استراتيجية التدريس التي سوف تتبع ، والتي نعني بها (أي الاستراتيجية) هي: كيف نبدأ ؟ وكيف نسير ؟ وتتضمن التمهيد والأسلوب ( أو العرض ) ، فالتمهيد أو التهيئة ( كيف نبدأ ؟ ) نحدد فيه ما نبدأ به الوحدة ، والعرض ( كيف نسير ؟ ) يستمل على الموضوع والطرائق والوسائل والأنشطة والتقويم (1) .
ثانياً :- التخطيط قصير المدى :- ( التخطيط للدروس اليومية )
- أهمية التخطيط للدروس اليومية :-
إن التخطيط للدروس اليومية هو أساس التدريس الناجح ويساعد مثل هذا التخطيط على تحقيق أهداف تدريس العلوم بصورة فعالة ، وترجع أهمية التخطيط للدروس اليومية والحاجة إليه إلى الاعتبارات التالية :-
1- يساعد المعلم على فهم الأهداف التربوية بوجه عام وأهداف تدريس العلوم بوجه خاص .
2- يساعد المعلم على اختيار المادة العلمية التي يقدمها للطلاب .
3- يساعد المعلم على اختيار الأنشطة التعليمية المناسبة لتحقيق الأهداف التي سبق تحديدها ، واختيار الأدوات والأجهزة والمواد والوسائل التي يستخدمها هو وتلاميذه أثناء تدريس موضوع معين .
4- يمنع الارتجال في التدريس ، ويجنب المدرس المواقف المحرجة مثل الارتباك أثناء التدريس وسوء النظام وفشل التجارب .
5- يكسب المدرس الشعور بالثقة ويكسبه احترام التلاميذ وتقديرهم له .
6- ينمي عند التلاميذ الوعي بأهمية التخطيط في حياتهم العامة .
7- يعطي المدرس فرصة مستمرة للنمو المهني سواء في مجال المادة العلمية أو طرق وأساليب التدريس(كاظم وزكي،1993).
8- يمكن المعلم من تحديد مقدار المادة الذي يناسب الزمن المخصص للحصة وبداية الدرس ونهايته وصعوبة المادة وسهولتها .
9- يعطي المعلم الفرصة في التحقق من المعلومات والإطلاع بتوسع حولها والاستفادة من المراجع الحديثة .
10- يساعد المعلم على الوقوف على الدرس والتعرف على أوجه الربط بين الدرس الحالي واللاحق .
11- يساعد المعلم على عملية المراجعة والتعديل والتنقيح إذا وجد ضرورة لذلك (عبدالقادر أحمد،1998).
تعريف خطة الدرس :-
خطة الدرس هي ملخص لما يتضمنه هذا الدرس من معلومات وملخص لأنشطة التعليم والتعلم التي تعد لمساعدة الطلاب على تحقيق عدد من الأهداف المحددة وملخص لاستراتيجية التقويم التي سيتبعها المعلم للتأكد من مدى تحقق أهداف الدرس.
كما أنه لا يوجد شكل أو نمط محدد لإعداد خطة الدرس ، ولكنها مجرد إطار عام يحتوي على بعض العناصر الأساسية التي ينبغي أن يتوافر فيها المكونات التالية :-
موضوع الدرس – الأهداف التعليمية – المحتوى – الأنشطة التعليمية – الاستراتيجيات التدريسية – الوسائل وأكواد التعليمية – ملخص الدرس – التقويم – الواجبات المنزلية – المقترحات – وتختلف تفصيلات هذه العناصر من معلم إلى آخر فبعض المعلمين يعدها مختصرة ، والبعض الآخر يعدها مفصلة لتكون مرشدة ومعيناً له خلال التدريس وفي ظل خبرته القليلة به (الشهراني والسعيد،1418). وسوف نتناول فيما يلي شرح لعناصر خطة الدرس اليومي .
عناصر خطة الدرس اليومي :-
يجب أن تشمل عناصر الدرس على الأقل على أربعة عناصر رئيسية هي ( الأهداف – الأنشطة التعليمية – قائمة بالمراجع والمواد المستخدمة – التقويم ) (كاظم وزكي،1993).
ويرى آخرون أن عناصر تخطيط الدرس تشتمل على تحديد الأهداف ، اختيار المحتوى ، اختيار طريقة التدريس ، اختيار الأنشطة ، الاستراتيجيات ، الوسائل التعليمية ، التقويم ، الزمن ، إثبات النتيجة ، والملاحظات ، التعيينات ( الواجبات ) (أحمد عبدالقادر،1998).
ونحن هنا سوف نناقش عناصر الدرس كما جاء في كتاب الشهراني والسعيد المتوسعة في تلك العناصر أكثر من غيره لتتحقق الفائدة بشكل أكبر وذلك بالتعرف على كل نقطة بصورة أوسع .
1- موضوع الدرس ( عنوان الدرس ):
يعتبر تحديد موضوع الدرس بمثابة تحديد لمجال هذا الدرس ، ويخلط بعض المعلمين بين موضوع الدرس وبين موضوع الوحدة الدراسية ، فالدرس يعتبر أحد دروس الوحدة ، ويؤدي هذا إلى الوقوع في الخطأ أو التكرار كأن يتم إدخال عناصر في درس ما قد تم تناولها في درس آخر ، ففي دروس الكيمياء مثلاً يعتبر درس عن الحديد أحد دروس وحدة الفلزات ... وهكذا (الشهراني والسعيد،1418).
ويجب أن يعطي هذا العنوان صورة واضحة لما يراد تحقيقه في الصف (الشهراني،1414).
2- أهداف الدرس : ( الأهداف السلوكية )
نقطة البداية في تخطيط الدرس هي معرفة لماذا يدرس هذا الدرس ؟ أو ما النتائج التعليمية المرجوة من تدريس هذا الدرس ؟ أي تحديد الأهداف السلوكية لهذا الدرس .
فأهداف الدرس وبصفة عامة يجب أن يتوافر منها مجموعة من الشروط أهمها :-
1) أن تكون محددة فلا تكون عبارات مبهمة لا يفهم المقصود منها وواضحة لأي معلم آخر .
2) أن تكون مناسبة للطلاب وقدراتهم .
3) أن تكون تراعي الفروق لفردية وتتيح الفرصة للجميع .
4) أن ينصب الهدف في صياغته على أداء الطالب وليس على أداء المعلم أي أهداف سلوكية وليست تعليمية كما عرفنا سابقاً .
5) وتكون ممكنة التحقيق في ضوء إمكانيات المدرسة .
6) أن تشمل جوانب النمو العقلي المختلفة .
7) أن يشمل الهدف على جانب تعليمي واحد ، فأهداف الدرس الجيد ينبغي أن يشمل كل منها جانباً تعليميا واحداً ولا يشمل أكثر من ذلك
3- المحتوى أو مادة الدرس :-
تعتبر مادة الدرس أو محتواه العلمي من المكونات المهمة في خطة إعداد الدرس ويتوقف شكل المحتوى على أمرين هما :-
1- أهداف الدرس التي سبق تحديدها .
2- الخبرات المختلفة للموقف التعليمي .
اذ أن المحتوى هو ترجمة لأهداف الدرس ، ويختلف المحتوى من استراتيجية لأخرى حسب ما يراه المعلم .
واستراتيجية التدريس أو خطة السير في الدرس: من الأجزاء الرئيسية لخطة الدرس تحديد الاستراتيجية التدريسية التي سوف تتبع في تنفيذ الدرس ، ويتضمن هذا توضيح كيفية سير الدرس وتوجيه نشاط التعليم والتعلم ، ومن المفضل أن تشتمل على تمهيد للدرس يثير دافعية الطلاب للتعلم وتحديد أنشطة التعليم والتعلم التي سيشملها الدرس والوقت المخصص لها ونوع التفاعل الذي يمكن أن يحدث داخل الفصل وكيفية توجيهه والطريقة التي سوف يتبعها المعلم لتوفير تغذية راجعه له ولطلابه ، وأساليب اكتساب الطلاب للمعلومات ولجوانب التعليم الأخرى ، وأوجه مشاركة الطلاب خلال الدرس ... وغير ذلك. وباختصار يعتبر هذا الجزء تصوراً لما سيتم خلال الدرس من بدايته إلى نهايته ، ومن ثم ينبغي أن يتضمن الإجابة على السؤالين التاليين :-
أ‌- كيف يبدأ الدرس ؟
ب‌- كيف يمكن السير في الدرس بعد ذلك خطوة خطوة لتحقيق أهدافه ؟ وما الخبرات التعليمية التي ستقدم خلال الدرس وكيفية تناولها من المعلم ؟

5- ملخص الدرس :
مهم أن يقوم المعلم بتلخيص الخبرات التعليمية التي يتناولها الموقف التعليمي في كل خطوة من خطوات سير الدرس ، فذلك يساعد على تثبيت نتائج الموقف التعليمي في الدرس .
ويعتبر بمثابة تهيئة ختامية للدرس ويساعد الطلاب على فهم النقاط الأساسية للدرس ومعرفة أن خبرات الدرس قد انتهت وذلك قبل انتقالهم إلى خبرات جديدة (الشهراني والسعيد،1418).
6- التقويم النهائي للدرس :
من الأجزاء الأساسية لخطة الدرس أن يحدد المعلم أساليب التقويم النهائي التي سيتعرف من خلالها على مدى نجاحه في تحقيق أهداف الدرس .
7- تحديد الواجبات :
والتي يمكن تقسيمها إلى : واجبات منزلية قبل الدرس وبعد الدرس وواجبات أثناء الدرس أو خلاله .
ومثل الواجبات المنزلية قبل الدرس كأن يطلب المعلم من الطالب رسم الجهاز الهضمي قبل موعد الحصة أو في اليوم الذي يسبق الدرس ، ومثال على الواجبات أثناء الدرس ، كأن يكلف الطلاب بحل واجب أو مسألة خلال زمن الحصة ، وكذلك يمكن أن تقسم الواجبات إلى واجبات جماعية لجميع الطلاب وواجبات لطلاب معينين دون غيرهم .
8- المقترحات :
يخصص المعلم جزءاً في دفتر التحضير أثناء التخطيط للدروس اليومية للمقترحات التي يقوم بكتابتها بعد الانتهاء من تنفيذ الدرس في الفصل أو المختبر وهذه المقترحات قد تشمل إعطاء الدرس أو الموضوع وقتاً أطول أو أقصر عند تدريسه في المرات القادمة ، أو كتابة بعض الأمثلة التي وردت أثناء المناقشة في الفصل أو المعمل ... (الشهراني،1414)
9- الاستمرارية :
يجب على المعلم أن يحدث نوع من الاستمرارية في دروس العلوم ، لذا فعلى المعلم أن يخطط عند إعداد دروسه ، لربط كل درس بالدرس الذي قبله وبالدرس الذي بعده (الشهراني والسعيد،1418).

إعداد / عبدالله احمد آل فرحان

المراجــــــــــــــع

1- عامر عبد الله الشهراني وسعيد محمد السعيد ، تدريس العلوم في التعليم العام ، الرياض ، مطابع جامعة الملك سعود ، 1418هـ .
2- عامر عبد الله الشهراني ، مرشد الطالب المعلم في التربية الميدانية ط1 ، جده ، دار البلاد ، 1414هـ
3- محمد عبد القادر أحمد ، طرق التدريس العامة ، ط3 ، القاهرة ، مكتبة النهضة المصرية ، 1998م.
4- يعقوب حسين نشوان ، الجديد في تعليم العلوم،ط1، عمان ، دار الفرقان ، 1409هـ .
5- أحمد خيري كاظم ، وسعد عيسى زكي ، تدريس العلوم ، القاهرة ، دار النهضة العربية ، 1993م.
6- عايش محمود زيتون ، أساليب تدريس العلوم ، الأردن ، عمان ، دار الشروق ، 1996م .

د.فالح العمره 05-04-2005 11:37 AM

أصول الكتابة والتأليف

القدرة على الكتابة والتأليف والحفظ وحسن الحديث من أجلّ النعم الظاهرة والباطنة التي أسبغ الله تعالى بها على العديد من عباده ، وفي هذه النعم يتقلب فيها أصحابها ، ويعتزون بها لا لأنهم ورثوها عن أجدادهم أو آبائهم وأمهاتهم ، وإنما لأنهم حازوها بالقراءة المستمرة ، وبالتأمل والتفكّر ، وسؤال العارفين.

قيل: إن معاوية بن أبي سفيان (ر) سأل \"دغفل\" الذي يضرب فيه المثل في حفظ الأنساب – حينما التقى به – من أين لك هذا العلم ، علم الأنساب؟ فقال: بلسان سؤول, وقلب عقول , ولكن لكل علم: آفة ، وإضاعة ، ونكد ، واستجاعة؛
أما آفة العلم فالنسيان.
وإضاعته أن تحدث فيه من لا يفهمه.
ونكده التلفيق فيه.
واستجاعته في أن العاقل لا يشبع منه!

إن الذين يقدمون للبشرية كتبا زاخرة بفنون الأدب, ومؤلفات ملأى بألوان الحكمة، ورسائل طافحة بنظريات العلم، لا بد وأنهم إلى جانب جدهم واجتهادهم في القراءة والّتفاكر، والبحث والتحرّي قد عرفوا أصول الكتابة والتأليف ن وإلا لما حفظ التاريخ أعمالهم ، ولما ذاع في الخلائق ذكرهم وصيتهم.

لقد استوقفتني شخصية \"الخوارزمي\" وهو نابغة زمانه في الرياضيات والأدب كما جاء في \"تراث العرب العلمي – لطوقان\" لا لأنه مؤسس علم الجبر، ولا لأنه صاحب كتاب الجبر والمقابلة الذي هو من أعظم كتاب الرياضيات في التاريخ الإنساتني، ولكن لأنه وضع \"أصولا للكتابة والتأليف\"، ما أحوجنا اليوم إلى تبنيها إن أردنا أن نساهم في بناء الحضارة الإنسانية، والمشاركة في إحداث التغييرات النوعية للجنس البشري.

يقول \"الخوارزمي\" : إن العلماء يكتبون كتبهم، ويضعون مؤلفاتهم لغرض أو أكثر من الأغراض الثلاثة التالية:

1- استخراج ما لم يكن مستخرجا من قبل.
2- شرح ما كان مستغلقا مما أبقاه الأولون.
3- كشف الخلل في بعض الكتب ثم لم شعثه مع إحسان الظن في صاحبه.

يا لها من أصول رائعة، أتمنى أن يكون لكتابنا ومؤلفينا ، ومديرينا ومعلمينا ، ولطلابنا وطالباتنا الحظ الأكبر والنصيب الأوفر منها. آمين – آمين – آمين.

محمد أحمد مقبل
رئيس مركز التطوير التربوي
الوكالة – غزة

د.فالح العمره 05-04-2005 11:38 AM

التخطيط التعليمي وعلاقته بالتنمية الاقتصادية والاجتماعية

للتخطيط التعليمي صلة وثيقة بالتنمية، لأنه في واقع الأمر أداة من أدواته، باعتباره محاولة فعّالة لضبط الاتجاهات الجارية للتنمية، وتوجيهها للحصول على الأهداف التي تحقق مصالح الجماعة العُليا، حيث اتجه كثير من التربويون إلى الربط بين التخطيط التعليمي والتنمية الاقتصادية والاجتماعية والتنسيق بينها، وذلك من اجل تنمية مناشط الأفراد والجماعات، والاستفادة من الامكانات المتاحة إلى أبعد حد ممكن(30).
وقد برزت هذه العلاقة المتكاملة عندما اعتبر التعليم استثمار اقتصادي في الموارد البشرية وهو من مجالات الاعتبار في تخطيط التنمية الاقتصادية والاجتماعية، ذلك أن النظر إلى التعليم كعامل من عوامل الإنتاج يعد طرفا من أطراف مكانة التعليم في العملية الاقتصادية، وقيمته كعامل للتأثير على الأنماط الاستهلاكية قد يعوق عمليات التنمية الاقتصادية.
وفي البلاد العربية، كما هو الحال في غيرها من الدول، يوجد اعتقاد سائد وقوي في أن التعليم مدخل أساسي للتنمية الاقتصادية والاجتماعية، وقد برزت العلاقة بينهما منذ زمن ليس بالقريب، فنجد أن \"آدم سميث\" من فلاسفة الاقتصاد في القرن الثامن عشر أكد أهمية التعليم والتدريب في رفع الكفاءة الإنتاجية للعامل، وزيادة مهارات العامل اليدوية، وكما أشار إلى أهمية التعليم وتخطيطه في إحداث الاستقرار السياسي والاجتماعي وهو ما يعتبر شرطاً ضرورياً للتنمية الاقتصادية(11).
والتخطيط التعليمي ليس هدفه مجرد تلبية حاجات التنمية الاقتصادية بل هدفه تلبية حاجات التنمية بالمعنى الشامل للتنمية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية بجوانبها المختلفة والمتعلقة بتطوير الإنسان وتغيير مواقفه(3).
ولقد كانت هنالك نظرة قديمة إلى مشروعات التنمية الاجتماعية على اعتبار أنها مشروعات استهلاكية لا تؤدي إلى عائد أو مردود اقتصادي مُباشر، كما هو الشأن في التعليم –سابقاً- إلا إن هذه النظرة قد تغيرت وأصبح ينظر الآن إلى برامج التنمية والخدمات الاجتماعية على أنها ذات عائد اقتصادي ينتج عن اكتساب المهارات والمعرفة كنتيجة للتعليم مما يؤثر في الإنتاج وفي القدرة على العمل ومواصلته، فعلى هذا نستطيع القول بأن التنمية الاجتماعية برامج اقتصادية، والاستثمار فيها طويل الأجل له فوائد محققة.
ولقد ركز الاقتصاديون اهتمامهم منذ أمد بعيد على دور التعليم في التنمية الاقتصادية، وتتراوح طرق الاهتمام بين الدفاع العام عن التعليم بوصفه قوة كبرى في تكوين مجتمع ميال إلى التقدم وبين المقاييس الاقتصادية البواقي العائد من التعليم ومعدلاته.
ولابد من القول بأن تخطيط التعليم يعمل على إحداث الاستقرار السياسي والاجتماعي، وتهيئة الظروف المناسبة للتنمية الاقتصادية، إضافة إلى انه يعطي الأفراد فرصاً متزايدة من التعليم حتى تتكشف مواهبهم وقدراتهم. ومع إننا حالياً لا نعرف إلا القليل عن دور تخطيط التعليم في تطور الاقتصاد الذي ما يزال في مراحله الأولى من التنمية إلا أن هنالك بعض الدلائل على أنه من أهم مطالب الوصول إلى اقتصاد متين(11). بتصرف.
وثمة موضوعات أساسية في موضوع التخطيط والتنمية إذا تم وضعها في أذهاننا يمكن أن يوفر علينا الكثير من الجهد والوقت والجدل، هي موضوعات بديهية ولكن يحسن التفكير بها وهي:

الموضوع الأول:
هو إن القصد من التنمية في شتى مجالات-ونغني هنا التنمية الشاملة وليس مجرد النمو الاقتصادي، فهنا لابد من التفريق بين النمو والتنمية، فالنو الاقتصادي في نظر الباحث- طريقة تهدف إلى إيجاد طاقة هذه الطاقة تؤدي إلى زيادة في الاقتصاد خلال فترة زمنية معينة، في حين أن التنمية الاقتصادية هي العملية التي توجد تقلبات وتطورات في تطوير الاقتصاد القومي بحيث تعمل على جعله أكثر قدرة على الإنتاج الأمر الذي يؤدي إلى زيادة مستمرة في إنتاجية الفرد أو المجتمع.
فالتنمية الاقتصادية ليست النمو الاقتصادي هذا موضوع يجب أن يكون في أذهان المخططين وخاصة التربويين.

الموضوع الثاني:
وهو موضوع يجب أن ينطلق منه تخطيط التعليم وهو التربية التي تستطيع أن تؤدي للتنمية في جوانبها المختلفة ليست أي نوع من التربية، فثمة أنماط من التربية تؤدي إلى عكس أهداف التنمية، إذ لم نضع فيها أهداف التنمية، والشواهد على ذلك كثيرة لعل أبرزها وجود عدد كبير من المثقفين العاطلين عن العمل، وتزايد عطالة المثقفين في البلدان النامية بوجه خاص، فليس أي تربية تؤدي إلى التنمية، إذ لابد أن نضع في التربية المواصفات المطلوبة التي تؤدي إلى التنمية، وإذا لابد من التخطيط التعليمي لانه في النهاية هو الناظم والوسيلة والأداة التي تحاول ما استطاعت إلى ذلك سبيلاً، أن تجعل التربية فعلاً في خدمة التنمية الشاملة بأبعادها المختلفة، وفي خدمة حاجات القوى العاملة من جانب، والتنمية الاقتصادية والاجتماعية من جانب آخر.

الموضوع الثالث:
وهو الصلة بين التعليم وسواه من العوامل الاجتماعية والاقتصادية صلة دائرية، فالكثير من التربويين يخيل لهم أن الصلة خطية، فلا التربية وحدها علة للأوضاع الاقتصادية والاجتماعية، ولا هذه العوامل علة للتربية، بل بينهما اخذ وعطاء .
والتخطيط السليم هو الذي يدرك هذه العلاقة بين الأخذ والعطاء ويستخرج منه أفضل صيغة ممكنة للنهوض بالمجتمع والفرد نهوضاً متسقاً لا نهوضاً متصارعاً فالتخطيط إذن لابد أن يكون دائرياً(3).

الموضوع الرابع(5):
أهم ما في التخطيط الأوليات، والمقصود بالأوليات تقديم تخصص أو مرحلة تعليمية على أخرى في الإنفاق والدعم والاهتمام، ومشكلة الأوليات لابد أن ننظر إليها من بعدين:
البعد الأول: درجة النمو أو التطور في المراحل والأنواع المختلفة من التعليم.
البعد الثاني: مدى الحاجة في التوسع في المراحل والأنواع المختلفة من التعليم لتحقيق أهداف التنمية الاقتصادية والاجتماعية.
وأن أي دراسة لأولويات التعليم يجب أن تبحث ضمن الإطار الشامل لخطط التنمية الاقتصادية والاجتماعية واعتبارات احتياجات القطاعات المختلفة، بحيث تؤدي تنفيذ الخطة التعليمية إلى إحداث توازن في التنمية الاقتصادية والاجتماعية، لذلك فإن أي تخطيط للتعليم يبنى على أساس شعارات سياسية معينة دون النظر إلى الاعتبارات الاقتصادية، أو دون الاعتماد على الأساليب الموضوعية، قد يؤدي إلى نتائج اقتصادية واجتماعية خطيرة.

ضمن بحث حول التخطيط تناول العديد من الموضوعات المتعلقة بالتخطيط و سيتم نشر هذه الموضوعات منفصلة من اجل الفائدة.

إعداد / محمد علي القضاة


الوقت في المنتدى حسب توقيت جرينتش +3 الساعة الآن 01:01 AM .

مجالس العجمان الرسمي