مجالس العجمان الرسمي

مجالس العجمان الرسمي (http://www.alajman.ws/vb/index.php)
-   مجلس الدراسات والبحوث العلمية (http://www.alajman.ws/vb/forumdisplay.php?f=41)
-   -   التخطيط__التعليم__المنهاج (http://www.alajman.ws/vb/showthread.php?t=2283)

د.فالح العمره 05-04-2005 11:29 AM

التخطيط__التعليم__المنهاج
 
أثر التلفزيون على المنهج

بسم الله الرحمن الرحيم
مقدمة
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خير الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد:
فإن أصدق الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلَّم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة.
يعتبر التلفزيون احد وسائل الإعلام, والاتصال المهمة في هذه الأيام مما له تأثير إيجابي وسلبي على جميع قطاعات المجتمع، ونحن نهتم في مجال هذا البحث عن تأثير التلفزيون الايجابي والسلبي على المنهج.
وفي الوقت الذي نهتم في تطوير وتغيير المناهج لم نرى أي اهتمام ملحوظ من قبل مخططي المناهج لمراعاة هذه الآفة التي تسيطر على عقول الناشئة منا حيث نجدهم يجلسون لساعات كثيرة جداً قد تتجاوز ساعات اليوم المدرسي، وهذا بدوره يؤثر سلباً وإيجابا على عقول الأطفال وعلى تنشئتهم الأسرية في البيوت مما ينعكس ذلك على تحصيلهم الدراسي وعلى سلوكهم وقيمهم واتجاهاتهم الخ...... من التصرفات اليومية التي يميلون إليها بدون أي توجيه لا من قبل الأهل ولا من قبل المدرسة.
وأنا في اعتقادي يقوم التلفزيون بدور المعلم الذي قد يحسن التصرف والتعامل مع الأطفال وقد لا يحسن ذلك حتى وأن وجدنا منهاجاً جيداً.
ومن هنا سنتناول بعض جوانب تأثير التلفزيون على المنهج من الناحية الايجابية ومن الناحية السلبية وذلك من خلال جوانب متعددة سنعرضها عليكم في هذا البحث كما يلي:
نبذة عن وسائل الإعلام في العالم الإسلامي
ميزه التلفزيون كأحد الوسائل السمعية البصرية
دراسات سابقة
التلفزيون والمناهج الدراسية:
أ-التلفزيون التعليمي ب-موقف المعلمين من التلفزيون ج- ايجابيات البرامج التلفزيونية في التعليم د- وسلبيات التلفزيون
التلفزيون والتنشئة الاجتماعية:
أولاً: التلفزيون والسلوك الاجتماعي
ثانيا: التلفزيون والقيم الاجتماعية
موقف الأسرة من التلفزيون
تأثير التلفزيون على الأطفال من سن سنتين إلى (13) سنة
• ما هي بدائل التلفزيون؟
• ضوابط مشاهدة التلفزيون
نبذه عن وسائل الأعلام في العالم الإسلامي
لقد نشأت وسائل الإعلام في العالم الإسلامي خلال فترة الاحتلال العسكري والفكري من قبل الدول الكبرى، والى هذه ألحظة نجد إعلامنا متأثراً بالإعلام الغربي.
وفي المقابل نجد أن صوت الإسلام في هذه الأجواء خافتاً وتحيط به ظروف سياسية ومادية خانقة مما يجعل أثرها ضعيفاً من الناحية التربوية.
ويقول الشاعر:
متى يبلغ البنيان يوماً تمامه
إن كنت تبنيه وغيرك يهدم
لو ألف بانٍ خلفهم هادم كفى
فكيف ببانٍ خلفه ألف هادمُ (يكن، منى حداد:1981).
وفي فترة لا تتجاوز نصف قرن أصبح التلفزيون يسيطر على حيات المجتمعات ويغير الكثير من عاداتنا ومفاهيمنا، حيث نجد انه يعمد الأطفال الى مشاهدة التلفزيون باستمرار، إلى درجة أن تأثيره أصبح موازياً لتأثير المدرسة، وأحيناً أقوى من تأثير المدرسة والأسرة أيضا.
ونحن لا نستطيع أن ننكر بأن التلفزيون قد قلب نظام الحياة في العالم بشكل عام وفي المجتمع الإسلامي بشكل خاص.
ويقول آرثر كلارك "بودي أن أقول إنني لا أستطيع أن أتصور مجتمع عصري دون تلفزيون " غير ان هاربرت برودكين، يعتقد " أن الجنس والجريمة قد نمت في عصر التلفزيون" (الدباغ، هشام:1991).
ميزه التلفزيون كأحد الوسائل السمعية البصرية
وبهذه الميزة يلعب التلفزيون دور أعلامي خطير عن طريق الصوت والصورة من خلال حاستي السمع والبصر، وهي تتميز بجذب الانتباه والتركيز لأنها تشغل حواس الإنسان البصرية والسمعية واشتغال هاتان الحاستان ينسجم انسجاماً كاملاً مما تساعد على الجلوس المطول لساعات طويلة لمتابعة البرامج التلفزيونية التي عادتاً ما تطول إلى أكثر من ساعتان والتلفزيون يعتبر أهم الوسائل السمعية البصرية. (يكن، منى حداد:1981).
دراسات سابقة
وكما ذكرنا سابقا بأن التلفزيون يتصدر وسائل الإعلام الأخرى حيث يجمع بين الصوت والصورة والحركة، حيث أصبح يغزو مجتمعاتنا ويؤثر عليها سلباً وإيجابا من حيث السلوكيات والأفكار.
ومن الأقوال التي نسمعها عن التلفزيون نتيجة هذا التأثير الكبير لهذه الوسيلة الإعلامية، حيث أصبحنا نطلق على هذا العصر بعصر التلفزيون، وأطفال التلفزيون مما دعانا إلى اتهامه بجنوح الأطفال وكل السلبيات التي يمارسها الأطفال والشباب.
وتدل الأبحاث العلمية التي اهتمت بهذا الموضوع أن تأثير التلفزيون يفوق وسائل الإعلام الأخرى. وفي دراسة أجرتها منظمة اليونسكو حول مدلولات تعرض الأطفال العرب للتلفزيون، وتبين أن الطالب قبل الثامنة عشر من عمره يقضي أمام التلفزيون اثنتين وعشرين ألف ساعة في حيث انه في هذه المرحلة من العمر يقض أربعة عشر ألف ساعة في قاعات الدرس خلال العام الدراسي الواحد(مصطفى:2003)
دراسة جاكلين هولمان (1990) بعنوان أثر التلفزيون في مرحلة الطفولة المبكرة وتهدف إلى 1- التعرف على المشكلات التي يشجع التلفزيون على ظهورها لدى الأطفال. 2- التعرف على القيم الاجتماعية الايجابية التي يساعد التلفزيون على تقويتها.
وخلصت الدراسة إلى عدة نتائج أهمها أن التلفزيون يشجع على ظهور بعض المشكلات المتعددة مثل سوء التغذية واستهلاك المخدرات والعنف إلى جانب الآثار الايجابية للتلفزيون حيث يعزز ويقوي الثقافة والخبرات الحضارية والقيم الاجتماعية الايجابية.
وفي دراسة فائدة فهد الفلج كما وردت في عبد العزيز عبد الرحمن(1995) حول أنماط مشاهدة برامج التلفزيون لدى طلاب المرحلة الثانوية وتأثير مشاهدة البرامج على بعض سلوكيات الطلاب واحتياجاتهم من البرامج. وتوصلت هذه الدراسة إلى النتائج التالية:
كشفت الدراسة عن نتائج عديدة كان أهمها فيما يتعلق بانعكاسات مشاهدة البرامج التلفزيونية على الشباب وهي تلك الآثار السلبية التي تمثل في الإصابة بالأحلام المزعجة بسبب مشاهدة العنف والجريمة والتعطيل عن أداء الواجبات المدرسية اليومية. أما الآثار الايجابية فتتمثل في تزويدهم بالمعلومات الجديدة والترويح والتسلية ونقلهم بالصورة الى أماكن لم يشاهدوها وقد يصعب الوصول إليها وتعليمهم لغات جديدة وترسيخ بعض قيم المجتمع لديهم كالتعاون وروح الانتماء والصدق واحترام الوالدين والأمانة.(محمد،زكريا:2002)
و تدل الدراسات على أن مشاهدة الأطفال الصغار للتلفزيون فترات طويلة، خاصة قبل النوم مباشرة، تزعج نومهم؛ إذ يميلون لمقاومة النوم ابتداء، ويصعب عليهم النعاس، ويستيقظون أثناء النوم بمعدلات أعلى من العادي، الأمر الذي ينعكس سلبيًّا على صحتهم بوجه عام وعلى تطور قدراتهم العقلية والوجدانية بوجه خاص. ويقلل نمط النوم القلق بوجه خاص من الانتباه في المدارس ويضعف التحصيل التعليمي، وقد يؤدي إلى الانزعاج المرضي أو الاكتئاب.
و تشير دراسات إلى أن الإفراط في مشاهدة التلفزيون يؤدي إلى قصر زمن الانتباه لدى الأطفال، ويقلل من قدرتهم على التعليم الذاتي، فأكثرية برامج التلفزيون، بما في ذلك تلك المسلية للأطفال كالرسوم المتحركة، ليست تعليمية بالمعنى الواسع (أي لا تنمي قدرات التعليم الذاتي لدى الأطفال)، وحتى بالنسبة للبرامج ذات الصفة التعليمية، فإن غالبيتها تقدم كل الحلول جاهزة أي تتصف بما يسمى التعليم السلبي PASSIVE LEARNING. ويعيق الإفراط في المشاهدة، من ثَمَّ، التحصيل التعليمي، ويضعف من بناء القدرات المعرفية والمهارات.(الانترنت د. نادر الفرجاني)
وفي دراسة أقامتها المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم حول اثر برامج الأطفال في التلفزيونات العربية، وانتهت تلك الدراسة إلى نتائج نذكر منها :
1- معظم البرامج الموجهة للأطفال في التلفزيونات العربية تم إنتاجها في الدول الأجنبية وبشكل خاص الرسوم المتحركة وهي من أهمها جذباً للأطفال.
2- ندرة الأفلام والمسلسلات العربية التي تعالج قضايا ومشكلات الطفولة في الدول العربية.
3- ندرة الأفلام والمسلسلات العربية التي تتناول الشخصيات الإسلامية الشهيرة المرتبطة بالتراث العربي الإسلامي.
4- عدم الاهتمام بتبادل برامج الأطفال بين الدول العربية. (مصطفى:2003)
وفي دراسة حول التلفزيون والتنشئة الاجتماعية, آثار سلبية عميقة تعكسها شاشة التلفزيون على الأطفال, المشاهدة نشاط سلبي وإدمانها عزلة عن الواقع وحول آثار التلفزيون. حذرت دراسة محلية من مخاطر مشاهدة الأطفال والناشئة للبرامج والمسلسلات الأجنبية التي تبث عبر القنوات التلفزيونية المحلية او الفضائيات الأجنبية التي أصبحت تسيطر في السنوات الأخيرة، على اختيارات المشاهد رغم ما فيها من ثقافة غربية وتقاليد مناقضة لقيم المجتمع العربي المسلم وتقاليده. وأشارت الدراسة التي أشرفت عليها الباحثة المواطنة عائشة البوصي الموجهة بقسم الخدمة الاجتماعية بمكتب الشارقة التعليمي إلى أن دراسة مماثلة قام بها احد المواطنين من طلاب الجامعة كبحث تخرج أثبتت أن التلفزيون لم يسهم في تعزيز المفاهيم الإسلامية التعزيز الايجابي الكافي والواجب عليه شرعا سواء فيما يقدمه من برامج أطفال عربية أو معربة، وهذا يجعل من الضروري دق ناقوس الخطر والإسراع بتعديل الخطى ليؤدي جهاز التلفزيون دوره في المجتمع بشكل مرض. وأوضحت الدراسة التي أعدت تحت عنوان (اثر التلفزيون على التنشئة الاجتماعية) إن مرحلة الطفولة هي الأساس في التنشئة وبالتالي فإن طرق هذه التنشئة لها نتائجها وآثارها في المستقبل.
وحول النتائج التي تتقلق في التحصيل العلمي للأطفال تشير الدراسة إلى أن ذلك ينتج عن تداخل الوقت المخصص للمشاهدة مع الوقت المخصص للمذاكرة حيث يترك الطفل واجباته المدرسية ليشاهد برامج معينة خاصة وان التلفزيون لا يحتاج إلى مجهود عقلي كالمذاكرة مما يجعله مفضلا لدى الصغار.( البيان – الأمارات)

التلفزيون والمناهج الدراسية
يعتبر التلفزيون وسيلة تربوية في خدمة الناهج الدراسية، حيث يستطيع المعلمون أعطاء دروس تتعلق بتعليم اللغات والنحو واللغة العربية وأجراء التجارب العلمية. وهو يصلح لتدريس المناهج الدراسية وبخاصة اللغة العربية والتاريخ والجغرافيا.
ويتميز التلفزيون بجاذبيته الخاصة فهو يعرض كل جديد . ومن هنا يجب أن يكون هنالك تصميم للبرامج التعليمية التي يمكن عرضها بواسطة التلفزيون بالإضافة إلى تدريب المعلمين على القيام بالدور التعليمي المعاصر من خلال البرامج التلفزيونية التعليمة، حيث ظهر التلفزيون التعليمي.
التلفزيون التعليمي
أثبتت الدراسات العديدة أن التلفزيون يصلح لأن يكون وسيلة تعليمية ناجحة، والدليل على ذلك ارتباط الأطفال به كل يوم من خلال مشاهدة الأفلام الكرتونية وغيرها من البرامج.
وقد أدرك التربويون أهمية التلفزيون في العملية التعليمية، فخططوا لاستثماره في التعليم والتعلم للأسباب التالية:
الاعتماد على التلفزيون لإيجاد مناخ تعليمي أكثر فاعلية لقدرته على بث العديد من البرامج الحية المباشرة.
توفر التلفزيون في كل مدرسة وكل بيت ولهذا يجب الاستفادة منه في البرامج التعليمية.
مواكبة التطور العلمي عن طريق ما يبثه التلفزيون من اكتشافات علمية جديدة ومن تطور في مجال التكنولوجيا.
وجود تفاعل بين محتوى البرنامج التعليمي الطفل المتعلم.(مرجع سابق)
سهل الاستخدام حيث أنه لا يحتاج إلى مهارات كبيرة عند استخدامه.
يتيح تكافؤ الفرص لجماهير عديدة تعيش في أماكن متباعدة لا يسهل توصيل فرص التعليم إليها عن طريق إنشاء المدارس التقليدية . كما يمكن عن طرق التلفزيون معالجة بعض المشكلات التعليمية .
يساعد على إثارة اهتمام التلاميذ كما يعمل على تركيز انتباههم نحو شاشته الصغيرة، فيعمل على عدم تشتيتهم.
كما أنه يساهم في جعل التعليم أكثر فاعلية وذلك بما تتضمن برامجه من بعض المؤثرات كالموسيقى وطريقة الإخراج والعرض والمؤثرات الصوتية المختلفة وغيرها .
يعمل على توفير الوقت والجهد للمعلم لتحسين العملية التعليمية، فالمعلم يقوم بتسجيل دروسه على شريط الفيديو، فإنه يقوم بإعدادها أعدادا وافيا قبل ذلك، وهذا بالتالي يتيح له قضاء وقت أطول مع تلاميذه لمناقشة أعمالهم ومراجعة طريقته في التدريس وتحسين أدائه.
يتغلب على البعد المكاني وذلك عن طريق تقديم برامج تزيد من فهم التلاميذ لثقافة مجتمعات أخرى دون اللجوء إلى القيام برحلات للتعرف عليها.

موقف المعلمين من التلفزيون
ومن هنا ظهر موقف المعلمين بين الرفض والقبول. حيث يعتقد بعض المعلمين ان دورهم سيتقلص مع هذه الوسيلة حيث أصبح هنالك المعلم الجديد وهو التلفزيون ومن الناحية أتضح أهمية البرامج التلفزيونية التعليمية في استيعاب وتذكر الدروس.
لذلك اعتقاد هؤلاء المعلمين اعتقاد خاطئ لأنهم سيدركون أهميتهم بعد التدريب في الموقف الجديد مع التلفزيون التعليمي حيث ان دورهم لن يقل عن دورهم في السابق لما يأخذه من طابع ولون جديد مما سيلقى على عاتقه عند استخدام التلفزيون التعليمي.
ويستطيع المعلم أن يتعرف على الفروق الفردية بين الأطفال من حيث التحصيل والاستيعاب، وهذا لن يتمكن المعلم أن يحققه في ظل العملية التعليمية المعروفة.

ايجابيات البرامج التلفزيونية في التعليم
يؤكد المعلمون والتربويون أن هذه البرامج لها ايجابيات عديدة منها:
• استخدام التلفزيون كوسيلة أساسية للتعلم حيث نستفيد من نماذج التعلم بالمشاهدة ا الملاحظة إثناء عرض البرامج.
• التعلم بالاستمتاع بحيث تضيف إلى خبرته خبرات جديدة حول الطبيعة وما بها من كائنات وبشر في مختلف بيئاتهم وأجناسهم.
• تقديم المعلومات العلمية المختلفة التي تسهم في تشكيل قدرات الطفل العقلية.
• التأثير الواضح في تغيير قيم واتجاهات الأطفال.
• تنفيذ الاتجاهات والميول العلمية والأدبية لدى الأطفال.
• الربط بن الأسباب والنتائج وتدريبهم على التفكير المنطقي والمنظم.(مرجع سابق).
ومن سلبيات التلفزيون
تأثير التلفزيون على المدرسة والقراءة: مشاهدة الأطفال للتلفزيون له تأثير سلبي على ذكائهم فكلما زادت مشاهدة الأطفال للتلفزيون انخفض مستوى تحصيلهم الدراسي.
الاضطراب النفسي والقلق الروحي: مما لاشك فيه أن شاشة التلفزيون قادرة على أن تثبت في الطفل أنظمة من المبادئ والنواميس والقيم، حتى برامج الترفيه والتسلية تستطيع بالتدريج ودون أن يشعر الطفل أن تغير موقف الطفل ورؤيته للعالم.
القضاء على كثير من النشاطات والفعاليات: إن التلفزيون يستهلك الوقت المخصص لبعض النشاطات والفعاليات بمعنى أنه يضيع الوقت الذي يمكن أن يستخدم للقيام بنشاطات أكثر فائدة ويرسخ ويثبت في الذهن آراء ووجهات نظر جاهزة وأحادية الجانب فإن التلفزيون قد غيَّر محيط الأطفال، ليس فقط عن طريق إشغاله لمعظم وقتهم بل كذلك عن طريق حلوله محل العديد من النشاطات والفعاليات الأخرى، كاللعب " عدم القيام بشيء محدد " إن الأوقات التي يقضيها الأطفال في اللعب أو في " عدم القيام بشيء محدد " هي الأوقات التي تنمي كفاءاتهم وتراكم خبرات من التجربة الشخصية المباشرة(اللوبي العربي).

التلفزيون والتنشئة الاجتماعية
يعتبر التلفزيون احد المؤثرات الأساسية بعد الأسرة والمدرسة في عملية التنشئة الاجتماعية من خلال ما يقدمه من معلومات ومعارف قد تؤثر في معتقدات الطفل وقيمه وميوله واتجاهاته معارفه.
والتلفزيون له آثار اجتماعية ايجابية مثل توفير جواً متغيرا للأسرة ويبرز المواهب الجديدة في لعالم وقد يساهم في إرساء القيم والعادات الاجتماعية والثقافية وتغير سلوك الأفراد إلى الأفضل إذا ما خطط له بشكل أيجبي.
وكذلك له آثاره السلبية والسيئة على المجتمع بشكل عام وعلى الأطفال الشباب بشكل خاص، وهذا يتمثل بالجلوس المطول أمام شاشة التلفاز بحيث يؤثر هذا على صحتهم العقلية والبدنية، وكذلك يؤثر على السلوك الاجتماعي من العنف والميل إلى العدوان وانحراف بعض الأحداث لتقليدهم ما يرون من أفلام العنف والجرائم التي يرونها.
ومن هنا نتناول الحديث عن التلفزيون والسلوك والقيم الاجتماعية:
أولاً: التلفزيون والسلوك الاجتماعي:
هناك انتقادات كثيرة على ما يعرض في شاشات التلفزيون من البرامج والأفلام لما لها من الأثر الكبير على سلوك الأفراد المشاهدين. ولكن السؤال المطروح الآن كيف والى أي حد يؤثر :
نحن نعرف أن الأطفال هم أكثر تقليداً للسلوك الايجابي والسلبي للأكبر منه سناً. ونلاحظ أن الأولاد يفظلون السلوك السلبي بمشاهدة أفلام العنف والكاراتيه والجريمة وغيرها. وهم يستمتعون بها أكثر من البنات.
وأن طول فترة الجلوس للأطفال أمام التلفاز ومتابعة الأفلام المزعجة والعنيفة يؤثر عليهم وعلى سلوكهم في التعامل مع بعضهم البعض في الأسرة الواحدة ومع أقرانهم، حيث نجدهم يتشاجرون معهم وأصبحوا كثيرين الحركة والشغب ويثيرون الضجيج ويفتعلون المشكلات. وهذا متفاوت بين عدد الساعات التي يقضونها أمام التلفزيون.
وتلعب الأسرة دوراً كبيراً في السيطرة على تأثير التلفزيون على سلوك الأطفال الاجتماعي، فالأطفال الذين يستمتعون بمشاهدة برامج التلفزيون ذات السلوك الاجتماعي السلبي هم أبناء لأولياء أمور يستمتعون هم يضا بهذه البرامج.
فدور الوالدين هنا يكون دوراً أساسيا في إرشاد الأطفال إلى السلوكيات الايجابية والابتعاد عن تقليد السلوكيات السلبية.
ثانيا: التلفزيون والقيم الاجتماعية:
قد يكون للتلفزيون آثاره الايجابية من تنمية القدرة على التخيل والتوعية بأهمية دور الأولاد والبنات في الحياة، وهو بذلك يمكن أن يساهم بتنمية القيم الاجتماعية الايجابية لدى المشاهد مثل الحث على بر الوالدين والإحسان إلى الفقراء من خلال المناظر التي تثير الانتباه والأحاسيس والمشاعر لدى المشاهدين.
وكذلك البرامج الدينية تبصر المشاهدين بأمور دينهم وتقدم لهم بعض الآيات القرآنية مع تفسيرها وشرحها لهم، والحوارات والمناقشات مع بعض العلماء حول قضايا اجتماعية تتعلق بشؤون حياتهم ومجتمعهم وتسويتها بما يتعايش مع تعاليم دينهم.
إن البرامج التلفزيونية الهادفة والمخطط لها بدقة يمكن أن تنمي الوعي لدى المشاهدين الراشدين بالعادات الصحيحة وقواعد السلامة المرورية ومعاقبة الخارجين على القانون، وتعليم الأطفال كيفية معاملة الآخرين ومخاطبة الكبار وتوقيرهم وتنمية بعض القيم الاجتماعية الايجابية لديهم كحب الخير وكره الشر والتعاون والولاء والالتزام بالصدق وعدم الكذب وغير ذلك من القيم الاجتماعية الايجابية الأخرى. (محمد،زكريا:2002)
وكذلك العكس إذا لم يخطط للبرامج التلفزيونية سنجد أبنائنا وبناتنا يتخبطون من هنا إلى هناك بين البرامج التلفزيونية الهادمة التي لا تفيدهم بشيء بل نجدها تساعدهم على الانحراف أحيانا وعلى اكتساب القيم الخطيرة على مجتمعنا الإسلامي. وان عدم التخطيط والمراقبة للبرامج التلفزيونية يساعد على انتشار برامج مستعارة وأفلام ساقطة وبرامج غنائية ورقص ومسرحيات فكاهية تميت قلوب المشاهدين بلا فائدة منها وبدون أي هدف اجتماعي يذكر.

موقف الأسرة من التلفزيون
هناك من يعد التلفزيون أداة تربوية تعليمية، وأنه يزيد من قدرات أطفالهم فكرياً وثقافياً، ويرون أنه يكسب الأطفال عادات وقيماً مرغوباً بها، ويذهب بعضهم إلى الاعتقاد بأن التلفزيون يشكل رابطة أسرية هامة، وأنه لا يشكل خطراً يهدد حياة الأسرة، كما ترى بعض الأمهات أن التلفزيون يشكل عامل تنظيم داخل الأسرة، فهو أحد أساليب الضبط والتوجيه التربوي داخل الأسرة، وفي ذلك يقول الدكتور مصطفى أحمد تركي: (إن الأسر تنازلت عن بعض أدوارها في التنشئة الاجتماعية للتلفزيون)، لكن بعض الناس ينظرون إلى التلفزيون بوصفه أداة استلاب وقهر ثقافي وتربوي، وهم يركزون على مخاطر البرامج التلفزيونية وعلى آثارها السلبية في عقول الأطفال.
وثمة مضامين إعلامية تريد من الشباب أن يكون سياسياً يستهلك الأطروحات الأيديولوجية والسياسية المطروحة عليه، في حين تسعى مضامين أخرى إلى أن يكون كائناً استهلاكياً مجرداً في زمن الاستهلاك اللامعقول. تقوم البرامج الموجهة بقتل عقل المشاهد بمواد لا فائدة منها لتجعله في النهاية إنساناً فارغاً وتحاول أن تتحكم في تصوراته ومعتقداته ليكون فرداً سلبياً ومطواعاً وقابلاً للتوجيه وفق غايات الإمبراطورية العالمية!.
وفي هذا المجال لا بد من تدخل الأهل من أجل ضبط مشاهدة أطفالهم للتلفزيون مع تقدير ملكات الطفل ورغباته بما يتناسب ونوعية البرامج وخصوصيتها.
وهنا نؤكد على احترام رأي الطفل، ولكن بتحديد وقت المشاهدة وعدم تركه لساعات طويلة أمام التلفزيون؛ وذلك عن طريق الحوار والمناقشة، والابتعاد عن القسر التعسفي، وجعل الحوار عفوياً طبيعياً، ومنعهم من مشاهدة أفلام العنف؛ فالتعرض المتكرر لوسائل الإعلام العنيفة يعلم العنف، ويحفز من لديهم الاستعداد للتصرف بعدوانية.
وربما كانت معدلات جرائم القتل أصدق مقياس للعنف في العالم، فعلى سبيل المثال تشير دراسة أجريت على أطفال المدارس في الولايات المتحدة إلى أن التعرض المتكرر لبرامج التلفزيون العنيفة يزيد من احتمال أن يسلك الأطفال سلوكاً أكثر عدوانية، إلا أن التقاليد الثقافية القوية في اليابان المضادة لتعبيرات العدوان الخارجي قد تكبح بالفعل جماح العنف الذي يتم تعلمه من خلال وسائل الإعلام .
إن الطفل الذي يظل وحيداً ولمدة طويلة يشاهد التلفزيون، ولا سيما البرامج العنيفة، لن يكون طفلاً سعيداً، وهذا كله يتوقف على فعالية الأهل ومدى مراقبتهم وتوجيههم.
فلا بد من سيطرة الأهل بالتفاهم مع الأطفال على التلفزيون، ومساعدتهم في فهم واستيعاب ومن ثم الاستفادة مما يشاهدونه.
ويمكن القول بشكل عام بأن التلفزة تتحكم بطريقتين:
- الأولى رسمية وتتصل بقيم التنشئة الاجتماعية والسياسية وبمبادئ المعتقد.
- الثانية غير رسمية وتوجه القيم الجمالية والذهنية والسلوكية واللباسية وحتى كيفية التعامل مع الأقران(د.أديب عقيل).

تأثير التلفزيون على الأطفال من سن سنتين إلى (13) سنة :
هل يصدق القارئ أن الطفل الذي لم يبلغ الثانية بعد يستطيع بعد فترة أن يتعرف على الشخصيات التي تتكرر في التلفزيون، حين يرى صورها مطبوعة على الملابس أو أكواب الشاي، بل إن هناك دراسات عملية تعتبر أن للتلفزيون فائدة كبيرة في تمكين الطفل من إدارك أن الصور المتحركة المتتالية تشكل وحدة كلية تشمل هذه الجزئيات، إلا أن مشاهد العنف التي يتكرر عرضها في التلفزيون قد تثير الفزع والخوف داخله، مما لا يقتصر أثره على الأرق وقلة النوم بعد مشاهدة هذه المشاهد، بل قد تترك آثاراً نفسية داخله لا تندمل بسهولة.
أما الأطفال من سن ثلاث إلى خمس سنوات ، فيعجزون عن التفريق بين الخيال والحقيقة، مما يفسر قيام الأطفال في هذه السن بالنظر خلف الجهاز بحثاً عن الممثلين، أو التأثر الشديد مع أبطال الحكايات الخيالية، مثل سندريلا التي تعاني معاملة زوجة أبيها وأختيها غير الشقيقتين. إلا أنهم يصبحون قادرين على ربط الأحداث المتعلقة بقصة قصيرة.
وتشير الدراسات التي أعدتها ( الدائرة الاتحادية الألمانية للوعي الصحي ) إلى أن تأثير التلفزيون على الأطفال في سن 6 سنوات إلى 9 سنوات لا يكون زائداً عن الحد، بشرط أن تكون الأوضاع الأسرية مستقرة، وأن تكون شخصية الطفل متوازنة.
وعندما يبلغ عمر الطفل 10 أعوام إلى 13 عاماً، فإنه يتمكن من التفريق تماماً بين ما هو واقعي وبين ما هو غير واقعي، ولكن ذلك لا يعني تعريضهم لرؤية مشاهد قتل وتعذيب في أفلام الرعب، وتوقع عدم تأثرهم بها لمعرفتهم أنها خيالية.

ما هي بدائل التلفزيون؟
قد يقول البعض : إذاً فلنرح أنفسنا من هذا العناء، ولا نسمح للأطفال بمشاهدة التلفزيون كلياً، وهو ما يفعله بعض الأهل انطلاقاً من دوافع دينية، أو تبنياً لمناهج تربوية تعتبر وجود التلفزيون عائقاً كبيراً أمام تعرف الطفل على البيئة المحيطة بالدرجة الكافية. وهذه طبعاً وجهة نظر لها وجاهتها، ولكن قبل اتخاذ هذا القرار ثم الرجوع عنه لا حقاً، يجب عليك التفكير في
النقاط التالية:
النقطة الأولى : قبل أن تطلب ذلك من أولادك، عليك أن تفكر في أنه لا يجوز أن تكون أنت قدوة سيئة لأطفالك، تشاهد ما تشاء، وتحرمهم هم من مشاهدة برامج الأطفال، حيث أن ما سيرونه من المشاهد في النشرات الإخبارية قد يكون أكثر فظاعة من أي فيلم يرونه. خصوصاً أنهم يدركون تماماً أن ما تعرضه نشرة الأخبار مشاهد حقيقية، وهو ما يجعل تأثيرها عليهم أعمق بكثير.
النقطة الثانية : التي يجب عليك التفكير فيها، هي أنه سيكون لزاماً عليك أن توفر لهم البدائل التي يشغلون بها وقتهم، من كتب تنمي قدراتهم، وألعاب تزيد حسهم الاجتماعي، وقدرتهم على التعاون في إطار فريق.
وقبل كل ذلك: عليك أن تجد لديك الوقت والاستعداد التربوي، لتزويدهم بالمعارف والمعلومات، التي كان التلفزيون يزودهم بها، من الأخبار عن العالم من حولهم، بل وعن وطنهم، وما يوفره لهم التلفزيون من انتقال مباشر يعايشون فيه سكان المناطق التي لم يتمكنوا من زيارتها.
النقطة الثالثة : يرى بعض العلماء أن التلفزيون يوفر للأطفال مناخاً من الاسترخاء والهدوء بعد عناء اليوم الدراسي، وما يفرضه الواقع الحالي من تشابك في العلاقات يختلف تماماً عن الأوضاع التي كانت سائدة حين كان الأهل أطفالا. ففي حين كان استخدام جهاز الفاكس من قبل يعتبر معرفة متخصصة مقتصرة على السكرتارية، أصبح من البديهي أن يكتب الطفل البالغ من
العمر عشر سنوات رسائل على البريد الإلكتروني، فهل أنت عازم :
أولاً : على مشاركة أبنائك في هذه الاهتمامات ؟
ثانياً:عندك القدرة على امتصاص كل ما يتملكهم من انفعالات ؟
ويوجد هنالك مدارس تحظر مشاهدة التلفزيون على جميع تلاميذها مثل مدارس (فالدورف) في ألمانيا التي لا تسمح لتلاميذها بذلك قبل بلوغ سن العاشرة.
ضوابط مشاهدة التلفزيون :
ولو فكرنا في حل وسط وهو السماح لأطفالنا بالمشاهدة مع وضع بعض الضوابط، فما الذي يجب علينا مراعاته؟
أولاً : عدم استخدام التلفزيون كأسلوب عقاب أو مكافأة، لأنك إذا فعلت ذلك أصبحتْ مشاهدة التلفزيون ـ بغض النظر عن المضمون والبرنامج الذي يبثه ـ شيئاً مهماً للطفل، فتزيد قيمة التلفزيون عنده، ويعطيه أهمية تفوق قدره.
ثانياً : عدم السماح للأطفال مطلقاً بمشاهدة التلفزيون بمفردهم، ولذلك فإنها كارثة أن تضع جهاز تلفزيون خاص للأطفال في حجرتهم بحيث يشاهدون ما يريدون دون رقابة، والحرصُ على مشاركةِ الأطفالِ المشاهدةَ له فوائد متعددة : أولها أن الأطفال يحبون الأنشطة الجماعية، ومن هذه الفوائد أيضاً التعرف على ما يختزنه عقلهم من معلومات وقيم تصلهم عن طريق هذه البرامج، ومنها مناقشتهم فيما شاهدوه، لمعرفة ما يعجبهم فيه، وسبب حرصهم على رؤيته، وما ضايقهم فيه، ومنها إغلاق الجهاز إذا وجدت فيما يعرضه التلفزيون ما لا يجب أن يروه.
ثالثاً : الجلوس مع الأطفال قبل بدء المشاهدة، وتحديد ما يريدون مشاهدته بالضبط، ولا يبدأ تشغيل التلفزيون قبل موعد البرنامج المتفق عليه، ولا يبقى لحظة واحدة بعد انتهاء هذا البرنامج، بشرط أن يكون الأهل هم أيضاً قدوة، فلا يتركون التلفزيون قبل برنامجهم المفضل وبعده دون داع، بل ولا حتى في وجود داع لذلك، مثل خبر عاجل. أي لا بد من الصرامة في الالتزام بتنفيذ الخطة الموضوعة للمشاهدة.
مع العلم بأن هناك العديد من الدراسات العلمية الحديثة توصلت إلى أن الحد الأقصى للفترات المناسبة لمشاهدة التلفزيون يومياً بالنسبة لأعمار الأطفال كالتالي :
من سن 2-4 20 دقيقة
من سن 3-5 30 دقيقة
من سن 6-9 60 دقيقة
من سن 10-13 90 دقيقة
مع التنبيه إلى أن تجاوز هذه الفترات يتسبب في عدم توازن مشاعر الأطفال، وانخفاض مستواهم العلمي، وعجزهم عن إقامة علاقات إنسانية مع زملائهم، خصوصاً أن الأطفال الذين تتجاوز مدة مشاهدتهم للتلفزيون مدة ثلاث ساعات، يعتادون رؤية برامج منخفضة المستوى، لا تتناسب مع أعمارهم. خلافاً للأطفال الذين بلغوا السادسة من العمر، والذين لا تتجاوز مشاهدتهم للتلفزيون فترة الستين دقيقة، حيث يحرصون على مشاهدة برامج مفيدة، مثل أفلام عن عالم الحيوان، للاستفادة بهذا الوقت بأفضل طريقة.
وتشير دراسة أعدتها مؤخراً مجموعة من علماء النفس في جامعة فرايبورج الألمانية إلى أن الأطفال الذين يكثرون مشاهدة التلفزيون يعانون قلة الحركة، والرغبة في الانعزال عن البقية، ويصابون بالاكتئاب، ولا يقلل هذا الاكتئاب سوى التلفزيون، فإذا بهم " يدمنون " التلفزيون، ويرون في المدرسة والأصدقاء والأهل " عناصر أقل تشويقاً من التلفزيون "، بالإضافة إلى أن كثرة مشاهدتهم لمواقف العنف في الأفلام تجعل مشاعرهم تتبلد، ولا يتأثرون مثل نظرائهم بمواقف الحياة اليومية.
ليست هذه دعوة لأن يفتح كل قارئ شباك بيته، ويلقي منه التلفاز، ولا أن يأخذ معولاً يقضي به على كل المذيعين والمذيعات والممثلين جميعاً، كما أنها في الوقت ذاته ليست نداءً للاعتراف بفضل هذا الجهاز السحري، واعتباره " أخاً أكبر " لأطفالك، هي دعوة للتفكير طويلاً، قبل اتخاذ أي قرار، في كيفية التعامل مع التلفزيون.(مجلة المعرفة)
الخاتمة

بعد الإطلاع على المصادر الكثيرة في أرباب الكتب التي كتبت عن التلفزيون ومصادر الإنترنيت القيمة التي تحدثت بكثب عن هذا الموضوع المهم جداً لكل قارئ ومهتم في تربية الأطفال التربية الصحيحة التي لا تحتمل أي خطاء يؤدي بأبنائنا إلى تقليد وتعلم السلوكيات الخاطئة والبعيدة كل البعد عن عاداتنا وقيمنا وديننا.
وبشكل عام نلاحظ ان للتلفزيون أثر كبير من الناحيتين الايجابية والسلبية على المجتمع والأطفال والأسرة. ومن الناحية الايجابية قد نستفيد من التلفزيون عن طريق التلفزيون التعليمي من خلال عرض البرامج الثقافية والدينية التي تساعد الأطفال على استيعاب وفهم حقائق كثيرة يصعب عليهم الوصول إليها والتحقق منها عن طريق تلقيها من الكتب المطبوعة والكلام والمنقول من الكبار والمدرسين. والتلفزيون قادر على توصيل حقائق علمية ومعلومات ثقافية كثيرة وذلك لما يتميز به كأحد وسائل الاتصال السمعية والبصرية التي تنقل لنا الأحداث مع الحركة والصوت والصورة مما يساعد على تفاعل الأطفال معها بالشكل الايجابي.
وقد تكون الفائدة في البيت حينما يشاهد الأطفال برامج مفيدة تحت إشراف أسرة واعية تقدر أهمية ذلك من خلال التوعية والإرشاد وتنظيم أوقات المشاهدة لهم، وتكمن الفائدة في ذلك باكتساب عادات سليمة وايجابية كاحترام الكبار والإحسان إلى الفقراء، وزيادة الوعي لدى الأطفال عن طريق مشاهدة البرامج الثقافية والدينية كما ذكرنا سابقاً.
أما من الناحية السلبية فالأمر خطير جداً، وأنا في هذا البحث لن اكرر ما يقال بأن التلفزيون سلاح ذو حدين، والسبب في ذلك لأننا إذا أطلقنا عليه هذا التعبير فهذا خطير جداً لان إطلاق هذا التعبير على التلفزيون يعني أن له ايجابيات وسلبيات كثيرة، وأنا في اعتقادي إن سلبيات التلفزيون تفوق كثيراً إيجابياته لذلك فهو في هذا المعنى لا يصلح على الإطلاق لمشاهدة الأطفال له.
ولكن أخي القارئ ونحن نعيش هذا العصر الذي يطلق عليه الكثير من الناس عصر التلفزيون والفضائيات، يجب علينا أن نولي اهتمامنا إلى السلبيات التي قد يتعرض لها أبنائنا من خلال مشاهدتهم لبعض القنوات التي تبث الأفلام والبرامج الغنائية والمسلسلات التي تتحدث غالبها عن الحب والجنس والعنف والسرقة والزنا والكذب، وتعرض لنا الكثير من المدخنين... الخ من التصرفات التي تتنافى مع ديننا وعاداتنا وتقاليدنا.
وفي الوقت الذي نعلم ونربي طلابنا فيه على مكارم الأخلاق والعادات النبيلة وتعاليم الدين، نجد من يناقضنا في ذلك وينفي كل ما تم تعليمه للأطفال في المدارس. حيث يعود التلاميذ إلى البيونهم ويجدون شاشة التلفاز في انتظارهم ونتقل لهم ما هب ودب من البرامج التي تعلمهم العنف والكذب والغناء والرقص والسرقة، وهذا خطر جداً عليهم وعلى المجتمع الذي يعيشون فيه.

التوصيات
ونحن بدورنا كتربويين يجب علينا أن نولي اهتمامنا لهذا الجهاز الخطير الذي أصبح يعم الكثير من بيوتنا، لذلك يجب علينا القيام بما يلي:
• دراسة تأثير التلفزيون على الأطفال من سن سنتين إلى (15) سنة.
• دراسة تقوم على نوعية البرامج التي قد تزيد من الوعي لدى الأطفال في مجتمعنا الإسلامي.
• التوعية المستمرة للمجتمع بكيفية استعمال التلفزيون في البيوت.
• مناشدة السلطات الحاكمة للتدخل بعدم عرض البرامج والأفلام التي تتنافى مع قيمنا وديننا.
• مناشدة وزارة الإعلام بالتركيز على البرامج الدينية والثقافية التعليمية القيمة التي تساعد على توعية المواطن.
• مناشدة وزارة الإعلام بالقيام باستحداث برامج كرتون للأطفال تتحدث عن القيم الإسلامية النبيلة وتتقمص شخصيات إسلامية معروفة وليست أسماء أوروبة لا نعرف عنها شيء.

المراجع

الدباغ، هشام(1991)، التلفزيون أسرار وعجائب.
محمد، زكريا عبد العزيز(2002)، التلفزيون والقيم الاجتماعية للشباب والمراهقين، مركز الإسكندرية للكتاب.
مصطفى، فهيم (2003 م). المنهج التربوي لثقافة الطفل المسلم، دار الفكر.
يكن، منى حداد(1981)، أبناؤنا بين وسائل الأعلام وأخلاق الإسلام، مؤسسة الرسالة.


مصادر من الانترنيت
اللوبي العربي: (التليفزيون و أطفالنا) ظهر على موقع:
http://www.arablobby.com/vb/showthread.php?t=22600
Accessed on 04 - 12 - 2003 14:11, PM. Last up date 18 - 09 - 2003

د: أديب عقيل: (التلفزيون وتحديات التنشئة الاجتماعية) مجلة النباء العدد 64 ظهرعلى موقع: http://www.annabaa.org/nba64/tlfizun.htm
accessed on 10/12/2004, 3:00. PM.

د. نادر فرجاني: (التلفزيون جليس سوء للأطفال في سني العمر الأولى) ظهر على موقع
http://www.islam-online.net/iol-arab...9/parent-1.asp
accessed on 13/12/2004. last update Thursday 11/10/2004. 14:40 pm.


مجلة المعرفة: (الاطفال والتلفزيون صديق أم عدو؟) العدد (87) ظهر على موقع:
http://www.alamuae.com/vb/showthread.php?t=24387
accessed on 25/12/2004 at 4:30. last up date 03-29-2003, 12:16 PM

عائشة البوصي: (في دراسة حول التلفزيون والتنشئة الاجتماعية، آثار سلبية عميقة تعكسها شاشة التلفزيون على الأطفال, المشاهدة نشاط سلبي وإدمانها عزلة عن الواقع) ظهر على موقع: http://www.albehari.net/tob.tv.htm
Accessed on 26/12/ 2004, 4:39:32 PM.

إعداد / عطاالله القطعان

د.فالح العمره 05-04-2005 11:30 AM

التعليم عامل رئيسي للتنمية

التنمية وعلاقتها بالتربية

رسالة إلى كل معلم يعمل في حقل التربية
لا يزال حتى الآن المفهوم الأساسي للتنمية هو \" تعظيم القدرات البشرية \" ،وقد ظهر منذ أواخر القرن الماضي ، وقد لمسنا العلاقة الوثيقة بين التنمية والتربية من خلال ممارستنا المهنية مع الدارسات ، وكيف أنه تتاح الفرص أمامهن لاختيارات أوفر من خلال رفع كفاءتهن وإكسابهن العديد من المهارات الحياتية .

وقد أكد العالم كله على هذا التوجه من خلال المبادرات المتعددة حول \" التعليم للجميع \" ، حتى أن التقارير الرئيسية لقياس تقدم الشعوب الآن تقع تحت مسمى \" تقرير التنمية البشرية \" والذي تتبناه منظمات الأمم المتحدة .

عملك ورسالتك تأتي في هذا الإطار الدولي والاهتمام العالمي بالإنسان ، فأنت تتعدي باتصالك مع الدارسات مجرد إكسابهن مهارات القراءة والكتابة والحساب إلي أفق أوسع وأرحب ، كأن تكون الدارسة أكثر قدرة علي التعبير عن نفسها و عن أفكارها ، و تكون أكثر تفاعلا داخل المجتمع الذي تعيش فيه.

وفي المقال نعرض عليك بعض القراءات التي توضح وتؤكد هذا الاهتمام . ولا تتردد – إذا ما أتيحت لك الفرصة – بالاطلاع على التقرير السنوي \" تقرير التنمية البشرية \" والذي يصدره البرنامج الإنمائي للأمم المتحدة باللغة العربية من على شبكة المعلومات الدولية .

التعليم عامل رئيسي للتنمية

هل يتقدم العالم في المسار الصحيح ؟

يتناول هذا التقرير الفرص المتاحة للتعلُّم . وهو يهدف أساساً إلي تقييم مدى انتفاع جميع الأطفال والشباب والكبار في جميع أنحاء العالم بالمزايا المرتبطة بالتعليم ، فضلاً عن تقييم مدى الوفاء بالتعهدات التي قُطعت في إبريل 2000 أثناء \" المنتدى العالمي للتربية \" والذي عُقد في داكار ، ويقدم إجابة مؤقتة عن السؤال عما إذا كان العالم يسير قُدماً نحو تحقيق هدف التعليم للجميع بحلول عام 2015 .

لقد اتفق المشاركون و منهم مصر في المنتدى العالمي للتربية ( 2000) على ستة أهداف للتعليم للجميع اعتُبرت أساسية ويمكن بلوغها وتحقيقها إذا ما توافر الالتزام القوي والعزيمة الصادقة على الصعيد الدولي .

ويعلن إطار عمل داكار أنه بحلول عام 2015 سيُتاح لجميع الأطفال في السن المدرسية الالتحاق بتعليم مجاني ذي نوعية مقبولة وأنه ستتم إزالة أوجه التفاوت بين الجنسين في مجال التعليم . وستُخفض مستويات الأمية في أوساط الكبار بمقدار النصف ، وستشهد الرعاية والتربية في مرحلة الطفولة المبكرة زيادة كبيرة ، وسيطرأ تحسن على كافة الجوانب النوعية للتعليم . وفي سنة 2000 أيضاً تم الاتفاق على الأهداف الإنمائية للألفية وحُدد هدفان منها - تحقيق تعميم التعليم الابتدائي وإزالة التفاوت بين الجنسين في التعليم الابتدائي والثانوي – على أنهما عاملان أساسيان للقضاء على الفقر المدقع .

أهداف داكار الستة
إننا نلتزم جماعيا في هذا الإعلان بالسعي الي تحقيق الأهداف التالية:
1- توسيع و تحسين الرعاية و التربية الشاملتين فى مرحلة الطفولة المبكرة، و خاصة لصالح أكثر الأطفال
تأثراً و أشدهم حرمانا.
2- العمل علي أن يتم بحلول عام 2015 تمكين جمع الأطفال من الالتحاق بتعليم ابتدائي جيد مجاني و إلزامي ، و إكمال هذا التعليم مع التركيز بوجه خاص على البنات و الأطفال الذين يعيشون في ظروف صعبة.
3- ضمان تلبية حاجات التعلُّم لجميع النشء و الكبار من خلال الانتفاع المتكافئ ببرامج ملائمة للتعلُّم واكتساب المهارات الحياتية وبرامج المواطنة .
4- تحقيق تحسين بنسبة 50 في المائة في مستويات محو أمية الكبار بحلول عام 2015 . ولاسيما لصالح النساء ، وتحقيق تكافؤ فرص التعليم الأساسي والتعليم المستمر لجميع الكبار .
5- إزالة أوجه التفاوت بين الجنسين في مجال التعليم الابتدائي والثانوي بحلول عام 2015 ، مع التركيز على تأمين فرص كاملة ومتكافئة للفتيات للانتفاع والتحصيل الدراسي في تعليم أساسي جيد .
6- تحسين كافة الجوانب النوعية للتعليم وضمان الامتياز للجميع بحيث يحقق جميع الدارسين نتائج معترفاً بها ويمكن قياسها ، لاسيما في القدرات القرائية والحسابية والمهارات الحياتية الأساسية .

التعليم للجميع … عامل للتنمية

التعليم باعتباره حقاً للإنسان
الحق في التعليم حق منصوص عليه بكل وضوح في المادة 26 من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان . وهذا يشكل اعترافاً بالقيمة الإنسانية الجوهرية للتعليم ، وهو اعتراف يقوم على أسس أخلاقية وقانونية راسخة . ومن هذه الناحية ، فإن التعليم يمثل أيضاً وسيلة لا غنى عنها لتحرير وحماية حقوق الإنسان الأخرى من خلال توفير الدعائم اللازمة لضمان الصحة الجيدة والحرية والأمن والرفاه الاقتصادي والمشاركة في النشاط الاجتماعي والسياسي . فكفالة الحق في التعليم تعزز فرص الناس في الحصول على حقوقهم الأخرى وتمتعهم بها.

التعليم والقدرات البشرية
طرأ في السنوات العشرين الماضية تحول كبير في التفكير بشأن التنمية البشرية . ومن أجل تأمين التخلي عن التركيز الضيق على مبدأ نمو دخل الفرد كمؤشر أساسي على نجاح السياسات الإنمائية ، فقد برز إطار جديد يشدد على المدى الذي تم بلوغه في تعزيز قدرات الناس وفي توسيع الخيارات المتاحة لهم للتمتع بالحريات التي تعطي للحياة معناها وقيمتها . وهذه الحريات تشكل حقوق الناس في الحصول على الموارد التي تمكنهم من تجنب المرض وتكفل لهم احترام الذات والتغذية الجيدة وسبل العيش المستديم والتمتع بعلاقات سليمة فيما بينهم . وفي هذا الإطار يعتبر التعليم أمراً هاماً لثلاثة أسباب على الأقل . ويتمثل السبب الأول في أن المهارات المكتسبة من التعليم الأساسي ، مثل القدرة على القراءة والكتابة ، تنطوي بحد ذاتها على قيمة كبيرة باعتبارها نتيجة أساسية من نتائج التنمية

والسبب الثاني هو أن التعليم يمكن أن يساعد على تحاشي جوانب أخرى أكثر سلبية في الحياة . فعلى سبيل المثال ، سيؤدي التعليم الابتدائي المجاني والإلزامي إلي الحد من تشغيل الأطفال .
وأما السبب الثالث فهو أن التعليم يضطلع بدور قوي في تمكين الفئات السكانية التي تعاني من أوجه حرمان . و مع ذلك فإن النساء اللواتي حصلن على التعليم يمكنهن أن يعيشن حياة أفضل وأطول من حياتهن بدون تعليم . وبهذا المعنى ، فإن للتعليم الشامل والمتاح للجميع ، بغض النظر عن الطبقة أو الطائفة الاجتماعية أو الجنس ، يعطي تأثيراً قوياً في معالجة العوائق الاجتماعية والاقتصادية داخل المجتمع المدني ، كما أنه يمثل عاملاً أساسياً في تحقيق الحريات الإنسانية .
· و أخيرا يمكن القول بان هناك علاقة وثيقة بين التعليم والتنمية فالتعليم أحد العوامل الرئيسة التي تدفع إلى التنمية

و الآن عزيزي القاري لديك فرصة للتأمل و التفكير في الأسئلة التالية: · ما الذي يمكنك تقديمه لدعم أهداف منتدى داكار 2000 ؟ · ما العلاقة بين التعليم و التنمية ؟ · ما هي أثار التعليم علي حياتك و حياة طلابك ؟

اشرف أنور جرجس
مشرف مكون التعليم المجتمعي
هيئة كير الدولية مصر– مكتب المنيا

د.فالح العمره 05-04-2005 11:31 AM

استخدام لعب الأدوار في التربية العلمية

Using Role Play
in Science Education

A Workshop Presented at The National Science Teachers Association –
Annual Conference New Orleans , Louisiana April 3 , 1997

By
Larry D. Burton , ph.D.
Andrews University , Barrin Springs,Michigan

(Available : ERIC ED411162 Accessed 21Jan 2002)

ترجمة : عطية العمري

أساسيات في نظرية لعب الأدوار

أغراض هذه الاستراتيجية :
وصف كل من فانيك وجورج شافتيل ( 1967 ) لعب الأدوار على أنه نمط من \"ممارسة الواقع\" . ويستخدم المعلمون لعب الأدوار كأداة تعليمية يتوقعون أن يكون بإمكانها تغذية تقنيات حل المشكلات الخاصة بالاندماج بين الأشخاص ، والتحليل التأملي للقيم والسلوكيات الشخصية ( جويس ويل وشورز ، 1992 ) .
ويمكن بسط فوائد لعب الأدوار فيما يلي :
1 ـ القدرة على ممارسة الأوضاع الصعبة المحتملة في بيئة آمنة .
2 ـ القدرة على استخدام أساليب منوعة في الأوضاع الصعبة .
3 ـ إعطاء الفرصة لممارسة أوضاع معينة من وجهات نظر الآخرين .
4 ـ إعطاء الفرصة لتحديد القيم الشخصية .
5 ـ إعطاء الفرصة للاستماع لوجهات نظر أشخاص آخرين .
6 ـ إيجاد بيئة آمنة لممارسة أسلوب حل المشكلات .
7 ـ يعتبر هذا الأسلوب بمثابة مختبر لتحليل العلاقات بين الأشخاص والعلاقات بين القيم .
8 ـ إعطاء المتعلم فرصة للتعلم من أخطائه .
9 ـ إعطاء فرصة لاكتشاف نتائج الخيارات التي تم تنفيذها .
وقد حدد شافتيل وشافتيل ما يلي على أنه يمكن أن يكون الأكثر فائدةً في استخدام استراتيجية لعب الأدوار في التعليم . فالطلاب \" بمساعدة ومعارضة زملائهم في الصف يتدرجون في المواجهة الواعية للخيارات التي يضعونها للحالات التي تقابلهم ، ومن خلال الممارسة لتوضيح واختبار ونقد دوافعهم ، فإنهم يطورون نظاماً من القيم بوعي وإدراك.
( شافتيل وشافتيل ، 1967 ، 84 ) .

بناء جو صفي يسمح باستخدام هذا الأسلوب في التعلم :
لا يمكن لأسلوب لعب الأدوار أن يحقق الأهداف المرجوة من استخدامه في غرفة صف لا يسودها الجو الآمن . يجب أن تنمي البيئة الصفية الانفتاح في التفكير والتفاعل بين النتعلمين . وقد وضع بورتن ( 1997 ، 3 ) أهم مواصفات المناخ الصفي اللازم لتطبيق هذا الأسلوب بفعالية ، وهو أن يساعد على ما يلي :
1- التعبير عن كل السلوكيات التقليدية والبديلة .
2- التعبير عن المشاعر الجياشة .
3- احترام مشاعر الآخرين .
4- احترام أفكار الآخرين .
5- اكتشاف الحلول البديلة للمشكلات .
6- التقبل ( القبول ) غير التقويمي لاستجابات التلميذ .
ولكي تحصل حقيقةً على هذا النمط من الفصول ، يجب نمذجة السلوك وتعليمه ( باستخدام لوحة T-Chart مثلاً ) عن طريق معلم الفصل .

خطوط عريضة لتفعيل لعب الأدوار :
1- لا تكن مقيِّماً في رد فعلك على استجابات التلميذ .
2- كن معيناً للتلاميذ واستجاباتهم .
3- استمع إلى الرسالة المخبأة في استجابات التلميذ ( قراءة ما بين السطور )
4- كن مرشداً مباشراً أثناء لعب الأدوار .
5- قيًّم الأدوار والمناقشات حول طبيعة الموقف الذي سوف يؤدَّى .
6- شجع التحليلات البديلة ، وأعِدْ تحديد الأدوار .
7- شجع التفسيرات البديلة للأدوار .
8- اشرح وعبر عن رد فعلك على استجابات التلميذ من أجل زيادة وعيه لوجهات النظر والمشاعر والقيم التي تم التعبير عنها .

مراحل ( خطوات ) لعب الأدوار :
الخطوة الأولى: إحماء المجموعة :
أ‌- حدِّد / عرِّف المشكلة . ب- اجعل المشكلة واضحة ( جليَّة ) .
الخطوة الثانية: اختيار المشاركين :
أ- حلل الأدوار ب- اختر اللاعبين .
الخطوة الثالثة : إعداد المسرح :
أ- قرر موضوع التهيئة ب- أعِد تحديد الأدوار .
الخطوة الرابعة : إعداد المشاهدين :
أ- قرر بؤرة التركيز ب- حدد المهمات .
الخطوة الخامسة : تنفيذ المشهد :
أ‌- ابدأ لعب الأدوار ( حافظ على أن يكون الدور قصيراً)
ب‌- روِّض على لعب الأدوار .
الخطوة السادسة : مناقشة وتقويم :
أ‌- مراجعة عمل لعب الأدوار .
ب‌- مناقشة حول البؤرة الرئيسية .
ت‌- تطوير عملية التنفيذ .
الخطوة السابعة : إعادة تنفيذ المشهد :
أ- العب أدواراً منقحة ب- اقترح الخطوات التالية .
الخطوة الثامنة : مناقشة وتقويم :
اعمل ما قمت بعمله في الخطوة السادسة .
الخطوة التاسعة : تقاسُم الخبرة والتعميم :
أ‌- اربط حالة المشكلة بالممارسات الواقعية
ب‌- عمم السلوكيات الرئيسية .

إعداد ما هو ضروري للتعليم باستخدام لعب الأدوار
منذ أن أصبح لعب الأدوار استراتيجية تجريبية فعالة ، فإن المواد التي نحتاج إليها فقط لاستخدام هذه الاستراتيجية هي تلك التي تتطلب تحدي المتعلم للمشكلات الأولية . يمكن أن تعرض المشكلة بطرق مختلفة بما في ذلك القصص والفيديو والسيناريوهات ودراسات الحالة والمعضلات ( الورطات ) الشديدة .
حدد جويس ويل وشاورز ( 1992 ) المصادر التالية التي تصلح لحل المشكلات باسستخدام لعب الأدوار :
2- موضوعات مستقاة من مراحل حياتية متطورة .
3- موضوعات مستقاة من طبقة معينة ( بحسب الجنس أو العِرق أو الطبقة الاجتماعية الاقتصادية )
4- محتويات أخلاقية قيمة . 5- ألعاب يؤديها الناس . 6- أوضاع مزعجة .
7- موضوعات اجتماعية . 8- موضوعات خاصة بالمجتمع .
إضافة إلى هذه القائمة أضف ما يلي :
9- موضوعات أخلاقية من مناطق خاصة .
10- موضوعات أخلاقية من مهن خاصة .
11- موضوعات أخلاقية ناتجة عن تفاعلات ثقافية .
12- موضوعات أخلاقية ناتجة عن التقدم التكنولوجي .

ما يتم التركيز عليه عند استخدام لعب الأدوار :
أ ـ بالنسبة للمشاعر :
1- اكتشاف الشخص لمشاعره .
2- اكتشاف مشاعر الآخرين .
3- العمل خارج المشاعر أو التخلي عنها .
4- ممارسة قوانين من مراتب أعلى ، وذلك من أجل تغيير مواقف الآخرين ومواقف
الشخص نفسه .
ب ـ بالنسبة للاتجاهات والقيم والمواقف :
1- تحديد القيم الخاصة بالثقافة أو جزء من الثقافة .
2- تصفية وتقييم قيم الشخص نفسه ، وكذلك القيم المتناقضة .
ج ـ بالنسبة لاتجاهات ومهارات حل المشكلات :
1- الانفتاح على الحلول المحتملة .
2- القدرة على تحليل المشكلة .
3- القدرة على استنباط حلول بديلة .
4- القدرة على تقييم عواقب الحلول البديلة للمشكلة المقدمة من الشخص نفسه أو الآخرين .
5- التعبير عن النتائج ، واتخاذ قرارات نهائية في ضوء هذه النتائج .
6- التحليل الناقد والافتراضات فيما وراء البدائل .
7- اكتساب سلوكيات جديدة .
بالنسبة لجوهر الموضوع :
1- مشاعر المشاركين .
2- العلاقات التاريخية ، والأزمات التاريخية ، والورطات ، والقرارات .
(( جويس ب. ، ويل م. ، شاورز ب. (1992) : \"نماذج التعليم\" ـ ألين وبوستون باكون ، فانيك وجورج شافتيل ( 1967) :\" لعب الأدوار في الدراسات الاجتماعية\" – طبعة نفذت ))

حول موضوع الاستنساخ
درس باستخدام لعب الأدوار

المادة : علوم
الموضوع : الاستنساخ (cloning)
الصف: من الرابع حتى البلوغ
حجم المجموعة التعليمية: من 6 إلى 10 طلاب على الأقل .
الزمن المطلوب: من 40 إلى 55 دقيقة .
الأهداف الأدائية :
أ‌- توضيح تقنيات حل المشكلات .
ب‌- تحديد وتحليل قيم الشخص .
ج- تحديد وتحليل قيم الآخرين .
د- تقييم الأسباب المتعلقة بإجراءات السلوك .
الخطوة الأولى : إحماء المجموعة :
أ‌- قدِّم المشكلة عن طريق قراءة ما يلي :
\" حاول روبرت و سمانثا جونز إنجاب طفل منذ عشر سنوات . كل طرق العلاج بما في ذلك التلقيح الصناعي بصورة مستمرة لم تنجح . اقترح صديق العائلة عليهما أن يجربا الاستنساخ كبديل عن التناسل التقليدي . استطاع الزوجان إنجاب أطفال باستخدام بويضة سمانثا ونواة أية خلية من أي \" والد \" . سمانثا وروبرت ليسا متأكدين مما سيفعلانه بعد ذلك \" .
ب‌- زود التلاميذ بمختصر لسيناريو ما ورد أعلاه .
ج- راجع عملية لعب الأدوار عن طريق عرضها على جهاز Over Head Projector
د- أسئلة يمكن استخدامها :
1- كيف ستصف المشكلة الرئيسة في هذه الحالة ؟
2- ما الموضوعات التي ستتم معالجتها ؟
3- هل هناك مصادر محتملة للخلاف ؟
الخطوة الثانية : اختيار المشاركين :
أ‌- من سنضم في تنفيذ المشهد للمرة الأولى ؟
ب‌- الأدوار المحتملة : 1- روبرت جونز 2- سمانثا جونز 3- طبيبهما
4- صديق العائلة 5- مستشار .
ج- اختر المشاركين من المتطوعين . ابحث عن بعض الأشخاص الذين يتفاعلون مع
السيناريو .
الخطوة الثالثة : إعداد المسرح :
أ‌- أين سيبدأ التنفيذ ؟
ب‌- أماكن محتملة للتنفيذ :
1- في بيت جونز 2- في بيت صديقهما 3- في مكتب طبيبهما
الخطوة الرابعة : إعداد المشاهدين :
مهمات للمشاهدين ( تُعرض على جهاز Over Head Projector ) :
أ- التحليل : 1- هل هناك موضوعات أخرى تؤثر على ديناميات ( آليات ) هذه الحالة ؟
2- ما هي محاولات اللاعبين للإنجاز ؟ ( ما هي الأهداف من وراء أفعالهم ) ؟
ب- التقييم : 3- كيف ستكون الواقعية في التنفيذ ؟
4- هل أعمال اللاعبين فعالة في تحقيق أهدافهم ؟
ج- التلخيص : 5- كيف يمكننا إعادة هذا المشهد ؟
6- أين يجب أن نذهب في تنفيذ المشهد ؟
الخطوة الخامسة : عملية التنفيذ :
أ‌- مَشاهد محتملة للتنفيذ وإعادة التنفيذ :
1- صديق العائلة يقترح إمكانية الاستنساخ .
2- الزوجان يناقشان اقتراح الصديق لوحدهما .
3- الزوجان يناقشان اقتراح الصديق مع طبيبهما .
ب- مصادر محتملة للرفض :
1- الخلفية الدينية لأحد اللاعبين .
2- الوضع الأخلاقي الشخصي في تجريب الاستنساخ على البشر .
3- التأثير على الطفل ( القوانين الخاصة بالطفل قبل الولادة ، هل الاستنساخ
يصطدم مع نمو الطفل ، . . . إلخ ) .
الخطوة السادسة: مناقشة وتقويم :
أ‌- تقرير المشاهدين . ملاحظات على نقاشات المجموعة .
ب‌- أي الموضوعات واضح جلي في عملية التنفيذ لكي يستبعد ؟
ج- ما مصدر الخلاف ؟
د- هل هناك موضوع واضح المعالم في مركز عملية التنفيذ ؟
هـ ما هي مهارات حل المشكلات وتحليل الخلاف قد تم توضيحها بأسرع ما يمكن ؟
الخطوة السابعة: إعادة التنفيذ :
نفذ نفس العمل الوارد في الخطوة الخامسة .
الخطوة الثامنة : مناقشة وتقويم :
نفذ نفس العمل الوارد في الخطوة السادسة .
الخطوة التاسعة: الخبرة المشتركة والتعميم :
أ‌- استخدم تقاسم التفكير المتوازن لإنتاج الأسئلة التالية .
ب‌- أسئلة لتشجيع تطبيق التعلم في أوضاع عالمية حقيقية خاصة .
1- بنظرة على الموضوعات التي حددناها في لعب الأدوار ، هل يمكن أن نفكر في أية
أوضاع حياتية أخرى تشترك مع هذه الموضوعات ؟
2- ماهي تقنيات حل المشكلات أو مهارات التحليل التأملي التي تم توضيحها في عملية
التنفيذ ؟
3- في أية أوضاع أخرى يمكننا استخدام نفس هذه المهارات التقنية ؟


موضوعات محتملة للعب الأدوار في التربية العلمية
1- الموت الرحيم ( Euthanasia) أي : إراحة المريض بتسميمه بعقار قاتل .
2- استخدام الموضوعات الإنسانية في البحث .
3- الاتجاهات نحو العلم والتربية العلمية .
4- أخلاقيات العمل . . . إلخ .
5- . . . . . . . . . . . . . . .
مَشاهد محتملة لهذه الموضوعات :
1- الموت الرحيم : - آخر مساعدة لجاك فوركيان (Jack Kvorkian) على الانتحار .
- . . . . . . . . . . .
- . . . . . . . . . . .
2- استخدام الموضوعات الإنسانية في البحث :
- استخدام مخ الجنين في علاج Alzheimer
- الاستنساخ . . . . . . . . . .
3- الاتجاهات نحو العلم والتربية العلمية :
- الطلبة الذين يكرهون العلم .
- أولياء الأمور الذين لا يرون أن العلم ذو قيمة لأطفالهم .
- المعلم الذي يعتقد أن طلابه لا يستطيعون تعلم العمليات والمفاهيم العلمية .
- . . . . . . . . . . . . .
4- أخلاقيات مكان العمل :
- الإزعاج ( المضايقة ) Harrasment
- علاج المرضى الذين يدفعون أقساط التأمين ، ولكن لا كثير فائدة من علاجهم
- رفض علاج المرضى الذين لا يدفعون أقساط التأمين الصحي .
- . . . . . . . . . . . . .

شكل التخطيط للعب الأدوار
المادة : ________ الموضوع: __________ الصف : ___________
الزمن اللازم : __________________ عدد الطلاب : _______________
الأهداف العامة للدرس ( Lesson Goals) :
1- .................................................. .
2- .................................................. .
3- .................................................. .
الأهداف الأدائية ( Performance Objectives) :
1- .................................................. ..
2- .................................................. ..
3- .................................................. ..
ذِكر المشكلة المقدَّمة أو كيف سيتم بناء المشكلة :
.................................................. ................................
.................................................. ...............................
إذا كان الطلاب لا يألفون عملية لعب الأدوار ، هل تحتاج إلى توعيتهم بالعناصر الخاصة للعملية حتى تتأكد من نجاحهم ؟ .................................................. ...........................................
.................................................. ...........................................
الخطوة الأولى : إحماء المجموعة :
كيف ستقدم المشكلة ؟ صف أمثلة تزود بها التلاميذ . اكتب سؤالاً أو اثنين يمكن أن يُستخدما لشرح الموضوع المشترك في حالة المشكلة .
الخطوة الثانية : اختيار المشاركين :
اقترح عدة أدوار يمكن أن تنفذ في حالة هذه المشكلة . ما هي القيم والاتجاهات الخاصة بكل دور ؟ كيف يمكن أن نختار المشاركين ؟
الخطوة الثالثة : إعداد المسرح :
صف الأوضاع المحتملة للتنفيذ الأولي . أي المناطق ـ بحسب توقعاتك ـ يمكن أن يشملها التنفيذ ؟
الخطوة الرابعة : إعداد المشاهدين :
ما المهمات التي تعيِّنُها للمشاهدين ؟ على سبيل المثال :
أ- وصف : - مشاعر اللاعب نفسه .
- عملية التفكير لدى اللاعب شخصياً .
- أفعال / إعادة أفعال اللاعب شخصياً .
ب- تحليل : - الأسباب المحتملة لأفعال اللاعبين .
- الأهداف المحتملة لكل لاعب .
ج- الاقتراح : - خيارات التنفيذ ( وبعد ذلك التوضيح في إعادة التنفيذ )
د- التقييم : - الواقعية في التنفيذ .
- تأثير أفعال اللاعبين .
- تتابُع ( تسلسل ) أفعال اللاعبين .
- فائدة أفعال اللاعبين في تحقيق الأهداف .
الخطوة الخامسة ( والسابعة ) : التنفيذ وإعادة التنفيذ :
اقترح اثنين أو ثلاثة من المشاهد المحتملة للتنفيذ ( وإعادة التنفيذ ) . هل بالتأكيد توجد قيم تريد أن تلقي الضوء عليها في التنفيذ الأول ؟
الخطوة السادسة ( والثامنة ) : مناقشة وتقييم :
اكتب اثنين أو ثلاثة أسئلة يمكن أن تستخدم لتدريب الطلاب على تحليل النزاع ( الخلاف ) والقيم المعروضة . ما التقنيات التعاونية التي ستستخدمها من أجل تسهيل المناقشة ؟
الخطوة التاسعة : الخبرة التشاركية والتعميم :
اكتب سؤالاً لتشجيع تطبيق حل المشكلات على حالة حياتية واقعية خاصة . اكتب سؤالاً مصمماً لاستعمال النتائج في الحياة بصورة عامة .

عطية العمري

د.فالح العمره 05-04-2005 11:33 AM

مستقبل التعليم في المملكة

المملكة العربية السعودية
المنطقة الشرقية
محافظــــة الاحســـاء

بحث عن مستقبل التعليم في السنوات القادمة و مواجهات التحديات التعليمية في القرن الحالي و مواكبة التطورات و التغيرات في جميع مجالات الحياة.



الفهــــرس
المقدمة 2
نظرة إحصائية 3
التعليم و التنمية 4
التعليم و سوق العمل 5
التربية و التعليم 6
التعليم المطلوب 7
إلزامية التعليم 8
انسيابية التعليم 9
ثوابت مهمة : 10
- الدين 10
– اللغة 10
– الوطن 10
الأعلام التربوي 10
تحديات مستقبلية 11
مفاهيم تعليمية حديثة : 11
- الكتاب الإلكتروني 11
- التعليم من بعد 12
- المدرسة الإلكترونية 12
- التجارة الإلكترونية 12
- القنوات الفضائية التعليمية 12
– ثورة الاتصالات الحديثة 12
عناصر العملية التعليمية : 12
- الطالب ( الأسرة ) 13
– المعلم 14
– الإدارة المدرسية و المدير 14
– المدرسة : (الفصل الدراسي –المعمل و المختبرات – المرافق الثقافية –
– المرافق الرياضية – الورش الفنية و التقنية ). 15
- الكتاب المدرسي 16
مناهج تعليمية أساسية : 17
- الرياضيات 17
– العلوم 18
– اللغة الإنجليزية 18
– الحاسب الآلي - ( مشروع وطني ) 18
– التربية الوطنية 19
أساسيات تعليمية مهمة : 19
- ا لنشاط المدرسي 19
– الإرشاد الطلابي 20
– الواجب المنزلي 20
– دروس التقوية 20
- التقويم المستمر 21
– الاختبارات 21
– الصحة المدرسية و البيئة 21
– مجلس المربين و المعلمين 21
– الدوام المدرسي 22
مراحل التعليم : 23
- رياض الأطفال 23
- المرحلة الابتدائية 23
- المرحلة المتوسطة 24
- المرحلة الثانوية 24
التعليم من أجل العمل 25
تعليم ذوي الاحتياجات الخاصة 26
مدارس محو الأمية و تأهيل الكبار 26
مدارس القطاع الأهلي 27
كلية المعلمين و الإدارة التربوية 27
تعليم البنات ( الأنثوي ) 28
التعليم الفني و التدريب المهني : 29
- التعليم التجاري
- التعليم الصناعي والمهني
مراكز اكتشاف الموهوبين 30
مساهمة القطاع الأهلي في التعليم 30
مركز أبحاث و تطوير و ترجمة 31
الجودة 32
المنظمات و المؤسسات التعليمية الوطنية و الأقليمية و الدولية : 32
- المؤسسات و الجامعات الوطنية 32
- مكتب التربية و التعليم لدول الخليج 33
- منظمة اليونسكو 33
التعليم ما بعد الجامعة : 33
- تعليم الكليات و المعاهد ( الدبلوم ) 33
- التعليم الجامعي 34
الخاتمة 34
المصـــادر 34

مقـــــــدمة
بسم الله الرحمن الرحيم
( أقرأ باسم ربك الذي خلق ، خلق الإنسان من علق ، أقرأ و ربك الأكرم الذي علم بالقلم ، علم الإنسان ما لم يعلم )

تقاس الشعوب بتعليمها و يخضع التعليم لكل فترة للتطوير و جعله مواكبا للعصر و حتى الدول المتطورة صناعيا ترى في إصلاح التعليم ضرورة للوصول إلى الأهداف المرجوة و يعكف المخططون على رسم سياسات تعليمية و إستراتيجيات يضعوا لها أهداف محددة يمكن تحقيقها بتنفيذ الخطط العلمية ، و لا يجب أن يهدف التعليم إلى مخرجات تعليمية عادية تنهي السنوات الدراسية بالثلاث المراحل و لكن هدفه خلق شباب مبدع في الفيزياء الكيمياء و الأحياء و الطب و الهندسة و الأدب و الشعر و الفنون التشكيلية و علماء و أساتذة جامعات لأن المستقبل سيأتي باختراعات لا تخطر على عقل بشر و اكتشافات تتجاوز كوكب الأرض إلى كواكب أخرى بل سيكتشف أشياء تفوق العقل البشري و بالتأكيد سينسى المرء ما تم اكتشافه و اختراعه في القرن الماضي مقارنة بالقرن الحالي ( الواحد و العشرون ) و يجب أن نهيأ أنفسنا لهذه التحديات العلمية و التعليمية و نساير الآخرين ، من هذا المنطلق شاركت بتواضع في بحث عن تحديات التعليم في المملكة لعل يستفاد منه ، إن عملية التعليم حركة تكاملية في عناصرها و البيت و الطالب و المدرسة و المعلم و قد اعتمدت في هذا البحث مصادر حديثة و من تجارب عديدة من الدول التي سبقتنا في مضمار العلم التقني ، و في هذا البحث ركزت على الدراسة على المراحل الأساسية للدراسة ( الابتدائي و المتوسط و الثانوية ) و كذلك تعليم محو الأمية و التعليم المستمر و التطرق إلى التعليم الفني و التقني و أهميته في عصر الصيانة و التشغيل و الاهتمام بتعليم الأنثوي و ارتباطه الوثيق بالتعليم العام و كذلك الدراسات ما بعد المرحلة المدرسية في الكليات و المعاهد و الجامعة ، و يعتبر التعليم حلقة متكاملة في جميع المراحل بما فيها الجامعية و أساليب التطوير و التحديث التعليمي ، و في هذه الدراسة اعتبرت مراحل التعليم تبتدأ من رياض الأطفال لأنها مهمة في تكوين مدارك الطفل التربوية و التعليمية .

نظرة عامة إحصائية :
النمو السكاني السعودي يعتبر من أعلى معدلات في العالم و يقدر سكان المملكة في عام 1435 هـ 35 مليون نسمة و بالتالي يتوقع أن يشكل أعداد الطلبة في جميع المراحل أكثر من عشرة مليون و الجداول التالية تبين أعداد الطلبة و المعلمين من مجلة المعرفة السعودية :

أعداد الطلاب في السنة الأخيرة من الخطة الخمسية الثامنة
المجموع تعليم الكبار تربية خاصة كليات المعلمون ثانوي متوسط ابتدائي السنة
2233835 20420 18755 24930 396087 547493 122615 المجموع الكلي1429-1430هـ
2050505 نفسه نفسه نفسه 383059 526321 1141125 سعوديون

الجدول يبين أجمالي عدد المعلمين في السنة الأخيرة من الخطة الخمسية الثامنة
المجموع تربية خاصة كليات المعلمون ثانوي نهاري متوسط نهاري ابتدائي السنـة
154630 5172 2203 24311 38382 84562 1429-1430هـ

الجدول يبين أعداد المدارس في السنة الأخيرة من الخطة الثامنة
المجموع محو الأميةو تعليم الكبار تربيةخاصة* كلياتالمعلمين ثانوي متوسط ابتدائي السنة
13019 1094 132 18 1665 3464 6646 1429-1430هـ
الفصول الملحقة بمدارس التعليم حسبت فصولا و لم تحسب معاهد .

من هذه الأعداد يجب أن يوضع في الاعتبار الخطط المستقبلية لمستويات التعليم المدرسي و الجامعي و ارتباطه بسوق العمل و مدى حاجة العمل و توجيه الطلبة في التخصصات المطلوبة مستقبلا ، أي ربط التعليم وبالتنمية الشاملة في الدولة و تخفيض مستوى البطالة و من المفروض رسم الاستراتيجيات و الخطط المستقبلية و ربط التعليم بالمستقبلي بعضه ببعض و التركيز على التعليم الأساسي وهو الابتدائي و المتوسط و الثانوي في النهوض بالتعليم .

التعليم و التنمية

لا يمكن القيام بالتنمية الوطنية في المجالات الاقتصادية و الاجتماعية إلا بمراجعة التعليم و حسب ما يفرضه سوق العمل و ما تقتضيه المتغيرات التي تطرأ على العالم في التعليم و التنمية ، إن التقدم الحاصل في العلوم و التكنولوجيا فرض نوعا خاصا من التعليم حتى نشأ في دول متقدمة حتى تغيرت طيعة الأعمال و أصبح مكتب العمل من المنزل و من غرفة النوم بفضل الكمبيوتر و الإنترنت أو في أي مكان بالكمبيوتر المحمول ، و لا يجب أن يغيب عن تفكير القائمين التعليم و المخططين ما تفرضه التطورات الدولية في سوق العمل و الاقتصاد بصورة عامة من كسر الحواجز بين الدول و سباق الأمم في الحصول على أفضل أنواع التعليم و الاهتمام بجودة التعليم ، إن العولمة فرضت نفسها حتى في مجال التعليم بواسطة ثورة الاتصالات و حتى يمكن القيام بعملية التنمية شاملة تلبي احتياجات المستقبل لا بد من استخدام الوسائل المستعملة من التعليم و الأساليب الجديدة و تقنيات الاتصالات و الأجهزة الحديثة في عملية التعليم ، ودفع المتعلم إلى المشاركة الفعالة في التنمية و لا بد من مراجعة المناهج الدراسية لتلبية تحديات التعليم المستقبلي و التنمية و جعل مخرجات التعليم متوافقة و متناسقة مع متطلبات العملية الاقتصادية الاجتماعية و التنمية و يطلبه سوق العمل من وظائف.

التعليم و سوق العمل :

نتيجة التطور الاقتصادي تركز كثير من الدول على مستوى التعليم و مدى ملائمة الحالة التعليمية مع متطلبات العمل و مدى تجاوب مخرجات التعليم مع ما يفرضه سوق العمل ، و بطبيعة التطور الصناعي و التجاري بصورة خاصة تفرض الشركات شروط معينة على المتعلم الباحث عن وظيفة ، من هنا يجب التركيز على مواد التعليم و مدى مواكبتها للتقدم الحاصل في تقنية المكاتب و منافسة العمالة الوافدة ، و ليست مهمة التعليم إشباع رغبة المتعلم من مواد نظرية لا تمت إلى واقع العمل بأي صلة و لكن حتى يكون الطالب على استعداد لسوق العمل،
و بعد تشبع القطاع الحكومي من الموظفين المواطنين تقريبا لم يبق إلا مؤسسات و شركات القطاع الأهلي التي تستهدف الإنتاجية و الربحية بحيث تريد موظفا له دارية بتكنولوجيا العمل مثل الكمبيوتر و اللغة الإنجليزية ، كذلك عدم رغبة الطلبة في تكميل دراستهم العليا بحيث يتجهوا إلى التعليم المتوسط قبل المرحلة الجامعية ، أيضا حاجة السوق اليوم إلى موظفين متخصصين مهرة و متدربة على أحدث وسائل العمل ، و نظرا للزيادة السنوية في التعليم العالي الجامعي تبقى فجوة التعليم المتوسط التجاري و التعليم العام الغير المؤهل للعمل كبيرة ، و إذا زادت نسبة التعليم الجامعي عن الحد المطلوب فسيكون هناك فائضا من الصعب استيعابه بحيث يضطر الطالب الجامعي المتخرج و المتخصص في حقل معين من الدراسة بالعمل في غير تخصصه أو أعادت تأهيله و تدريبه على وظيفة جديدة و في كلا الحالتين تكون هناك خسارة مضاعفة و تكلفة كبيرة على البلد ، و على هذا فالتركيز على التعليم المتخصص من المراحل الأولى و الاتجاه الصحيح في التعليم بصورة عامة و التعليم التجاري بشكل خاص يوفر كثير من الوقت و المال ، أن التعليم العام و التعليم الفني التجاري يتطلب تعاون مسئولي وزارة المعارف و مسئولي المؤسسة العامة للتعليم الفني و الجهات المدربة مثل القطاعات الحكومية و القطاعات الأهلية حتى تستمر و بنتيجة مثمرة في سوق العمل بحيث يتوافق التعليم النظري و التدريب التطبيقي . أن فقدان التنسيق و الترابط بين المؤسس العامة للتعليم الفني و التدريب المهني و الجهات الاقتصادية و التجارية حتى لا تذهب الجهود الجبارة و الأموال الطائلة سدى أن التطور التقني و الاقتصادي يحتاج إلى أنواعا تعليمية متقدمة لتلبية شروط سوق العمل اليوم حتى لا يكون للمنشآت مبرر لعدم التوظيف و ذلك لعدم مواكبة مخرجات التعليم العام و التخصصات لمتطلبات الشركات و المؤسسات .

التربية و التعليم :

أن تحصل على متعلم مفيد و منتج و فاعل في مجتمعه و وطنه إلا باكتمال العنصرين و هما التربية و التعليم ، و من الضروري تهيئة العوامل المعدة لذلك بإيجاد الإرشاد النفسي والتربوي و التعليمي و غرس المفاهيم الإسلامية التي تدعو المحبة و الإخاء ، إن التربية الإسلامية هي خير معين يوجه المتعلم نحو الصواب و التربية الحسنة و الحصول على سلوك قويم إنساني يمكن الطالب أن يكون مواطنا صالحا يفيد نفسه و وطنه ، كذلك لا بد من اعتماد أساليب تعليم و تعلم حديثة متطورة بالعمل على تحديث المناهج التعليمية و إيجاد برامج و مشروعات تربوية و تعليمية تنهض بمستو التعليم في جميع مراحله و ذلك بإعداد معلمين قادرين على إخراج طلبة متميزين و اكتشاف المواهب مبكرا و تبنيه ،و الاتجاه نحو التركيز على الإعداد المتوازن و الشامل للمتعلم ليكون إنسانا فاعلا و حتى يتحقق الأمر لا بد من تفاعل بين حلقة التربية و التعليم و خصوصا إن المستقبل جعل تحديات و مفاهيم جديدة و بفضل ثورة الاتصالات لا مناص من التفاعل معها و أخذ ما يناسب عقديتنا الإسلامية و تقاليدنا و قيمنا و لذا يفضل أن يتغير مسمى وزارة المعارف إلى مسمى وزارة التربية و التعليم و جعلها تهدف إلى :

1. تربية الطالب تربية حسنة .
2. زرع المفاهيم و التعليمات الإسلامية .
3. إعداد طالب مواطني يتحلى بالصفات الوطنية .
4. توسيع مدارك و مفاهيم الطالب و إكسابه مهارات عقلية .
5. ربط التعليم بالتنمية .
6. إشعار الطالب بمسئوليته نحو نفسه و مجتمعه و وطنه .
7. غرس أهمية التعليم لدى الفرد .
8. معرفة و تحليل العوامل المؤثرة في الحياة العلمية و الاجتماعية و الاقتصادية .
التعليم المطلوب

لم تعد عملية التعليم عملية تلقينية أو حفظ يعتمد الطالب فيها على ما يلقن و لكن تطلب الإبداع و التفكير و إعمال العقل في الاستنتاج و حلول المشاكل و الابتكار في الحياة و استعمال العقل و المنطق و التحليل و الحث على الإبداعات الفنية و التقنية ، و هذا لا يتأتى إلا بكيفية استخدام العقل و أثارته بالتوصل إلى حلول و يمكن حث الطالب على البحث عن المعلومة و دراستها و نقدها و مقارنتها و تفسيرها و تصنيف تلك المعلومات و الأفكار و الاستفادة منها ، و يمكن للمتعلم أن يستخدم البيانات في ملاحظة الظواهر الطبيعية و الأحداث و مقارنتها بأمور أخرى و تطلب التدريب على التخيل و تصور الأشياء التي تقود إلى الإبداع و الابتكار و كذا يسهل على الطالب في حل الإشكاليات العقلية و المنطقية و يحسن التصرف في الأمور الصعبة ، أيضا تساعده في الإبداعات الفنية و الرياضية و الأدبية و غيرها من فنون الإبداع و التقنيات .

إلزامية التعليم
للقضاء على الأمية و شمول التعليم و الحصول على مواطنين مؤهلين للقرن الحالي ( الواحد و العشرون ) لا بد من إلزامية التعليم بالحصول على شهادة المرحلة المتوسطة على الأقل و مجانية التعليم بل وضع الحوافز و العوامل المساعدة على التحصيل الدراسي و التفوق ، و الوصول إلى مرحلة المتوسطة ( الإعدادي ) من التعليم يوسع مدارك الشخص و يجعله أكثر قبولا للمتغيرات و استيعاب الأحداث و ما يطرأ من تطور و تغير ، وحتى يكتمل بناء إنسان قوي متسلح بسلاح المعرفة يجب كذلك التهيئة الإجبارية للتعليم المستمر في المراكز و المعاهد الفنية و التقنية لأنها السلاح المؤهل للحصول على عيشة كريمة في الحياة .

انسيابية التعليم
المقصود بانسيابية هو تنقل الطلبة من قسم إلى آخر من غير أن يخسر سنوات دراسية أي معادلة السنوات ، فكثير من الطلبة يتعثرون في مرحلة أو قسم معين من المدارس فيضطر أن ينتقل إلى قسم آخر من التعليم ، مثال ذلك أن يتعثر طالب في مرحلة الثانوية و بعد سنة أو سنتين ينتقل إلى الثانوية التجارية أو الصناعية فلا بد من مواد مشتركة بين الثانويات حتى يسهل نقله حيث لا يخسر أي سنة دراسية ، مما يسبب له الإحباط النفسي و التعليمي و لا يكمل دراسته ، أو نقله إلى معهد فيجب أن يحسب له ، كذلك إذا تعثر طالب في مرحلة دراسية لعدة سنوات يجبر الطالب أن ينضم إلى نوع آخر من الدراسة التي تلائمه و تحسب بعض المواد الدراسية التي درسها و نجح فيها، بالإضافة يجب اتباع نظام النقل إلى صف آخر متقدم إذا رسب الطالب في ثلاث مواد أو أقل و يقدم اختبار في هذه المواد أثناء الدراسة في السنة الدراسية القادمة حسب جدول معين .

ثوابت مهمة :

1 - الدين : يجب الاهتمام بالدين الإسلامي في المناهج الدراسية وهو المكون الأساسي الحقيقي لمواطن صالح يفيد وطنه و مجتمعه و يحثه على التكافل و التضامن و أن الإسلام يدعو إلى المحبة و العطاء و الإيثار و قبول الآخر و الحوار مع الحضارات التي هي نتاج تفاعل شعوب و أمم و يربي الإنسان تربية مستقيمة و يحث على التفاعل مع الأمم الأخرى و يدفعه إلى التفاعل معها و كسب ما يفيد و لا سيما في الأمور العلمية ( أدعو إلى سبيل ربك بالحكمة و الموعظة الحسنة ) .

2 – اللغة : تعتبر اللغة هي الوعاء الحقيقي لحفظ التراث و التقاليد التي نشأ عليها الفرد و اللغة العربية لغة القرآن و لذا يجب المحافظة عليها و تعليمها واجب ديني و يجب استخدام الأساليب الحديثة في تعليمها و نشرها بوسائل الاتصالات الحديثة .

3 – الوطن : أن لكل فرد وطن و تراث و قيم و عادات يجب الحفاظ عليها و هي مكونات رئيسة حتى يتميز بها ذلك الفرد ( الطالب ) بدينه و تراثه و لا بد من غرسها بتدريسها في المراحل الدراسية لتعرف على تراثه الأصيل و و ربطه الدائم بالوطن .

الأعلام التربوي :

للأعلام التربوي مهمة كبيرة في نشر الوعي التعليمي و بث روح التعليم و المثابرة ، لأهمية الأعلام يجب إنشاء محطات فضائية متخصصة في التعليم لشرح المناهج في جميع مراحل الدراسة و عقد الندوات و الحوارات النقاشات لفوائد التعليم و معوقات التعليم و بحث العلاقة بين الطالب و المعلم و المدرسة و الأسرة و إزالة الخوف و الرعب من نفسية الطالب من رهبة الاختبارات و مناقشة أساليب الشرح و الامتحانات باستضافة متخصصين في الأعلام التربوي و مد راء و معلمين و طلبة لتكون حوارات موضوعية تناقش كل نقاط التعليم ، و يجب تأسيس مجلات و دوريات تعنى بالتربية و التعليم و توزيعها على المدارس بأسعار رمزية ليستفيد منها المد راء و المعلمين و الطلبة على حد سواء .

تحديات مستقبلية
إن هناك مفاهيم اجتماعية و اقتصادية و ثقافية تفرض واقعا جديدا بفضل التفاعل المتبادل بين الشعوب و الأمم نظرا للتطور في ثورة الاتصالات و أصبح العالم قرية صغيرة و من هذه التحديات العولمة بجميع أشكالها و على المرء أن لا يعتبر كل العولمة سلبية بل هناك فوائد ملائمة لمجتمعنا يجب الاستفادة منها و الذي لا يخالف ديننا و قيمنا و مبادئنا و مما يسهل انتقال مفاهيم العولمة هي التقدم الكبير في عالم الاتصالات مثل الفضائيات و الإنترنت و يجب أن نواجه التحديات التربوية و الثقافية و الاقتصادية و الاجتماعية و العلمية و لا ندفن رؤوسنا في التراب و حتى نكون في مستوى التحديات يجب نواجهها بالتربية و التعليم الهادفين و المخطط لهما و نحصل على شباب على قدر من المسئولية الاجتماعية و الوطنية و في القرن الحالي ( الواحد و العشرون ) يمكننا أن نقضي على الأمية و ليست الأمية التعليمية فقط و لكن أمية التقنيات الحديثة مثل الإلمام بأجهزة الكمبيوتر و برامجه . إن عملية الإصلاح المستمر للتربية و التعليم بأهداف سامية تحقق أقصى صفات الوطنية لدى الشخص مثل التراث الديني و الوطني و الاهتمام بالبيئة العمل و الإنتاجية و تعميق الاعتزاز بالذات و الوطن و التفاعل مع الشعوب لأننا نحمل فكر دينيا يحثنا على التفاعل مع الشعوب ( يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر و أنثى و جعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم ) .

مفاهيم تعليمية حديثة

بدون شك أن العالم استفاد من التقنيات الحديثة في التعليم وأن الشعوب تتسابق في ابتكار و الحصول على الوسائل الحديثة في التعليم ومن هذه التقنيات هي الحاسب الآلي و شبكة الأنترنت و يمكن التعرف على المعلومات و البيانات باستخدام الأنترنت و لا بد من ربط جميع المدارس بهذه الشبكة و جعل لكل طالب جهاز و العالم يتجه نحو التعليم الإلكتروني و الاستفادة منها و الحصول على الشهادات التعليمية في مختلف المراحل كذلك بفضل الاتصالات العالمية استحدثت مفاهيم علمية جديدية مثل طب الاتصال و الحوارات و المناقشات بواسطة الإنترنت و الفضائيات و من التطورات التقنية التي يجب أن توضع في الاعتبار هي :

1 - الكتاب الإلكتروني : بدل إن تكون الكتب مكتوبة في أوراق قابلة للتلف و تشغل مساحات كبيرة من المستودعات و الحقائب هناك فكرة الكتاب الإلكتروني و هو جهاز كمبيوتر يحتوي على العدد الهائل من الكتب و الموسوعات أو أسطوانات ليزر تحتوي على العدد الهائل من المعلومات و البيانات .

2 – التعليم من بعد : بواسطة الكمبيوتر و ربطه بالإنترنت أصبحت بعض المداس و المعاهد و الجامعات تعطي شهادات معتمدة من قبل المؤسسات التعليمية التي اعتمدت التعليم من بعد و هذا من الإفرازات التقنية الحديثة .
3 – التجارة الإلكترونية : لم يعد الحصول على سلعة أو بضاعة أن تذهب إلى المحل التجاري أو شراء أو بيع أسهم أو تسديد فواتير أن تذهب إلى للبنك و بفضل التجارة الإلكترونية و الإنترنت أن تعمل هذه العمليات و أنت في منزلك .
4 – الحكومة الإلكترونية : يمكن إنجاز أي عملية أو مهمة مثل معاملة رسمية ( حكومية ) الحصول على شهادة ميلاد أو وثيقة رسمية و أنت في منزلك من خلال شبكة الأنترنت ، من غير أن تقف في طابور و تنتظر دورك .
5 – المدرسة أو ( الجامعة ) الإلكترونية : دول كثيرة شرعت في إعداد مناهجها بالكمبيوتر و التعليم و الشرح و كل ما يتعلق بالتعليم و دروس التقوية يحصل عليه الطالب من شبكة الإنترنت أو أسطوانات ليزر و كذلك الحصول على الشهادة الدراسية .
6 – القنوات الفضائية التعليمية : التعليم من القنوات الفضائية بدأ ينتشر و هناك قنوات فضائية تعليمية متخصصة تعرض الدروس في المراحل الدراسية و الجامعية مما سهل على الطالب على دروس تقوية و اعتماد شهادات من تلك القنوات الفضائية التعليمية و هي تابعة لمدارس و جامعات .
7 - ثورة الاتصالات الحديثة : و نتج عن هذه التطور الرهيب في وسائل الاتصالات الحديثة مفاهيم حديثة علمية و طبية مثل طب الاتصال وهو التعلم و العلاج عن بعد و حدث تغيير كبير في الأجهزة الإلكترونية حتى أصبحت موسوعات علمية و كتب و صور و معلومات و بيانات في قطعة إلكترونية صغيرة لا تتجاوز سم المربع .

عناصر العملية التعليمية :

1 - الطالب ( الأسرة ) :
الطالب عنصر مهم في عملية التعليم و يعتبر اللبنة الأولى في الارتقاء بمستوى التعليم وأول من يغرس فيه حب التعليم و التفوق هي أسرته و هي المرتكز الأساسي لتذليل العقبات النفسية للرغبة في التعليم بحيث لا يستطيع المربون التفريق بين البيت و المدرسة و أيهم أولى ، و عندما يعلم الوالدان الأبناء أن المستقبل مرهون بالتعليم و لا يمكن الحصول على وظيفة ذات شأن عالي إلا بمواصلة التعليم ، و للأسرة دور مهم في التنشئة و السلوك المستقيم و التربية الحسنة تسهل عملية التعليم ، و مما لا شك في إن الضغوط المادية الصعبة تؤثر سلبا على التحصيل الدراسي و على استمرار التعليمي ، كما أن هناك عناصر مهمة في البيت غير الوالدين مثل الفضائيات التي أصبحت عاملا سلبيا أحيانا في التعليم و يجب على الأسرة تقنين استخدامها و في الأمور المفيدة و كذلك الإنترنت و الاستغراق في استعماله مما جعله عنصرا ضارا عند بعض الأسر بدل أن يكون عاملا في الاستفادة في التعليم ، لم تعد الأسرة تعني الأب و الأم و الأخوان و لكن تعددت عناصرها فيجب مراعاة التغيير في محيط الأسرة و الاهتمام بالأبناء و حثهم على الاستمرار في الدراسة و تحفيزهم على التفوق .

2 - المعــلم :
للمعلم دور مهم في العملية التعليمية و الحصول على طلبة متفوقين و مثاليين في الأخلاق و يشترط في المعلم الحصول على شهادة جامعية تربوية ( بكالوريوس ) أو شهادة تخصصية مع دبلوم تربوي مع خضوعه باستمرار لدورات تدريبية و هذه المؤهلات تشمل جميع مراحل التعليم بما فيها رياض الأطفال ، و البحث عن الكوادر المؤهلة من المعلمين و الذين يتحلوا بموهبة تعليمية عالية و رغبة في مهنة التعليم و يمكن إعدادهم ببرامج تدريبية دورية بآخر مستجدات التعليم و تدريبه على أحدث وسائل التقنية و التعليم يقدر على قيادة طلبة متميزين و لا يكون دور المعلم شارحا للمادة بل مستشارا تعليميا و مدربا و الابتعاد عن الأساليب التقليدية مثل التلقين و الحفظ ، و حتى يكونوا المعلمون من صانعي القرار و تكوين قاعدة طلابية قوية لا بد من مشاركة المعلمين في وضخ الخطط التعليمية و تأليف المناهج الدراسية لأنهم بهذا سوف يتحسسوا العملية التعليمية بكاملها من التدريس و يسبروا في أغوار المنهج و الطالب و يجب معرفتهم بأهداف التعليمية الحقيقية و المستجدات في وسائل التعليم ، و هناك أمور تتعلق بتهيئة الجو للمعلم مثل توفير مكتب خاص و مريح للمعلمين تتوفر فيه الأثاث المكتبي المساعد على الراحة و الوسائل و الاحتياجات العصرية و التشجيع على الانضمام في دورات و برامج تعليمية يطلع فيه على أحد الطرق و الوسائل التعليمية لينمي مهارات و معارفه و كيفية استخدام الكمبيوتر و برامج في توصيل المعلومة و يمكن عمل اختبارات تقويمية تستعمل فيها معايير معينة من التعليم و التهيؤ النفسي للمعلمين سنويا يعطى من يجتازها حوافز معنوية و مادية . و للاحتكاك بين المعلمين و تبادل الخبرات يعمل مجلس معلمين في كل محافظة يتم اختياره حسب معايير محددة كل ثلاث سنوات و تعقد اجتماعات دورية في العام الدراسي أربع مرات في السنة يتم مناقشة هموم المهنة و مشاكل و معوقات التعليم و عمل توصيات في نهاية العام الدراسي ترفع إلى الجهات المعنية بالوزارة و يمكن ربط هذه المجالس بالإنترنت حتى تسهل عملية الاتصال بين المجالس و الوزارة ، كما يمكن أن يحفز المعلم بعناصر مادية و معنوية مثل الراتب و بدل منطقة نائية حسب المحافظة و المنطقة الذي يوازي عطائه و جهوده في عملية التربية و التعليم و توفير عوامل الراحة كالسكن و تسهيل بعض الأمور المادية و الحياتية كتسهيل القروض و امتيازاته ببعض القروض الميسرة و التأمين الصحي و غيرها من العوامل التي تساعد على الراحة النفسية حتى لا ينشغل بأمور تقلل من عطائه و يقبل على وظيفة كهواية يتاح له الإبداع و الابتكار في التعليم.

3 - تقنيات ( وسائل ) التعليم :
إن التقنيات الحديثة و المتعددة ساهمت و بشكل فعال في جعل العملية التعليمية أسهل و تنوعت وسائل التعليم و الإيضاح بحيث لم يعد المعلم مقتصر في وسائل التعليم السبورة و الطباشير فهناك الحاسب الآلي و الأجهزة العارضة و المعدات التي ساعدت المعلم في توصيل المعلومة للطالب
و يجب تدريب المعلمين في كسب المهارات و المعارف في التعامل مع هذه التقنيات المتعددة .

4 - الإدارة المدرسية و المدير :
تعرف الإدارة المدرسية بوظيفة المدير و المساعدين له من وكيل تعليمي و وكيل إداري و سكرتارية متخصصة في الأعمال المكتبية و يقع على المدير أعباء كثيرة من الواجبات المدرسية مثل التوفيق بين متطلبات التعليم و الإمكانيات و العلاقة بين المعلم و الطالب و إدراة شئون المدرسة في المصروفات و الإيرادات المختلفة و ذلك بالتنسيق مع الوكيل الإداري و التعليمي كما يجب أن يتحلى المدير بصفات قيادية و تربوية و يتحلى بفن الاتصال مع الزملاء من المعلمين و الموظفين و يؤمن بعمل الفريق الواحد و أن أداء الإعمال و الواجبات تكاملية و أن يكون إداري مخطط قادر على أخذ القرارات في الوقت المناسب و يجب أ ن يشارك المدير في الندوات و البرامج الإدارية ليطلع على آخر تطورات الإدارة المدرسية و اكتساب الخبرة ،و للتطوير المستمر و ضخ دماء جديدة يجب أن تكون فترة الإدارة المدرسية ( المدير ) أربع سنوات قابلة للتجديد لفترة أخرى مماثلة تحت توصيات المتخصصين و الموجهين التربويين .

5 - المدرسة :
البيئة الحقيقية للتعليم هي المدرسة و لا بد من تهيئة الجو العام للطالب و يصبح جو المدرسة مغايرا عن جو البيت بتوفر عناصر التعليم ، إن توافر عناصر الراحة للدراسة مثل الفصول الدراسية المعدة إعداد عاليا و بها وسائل التعليم الحديثة مثل الحاسب الآلي و وسائل التعليم الحديثة و المختبرات و معامل اللغات الأجنبية و المكتبات و قاعات الدراسة و عمل الواجبات و الورش التي يمارس الطالب فيها هوايته الفنية و التقنية و كذلك المرافق الرياضية مثل الملاعب و المسابح و الصالات الرياضية و المسرح حتى يمكن أن يمارس هواياته بكل حرية و راحة عندما تتوفر هذه العناصر بالتأكيد يجد الطالب الرغبة في الرجوع إلى المدرسة و المكوث فيه أكثر وقته ، إن لجو المدرسة تأثيرا مهما و كبيرا في عملية التعليم و لذا يجب التخلص من المباني المستأجرة التي لم تصمم في الأساس كمدرسة و بالتالي تفتقر لعناصر التعليم فضلا أنها لا تتغير عن جو البيت و هناك عناصر مهمة تحتويها المدرسة منها :

أ – الفصل الدراسي : لا يقتصر الأمر في البناء المدرسي على إنشاء فصول واسعة يتحرك فيها الطلاب و لشكل الفصل الدراسي و تصميمه بما يلائم العصر الحديث و التطورات الحاصلة في التقنيات التعليمية و تصميم الديكور و شكل الأثاث و بتغيير تصميم الكراسي و أسلوبه بحيث يمكن أن تصمم بعض الفصول ( القاعة ) على شكل فصل اجتماعي و حتى ألوان الفصول لها تأثير نفسي إيجابي على المتلقي ، و تزويد الفصل بالوسائل التعليمية و أجهزة التقنية و الاتصالات و الطرق الناقلة للمعلومات و إيجاد عناصر جديدة مبتكرة في عملية الشرح و هناك أجهزة العرض الحديثة برامج الحاسب الآلي المتجددة يجب استغلاله في التعليم أن الجو المريح للمعلم بتهيئة المكتب الجيد و وسائل الشرح و الابتعاد عن وسائل الشرح القديمة مثل الطباشير و السبورات التقليدية التي قد تؤثر على العطاء بانبعاث الغبار كل هذا يبعث بالراحة و الرغبة لدى المعلم في الشرح و يجعل الطالب أكثر استعدادا للفهم ، و مما يبعث على الابتكار و الإبداع وتساعد على تطوير أحد أجزاء العملية التعليمية .

ب – المعامل و المختبرات : لا يمكن الفصل بين الصف الدراسي و المعامل و المختبرات لارتباطهم الكبير و المهم و قد تقدمت وسائل المعامل مثل اللغة الانجليزية بفضل أجهزة الاتصالات و الحاسب الآلي و برامجه التي وظفت لتذليل عقبات التعليم ، كذلك المختبرات العلمية ( العلوم ) التي اختصرت الزمن في الحصول على نتائج و استحدثت معدات و أجهزة في عمليات التجارب الفيزيائية والكيميائية و الأحياء و الجيولوجيا و تساعد هذه التقنيات في الحصول على معلومات دقيقة ، يجب تجهيز المعامل و المختبرات بالوسائل الحديثة حتى يتسنى للطالب الاطلاع على آخر المبتكرات .

ج - المرافق الثقافية : قد يكون في السابق المرفق الثقافي هو المكتبة و المسرح ولكن الآن تنوعت و تعددت بوجود قاعات الإنترنت فشبكة الإنترنت تتيح للطالب أن يتزود بالمعلومات المنهجية و الثقافية و الاطلاع على المجلات و الصحف و الدوريات و تساعده في عملية البحث و كتابة التقرير ، و بات من الضروري أن تتضمن كل مدرسة موقع إنترنت بالإضافة للمسرح و المكتبة تكتمل حلقات الثقافة و يجب تفعيل دور المسرح بالمسرحيات الهادفة التي تساعد على ترسيخ المفاهيم الإسلامية السمحة و تمتن الحس الوطني ومن المهم تفعيل دور المكتبة و تزويدها بالكتب و الدوريات الحديثة و عمل المسابقات لعمل الأبحاث و الدراسات .

د – المرافق الرياضية : الرياضة عامل مهم في تطوير التعليم ( العقل السليم في الجسم السليم ) ولا غنى عنها و من المهم اختيار الرياضات المفيدة التي تنمي الجسم وتعطيه الصحة و يجب أن تحتوي هذه الرياضات على رياضات عقلية و جسدية لحديث رسول الله ( ص )\" علموا أولادكم السباحة و الرماية و ركوب الخيل \" و لا ينسى الرياضات المتعلقة بذوي الاحتياجات الخاصة ( المعاقين ) فلا بد من الاهتمام بهم و رعايتهم معنويا و بدنيا .

هـ - الورش الفنية و التقنية : كثيرا من مدارس الدول المتقدمة تحتوي على ورش فنية و تقنية يتعلم فيها الطالب مهنة أو معرفة بمهنة مستقبلية مثل الميكانيكا و الكهرباء و صيانة أجهزة حاسب آلي و صيانة سيارات و أجهزة و معدات مختلفة حتى يشغل الطالب وقته و يستفيد مستقبلا و تكتشف مواهبه و طاقاته و يكسب مهارات و معارف فنية و تقنية .

6 - الكتاب المدرسي :
يعتبر الكتاب عنصر مهم و أساسي في العملية التعليمية وهو مكمل للعناصر الأخرى وهو شعار المتعلم و العناية به مضمونا و فنيا و إخراجا في غاية الأهمية ، يجب أن يحتوي الكتاب المدرسي على مضمون علمي موثق و واضح و سهل و أن يعتمد على مصادر علمية موثقة و معتمدة و تعتمد على معلومات و بيانات حديثة و تشمل أسئلة و تطبيقات عملية و تحفز الطالب على البحث و الاطلاع ، و يجب أن يقوم بتأليفه متخصصون في التربية و التعليم و إن يشاركوا معلمون لديهم الخبرة الكافية في التعليم و أن يأخذ آراء الطلبة في التأليف و إن تخضع الكتب المدرسية للمراجعة و التطوير بشكل سنوي نتيجة التغيرات العلمية المتسارعة و ظهور الاكتشافات و النظرية الجديدة و يكون إخراج الكتاب جذاب و بألوان مميزة و يجب أن تتميز كل مرحلة دراسية بل كل سنة دراسية بألوان و أشكال متميزة و يجب أن تتميز الكتب بالخفة حتى لا تثقل على ظهر التلميذ .

مناهج تعليمية أساسية :

هناك مواد تعليمية ضرورية جدا و هي مواد مشتركة في جميع مدارس للمراحل الأساسية في دول العالم و تعتمد عليها وزارات التربية والتعليم و وزارة المعارف لتوسيع مدارك و مفاهيم الطلبة و تدفعهم نحو الابتكار و الإبداع و الاطلاع على الثقافات الأخرى و تبرز مواهب و طاقات الطلبة و هي :
1 – الرياضيات : إن مادة الرياضيات لها تطبيقات كثيرة في العلوم و الهندسة و الطب و الاقتصاد و تقنيات الحاسب الآلي و هي من المواد التي تحرك التفكير و أعمال العقل و التحليل المنطقي و التحليل الإحصائي و دراستها تكسب الطالب مهارات عقلية و تدفعه نحو الإبداع و الابتكار فيجب العمل على تطويرها و الاستفادة من النظريات الجديدة في تدريسها و ما يستجد من أساليب و طرق لدراستها .
2 – العلوم : أن جميع فروع العلوم ( الفيزياء و الكيمياء و الأحياء و الجيولوجيا ) لها فوائد كثيرة للطالب في الحصول على معلومات عن الطبيعة و الكون و الصحة و يوميا تظهر نظريات و فرضيات جيدة عن الطبيعة و الكون لا بد من مواكبتها و الاطلاع عليها ليستفيد الطالب منها و يكون مواكب للتعليم الحديث و مستجدا ته ، العلوم و فروعه أساسي في الدراسة الجامعية في التخصصات الطبية و الهندسية و العلمية و لا بد من أن يرتكز الطالب على أساس قوي في هذه المناهج .
3 - اللغة الإنجليزية : أصبحت اللغة الإنجليزية لغة العلم في العصر الحديث و أصبحت اللغة المشتركة بين أغلب الشعوب و أكثر اللغات انتشارا و كثير من العلوم و الآداب تنقل باللغة الإنجليزية فتعلمها ضروريا جدا و أتباع أساليب حديثة في تعلمها و الاستفادة من التقنيات و الأجهزة الحديثة لتعلمها و تسهيل الطرق و الأساليب في دراستها و تجهيز أحدث معامل اللغة بالأجهزة المتطورة و جعلها مادة محببة تدرس من السنة الرابعة الابتدائي و تنويع مواد التدريس مثل القراءة و الكتابة و الاستماع و القواعد .

4 – الحاسب الآلي و تقنياته ( الكمبيوتر ) : كان التعليم في السابق يعتمد على عنصر واحد في الشرح مستخدما السبورة و الطباشير و مواهبه و أساليبه في التدريس و لكن اليوم و بفضل تقنيات الحاسب الآلي و ثورة الاتصالات و استجدت وسائل أخرى للتعليم و أصبح مصطلح تقنيات المعلومات متداولا في الجهات التعليمية و المدارس و يتميز الكمبيوتر بتعدد تطبيقاته و استعمالاته و لا غنى عنه في التعليم أو الأعمال كما التغيير التطوير السريع في أجهزة و برامج الحاسب الآلي جعلت من الواجب اعتباره مادة ضرورية تدرس في السنوات الأولى من دراسة الطالب أي من السنة الثالثة من المرحلة الابتدائية و ذلك بتوفير أحدث الأجهزة و المعلمون المؤهلون .
- مشروع \"وطني\" : مشروع الأمير عبد الله ولي العهد للحاسب الآلي\" وطني \" الذي وجه بتنفيذه و يهدف إلى زيادة الإنتاجية الإدارية و المعلومات و استخدام الحاسب الآلي في تعزيز النهج التعليمي و تعميم استخدام الحاسب الآلي في سرعة و نشر البيانات و تأهيل جيل من الطلبة متدربين مع برامج الحاسب الآلي و الاستعانة بالحاسب الآلي في توسيع المعرفة و عمل الأبحاث و الدراسات و تنمية المهارات و المعارف لدى الطلبة ببرامج الكمبيوتر و اعتماد التعليم المحاكي أو التفاعلي ، أن التوسع في استعمال الكمبيوتر سيسهل العمل الإداري و يخفف النفقات و يختصر الوقت في إنجاز الأعمال و المهمات .
5 – التربية الوطنية : الهدف العام من التربية الوطنية هو خلق شعور وطني مسئول عن الدين و الوطن و معرفة حقوق و واجبات الأسرة و المجتمع و الاطلاع بمنجزات الوطن و مرافقه من الوزارات و المؤسسات و قطاعا ته و معرفة قوانينه المختلفة و الارتباط بين الوطن و العالم الإسلامي و العناية بالرقي بمستوى الاقتصاد و رفع شأن المجتمع و عمل كل ما من شأنه أن يفيد الوطن ، التربية الوطنية لها أهميتها في التهذيب الخلقي للطالب و تنمية الحس الوطني و الشعور بالآخرين و خلق الحس العام بالعالم الإسلامي و تفعيل دور التكافل و التضامن الإسلامي و الوطني والارتباط بالعالم الخارجي ، أن تجديد التربية الوطنية لخلق هذه المشاعر و جعلها مادة ضرورية في المنهج و اعتمادها كمادة مثل باقي المواد الرياضيات و العلوم مهم لدى الطالب لغرس المواطنة في نفس الطالب و مواجهة بعض التحديات الثقافية التي أصبحت في متناول اليد بواسطة الفضائيات.

أساسيات تعليمية مهمة :
1 – النشاط المدرسي : لتفعيل دور النشاط المدرسي لا بد من تهيئة المدرسة تهيئة كاملة من الناحية التعليمية و الاجتماعية بإنشاء المختبرات و المعامل و الصالات الرياضية و المكتبات و المسرح و صالة الإنترنت و الصالات الفنية لممارسة الهوايات الرياضية كالسباحة و الألعاب المختلفة المفيدة و الغير عنيفة التي تساعد الطلبة على الألفة و الجماعة و تهيئة المكتبة بأحدث الكتب و الدوريات المفيدة التي تساعد على عمل أبحاث و دراسات ، كما يمكن أن يستفاد من المسرح بعمل مسرحيات و تمثيليات اجتماعية هادفة تحث على التكافل و التعاون والتضامن و تنمية الحس الوطني و تحث على الخلق القويم كما يستفاد من الصالات الفنية و التقنية بالرسم و الخط و لصقل المواهب الفنية و ممارسة الهوايات التقنية كالصيانة الأجهزة و الابتكارات ، و يجب تفعيل دور الكشافة في الخدمات الاجتماعية و العامة كالمحافظة على البيئة و القيام برحلات و خلق الثقة و الاعتماد على الذات ، و لتوسيع قاعدة المعرفة يمكن تعويد الطلبة على استعمال الإنترنت و توجيههم في استعمال المواقع المفيدة علمية و اجتماعيا .
2 – الإرشاد الطلابي : لا يتم اختيار المرشد الطلابي إلا بعد إخضاعه لاختبارات و دورات تدريبية أو حصوله على مؤهل في التوجيه و الإرشاد و ذلك بإنشاء تخصص إرشاد و توجيه في كلية المعلمين أو يحمل خبرة تدريسية لا تقل عن خمس سنوات ، و من أهداف الإرشاد و التوجيه هي تحسين مستوى الطلبة العلمي و معالجة المشاكل التعليمية و النفسية و الاجتماعية و المساعدة على اكتشاف الموهوبين و تحديد ميول الطالب العلمية في المرحلة الثانوية و يمكن للمرشد الطلابي عمل دراسات و أبحاث عن مستوى الطلبة العلمي و السلوكي و وضع الحلول مع المختصين أو مراكز الأبحاث و تأهيل الطلبة للدراسات العليا و تذليل العقبات و حل المشاكل بين الطالب و المعلم وإدارة المدرسة .

3 – الواجب المنزلي : في ظل التطورات الحديثة و وسائل الاتصالات و شبكات الإنترنت لا بد أن تؤثر بالإيجاب على بعض المفاهيم التعليمية مثل الواجب المنزلي التي يجب أن يجعل واجب مرغوب و محبوب بأساليب جذابة و لا يشعر الطالب بأنه مفروض فرض و يساعد على تثبيت المعلومات و يشعر الطالب منه الفائدة المرجوة ، و من المفروض أن لا يكلفوا التلاميذ في مرحلتين الروضة و المرحلة الابتدائية بواجب إلا في المدرسة بحيث يستطيع أن يؤديه داخل المدرسة في حصص خاصة و يكون متفرغا عند والديه في البيت و يشعر بالترفيه . أما في المرحلة المتوسطة و الثانوية و ما بعدها فيمكن أن يسهل على الطالب بحيث يجعله مختصرا و متعلقا مباشرا بالمنهج و الهدف منه الفائدة و ليس الفرض و ينوع الواجب بحيث يكون حتى على شكل عمل اجتماعي أو بحث أو دراسة معينة و يمكن استخدام شبكة الإنترنت و البريد الإلكتروني لحل الواجبات المنزلية باستخدام مواقع معينة للمواد أو المعلمين و كذلك بريد إلكتروني لكل طالب يستخدمه في حل الواجب و الاستفسار من المعلم .
4 – دروس التقوية ( مراكز التقوية ) : من القضايا الشائكة و الصعبة و التي لا يمكن القضاء عليها و استخدمت في بعض الأحيان بشكل سيئ هي قضية دروس التقوية التي أستغل بعض الطلبة لفرض عليهم دروس تقوية في بعض المواد و لهذه الأسباب لا نستطيع أن نقض الطرف عنها و لكن يجب أن تقوم تقويم سليم و فعال و إشراف من إدارات التعليم التابع لوزارة المعارف و ذلك بإنشاء مراكز لعمل التقوية في بعض المدارس و بمعلمين متميزين يعطوا مكافأة مقطوعة و يوضع سقف محدد من الأسعار لحصص التقوية و يمكن للوزارة إنشاء محطات فضائية و مواقع في شبكة الإنترنت لحصص التقوية و شرح المواد بأسلوب جذاب يعين الطلبة في الاستفادة من هذه الدروس و يجب الاستفادة من وسائل الاتصالات الحديثة في دروس التقوية و أن تكون عاملا مساعدا للمعلم لا استغناء عنه .
5 – التقويم المستمر : يستخدم أسلوب \" التقويم المستمر \" في مراحل التعليم الدراسي و تعتمد هذه الطريقة على المشاهدة و الملاحظة و تسجيلها ، و القيام ببعض الاختبارات الشفهية و عملية تقييم شخصية الطالب النفسية و العقلية و قياس نضج و مدى تطور قدرات الطالب الفنية و اكتشاف المواهب و الطاقات الكامنة لديه ، كما يمكن ملاحظة نشاطات و اهتمامات الطالب و مشاركته في الأعمال الجماعية و النشاطات الثقافية و ذلك بإعداد اختبارات عامة و خاصة من قبل المدرسة للطلبة لقياس تحصيلهم العلمي و كتابة تقرير مفصل عن مقدرات و مواهب و مستوى الطالب بصورة عامة و تسجيلها في ملف خاص للطالب بالإضافة تسجيل كل ما يتعلق به من أمور أسرية و اجتماعية و ينتقل الملف معه إلى جميع المراحل الدراسية وذلك باستخدام الحاسب الآلي في تسجيل البيانات و حفظها .

6 – الاختبارات ( كيفية جعلها فعالة و إيجابية ) : أحد الأسباب الرئيسة لتسرب الطلاب هو الرهبة و الخوف من الاختبارات و أساليبها و قد تؤثر حتى الحصول على درجات بسبب الطرق و الأساليب الغير تربوية في إعداد الامتحانات ، و للوصول إلى اختبارات موضوعية و فعالة و تحقق الأهداف التعليمية و تحدد مستوى الطلاب لا بد من تحديد منهج موضوعي و الربط بين مستويات الطلبة المختلفة و وضع معايير متناسبة لقياس الدرجات و تتنوع الاختبارات بين الاختيارية و المقالية و حتى الاختبارات التي تعتمد على البحث أو التطبيق الميداني بحيث يعطى طالب مهمة تعتمد البحث الشخصي الاستقصاء الميداني بعمل دراسة معينة لزرع الثقة لدى الطالب و يكلف بمهمة يمكن إنجازها كاختبار .

7 - الصحة المدرسية و البيئة ( الثقافة الصحية ) : مفهوم الصحة المدرسية لم يعد مقتصر على صحة الطالب و الاهتمام بأسنانه و تغذيته و لكن أصبح شاملا صحة الأسرة و صحة البيئة و التغذية الصحية وصحة البيئة هي الأساس بعدما أصبحت الملوثات متعددة نتيجة تعدد الصناعات ، و مخلفات و بقايا هذه الصناعات تعتبر تحدي جديد و مهدد البشرية وتلوث للبيئة ، فيجب الاهتمام بصحة البيئة و العوامل المساعدة في تنقية البيئة مثل إعادة التصنيع و الترشيد في استهلاك الغذاء و المواد الأخرى حتى لا تخلف بقايا و ملوثات و بقايا و عوا دم السيارات و كيفية استغلال المواد و إعادة التصنيع كذلك الاهتمام بالأنظمة الصحية و كم تكلف حوادث السيارات من كوارث بشرية و خسائر مادية و مخلفات تكلف الأسرة و الدولة نتيجة السيارات التالفة ، إن الثقافة الصحة مهمة فمن الضروري اعتمادها كمادة في المناهج الصحية و الاهتمام بالأمراض الوراثية و الأسباب المؤدية لهذه الأمراض و تجنبها ، أن الثقافة الصحية أعم و أكثر شمولية و هي العناية بالصحة الأسرية و الشخصية و البيئية و تجنب الأمراض الوراثية ، فالتطوير في المفاهيم التعليمية مهم .
8 - مجلس المربين و المعلمين : يجب أن يكون هناك مجلس يطلق عليه مجلس المربين و المعلمين ، يضم معلمين تعينهم المدرسة و آباء يتم اختيارهم حسب المتقدمين بحيث يكون عدد أعضاء المجلس ما بين خمسة و لا يزيد عن سبعة يجتمع ثلاث مرات في الفصل الدراسي الواحد مع مندوب من إدارة التعليم بالمحافظة و يتم مناقشة معوقات و مشاكل التربية و التعليم والطرق المثلى لحلها و يتم مناقشة مشاكل الطلبة و الاختبارات و كيفية التفوق و القضايا الأخرى مثل علاقة الأسرة مع المدرسة و مساهمة الآباء في تسهيل عملية التربية و التعليم بشكل مادي أو معنوي و تكريم الآباء و المعلمون المثاليين و الطلبة المتفوقين و غيرها من الاهتمامات التعليمية .
9 – الدوام المدرسي : يفضل وقت الدراسة أن يكون في جو بارد نسبيا و معتدل أي لا يكون في شهور الصيف و ذلك لتقليل استهلاك الطاقة الكهربائية و ترشيد الأنفاق و حتى لا تتكلف وزارة المعارف الأموال الطائلة في تجهيز المدارس بالمكيفات و بالتالي تتحمل دفع فواتير عالية القيمة و خصوصا أن الدولة تحتاج زيادة الطاقة الكهربائية في السنوات القادمة لزيادة السكان و المصانع و غيرها من الأمور التي تعتمد على الطاقة ، أي يبتدأ الدوام مع عودة المدرسين في 15سبتمبر و يبتدأ الطلبة الدراسة للفصل الدراسي الأول 1 أكتوبر و ينتهي في 31 يناير و يبتدأ الفصل الدراسي الثاني 7 فبراير و ينتهي 7 يونيو ، و إذا تصادف شهر رمضان ، تكون إجازة العيد أسبوع كامل و إجازة عيد الأضحى أسبوعين فقط ، أي يكون الفصل الدراسي الواحد أربعة أشهر تقريبا ، و يكون عدد الساعات التي يقضيها التلميذ في المرحلة الابتدائية خمس إلى ست ساعات ، و المرحلتين المتوسطة و الثانوية ثمان ساعات .

مراحل التعليم
بالتأكيد أن طفل اليوم أذكى من طفل الأمس نظرا لتوسيع مداركه على كثيرا من وسائل التعليم الحديثة مثل الحاسب الآلي و الألعاب التي تنمي المواهب العقلية و زاد وعي الأسرة بأهمية التعليم و لأن أغلب الوالدين متعلمان و من هذا المنطلق يفترض أن رياض الأطفال تصبح تحت إشراف و توجيه وزارة المعارف بشكل مباشر و سوف نبتدأ بهــا :

رياض الأطفال :
يعتبر رياض الأطفال من الأساسيات الاختيارية التي تساهم بشكل فعال في تنمية قدرات الأطفال عقليا و بدنيا و سلوكيا و عاطفيا و تدريبهم على جو الزمالة الدراسية ، في هذه المرحلة يكون زيادة الألعاب و وسائل الترفيه حتى تجذب الأطفال إليها و يهدف تشجيع الأطفال على تعبير و تنمية الوعي و الإدراك لديهم و إتاحة الفرصة لهم للاستقلال في ممارسة أنشطتهم اليومية و تنمية مهارات الملاحظة و التدقيق و المقارنة بين بعض الملاحظات و زيادة الثقة لدى الأطفال و تحفيزهم على الجرأة و الأقدام على التعبير عما بداخلهم و كشف بعض المواهب و الطاقات المدفونة صقلها ، و يمكن للطفل في هذه المرحلة من التعبير عن ذاته من خلال ميله لبعض الألعاب و الأعمال الفنية و التعبيرية و تنمية اللغة لديه و إكسابه مفردات لغوية جديدة و تهذيب بعض السلوكيات الغير المرغوبة و تفترض أن تكون هذه المرحلة مرتبطة بالمرحلة الابتدائية ، ومن المفروض أن يكون هناك ملف خاص بالطفل ينتقل معه إلى المرحلة الدراسية الابتدائية يشمل هذا الملف كل ما يتعلق بالطفل من سلوك عقلي و نفسي و ما يتضمنه مهارات الطفل و مواهبه ، و لذا يجب أن يكون مربين مرحلة رياض الأطفال متخصصون في التربية و التعليم أي شهادة جامعية و إلمام بعلم النفس التربوي و طرق كشف المواهب و المهارات و تنميتها .

المرحلة الابتدائية :
المرحلة الابتدائية مرحلة أساسية و ضرورية و في هذه المرحلة يكون الطفل أكثر تهيأ لقبول التعليم و قابل للحفظ و تلقي الأفكار و تتفتح مداركه و هي مكملة للمرحلة الاختيارية رياض الأطفال ،كذلك في هذه المرحلة يجب التركيز على الألعاب المتنوعة و المتعددة ليشعر التلميذ بالراحة النفسية ، و من سمات مناهج هذه المرحلة هي التوحيد و البساطة و الوضوح و مناسبة للفترة العمرية للتلميذ ،و في مرحلة الابتدائية يجب أن يتعلم الطالب القراءة الكتابة و الأساسيات في الرياضيات و أن يتعلم معلومات عن الطبيعة و الكون و الاهتمام بالصحة و التغذية البيئة و ممارسة الرياضات المفيدة و يفضل أن تتضمن هذه المرحلة وجبة غذائية و بوجود أخصائي تغذية في المدارس الابتدائية على الأقل إلى السنة الرابعة و يتعلم لغة أجنبية ( إنجليزي ) في الصف الرابع كذلك يبدأ الطفل بالاستقلال في التفكير و الاعتماد على نفسه في إيجاد حلول لبعض المشاكل البسيطة التي تواجهه و ذلك بتنمية ملكة التفكير ، و من صفات هذه المرحلة مشاركة الطالب في بعض الأنشطة التي تناسب عمره مثل التمثيل على المسرح و تنمية مهارات الإلقاء و الخطابة و فن الحوار و الأعمال الفنية كالخط و الرسم و التعامل مع جهاز الحاسب الآلي و برامجه المفيدة و حتى صيانته ، كذلك على مستوى السلوك و الأخلاق يهذب الطالب بأن يصبح مواطنا صالحا و منتجا و ترسيخ الدين الإسلامي و فروضه و ينمى فيه الروح الوطنية و التقاليد و المفاهيم السامية ، و تعليم استقلال الوقت و الاستفادة منه و من صفات هذه المرحلة تميز الطالب بلباس وطني موحد ، و لأهمية هذه المرحلة لا بد أن يتولى التعليم و التربية معلمون و مربون جامعيون و ذوو كفاءة عالية و على مستوى من الخلق الرفيع و لديهم خبرة كافية في التربية و التعليم أي بحيث يكونوا آباء صالحين حتى يتمكنوا من تعليم و تربية طلاب قياديين معتمدين على أنفسهم و صالحين لأنفسهم و مجتمعهم و وطنهم .


المرحلة المتوسطة :
تعتبر مرحلة المتوسطة من أصعب مراحل التعليم التي يمر بها الطالب من الناحية النفسية و الأخلاقية ، فالطالب في هذه المرحلة يكون في مرحلة مراهقة يتصف بالتمرد و عدم تقبل الأشياء بسهولة و الدراسات التي عملت في بعض الدول على الطلبة هو تسرب طلبة كثيرون في هذه المرحلة و حتى المعلمون يعانوا من طلبة هذه المرحلة و التعامل معهم فيه صعوبة ، و بما أن هذه المرحلة دقيقة يجب أن يراعى في المناهج الدراسية الجاذبية في الطرح و سلاسة الأسلوب التأليفي و ملائمة للطالب المتوسط كما تتضمن المناهج مواد تعنى بالسلوك و التربية الحسنة و الاهتمام بالتعليم و يركز على الرياضيات و اللغة الإنجليزية في التأليف بحيث تبسط و تصبح جذابة لأنهما المادتان التي تشكلا عقبة في وجه الطالب و من الضروري أن تتضمن مرحلة المتوسطة مواد ترفيهية غير الرياضية و العناية بهوايات الطلبة من مهارات فنية و تقنية و إشباع رغبة الطالب في تنمية أفكاره و مواهبه و العناية بالوسائل الحديثة الترفيهية مثل الكمبيوتر و الوسائل الثقافية الأخرى مثل المسرح و المكتبة و الورش الفنية التي تصقل مواهب الطالب ، و حتى يتغلب على مشاكل الطلبة في هذه المرحلة لا بد من تهيئة المعلمين تهيئة مثالية في المعاملة مع الطلبة و كيفية التغلب على مشاكلهم التعليمية و النفسية و جعل المدرسة محببة لديهم و التدريب المستمر للمعلمين على أحدث طرق التدريس و التربية .
المرحلة الثانوية :
يعتبر التعليم الثانوي المرحلة الأخيرة من مراحل التعليم المدرسي و ينقسم التعليم الثانوية العامة التابع لوزارة المعارف ثلاثة أقسام ( طبيعي ، شرعي ، إداري ) و هناك التعليم الثانوي الخاص بالمؤسسة للتعليم الفني و التدريب المهني ، ولكن ما يخصنا هنا الثانوية العامة و يمكن تزويد الطلبة بتعليم أساسيات مدى الحياة بحيث يكون مؤهل لإكمال الدراسة الجامعية أو دخول معاهد و كليات متخصصة و لذا يجب أن تكون الثانوية متعددة المناهج متخصصة و تشمل هذه الأساسيات في السنة الأولى الرياضيات و العلوم و اللغة الإنجليزية و الحاسب الآلي و لغة أخرى ، في أثناء السنة الأولى يمكن للطالب أن يحدد ميوله في التخصص المرغوب ، و يجب أن تحتوي المرحلة الثانوية مواد إجبارية و اختيارية ثقافية وفنية ، و المواد الثقافية تتضمن التطورات الحضارية و المتغيرات في العالم و مواد تقنية و فنية و تنمية مهارات و معارف الطالب حتى تهيأ الطالب بشكل مبدئي في الوظائف ، و يجب أن تكون المناهج تعمل على أعمال الفكر و الاعتماد على البحث و كتابة التقرير و زيادة مساحة الخيال العلمي في المناهج و الإبداع الفني و الأدبي بحيث لا يواجه صعوبة في الدراسة الجامعية أو يكون الطالب مؤهل حتى الحصول على وظيفة .

التعليم من أجل العمل :
كثير من الطلبة الحاصلين على الشهادة الثانوية لا تتاح لهم فرصة إكمال دراستهم الجامعية أما لعدم حصولهم على معدلات تؤهلهم للدراسة أو عدم وجود رغبة بالتعليم أو لحاجتهم للعمل المبكر ، من أجل هذه الفئة من الطلبة يفضل أن يوجد برنامج \" التعليم من أجل العمل \" يبدأ من السنة الأولى في المرحلة الثانوية العامة ، يتضمن كسب مهنة أو حرفة فنية أو صناعية و ذلك بإعداد مناهج خاصة إلزامية أي على كل طالب أن يختار المهنة أو الحرفة التي تشبع ميوله و يتم التدريب عليها في الإجازة السنوية بالتعاون مع المؤسسات و الشركات في القطاع الأهلي و يمتد هذا البرنامج سنتين متتاليتين أي في السنة الأولى و الثانية ويتوقف هذا البرنامج في السنة الثالثة للتفرغ للدراسة و الحصول على معدلات عالية ، و حتى يصبح التعليم فعال و تهيئة الطالب لطريق الدراسة أو العمل و يستفيد الطالب من برنامج \" التعليم من أجل العمل \" يجب تحديد أهداف الطالب الشخصية و ميوله التعليمية و العملية التي تنمي القدرات و المهارات لدى الطالب و زيادة الثقة بالنفس و تحمل المسئولية و معرفة بيئة العمل الحقيقية من الضروري إتاحة الفرصة للطالب لخيارات الدراسة أو العمل و تعلم الطالب الانضباط ويساعد بعض الطلبة في دراستهم الجامعية بالتدريب و العمل قبل الدراسة الجامعية .

تعليم ذوي الاحتياجات الخاصة :
يوجد بالمملكة عدد كبير من العاجزين و المعاقين يقدر بأكثر من 800000 معاق و هذا العدد من المعاقين يشكلون نسبة كبيرة من السكان و لهذا يجب الاهتمام و العناية بتعليمهم و تأهيلهم للعمل و يفضل أن تنشأ مؤسسة خاصة بذوي الاحتياجات الخاصة على غرار المؤسسة العامة للتعليم الفني و التدريب المهني تهتم باحتياجيهم و قضاياهم و التعامل معهم بحيث يرفع من معنوياتهم و مساعدتهم لدمجهم و انخراطهم في المجتمع حتى يصبحوا منتجين بالإضافة على أحقيتهم الحصول على التعليم العادي المراحل الدراسية الثلاث ( الابتدائي و المتوسط و الثانوي ) و الجامعي و يجب تمييزهم في بعض الخدمات الاجتماعية كالضمان و الرعاية الصحية و يفضل أن تشمل المناهج الدراسية مواد تتعلق بذوي الاحتياجات و تناسب حالتهم و لا يشعروا بأنهم يحتاجوا للشفقة و العطف و لكن يدرسوا و يدربوا كأنهم جزء مهم من المجتمع و يحبذ أن تتضمن المناهج مواد ترفع من معنوياتهم ، و يتصف معلمون و مدربين هذه المعاهد الخاصة بالتأهيل العالي في التربية و التعليم الخاص و الإلمام الكامل بطرق التعامل مع هؤلاء و كيفية حل مشاكلهم و أعانتهم على الدخول في المجتمع كأشخاص يحتاجهم المجتمع .

مدارس محو الأمية وتأهيل الكبار :
من المفروض أن لا يقتصر الأمر على محو الأمية و تعليم الكبار القراءة و الكتابة فقط ، ولكن يجب دفع المتعثرين و الذين لم تسعفهم ظروفهم الدراسة ، معالجة فشلهم و هروبهم من المدرسة و يتعدى الأمر تعليمهم إلى تدريبهم و تأهيلهم في حياتهم العملية و زرع الثقة بهم بالتعليم و التدريب و إتقانهم مهنة أو حرفة ، و ذلك بإيجاد برنامج التعليم و التدريب المستمرين يمكن أن يحصلوا على وظيفة ،إن نشر مدارس محو الأمية بعد تغيير اسمها و وظيفتها إلى مدارس محو الأمية و التأهيل ، و تطوير المناهج بما يلائم سوق العمل الحالي التي تتضمن الورش الفنية و التقنية ، و يفضل أن يكونوا معلمو هذه المرحلة مقاربين في العمر مع الكبار و لديهم تخصص فني و تقني بالإضافة للمؤهل التعليمي و التربوي .

مدارس القطاع الأهلي ( الخاص ) :
للقطاع الأهلي دور مهم في تقليل عدد الطلبة على وزارة المعارف و تقديم تعليم خاص يتميز ببعض الخصائص التي تجذب الطلبة المقتدرين و تخفف الضغط من المدارس الابتدائية و المتوسطة و الثانوية و المعاهد و الكليات الحكومية ، و هدف هذه المدارس تخريج طلبة متميزين و ذلك بأحدث وسائل و أجهزة التعليم و في مدارس نموذجية معدة بمعامل و مختبرات حديثة و استخدام أحدث أجهزة الحاسب الآلي و الاهتمام بالكادر التعليمي و قلة عدد الطلبة في الصف و بعضها يعلم اللغة الإنجليزية في سنوات مبكرة من المرحلة الابتدائية و تقديم وجبات غذائية و تحاول أن تتميز في المرافق المفيدة في الرياضات و النشاطات اللامنهجي كل هذا يميز الطلبة المتخرجين من هذا المدارس و حتى تكتمل هذه الصورة المأخوذة عن المدارس الخاصة لا بد من المراقبة الشديدة على هذه المدارس من الناحية التعليمية و التجهيزية و ذلك بالإشراف المستمر ، و أن لا يكون هدفها الربح على حساب الرسالة التعليمية و تراقب شروط القبول من الطلبة و ذلك بالعناية بالسلوك و الأخلاق والتهذيب للطالب ، و أن تتحمل المسئولية الوطنية بجذب معلمين وطنيين و برواتب مساوية لرواتب المعلمون في وزارة المعارف .

كلية المعلمين و الإدارة التربوية :
من عوامل النجاح في التربية و التعليم و الإدارة التربوية هو إعداد كوادر تعليمية و تربوية و إدارية مساعدة تكون من مهمة كلية المعلمين و يقترح أن يغير اسمها إلى كلية المعلمين و الإدارة التربوية ، وظيفتها تخريج معلمين و كوادر إدارية و تربوية متخصصة في التعليم ،تقبل طلبة لهم رغبة حقيقة في التعليم و ليس لمجرد الوظيفة و كسب العيش باعتماد مناهج جيدة و هيئة تدريس أكاديمية مؤهلة و كذلك التعليم المستمر بإقامة دورات و برامج تطويرية للمعلمين و التربويين و الإداريين و تدريبهم على الوسائل الحديثة مثل الحاسب الآلي و آخر التطورات و النظريات في التربية و التعليم و استعمال الوسائل و الأجهزة في عملية التعليم و ضرورة الاستفادة من شبكة الإنترنت للبحث و الاطلاع على خبرات الآخرين في التربية والتعليم و حث المعلمون بالانضمام في دورات تطويرية مستمرة تقيمها الكلية .

تعليم البنات ( الأنثوي ) :

مهما أدعى المرء بمساواة الرجل و المرأة ألا أن هناك فرو قات اقتضتها الطبيعة المختلفة بين الذكر و الأنثى الجسمية و النفسية و التأهيلية و حاجة المرأة لتخصصات معينة لا يتسطيع الرجل أن يلم بها مثل الأمومة و الاهتمام بالطفولة و مراعاة تقاليدنا و عادتنا وقيمنا و صحيح أن المرأة قادرة على اقتحام كثير من التخصصات كانت محرمة عليها في السابق و لكنها استطاعت أن تتفوق في كثير من التخصصات كانت حصرا على الرجل و التعليم للمرأة ضروري جدا حتى ترعى أطفال و أجيال المستقبل و يجب مراعاة المرأة في التعليم الأساسي ( الابتدائي و المتوسط و الثانوي ) بالإضافة للمقررات التقليدية التي تدرس للطالب و الطالبة إلا أن هناك مواد خاصة بالمرأة مثل الاهتمام بالمنزل و الاقتصاد و التربية و الأمومة و الأعمال الفنية التي تخص المرأة و لا بد من وجود نشاطات لا منهجية خاصة بتفعيل دور المرأة تعليميا و تربويا اقتصاديا و اجتماعيا لأن دورها مكمل للرجل فالعناية بتعليم البنات لا يقل أهمية بتعليم الشباب و لا بد أن تتثقف المرأة بثقافة عصرية لا تخرج عن تعاليم الدين الإسلامي و الأعراف و التقاليد الوطنية و أن تواكب في تعليمها التقنيات الحديثة و ثورة الاتصالات وتهيئتها لمواجهة التغيرات في العالم من مفاهيم و عادات حتى تستطيع أن تربي جيلا يواجه المصاعب و تغرس فيه التعاليم الدينية و الوطنية ، و كذلك لا بد من وجود المعاهد و الكليات الجامعية و زيادتها لاستيعاب العدد المتزايد في عدد الطالبات و إيجاد فرص وظيفية أخرى غير الوظائف التعليمية و الصحية الخاصة و أن هناك تحديات مستقبلية تواجه التعليم في المملكة نتيجة التغيرات و التطورات في التكنولوجيا و ثورة الاتصالات فيجب الاستعداد لها بتطوير المناهج الدراسية و تحديثها بما يناسب العصر للمرأة و إدخال مواد جديدة نتيجة التغيرات المتسارعة فالمرأة لها أهمية كبيرة فالاهتمام بها و تعليمها ضروريا جدا .

التعليم الفني والتدريب المهني :

أ – التعليم التجاري :
تمر المملكة بمرحلة الصيانة و التشغيل و بعد اكتمال البنية التحتية تقريبا من بناء مصانع و موانئ و مطارات و طرق و محطات الكهرباء و المرافق العامة و بعد تشبع القطاع العام من السعوديين فإن الاتجاه الآن نحو القطاع الأهلي ( الخاص ) ، و لهذا فإن الاهتمام بالدراسات الفنية و التقنية بالمؤسسة العامة و التعليم الفني له أهمية كبيرة ،و عند دراسة التخصصات الفنية و التقنية يجب الالتفات إلى مدى حاجة سوق العمل من المهن و التخصصات و محاكاته ، فهناك تخصصات فنية و تجارية مثل المحاسبة و التسويق و العلاقات العامة و حركة المواد الأعمال المكتبية و السياحة يحتاج لها سوق العمل و لا سيما أن هذا التعليم الثانوي أجوره أقل من الشهادات الجامعية و لا بد من دراسة سوق العمل بشكل سنوي لمعرفة ما هي الوظائف الأكثر طلبا و ممكن التنسيق مع مكتب العمل و المؤسسات و الشركات و لابد من العناية بالمناهج الدراسية و ملاءمتها لمتطلبات العصر كربطها بالكمبيوتر و تطبيقاته و التركيز على اللغة الإنجليزية و المواد التي تتعلق بالسلوك الوظيفي.

ب – التعليم الصناعي و المهني :
كذلك التعليم الصناعي و المهني و التدريب الصناعي وهو تعليم ثانوي أو على مستوى مراكز التدريب المهني ، و لأن عملية الأعداد المبكر للتخصصات الصناعية و المهنية هي أكثر الفرص الوظيفية الملائمة لسوق العمل اليوم لحاجة السوق أليها و تدني أجورها نسبيا ، فعملية إعداد كوادر صناعية و مهنية ببرامج مخطط إليها و لها أهداف بعيدة المدى حتى تلبي ما يحتاجه السوق وإحلال العمالة السعودية بدل العمالة الوافدة ، و حتى نحقق الأهداف المرجوة يجب دراسة السوق و حاجته من المهن و الحرف و تصميم المناهج الدراسية الحديثة و المناهج التقنية التي تعتمد على الآلات و المعدات الحديثة و التي تعتمد على الحاسب الآلي . إن التعاون المستمر بين منشآت القطاع الأهلي و المعاهد و المراكز الفنية يمكن إيجاد برامج تدريبية لفترات قصيرة ، الهدف منها إعداد كوادر فنية و صناعية مؤهلة للعمل في المصانع و المنشآت الصناعية و يمكن التعاون مع القطاع الأهلي بعمل مشاريع فنية و تقنية و برامج تدريبية و بيعها للمنشآت أو تدريب العاملين و الموظفين بالمعاهد و المراكز على رأس العمل و لا بد من العناية باللغة الإنجليزية في هذا القسم .

مراكز اكتشاف الموهوبين
الابتكار و الإبداع و الاختراعات و الاكتشافات ارتبطت بالموهبة العلمية و الفنية و كثير من الدول المتقدمة أنشأت مراكز للموهوبين و بذلت الملايين من الأموال لاكتشاف الموهوبين و جندت المتخصصين التربويين و التعليميين و خبراء الموهوبين ،و الموهبة تشمل التفوق في جميع مجالات الحياة و العناية بالموهوبين و صقل الموهبة و تنمية الخيال الأدبي و العلمي و الحث على الابتكار و الإبداع و تحفيزهم معنويا و ماديا و منحهم منح دراسية داخل الوطن و خارجه ، و لتكامل هذه المراكز لا بد من توفر عناصر اكتشاف المواهب من المتخصصين و المدربين و الأدوات و الأجهزة و المناهج التي تستخدم لاكتشاف الموهبة لاحتضانها و رعايتها ، و يجب أن يستخدم نظام انتقال الطلبة الأذكياء و الموهوبين إلى صفوف أعلى إذا ثبت تفوقه بشكل ملفت في الدراسة ، و لا بد من مشاركة مؤسسات و شركات القطاع الأهلي في تبني و دعم هذه المواهب بأن تتحمل تكاليف دراسة بعض الطلبة الموهوبين داخليا أو خارجيا أو تخصيص مبالغ لرعايتهم و منح جوائز للطلبة المتفوقين .

مساهمة القطاع الأهلي في التعليم
في ظل تزايد عدد الطلبة الخريجين من الثانوية العامة و غياب الجامعات الخاصة حتى بات كثيرا من الطلبة لا يحصلون على مقاعد في الجامعات الحكومية أو على الأقل لا يحققون طموحهم بدخول التخصص المرغوب الذي من أجله كدحوا و قدموا عصارة ما عندهم في مرحلة الثانوية ، فكم طالب ذهبت أحلامه أدراج الرياح نتيجة عدم توفيقه في القبول بالجامعة و لا سيما هؤلاء الطلبة ضعيفي الحال بحيث لا تسعفهم ظروفهم بالدراسة على حسابهم ، فقد يكون من الأجدر أن يتحمل القطاع الخاص مسئوليته في المشاركة بالتنمية مشاركة فعلية و من باب الإحساس بالمواطنة فالأعداد المتزايدة لا يمكن استيعابهم في الوقت الحاضر فالطاقة الاستيعابية للجامعات لا يمكن أن تتحملهم فآن الأوان للقطاع الأهلي بالضلوع و المساهمة في بناء المدارس و الجامعات و إرسال طلبة للدراسة للخارج بحيث يتحملوا نفقات دراستهم ، فيا حبذا أن تتحمل المستشفيات و المستوصفات الخاصة التخصصات الطبية بالإعلان سنويا عن أبتاعث طلبة متفوقون و لا سيما الطلبة المعوزين يدرسون الطب و التمريض في جامعات الخارج و كذلك أن تتحمل مؤسسات و شركات القطاع الخاص في تحمل المسئولية بإبتعاث طلبة يدرسون الهندسة و العلوم التقنية على حسابهم في الدول المتقدمة تقنيا ، و يمكن للقطاع الأهلي بإقامة دورات تدريبية في الكليات و المعاهد المحلية على حساب المنشأة بحيث تدفع تكاليف و نفقات الدراسة و التدريس و يحق للمنشأة اشتراط العمل لديها بعد التخرج ، كذلك يمكن للجمعيات و المؤسسات الخيرية أن تساهم في التنمية و تحمل المسئولية في بإبتعاث طلبة متفوقين سواء بالمساهمة الكلية أو تحمل جزء و الشركات و المؤسسات جزء آخر أو بتبرع رجال الأعمال وذلك عن طريق الجمعيات و المؤسسات الخيرية أن المؤسسات و الشركات و رجال الأعمال في الدول الغربية تتحمل المسئولية الكاملة في المنح الدراسية و تأهيل الشباب لسوق العمل ، و من باب أولى أن تفعل مؤسسات القطاع الأهلي ذلك التكافل و التضامن و تحمل مسئولية التنمية ، فمن المفروض أن تحذو منشآتنا و رجال الخير في التبرع للدراسة و لا سيما للمتفوقين المحتاجين التي تتبخر أحلامهم و طموحاتهم الدراسية نتيجة ضيق ذات اليد .

مراكز أبحاث تطوير و ترجمة

مراكز الأبحاث و الدراسات و ترجمة المؤلفات يساهم في عملية التطوير و التقدم في جميع أوجه التربية و التعليم ، و من الضروري إنشاء مراكز أبحاث و ترجمة متخصصة تعمل على عمل الدراسات الميدانية و البحثية و تحت إشراف أساتذة و علماء تربويين و تعليميين و تعمل الدراسات بشكل دوري كل سنة تراقب فيها التغيرات و التطورات الدولية في التجارب التعليمية و يجب توظيف التقنيات الحديثة في الاتصالات للحصول على تجارب الغير مثل الإنترنت و الفضائيات بالمناقشة المشتركة مع دول عربية و دول أجنبية و الاستعانة بخبراء دوليين ، كذلك يجب ترجمة المؤلفات و الأبحاث المتقدمة و الجديدة التي تنشر في المجلات العالمية و الدوريات و بمختلف اللغات الحية و ترجمة كتب دراسية علمية لدول متقدمة تقنيا و فنيا و عمل المسابقات للتأليف و الترجمة للمتخصصين في المناهج الدراسية بوضع جوائز قيمة و لا سيما أن هناك برامج الحاسب الآلي التي سهلت الترجمة و مواقع الإنترنت الخاصة بالتربية و التعليم التي تساعد على الاستعانة بخبرات الغير.

الجودة
المعايير و المقاييس هي التي تحدد المستوى و تميز بين التدني و التفوق و لمعرفة مدى جودة خدمة أو منتج تطبق اختبارات و معايير معينة ليحصل على مقياس الجودة أو شهادة الجودة التي أصبحت شائعة الاستعمال وهو يطبق على الشركات و المؤسسات و منها مؤسسات التعليم مثل المدارس و المعاهد و الكليات و العديد من الدول استخدمتها و جعلتها مقياسا لتقديم خدمات تعليمية متميزة عند الحصول على شهادة الجودة ( الآيزو ) وهو مصطلح لسلسلة مقاييس وضعتها هيئة دولية للمواصفات و المقاييس ( Iso ) و بدأت وزارة المعارف في تطبيق هذه المواصفات و المقاييس لنيل هذه الشهادة و حصلت بعض مدارس المملكة على هذه الشهادة ،و يجب تعميم تطبيق هذه المواصفات على جميع المدارس و في جميع المراحل لترتقي الخدمات التعليمية و المدارس إلى مستويات دولية و رفع كفاءة الخدمات التعليمية من خلال و الاهتمام بعناصر التعليم من الإدارة المدرسية و المعلم و الطالب و الموظف و حتى نسير في الطريق الصحيح و يرتقي بمستوى التعليم و التربية باستخدام مواصفات دولية و تواكب الذي سبقونا في التعليم و للحصول على طالب و معلم متميزين .

المنظمات و المؤسسات التعليمية الوطنية و الإقليمية و الدولية :

1 – المؤسسات و الجامعات الوطنية :
هناك مؤسسات تعليمية محلية و إقليمية ودولية يجب التعاون معها و تبادل الخبرات معها و العمل بالتوصيات ومن خلال المؤتمرات و الندوات و الاجتماعات و بعث الخبراء و الاستعانة بالمتخصصين و من هذه المؤسسات التعليمية الجامعات و الكليات و المعاهد و مؤسسات القطاع الخاص التعليمية فالجامعات السعودية كثيرة و على مستوى عال من التعليم فيمكن تبادل الخبرة و معرفة التخصصات المطلوبة و وضع الخطط الإستراتيجية و الدراسات و تأليف المناهج لتطوير عملية التربية و التعليم ، و هناك المؤسسات التعليمية الوطنية مثل مؤسسة الملك عبد العزيز للتقدم العلمي و مراكز العلوم و التكنولوجيا يمكن الاستعانة بهم في عمل الدراسات و الأبحاث المتخصصة في تطوير المناهج التدريسية و وضع البرامج التطويرية للمدارس و مد راء المدارس و المعلمين و يمكن التوصية بأفضل الطرق للتربية و التعليم للمؤسسات التعليمية المحلية في رفع مستوى التعليم .

2 - مكتب التربية و التعليم لدول الخليج :
لمكتب التربية و التعليم الخليجي أهمية قصوى في عمل الدراسات و الأبحاث في التربية و التعليم و التنسيق بين دول مجلس التعاون الخليجي و يساهم بشكل فعال في تحسين مستوى المدارس و المعلم بعمل الندوات و المحاضرات للإدارات التعليمية بوزارة المعارف و التربية و التعليم و باستطاعته المساهمة في توحيد المناهج الدراسية بدول المجلس و تبادل الخبرات التربوية و التعليمية بين المدارس و المؤسسات التعليمية في دول مجلس التعاون الخليجي .

3 – منظمة اليونسكو :
لليونسكو دور مهم في القضاء على الأمية و تحسين خدمات التعليم في دول العالم و ذلك بتقديم التوصيات و المشورات للمنظمات و المؤسسات التعليمية في جميع دول العالم ، و لليونسكو خبرة طويلة في مكافحة الأمية و التعليم و التربية التثقيف و هي ملمة بجميع معوقات التربية و التعليم تطويرهما و لديها خبراء لهم باع كبير في هذا المجال و تعمل على التنسيق بين الدول المنظمة إليها في تبادل الخبرات و تزويد وزارات المعارف و التربية و التعليم بالأبحاث و الدراسات و الإحصاءات التعليمية و التربوية و يمكن تزويد الجهات المهتمة بالتعليم بأفضل الطرق و الأساليب في تحسين مستوى التعليم و يمكن استخدام شبكات الإنترنت لتسهيل الاتصالات بين المنظمة و وزارة المعارف و إعطائها كل ما يلزم في عملية التعليم .

التعليم ما بعد الثانوية :

أ – تعليم الكليات و المعاهد ( الدبلوم ) : وهو بالحصول على شهادة ما بعد الثانوية
\" دبلوم \" من كلية تقنية أو معهد إدارة أو معاهد خاصة ، فحاجة الطلبة لوظيفة سريعة و اختصار الوقت و أحيانا لسهولة هذه المرحلة نسبيا لذا يجب زيادة عددها لاستيعاب العدد الهائل من خريجين الثانوية بمختلف أنواعها ،و رغبة مؤسسات و شركات القطاع الأهلي لهذه النوعية لتدني أجورها مقارنة بالمرحلة الجامعية مع و تطوير المناهج و جعلها مواكبة للقرن الحالي .

ب - التعليم الجامعي ( البكالوريوس ) : عادة ما يكون خريجي هذه المرحلة أكثر إعدادا للوظيفة و سوق العمل نظرا للعناية بالمناهج الدراسية و هيئة التدريس الحاصلة على شهادات عليا و في هذه المرحلة يجب إعادة النظر في أهداف التعليم الجامعي و ربط التعليم الجامعي بمنشآت القطاع الأهلي و الاهتمام بالتخصصات أي بالنوعية و ليس بالكمية و دراسة سوق العمل و بالتعاون مع المؤسسات و الشركات و وزارة الخدمة المدنية و يجب التركيز على التخصصات العلمية التقنية و النادرة و تحديث المناهج و المعامل و التدريب التعاوني و إيجاد بيئة حقيقة للعمل و يفرض من ضمن المناهج تكليف الطلبة في السنة الأخيرة عمل مشاريع و دراسات مفيدة و بيعها للشركات و المؤسسات لتطبيقها و عمل معارض يوم مهنة و مؤتمرات و ندوات لتطوير التعليم الجامعي و إتاحة الفرصة للقطاع الأهلي بفتح كليات و جامعات للدراسة الخاصة لتخفيف الضغط على الجامعات الحكومية .
الخـــــاتمة

أن معيار رقي الشعوب هو التعليم فكلما تحسن مستوى شعب في التعليم عدت هذه الدولة متقدمة و الذي يعكس على تطوير في مجالات الحياة الصناعية الاقتصادية و الاجتماعية ، إن الاهتمام و العناية بالتعليم يعتبر تحدي يجب أن تقف جميع وزارات و مؤسسات الدولة في العناية به و تخصيص الميزانيات التي تناسبه بوضع الخطط و الإستراتيجيات و الأهداف التي تحقق التغيير الإيجابي و التحسين النوعي في مستويات التربية والتعليم . إن الصناعات و الاختراعات و الابتكارات و الإبداعات الفكرية و الأدبية و الإنسانية ما كانت لتبرز لولا العناية و الاهتمام بالتعليم و الطلبة إن مستقبل التعليم في المملكة يجب أن يكون الشغل الشاغل للمسئولين و المهتمين بتطوير الدولة في جميع مجالات الحياة ، إن ربط التنمية و التربية و التعليم بأهداف و أسس يأتي بثمرة التفوق و النجاح و لا تذهب الجهود سدى ، و كل أمرؤ يتمنى أن نلج هذا القرن بأهداف و خطط تربوية و تعليمية تكون في مستوى المتغيرات العالمية من المفاهيم و الأفكار التعليمية و الاقتصادية و الفكرية و ننظر إلى التقدم الهائل في التكنولوجيا و الاتصالات بعين ثاقبة و هادفة حتى نصل إلى أعلى المستويات من التعليم و التقنية ، إننا لم نعد بعيدين عن التغير في العالم بل أصبح لزاما علينا دينيا و وطنيا أن نهب للتطوير و التحسين و رفع مستوى المسئولية بالمقدرات الذهنية و الطبيعية و استغلالها في الوطن و المجتمع و رفع الإنتاجية التنموية .

علي عيسى أحمد الوباري
المعهد الثانوي التجاري بالهفوف



المصـــــادر :
1. ( استراتيجية عربية للتعلم الإلكتروني ) – د. زكريا بن يحيى لال – مجلة التدريب و التقنية – عدد 35 عام 1422هـ .
2. ( رؤية مستقبلية : وزارة المعارف 1420-1430هـ ) مجلة المعرفة عدد 60 عام 1421هـ .
3. ( العرب و برامج اليونسكو – مستقل و مستكثر ) – مجلة المعرفة عدد 60 عام 1421هـ .
4. (أولويات البحث التربوي في وزارة المعارف) محمد الضويان ،على الزهراني ، عبد الرحمن الغنام– مجلة المعرفة – عدد 51 عام 1420هـ .
5. ( مدارس سعودية ب\"جودة\" عالمية ) – مجلة المعرفة – عدد 48 عام 1420هـ .
6. ( كيف نواجه العولمة ) – عبدالعزيز السنبل – مجلة المعرفة – عدد 48 عام 1420هـ .
7. (المدارس و الإنترنت ، حاسب آلي + معلم غير مدرب = صفر ) – أيديو كاشن ويك ترجمة المعرفة –
مجلة المعرفة – عدد 42 عام 1419هـ .
8. ( العمل قبل الجامعة ..أحيانا ) ترجمة و تحرير : المعرفة – مجلة المعرفة 41 عام 1419هـ .
9. (الثانوية حين تقود إلى سوء العمل) – تحقيق – مجلة المعرفة عدد 41 عام 1419هـ .
10. (الطلاب يطالبون بمضاعفة المناهج الدراسية) ترجمة المعرفة – مجلة المعرفة عدد 41 عام 1419هـ .
11. (المعلم في أسبانيا 1280ساعة عمل في السنة )- التعليم من حولنا – عدد 41 عام 1419هـ .
12. ( الكتاب الإلكتروني يخنق الورقي ) عبد التواب يوسف – مجلة المعرفة – عدد 41 عام 1419هـ .
13. (الموهوبون : هل يفلح المعلمون في اكتشافهم) – سعد سعود آل فهيد – مجلة المعرفة عدد 41 عام
1419هـ .
14. (التربية الوطنية : توطين التربية ) – سعد أحمد الزهراني – مجلة المعرفة – عدد 43 عام 1419هـ .
15. (التعليم الابتدائي مفتاح التفوق الياباني )-مجلة نيويورك تاميز – مجلة المعرفة عدد28 عام 1418هـ
16. ( خمسمائة مليون دولار للارتقاء بمهنة التعليم ) ترجمة أحمد أبو زيد - مجلة المعرفة – عدد 40 عام
1419هـ.
17. (الدروس الخصوصية خدمة تعليمية أم عملية تجارية) ترجمة و تحرير المعرفة – مجلة المعرفة – عدد 40
عام 1419هـ .
18. ( الواجب المنزلي هذا السيناريو المؤلم ) ترجمة المعرفة – مجلة المعرفة – عدد 40 عام 1419هـ .
19. ( حديث إلى جيل الحداثة ) أحمد صدقي الدجاني – مجلة المعرفة – عدد 40عام 1419هـ .
20. ( التعليم في إيطاليا ) – التعليم من حولنا - مجلة المعرفة – عدد 33 عام 1418هـ .
21. ( المدارس الخاصة تغزو روسيا ) – مجلة اللوموند التعليمية الفرنسية – إنترنت – مجلة المعرفة عدد 29
عام 1418هـ .
22. ( في التعليم : \"الجودة\" أولا ) مجلة هارفارد التعليمية – مجلة المعرفة عدد 28 عام 1418هـ .
23. ( كيف نجعل الامتحانات وسيلة فعالة لتحقيق أهداف التعليم و رفع مستوى التحصيل ) عصام عزت
– رسالة الخليج العربي عدد 27 عام 1409 هـ .
24. (مؤشرات التعليم الثانوي في دول الخليج العربي و مشكلاته )د.فاروق حمدي الفرا–رسالة الخليج
العرب– عدد 27 عام 1409هـ .
25. ( الموهبة العقلية بين صدق النظرية و التطبيق ) – د. حامد الفقي – مجلة العلوم الاجتماعية - العدد
الثالث عام 1983.
كتب :
26. أسباب ظاهرة التسرب في المرحلة المتوسطة في المملكة العربية السعودية-تأليف د.ناصر بن عبد العزيز
الداود – مركز أبحاث مكافحة الجريمة -وزارة الداخلية – 1412هـ .
27. نظريات التعلم – دراسة مقارنة – الجزء الثاني - تأليف جورج غازادا ، ريموند كورسيني ،ترجمة علي حسين حجاج – ديسمبر 1986.

د.فالح العمره 05-04-2005 11:34 AM

إشكالية العنف في المؤسسات التعليمية
مظاهرها و أسباب انتشارها

إن العنف ظاهرة لم يسلم منها أي بلد في العالم، غير أن في دول العالم الثالث برزت بدرجة أقل عما يحدث في سائر أقطار المعمورة، و هذا ما يدعوا للتفكير عن علل انتشارها بهذه الحدة في المجتمعات المتقدمة التي كان يعتقد بأن الثراء فيها يشكل جهازا منيعا لمثل هذه الظواهر، لكن لو كان هذا الاعتقاد صائبا لكان ذيوعها في الجهات المختلفة أوسع منه في الدول الراقية و ليس العكس، و بين هذا و ذاك، فإن حتى و لو اختلف الوضع الاجتماع للمجتمعات إلا أن أسباب العنف و مظاهره تبدوا و أنها لا تختلف من بلد لآخر، و هذا ما يوحي إلى الاعتقاد بأن الوضع الاجتماعي ليس إلا مشجبا يعلق إليه فشل كل من كب جواده لاسيما في الدول المتخلفة، فبالمقارنة بما يحدث هنا و هناك في بقاع العالم نستخلص أن هذه الظاهرة في المجتمع الجزائري لا تختلف في شيء عما تشهده باقي المجتمعات سوى أنها في طور النشوء.
و إن كان لهذه الظاهرة نتائج وخيمة على القيم و الأعراف السائدة وسط أفرد المجتمع الجزائري، فإن انتشارها في فضاءات التعليم و التكوين يدعوا للقلق أكثر، نظرا للخطر الذي تمثله في مؤسسات من المفروض أنها في منأى عن كل ما يمت بصلة بالسلوكيات الغير السوية، و للغوص أكثر في هذا الموضوع ارتأينا إلى التقرب من العاملين في حقل التعليم، الذين أجمعوا على أن الاختلاف في السلوك مصدره الأساسي هو الإطار المرجعي الأول الذي بنى فيه التلميذ ذاته وسط التأثيرات و التفاعلات بالمحيطين به.
و في هذا الصدد يوضح لنا السيد بن منصور العربي معلم بمدرسة أقابيو الابتدائية بأنه يمكن تصنيف التلاميذ حسب فوارقهم الفردية إلى ثلاثة فئات، حيث يقول بأنه هناك منها (الفئات) من يتحل بصفات سوية و تبدي ميلا فياضا للاجتهاد في التعلم، و هي الفئة التي ينحدر أفرادها من أسر يتراوح مستواها الثقافي بين التاسعة أساسي و ما فوق، و يعتمد أوليائهم في معاملتهم مع أبنائهم على معاملة الصديق للصديق، و هناك الفئة التي تظهر عليهم الأعراض الأولية للعنف في صباهم، فهي الفئة التي يقول عنها بأن أفرادها ينحدرون من أسر لا يتعدى المستوى الثقافي لأفرادها السنوات الابتدائية، حيث يوضح في هذا الصدد بأن أفراد هذه الفئة لا يبدون أي ميل للدراسة و أن تصرفاتهم مع أقرانهم تتميز بنوع من الخشونة و يميلون للانزواء و الانغلاق، كما لا يتورعون للجوء إلى الكذب لأتفه الأسباب، و أنهم ينحدرون من أوساط تفتقر للثقافة المعاملة المتحضرة، حيث غالبا ما يتعاطى الآباء مع أبنائهم بأساليب عنيفة تبلغ أحيانا ـ حسب محدثنا ـ إلى حد الضرب المبرح بواسطة العصا أو الحزام الجلدي أو الأنبوب، و يقول أيضا بأن هذه الفئة عادة ما تأتي إلى المدرسة بدون الأدوات المدرسية، حتى يخيل بأنهم لا هدف لهم في مجيئهم إلى المدرسة، و هم في الحقيقة يأتون فارين من جبروت أوليائهم الذي(جبروت) يمنعهم حتى من التجرؤ على مطالبة أوليائهم بمتطلبات الدراسة.
و إلى جانب هذا فيكشف محدثنا بأن الأبناء الذين يسخرون لقضاء الحاجيات المنزلية بدل من دفعهم إلى الدراسة، هي الأغلبية التي تتعرض للرسوب في آخر العام الدراسي و إعادة السنة لأكثر من مرة في مراحل الدراسة حتى تحل جنبا إلى جنب بتلاميذ يفوقونهم سنا بأعوام، و عندئذ يقول لا يتورعوا في اللجوء إلى عرض عضلاتهم كلما دعت الضرورة الصبيانية إلى ذلك، و في هذا السياق يروى لنا السيد مدور رشيد معلم المدرسة الابتدائية واقعة حدثت بإحدى المدارس النائية أين كان استغلال الأبناء بلغ قمة الاستبعاد، حيث قال:\\\" أن في أحد الأيام بينما كان منهمكا في تقديم درسه دخل عليه والد تلميذة، و دون أن يستأذن اتجه مباشرة إلى ابنته و شرع يهددها بالضرب بسبب مجيئها إلى المدرسة بدل من الذهاب مع بقية أفراد عائلتها لجني الزيتون، ثم أدار إلى المعلم الذي كان حينها على المصطبة، فأشار إليه بإصبعه و قال: أعلم بأن هذا الشيطان هو الذي يدندن في أدنيك و أغراك بالمجيء إلى هنا، و راح يتوعده بالطرد من قطاع التعليم و هو ما سكا شاربه\\\"، و حول هذه النقطة بالذات يقول مفتش التربية السيد طاهر جباري بأنه من الخطأ أن يعتقد المرء بأن المعاملة القاسية يمكن أن تؤدي إلى إصلاح سلوك الطفل أو المراهق حيث أن الحقيقة في رأيه غير ذلك، فالضرب في نظره يشبه المهدئ الذي وأن خفف من شدة الألم إلا أن مفعوله ظرفي و لا يشفي المريض، و لا يعمل على القضاء على الأسباب الحقيقية لانحراف السلوك، بل يدفع الطفل إلى اقتباس الشخصية المناسبة التي يمثلها على خشبة المسرح و يبطن شخصيته الحقيقية، و أما المعلم تاركت عبد الرحيم فيرى أن التلميذ في هذا الظرف بالذات قد لا ينفع معه لا الشدة و لا الليونة في التعامل معه، حيث أن الشدة حسبه تدفع التلميذ إلى الانغلاق على نفسه و كبت تفاعلاته، و يبطن الأعراض التي تنبأ بالانحراف كلما تلقى معاملة قاسية، و يضيف قائلا بأنه من أجل هذا السبب و غيره ينصح بالتعامل مع الأبناء بطرق مرنة، كونها ليس فقط تسمح بإظهار الصورة الحقيقية لسلوك الطفل، و إنما تمكننا من علاج كل إعوجاج يطرأ على سلوكه في الوقت المناسب، فهي أيضا الطريقة الكفيلة لفهم التلميذ أكثر.

2/3

و أما الفئة الثالثة فيقول المعلم بن منصور بأنه هي تلك التي تتشكل من العناصر المدللة و لو أنها لا تختلف عن أفراد الفئة الأولى من حيث ميولها للدراسة و الاجتهاد في السنين الأولى من التعلم، إلا أنها من حيث سلوكها و تصرفاتها فهي لا تختلف عن سائر أفراد الفئة الثانية و سرعان ما تصاب ذاكراتهم مع مر السنين بفيروس يأتي على كامل الملفات المختزنة طيلة مسارهم الدراسي، إذ يفسر المعلم مخلوفي عبد الغاني ذلك بأنه بغض النظر عن العوامل الغير العائلية و تباين الأوضاع الاجتماعية التي تؤثر حسبه أحيانا بطريقة أو بأخرى، فإن المستوى الثقافي في الوسط العائلي في نظره يمثل العامل الأساسي الذي يشكل اللبنة الأولى من القيم في شخصية الطفل التي يستمر وفقها في العالم الخارجي لكون أن أفراد العائلة تشكل أول نماذج للتقمص، و إلى جانب هذا فيضيف قائلا بان الوضع الاجتماعي مثله مثل الوضع الثقافي للأسر، فهو يؤثر أيضا على السلوك و الشخصية لأن لكل طبقة اجتماعية نمط عيش خاص و قواعد
خاصة بها، و يقول بأن ذلك ما يبرز في سمات الطفل من خلال الخصائص النفسية و الأنماط الخاصة.
من نتائج الحد من العقاب الجسماني:
و إلى جانب هذا، فقد لا يختلف اثنان حول التأثير السلبي الذي أحدثته التعليمة الوزارية المتعلقة بالحد من العقاب الجسماني في المؤسسات التربية، إذ يبدوا أن إصدار هذه التعليمة الوزارية دون إجراء تعديل يسمح بتكيف القوانين المسيرة للمؤسسات التعليمية مع المتغيرات التي أفرزها تطبيقها، أحدثت فعلا هوة كبيرة في علاقة المعلم بالمتعلم، و أدت الحملة الهادفة إلى الحد من العقاب الجسماني في المؤسسات التعليمية، و التي كانت ترمي بالدرجة الأولى إلى توعية كل الأطراف بضرورة التأقلم مع الوضع الجديد الذي أفرزته هذه التعليمة، إلى بروز أولى أعراضها السلبية في صور مختلفة كحادثة الرسائل التهديدية الموجهة من قبل التلاميذ للآساتذة التي طفت إلى السطح في نهاية شهر أفريل المنصرم بأقبو، و إقدامهم أيضا على تهديد معلميهم علنية و الفرار من حجرات الدراسة متوعدين معلمهم بالتعرض إليهم في الطريق.
و على هذا الصعيد، فيرى معظم المعلمون، الذين استجوبناهم حول أثار حملة الحد من العقاب الجسماني التي قادها وزير التربية آنذاك من على بلاطوهات القناة الوطنية، بان تطبيق التعليمية الوزارية و الحملة التي تلتها على الشاشة د ون تعديل نظام العقوبات وتفعيلة قد خلف حسبهم نتائج سلبية أكثر منها إيجابية, بحيث عوض أن تدفع ولي أمر التلميذ إلى حث ابنه للتكيف والتأقلم مع الوضع الجديد الذي أحدثته هده التعليمية, راح يحث ابنه على ترصد هفوات مدرسه مم خلق لدى التلميذ سلوك عدوانية اتجاه معلمه, ومن جانب آخر فيرون بان هدا التصرف الغريب عن محيط مدارسنا اثر سلبا على المدرس إلى درجة انه بات فاشلا أمام ظاهرة لم يعد ينفع معها سوى إعادة النظر في نظام العقوبات، و اكتفى و هو مقوض من روح المبادرة و الحيوية بإلقاء الدروس دون أن يولي أي اهتمام للجانب التربوي تجنبا لما من شأنه أن يجلب له متاعب مع الأولياء، و حول هذا الموضوع نستدل ببعض الحوادث التي تعترضهم و لا شك أن آثارها على عمال حقل التعليم بليغ جدا، حيث يروي الأستاذ (ب-طاهر) قائلا بأنه كان واقفا في فناء المدرسة لما ضبط تلميذا يسب الله، و بعد استدعاء ولي أمره و حضر إلى الإدارة أجاب المعلم بـ:\\\'و بما أنك لست أستاذه فماذا أدى بك إلى مخاطبته على الإطلاق\\\'، و تضاف إلى هذه الواقعة حادثة أخرى لا تقل ضررا من سابقتها، وهي الحادثة التي أثارت ضجة إعلامية في بداية السنة المنصرمة، و ذهب فيها مساعد تربوي ضحية اعتداء ولي تلميذ، بعد أن تصور هذا الأخير أن المساعد التربوي تعدى على ابنه و هو المتسبب في نظره في دخوله إلى المستشفى و في الحقيقة أن ابنه مصاب بمرض لا غير، و من أجل مثل هذه التصرفات و غيرها التي غالبا ما تصدر من الأولياء عمد المعلم إلى تقليص من دره إلى درجة أنه أضحى يختصر مهامه في إلقاء الدرس، و يتحاشى حتى حشر نفسه في شجارات التلاميذ و يتغاضى النظر إن صادف و التقى اثنين يتخاصمان.
و نتيجة لهذا الكم من المشاكل التي تتخبط فيها المدرسة الجزائرية و كذا لبعد قوانينها عن مواكبة التطورات، حل قانون الشارع و أعرافه محل القوانين المسيرة للمؤسسات التعليمية، و بات الشارع بسلبياته هو الذي يؤثر على المحيط المدرسي و ساعدت في ذلك أيضا جملة من العوامل، كانتشار ذهنية العزوف عن مقاعد الدراسة التي تأتت عن الإحباط و اليأس الذي جاء نتيجة تفشي ظاهرة البطالة في صفوف ذوي الشهادات العليا، و الارتقاء إلى مصف الأثرياء عن طريق النصب و الاحتيال و تفشي اللا عقاب، فهي كلها عوامل لم تخف على أحد أنها شكلت في ذهن الطفل فيروسا مدمرا لما تلقاه في المدرسة من دروس في مجال الأخلاق و الصفات الحميدة حتى أضحى يرى أن كل ما تعلمه عبارة عن سخافات و حماقات لا وجود لها في واقع تديره المضاربة بالمبادئ الإنسانية و الواقعية الميكيافلية.
و من الأسباب التي ساعدت أيضا على بروز ظاهرة العنف، تطرق المعنيون أيضا إلى البرامج التعليمية التي لم يتوانوا في وصفها بالمياه الراكدة لعدم مواكبتها التغيرات الطارئة في العالم، حيث يرون بأن بعض مواضيع مادتي التربية الإسلامية و القراءة تترك انطباعا سلبيا لدى الطفل مثل موضوع \\\"الحمامة و الصياد\\\"، في مادة القراءة، و آية\\\"الجنة تحت ضلال السيوف\\\" في مادة التربية الإسلامية وهي الآية التي لا يرون ضرورة لإدراجها في برنامج التعليم، حيث لا يستبعدون أن يكون لهذا الدرس و أمثاله الكثيرين صلة في بروز ظاهرة الجريمة المنتظمة في المجتمع الجزائري، و نفس الشيء لموضوع الجهاد الذي يرون بأنه لم يعد مجديا في عالم تتطلع فيه الشعوب إلى السلم و الأمان، و يفضلون الأساليب السلمية و الحضرية لفض النزاعات.

3/3

رأي عمال التعليم حول أزمة منطقة القبائل:
و عل خلاف ما ذهبت إليه بعض التحاليل البعيدة عن الموضوعية في إشارة منها للأزمة التي تشهدا المنطقة من اندلاعها في أفريل من عام 2001 و اعتبار الأزمة السبب في انتشار العنف، فيرى أغلبية المعلمين الذين استجوبناهم بأن تأثير الأزمة إلى الأفراد لم يكن على النحو الذي أشارت إليه بعض الأبواق السياسوية، حيث يرون بأنها زودت الشباب بالطرق السلمية للتعبير عن انشغالاتهم و سمحت لهم بإطلاق مكبوتاتهم و القضاء على تراكمها الناجم ـ حسبهم ـ على طبيعة الأنظمة المتعاقبة على الحكم و السياسات المنتهجة منذ فجر الاستقلال.
و إلى جانب هذا، فيرون أيضا، بأن التصرفات المسئولة التي تحلى بها مندوبي الحركة لا سيما في عملية استرجاع المواد المسروقة عقب المسيرة السوداء و تسليمها للسلطات المعنية وفق الإجراءات القانونية المعمول بها، و القضاء على ظاهرة السرقة في الأسواق الأسبوعية بواسطة تضافر جهود المواطنين، لا يمكن لها أن تكون وراء بعث ما يخشى عليه بقدر ما ساهمت في تعزيز و تثمين روح المواطنة، و إعادة الاعتبار للأخلاق و القيم المعنوية، التي شقت طريقها نحو الزوال بفعل تفشي ظاهرة اللا عقاب في ظل غياب منطق \\\"من أين لك هذا\\\"، و كرس أيضا غياب السلطة لقرابة عامين ـ حسب المعلمين ـ سلوك القيام بالذات و الاعتماد على النفس الذي برز في تنظيم اليقظة، و روح التضامن بين أفراد المجتمع، الذي ترجمه الشباب من خلال طوابير أمام مداخل المستشفيات للتبرع بالدم لضحايا الأحداث، و سمحت الاستجابة الفورية للخصومات المرفوعة أمام التنسيقيات المحلية بإعادة تشغيل محرك القوانين الأخلاقية بضبط أحكام مواد الضمير الجماعي للمواطنين، بعدما عطلتها ذهنية المقايضة الناتجة عن سيادة منطق اللا عقاب.

العلاج و قابليته

لا يختلف رأي أي كان حول حجم الخطر الذي تشكله هذه الظاهرة و ضرورة التصدي لها لاجتثاث أسبابها و مؤثراتها، غير أن نجاح المواجهة و كبح سريانها مرهون كما أشار إليه المربون بمدى مشاركة كل الأطراف و الجهات في هذه العملية، و إذا كان عمال حقل التعليم يشيرون في حديثهم إلينا إلى ضرورة تعديل نظام العقوبات و تفعيله مع المتغيرات وكذا جعله يواكب التطورات، فإن السيد طاهر جباري مفتش التربية فيرى من جانبه بأنه بعيدا عن ما تمليه التربية الميكانيكية التي تعتمد على الضغط و ما إلى ذلك من الطرق التي برز فشلها في عمليات التربية، و انطلاقا من مبادئ التربية الديناميكية التي تتطلب المثيرات و المؤثرات، وجب التفكير في المقام الأول عن كيفية توفير هذه الشروط داخل المؤسسات و خارجها لتشغيل الطفل و احتواءه حتى يكون على الأقل في منأى عن بعض الظواهر السلبية التي شاعت في مجتمعنا، إذ يرى بأن ذلك لن يتأتى إلا بتزويد التلميذ بالوسائل الحضرية لحل المشاكل التي تعترض سبيله، و تمتين جسر التواصل بين المتعلم و المعلم.
و من جهته الأستاذ ي.م/الطاهر فيقول بأنه ليس لهذه التهديدات التي تترجمها هذه الرسائل ما يدعو للخوف، كون أن أبناءنا مثلما نعرفهم فليس بمقدورهم الوصول إلى حد تنفيذ تهديداتهم، و لكن ما يدعو للقلق فعلا هي تلك الطريقة الترهيبية التي استهوت أبناءنا و هو الأمر الذي بإمكانه أن يوفر لنا مستقبل أكثر تعقيدا مما عايشناه في العشرية السوداء.

يعقوبن جيلالي

د.فالح العمره 05-04-2005 11:35 AM

الخريطة الذهنية وتطبيقاتها التربوية

نقدم هذه المادة التعليمية للتعريف بتقنية التصميم والتوظيف التربوي الفاعل للخريطة الذهنية؛لما لها من أثر إيجابي في تسهيل عملية التعليم والتعلم لكل من الطالب والمعلم من خلال توصيل والتوصل إلى المعلومات بسهولة ويسر،وتوفير الوقت والجهد.لذا يمكن لمعلمي الدراسات الاجتماعية عامة،ومعلمي مبحث التاريخ خاصة الإفادة من هذه التقنية بتوظيفها في عروض دروسهم.
مقدمة
تصور أنك في يوم من الأيام جالس على شاطيء البحر تنظر إلى أمواجه الهائجة،أو أنك أمام محيط هادر،أو تنظر إلى السماء فترى خريطة نجومها المبعثرة في فضاء فسيح؛وفي الجهة الأخرى يتراءى أمامك ذلك الجبل الأشم الذي تناطح قممه أعنان السماء؛فمن يحيط بمثل تلك الصورة العريضة؛التي تنعكس على شاشة أذهاننا في نسق غريب.
قد نستطيع أن نرسم تلك الصورة على ورقة؛بتصغير الحجم الأصلي لها مرات كثيرة حتى تظهر في صورة مقبولة على مدركاتنا العقلية؛مثال ذلك مقياس الرسم الذي قد يبلغ آلاف أو ملايين السنتيمترات على الورق مقابل السنتيمتر الواحد في الواقع.ويمكننا استخدام البروجيكتور أو التسجيلات بكافة أنواعها،أو غير ذلك؛لإجراء تلك العملية.ولكن بمجرد مشاهدة العين لها؛تظهر في أذهاننا تلك الصورة في واقعها الأصلي،وكأنها تقف أمام ناظرينا.
فلو سبحنا في فضاء خيالنا في لحظة سهو من عين بصيرة،أو غفلة من جفن متيقظ؛فإننا نجد أمامنا لوحة كبيرة ترتسم في مدركاتنا الذهنية لتترك بصماتها في النفس البشرية أماداً طويلة مقاومة لآفة النسيان بعد عراك كبير.
والسؤال الذي يطرح نفسه في هذا المقام:هل يمكن لخلايا دماغية بحجمها المادي المعروف بصغره عند الإنسان أن تستوعب تلك الصورة الكبيرة المرتسمة في واقعها الحقيقي؟
إن الأمر لا يتعلق بالناحية المادية في حجم الخلايا الدماغية؛بل في الإدراك المتسع والممتد لتلك الخلايا،والتي تتسع للإحاطة بما ترى عيني الإنسان؛بل وإنطلاقاً للعقل في قراءة ما وراء سطورها،أو مغزاها.والإنسان يتذكر ما يرى أكثر مما يسمع.فلا زالت ترتسم بين الفينة والأخرى صورة من الماضي القريب أو السحيق،بينما قد طوى النسيان كثيراً من الحكايات التي سمعناها في قديم أو حديث.

لذا؛فإن دماغ الإنسان تستطيع أن تقوم بعمل ما لا تستطيع أشرطة التسجيل،والفيديو،والشرائح،وغيرها؛رغم التكاليف العالية لتلك الأدوات والأجهزة،وسهولة استخدام العقل في إيجاد التفسيرات والتحليلات اللازمة لفهم واستيعاب العلاقات المتداخلة في موضوع ما.

واستطراداً في هذا الموضوع لنتعرف على أفضلية ذلك؛عندما نرى أن تلك الأجهزة والأدوات والآلات تعمل في اتجاه خط ممتد باتجاه واحد(Linear Fashion)؛بينما نجد أن الدماغ تعمل بالإضافة إلى ذلك؛في خطوط متداخلة في نفس الوقت،وهذا ما يجعل الإنسان يستطيع تفسير التعقيدات العلائقية لأشياء تتداخل فيها شبكية ارتباطاتها(associatively Linearly)،ولا تكون في خط واحد.من ثم نجد أن الدماغ يمكنه تحديد تداخل العلاقات بين عناصر الموضوع بكافة تفاصيله الدقيقة في تبادل مُعقد من الترابط في مكوناتها.

وهذا ما يدعونا إلى التأكيد على أهمية اس استخدام الخريط الذهنية كعامل مهم في التوظيف التربوي الفاعل للتعليم والتعلم المجتمعي؛الذي ينشد القائمون عليه توظيف كافة عناصره ومكوناته المتوافرة لتحقيق أهدافه وغاياته بأفضل صورة ممكنة.

تضمينات تربوية:
أصبحت الخريطة الذهنية واسعة الاستخدام في المجال التربوي والتعليمي لما لها من خصائص فريدة في التعليم والتعلم.فهي تعرف المتعلمين على الشبكة الترابطية لعلاقات متداخلة من جوانب شتى بين عناصر الموضوع المراد عرضه.هذه التقنية تساعد في تحسين عملية التعليم والتعلم في مُختلف المباحث الدراسية،وذلك في مجال توصل المتعلمين للمعلومات وتطويرها.فبواسطة الخريطة الذهنية يتضح البناء المعرفي والمهاري لدى المتعلم في فهم وتفسير المنظومة التركيبية لذلك الموضوع.
وقد وظف الرسول صلى الله عليه وسلم الخريطة الذهنية في تعليم صحابته الكرام؛عندما رسم لهم خطاً مستقيماً وقال هذا سبيل الله.وخط خطاً عن يمينه،وخطاً عن شماله،وقال هذه سبل الشيطان..\".
ومباحث الدراسات الاجتماعية،وخاصة مبحث التاريخ ترتبط بارتباطات متشابكة في علاقات متداخلة بين موضوعاتها،أو داخل الموضوع الواحد.فهي تعتمد على التفسير والتحليل للجزئيات المكونة للموضوع المراد عرضه أما المتعلمين.

الفوائد التربوية للخريطة الذهنية:
تساعد الخريطة الذهنية المتعلم والمعلم في تحقيق التالي:
1-تنظيم البناء المعرفي والمهاري لدى كل منهما.
2-المراجعة للمعلومات السابقة:فالفضاء الفسيح الذي ترسمه الخريطة الذهنية للمتعلم تمنحه فرصة مراجعة معلوماته السابقة عن الموضوع.فترسخ البيانات والمعلومات الجديدة في مناطق تعرفاتها الذهنية.
3-المراجعة المتكررة للموضوع:إذ أنها توسع الفهم وإضافة بيانات ومعلومات جديدة لما هو موجود. فبعض المتعلمين قد يجدون صعوبة في رسم خريطة ذهنية للدرس أثناء عرضه،ولكن يسهل عليهم ذلك عند مراجعته.
4-مراعاة الفروق الفردية عند الطلبة:إذ أن كل منهم يرسم صورة خاصة للموضوع بعد مشاهدة خريطة الشكل الذي توضحه حسب قدراته ومهاراته.
5-تطوير المتعلمين لأسئلة جديدة عن بيانات ومعلومات قد حصلوا عليها من خلال الخريطة،والتي تطور أيضاً العمق المعرفي والمهاري للمتعلم في موضوع ما.
6-إعداد الاختبار المدرسي،وذلك من خلال وضوح الجزئيات التفصيلية للموضوعات.
7-تلخيص الموضوع عند عرضه-الملخص السبوري.
8-توثيق البيانات والمعلومات من مصادر بحثية مختلفة.
9-المراجعة السريعة للموضوعات من قبل المتعلمين؛
عندما لا يجدون متسعاً من الوقت لمراجعة تفصيلية.
10-سهولة تذكر البيانات والمعلومات الواردة في الموضوع
من خلال تذكر الأشكال المرتسمة في أذهانهم.
11-رسم صورة كلية لجزئيات الموضوع التفصيلي.
12-تنمي مهارات المتعلمين في الإبداع الفني لتوضيح البيانات والمعلومات المكونة للموضوع.
13-توظيف التقنيات الحديثة في التعليم والتعلم كالحاسوب،وجهاز العرض فوق الرأس،والشرائح، والتسجيلات الأخرى وغيرها.
14-تقلل من الكلمات المستخدمة في عرض الدرس؛فتساعد في شدة التركيز،وتسهل فهمه بوضوح من قبل المتعلمين.

كيف تعد خريطة ذهنية؟
لإعداد خريطة ذهنية ينبغي مراعاة الخطوات التالية:
-تخيل المساحة التي يحتاجها توضيح العلاقات المتداخلة لعناصر موضوع ما.
-استخدم الكلمات المفتاحية لكل من المكونات الرئيسة والفرعية للموضوع.
-ضع الفكرة الرئيسة المراد توضيحها في مركز الخريطة المقترحة.
-تعرف على العلاقات التي تربط بين أطراف الموضوع.
-فكر بطريقة ثلاثية الأبعاد،وليس باتجاه البعد الواحد؛لشمول وتكامل الشبكة العلائقية للموضوع.
-استخدم الخطوط والأسهموالأيقونات في توزيع العناصر المكونة للموضوع.
-وظف الألوان في التمييز بين العناصر الرئيسة والفرعية.
-إعمل على جانبي الخريطة وليس في جهة واحدة.
-اجعل منها لوحة فنية خلابة،ومشوقة.
-ضع الأفكار كما حصلت عليها ولا تشوهها بالاختصار
المخل أوالطول الممل،واتبغ بين ذلك سبيلاً.
-احرص أن تناسب حجم الأيقونة حجم الفكرة أو المعلومة.
-اترك فضاءاً أرحب للمتعلم كي يتمكن من إضافة بيانات أومعلومات جديدة،وذلك لتطوير ما هو قائم.

تذكر:عند بناء الخريطة الذهنية أنه ينبغي الأخذ بعين الاعتبار النقاط التالية

الكلمات المفتاحية العلاقات المتداخلة الذاكرة البصرية الرموز والأيقونات
والفضائية والأسهم
التنظيم الإحاطة بالمكونات وضوح الرؤية

انموذج رقم(1) رسم تخطيطي لخريطة ذهنية في موضوع:العوامل التي ساعدت في بناء ورقي حضارة مصر القديمة من مبحث التاريخ للصف العاشر الأساسي المُطبق في محافظات غزة

-هل يمكنك إضافة عناصر/مكونات أخرى لهذا الشكل؟

انموذج رقم(2) في درس التاريخ-علوم الحضارة الإسلامية-للصف الحادي عشر-أدبي المُطبق في محافظات غزة


وأخيراً؛إذا أردت أن تستخدم هذه التقنية ما عليك إلا أن تُحط مدركاتك الذهنية بكافة العناصر التفصيلية للموضوع المُراد عرضه،وإجراء التصميم اللازم له،ثم اعرضه أمام الطلبة واكتشف المستويات المعرفية والوجدانية والمهارية التي اكتسبوها من عرض هذا الموضوع.ثم اطلب من الطلبة تصميم نماذج لموضوعات دروس أخرى لعرضها أمام زملائهم.

إعداد
د. فوزي حرب أبو عودة-باحث الدراسات الاجتماعية
مركز القطَّان للبحث والتطوير التربوي-غزة

المراجع
أولاً:الكتب:
-جابر،عبد الحميد جابر(2001م):خصائص التلاميذ ذوي الحاجات الخاصة،دار الفكر العربي،القاهرة.
-محجوب،وجيه(1422هـ/2002م)التعلم والتعليم والبرامج الحركية،دار الفكر للنشر والتوزيع، عمان.
-الحاكم:المستدرك،مراجعة الشيخ الألباني.
ثانياً:دراسات من الإنترنت:
-الخريطة العقلية الذهنية (online)Available from:
HYPERLINK \"http://www.google.com/intl/ar/help/features.html\"; \\l \"cached\"

Buzan,Tony / Buzan,Barry;The Mind Mapping Book:Radiant Thinking,ISBN: 0563537329 (online)Available from:
http://www.mind-mappingsoftware.co.uk/

Morris ,Steve / Smith, Jane ;Understanding Mind Maps,ISBN: 0340711744
(online)Available from:
http://www.mind-mappingsoftware.co.uk/

How to do a Mind Map
http://www.tsd.jcu.edu.au/netshare/l...map/howto.htm1.

Buzan,Uk;How to make a Mind Map, (online)Available from:
http://www.mind-mapping.co.uk/make-mind-map.htm

How to Mind Map;(online)Available from:
http://www.amazon.com/exec/obidos/IS...6/petrrussellA

Mind Maps - A Powerful Approach to Note Taking;(online)Available from:
www.mindtools.com

Buzan ,Tony;Mind Maps for Kids;(online)Available from:
http://www.buzan.com.au/

Latrines ,Lice \'n\';Mental Maps by UNITEC Institute of Technology;(online)Available from:
http://schools.unitecology.ac.nz

د.فالح العمره 05-04-2005 11:36 AM

التعليم عن بعد

ساعد التطور المتسارع في تقانات المعلوماتية والاتصال الحديثة على رواج استخداماتها التعليمية، مما أدي إلى زيادة كفاءة أشكال التعليم عن بعد، وبروز صنوف جديدة، أكثر فعالية، منها، ورسوخ مقاربة التعليم \"متعدد القنوات\".

إذ يمكن، من حيث المبدأ، التفرقة بين التعليم عن بعد كبديل للتعليم التقليدي (حيث يترتب على الالتحاق ببرنامج للتعليم عن بعد إكمال مرحلة تعليمية أو الحصول على مؤهل)، وبين التعليم عن بعد كمكمّل للتعليم التقليدي في سياق \"التعليم متعدد القنوات\"، الذي تقوم فيه أشكال من التعليم عن بعد في ضفيرة حول التعليم في المؤسسات التعليمية النظامية.

وقد أصبح التعليم عن بعد، وتعدد القنوات التعليمية، عنصرين جوهريين، ومتناميين، في منظومة التعليم المتكاملة في المجتمعات الحديثة.

ومعروف أن نسق التعليم في البلدان النامية يعاني من أوجه قصور ومشكلات يظهر أن التعليم عن بعد، خاصة في سياق التعليم متعدد القنوات، يمكن أن يساهم في مواجهتها. ويقع على رأس قائمة القصور هذه مشكلات الاستبعاد من التعليم التقليدي إما بسبب النوع أو البعد المكاني، أو الفقر. ولا يقل عن ذلك أهمية انخفاض نوعية التعليم، وضعف العلاقة بين التعليم ومقتضيات التنمية والتقدم.

غير أن مشكلات نسق التعليم، وسمات السياق العام للتعليم في البلدان النامية، يمكن أن تُنتج أنماطا من التعليم عن بعد مشوهة وقليلة الكفاءة إذا لم يخطط لها بروية، وتوفر لها الإمكانات الكافية. كذلك قد يفاقم اعتماد تعدد القنوات التعليمية، دون تحسب دقيق، من مشكلات تنظيم الأنساق التعليمية وإدارتها بكفاءة.

ولذلك فإن الاستغلال الناجع لتقانات المعلوماتية والاتصال الحديثة في التعليم عن بعد، والتعليم متعدد القنوات، يمثل تحديا ليس بالهين.

مفهوم التعليم عن بعد

من حيث المبدأ، يقوم التعليم عن بعد على عدم اشتراط الوجود المتزامن للمتعلم مع المعلم في الموقع نفسه[1]. وبهذا يفقد كلا المعلم والمتعلم خبرة التعامل المباشر مع الطرف الآخر[2]. ومن ثم تنشأ الضرورة لأن يقوم بين المعلم والمتعلم وسيط. وللوساطة هذه جوانب تقانية وبشرية وتنظيمية.

كما يمكّن التعليم عن بعد المتعلم من اختيار وقت التعلم بما يتناسب مع ظروفه، دون التقيد بجداول منتظمة ومحددة سلفا للقاء المعلمين، باستثناء اشتراطات التقييم[3]. الأمر الذي يعني حضور \"المدرسة\" للمتعلم بدلا من ذهابه للمدرسة في التعليم التقليدي.

وينطوي كل ذلك، في النهاية، على غياب القرناء بالمعني التقليدي في كثرة من أشكال التعليم عن بعد[4].

ولكل ذلك لا يمكن أن يقوم نسق فعال من التعليم عن بعد في غياب تواصل قوي، ومتبادل، بين المعلم والمتعلم عن بعد، ويفضل أيضا بين قرناء على البعد، يتكيف حتما بالتقانة ووسائط الاتصال المستخدمة. إذ أن غياب هذا التواصل يعني تدهور التعليم عن بعد إلى صورة \"حديثة\" من التعليم بالمراسلة من خلال الدرس المستقل للمتعلم.

تطور التعليم عن بعد

في البداية، كان التعليم عن بعد يعني التعليم بالمراسلة، أي أن الوسيط كان الخدمة البريدية التي تنقل مواد مطبوعة، أو مكتوبة، بين المتعلم والمعلم. ولكن جعبة التقانات التي تستعمل في التعليم عن بعد تتسع حاليا لتشمل مجموعة كبيرة من تطبيقات الحواسيب ووسائط الاتصال الحديثة كالأقمار الصناعية. فتوفر تطبيقات الحواسيب حاليا سبل نقل النص، والصورة، والحركة، والخبرة الحسية (من خلال أساليب \"الحقيقة الظاهرية\") كأساليب للاتصال تبز أحيانا ما يوفره أقدر المعلمين في قاعات التدريس العادية. ويمكن الآن باستخدام الأقمار الصناعية الاتصال هاتفيا وتوصيل البث الإذاعي، صوتا وصورة، لمواقع نائية دون شبكات بنية أساسية أرضية مكلفة.

فحيث يمثل التعليم بوجه عام وظيفة أساسية في المجتمعات البشرية، كان طبيعيا أن تتغير أشكال التعليم بوجه عام، وتتطور، مع تصاعد التطور التقاني. وحيث يعتمد التعليم عن بعد بوجه خاص على تقانات الاتصال، مهّد كل طور من التطور في هذه التقانات لبزوغ الأشكال المناسبة له من التعليم عن بعد.

فتطور شبكات البريد أنتج التعليم بالمراسلة عبر المواد المطبوعة والمكتوبة. وأدي بدء البث الإذاعي إلى استخدام الراديو في التعليم. وبتقدم الصناعات الكهربائية والإلكترونية ازداد دور الصوتيات بشكل عام في التعليم من خلال أجهزة التسجيل, ثم ظهر التلفزيون، وتلاه الفيديو. وازدادت أهمية أشكال البث التعليمي، سمعا ورؤية، مع شيوع استعمال الأقمار الصناعية. وبانتشار الحواسيب الشخصية وشبكات الحواسيب، أصبحت تطبيقات الحواسيب، خاصة تلك القائمة على التفاعل، من أهم وسائل التعليم عن بعد، وأكثرها فعالية، وعلى وجه الخصوص في ميدان التعلم الذاتي.

في الولايات المتحدة الأمريكية، على سبيل المثال، منحت أولي تراخيص \"الراديو التعليمي\" في العشرينيات الأولي من القرن الحالي، وبدأ البث التلفزيوني التعليمي في عام 1950. ولم تنشأ أولي، وربما أهم، الجامعات المفتوحة إلا في عام 1971 في بريطانيا. وبدأ استخدام شبكات الحواسيب في التعليم والتعلم في الولايات المتحدة الأمريكية عندما وفرت \"مؤسسة العلم القومية\" للجامعات الأمريكية فرصة استعمال شبكة الإنترنت في منتصف الثمانينيات. وتلا ذلك، أي في التسعينيات، بدء انتشار استعمال الوسائط الحاسوبية في التعليم قبل الجامعي، وفي أماكن العمل وفي البيوت.

المتطلبات التقانية للتعليم عن بعد

لكل نوع من التعليم عن بعد، وفي الواقع لكل هدف تعليمي محدد، وسائط تقانية أكثر مناسبة من غيرها، فالراديو يساعد على شحذ الخيال، والتلفزيون فعال في التعامل مع الأحداث المركبة، الحواسيب تناسب اكتساب المهارات الناجمة عن التكرار والممارسة والتفاعل (وبالمناسبة، تدل البحوث الحديثة في تكوّن الذاكرة طويلة الأجل على الدور الجوهري لتكرار الخبرة). ولذلك فإن تعدد الوسائط التقانية، في سياق التعليم متعدد القنوات، يوفر مجالا أرحب لإثراء العملية التعليمية. كذلك يتكيف استخدام الوسائط التقانية بظروف المجتمع المحدد الذي تقوم فيه، سواء من حيث التوافر، أو النوعية أو كفاءة الاستغلال.

وتجدر الإشارة هنا إلى ملحوظتين أساسيتين.

الأولي أن استعمال أشكال التعليم عن بعد المختلفة والتركيز النسبي على أي منها، في أي مجتمع، رهن بالتشكيلة التقانية القائمة فيه وبمقوماتها المجتمعية، بما في ذلك البنية الأساسية والتنظيمية.

والثانية، أن استخدام الأشكال الأكثر فعالية من التعليم عن بعد، تلك التفاعلية باستخدام الحواسيب والشبكات، والمؤثرة على نوعية التعليم، حديث نسبيا حتي في المجتمعات المتقدمة. وأن هذه الأشكال هي في الوقت نفسه الأكثر كثافة تقانيا، والأعلى تكلفة، والأكثر حاجة لبني تحتية مكلفة هي الأخرى. والبلدان النامية مستقبلة متأخرة لهذه الإمكانات، ومن ثم لن يمكن، وفق مجريات الأمور الراهنة، التوصل لها إلا لأقلية، تتضاءل في المناطق الأفقر.

ويقل توافر وسائل الاتصال الحديثة في البلدان النامية مع حداثة وسيلة الاتصال، وارتفاع ثمنها (التليفون والفاكس الحواسيب والإنترنت) ومدي حاجتها لبنية أساسية مكلفة (التليفون والفاكس والإنترنت). وبعبارة أخري، يقل توافر وسائل الاتصال كلما زادت فعاليتها في التعليم عن بعد ومن باب أولي، في التعلم الذاتي عن بعد.

كذلك يتعين ملاحظة أن المهم ليس مجرد الوجود، ولكن مدي إمكان الاعتماد عليها- فمازال البريد العادي غير مضمون وصوله، ناهيك عن وصوله بسرعة، لعموم القطر، وتقلل الأعطال المتكررة من الاستفادة من وسائل الاتصال الباقية، في بلدان نامية.

والنوعية مسألة حتي أعقد. وهنا تثار أمور مثل: هل تصل التليفونات \"كابلات\" نحاسية تقليدية أو ألياف ضوئية، وأي أساليب نقل المعلومات تطبق في الشبكات؟ حيث تحدد هذه الفروق طاقة نقل المعلومات ومدي سرعة نقلها عبر الشبكات، ومن ثم درجة غني الرسائل التعليمية التي يمكن نقلها.

الوسائط التقانية الأكثر مناسبة للتعليم عن بعد في البلدان النامية

وبناء على المناقشة السابقة، يظهر أن الراديو- والصوتيات بوجه عام- يليها التلفزيون، هي الوسائط الأكثر مناسبة للاستعمال الواسع، خاصة في ميدان مقاومة الاستبعاد من التعليم، في البلدان النامية حاليا.

فتتميز هذه التقانات، من حيث المبدأ، بكونها واسعة الانتشار، ورخيصة نسبيا، ولا تحتاج بنية تحتية مكلفة. والواقع أن انتشار البث الإذاعي في البلدان النامية متسع جدا، لأسباب غير تعليمية، وفي الأغلب مترد نوعا، بما يؤسس حاجة للاستخدام الفعال لهذه الوسائط في التعليم والتنوير.

ولكن ينتاب الإذاعة التعليمية، المسموعة والمرئية، وجه قصور تعليمي أساسي هو غياب التفاعل المزدوج بين المعلم والمتعلم. ومع ذلك، يزيد من الأهمية التي يجب أن تولي لاستعمال الراديو وجود تقييمات حسنة، حتي في تعليم أوليات الرياضيات والعلوم، لما يسمي \"تعليم الراديو التفاعلي\" الذي يتضمن إشراك المتعلمين عن بعد من خلال طلب قيامهم بنشاطات، فردية أو جمعية، أثناء البث الإذاعي، بدلا من مجرد الإنصات السلبي. ولا يوجد من حيث المبدأ ما يمنع من أن تمتد هذه الطريقة للبث التعليمي التلفزيوني. ولكن ذلك النوع من التواصل المنقوص لا يقوم بديلا فعالا، في كلتا الحالتين، للتفاعل الآني.

وفوق ذلك، فإن المزايا العامة التي ذكرنا أعلاه للإذاعة من حيث المبدأ لم تمنع أن تعاني برامج البث الإذاعي التعليمي في البلدان النامية، التي اهتمت بتقييمها، من أوجه نقص عديدة منها نقص التمويل، وقلة المعدات ووقت الإذاعة المتاح، وضعف تدريب العاملين، وقلة اهتمام المسؤولين- الذين يفضلون البرامج المدرة للربح- وحتي المعلمين.

غير أن التوصية بالاهتمام بالإذاعة لا تعني، على الإطلاق، إهمال التقانات الأكثر تطورا، خاصة وهي تحمل الأمل الأكبر في مواجهة مشكلة تردي نوعية التعليم التقليدي في البلدان النامية.

الحاجة إلى التعليم عن بعد، والتعليم متعدد القنوات

بداية، يمكن، بل مطلوب بشدة، أن يساهم التعليم عن بعد في حل مشكلات الاستبعاد من التعليم التقليدي، سواء فيما يتصل بالتعليم قبل المدرسي بوجه عام، أو استبعاد البنات والنساء والمناطق النائية والفئات الفقيرة من مراحل التعليم الأعلى.

ومن الممكن، بل صار ملحا، أن تستغل أساليب التعليم عن بعد في مكافحة تردي النوعية في التعليم التقليدي من خلال التعليم متعدد القنوات. ومن المميزات المعروفة لبعض أشكال التعليم عن بعد هو انخفاض تكلفتها، الأمر الذي يساعد على استخدامها في البلدان الأفقر.

ويمكن أن تساعد أساليب التعليم عن بعد في التغلب على ندرة المعلمين، خاصة في المناطق النائية والأفقر فيها، وتوفر أداة فعالة للنهوض بمستوي المعلمين باستمرار، وتساهم في توسيع نطاق الاستفادة من المعلمين الموهوبين، سواء في تعليم النشء أو في تدريب عامة المعلمين.

غير أن لتبني التعليم عن بعد، بكفاءة، ميزتين إضافيتين، على الصعيد الاجتماعي وفي المعترك الدولي.

على الصعيد الاجتماعي، سيساعد تنامي \"التعلم الذاتي عن بعد\" بين أبناء القادرين على تفاقم الانتقائية المتزايدة للفئات الاجتماعية الأغني في التعليم الأرقي نوعية، بحيث يصبح التعليم أداة لتكريس الاستقطاب الاجتماعي، بدلا من وظيفته المرجوة في التقليل من الفوارق الاجتماعية.

وترتب هذه السمة أهمية خاصة لتوفير إمكان الاستفادة من ثمرات التقانات الحديثة لأبناء الفئات الاجتماعية الأضعف. وقد صار لزاما، خاصة مع انتشار الفقر، أن توفر نظم التعليم العربية العامة الأشكال الأحدث من تقانات التعلم الذاتي عن بعد لأبناء غير القادرين.

وفي المعترك الدولي، تنطوي عملية العولمة على أنماط، مباشرة وأخري مقنّعة، من التعليم عن بعد، من خارج نسق التعليم والتنشئة الوطني، قوي ويزداد قوة باطراد، ومحمّل بلغات وبثقافات غريبة- بأوسع معني- بما قد يحمل أخطارا على رسالة التعليم. ومن ثم بات ضروريا دخول معترك التعليم عن بعد باعتباره مجالا حيويا للتعلم على صعيد العالم لم يعد ممكنا تجاهل وجوده.

وباعتبارها تبدأ من الصفر تقريبا، تنهض فرصة لأن تُصمم نظم التعليم عن بعد، منذ البداية، لتتلافي نقائص التعليم التقليدي، خاصة تلك التي ينعقد الأمل على التعليم عن بعد في المساهمة في مكافحتها وعلى رأسها الاستبعاد- بمختلف أنواعه التي ذكرنا أعلاه- وتردي النوعية، والفصام مع مقتضيات التنمية والتقدم.

شروط نجاح التعليم عن بعد، والتعليم متعدد القنوات

هناك قدر من الانبهار بالتعليم عن بعد، وباستخدام التقانات الأحدث، وكأنها حلول سحرية، دون تمحيص. هذا على حين يواجه التعليم عن بعد، والتعليم متعدد القنوات بوجه خاص، مشكلات عديدة، تزداد حدة في البلدان النامية. والخشية أن تؤدي حالة الانبهار هذه إلى إحباط ضخم، في ميدان التعليم. إذ ليس التعليم عن بعد حلا سحريا، بل أحد عناصر منظومة تعليم متكاملة، وهكذا يجب أن ينظر، وأن نقدم عليه باعتباره تحديا كبيرا، إن أردنا النجاح في هذا الميدان الحديث نسبيا.

فعلى حين يقدم بعض الباحثين، في الغرب، قرائن على أن بعض برامج التعليم عن بعد يمكن أن تنتج نوعية أعلى من التعليم، خاصة العالي، بسبب ضرورة تحمل المتعلم للمسؤولية، والاشتراك الأكثر فعالية للمتعلمين في العملية التعليمية، وغياب الحواجز النفسانية للتعبير في المجموع، وغيره من المبررات، لا يوجد دليل علمي قاطع على أفضلية التعليم عن بعد على التعليم التقليدي في منظور النوعية.

وعلى العكس، يتوافر دليل قوي على أن برامج التعليم عن بعد تعاني معدلات انقطاع أعلى من التعليم التقليدي. وهذا أمر متوقع في ضوء ظروف غالبية الملتحقين بالتعليم عن بعد، والتي أدت لحرمانهم من التعليم التقليدي بداية.

والواقع أن التعليم عن بعد يمكن أن يقع في نفس مشاكل التحصيل في التعليم التقليدي، خاصة ثلاثية \"التلقين-الاستظهار-الإرجاع\" اللعينة. بل يمكن أن يعاني منها أكثر من التعليم التقليدي بسبب توسط المعدات الجامدة بين المعلم والمتعلم. ولذلك يجب أن تكوّن مقاومة التسرب وضمان النوعية الراقية محاور أساسية في التخطيط للتعليم عن بعد.

والمعروف أن آثار التعليم عن بعد أكثر تشتتا من التعليم التقليدي، ومن ثم أصعب في التقييم. وتزداد هذه الصعوبة في البلدان التي تضعف فيها فكرة التقييم، وتقل مصداقية جهود التقييم.

وتطوير المواد التعليمية، المشوقة والفعالة، في التعليم عن بعد أمر صعب ومركب- يجب أن يتم من خلال فرق متكاملة تضم تربويين وخبراء، في الموضوعات وفي التقانات ووسائط الاتصال المستخدمة، وفنانين وغيرهم. ويجب أن يقوم إنتاج المواد التعليمية على تبني نموذج \"البحث-التطوير-التقييم-المراجعة\" باستمرار.

وهو أيضا مكلف. في الولايات المتحدة، على سبيل المثال، يقدر أن تكلفة إنتاج الدقيقة الواحدة من برامج التلفزيون التعليمية الجيدة تبلغ حول ثلاثة آلاف دولار. ولذلك كثير ما يتم التأكيد على أن الاستفادة من التعليم عن بعد يجب أن تكون من الاتساع والعمق بحيث تتحقق معادلة معقولة بين التكلفة والعائد.

وتمثل ندرة المواد التعليمية الصالحة للتعليم عن بعد باللغة العربية مشكلة خاصة يتعين العمل على تلافيها تمهيدا للدخول القوي في هذا المضمار.

المنظومة البشرية: تشترك فئات متنوعة، و\"جديدة\"، من البشر في التعليم عن بعد، وتزداد- عددا وتنوعا- في التعليم متعدد القنوات. فبدلا من مجرد \"ثنائي\" المدرس والطالب يقوم التعليم عن بعد- في الحد الأدني- على \"ثالوث\": معلم عن بعد- أو معلم في \"الأستوديو\"؛ متعلم عن بعد؛ ميسر الموقع (الذي يتعامل فيه المتعلم عن بعد) بجوانب العملية التعليمية عن بعد، خاصة من خلال وسائل الاتصال المتقدمة غير المتاحة للمتعلم الفرد.

ويتعين أن تتفاعل الأطراف الثلاثة كفريق كفء مع تغير دور المعلم والمتعلم عن المتعارف عليه في التعليم التقليدي. فالمعلم عن بعد- الكفء- ليس ملقنا لكم معين من المعلومات، ولكن ميسرا للتعلم من خلال الاكتشاف، وعبر التواصل مطرد الترقي.

لكن هناك- غير هؤلاء الثلاثة- آخرين كثر تضمهم فرق تصميم وإنتاج المادة التعليمية، كما أشرنا، والفنيين والإداريين في مواقع التعليم عن بعد وفي الإدارة التعليمية على مستوياتها المختلفة، ومقدمو خدمات الاتصال المختلفة، وغيرهم.

وهناك خطر أن يقع التعليم عن بعد في أيدي \"التقانيين\"- نتيجة لقلة معرفة التربويين بالتقانات الحديثة، أو افتتانهم الشديد بها. وينطوي ذلك على الوقوع في التركيز الزائد على التقانات والمعدات، عوضا عن الهدف الأصيل وهو الاحتياجات التعليمية للمتعلمين عن بعد. إن التعرف على هذه الاحتياجات، وأفضل السبل للوفاء بها، يجب أن يسبق حتي اختيار التقانات وتحديد التوظيف الأفضل لها لتحقيق الغاية التعليمية. ويستلزم درأ ذلك الخطر، على وجه الخصوص، أن يعاد توجيه برامج تكوين التربويين، الجامعية وأثناء الخدمة، لتتضمن مكونا قويا في التعليم عن بعد، نظريا وعمليا.

البنية الأساسية والمعدات والبرمجيات: واضح أن تكلفة التعليم عن بعد، خاصة التفاعلي منه، مرتفعة لدرجة يمكن أن تكون مانعة للانتشار، ولو المحدود. إذ حتي في الولايات المتحدة الأمريكية تحول القيود المالية أحيانا دون توافر المعدات والبرمجيات ومداخل شبكات الاتصال اللازمة لهذا النوع من التعليم عن بعد. ويزيد من التكلفة على المدى الطويل، التقادم السريع لكثرة المعدات والبرمجيات المستعملة في التعليم عن بعد-التفاعلي.

وخلاف التكلفة، هناك شروط عديدة للاستخدام الفعال للمعدات الحديثة من أهمها التدريب الفعال والصيانة المستمرة. ويترتب على قلة توافر هذه الشروط تضاؤل استخدام المعدات الحديثة إلى جانب طفيف من إمكاناتها. وقد يصل الأمر لبوار المعدات، وقلة الاستفادة من البرمجيات، تحت ظروف البيروقراطية والإهمال المتفشيين في الإدارة الحكومية في البلدان العربية.

وعلى السياق التنظيمي والإداري يتوقف العائد على نظم التعليم عن بعد والتعليم متعدد القنوات. إذ أن التعليم عن بعد نسق أعقد من التعليم التقليدي، ومن ثم يحتاج لأنظمة أكفأ وإدارة أرقي. وتزداد المشكلات التنظيمية والإدارية تعقيدا في إدارة التعليم متعدد القنوات. والمعروف أن الإدارة المدرسية التقليدية تميل للمركزية والجمود، بينما يكمن نجاح التعليم عن بعد في اللامركزية والمرونة اللازمين لتكامل عديد من المكونات المتباينة في نسق متكامل يسعي لبلوغ غاية مشتركة.

وعند تبني التعليم عن بعد يصبح مطلوبا بوجه خاص مرونة القيادات التعليمية- وهي في العادة أكثر جمودا وتمسكا بالسلطة، واغترابا عن التعليم عن بعد ومحتواه التقاني، من الأجيال الأصغر في المؤسسة التعليمية. ويستلزم ذلك الاهتمام بالتوعية المكثفة بمضمون التعليم عن بعد، والتدريب على إدارة مكوناته العديدة، والتنسيق بينها، خاصة في مستويات الإدارة التعليمية المختلفة قبل بدء البرامج.

وتتضمن الأمور التي تحتاج عناية خاصة في مضمار التنظيم والإدارة، ومتطلبات مختلفة عن التعليم التقليدي، مسائل \"الاعتراف\" بالمؤسسات العاملة في ميدان التعليم عن بعد، وتقييم المتعلمين، وتقييم المعلمين، والترخيص للمعلمين وتجديده، وتدريبهم.

ويمثل السياق الاجتماعي للتعليم عن بعد محددا جوهريا لمدي نجاحه. وهنا تثور عدة مشكلات تطلب اعترافا من ناحية، ومواجهة جادة من ناحية أخري.

بداية يعاني التعليم عن بعد من انخفاض المكانة الاجتماعية، حيث يُعد تعليما \"من الدرجة الثانية\"، يرتاده فقط من لم يقدر، أكاديميا أو ماليا، على \"امتلاك\" أشكال التعليم التقليدي. وينبغي التخطيط لمحاربة هذه السمعة السيئة. وجلي أن السلاح الأمضي في هذه الحرب هو ضمان النوعية المتميزة في برامج التعليم عن بعد، خاصة تلك البديلة للتعليم التقليدي. والسبيل الأساسي لذلك هو تطبيق نظم الاعتراف الأكاديمي ببرامج التعليم عن بعد بصرامة. وتبين الخبرة العملية أن أحد أهم سبل احترام التعليم عن بعد هو اعتراف مؤسسات التعليم التقليدي المتميزة بخريجي برامجه بين طلبتها.

والخلاصة أن الاستغلال الناجع للتعليم عن بعد، والتعليم متعدد القنوات- خاصة باستعمال تقانات التفاعل الإلكترونية- يقتضي ثورة حقيقية في التعليم ككل. فكل المكونات التي سبق الإشارة إليها يتعين أن يتكامل في منظومة متناغمة داخليا، وتلتئم- في تناغم أيضا- مع نسق التعليم التقليدي القائم، الأمر الذي يوجب ضرورة التجريب واكتساب الخبرة التراكمية من خلال التقييم الرصين والتطوير المستمر.

محمد علي القضاة

د.فالح العمره 05-04-2005 11:36 AM

التخطيط لدروس العلوم

لماذا التخطيط ؟
إن التخطيط الجيد لأي عمل يضمن قدراً كبيراً من النجاح لهذا العمل عند تنفيذه ويجنب القائم به العشوائية أو عدم وضوح الخطوات ، ويمكنه من تلافي الصعوبات ـ إن وجدت – خلال التنفيذ . والمتأمل لدروس العلوم الناجحة سيكتشف أن وراء هذه الدروس معلماً ناجحاً أعد دروسه مسبقاً ، فأهداف الدرس حددت بطريقة واضحة ومحددة ومادة الدرس والأدوات والأجهزة التي يستخدمها المعلم وأساليب التدريس والأنشطة التي يقوم بها الطلاب وما يطرحه المعلم من أسئلة كلها أعدت بطريقة مرتبة وتتفق مع المتغيرات العديدة للموقف التعليمي وتخدم الهدف من الدرس .
والتخطيط الجيد في مادة العلوم يتطلب من المعلم أن يكون متمكناً من المادة العلمية للوحدة أو الموضوع المراد تدريسه ، لأن هذا التمكن الجيد يساعد المعلم على تحديد الأفكار والمفاهيم العلمية الرئيسية التي يجب أن يتعلمها الطلاب وتساعد على ربط المفاهيم العلمية ببعضها البعض ، والتخطيط الجيد كذلك يساعد المعلم في تقويم جوانب الموقف التعليمي والتعرف على مدى تحقق الأهداف التعليمية للدروس(الشهراني والسعيد،1418).
سوف نناقش خلال هذا الموضوع النقاط التالية :-
- أهمية التخطيط في تدريس العلوم .
- مبادئ التخطيط لدى معلم العلوم .
- مستويات التخطيط.
أولاً : أهمية التخطيط في تدريس العلوم :-
التخطيط لأي عمل يضمن له قدراً معقولاً من النجاح ، وأي عمل جاد لا بد أن يسبقه تخطيط جيد ، وعلى معلم العلوم أن يخطط لعمله جيداً حتى يتمكن من تحقيق الأهداف المرجوة من تدريسه (الشهراني والسعيد،1418).
كمايعرف التخطيط في تدريس العلوم بأنه : مجموعة من الإجراءات والتدابير التي يتخذها معلم العلوم لضمان نجاح العملية التعليمية وتحقيق أهدافها وتوصف بأنها خطة مرشدة وموجهة لعمل المعلم (زيتون،1996).
ويمكن أن نلخص أهمية التخطيط ( أو مسوغات التخطيط ) فيما يلي :-
1- عندما يحدد المعلم موضوع دروسه جيداً ويحدد أهدافه بوضوح يساعده هذا على اختيار الخبرات التعليمية المناسبة لتحقيق الأهداف وبدون التخطيط تصبح العملية التعليمية عشوائية ولا يمكن التنبؤ بنوعية نتائجها .
2- يجعل التخطيط عملية التدريس عمليه علمية ، فيقلل فيها مقدار المحاولة والخطأ أو العشوائية وتستخدم فيها الوسائل والإمكانات أفضل استخدام من أجل تحقيق الأهداف ( يوفر الجهد والوقت ) .
3- يساعد المعلم على الثقة بنفسه ويقلل شعوره بالاضطراب والحيرة وعدم الاطمئنان لنجاحه في عمله ، فتحديده لأهداف درسه وإعداده مسبقاً لمادة درسه والخطوات السير فيه وتحديده لأساليب التقويم يقلل من احتمالات خطئه ونسيانه ويزيد من فرصة نجاحه .
4- يساعد المعلم على التكيف للمواقف الطارئة فالموقف التعليمي مشكلاته كثيرة ومتغيراته عديدة واحتمال تعديل المعلم لخطواته خلال التدريس وارد والإعداد المسبق للدرس يجعله يعدل من خطواته دون الإخلال بجوهر الدرس وبدون تقصير في تحقيق الأهداف(الشهراني والسعيد،1418).
5- ويساعد المعلم على أن يكون على علم بما سوف يقوم بتدريسه على مدى فترة طويلة .
6- ويعمل على تنمية مهارات المعلم المختلفة(الشهراني،1414)
7- يساعد التخطيط الجيد في تحديد عناصر الأسرة التعليمية التي يتعامل معهم المعلم عند تنفيذ الدرس .
8- كما أن التخطيط يتوقع أن ينعكس إيجابيا على الطلبة من حيث أنه يساعدهم على تحقيق أهداف الأنشطة التعليمية وأن يعرفوا الأهداف التي يجب أن يحققوها وينمي عندهم الوعي بأهمية التخطيط (زيتون،1996).

مبادئ التخطيط لدى معلم العلوم (الشهراني والسعيد،1418)
1- فهم المعلم التام للأهداف التعليمية المجتمعة وأهداف المرحلة وأهداف المنهج ومن ثم تحديد أهدافه التدريسية .
2- الوعي بإمكانيات المقرر الذي يدرسه في تحقيق الأهداف المرجوة وكيفية استغلال هذه الإمكانات أفضل استغلال ، فينبغي أن يدرك المعلم ما الذي يمكن أن يتعلمه الطالب من مادته .
3- أن يعرف المعلم جيداً الإمكانيات المدرسية المتاحة – مادية وغير مادية – التي مكن توظيفها أو الاستفادة منها عند التخطيط ، فالتخطيط يقصد به الربط بين الوسائل والغايات ، فيجب أن يضع المعلم خطته في ضوء الإمكانيات الواقعية والمتاحة له ، وألا يضع خطته في ضوء تصورات خيالية أو غير ممكنة التنفيذ .
4- التعرف أو الاطلاع على مستويات الطلاب ومشكلاتهم واهتماماتهم وأنسب الوسائل لإثارة دوافعهم للتعلم .
5- على المعلم أن يحدد الوسائل التي سيقوّم بها الخطة ونتائجها وكيفية تنفيذها ، وأن يستفيد من ذلك في الخطوات المقبلة أو في تخطيط الدروس والموضوعات التالية .
6- إشراك جميع أطراف الموقف التعليمي في عملية التخطيط ، فنجاح الخطة التي يعدها المعلم لا يتوقف عليه فقط والأطراف هم الطلاب والمدير وأمناء المختبرات ( محضرو المختبر ) ، الموجهون ، وزملاء المعلم من المعلمين .
7- مرونة التخطيط ، الالتزام بالخطة الموضوعة لأي عمل أمر ضروري ولكن الالتزام بالخطة الموضوعة لا يتعارض مع المرونة في تنفيذها لما يواجه المعلم من مواقف طارئة خلال تنفيذ خطته تجعل من المستحيل في بعض الأوقات أن يلتزم بالخطة الموضوعة ، فيجب أن يكون مستعدا لتغيير خطته وفقا للمتغيرات الطارئة التي لا يمكن أن يتنبأ بها ويضعها في الحسبان أثناء التخطيط .
مستويات التخطيط لتدريس العلوم :- ( أو أنواع التخطيط أو نماذجها )
يمكن تقييم أو تصنيف التخطيط إلى مستويات التخطيط على مستوى السنة الدراسية أو الفصل الدراسي والتخطيط للوحدة الدراسية والتخطيط للحصة الدراسية (نشوان،1409). وهناك من يقسمها إلى الخطة التدريسية السنوية ( طويلة المدى ) والخطة التدريسية ذات الوحدات التعليمية ( متوسطة المدى ) والخطة التدريسية اليومية ( قصيرة المدى ) (زيتون،1996).
وهناك من يقسمها إلى التخطيط طويل المدى والتخطيط قصير المدى ( الوحدة والدرس ) (الشهراني والسعيد،1418).
وهو ما يتفق عليه أيضاً ( محمد عبد القادر، 1998) فيحدد مستويات التخطيط إلى مستويين ، الخطة السنوية والخطة اليومية أو التحضير للدرس اليومي .
وسوف نقسم التخطيط هنا إلى نوعين هما :-
1- التخطيط طويل المدى .
2- التخطيط قصير المدى .
يتناول الأول التخطيط لتدريس مقرر كامل أو وحدة طويلة وهذا بالطبع يأخذ فترة طويلة قد تكون العام الدراسي أو فصل دراسي ، أما الثاني فيتناول تخطيط المعلم لوحدة قصيرة أو لدرس واحد . وكلا النوعين لازمان لنجاح المعلم في عمله .
فالتخطيط طويل المدى يساعد المعلم على تكوين نظرة شاملة لسير العملية التعليمية في ضوء الأهداف العامة لمادته ، وهذا بالتالي يساعد في ترابط الدروس اليومية وتكاملها في تحقيق أهداف المنهج .
وينبغي أن تكون الخطة طويلة المدى متضمنة لعناصر أساسية تفيد في توجيه سير العملية التعليمية ، وتساعد المعلم على النجاح في عمله وتحقيق الأهداف المرجوة ولا ينبغي أن تكون الخطة مفصلة تفصيلاً دقيقاً ولكن تهدف لتحديد الخطوط العريضة لسير المعلم خلال تدريس المنهج (الشهراني والسعيد،1418).

أولاً :- التخطيط طويل المدى :-
في هذا النوع كما ذكرنا يتم التخطيط لفترة زمنية طويلة كعام دراسي أو فصل دراسي . ويعرف هذا النوع من التخطيط في بعض الأوقات بتقسيم أو توزيع المنهج الزمني . ويتم فيه وضع الخطوط الرئيسية التي سوف تستخدم لتطبيق منهج دراسي ما في عام دراسي أو فصل دراسي معين . وهذا النوع يسبق التخطيط قصير المدى(الشهراني ،1414).
يتضمن هذا النوع من التخطيط عدة عناصر أهمها(الشهراني والسعيد،1418). :-
1- عند إعداد المعلم للخطة السنوية عليه أن يراجع الأهداف العامة للمنهج ويتفهمها جيداً ومراجعة محتوى المقرر الدراسي بالكامل للتعرف على مكوناته وعلاقة ما به من موضوعات بما سبق أن درسه الطالب وما سوف يدرسه .
2- تحديد المستوى المعرفي الذي يساعد في تحقيق كل هدف من الأهداف .
3- وضع جدول زمني لتدريس الوحدات التي يضمها المقرر ( التوزيع الزمني ) ويراعى في تحديد الوقت المخصص لكل وحدة مدى مساهمة تلك الوحدة في تحقيق الأهداف العامة وما تحتويه من معلومات وترتيبها بما يناسب الموضوعات في المنهج وأهميتها بالنسبة للطالب .
4- تحديد مصادر التعلم ، ما هي المصادر التي تستخدم في التدريس ومصادر التعلم الأخرى التي يمكن أن يرجع لها الطالب ويكفي هنا ذكر أسماء الكتب والمراجع والوسائل التعليمية المختلفة وكذلك الرحلات والأنشطة اللاصقية الأخرى التي سوف يستعان بها في التدريس .
5- تحديد عناصر استراتيجية التدريس التي سوف تتبع ، والتي نعني بها (أي الاستراتيجية) هي: كيف نبدأ ؟ وكيف نسير ؟ وتتضمن التمهيد والأسلوب ( أو العرض ) ، فالتمهيد أو التهيئة ( كيف نبدأ ؟ ) نحدد فيه ما نبدأ به الوحدة ، والعرض ( كيف نسير ؟ ) يستمل على الموضوع والطرائق والوسائل والأنشطة والتقويم (1) .
ثانياً :- التخطيط قصير المدى :- ( التخطيط للدروس اليومية )
- أهمية التخطيط للدروس اليومية :-
إن التخطيط للدروس اليومية هو أساس التدريس الناجح ويساعد مثل هذا التخطيط على تحقيق أهداف تدريس العلوم بصورة فعالة ، وترجع أهمية التخطيط للدروس اليومية والحاجة إليه إلى الاعتبارات التالية :-
1- يساعد المعلم على فهم الأهداف التربوية بوجه عام وأهداف تدريس العلوم بوجه خاص .
2- يساعد المعلم على اختيار المادة العلمية التي يقدمها للطلاب .
3- يساعد المعلم على اختيار الأنشطة التعليمية المناسبة لتحقيق الأهداف التي سبق تحديدها ، واختيار الأدوات والأجهزة والمواد والوسائل التي يستخدمها هو وتلاميذه أثناء تدريس موضوع معين .
4- يمنع الارتجال في التدريس ، ويجنب المدرس المواقف المحرجة مثل الارتباك أثناء التدريس وسوء النظام وفشل التجارب .
5- يكسب المدرس الشعور بالثقة ويكسبه احترام التلاميذ وتقديرهم له .
6- ينمي عند التلاميذ الوعي بأهمية التخطيط في حياتهم العامة .
7- يعطي المدرس فرصة مستمرة للنمو المهني سواء في مجال المادة العلمية أو طرق وأساليب التدريس(كاظم وزكي،1993).
8- يمكن المعلم من تحديد مقدار المادة الذي يناسب الزمن المخصص للحصة وبداية الدرس ونهايته وصعوبة المادة وسهولتها .
9- يعطي المعلم الفرصة في التحقق من المعلومات والإطلاع بتوسع حولها والاستفادة من المراجع الحديثة .
10- يساعد المعلم على الوقوف على الدرس والتعرف على أوجه الربط بين الدرس الحالي واللاحق .
11- يساعد المعلم على عملية المراجعة والتعديل والتنقيح إذا وجد ضرورة لذلك (عبدالقادر أحمد،1998).
تعريف خطة الدرس :-
خطة الدرس هي ملخص لما يتضمنه هذا الدرس من معلومات وملخص لأنشطة التعليم والتعلم التي تعد لمساعدة الطلاب على تحقيق عدد من الأهداف المحددة وملخص لاستراتيجية التقويم التي سيتبعها المعلم للتأكد من مدى تحقق أهداف الدرس.
كما أنه لا يوجد شكل أو نمط محدد لإعداد خطة الدرس ، ولكنها مجرد إطار عام يحتوي على بعض العناصر الأساسية التي ينبغي أن يتوافر فيها المكونات التالية :-
موضوع الدرس – الأهداف التعليمية – المحتوى – الأنشطة التعليمية – الاستراتيجيات التدريسية – الوسائل وأكواد التعليمية – ملخص الدرس – التقويم – الواجبات المنزلية – المقترحات – وتختلف تفصيلات هذه العناصر من معلم إلى آخر فبعض المعلمين يعدها مختصرة ، والبعض الآخر يعدها مفصلة لتكون مرشدة ومعيناً له خلال التدريس وفي ظل خبرته القليلة به (الشهراني والسعيد،1418). وسوف نتناول فيما يلي شرح لعناصر خطة الدرس اليومي .
عناصر خطة الدرس اليومي :-
يجب أن تشمل عناصر الدرس على الأقل على أربعة عناصر رئيسية هي ( الأهداف – الأنشطة التعليمية – قائمة بالمراجع والمواد المستخدمة – التقويم ) (كاظم وزكي،1993).
ويرى آخرون أن عناصر تخطيط الدرس تشتمل على تحديد الأهداف ، اختيار المحتوى ، اختيار طريقة التدريس ، اختيار الأنشطة ، الاستراتيجيات ، الوسائل التعليمية ، التقويم ، الزمن ، إثبات النتيجة ، والملاحظات ، التعيينات ( الواجبات ) (أحمد عبدالقادر،1998).
ونحن هنا سوف نناقش عناصر الدرس كما جاء في كتاب الشهراني والسعيد المتوسعة في تلك العناصر أكثر من غيره لتتحقق الفائدة بشكل أكبر وذلك بالتعرف على كل نقطة بصورة أوسع .
1- موضوع الدرس ( عنوان الدرس ):
يعتبر تحديد موضوع الدرس بمثابة تحديد لمجال هذا الدرس ، ويخلط بعض المعلمين بين موضوع الدرس وبين موضوع الوحدة الدراسية ، فالدرس يعتبر أحد دروس الوحدة ، ويؤدي هذا إلى الوقوع في الخطأ أو التكرار كأن يتم إدخال عناصر في درس ما قد تم تناولها في درس آخر ، ففي دروس الكيمياء مثلاً يعتبر درس عن الحديد أحد دروس وحدة الفلزات ... وهكذا (الشهراني والسعيد،1418).
ويجب أن يعطي هذا العنوان صورة واضحة لما يراد تحقيقه في الصف (الشهراني،1414).
2- أهداف الدرس : ( الأهداف السلوكية )
نقطة البداية في تخطيط الدرس هي معرفة لماذا يدرس هذا الدرس ؟ أو ما النتائج التعليمية المرجوة من تدريس هذا الدرس ؟ أي تحديد الأهداف السلوكية لهذا الدرس .
فأهداف الدرس وبصفة عامة يجب أن يتوافر منها مجموعة من الشروط أهمها :-
1) أن تكون محددة فلا تكون عبارات مبهمة لا يفهم المقصود منها وواضحة لأي معلم آخر .
2) أن تكون مناسبة للطلاب وقدراتهم .
3) أن تكون تراعي الفروق لفردية وتتيح الفرصة للجميع .
4) أن ينصب الهدف في صياغته على أداء الطالب وليس على أداء المعلم أي أهداف سلوكية وليست تعليمية كما عرفنا سابقاً .
5) وتكون ممكنة التحقيق في ضوء إمكانيات المدرسة .
6) أن تشمل جوانب النمو العقلي المختلفة .
7) أن يشمل الهدف على جانب تعليمي واحد ، فأهداف الدرس الجيد ينبغي أن يشمل كل منها جانباً تعليميا واحداً ولا يشمل أكثر من ذلك
3- المحتوى أو مادة الدرس :-
تعتبر مادة الدرس أو محتواه العلمي من المكونات المهمة في خطة إعداد الدرس ويتوقف شكل المحتوى على أمرين هما :-
1- أهداف الدرس التي سبق تحديدها .
2- الخبرات المختلفة للموقف التعليمي .
اذ أن المحتوى هو ترجمة لأهداف الدرس ، ويختلف المحتوى من استراتيجية لأخرى حسب ما يراه المعلم .
واستراتيجية التدريس أو خطة السير في الدرس: من الأجزاء الرئيسية لخطة الدرس تحديد الاستراتيجية التدريسية التي سوف تتبع في تنفيذ الدرس ، ويتضمن هذا توضيح كيفية سير الدرس وتوجيه نشاط التعليم والتعلم ، ومن المفضل أن تشتمل على تمهيد للدرس يثير دافعية الطلاب للتعلم وتحديد أنشطة التعليم والتعلم التي سيشملها الدرس والوقت المخصص لها ونوع التفاعل الذي يمكن أن يحدث داخل الفصل وكيفية توجيهه والطريقة التي سوف يتبعها المعلم لتوفير تغذية راجعه له ولطلابه ، وأساليب اكتساب الطلاب للمعلومات ولجوانب التعليم الأخرى ، وأوجه مشاركة الطلاب خلال الدرس ... وغير ذلك. وباختصار يعتبر هذا الجزء تصوراً لما سيتم خلال الدرس من بدايته إلى نهايته ، ومن ثم ينبغي أن يتضمن الإجابة على السؤالين التاليين :-
أ‌- كيف يبدأ الدرس ؟
ب‌- كيف يمكن السير في الدرس بعد ذلك خطوة خطوة لتحقيق أهدافه ؟ وما الخبرات التعليمية التي ستقدم خلال الدرس وكيفية تناولها من المعلم ؟

5- ملخص الدرس :
مهم أن يقوم المعلم بتلخيص الخبرات التعليمية التي يتناولها الموقف التعليمي في كل خطوة من خطوات سير الدرس ، فذلك يساعد على تثبيت نتائج الموقف التعليمي في الدرس .
ويعتبر بمثابة تهيئة ختامية للدرس ويساعد الطلاب على فهم النقاط الأساسية للدرس ومعرفة أن خبرات الدرس قد انتهت وذلك قبل انتقالهم إلى خبرات جديدة (الشهراني والسعيد،1418).
6- التقويم النهائي للدرس :
من الأجزاء الأساسية لخطة الدرس أن يحدد المعلم أساليب التقويم النهائي التي سيتعرف من خلالها على مدى نجاحه في تحقيق أهداف الدرس .
7- تحديد الواجبات :
والتي يمكن تقسيمها إلى : واجبات منزلية قبل الدرس وبعد الدرس وواجبات أثناء الدرس أو خلاله .
ومثل الواجبات المنزلية قبل الدرس كأن يطلب المعلم من الطالب رسم الجهاز الهضمي قبل موعد الحصة أو في اليوم الذي يسبق الدرس ، ومثال على الواجبات أثناء الدرس ، كأن يكلف الطلاب بحل واجب أو مسألة خلال زمن الحصة ، وكذلك يمكن أن تقسم الواجبات إلى واجبات جماعية لجميع الطلاب وواجبات لطلاب معينين دون غيرهم .
8- المقترحات :
يخصص المعلم جزءاً في دفتر التحضير أثناء التخطيط للدروس اليومية للمقترحات التي يقوم بكتابتها بعد الانتهاء من تنفيذ الدرس في الفصل أو المختبر وهذه المقترحات قد تشمل إعطاء الدرس أو الموضوع وقتاً أطول أو أقصر عند تدريسه في المرات القادمة ، أو كتابة بعض الأمثلة التي وردت أثناء المناقشة في الفصل أو المعمل ... (الشهراني،1414)
9- الاستمرارية :
يجب على المعلم أن يحدث نوع من الاستمرارية في دروس العلوم ، لذا فعلى المعلم أن يخطط عند إعداد دروسه ، لربط كل درس بالدرس الذي قبله وبالدرس الذي بعده (الشهراني والسعيد،1418).

إعداد / عبدالله احمد آل فرحان

المراجــــــــــــــع

1- عامر عبد الله الشهراني وسعيد محمد السعيد ، تدريس العلوم في التعليم العام ، الرياض ، مطابع جامعة الملك سعود ، 1418هـ .
2- عامر عبد الله الشهراني ، مرشد الطالب المعلم في التربية الميدانية ط1 ، جده ، دار البلاد ، 1414هـ
3- محمد عبد القادر أحمد ، طرق التدريس العامة ، ط3 ، القاهرة ، مكتبة النهضة المصرية ، 1998م.
4- يعقوب حسين نشوان ، الجديد في تعليم العلوم،ط1، عمان ، دار الفرقان ، 1409هـ .
5- أحمد خيري كاظم ، وسعد عيسى زكي ، تدريس العلوم ، القاهرة ، دار النهضة العربية ، 1993م.
6- عايش محمود زيتون ، أساليب تدريس العلوم ، الأردن ، عمان ، دار الشروق ، 1996م .

د.فالح العمره 05-04-2005 11:37 AM

أصول الكتابة والتأليف

القدرة على الكتابة والتأليف والحفظ وحسن الحديث من أجلّ النعم الظاهرة والباطنة التي أسبغ الله تعالى بها على العديد من عباده ، وفي هذه النعم يتقلب فيها أصحابها ، ويعتزون بها لا لأنهم ورثوها عن أجدادهم أو آبائهم وأمهاتهم ، وإنما لأنهم حازوها بالقراءة المستمرة ، وبالتأمل والتفكّر ، وسؤال العارفين.

قيل: إن معاوية بن أبي سفيان (ر) سأل \"دغفل\" الذي يضرب فيه المثل في حفظ الأنساب – حينما التقى به – من أين لك هذا العلم ، علم الأنساب؟ فقال: بلسان سؤول, وقلب عقول , ولكن لكل علم: آفة ، وإضاعة ، ونكد ، واستجاعة؛
أما آفة العلم فالنسيان.
وإضاعته أن تحدث فيه من لا يفهمه.
ونكده التلفيق فيه.
واستجاعته في أن العاقل لا يشبع منه!

إن الذين يقدمون للبشرية كتبا زاخرة بفنون الأدب, ومؤلفات ملأى بألوان الحكمة، ورسائل طافحة بنظريات العلم، لا بد وأنهم إلى جانب جدهم واجتهادهم في القراءة والّتفاكر، والبحث والتحرّي قد عرفوا أصول الكتابة والتأليف ن وإلا لما حفظ التاريخ أعمالهم ، ولما ذاع في الخلائق ذكرهم وصيتهم.

لقد استوقفتني شخصية \"الخوارزمي\" وهو نابغة زمانه في الرياضيات والأدب كما جاء في \"تراث العرب العلمي – لطوقان\" لا لأنه مؤسس علم الجبر، ولا لأنه صاحب كتاب الجبر والمقابلة الذي هو من أعظم كتاب الرياضيات في التاريخ الإنساتني، ولكن لأنه وضع \"أصولا للكتابة والتأليف\"، ما أحوجنا اليوم إلى تبنيها إن أردنا أن نساهم في بناء الحضارة الإنسانية، والمشاركة في إحداث التغييرات النوعية للجنس البشري.

يقول \"الخوارزمي\" : إن العلماء يكتبون كتبهم، ويضعون مؤلفاتهم لغرض أو أكثر من الأغراض الثلاثة التالية:

1- استخراج ما لم يكن مستخرجا من قبل.
2- شرح ما كان مستغلقا مما أبقاه الأولون.
3- كشف الخلل في بعض الكتب ثم لم شعثه مع إحسان الظن في صاحبه.

يا لها من أصول رائعة، أتمنى أن يكون لكتابنا ومؤلفينا ، ومديرينا ومعلمينا ، ولطلابنا وطالباتنا الحظ الأكبر والنصيب الأوفر منها. آمين – آمين – آمين.

محمد أحمد مقبل
رئيس مركز التطوير التربوي
الوكالة – غزة

د.فالح العمره 05-04-2005 11:38 AM

التخطيط التعليمي وعلاقته بالتنمية الاقتصادية والاجتماعية

للتخطيط التعليمي صلة وثيقة بالتنمية، لأنه في واقع الأمر أداة من أدواته، باعتباره محاولة فعّالة لضبط الاتجاهات الجارية للتنمية، وتوجيهها للحصول على الأهداف التي تحقق مصالح الجماعة العُليا، حيث اتجه كثير من التربويون إلى الربط بين التخطيط التعليمي والتنمية الاقتصادية والاجتماعية والتنسيق بينها، وذلك من اجل تنمية مناشط الأفراد والجماعات، والاستفادة من الامكانات المتاحة إلى أبعد حد ممكن(30).
وقد برزت هذه العلاقة المتكاملة عندما اعتبر التعليم استثمار اقتصادي في الموارد البشرية وهو من مجالات الاعتبار في تخطيط التنمية الاقتصادية والاجتماعية، ذلك أن النظر إلى التعليم كعامل من عوامل الإنتاج يعد طرفا من أطراف مكانة التعليم في العملية الاقتصادية، وقيمته كعامل للتأثير على الأنماط الاستهلاكية قد يعوق عمليات التنمية الاقتصادية.
وفي البلاد العربية، كما هو الحال في غيرها من الدول، يوجد اعتقاد سائد وقوي في أن التعليم مدخل أساسي للتنمية الاقتصادية والاجتماعية، وقد برزت العلاقة بينهما منذ زمن ليس بالقريب، فنجد أن \"آدم سميث\" من فلاسفة الاقتصاد في القرن الثامن عشر أكد أهمية التعليم والتدريب في رفع الكفاءة الإنتاجية للعامل، وزيادة مهارات العامل اليدوية، وكما أشار إلى أهمية التعليم وتخطيطه في إحداث الاستقرار السياسي والاجتماعي وهو ما يعتبر شرطاً ضرورياً للتنمية الاقتصادية(11).
والتخطيط التعليمي ليس هدفه مجرد تلبية حاجات التنمية الاقتصادية بل هدفه تلبية حاجات التنمية بالمعنى الشامل للتنمية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية بجوانبها المختلفة والمتعلقة بتطوير الإنسان وتغيير مواقفه(3).
ولقد كانت هنالك نظرة قديمة إلى مشروعات التنمية الاجتماعية على اعتبار أنها مشروعات استهلاكية لا تؤدي إلى عائد أو مردود اقتصادي مُباشر، كما هو الشأن في التعليم –سابقاً- إلا إن هذه النظرة قد تغيرت وأصبح ينظر الآن إلى برامج التنمية والخدمات الاجتماعية على أنها ذات عائد اقتصادي ينتج عن اكتساب المهارات والمعرفة كنتيجة للتعليم مما يؤثر في الإنتاج وفي القدرة على العمل ومواصلته، فعلى هذا نستطيع القول بأن التنمية الاجتماعية برامج اقتصادية، والاستثمار فيها طويل الأجل له فوائد محققة.
ولقد ركز الاقتصاديون اهتمامهم منذ أمد بعيد على دور التعليم في التنمية الاقتصادية، وتتراوح طرق الاهتمام بين الدفاع العام عن التعليم بوصفه قوة كبرى في تكوين مجتمع ميال إلى التقدم وبين المقاييس الاقتصادية البواقي العائد من التعليم ومعدلاته.
ولابد من القول بأن تخطيط التعليم يعمل على إحداث الاستقرار السياسي والاجتماعي، وتهيئة الظروف المناسبة للتنمية الاقتصادية، إضافة إلى انه يعطي الأفراد فرصاً متزايدة من التعليم حتى تتكشف مواهبهم وقدراتهم. ومع إننا حالياً لا نعرف إلا القليل عن دور تخطيط التعليم في تطور الاقتصاد الذي ما يزال في مراحله الأولى من التنمية إلا أن هنالك بعض الدلائل على أنه من أهم مطالب الوصول إلى اقتصاد متين(11). بتصرف.
وثمة موضوعات أساسية في موضوع التخطيط والتنمية إذا تم وضعها في أذهاننا يمكن أن يوفر علينا الكثير من الجهد والوقت والجدل، هي موضوعات بديهية ولكن يحسن التفكير بها وهي:

الموضوع الأول:
هو إن القصد من التنمية في شتى مجالات-ونغني هنا التنمية الشاملة وليس مجرد النمو الاقتصادي، فهنا لابد من التفريق بين النمو والتنمية، فالنو الاقتصادي في نظر الباحث- طريقة تهدف إلى إيجاد طاقة هذه الطاقة تؤدي إلى زيادة في الاقتصاد خلال فترة زمنية معينة، في حين أن التنمية الاقتصادية هي العملية التي توجد تقلبات وتطورات في تطوير الاقتصاد القومي بحيث تعمل على جعله أكثر قدرة على الإنتاج الأمر الذي يؤدي إلى زيادة مستمرة في إنتاجية الفرد أو المجتمع.
فالتنمية الاقتصادية ليست النمو الاقتصادي هذا موضوع يجب أن يكون في أذهان المخططين وخاصة التربويين.

الموضوع الثاني:
وهو موضوع يجب أن ينطلق منه تخطيط التعليم وهو التربية التي تستطيع أن تؤدي للتنمية في جوانبها المختلفة ليست أي نوع من التربية، فثمة أنماط من التربية تؤدي إلى عكس أهداف التنمية، إذ لم نضع فيها أهداف التنمية، والشواهد على ذلك كثيرة لعل أبرزها وجود عدد كبير من المثقفين العاطلين عن العمل، وتزايد عطالة المثقفين في البلدان النامية بوجه خاص، فليس أي تربية تؤدي إلى التنمية، إذ لابد أن نضع في التربية المواصفات المطلوبة التي تؤدي إلى التنمية، وإذا لابد من التخطيط التعليمي لانه في النهاية هو الناظم والوسيلة والأداة التي تحاول ما استطاعت إلى ذلك سبيلاً، أن تجعل التربية فعلاً في خدمة التنمية الشاملة بأبعادها المختلفة، وفي خدمة حاجات القوى العاملة من جانب، والتنمية الاقتصادية والاجتماعية من جانب آخر.

الموضوع الثالث:
وهو الصلة بين التعليم وسواه من العوامل الاجتماعية والاقتصادية صلة دائرية، فالكثير من التربويين يخيل لهم أن الصلة خطية، فلا التربية وحدها علة للأوضاع الاقتصادية والاجتماعية، ولا هذه العوامل علة للتربية، بل بينهما اخذ وعطاء .
والتخطيط السليم هو الذي يدرك هذه العلاقة بين الأخذ والعطاء ويستخرج منه أفضل صيغة ممكنة للنهوض بالمجتمع والفرد نهوضاً متسقاً لا نهوضاً متصارعاً فالتخطيط إذن لابد أن يكون دائرياً(3).

الموضوع الرابع(5):
أهم ما في التخطيط الأوليات، والمقصود بالأوليات تقديم تخصص أو مرحلة تعليمية على أخرى في الإنفاق والدعم والاهتمام، ومشكلة الأوليات لابد أن ننظر إليها من بعدين:
البعد الأول: درجة النمو أو التطور في المراحل والأنواع المختلفة من التعليم.
البعد الثاني: مدى الحاجة في التوسع في المراحل والأنواع المختلفة من التعليم لتحقيق أهداف التنمية الاقتصادية والاجتماعية.
وأن أي دراسة لأولويات التعليم يجب أن تبحث ضمن الإطار الشامل لخطط التنمية الاقتصادية والاجتماعية واعتبارات احتياجات القطاعات المختلفة، بحيث تؤدي تنفيذ الخطة التعليمية إلى إحداث توازن في التنمية الاقتصادية والاجتماعية، لذلك فإن أي تخطيط للتعليم يبنى على أساس شعارات سياسية معينة دون النظر إلى الاعتبارات الاقتصادية، أو دون الاعتماد على الأساليب الموضوعية، قد يؤدي إلى نتائج اقتصادية واجتماعية خطيرة.

ضمن بحث حول التخطيط تناول العديد من الموضوعات المتعلقة بالتخطيط و سيتم نشر هذه الموضوعات منفصلة من اجل الفائدة.

إعداد / محمد علي القضاة

د.فالح العمره 05-04-2005 11:38 AM

العلم في تطور .. والمعرفة لا تكتمل بالشهادة

المؤهل العلمي ليس عملة للاستعمال الدائم !
حضارة الأمم تقاس بمدى عنايتها واهتمامها بالتعليم لكونه القناة الرئيسية التي تمر بها أي دولة نحو التقدم والازدهار ، يقول جون ديوي : \" بإمكان المدرسة أن تغير نظام المجتمع إلى حد بعيد، وهو عمل تعجز عنه سائر المؤسسات الاجتماعية\" . فأساس كل إصلاح منشود يبدأ بالتعليم ، وأي إصلاح في العلمية التعليمية يبدأ من المعلمين ؛ فإذا أردت مجتمعاً صالحاً وجه عنايتك إلى إصلاح المعلمين .
مع بداية كل عام دراسي جديد يدخل إلى مهنة التعليم أعداد كبيرة من خريجي الجامعات والكليات لأداء دورهم الوظيفي لأول مرة ، يملأهم الحماس والدافعية والرغبة وهم على أهبة أداء الرسالة التعليمية التي أنيطت بهم . يقول الغزالي : \" من اشتغل في التعليم فقد تقلد أمراً عظيماً وخطراً جسيماً ، فليحفظ آدابه ووظائفه \" . ويقول علي بن أبي طالب : \" من نصّب نفسه للناس معلماً ، فليبدأ بتعليم نفسه قبل غيره ، وليكن تأديبه بسيرته قبل تأديبه بلسانه، ومعلم نفسه ومؤدبها أحق بالإجلال من معلم الناس ومؤدبهم \" .
يعتقد البعض أن المعلم ينتهي تعلمه النظامي بحصوله على الشهادة الجامعية في حين من المفروض تعلم المعلم إنما يبدأ بعد تخرجه من الجامعة أو دار المعلمين . والمعلمون الذين اعتقدوا أنهم أنهوا تعلمهم يوم تخرجهم كأنهم نسوا ما تعلموه من أن التعليم عملية مستمرة حتى نهاية الحياة ، ونسوا أن أساتذة الجامعة غالباً ما يعتنون ويحرصون على أن يزود معلم المستقبل بالمهارات والطرائق والوسائل التي تمكنه من متابعة تعلمه حتى بعد تخرجه .
وثمة أسباب عديدة تدعو لعدم توقف تعلم المعلم بتخرجه من الجامعة أو من دار المعلمين ، منها :
1- أن العلوم في تقدم مستمر وتطور دائم لذا كانت ضرورة متابعة الجديد في العلوم من تخصصه ، والجديد في مجال التربية من طرق تدريس ومناهج وعلم نفس تربوي .. وكل ما يتصل بمجال التربية والتعليم .
2- الطالب ربما يسأل معلمه سؤال إجابته ليست في المنهج المقرر مما يوقع المعلم الذي كبّل ووثّق نفسه بقيود المنهج في حرج . إلا أن بعض المعلمين ويا للأسف لا حرج لديهم ، فالزعيق والصراخ في وجه الطالب كفيل بإخماد أي شعلة معرفية تريد أن تتوقد ! .
3- أن المعلم الذي يتحمس للمعرفة ومتابعة التقدم معلم يترك في نفوس طلابه أطيب الأثر ويدفعهم للاحتذاء به في القراءة والاهتمام بالجديد من المعارف ، الأمر الذي يعود عليه وعلى طلابه بأطيب النفع واثمره . ومن المؤسف أن بعض المعلمين ليس لديهم الرغبة في القراءة مطلقاً ، فأوقات الفراغ لممارسة هوايات بعيد عن عملهم كلية !.
4- الجامعات لا تخرج المعلم بالمعنى الكامل التام إذا لم يعمل هو على تطوير نفسه . والمعلم التقليدي ينتهي تعلمه حال تخرجه في حين المعلم الحديث التربوي الحقيقي يستمر في تطوير نفسه علمياً وتربوياً طوال حياته المهنية لأنه يدرك أن \"آفة العلم النسيان \" وأن الماء الراكد إذا لم تجري عليه يد التحريك والتجديد يصبح محط الأوبئة والجراثيم .
5- أن تكرار الدروس وبالطريقة نفسها يجعل التعليم عملية مملة مستقبلاً، وتفقد الحيوية والنشاط والبهجة التي يشعر بها في بداية عمله بالتعليم .
6- من يعمل بالتعليم وليس خريجاً لكليات تربوية أو تعليمية وإن كان ممتازاً في تخصصه وذا باع طويل في مجال علمه ، وهو لا يعرف أبجديات التربية ؛ فإن طرق تدريسه وعمليات تعليمه لن تؤتي ثمارها غالباً بالمعنى المرجو المنشود لأنه يلجأ للمحاكاة والتقليد لمعلمين سابقين ، وتسير خطوات تعليمه بالمحاولة والخطاء ـ وكل هذا على حساب الطالب المسكين ـ وربما اعتاد على أساليب وطرق هشيمة خاطئة وهو يعتقد بجدارتها وفائدتها . مثلا أن يهتم بجانب من السلوك للطالب وهو الجانب المعرفي ويهمل الجانب الانفعالي الوجداني والسلوكي فيحفظ الطالب كتاب الوطنية أو التوحيد أو الحديث … دون التأثر بها وجدانياً بالمعنى الكامل . وفي الجانب المعرفي يقف عند المستوى الأدنى من المعرفة وهو الحفظ ويتغافل عن الفهم والتطبيق والتحليل والتركيب والتقويم ، فالطالب يحفظ قواعد اللغة العربية ولا يفهمها أو يطبقها في حديثه ويحفظ شروح النصوص الأدبية دون أن ينقدها أو يقومها . هذا المعلم أيضاً يقلد زملاءه في صياغة الأهداف التربوية .. يستخدم العقاب كثيراً ويرى أنه الأبقى أثراً وأكثر دافعية للتعلم من الثواب ..يضع أسئلة تقويمية تقيس ذوي المستوى التحصيلي المتوسط فلا تشجع الضعيف على التعلم ولا تتحدى ذكاء المتفوقين لعدم مراعاته الفروق الفردية في التقويم والتعليم …وغيرها من المبادئ التي تعد من البديهيات التربوية والتعليمية .
وفي نهاية المطاف أقول للمعلمين القدماء أيضاً : إن المؤهل العلمي ليس عملة علمية صالحة للاستعمال الدائم ، وأن كثيراً مما تعلموه بالجامعة في وقتهم لم يعد مما تعترف به نفس الجامعة اليوم وتنظر إليه باعتباره من تراث الماضي ، وعلى المعلم متابعة الجديد حتى لا تأتي عليه عجلة التطور العلمي .


بقلم / فؤاد أحمد البراهيم

د.فالح العمره 05-04-2005 11:40 AM

مؤسسات تربية الطفل العربي بين الواقع والمأمول

مقدمة
تولي اليوم كافة المجتمعات اهتماماً خاصاً بدراسة الطفولة ، لأن أنظار العالم اليوم متجهة صوب الغد ، وما تنبئ به التوقعات والرؤى المستقبلية من تطور وتقدم علمي وتكنولوجي، وتغيرات اجتماعية واقتصادية وسياسية ، ولا يمكن أن تقوم الدراسات المستقبلية ، دون دراسة العامل البشري الذي سوف يحمل على عاتقه كل هذه التغيرات المتوقعة ، وأن قدراته وما يتوقع منه من عطاء في المستقبل يتوقف على مستوى إعداده ، ومنن ثم فإن دراسة المؤسسات التي جندها المجتمع لتربية الطفل وتقييم دورها ، يصبح من الأمور المهمة .
وحيث إن السنوات الخمس الأولى في حياة الطفل ، لها أهميتها ، فهي تمثل الدعامات الرئيسة للشخصية فإن الدراسة الحالية تستهدف تحديد شكل وواقع مؤسسات تربية الطفل العربي في مرحلة ما قبل المدرسة ، وتستشرف الشكل الذي ينبغي أن تكون عليه هذه المؤسسات ، لتصبح قادرة على تأدية دورها في تربية الطفل العربي التربية السليمة، ورعايته الرعاية التي تحقق إعداده للعيش في مجتمع المستقبل وتساعده على التوافق معه .

مشكلة البحث وأهميته :
ترتبط مشكلة هذا البحث بمستقبل الوطن العربي ، لأن أطفال الوطن العربي الذين سوف يشكلون مستقبله ، تقوم على رعايتهم مؤسسات أثبتت الدراسات عدم فعاليتها في القيام بدورها التربوي وتحقيق الحماية للأطفال فإذا علمنا : أن نصف مليون طفل عربي يموتون سنوياً بسبب الإهمال في رعاية الأطفال صحياً من مرض الإسهال وهذه النسبة هي حوالي 30 إلى 40 % من وفيات الأطفال الصغار ( 24 ـ 25 ) أضف إلى ذلك ما يعانيه الطفل العربي من سوء التغذية وإهمال في التعليم والثقافة ، كل ذلك يعبر عن وجود مشكلة حقيقية في مؤسسات تربية الطفل العربي في مرحلة ما قبل المدرسة ولذلك تتحدد مشكلة البحث الحالي في الإجابة عن هذا السؤال : ما واقع مؤسسات تربية الطفل العربي في مرحلة ما قبل المدرسة ؟ .
أما أهمية هذا البحث تنبع من أهمية هذه المرحلة العمرية فهي فترة التطبيع الاجتماعي والتكيف مع البيئة وتحديد نوع وشكل العلاقات الاجتماعية مع الآخرين في المستقبل \"فإنه تتوقف قدرة الطفل ومهارته في تكوين علاقات اجتماعية مع الآخرين وبخاصة الأطفال في مثل سنه، على ما قد تكون لدى الطفل في سنوات حياته الأولى من شعور بالطمأنينة والاستقرار النفسي وثقة بالنفس\" ( 29 ـ 21، 22 ) ولا تتوقف آثار ذلك على مراحل الطفولة التي تلي مرحلة ما قبل المدرسة بل تتعداها إلى المراحل الأخرى في حياة الفرد ولهذا \"يؤكد سيرل بيرت أستاذ علم النفس الإنجليزي أن مرحلة الحضانة فترة جوهرية ومن الأهمية بمكان ، ففي أثنائها ترسي في الشخصية أسس الأخلاق الفاضلة ، كما توضع أيضاً بذور الانحراف المزاجي وأن أسس الاستعداد لممارسة الحياة الجماعية ، والحياة الأسرية ، والحياة المدرسية ، والحياة المهنية ، والحياة الزوجية ، هذه الأسس ترسي في مرحلة ما قبل المدرسة ( 20 ـ 15 ) \" .
أهداف البحث :
يهدف البحث إلى التعرف على واقع مؤسسات تربية الطفل العربي في مرحلة ما قبل المدرسة ، واستشراف ما ينبغي أن تكون عليه هذه المؤسسات لتصبح قادرة على تلبية احتياجات طفل هذه المرحلة .
أسئلة البحث :
يسعى البحث للإجابة عن الأسئلة الآتية :
1 ـ ما الواقع الفعلي لمؤسسات تربية الطفل العربي في مرحلة ما قبل المدرسة ؟
2 ـ ما مستوى قدرة مؤسسات تربية الطفل العربي في مرحلة ما قبل المدرسة أداء وظائفها ؟
3 ـ ما ينبغي أن تكون عليه مؤسسات تربية الطفل العربي في مرحلة ما قبل المدرسة ؟
الدراسات السابقة :
(1) دراسة سيدة حامد عبد العال ، تقييم القصة المقدمة لطفل ما قبل المدرسة ، 1985 ، ( 14 ـ ـ ) .
تهدف الدراسة إلى تقييم القصة المقدمة لطفل ما قبل المدرسة . ولتحقيق هدف الدراسة قامت الباحثة :
بتحليل القصص المقدم للأطفال ، وإجراء مقابلات مع 150 أب وأم و 12 مديرة حضانة .
وتوصلت الدراسة إلى نتائج منها : ـ
ـ أن كمية القصص المحلية ونوعها لهذه المرحلة العمرية لازال قاصراً عن إشباع حاجة الطفل المصري .
ـ عدم اشتمال رسوم القصص على الوضوح والبساطة .
ـ عدم اهتمام القصة ببيئة الطفل المصري .
ـ افتقار القصة إى التعريف بالوطن وأمجاده ومشكلاته .
(2) دراسة (هويدة حنفي محمود )، أثر الالتحاق بدور الحضانة على التحصيل الدراسي والسلوك الاجتماعي لتلاميذ المرحلة الابتدائية ، 1985 ( 31 ـ ) .
تهدف الدراسة إلى التعريف على أثر الالتحاق بدور الحضانة على التحصيل الدراسي لمادة القراءة والكتابة ، ومادة الحساب وعلى السلوك الاجتماعي لدى أطفال الصف الأول الابتدائي .
لتحقيق أهداف الدراسة قامت الباحثة :
باستخدام اختبار رسم الرجل لقياس ذكاء الأطفال واستمارة المستوى الاجتماعي الاقتصادي لقياس التكييف ، واختبار تحصيل في مادة الحساب واختبار تحصيل في مادة اللغة العربية .
طبقت الباحثة الأدوات على عينة مكونة من 400 تلميذ بالصف الأول الابتدائي منهم 200 طفل التحقوا بدور الحضانة ، و200 طفل لم يلتحقوا بدور الحضانة .

وتوصلت الدراسة إلى نتائج منها : ـ
ـ عدم وجود فروق في درجات مادة الحساب ومادة اللغة العربية بين الأطفال الذين التحقوا بدور الحضانة ، والأطفال الذين لم يلتحقوا بها.
ـ وجود فروق على مقياس التكييف الاجتماعي بين الأطفال الذين التحقوا بدور الحضانة ، والأطفال الذين لم يلتحقوا بها لصالح الأطفال الذين التحقوا بدور الحضانة .
(3) دراسة إريك جيمس :أثر السنة الإضافية بدور الحضانة على الأطفال متأخري النمو ، 1993 ( 32 ـ ـ )
تهدف الدراسة إلى تحديد قيمة السنة الإضافية للأطفال متأخري النمو في رياض الأطفال قبل المدرسة الابتدائية .
اعتمد الباحث لتحقيق هدف الدراسة على برنامج مستوى تحصيل المهارات الاجتماعية ، واختبارات تحصيلية .
وطبق أدواته على تلاميذ الصف الأول الابتدائي في 15 مدرسة بولاية أريزونا .
توصل الباحث إلى نتائج منها : ـ
ـ تشير النتائج الكمية إلى فروق ذات دلالة للاختلاف بين التلاميذ الذين التحقوا بالسنة الإضافية برياض الأطفال قبل المدرسة والأطفال الذين لم يلتحقوا برياض الأطفال في التحصيل والقراءة ودقة اللغة لصالح التلاميذ الذين التحقوا بالسنة الإضافية برياض الأطفال .
ـ وتشير المعطيات الكيفية لتطبيق برنامج مستوى تحصيل المهارات الاجتماعية إلى أن الأطفال الذين التحقوا برياض الأطفال لهم مهارات اجتماعية عالية . (4) دراسة : خالد أحمد العامودي ، التلفزيون والأطفال إيجابية الاستخدام وسلبياته في المجتمع السعودي ، 95 ( 6 ـ ــ ) .
تهدف الدراسة إلى التعرف على دور التلفزيون في حياة الأطفال في المجتمع العربي السعودي . وأهم السلبيات المتوقعة للاستخدام غير الواعي للتلفزيون في عصر استقبال البث التلفزيوني عبر الأقمار الصناعية .
وتوصلت الدراسة إلى نتائج منها :
ـ يؤدي افتقار البرامج الجادة والهادفة المنتجة محلياً إلى التركيز على مشاهدة البرامج المنتجة في الدول الأجنبية مما يؤدي إلى إحلال المفاهيم والقيم الغربية .
ـ ترسيخ الاعتقاد عن طريق البرامج الأجنبية بأن الطريق الوحيد للتقدم والتحديث هو طريق العالم الغربي .
ـ يشغل التلفزيون الأطفال عن الاهتمام بنشاطات أخرى كالقراءة واكتساب خبرات جديدة من خلال التعامل .
خطوات البحث ومنهجه :
استخدم الباحث المنهج الوصفي واستخدم الاستبيان كأداة لجمع البيانات . وقام الباحث بالخطوات الآتية : ـ
ـ تحديد مشكلة البحث والتساؤلات التي تفيد الإجابة عنها في وصف المشكلة وطرح الحلول لها .
ـ اعتمد الباحث على المراجع العلمية في وصف واقع مؤسسات تربية الطفل العربي في مرحلة ما قبل المدرسة .
ـ قام الباحث بدراسة ميدانية للتعرف على مدى قدرة مؤسسات تربية الطفل العربي في مرحلة ما قبل المدرسة على تأدية بعض وظائفها وذلك في مجتمعين عربيين هما مصر واليمن .
ـ وضع الباحث رؤية استشرافية لما ينبغي أن تكون عليه مؤسسات تربية الطفل العربي في مرحلة ما قبل المدرسة .
مؤسسات تربية طفل
ما قبل المدرسة وواقعها في الوطن العربي
مـدخل :
إن الاهتمام بالطفولة ، هو اهتمام بالحاضر والمستقبل معاً وتعتبر مرحلة السنوات الخمس الأولى من أهم المراحل في حياة الإنسان ، فالمجتمع الواعي هو الذي يعرف ويقدر مدى أهمية مرحلة الطفولة ، ولذلك يوليها من العناية والرعاية والاهتمام أكثر مما يولي أية مرحلة أخرى ـ وتحتل مرحلة السنوات الخمس الأولى في حياة الطفل اهتمام معظم الدارسين والباحثين في مجال الطفولة لأن خبرات سنوات العمر الأولى من الحياة لها أهمية كبرى في تشكيل النمو في المستقبل ، ودعا هذا الأساس السيكولوجي إلى جانب الأسس الاقتصادية والسياسية كثيراً من الجماعات في الدول الراقية إلى الضغط على الحكومات لجعل التعليم للأطفال في سن ما قبل المدرسة شيئاً رسمياً ( 12 ـ 136 ) وفي هذه المرحلة تتشكل شخصية الإنسان لأنها \"تعد تكملة لمرحلة الجنين وامتداداً لها ولذلك فهي مرحلة قبلية لما يتلوها من مراحل النمو ، أو بالأحرى هي أول المراحل وبدايتها ، وبناء على ذلك تكون الأساس الذي ترتكز عليه حياة الفرد من المهد إلى أن يصير كهلاً \" ( 21 ـ 92 ) .
إن الاهتمام بالطفولة ليس وليد اليوم ، فإن المجتمعات على مر العصور اهتمت بتربية الأطفال ورعايتهم وصون حقوقهم ، وتحفظ آثار القدماء ما يشير إلى ذلك .
ـ ففي قانون حامورابي تنص المادتين 14 ، 19 على أنه إذا كان الابن طفلاً فإن ثلث الحقل أو البستان سوف يعطى لأمه من أجله وأمه سوف تقوم بتربيته ، وينص القانون على أنه إذا اختطف رجل طفلا (ابن) رجل سوف يقتل (2 ـ 2) .
ـ أما في مصر القديمة نجد فقي نصائح الحكيم المصري القديم ( يتاح حتب) بشأن تربية الأطفال إذ يقول \" إذا نضجت وكونت داراً وأنجبت ولداً من نعمة الإله .. واستقام لك هذا الولد ووعي تعاليمه فالتمس له الخير كله وتحرى كل شيء من أجله..فإنه ولدك،وفلذة كبدك ولا تصرف عنه نفسك \" ( 8 ـ 16 ).
ـ أما في شبه الجزيرة العربية فقد اهتم العرب بأطفالهم وكانت الأم تقوم بتربية أطفالها بحنان ، ويرسل أبناء الأغنياء إلى البادية لينشئوا في رعاية مرضعات من البادية ليتعلموا اللغة ويشبوا على الفصاحة والشجاعة، ويركز العربي على تعليم أطفاله منذ الصغر ، فالطفل لديهم ليس كماً مهملاً وعلى حد قول عمرو بن كلثوم :
إذا بلغ الفطام لنا صبياً تخر له الجبابر ساجدين (8 ـ 59،60)
ولقد عني الإسلام بالطفولة عناية خاصة \"فإذا كان العالم يفخر بأن أول إقرار لحقوق الطفل يرجع إلى عام 1924 وما تلاه ذلك في أعوام 1948 ، 1959 ، 1979 من تأكيد لحقوق الطفل فإن الوطن العربي يجب أن يفخر بما كان له من سبق في مجال حقوق الطفل فقد جاء الإسلام الحنيف منذ ما يزيد على ألف وأربعمائة سنة ليقرر حقوق الطفل ، قال تعالى ] قد خسر الذين قتلوا أولادهم سفهاً بغير علم [ سورة الأنعام / 140 \" ( 24 ـ 21 ) ، كما أمن الإسلام للطفل الغذاء والرعاية فأمر الأمهات أن يرضعن الطفل حولين كاملين قال تعالى ] والوالدات يرضعن أولادهن حولين كاملين لمن أراد أن يتم الرضاعة [ (سورة البقرة آية 233) وأمر الآباء برعاية الأطفال والإنفاق عليهم .
ونظراً لأهمية هذه المرحلة تتوالى مؤسسات تربوية عديدة مسئولية تربية الطفل في هذه المرحلة ومن أهمها الأسرة ودور الحضانة ورياض الأطفال ووسائل الإعلام ، وسوف يتناول الباحث دور كل مؤسسة من هذه المؤسسات في تربية طفل ما قبل المدرسة والواقع الفعلي لكل منها في الوطن العربي ، باكتشاف المعوقات التي تعوق هذه المؤسسة عن تأدية دورها في تربية الطفل العربي .
أولاً : الأسرة
الأسرة أول المؤسسة يتعامل معها الطفل من مؤسسات المجتمع ، وهي البيئة الثقافية التي يكتسب منها الطفل لغته وقيمه ، وتؤثر في تكوينه الجسمي والنفسي والاجتماعي والعقائدي ، فالأسرة مسئولة عن حفظ النوع الإنساني ، وتوفير الأمن والطمأنينة للطفل ، وتنشئته تنشئة ثقافية تتلاءم مع مجتمعه وتحقق له التكييف الاجتماعي ، \" وفي الأسرة يكتسب الطفل أولى خبراته الصوتية ويدرك كذلك بعض الشيء لكلمات والأصوات ، ويبدأ في إدراك وجود علاقة جسمية بين ما يسمعه من أصوات مختلفة وبين بعض الظروف والمواقف في البيئة التي يعيش فيها \" (13 ـ 91 ).
وتقوم الأسرة بغرس آداب السلوك المرغوب فيه وتعويد الطفل على السلوك وفق أخلاقيات المجتمع ، أي أن الأسرة تقوم بعملية التطبع الاجتماعي للطفل باعتبارها ـ كمؤسسة اجتماعية ـ تمثل الجماعة الأولى للفرد ، فهي أول جماعة يعيش فيها الطفل ويشعر بالانتماء إليها وبذلك يكتسب أول عضوية له في جماعة يتعلم فيها كيف يتعامل مع الآخرين في سعيه لإشباع حاجاته وتحقيق مصالحه من خلال تفاعله مع أعضائها \" (27 ـ 185 ) وإن دور الأسرة في التربية بصفة عامة وفي تربية طفل مرحلة ما قبل المدرسة بصفة خاصة لا يماثله دور أي مؤسسة تربوية أخرى لما لها من أثر \" في تشكيل شخصية الفرد تشكيلاً يبقى معه بعد ذلك بشكل من الأشكال ، ويرى علماء النفس والتربية أن مرحلة الطفولة المبكرة من أهم مراحل حياة الإنسان ، إذا تعتمد عليها مراحل النمو التالية في حياته ، بل إن بعض المربيين يرى أن أثر الأسرة ترجح كفته عن أثر عوامل التربية الأخرى في المجتمع ، وأن آثارها تتوقف على الأسرة فبصلاح الأسرة تصلح آثار العوامل والوسائط التربوية الأخرى وبفسادها وانحرافها تذهب مجهودات المؤسسات الأخرى هباء \"( 26 ـ 71 ) ، فهل واقع لأسرة العربية الحالي يساعدها على القيام بمهمة تربية طفل مرحلة ما قبل المدرسة تربية سليمة ؟
الأسرة العربية واقعها ـ مشكلاتها :
لحق بالأسرة العربية كثير من التغيرات ، فاختفت الأسرة الكبيرة التي تضم الجد والجدة والأبناء والأحفاد ، وحل محلها الأسرة النووية التي تضم الأرض والأم والأبناء غير المتزوجين ، كما أثرت التغيرات الاقتصادية على العلاقات الأسرية في المنطقة العربية ، \" وتشهد هذه العلاقات تغييراً سريعاً في وقتنا الحاضر . وإن مظاهر التنمية الاقتصادية ، وتسارع الهجرة من الريف إلى المدينة ، وتعاظم دور وسائل الاقتصاد الحديثة ، أدى إلى تغير أساسي في البنية الاجتماعية والاقتصادية التي ارتكزت عليها الأسرة العربية منذ قرون طويلة ، ولابد وأن تنعكس هذه التغيرات على تنشئة الطفل وعلاقته بالأسرة وعلى طريقة التعامل معه \" ( 18 ـ 153 ) ، فالأسرة اليمنية قد أصابها التغيير نتيجة للتحولات الاقتصادية والاجتماعية فإن \" تحول المجتمع اليميني منذ عام 1962 وكذلك الظروف الجديدة الي أحاطت بالأسرة أديا إلى أن تشهد البيئة الأسرية بعض الظواهر الجديدة وخاصة فيما يتعلق بشكل الأسرة من حيث الحجم والتكوين ، وفيما يتعلق بشكل العلاقات الاجتماعية في الأسرة وأنماطها ولكن من جانب آخر يمكن القول بأن الأسرة اليمنية تعيش اليوم حالة من الاستمرار والتغير في آن واحد ، رغم تأثرها بمختلف التحولات المجتمعية إلا أنه لا يزال يعيش في جنباتها الكثير من ملامح الحياة القديمة التقليدية ولن تتخلص من مظاهر التخلف فكثير من الأسر لا تزال باقية على جوانب من الموروثات التي لم تعد ممكنة أو مسايرة لروح العصر \" ( 28 ـ 9 ) ، هذه صورة من صور التخبط التي تعيشها الأسرة العربية ، فهي تعيش حالة إقدام وإحجام في آن واحد للأخذ بأسباب الحياة الاجتماعية الحديثة ، إضافة إلى هذه الحالة من الاضطراب التي لا تقتصر على الأسرة اليمنية فحسب بل تشاركها فيها كثير من الأسر في الأقطار العربية ، تعاني الأسرة العربية كثيراً من المشكلات التي تعوقها عن تأدية دورها التربوي تجاه الطفل ومنها:
1 ـ ثقافة الأم التربوية :
تعتبر تربية الأطفال مسئولية مشتركة بين الأم والأب ، ولكن الأم تضطلع بالنصيب الأوفر من هذه المسئولية ، والتي تبدأ قبل ميلاد الطفل ، بل تتجاوز ذلك إلى ما قبل الزواج ، فإن الحالة الصحية والنفسية للأم والتي تتشكل قبل الزواج لها أثرها على تربية الطفل ، وكذلك مستوى ثقافة الأم المتصل بجانب الأمومة وتربية الأطفال يتصل بشكل مباشر بتربية الطفل ، ثم مرحلة الجنين وهي من المراحل الهامة في حياة الطفل ، وقد ثبت بأن الجنين يفهم ويتعلم وهو في بطن أمه ، \"يؤكد أحد علماء النفس الإنجليز أنه اكتشف في مستشفى للولادة أن الجنين يصاب بالزعر إذا استمعت الأم إلى موسيقى يكرهها ” موسيقى الروك ” تجعله يرفض احتجاجاً ..أما الموسيقى الكلاسيك فتجعله كرائد فضاء يسبح طافياً بسلاسة في أرجاء البطن كأنما يسعى لمزيد من الالتقاط \" ( 23 ـ 20 ) .
ثم بعد ذلك تأتي مرحلة ما بعد الولادة ، وتصبح الأم مسئولة من اللحظة الأولى لميلاد الطفل عن إشباع حاجاته إلى الغذاء والنظافة والحنان ، وتوفير الأمان لهذا الوليد \" وتعد علاقة الطفل بأمه أبعد العلاقات أثراً في تكوين الشخصية إذ تبدأ حياة الطفل بعلاقات بيولوجية تربطه بأمه ، تقوم في جوهرها على إشباع الحاجات العضوية كالطعام والنوم والدفء ، ثم تتطور هذه العلاقات إلى علاقات نفسية قوية وتوفر له الحب والحنان \" ( 5 ـ 82 ) ، ورغم ذلك فإن كافة المؤسسات التربوية في الوطن العربي لم تهتم بتقديم الثقافة النسوية للفتاة العربية ، وأصبحت الأمهات خاليات تماما من فنون الأمومة وبخاصة بعد أن خرجت المرأة العربية لمجال العمل وأوكلت تربية أطفالها للجدات ، والمربيات ، ودور الحضانة . بالإضافة إلى انتشار الأمية بين الأمهات في مناطق كثيرة من الوطن العربي ، مما يعوق معرفتهم لأبسط قواعد تربية الأطفال والمحافظة على سلامتهم .
ونتيجة لقصور ثقافة الأم في مجال رعاية الأطفال نجد الكثير من الآثار السلبية على الأطفال ، صحياً ، فالأم لا تدري قواعد الصحة وتغذية الأطفال مما يتسبب في انتشار أمراض سوء التغذية وتشير دراسة أجريت في البحرين \"أن الأطفال من سن 6 : 24 شهراً الذين كانوا ضحايا نقص التغذية الشديد بلغت نسبتهم 10 % أما الهزال فأكثر ما يكون انتشاراً خلال السنة الثالثة من العمر إذ يصل إلى 23 % \" (24 ـ 29 ) وكذلك انتشار أمراض الإسهال والدفتيريا والحصبة بين الأطفال ، وذلك لأن الأم نظراً لقصور ثقافتها تلجأ إلى الطرائق البدائية في التعامل مع هذه الأمراض ناهيك عن ما يتعرض له الطفل من سوء صحته النفسية كنتيجة للممارسات التربوية الخاطئة .
2 ـ الممارسات الخاطئة في تربية الطفل :
تنتهج بعض الأسر العربية بعض الممارسات في تربية أطفالهم ، وهم يعتقدون أن هذه الأساليب سوف تساعد في تربية الأطفال ، ولكن هذه الأساليب غير التربوية يكون لها أسوأ الأثر على الطفل وأن اتباع مثل هذه الأساليب إن دل على شيء ، إنما يدل على قصور في الثقافة التربوية للأسرة العربية ، من الأساليب الخاطئة .
أ ـ التدليل والحماية الزائدة :
تلجأ الأسر إلى الإسراف في تدليل أطفالها ، والخوف عليهم ، بقصد حمايتهم إلى أن يصل الأمر إلى تقييد حرية الأطفال ، ومنعهم من ممارسة حياتهم العادية ، \" وإنه حينما يعمد الوالدان إلى إظهار الكثير من مظاهر الجزع والقلق واللهفة حول صحة الطفل وحياته ومستقبله ، فإن هذا المسلك نفسه قد يتسبب في توليد عقدة الخوف والقلق وعدم الطمأنينة في نفس الطفل \" ( 11 ـ 40 ) أي أن الأسرة تخفق في تأدية أهم وظائفها تجاه الطفل ، وهي إشعاره بالطمأنينة والأمان وترسب في نفسه عقدة الخوف أي أنها تخلق منه شخصية غير سوية .
ب ـ الإهمال والقسوة الزائدة :
على النقيض نرى بعض الأسر تسرف في القسوة والشدة مع أطفالها اعتقاداً منها بأن ذلك سوف يسهم في تربيتهم وتوجيههم إلى الطريق الصواب ، ودائماً يصاحب القسوة في تربية الأبناء ، إهمال متطلبات وحاجات الأطفال ، ويظن الأهل أن الحرمان وسيلة تربوية كما أن هناك بعض الأسر التي تهمل توجيه أطفالها تماماً . اعتقاداً منها بأن الطفل في مرحلة الخمس سنوات الأولى لا يحتاج إلى توجيه ويعتبرونها مرحلة لا تأثير لها على الطفل لأنه مازال صغيراً ، ولا يدرك .
جـ ـ التفرقة في المعاملة :
يلاحظ في بعض المناطق العربية التفرقة في المعاملة ، ما بين الأبناء كتفضيل الأكبر على الأصغر ، أو الذكر على الأنثى ، \" وإن اختلاف معاملة كل من الوالدين للطفل من حنو زائد على أحدهما إلى قسوة صارمة على الآخر أو بتفضيل الذكر على الأنثى ، مما لا شك فيه أن هذا الاختلاف في المعاملة يجعل الأطفال يشعرون بعدم الإحساس بالأمن ويتولد لديهم الإحساس بالقلق النفسي ، والاكتئاب،وأخيراً في بعض الأحيان يؤدي إلى الانحراف بالسلوك\"(22 ـ 106)
فإن أساليب التربية الخاطئة التي يتبعها الأب والأم في تربية الأطفال يكون لها أسوأ الأثر على سلامة الأطفال النفسية مما يؤثر في شخصيتهم ، \" ولقد أظهرت التجارب أن سلوك الآباء والأمهات نحو أبنائهم ـ خصوصاً في السنوات الخمس الأولى من حياة أطفالهم ـ قد يكون السبب المباشر أو غير المباشر في اضطراب شخصية الطفل أو إصابته ببعض العقد النفسية \" ( 11 ـ 34 ) .

3 ـ المربيات الأجنبيات :
من الظواهر التي شغلت بال رجال التربية في الفترة الأخيرة هي مشكلة ازدياد عدد المربيات الأجنبيات في دول الخليج العربي ، خاصة وأنهن يحملن ثقافة وعادات وتقاليد وعقائد تختلف عن محتوى الثقافة العربية ، ويؤثر ذلك على الأطفال الذين يعهد إليهن بتربيتهم ومن الآثار والمشكلات الناجمة عن استخدام المربيات الأجنبيات على التنشئة الاجتماعية للطفل العربي .

* المشكلة الأولى \" الأساليب التربوية الخاطئة \" :
المربيات الأجنبيات يستخدمن أساليب تربوية خاطئة مع الأطفال ، وذلك لأنهن غير تربويات ، بل إن معظمهن لم يحصلن على أي قدر من التعليم ، أشارت نتائج أحد البحوث الميدانية إلى أن العلاقة الحميمة بين المربيات والأطفال ترجع إلى وجود بعض الأساليب التربوية الخاطئة لدى المربية مثل التساهل والتراخي ، والحنان المفرط ، والتكتم على تصرفات الأطفال ( 1 ـ 83 ) .
* المشكلة الثانية ( الآثار النفسية السيئة ) :
إن علاقة الطفل بالمربية وقيامها بكل ما يلزم الطفل ، يجعل الأم غير مألوفة للطفل وتكون المربية أكثر ألفة بالنسبة له ، مما \" ينمي لديه اتجاهات وأنماط سلبية نحو الأمومة،وقد يؤدي إلى فقدان في توازنه النفسي،فيشعر باغتراب\"(1 ـ 84).
* المشكلة الثالثة ( تأثر اللغة والثقافة )
المشكلة الثالثة أو الخطورة الثالثة ، تتصل بالمكونات الثقافية ورمز من رموز القومية العربية ، ألا وهي اللغة العربية فإن \" الثقافة هي نتاج اللغة ، والإنسان هو الكائن الوحيد القادر على الاتصال عن طريق رموز يستطيع بها الحفاظ على تراثه وتوصيله إلى الأشياء الجديدة ، وعن طريق هذه اللغة يصبح الإنسان قادراً على البناء مع الماضي \" ( 17 ـ 253 ) أي أن صلة الإنسان بتراثه تتم عبر اللغة ، وكان العرب قديماً يرسلون أطفالهم إلى البادية وذلك بهدف تقويم لغتهم ، حتى يشبوا على نطق اللغة الصحيحة أما اليوم يتركوا لمربيات أجنبيات لهن لغتهن الغريبة مما يؤثر على لغة الطفل ، في دراسة خليجية تأكد أن \"25 % من أطفال العينة في المرحلة الأولى يقلدون المربيات في اللهجة ، وأن أكثر من 40 % منهم تشوب لغتهم لكنة أجنبية \" ( 1 ـ 61 ) .
وسوف تتأثر ثقافة الطفل تبعاً لتأثير لغته بثقافة المربية الأجنبية،وسوف يعوق ذلك التنشئة الاجتماعية للطفل والتي تستهدف نقل تراث المجتمع إلى الطفل.
* المشكلة الرابعة ( تأثير العقيدة والقيم )
حيث إن العربية تكون أقرب للطفل في مرحلة السنوات الخمس الأولى من حياته فإنها سوف تصبح أهم مصدر من مصادر معرفته ، بل ويصبح لها التأثير الأكبر على قيمه وعقيدته ، وإذا كانت نتائج الدراسة الميدانية التي أجريت في دول الخليج أوضحت \" أن المعتقدات الدينية للمربيات الأجنبيات يمكن ترتيبها على الوجه التالي : المسيحية ، والبوذية ، والهندوسية ، وأخيراً الإسلامية ، مما يترتب عليه آثار سلبية للجانب الديني من التنشئة الاجتماعية للأطفال\"(1ـ63) كما أشارت نتائج الدراسات الميدانية القطرية إلى \" أن المجتمعات التي ينتمي إليها6 ,85 % من المربيات تحبذ ممارسة الحب والعلاقات العاطفية والجنس قبل الزواج \" (16 ـ 84) ، وإنه لا يمكن بحال من الأحوال ينتظر من هذه المربية أن تنشئ طفلاً متمسكاً بأداء الشعائر الدينية أو ملتزماً بالقيم الإسلامية .
ثانياً : دور الحضانة ورياض الأطفال :
لم تعد الأسرة المؤسسة الاجتماعية الوحيدة التي تتولى تربية الطفل العربي فبعد أن خرجت المرأة للعمل ، أصبحت دور الحضانة ورياض الأطفال ضرورة اجتماعية ، فضلاً عن كونها ضرورة تربوية ، وتؤدي الحاضنة دوراً رئيساً في تشكيل شخصية الطفل وتنمية قدراته ، وخاصة وأن هذه الدور تتولى رعاية أطفال ما قبل المدرسة أي أن دور الحضانة هي تلك المؤسسة التربوية التي يلحق بها الأطفال في الخمس سنوات الأولى من عمرهم وقد تسمى مدارس الحضانة \" أو بيوت الأطفال أو رياض الأطفال أو دور حضانة أو مركز حضانة \" \"فلقد أنشأت أو هذه المؤسسات في عام 1769م عندما أنشأ ”جون فردريك ” Jon Friedrich \" وكان قسيساً بروتستنتيا أول حضانة للأطفال تقع بين الألزاس واللورين ، وكان سبب افتتاح الدار هو أن حرب الثلاثين سنة في أوربا ، قد تسببت في زيادة فقر المنطقة لدرجة جعلت عدد من المصلحين الاجتماعيين يحاولن مساعدة سكانها (19 ـ 171 ) .
وفي عام 1840 افتتح فروبل \" Frobel\" أو مدرسة للأطفال وأسماها روضة الأطفال ولم يحن عام 1848إلا وقد افتتح فروبل ست عشرة روضة للأطفال في أنحاء ألمانيا أما سبب تسميته لمدارس الأطفال \" برياض الأطفال \" فإن ذلك يرجع إلى اعتبار مدرسة الطفولة هذه كروضة ينمو فيها الأطفال كما تنمو النباتات في البساتين ( 19 ـ 185 ) .
أهداف دور الحضانة ورياض الأطفال :
إن دور الحضانة تهدف إلى تنشئة الطفل ورعايته ، وهي مؤسسة من المؤسسات التي أقامها المجتمع ، لرعاية أطفاله \" وتعمل رياض الأطفال على توجيه الأطفال وإكسابهم العادات السلوكية التي تتفق مع قيم وعادات وتقاليد المجتمع الذي ينتمون إليه وتنمية ميول الأطفال واكتشاف قدراتهم والعمل على تنميتها بما يتفق وحاجات المجتمع \" ( 3 ـ 61 ) .
وتسعى رياض الأطفال إلى تحقيق بعض الأهداف الذهنية واللغوية والانفعالية والحس حركية ، ولهذا \" ترتكز فلسفة رياض الأطفال على إتاحة الفرصة أن ينمي قدراته الذاتية وسلوكه الاجتماعي بواسطة بعض الأنشطة والفعاليات من خلال توجيه تربوي ينم عن دراسة وتأهيل عملي جيد \" ( 7 ـ 31 ) ، وقد تناول علماء النفس والتربية تحديد الأهداف والفعاليات التي يجب أن تعمل في ضوئها وتقوم بها،حددت(عواطف إبراهيم)بعض أهداف دور الحضانة ورياض الأطفال فيما يلي : (17 ـ 121، 122 ) .
* تركيز اهتمامها على نشاط الطفل و الحس حركي كمنطلق لكل تعلم ، إذ يتبين عن هذا النشاط تكوين الطفل مدركات وصور عقلية عن الأشياء التي يتعامل معها في بيئته .
* تنمي الطفل اجتماعياً من خلال إعدادها لنشاط جماعي مترابط ينظم على شكل وحدات تعليمية تقوم على اهتمامات الأطفال .
* تنمية فردية الطفل من خلال تطبيقها الأسس السيكولوجية للتعليم
* تنمية تفكير الطفل الابتكاري .
ويحدد كل قطر عربي أهدافاً لرياض الأطفال ، وإن كانت هذه الأهداف تتشابه إلى درجة كبيرة بين أقطار الوطن العربي ، ففي مصر حددت وزارة التربية والتعليم أهداف رياض الأطفال بالقرار الوزاري رقم ( 154 ) لسنة 1988 على الوجه التالي : تهدف رياض الأطفال إلى مساعدة أطفال ما قبل المدرسة على تحقيق الأهداف التربوية التالية :
ـ التنمية الشاملة والمتكاملة لكل طفل في المجالات العقلية والجسمية والحركية والانفعالية والاجتماعية والخلقية ، مع الأخذ بعين الاعتبار الفروق الفردية في القدرات والاستعدادات والمستويات النمائية .
ـ إكساب الأطفال المفاهيم والمهارات الأساسية لكل من اللغة العربية والعلوم والفنون والموسيقى والتربية الحركية والصحة العامة والنواحي الاجتماعية.
ـ التنشئة الاجتماعية السليمة في ظل المجتمع ومبادئه .
ـ تلبية حاجات ومطالب النمو الخاصة لهذه المرحلة من العمر ، لتمكين الطفل من أن يحقق ذاته ومساعدته على تكوين الشخصية السوية القادرة على تلبية مطالب المجتمع وطموحاته .
ـ الانتقال التدريجي من جو الأسرة إلى المدرسة بكل ما يتطلبه ذلك من تعود على نظام وتكوين علاقات إنسانية مع المعلمة والزملاء وممارسة أنشطة التعلم التي تتفق واهتمامات الطفل ومعدلات نموه في شتى المجالات.
تهيئة الطفل للتعليم النظامي بمرحلة التعليم الأساسي ( 29 ـ 69،70 ) .
كذلك فإن رياض الأطفال في منطقة الخليج العربي تسعى إلى تحقيق الأهداف التالية :
ـ الخروج بالطفل من بيت الأسرة إلى محيط أكبر اتصالاً بالأفراد وذلك لإتاحة الفرصة له للتعرف على أطفال الحي الذي يعيش فيه ، ومن ثم تطوير حلقة معارفه وتكوين الصداقات التي تخلق لديه الشعور بضروريته الاجتماعية والتعامل مع الآخرين .
ـ توسيع مدارك الطفل الخليجي في بعض الجوانب التي قد لا تتاح له معرفتها في البيت .
ـ تعمل الروضة على صهر الطفل في بوتقة اجتماعية مع الأطفال الآخرين .
ـ أن يتعلم الانضباط لأنه أمر أساسي لطفل الخليج مما يخلق منه مواطناً ملتزماً بواجباته ومؤدياً لها على أحسن وجه ممكن .
ـ غرس الأخلاق الحميدة وتقليد المبادئ الإسلامية الأساسية . (7ـ 48 ) ، ولكن هل استطاعت دور الحضانة ورياض الأطفال في الوطن العربي تحقيق أهدافها وتربية طفل ما قبل المدرسة ؟ .
واقع دور الحضانة ورياض الأطفال في الوطن العربي :
إن الإجابة عن السؤال السابق تستلزم عرض الجوانب المختلفة لرياض الأطفال من ناحية مدى كفايتها ، وقدرتها على الاستيعاب لأطفال مرحلة الطفولة المبكرة ، وصلاحية المباني ، وتوعية المعلمات .
أ ـ كفايتها :
إن عدد دور الرياض في الوطن العربي ، لا بد وأن يتناسب مع عدد الأطفال في مرحلة الطفولة المبكرة ، كما أن توزيعها يجب أن يكون عادلاً، أي لا تحرم منطقة في مقابل أن تتوافر دور الرياض في منطقة أخرى، مثل أن تتركز دور الحضانة والرياض في المدن ، في الوقت الذي لا توجد أي دور حضانة في الريف .
وليس هناك إحصاء وثيق وشامل وحديث لرياض الأطفال في الأقطار العربية إلا أنه من خلال إحدى الدراسات تبين \"أن عدد الرياض المتوفرة في (11) قطراً عربياً يبلغ (3743) روضة وذلك بمعدل (340) روضة في القطر الواحد أما عدد الأطفال الذين يؤمون هذه الرياض المتوافرة في ( 11 ) قطر فإن عددهم يبلغ ( 449754 ) طفلاً \"
( 15 ـ 68).
في دراسة أجراها المجلس العربي للطفولة والتنمية عام 1989. في (18) دولة عربية توصلت إلى النتائج التالية ، إن عدد رياض الأطفال المتواجدة في عدد ( 18 ) دولة عربية بلـغ ( 4848 ) أي بمـا يعادل ( 33 ,269 ) روضة في القطر الواحد ، ويلاحظ أن عدد (6) أقطار يتراوح عدد الروضات فيها من (50) فأقل ، وعدد واحد قطر يتراوح عدد الروضات فيه أكثر من (50) وأقل من (100) ، وعدد (2) قطر أكثر من (100) وأقل من (200) وعدد واحد قطر أكثر من (300) وأقل من (400) ، وعدد (2) قطر أكثر من (400) أقل (500) وعدد واحد قطر أكثر من (500) وأقل من (600) وعدد قطر واحد أكثر من (600) وأقل من (700) وعدد (2) قطر أكثر من (800) وأقل من (1000) وعدد (2) قطر لا توجد بها رياض أطفال ، وتدل هذه النتائج على عدم توازن عدد الروضات بالنسبة للأطفال ، كما تدل على ضعف انتشار فكرة الرياض في بعض الدول العربية بالرغم من الحاجة الشديدة إلى وجودها (4 ـ 5 : 9 ) وهذا يعني أن عدد دور الحضانة في الوطن العربي لا تكفي أطفال سن ما قبل المدرسة ، ولا تستوعبهم .

ب ـ المباني :
إن هناك شروطاً ينبغي توافرها في روضة الأطفال حيث تسمح للطفل بممارسة الأنشطة التي تكفل تحقيق متطلبات نموه ، كما أن تكون هذه المباني ذات مواصفات خاصة كالبعد عن مناطق الخطر والإزعاج وتراعى فيها القواعد الصحية .
ومن الشروط أن تكون قريبة من مسكن الأطفال ، بألا يبعد الدار عن مسكن الطفل أكثر من 300 متراً ، وأن تكون الروضة في منطقة صحية تتميز بالهواء النقي والشمس الساطعة ، وأن يكون المظهر العام للروضة بهياً وجذاباً ، وأن يحيط بها سور ذو ارتفاع متوسط لحماية الأطفال دون أن يحجب الرؤية للبيئة المحيطة ، أن تؤثث غرف النشاط من مناطق متعددة كل منها مجهز لأدوات وخامات تختص بمجال معين من التعليم ، تتيح القاعة ركناً هادئاً يتسنى للأطفال الراحة والاسترخاء ، أن تشمل الروضة على ساحة للعب. (16ـ 10 : 14).
ولكن معظم الدراسات التي أجريت في هذا المجال في كثير من الأقطار العربية أثبتت أن معظم مباني رياض الأطفال غير مطابقة للمواصفات الخاصة بها . \"وأن البنايات المعدة خصيصاً لاحتضان رياض الأطفال لا تشكل إلا نسبة ضئيلة من البنايات المتوافرة في الأقطار العربية ، والتي أقل ما يقال فيها لا تعدو أن تكون مساكن عادية يدخل عليها أحياناً بعض التحويرات ، ولا تستجيب في جل الحالات إلى متطلبات نمو الطفل وحاجاته المختلفة الصحية منها والتربوية والترفيهية \" (15 ـ 73 ).
جـ ــ معلمات رياض الأطفال :
إن المعلمة هي حجر الزاوية في روضة الأطفال ، فإذا تم تجهيز أفضل المباني وبأفضل الأدوات والأجهزة ، وتم إعداد أفضل المناهج ، ولا توجد المعلمة التربوية القادرة على استغلال هذه الإمكانات وتدريس هذه المناهج سوف تعجز هذه الدور عن أداء مهمتها . وهذا يتوقف على إعداد المعلمة ، فالمعلمة في رياض الأطفال ينبغي إعدادها الإعداد الأمثل \" لأن العمل مع الأطفال في دور الحضانة عمل فني ويلقي مسئولية عظيمة على المعلمة من ناحية نمو الطفل نمواً شاملاً صحياً وعقلياً واجتماعياً فشخصية الطفل كل متكامل ، ومهمة المعلمة العناية بهذا كله وتنميته ، وبذلك فإن وظيفتها ذات أبعاد متعددة\" (21 ـ 106 ).
أما بالنسبة لواقع معلمات رياض الأطفال في الوطن العربي وتأهيلهم، فإن معظمهن غير تربويات أو مؤهلات للعمل برياض الأطفال ، رغم أن بعض الأقطار العربية لجأت إلى إنشاء معاهد وكليات متخصصة في إعداد معلمات رياض الأطفال ، لكنها حتى الآن غير كافية لتخريج العدد المناسب لاحتياجات الطفولة العربية .
إن المعلمات اللائي يعملن في دور الحضانة ورياض الأطفال في الوطن العربي تشير الدراسات إلى ضعف مستوياتهن التعليمية ، ففي دراسة قام بها المجلس العربي للطفولة والتنمية في 18 قطر عربي وتتوافر بيانات لها في 12 قطر كانت نسب المعلمات الحاصلات على مؤهلات عليا 26,83 % أما المؤهلات المتوسطة فكانت نسبتها 41,22 % أما المؤهلات أقل من المتوسطة 31,16 % (*) وبذلك يكون ترتيب المؤهلات لمعلمات دور الحضانة ورياض الأطفال تحتل الحاصلات على مؤهلات متوسطة المركز الأول ، وغالباً ما يكن غير تربويات ، وتليها نسبة الحاصلات على مؤهلات أقل من متوسطة ، ثم تأتي نسبة الحاصلات على مؤهلات عليا في الترتيب الثالث بما يدل على عدم العناية بإعداد معلمات رياض الأطفال في الوطن العربي .
ويتضح من العرض السابق أن هناك قصوراً شديداً في الجوانب التي تناولتها الدراسة بالنسبة لرياض الأطفال،وأشارت دراسات أخرى إلى قصور في التشريعات الخاصة برياض الأطفال،ومناهجها،والإدارة والتمويل،وكل ما انتهت إليه الدراسة الحالية والدراسات السابقة يدل على عدم كفاءة وفاعلية دور الحضانة ورياض الأطفال كمؤسسة من مؤسسات تربية طفل ما قبل المدرسة في الوطن العربي في القيام بدورها في إعداد وتربية الطفل العربي .
ثالثاً : وسائل إعلام الطفل
لا يمكن بأي حال من الأحوال تجاهل أثر وسائل الإعلام على سلوكيات وقيم أفراد المجتمع ، وتشكيل شخصياتهم ، ولقد زادت أهميتها في العصر الحديث بعد ما بلغته من التطور ، أما بالنسبة لعلاقة الطفل بهذه الوسائل فإن وسائل الإعلام مقروءة أو مسموعة أو مرئية تعمل على جذب انتباه الطفل ، وإثارة اهتمامه باستخدام ما يتاح لها من تقنيات حديثة ، ويزيد من تأثير الوسائل الإعلامية بتربية الأطفال ما تقدمه هذه الوسائل من مواد درامية يكون لها تأثيرها المباشر والفعال في تشكيل سلوك الأطفال وقيمهم ، أي أن هذه الوسائل تؤدي دوراً هاماً في حياة الطفل ويؤكد \" دورز \" على هذه الأهمية حيث يرى أن وسائل الإعلام فعالة جداً ولها تأثيرها على الأطفال حتى وإن لم يكن لهم معرفة سابقة بالقضايا التي تثيرها هذه الوسائل ( 36 ـ 54 ) وكل وسائل إعلام الطفل من صحف ومجلات وإذاعة وتلفاز ومسرح وسينما لها دورها في تربية وإعداد الطفل العربي ، ولكن ما واقع هذه الوسائل في الوطن العربي.

واقع وسائل إعلام الطفل العربي
\" إن واقع وسائل اتصال الأطفال العربية سيئ للغاية ، وهو يهدد بتشويه مدمر للبناء الثقافي لأطفالنا ، وباستثناء بعض الطفرات النوعية التي حدثت في بعض وسائل الاتصال ، فإن أداء هذه الوسائل يعاني من التخلف والتقصير والتخبط المثير الذي لا يليق بأمة لها ثقافتها الذاتية المتميزة \" ( 25 ـ 136 ) ولإيضاح هذا الواقع فإنه بالنسبة لكتب الأطفال كان نصيب الطفل العربي ضئيل للغاية ففي عام الطفل 1979 ، بلغ نصيب الطفل في الاتحاد السوفيتى 7 ,4 كتاباً وفي الولايات المتحدة الأمريكية 9, 3 كتاباً وفي إنجلترا 6, 2 كتاباً في حين أن نصيب الطفل العربي لا يكاد يصل إلى \" نصف كلمة \" أما بالنسبة للإذاعة اتضح قلة الوقت المخصص لبرامج الأطفال ففي مصر مثلاً 1 % من إجمال الإرسال الإذاعي وفي قطر 9, % ، وسبب قلة البرامج الموجهة للأطفال ، أن ميزانية برامج الأطفال غير كافية ، مع عدم الاهتمام بتدريب العاملين في برامج الأطفال ، أما برامج التلفاز الموجهة للأطفال فإنها في بعض الدول لا تزيد عن برنامج واحد أو اثنين أسبوعياً في حين إنها في بعض الدول تصل إلى اكثر من (16) برنامجاً أسبوعياً ، وتعاني برامج الأطفال التلفازية من عدم كفاية الميزانيات المخصصة لهذه البرامج وعدم توفر الكتاب والمخرجين الأكفاء ، وعدم توفر الاستوديوهات الكافية والمجهزة ، وندرة برامج التدريب اللازمة لرفع مستوى الأداء بين العاملين في برامج الأطفال ، ضعف الإنتاج المحلي ، أما مسرح الأطفال فإن عدد المسارح قليل للغاية ولا تعمل هذه المسارح إلا في فترات معينة من العام ، وتتركز عادة في العاصمة ، أما سينما الأطفال لا يوجد سوى (4) دول عربية فقط هي التي تنتج أفلاماً للأطفال ( 24 ـ 50 : 54 ) .
إن واقع إعلام الطفل العربي ليس على المستوى الذي يمكنه من القيام بدوره في تربية وإعداد الطفل العربي ، وتثقيفه ، وإن خطورة التقصير في وسائل الإعلام العربية تجاه الطفل العربي تكمن في أنها تفتح الباب أمام وسائل الإعلام والثقافة الغربية التي تغزو مجال إعلام الطفل العربي ، مما يكون له أسوأ الأثر في تشكيل شخصية الأطفال العرب وقيامهم وعقيدتهم .
إذا كان ذلك واقع المؤسسات التربوية المنوطة بتربية الطفل العربي في مرحلة ما قبل المدرسة ، فإن ذلك سوف ينعكس بصورة أو بأخرى على كفاءتها في تأدية وظائفها تجاه الطفل العربي وهذا ما سوف تكشف عنه الدراسة الميدانية .

مؤسسات تربية طفل
ما قبل المدرسة وواقعها في الوطن العربي
مـدخل :
إن الاهتمام بالطفولة ، هو اهتمام بالحاضر والمستقبل معاً وتعتبر مرحلة السنوات الخمس الأولى من أهم المراحل في حياة الإنسان ، فالمجتمع الواعي هو الذي يعرف ويقدر مدى أهمية مرحلة الطفولة ، ولذلك يوليها من العناية والرعاية والاهتمام أكثر مما يولي أية مرحلة أخرى ـ وتحتل مرحلة السنوات الخمس الأولى في حياة الطفل اهتمام معظم الدارسين والباحثين في مجال الطفولة لأن خبرات سنوات العمر الأولى من الحياة لها أهمية كبرى في تشكيل النمو في المستقبل ، ودعا هذا الأساس السيكولوجي إلى جانب الأسس الاقتصادية والسياسية كثيراً من الجماعات في الدول الراقية إلى الضغط على الحكومات لجعل التعليم للأطفال في سن ما قبل المدرسة شيئاً رسمياً ( 12 ـ 136 ) وفي هذه المرحلة تتشكل شخصية الإنسان لأنها \"تعد تكملة لمرحلة الجنين وامتداداً لها ولذلك فهي مرحلة قبلية لما يتلوها من مراحل النمو ، أو بالأحرى هي أول المراحل وبدايتها ، وبناء على ذلك تكون الأساس الذي ترتكز عليه حياة الفرد من المهد إلى أن يصير كهلاً \" ( 21 ـ 92 ) .
إن الاهتمام بالطفولة ليس وليد اليوم ، فإن المجتمعات على مر العصور اهتمت بتربية الأطفال ورعايتهم وصون حقوقهم ، وتحفظ آثار القدماء ما يشير إلى ذلك .
ـ ففي قانون حامورابي تنص المادتين 14 ، 19 على أنه إذا كان الابن طفلاً فإن ثلث الحقل أو البستان سوف يعطى لأمه من أجله وأمه سوف تقوم بتربيته ، وينص القانون على أنه إذا اختطف رجل طفلا (ابن) رجل سوف يقتل (2 ـ 2) .
ـ أما في مصر القديمة نجد فقي نصائح الحكيم المصري القديم ( يتاح حتب) بشأن تربية الأطفال إذ يقول \" إذا نضجت وكونت داراً وأنجبت ولداً من نعمة الإله .. واستقام لك هذا الولد ووعي تعاليمه فالتمس له الخير كله وتحرى كل شيء من أجله..فإنه ولدك،وفلذة كبدك ولا تصرف عنه نفسك \" ( 8 ـ 16 ).
ـ أما في شبه الجزيرة العربية فقد اهتم العرب بأطفالهم وكانت الأم تقوم بتربية أطفالها بحنان ، ويرسل أبناء الأغنياء إلى البادية لينشئوا في رعاية مرضعات من البادية ليتعلموا اللغة ويشبوا على الفصاحة والشجاعة، ويركز العربي على تعليم أطفاله منذ الصغر ، فالطفل لديهم ليس كماً مهملاً وعلى حد قول عمرو بن كلثوم :
إذا بلغ الفطام لنا صبياً تخر له الجبابر ساجدين (8 ـ 59،60)
ولقد عني الإسلام بالطفولة عناية خاصة \"فإذا كان العالم يفخر بأن أول إقرار لحقوق الطفل يرجع إلى عام 1924 وما تلاه ذلك في أعوام 1948 ، 1959 ، 1979 من تأكيد لحقوق الطفل فإن الوطن العربي يجب أن يفخر بما كان له من سبق في مجال حقوق الطفل فقد جاء الإسلام الحنيف منذ ما يزيد على ألف وأربعمائة سنة ليقرر حقوق الطفل ، قال تعالى ] قد خسر الذين قتلوا أولادهم سفهاً بغير علم [ سورة الأنعام / 140 \" ( 24 ـ 21 ) ، كما أمن الإسلام للطفل الغذاء والرعاية فأمر الأمهات أن يرضعن الطفل حولين كاملين قال تعالى ] والوالدات يرضعن أولادهن حولين كاملين لمن أراد أن يتم الرضاعة [ (سورة البقرة آية 233) وأمر الآباء برعاية الأطفال والإنفاق عليهم .
ونظراً لأهمية هذه المرحلة تتوالى مؤسسات تربوية عديدة مسئولية تربية الطفل في هذه المرحلة ومن أهمها الأسرة ودور الحضانة ورياض الأطفال ووسائل الإعلام ، وسوف يتناول الباحث دور كل مؤسسة من هذه المؤسسات في تربية طفل ما قبل المدرسة والواقع الفعلي لكل منها في الوطن العربي ، باكتشاف المعوقات التي تعوق هذه المؤسسة عن تأدية دورها في تربية الطفل العربي .
أولاً : الأسرة
الأسرة أول المؤسسة يتعامل معها الطفل من مؤسسات المجتمع ، وهي البيئة الثقافية التي يكتسب منها الطفل لغته وقيمه ، وتؤثر في تكوينه الجسمي والنفسي والاجتماعي والعقائدي ، فالأسرة مسئولة عن حفظ النوع الإنساني ، وتوفير الأمن والطمأنينة للطفل ، وتنشئته تنشئة ثقافية تتلاءم مع مجتمعه وتحقق له التكييف الاجتماعي ، \" وفي الأسرة يكتسب الطفل أولى خبراته الصوتية ويدرك كذلك بعض الشيء لكلمات والأصوات ، ويبدأ في إدراك وجود علاقة جسمية بين ما يسمعه من أصوات مختلفة وبين بعض الظروف والمواقف في البيئة التي يعيش فيها \" (13 ـ 91 ).
وتقوم الأسرة بغرس آداب السلوك المرغوب فيه وتعويد الطفل على السلوك وفق أخلاقيات المجتمع ، أي أن الأسرة تقوم بعملية التطبع الاجتماعي للطفل باعتبارها ـ كمؤسسة اجتماعية ـ تمثل الجماعة الأولى للفرد ، فهي أول جماعة يعيش فيها الطفل ويشعر بالانتماء إليها وبذلك يكتسب أول عضوية له في جماعة يتعلم فيها كيف يتعامل مع الآخرين في سعيه لإشباع حاجاته وتحقيق مصالحه من خلال تفاعله مع أعضائها \" (27 ـ 185 ) وإن دور الأسرة في التربية بصفة عامة وفي تربية طفل مرحلة ما قبل المدرسة بصفة خاصة لا يماثله دور أي مؤسسة تربوية أخرى لما لها من أثر \" في تشكيل شخصية الفرد تشكيلاً يبقى معه بعد ذلك بشكل من الأشكال ، ويرى علماء النفس والتربية أن مرحلة الطفولة المبكرة من أهم مراحل حياة الإنسان ، إذا تعتمد عليها مراحل النمو التالية في حياته ، بل إن بعض المربيين يرى أن أثر الأسرة ترجح كفته عن أثر عوامل التربية الأخرى في المجتمع ، وأن آثارها تتوقف على الأسرة فبصلاح الأسرة تصلح آثار العوامل والوسائط التربوية الأخرى وبفسادها وانحرافها تذهب مجهودات المؤسسات الأخرى هباء \"( 26 ـ 71 ) ، فهل واقع لأسرة العربية الحالي يساعدها على القيام بمهمة تربية طفل مرحلة ما قبل المدرسة تربية سليمة ؟
الأسرة العربية واقعها ـ مشكلاتها :
لحق بالأسرة العربية كثير من التغيرات ، فاختفت الأسرة الكبيرة التي تضم الجد والجدة والأبناء والأحفاد ، وحل محلها الأسرة النووية التي تضم الأرض والأم والأبناء غير المتزوجين ، كما أثرت التغيرات الاقتصادية على العلاقات الأسرية في المنطقة العربية ، \" وتشهد هذه العلاقات تغييراً سريعاً في وقتنا الحاضر . وإن مظاهر التنمية الاقتصادية ، وتسارع الهجرة من الريف إلى المدينة ، وتعاظم دور وسائل الاقتصاد الحديثة ، أدى إلى تغير أساسي في البنية الاجتماعية والاقتصادية التي ارتكزت عليها الأسرة العربية منذ قرون طويلة ، ولابد وأن تنعكس هذه التغيرات على تنشئة الطفل وعلاقته بالأسرة وعلى طريقة التعامل معه \" ( 18 ـ 153 ) ، فالأسرة اليمنية قد أصابها التغيير نتيجة للتحولات الاقتصادية والاجتماعية فإن \" تحول المجتمع اليميني منذ عام 1962 وكذلك الظروف الجديدة الي أحاطت بالأسرة أديا إلى أن تشهد البيئة الأسرية بعض الظواهر الجديدة وخاصة فيما يتعلق بشكل الأسرة من حيث الحجم والتكوين ، وفيما يتعلق بشكل العلاقات الاجتماعية في الأسرة وأنماطها ولكن من جانب آخر يمكن القول بأن الأسرة اليمنية تعيش اليوم حالة من الاستمرار والتغير في آن واحد ، رغم تأثرها بمختلف التحولات المجتمعية إلا أنه لا يزال يعيش في جنباتها الكثير من ملامح الحياة القديمة التقليدية ولن تتخلص من مظاهر التخلف فكثير من الأسر لا تزال باقية على جوانب من الموروثات التي لم تعد ممكنة أو مسايرة لروح العصر \" ( 28 ـ 9 ) ، هذه صورة من صور التخبط التي تعيشها الأسرة العربية ، فهي تعيش حالة إقدام وإحجام في آن واحد للأخذ بأسباب الحياة الاجتماعية الحديثة ، إضافة إلى هذه الحالة من الاضطراب التي لا تقتصر على الأسرة اليمنية فحسب بل تشاركها فيها كثير من الأسر في الأقطار العربية ، تعاني الأسرة العربية كثيراً من المشكلات التي تعوقها عن تأدية دورها التربوي تجاه الطفل ومنها:
1 ـ ثقافة الأم التربوية :
تعتبر تربية الأطفال مسئولية مشتركة بين الأم والأب ، ولكن الأم تضطلع بالنصيب الأوفر من هذه المسئولية ، والتي تبدأ قبل ميلاد الطفل ، بل تتجاوز ذلك إلى ما قبل الزواج ، فإن الحالة الصحية والنفسية للأم والتي تتشكل قبل الزواج لها أثرها على تربية الطفل ، وكذلك مستوى ثقافة الأم المتصل بجانب الأمومة وتربية الأطفال يتصل بشكل مباشر بتربية الطفل ، ثم مرحلة الجنين وهي من المراحل الهامة في حياة الطفل ، وقد ثبت بأن الجنين يفهم ويتعلم وهو في بطن أمه ، \"يؤكد أحد علماء النفس الإنجليز أنه اكتشف في مستشفى للولادة أن الجنين يصاب بالزعر إذا استمعت الأم إلى موسيقى يكرهها ” موسيقى الروك ” تجعله يرفض احتجاجاً ..أما الموسيقى الكلاسيك فتجعله كرائد فضاء يسبح طافياً بسلاسة في أرجاء البطن كأنما يسعى لمزيد من الالتقاط \" ( 23 ـ 20 ) .
ثم بعد ذلك تأتي مرحلة ما بعد الولادة ، وتصبح الأم مسئولة من اللحظة الأولى لميلاد الطفل عن إشباع حاجاته إلى الغذاء والنظافة والحنان ، وتوفير الأمان لهذا الوليد \" وتعد علاقة الطفل بأمه أبعد العلاقات أثراً في تكوين الشخصية إذ تبدأ حياة الطفل بعلاقات بيولوجية تربطه بأمه ، تقوم في جوهرها على إشباع الحاجات العضوية كالطعام والنوم والدفء ، ثم تتطور هذه العلاقات إلى علاقات نفسية قوية وتوفر له الحب والحنان \" ( 5 ـ 82 ) ، ورغم ذلك فإن كافة المؤسسات التربوية في الوطن العربي لم تهتم بتقديم الثقافة النسوية للفتاة العربية ، وأصبحت الأمهات خاليات تماما من فنون الأمومة وبخاصة بعد أن خرجت المرأة العربية لمجال العمل وأوكلت تربية أطفالها للجدات ، والمربيات ، ودور الحضانة . بالإضافة إلى انتشار الأمية بين الأمهات في مناطق كثيرة من الوطن العربي ، مما يعوق معرفتهم لأبسط قواعد تربية الأطفال والمحافظة على سلامتهم .
ونتيجة لقصور ثقافة الأم في مجال رعاية الأطفال نجد الكثير من الآثار السلبية على الأطفال ، صحياً ، فالأم لا تدري قواعد الصحة وتغذية الأطفال مما يتسبب في انتشار أمراض سوء التغذية وتشير دراسة أجريت في البحرين \"أن الأطفال من سن 6 : 24 شهراً الذين كانوا ضحايا نقص التغذية الشديد بلغت نسبتهم 10 % أما الهزال فأكثر ما يكون انتشاراً خلال السنة الثالثة من العمر إذ يصل إلى 23 % \" (24 ـ 29 ) وكذلك انتشار أمراض الإسهال والدفتيريا والحصبة بين الأطفال ، وذلك لأن الأم نظراً لقصور ثقافتها تلجأ إلى الطرائق البدائية في التعامل مع هذه الأمراض ناهيك عن ما يتعرض له الطفل من سوء صحته النفسية كنتيجة للممارسات التربوية الخاطئة .
2 ـ الممارسات الخاطئة في تربية الطفل :
تنتهج بعض الأسر العربية بعض الممارسات في تربية أطفالهم ، وهم يعتقدون أن هذه الأساليب سوف تساعد في تربية الأطفال ، ولكن هذه الأساليب غير التربوية يكون لها أسوأ الأثر على الطفل وأن اتباع مثل هذه الأساليب إن دل على شيء ، إنما يدل على قصور في الثقافة التربوية للأسرة العربية ، من الأساليب الخاطئة .
أ ـ التدليل والحماية الزائدة :
تلجأ الأسر إلى الإسراف في تدليل أطفالها ، والخوف عليهم ، بقصد حمايتهم إلى أن يصل الأمر إلى تقييد حرية الأطفال ، ومنعهم من ممارسة حياتهم العادية ، \" وإنه حينما يعمد الوالدان إلى إظهار الكثير من مظاهر الجزع والقلق واللهفة حول صحة الطفل وحياته ومستقبله ، فإن هذا المسلك نفسه قد يتسبب في توليد عقدة الخوف والقلق وعدم الطمأنينة في نفس الطفل \" ( 11 ـ 40 ) أي أن الأسرة تخفق في تأدية أهم وظائفها تجاه الطفل ، وهي إشعاره بالطمأنينة والأمان وترسب في نفسه عقدة الخوف أي أنها تخلق منه شخصية غير سوية .
ب ـ الإهمال والقسوة الزائدة :
على النقيض نرى بعض الأسر تسرف في القسوة والشدة مع أطفالها اعتقاداً منها بأن ذلك سوف يسهم في تربيتهم وتوجيههم إلى الطريق الصواب ، ودائماً يصاحب القسوة في تربية الأبناء ، إهمال متطلبات وحاجات الأطفال ، ويظن الأهل أن الحرمان وسيلة تربوية كما أن هناك بعض الأسر التي تهمل توجيه أطفالها تماماً . اعتقاداً منها بأن الطفل في مرحلة الخمس سنوات الأولى لا يحتاج إلى توجيه ويعتبرونها مرحلة لا تأثير لها على الطفل لأنه مازال صغيراً ، ولا يدرك .
جـ ـ التفرقة في المعاملة :
يلاحظ في بعض المناطق العربية التفرقة في المعاملة ، ما بين الأبناء كتفضيل الأكبر على الأصغر ، أو الذكر على الأنثى ، \" وإن اختلاف معاملة كل من الوالدين للطفل من حنو زائد على أحدهما إلى قسوة صارمة على الآخر أو بتفضيل الذكر على الأنثى ، مما لا شك فيه أن هذا الاختلاف في المعاملة يجعل الأطفال يشعرون بعدم الإحساس بالأمن ويتولد لديهم الإحساس بالقلق النفسي ، والاكتئاب،وأخيراً في بعض الأحيان يؤدي إلى الانحراف بالسلوك\"(22 ـ 106)
فإن أساليب التربية الخاطئة التي يتبعها الأب والأم في تربية الأطفال يكون لها أسوأ الأثر على سلامة الأطفال النفسية مما يؤثر في شخصيتهم ، \" ولقد أظهرت التجارب أن سلوك الآباء والأمهات نحو أبنائهم ـ خصوصاً في السنوات الخمس الأولى من حياة أطفالهم ـ قد يكون السبب المباشر أو غير المباشر في اضطراب شخصية الطفل أو إصابته ببعض العقد النفسية \" ( 11 ـ 34 ) .

3 ـ المربيات الأجنبيات :
من الظواهر التي شغلت بال رجال التربية في الفترة الأخيرة هي مشكلة ازدياد عدد المربيات الأجنبيات في دول الخليج العربي ، خاصة وأنهن يحملن ثقافة وعادات وتقاليد وعقائد تختلف عن محتوى الثقافة العربية ، ويؤثر ذلك على الأطفال الذين يعهد إليهن بتربيتهم ومن الآثار والمشكلات الناجمة عن استخدام المربيات الأجنبيات على التنشئة الاجتماعية للطفل العربي .

* المشكلة الأولى \" الأساليب التربوية الخاطئة \" :
المربيات الأجنبيات يستخدمن أساليب تربوية خاطئة مع الأطفال ، وذلك لأنهن غير تربويات ، بل إن معظمهن لم يحصلن على أي قدر من التعليم ، أشارت نتائج أحد البحوث الميدانية إلى أن العلاقة الحميمة بين المربيات والأطفال ترجع إلى وجود بعض الأساليب التربوية الخاطئة لدى المربية مثل التساهل والتراخي ، والحنان المفرط ، والتكتم على تصرفات الأطفال ( 1 ـ 83 ) .
* المشكلة الثانية ( الآثار النفسية السيئة ) :
إن علاقة الطفل بالمربية وقيامها بكل ما يلزم الطفل ، يجعل الأم غير مألوفة للطفل وتكون المربية أكثر ألفة بالنسبة له ، مما \" ينمي لديه اتجاهات وأنماط سلبية نحو الأمومة،وقد يؤدي إلى فقدان في توازنه النفسي،فيشعر باغتراب\"(1 ـ 84).
* المشكلة الثالثة ( تأثر اللغة والثقافة )
المشكلة الثالثة أو الخطورة الثالثة ، تتصل بالمكونات الثقافية ورمز من رموز القومية العربية ، ألا وهي اللغة العربية فإن \" الثقافة هي نتاج اللغة ، والإنسان هو الكائن الوحيد القادر على الاتصال عن طريق رموز يستطيع بها الحفاظ على تراثه وتوصيله إلى الأشياء الجديدة ، وعن طريق هذه اللغة يصبح الإنسان قادراً على البناء مع الماضي \" ( 17 ـ 253 ) أي أن صلة الإنسان بتراثه تتم عبر اللغة ، وكان العرب قديماً يرسلون أطفالهم إلى البادية وذلك بهدف تقويم لغتهم ، حتى يشبوا على نطق اللغة الصحيحة أما اليوم يتركوا لمربيات أجنبيات لهن لغتهن الغريبة مما يؤثر على لغة الطفل ، في دراسة خليجية تأكد أن \"25 % من أطفال العينة في المرحلة الأولى يقلدون المربيات في اللهجة ، وأن أكثر من 40 % منهم تشوب لغتهم لكنة أجنبية \" ( 1 ـ 61 ) .
وسوف تتأثر ثقافة الطفل تبعاً لتأثير لغته بثقافة المربية الأجنبية،وسوف يعوق ذلك التنشئة الاجتماعية للطفل والتي تستهدف نقل تراث المجتمع إلى الطفل.
* المشكلة الرابعة ( تأثير العقيدة والقيم )
حيث إن العربية تكون أقرب للطفل في مرحلة السنوات الخمس الأولى من حياته فإنها سوف تصبح أهم مصدر من مصادر معرفته ، بل ويصبح لها التأثير الأكبر على قيمه وعقيدته ، وإذا كانت نتائج الدراسة الميدانية التي أجريت في دول الخليج أوضحت \" أن المعتقدات الدينية للمربيات الأجنبيات يمكن ترتيبها على الوجه التالي : المسيحية ، والبوذية ، والهندوسية ، وأخيراً الإسلامية ، مما يترتب عليه آثار سلبية للجانب الديني من التنشئة الاجتماعية للأطفال\"(1ـ63) كما أشارت نتائج الدراسات الميدانية القطرية إلى \" أن المجتمعات التي ينتمي إليها6 ,85 % من المربيات تحبذ ممارسة الحب والعلاقات العاطفية والجنس قبل الزواج \" (16 ـ 84) ، وإنه لا يمكن بحال من الأحوال ينتظر من هذه المربية أن تنشئ طفلاً متمسكاً بأداء الشعائر الدينية أو ملتزماً بالقيم الإسلامية .
ثانياً : دور الحضانة ورياض الأطفال :
لم تعد الأسرة المؤسسة الاجتماعية الوحيدة التي تتولى تربية الطفل العربي فبعد أن خرجت المرأة للعمل ، أصبحت دور الحضانة ورياض الأطفال ضرورة اجتماعية ، فضلاً عن كونها ضرورة تربوية ، وتؤدي الحاضنة دوراً رئيساً في تشكيل شخصية الطفل وتنمية قدراته ، وخاصة وأن هذه الدور تتولى رعاية أطفال ما قبل المدرسة أي أن دور الحضانة هي تلك المؤسسة التربوية التي يلحق بها الأطفال في الخمس سنوات الأولى من عمرهم وقد تسمى مدارس الحضانة \" أو بيوت الأطفال أو رياض الأطفال أو دور حضانة أو مركز حضانة \" \"فلقد أنشأت أو هذه المؤسسات في عام 1769م عندما أنشأ ”جون فردريك ” Jon Friedrich \" وكان قسيساً بروتستنتيا أول حضانة للأطفال تقع بين الألزاس واللورين ، وكان سبب افتتاح الدار هو أن حرب الثلاثين سنة في أوربا ، قد تسببت في زيادة فقر المنطقة لدرجة جعلت عدد من المصلحين الاجتماعيين يحاولن مساعدة سكانها (19 ـ 171 ) .
وفي عام 1840 افتتح فروبل \" Frobel\" أو مدرسة للأطفال وأسماها روضة الأطفال ولم يحن عام 1848إلا وقد افتتح فروبل ست عشرة روضة للأطفال في أنحاء ألمانيا أما سبب تسميته لمدارس الأطفال \" برياض الأطفال \" فإن ذلك يرجع إلى اعتبار مدرسة الطفولة هذه كروضة ينمو فيها الأطفال كما تنمو النباتات في البساتين ( 19 ـ 185 ) .
أهداف دور الحضانة ورياض الأطفال :
إن دور الحضانة تهدف إلى تنشئة الطفل ورعايته ، وهي مؤسسة من المؤسسات التي أقامها المجتمع ، لرعاية أطفاله \" وتعمل رياض الأطفال على توجيه الأطفال وإكسابهم العادات السلوكية التي تتفق مع قيم وعادات وتقاليد المجتمع الذي ينتمون إليه وتنمية ميول الأطفال واكتشاف قدراتهم والعمل على تنميتها بما يتفق وحاجات المجتمع \" ( 3 ـ 61 ) .
وتسعى رياض الأطفال إلى تحقيق بعض الأهداف الذهنية واللغوية والانفعالية والحس حركية ، ولهذا \" ترتكز فلسفة رياض الأطفال على إتاحة الفرصة أن ينمي قدراته الذاتية وسلوكه الاجتماعي بواسطة بعض الأنشطة والفعاليات من خلال توجيه تربوي ينم عن دراسة وتأهيل عملي جيد \" ( 7 ـ 31 ) ، وقد تناول علماء النفس والتربية تحديد الأهداف والفعاليات التي يجب أن تعمل في ضوئها وتقوم بها،حددت(عواطف إبراهيم)بعض أهداف دور الحضانة ورياض الأطفال فيما يلي : (17 ـ 121، 122 ) .
* تركيز اهتمامها على نشاط الطفل و الحس حركي كمنطلق لكل تعلم ، إذ يتبين عن هذا النشاط تكوين الطفل مدركات وصور عقلية عن الأشياء التي يتعامل معها في بيئته .
* تنمي الطفل اجتماعياً من خلال إعدادها لنشاط جماعي مترابط ينظم على شكل وحدات تعليمية تقوم على اهتمامات الأطفال .
* تنمية فردية الطفل من خلال تطبيقها الأسس السيكولوجية للتعليم
* تنمية تفكير الطفل الابتكاري .
ويحدد كل قطر عربي أهدافاً لرياض الأطفال ، وإن كانت هذه الأهداف تتشابه إلى درجة كبيرة بين أقطار الوطن العربي ، ففي مصر حددت وزارة التربية والتعليم أهداف رياض الأطفال بالقرار الوزاري رقم ( 154 ) لسنة 1988 على الوجه التالي : تهدف رياض الأطفال إلى مساعدة أطفال ما قبل المدرسة على تحقيق الأهداف التربوية التالية :
ـ التنمية الشاملة والمتكاملة لكل طفل في المجالات العقلية والجسمية والحركية والانفعالية والاجتماعية والخلقية ، مع الأخذ بعين الاعتبار الفروق الفردية في القدرات والاستعدادات والمستويات النمائية .
ـ إكساب الأطفال المفاهيم والمهارات الأساسية لكل من اللغة العربية والعلوم والفنون والموسيقى والتربية الحركية والصحة العامة والنواحي الاجتماعية.
ـ التنشئة الاجتماعية السليمة في ظل المجتمع ومبادئه .
ـ تلبية حاجات ومطالب النمو الخاصة لهذه المرحلة من العمر ، لتمكين الطفل من أن يحقق ذاته ومساعدته على تكوين الشخصية السوية القادرة على تلبية مطالب المجتمع وطموحاته .
ـ الانتقال التدريجي من جو الأسرة إلى المدرسة بكل ما يتطلبه ذلك من تعود على نظام وتكوين علاقات إنسانية مع المعلمة والزملاء وممارسة أنشطة التعلم التي تتفق واهتمامات الطفل ومعدلات نموه في شتى المجالات.
تهيئة الطفل للتعليم النظامي بمرحلة التعليم الأساسي ( 29 ـ 69،70 ) .
كذلك فإن رياض الأطفال في منطقة الخليج العربي تسعى إلى تحقيق الأهداف التالية :
ـ الخروج بالطفل من بيت الأسرة إلى محيط أكبر اتصالاً بالأفراد وذلك لإتاحة الفرصة له للتعرف على أطفال الحي الذي يعيش فيه ، ومن ثم تطوير حلقة معارفه وتكوين الصداقات التي تخلق لديه الشعور بضروريته الاجتماعية والتعامل مع الآخرين .
ـ توسيع مدارك الطفل الخليجي في بعض الجوانب التي قد لا تتاح له معرفتها في البيت .
ـ تعمل الروضة على صهر الطفل في بوتقة اجتماعية مع الأطفال الآخرين .
ـ أن يتعلم الانضباط لأنه أمر أساسي لطفل الخليج مما يخلق منه مواطناً ملتزماً بواجباته ومؤدياً لها على أحسن وجه ممكن .
ـ غرس الأخلاق الحميدة وتقليد المبادئ الإسلامية الأساسية . (7ـ 48 ) ، ولكن هل استطاعت دور الحضانة ورياض الأطفال في الوطن العربي تحقيق أهدافها وتربية طفل ما قبل المدرسة ؟ .
واقع دور الحضانة ورياض الأطفال في الوطن العربي :
إن الإجابة عن السؤال السابق تستلزم عرض الجوانب المختلفة لرياض الأطفال من ناحية مدى كفايتها ، وقدرتها على الاستيعاب لأطفال مرحلة الطفولة المبكرة ، وصلاحية المباني ، وتوعية المعلمات .
أ ـ كفايتها :
إن عدد دور الرياض في الوطن العربي ، لا بد وأن يتناسب مع عدد الأطفال في مرحلة الطفولة المبكرة ، كما أن توزيعها يجب أن يكون عادلاً، أي لا تحرم منطقة في مقابل أن تتوافر دور الرياض في منطقة أخرى، مثل أن تتركز دور الحضانة والرياض في المدن ، في الوقت الذي لا توجد أي دور حضانة في الريف .
وليس هناك إحصاء وثيق وشامل وحديث لرياض الأطفال في الأقطار العربية إلا أنه من خلال إحدى الدراسات تبين \"أن عدد الرياض المتوفرة في (11) قطراً عربياً يبلغ (3743) روضة وذلك بمعدل (340) روضة في القطر الواحد أما عدد الأطفال الذين يؤمون هذه الرياض المتوافرة في ( 11 ) قطر فإن عددهم يبلغ ( 449754 ) طفلاً \"
( 15 ـ 68).
في دراسة أجراها المجلس العربي للطفولة والتنمية عام 1989. في (18) دولة عربية توصلت إلى النتائج التالية ، إن عدد رياض الأطفال المتواجدة في عدد ( 18 ) دولة عربية بلـغ ( 4848 ) أي بمـا يعادل ( 33 ,269 ) روضة في القطر الواحد ، ويلاحظ أن عدد (6) أقطار يتراوح عدد الروضات فيها من (50) فأقل ، وعدد واحد قطر يتراوح عدد الروضات فيه أكثر من (50) وأقل من (100) ، وعدد (2) قطر أكثر من (100) وأقل من (200) وعدد واحد قطر أكثر من (300) وأقل من (400) ، وعدد (2) قطر أكثر من (400) أقل (500) وعدد واحد قطر أكثر من (500) وأقل من (600) وعدد قطر واحد أكثر من (600) وأقل من (700) وعدد (2) قطر أكثر من (800) وأقل من (1000) وعدد (2) قطر لا توجد بها رياض أطفال ، وتدل هذه النتائج على عدم توازن عدد الروضات بالنسبة للأطفال ، كما تدل على ضعف انتشار فكرة الرياض في بعض الدول العربية بالرغم من الحاجة الشديدة إلى وجودها (4 ـ 5 : 9 ) وهذا يعني أن عدد دور الحضانة في الوطن العربي لا تكفي أطفال سن ما قبل المدرسة ، ولا تستوعبهم .

ب ـ المباني :
إن هناك شروطاً ينبغي توافرها في روضة الأطفال حيث تسمح للطفل بممارسة الأنشطة التي تكفل تحقيق متطلبات نموه ، كما أن تكون هذه المباني ذات مواصفات خاصة كالبعد عن مناطق الخطر والإزعاج وتراعى فيها القواعد الصحية .
ومن الشروط أن تكون قريبة من مسكن الأطفال ، بألا يبعد الدار عن مسكن الطفل أكثر من 300 متراً ، وأن تكون الروضة في منطقة صحية تتميز بالهواء النقي والشمس الساطعة ، وأن يكون المظهر العام للروضة بهياً وجذاباً ، وأن يحيط بها سور ذو ارتفاع متوسط لحماية الأطفال دون أن يحجب الرؤية للبيئة المحيطة ، أن تؤثث غرف النشاط من مناطق متعددة كل منها مجهز لأدوات وخامات تختص بمجال معين من التعليم ، تتيح القاعة ركناً هادئاً يتسنى للأطفال الراحة والاسترخاء ، أن تشمل الروضة على ساحة للعب. (16ـ 10 : 14).
ولكن معظم الدراسات التي أجريت في هذا المجال في كثير من الأقطار العربية أثبتت أن معظم مباني رياض الأطفال غير مطابقة للمواصفات الخاصة بها . \"وأن البنايات المعدة خصيصاً لاحتضان رياض الأطفال لا تشكل إلا نسبة ضئيلة من البنايات المتوافرة في الأقطار العربية ، والتي أقل ما يقال فيها لا تعدو أن تكون مساكن عادية يدخل عليها أحياناً بعض التحويرات ، ولا تستجيب في جل الحالات إلى متطلبات نمو الطفل وحاجاته المختلفة الصحية منها والتربوية والترفيهية \" (15 ـ 73 ).
جـ ــ معلمات رياض الأطفال :
إن المعلمة هي حجر الزاوية في روضة الأطفال ، فإذا تم تجهيز أفضل المباني وبأفضل الأدوات والأجهزة ، وتم إعداد أفضل المناهج ، ولا توجد المعلمة التربوية القادرة على استغلال هذه الإمكانات وتدريس هذه المناهج سوف تعجز هذه الدور عن أداء مهمتها . وهذا يتوقف على إعداد المعلمة ، فالمعلمة في رياض الأطفال ينبغي إعدادها الإعداد الأمثل \" لأن العمل مع الأطفال في دور الحضانة عمل فني ويلقي مسئولية عظيمة على المعلمة من ناحية نمو الطفل نمواً شاملاً صحياً وعقلياً واجتماعياً فشخصية الطفل كل متكامل ، ومهمة المعلمة العناية بهذا كله وتنميته ، وبذلك فإن وظيفتها ذات أبعاد متعددة\" (21 ـ 106 ).
أما بالنسبة لواقع معلمات رياض الأطفال في الوطن العربي وتأهيلهم، فإن معظمهن غير تربويات أو مؤهلات للعمل برياض الأطفال ، رغم أن بعض الأقطار العربية لجأت إلى إنشاء معاهد وكليات متخصصة في إعداد معلمات رياض الأطفال ، لكنها حتى الآن غير كافية لتخريج العدد المناسب لاحتياجات الطفولة العربية .
إن المعلمات اللائي يعملن في دور الحضانة ورياض الأطفال في الوطن العربي تشير الدراسات إلى ضعف مستوياتهن التعليمية ، ففي دراسة قام بها المجلس العربي للطفولة والتنمية في 18 قطر عربي وتتوافر بيانات لها في 12 قطر كانت نسب المعلمات الحاصلات على مؤهلات عليا 26,83 % أما المؤهلات المتوسطة فكانت نسبتها 41,22 % أما المؤهلات أقل من المتوسطة 31,16 % (*) وبذلك يكون ترتيب المؤهلات لمعلمات دور الحضانة ورياض الأطفال تحتل الحاصلات على مؤهلات متوسطة المركز الأول ، وغالباً ما يكن غير تربويات ، وتليها نسبة الحاصلات على مؤهلات أقل من متوسطة ، ثم تأتي نسبة الحاصلات على مؤهلات عليا في الترتيب الثالث بما يدل على عدم العناية بإعداد معلمات رياض الأطفال في الوطن العربي .
ويتضح من العرض السابق أن هناك قصوراً شديداً في الجوانب التي تناولتها الدراسة بالنسبة لرياض الأطفال،وأشارت دراسات أخرى إلى قصور في التشريعات الخاصة برياض الأطفال،ومناهجها،والإدارة والتمويل،وكل ما انتهت إليه الدراسة الحالية والدراسات السابقة يدل على عدم كفاءة وفاعلية دور الحضانة ورياض الأطفال كمؤسسة من مؤسسات تربية طفل ما قبل المدرسة في الوطن العربي في القيام بدورها في إعداد وتربية الطفل العربي .
ثالثاً : وسائل إعلام الطفل
لا يمكن بأي حال من الأحوال تجاهل أثر وسائل الإعلام على سلوكيات وقيم أفراد المجتمع ، وتشكيل شخصياتهم ، ولقد زادت أهميتها في العصر الحديث بعد ما بلغته من التطور ، أما بالنسبة لعلاقة الطفل بهذه الوسائل فإن وسائل الإعلام مقروءة أو مسموعة أو مرئية تعمل على جذب انتباه الطفل ، وإثارة اهتمامه باستخدام ما يتاح لها من تقنيات حديثة ، ويزيد من تأثير الوسائل الإعلامية بتربية الأطفال ما تقدمه هذه الوسائل من مواد درامية يكون لها تأثيرها المباشر والفعال في تشكيل سلوك الأطفال وقيمهم ، أي أن هذه الوسائل تؤدي دوراً هاماً في حياة الطفل ويؤكد \" دورز \" على هذه الأهمية حيث يرى أن وسائل الإعلام فعالة جداً ولها تأثيرها على الأطفال حتى وإن لم يكن لهم معرفة سابقة بالقضايا التي تثيرها هذه الوسائل ( 36 ـ 54 ) وكل وسائل إعلام الطفل من صحف ومجلات وإذاعة وتلفاز ومسرح وسينما لها دورها في تربية وإعداد الطفل العربي ، ولكن ما واقع هذه الوسائل في الوطن العربي.

واقع وسائل إعلام الطفل العربي
\" إن واقع وسائل اتصال الأطفال العربية سيئ للغاية ، وهو يهدد بتشويه مدمر للبناء الثقافي لأطفالنا ، وباستثناء بعض الطفرات النوعية التي حدثت في بعض وسائل الاتصال ، فإن أداء هذه الوسائل يعاني من التخلف والتقصير والتخبط المثير الذي لا يليق بأمة لها ثقافتها الذاتية المتميزة \" ( 25 ـ 136 ) ولإيضاح هذا الواقع فإنه بالنسبة لكتب الأطفال كان نصيب الطفل العربي ضئيل للغاية ففي عام الطفل 1979 ، بلغ نصيب الطفل في الاتحاد السوفيتى 7 ,4 كتاباً وفي الولايات المتحدة الأمريكية 9, 3 كتاباً وفي إنجلترا 6, 2 كتاباً في حين أن نصيب الطفل العربي لا يكاد يصل إلى \" نصف كلمة \" أما بالنسبة للإذاعة اتضح قلة الوقت المخصص لبرامج الأطفال ففي مصر مثلاً 1 % من إجمال الإرسال الإذاعي وفي قطر 9, % ، وسبب قلة البرامج الموجهة للأطفال ، أن ميزانية برامج الأطفال غير كافية ، مع عدم الاهتمام بتدريب العاملين في برامج الأطفال ، أما برامج التلفاز الموجهة للأطفال فإنها في بعض الدول لا تزيد عن برنامج واحد أو اثنين أسبوعياً في حين إنها في بعض الدول تصل إلى اكثر من (16) برنامجاً أسبوعياً ، وتعاني برامج الأطفال التلفازية من عدم كفاية الميزانيات المخصصة لهذه البرامج وعدم توفر الكتاب والمخرجين الأكفاء ، وعدم توفر الاستوديوهات الكافية والمجهزة ، وندرة برامج التدريب اللازمة لرفع مستوى الأداء بين العاملين في برامج الأطفال ، ضعف الإنتاج المحلي ، أما مسرح الأطفال فإن عدد المسارح قليل للغاية ولا تعمل هذه المسارح إلا في فترات معينة من العام ، وتتركز عادة في العاصمة ، أما سينما الأطفال لا يوجد سوى (4) دول عربية فقط هي التي تنتج أفلاماً للأطفال ( 24 ـ 50 : 54 ) .
إن واقع إعلام الطفل العربي ليس على المستوى الذي يمكنه من القيام بدوره في تربية وإعداد الطفل العربي ، وتثقيفه ، وإن خطورة التقصير في وسائل الإعلام العربية تجاه الطفل العربي تكمن في أنها تفتح الباب أمام وسائل الإعلام والثقافة الغربية التي تغزو مجال إعلام الطفل العربي ، مما يكون له أسوأ الأثر في تشكيل شخصية الأطفال العرب وقيامهم وعقيدتهم .
إذا كان ذلك واقع المؤسسات التربوية المنوطة بتربية الطفل العربي في مرحلة ما قبل المدرسة ، فإن ذلك سوف ينعكس بصورة أو بأخرى على كفاءتها في تأدية وظائفها تجاه الطفل العربي وهذا ما سوف تكشف عنه الدراسة الميدانية .

مؤسسات تربية طفل
ما قبل المدرسة وواقعها في الوطن العربي
مـدخل :
إن الاهتمام بالطفولة ، هو اهتمام بالحاضر والمستقبل معاً وتعتبر مرحلة السنوات الخمس الأولى من أهم المراحل في حياة الإنسان ، فالمجتمع الواعي هو الذي يعرف ويقدر مدى أهمية مرحلة الطفولة ، ولذلك يوليها من العناية والرعاية والاهتمام أكثر مما يولي أية مرحلة أخرى ـ وتحتل مرحلة السنوات الخمس الأولى في حياة الطفل اهتمام معظم الدارسين والباحثين في مجال الطفولة لأن خبرات سنوات العمر الأولى من الحياة لها أهمية كبرى في تشكيل النمو في المستقبل ، ودعا هذا الأساس السيكولوجي إلى جانب الأسس الاقتصادية والسياسية كثيراً من الجماعات في الدول الراقية إلى الضغط على الحكومات لجعل التعليم للأطفال في سن ما قبل المدرسة شيئاً رسمياً ( 12 ـ 136 ) وفي هذه المرحلة تتشكل شخصية الإنسان لأنها \"تعد تكملة لمرحلة الجنين وامتداداً لها ولذلك فهي مرحلة قبلية لما يتلوها من مراحل النمو ، أو بالأحرى هي أول المراحل وبدايتها ، وبناء على ذلك تكون الأساس الذي ترتكز عليه حياة الفرد من المهد إلى أن يصير كهلاً \" ( 21 ـ 92 ) .
إن الاهتمام بالطفولة ليس وليد اليوم ، فإن المجتمعات على مر العصور اهتمت بتربية الأطفال ورعايتهم وصون حقوقهم ، وتحفظ آثار القدماء ما يشير إلى ذلك .
ـ ففي قانون حامورابي تنص المادتين 14 ، 19 على أنه إذا كان الابن طفلاً فإن ثلث الحقل أو البستان سوف يعطى لأمه من أجله وأمه سوف تقوم بتربيته ، وينص القانون على أنه إذا اختطف رجل طفلا (ابن) رجل سوف يقتل (2 ـ 2) .
ـ أما في مصر القديمة نجد فقي نصائح الحكيم المصري القديم ( يتاح حتب) بشأن تربية الأطفال إذ يقول \" إذا نضجت وكونت داراً وأنجبت ولداً من نعمة الإله .. واستقام لك هذا الولد ووعي تعاليمه فالتمس له الخير كله وتحرى كل شيء من أجله..فإنه ولدك،وفلذة كبدك ولا تصرف عنه نفسك \" ( 8 ـ 16 ).
ـ أما في شبه الجزيرة العربية فقد اهتم العرب بأطفالهم وكانت الأم تقوم بتربية أطفالها بحنان ، ويرسل أبناء الأغنياء إلى البادية لينشئوا في رعاية مرضعات من البادية ليتعلموا اللغة ويشبوا على الفصاحة والشجاعة، ويركز العربي على تعليم أطفاله منذ الصغر ، فالطفل لديهم ليس كماً مهملاً وعلى حد قول عمرو بن كلثوم :
إذا بلغ الفطام لنا صبياً تخر له الجبابر ساجدين (8 ـ 59،60)
ولقد عني الإسلام بالطفولة عناية خاصة \"فإذا كان العالم يفخر بأن أول إقرار لحقوق الطفل يرجع إلى عام 1924 وما تلاه ذلك في أعوام 1948 ، 1959 ، 1979 من تأكيد لحقوق الطفل فإن الوطن العربي يجب أن يفخر بما كان له من سبق في مجال حقوق الطفل فقد جاء الإسلام الحنيف منذ ما يزيد على ألف وأربعمائة سنة ليقرر حقوق الطفل ، قال تعالى ] قد خسر الذين قتلوا أولادهم سفهاً بغير علم [ سورة الأنعام / 140 \" ( 24 ـ 21 ) ، كما أمن الإسلام للطفل الغذاء والرعاية فأمر الأمهات أن يرضعن الطفل حولين كاملين قال تعالى ] والوالدات يرضعن أولادهن حولين كاملين لمن أراد أن يتم الرضاعة [ (سورة البقرة آية 233) وأمر الآباء برعاية الأطفال والإنفاق عليهم .
ونظراً لأهمية هذه المرحلة تتوالى مؤسسات تربوية عديدة مسئولية تربية الطفل في هذه المرحلة ومن أهمها الأسرة ودور الحضانة ورياض الأطفال ووسائل الإعلام ، وسوف يتناول الباحث دور كل مؤسسة من هذه المؤسسات في تربية طفل ما قبل المدرسة والواقع الفعلي لكل منها في الوطن العربي ، باكتشاف المعوقات التي تعوق هذه المؤسسة عن تأدية دورها في تربية الطفل العربي .
أولاً : الأسرة
الأسرة أول المؤسسة يتعامل معها الطفل من مؤسسات المجتمع ، وهي البيئة الثقافية التي يكتسب منها الطفل لغته وقيمه ، وتؤثر في تكوينه الجسمي والنفسي والاجتماعي والعقائدي ، فالأسرة مسئولة عن حفظ النوع الإنساني ، وتوفير الأمن والطمأنينة للطفل ، وتنشئته تنشئة ثقافية تتلاءم مع مجتمعه وتحقق له التكييف الاجتماعي ، \" وفي الأسرة يكتسب الطفل أولى خبراته الصوتية ويدرك كذلك بعض الشيء لكلمات والأصوات ، ويبدأ في إدراك وجود علاقة جسمية بين ما يسمعه من أصوات مختلفة وبين بعض الظروف والمواقف في البيئة التي يعيش فيها \" (13 ـ 91 ).
وتقوم الأسرة بغرس آداب السلوك المرغوب فيه وتعويد الطفل على السلوك وفق أخلاقيات المجتمع ، أي أن الأسرة تقوم بعملية التطبع الاجتماعي للطفل باعتبارها ـ كمؤسسة اجتماعية ـ تمثل الجماعة الأولى للفرد ، فهي أول جماعة يعيش فيها الطفل ويشعر بالانتماء إليها وبذلك يكتسب أول عضوية له في جماعة يتعلم فيها كيف يتعامل مع الآخرين في سعيه لإشباع حاجاته وتحقيق مصالحه من خلال تفاعله مع أعضائها \" (27 ـ 185 ) وإن دور الأسرة في التربية بصفة عامة وفي تربية طفل مرحلة ما قبل المدرسة بصفة خاصة لا يماثله دور أي مؤسسة تربوية أخرى لما لها من أثر \" في تشكيل شخصية الفرد تشكيلاً يبقى معه بعد ذلك بشكل من الأشكال ، ويرى علماء النفس والتربية أن مرحلة الطفولة المبكرة من أهم مراحل حياة الإنسان ، إذا تعتمد عليها مراحل النمو التالية في حياته ، بل إن بعض المربيين يرى أن أثر الأسرة ترجح كفته عن أثر عوامل التربية الأخرى في المجتمع ، وأن آثارها تتوقف على الأسرة فبصلاح الأسرة تصلح آثار العوامل والوسائط التربوية الأخرى وبفسادها وانحرافها تذهب مجهودات المؤسسات الأخرى هباء \"( 26 ـ 71 ) ، فهل واقع لأسرة العربية الحالي يساعدها على القيام بمهمة تربية طفل مرحلة ما قبل المدرسة تربية سليمة ؟
الأسرة العربية واقعها ـ مشكلاتها :
لحق بالأسرة العربية كثير من التغيرات ، فاختفت الأسرة الكبيرة التي تضم الجد والجدة والأبناء والأحفاد ، وحل محلها الأسرة النووية التي تضم الأرض والأم والأبناء غير المتزوجين ، كما أثرت التغيرات الاقتصادية على العلاقات الأسرية في المنطقة العربية ، \" وتشهد هذه العلاقات تغييراً سريعاً في وقتنا الحاضر . وإن مظاهر التنمية الاقتصادية ، وتسارع الهجرة من الريف إلى المدينة ، وتعاظم دور وسائل الاقتصاد الحديثة ، أدى إلى تغير أساسي في البنية الاجتماعية والاقتصادية التي ارتكزت عليها الأسرة العربية منذ قرون طويلة ، ولابد وأن تنعكس هذه التغيرات على تنشئة الطفل وعلاقته بالأسرة وعلى طريقة التعامل معه \" ( 18 ـ 153 ) ، فالأسرة اليمنية قد أصابها التغيير نتيجة للتحولات الاقتصادية والاجتماعية فإن \" تحول المجتمع اليميني منذ عام 1962 وكذلك الظروف الجديدة الي أحاطت بالأسرة أديا إلى أن تشهد البيئة الأسرية بعض الظواهر الجديدة وخاصة فيما يتعلق بشكل الأسرة من حيث الحجم والتكوين ، وفيما يتعلق بشكل العلاقات الاجتماعية في الأسرة وأنماطها ولكن من جانب آخر يمكن القول بأن الأسرة اليمنية تعيش اليوم حالة من الاستمرار والتغير في آن واحد ، رغم تأثرها بمختلف التحولات المجتمعية إلا أنه لا يزال يعيش في جنباتها الكثير من ملامح الحياة القديمة التقليدية ولن تتخلص من مظاهر التخلف فكثير من الأسر لا تزال باقية على جوانب من الموروثات التي لم تعد ممكنة أو مسايرة لروح العصر \" ( 28 ـ 9 ) ، هذه صورة من صور التخبط التي تعيشها الأسرة العربية ، فهي تعيش حالة إقدام وإحجام في آن واحد للأخذ بأسباب الحياة الاجتماعية الحديثة ، إضافة إلى هذه الحالة من الاضطراب التي لا تقتصر على الأسرة اليمنية فحسب بل تشاركها فيها كثير من الأسر في الأقطار العربية ، تعاني الأسرة العربية كثيراً من المشكلات التي تعوقها عن تأدية دورها التربوي تجاه الطفل ومنها:
1 ـ ثقافة الأم التربوية :
تعتبر تربية الأطفال مسئولية مشتركة بين الأم والأب ، ولكن الأم تضطلع بالنصيب الأوفر من هذه المسئولية ، والتي تبدأ قبل ميلاد الطفل ، بل تتجاوز ذلك إلى ما قبل الزواج ، فإن الحالة الصحية والنفسية للأم والتي تتشكل قبل الزواج لها أثرها على تربية الطفل ، وكذلك مستوى ثقافة الأم المتصل بجانب الأمومة وتربية الأطفال يتصل بشكل مباشر بتربية الطفل ، ثم مرحلة الجنين وهي من المراحل الهامة في حياة الطفل ، وقد ثبت بأن الجنين يفهم ويتعلم وهو في بطن أمه ، \"يؤكد أحد علماء النفس الإنجليز أنه اكتشف في مستشفى للولادة أن الجنين يصاب بالزعر إذا استمعت الأم إلى موسيقى يكرهها ” موسيقى الروك ” تجعله يرفض احتجاجاً ..أما الموسيقى الكلاسيك فتجعله كرائد فضاء يسبح طافياً بسلاسة في أرجاء البطن كأنما يسعى لمزيد من الالتقاط \" ( 23 ـ 20 ) .
ثم بعد ذلك تأتي مرحلة ما بعد الولادة ، وتصبح الأم مسئولة من اللحظة الأولى لميلاد الطفل عن إشباع حاجاته إلى الغذاء والنظافة والحنان ، وتوفير الأمان لهذا الوليد \" وتعد علاقة الطفل بأمه أبعد العلاقات أثراً في تكوين الشخصية إذ تبدأ حياة الطفل بعلاقات بيولوجية تربطه بأمه ، تقوم في جوهرها على إشباع الحاجات العضوية كالطعام والنوم والدفء ، ثم تتطور هذه العلاقات إلى علاقات نفسية قوية وتوفر له الحب والحنان \" ( 5 ـ 82 ) ، ورغم ذلك فإن كافة المؤسسات التربوية في الوطن العربي لم تهتم بتقديم الثقافة النسوية للفتاة العربية ، وأصبحت الأمهات خاليات تماما من فنون الأمومة وبخاصة بعد أن خرجت المرأة العربية لمجال العمل وأوكلت تربية أطفالها للجدات ، والمربيات ، ودور الحضانة . بالإضافة إلى انتشار الأمية بين الأمهات في مناطق كثيرة من الوطن العربي ، مما يعوق معرفتهم لأبسط قواعد تربية الأطفال والمحافظة على سلامتهم .
ونتيجة لقصور ثقافة الأم في مجال رعاية الأطفال نجد الكثير من الآثار السلبية على الأطفال ، صحياً ، فالأم لا تدري قواعد الصحة وتغذية الأطفال مما يتسبب في انتشار أمراض سوء التغذية وتشير دراسة أجريت في البحرين \"أن الأطفال من سن 6 : 24 شهراً الذين كانوا ضحايا نقص التغذية الشديد بلغت نسبتهم 10 % أما الهزال فأكثر ما يكون انتشاراً خلال السنة الثالثة من العمر إذ يصل إلى 23 % \" (24 ـ 29 ) وكذلك انتشار أمراض الإسهال والدفتيريا والحصبة بين الأطفال ، وذلك لأن الأم نظراً لقصور ثقافتها تلجأ إلى الطرائق البدائية في التعامل مع هذه الأمراض ناهيك عن ما يتعرض له الطفل من سوء صحته النفسية كنتيجة للممارسات التربوية الخاطئة .
2 ـ الممارسات الخاطئة في تربية الطفل :
تنتهج بعض الأسر العربية بعض الممارسات في تربية أطفالهم ، وهم يعتقدون أن هذه الأساليب سوف تساعد في تربية الأطفال ، ولكن هذه الأساليب غير التربوية يكون لها أسوأ الأثر على الطفل وأن اتباع مثل هذه الأساليب إن دل على شيء ، إنما يدل على قصور في الثقافة التربوية للأسرة العربية ، من الأساليب الخاطئة .
أ ـ التدليل والحماية الزائدة :
تلجأ الأسر إلى الإسراف في تدليل أطفالها ، والخوف عليهم ، بقصد حمايتهم إلى أن يصل الأمر إلى تقييد حرية الأطفال ، ومنعهم من ممارسة حياتهم العادية ، \" وإنه حينما يعمد الوالدان إلى إظهار الكثير من مظاهر الجزع والقلق واللهفة حول صحة الطفل وحياته ومستقبله ، فإن هذا المسلك نفسه قد يتسبب في توليد عقدة الخوف والقلق وعدم الطمأنينة في نفس الطفل \" ( 11 ـ 40 ) أي أن الأسرة تخفق في تأدية أهم وظائفها تجاه الطفل ، وهي إشعاره بالطمأنينة والأمان وترسب في نفسه عقدة الخوف أي أنها تخلق منه شخصية غير سوية .
ب ـ الإهمال والقسوة الزائدة :
على النقيض نرى بعض الأسر تسرف في القسوة والشدة مع أطفالها اعتقاداً منها بأن ذلك سوف يسهم في تربيتهم وتوجيههم إلى الطريق الصواب ، ودائماً يصاحب القسوة في تربية الأبناء ، إهمال متطلبات وحاجات الأطفال ، ويظن الأهل أن الحرمان وسيلة تربوية كما أن هناك بعض الأسر التي تهمل توجيه أطفالها تماماً . اعتقاداً منها بأن الطفل في مرحلة الخمس سنوات الأولى لا يحتاج إلى توجيه ويعتبرونها مرحلة لا تأثير لها على الطفل لأنه مازال صغيراً ، ولا يدرك .
جـ ـ التفرقة في المعاملة :
يلاحظ في بعض المناطق العربية التفرقة في المعاملة ، ما بين الأبناء كتفضيل الأكبر على الأصغر ، أو الذكر على الأنثى ، \" وإن اختلاف معاملة كل من الوالدين للطفل من حنو زائد على أحدهما إلى قسوة صارمة على الآخر أو بتفضيل الذكر على الأنثى ، مما لا شك فيه أن هذا الاختلاف في المعاملة يجعل الأطفال يشعرون بعدم الإحساس بالأمن ويتولد لديهم الإحساس بالقلق النفسي ، والاكتئاب،وأخيراً في بعض الأحيان يؤدي إلى الانحراف بالسلوك\"(22 ـ 106)
فإن أساليب التربية الخاطئة التي يتبعها الأب والأم في تربية الأطفال يكون لها أسوأ الأثر على سلامة الأطفال النفسية مما يؤثر في شخصيتهم ، \" ولقد أظهرت التجارب أن سلوك الآباء والأمهات نحو أبنائهم ـ خصوصاً في السنوات الخمس الأولى من حياة أطفالهم ـ قد يكون السبب المباشر أو غير المباشر في اضطراب شخصية الطفل أو إصابته ببعض العقد النفسية \" ( 11 ـ 34 ) .

3 ـ المربيات الأجنبيات :
من الظواهر التي شغلت بال رجال التربية في الفترة الأخيرة هي مشكلة ازدياد عدد المربيات الأجنبيات في دول الخليج العربي ، خاصة وأنهن يحملن ثقافة وعادات وتقاليد وعقائد تختلف عن محتوى الثقافة العربية ، ويؤثر ذلك على الأطفال الذين يعهد إليهن بتربيتهم ومن الآثار والمشكلات الناجمة عن استخدام المربيات الأجنبيات على التنشئة الاجتماعية للطفل العربي .

* المشكلة الأولى \" الأساليب التربوية الخاطئة \" :
المربيات الأجنبيات يستخدمن أساليب تربوية خاطئة مع الأطفال ، وذلك لأنهن غير تربويات ، بل إن معظمهن لم يحصلن على أي قدر من التعليم ، أشارت نتائج أحد البحوث الميدانية إلى أن العلاقة الحميمة بين المربيات والأطفال ترجع إلى وجود بعض الأساليب التربوية الخاطئة لدى المربية مثل التساهل والتراخي ، والحنان المفرط ، والتكتم على تصرفات الأطفال ( 1 ـ 83 ) .
* المشكلة الثانية ( الآثار النفسية السيئة ) :
إن علاقة الطفل بالمربية وقيامها بكل ما يلزم الطفل ، يجعل الأم غير مألوفة للطفل وتكون المربية أكثر ألفة بالنسبة له ، مما \" ينمي لديه اتجاهات وأنماط سلبية نحو الأمومة،وقد يؤدي إلى فقدان في توازنه النفسي،فيشعر باغتراب\"(1 ـ 84).
* المشكلة الثالثة ( تأثر اللغة والثقافة )
المشكلة الثالثة أو الخطورة الثالثة ، تتصل بالمكونات الثقافية ورمز من رموز القومية العربية ، ألا وهي اللغة العربية فإن \" الثقافة هي نتاج اللغة ، والإنسان هو الكائن الوحيد القادر على الاتصال عن طريق رموز يستطيع بها الحفاظ على تراثه وتوصيله إلى الأشياء الجديدة ، وعن طريق هذه اللغة يصبح الإنسان قادراً على البناء مع الماضي \" ( 17 ـ 253 ) أي أن صلة الإنسان بتراثه تتم عبر اللغة ، وكان العرب قديماً يرسلون أطفالهم إلى البادية وذلك بهدف تقويم لغتهم ، حتى يشبوا على نطق اللغة الصحيحة أما اليوم يتركوا لمربيات أجنبيات لهن لغتهن الغريبة مما يؤثر على لغة الطفل ، في دراسة خليجية تأكد أن \"25 % من أطفال العينة في المرحلة الأولى يقلدون المربيات في اللهجة ، وأن أكثر من 40 % منهم تشوب لغتهم لكنة أجنبية \" ( 1 ـ 61 ) .
وسوف تتأثر ثقافة الطفل تبعاً لتأثير لغته بثقافة المربية الأجنبية،وسوف يعوق ذلك التنشئة الاجتماعية للطفل والتي تستهدف نقل تراث المجتمع إلى الطفل.
* المشكلة الرابعة ( تأثير العقيدة والقيم )
حيث إن العربية تكون أقرب للطفل في مرحلة السنوات الخمس الأولى من حياته فإنها سوف تصبح أهم مصدر من مصادر معرفته ، بل ويصبح لها التأثير الأكبر على قيمه وعقيدته ، وإذا كانت نتائج الدراسة الميدانية التي أجريت في دول الخليج أوضحت \" أن المعتقدات الدينية للمربيات الأجنبيات يمكن ترتيبها على الوجه التالي : المسيحية ، والبوذية ، والهندوسية ، وأخيراً الإسلامية ، مما يترتب عليه آثار سلبية للجانب الديني من التنشئة الاجتماعية للأطفال\"(1ـ63) كما أشارت نتائج الدراسات الميدانية القطرية إلى \" أن المجتمعات التي ينتمي إليها6 ,85 % من المربيات تحبذ ممارسة الحب والعلاقات العاطفية والجنس قبل الزواج \" (16 ـ 84) ، وإنه لا يمكن بحال من الأحوال ينتظر من هذه المربية أن تنشئ طفلاً متمسكاً بأداء الشعائر الدينية أو ملتزماً بالقيم الإسلامية .
ثانياً : دور الحضانة ورياض الأطفال :
لم تعد الأسرة المؤسسة الاجتماعية الوحيدة التي تتولى تربية الطفل العربي فبعد أن خرجت المرأة للعمل ، أصبحت دور الحضانة ورياض الأطفال ضرورة اجتماعية ، فضلاً عن كونها ضرورة تربوية ، وتؤدي الحاضنة دوراً رئيساً في تشكيل شخصية الطفل وتنمية قدراته ، وخاصة وأن هذه الدور تتولى رعاية أطفال ما قبل المدرسة أي أن دور الحضانة هي تلك المؤسسة التربوية التي يلحق بها الأطفال في الخمس سنوات الأولى من عمرهم وقد تسمى مدارس الحضانة \" أو بيوت الأطفال أو رياض الأطفال أو دور حضانة أو مركز حضانة \" \"فلقد أنشأت أو هذه المؤسسات في عام 1769م عندما أنشأ ”جون فردريك ” Jon Friedrich \" وكان قسيساً بروتستنتيا أول حضانة للأطفال تقع بين الألزاس واللورين ، وكان سبب افتتاح الدار هو أن حرب الثلاثين سنة في أوربا ، قد تسببت في زيادة فقر المنطقة لدرجة جعلت عدد من المصلحين الاجتماعيين يحاولن مساعدة سكانها (19 ـ 171 ) .
وفي عام 1840 افتتح فروبل \" Frobel\" أو مدرسة للأطفال وأسماها روضة الأطفال ولم يحن عام 1848إلا وقد افتتح فروبل ست عشرة روضة للأطفال في أنحاء ألمانيا أما سبب تسميته لمدارس الأطفال \" برياض الأطفال \" فإن ذلك يرجع إلى اعتبار مدرسة الطفولة هذه كروضة ينمو فيها الأطفال كما تنمو النباتات في البساتين ( 19 ـ 185 ) .
أهداف دور الحضانة ورياض الأطفال :
إن دور الحضانة تهدف إلى تنشئة الطفل ورعايته ، وهي مؤسسة من المؤسسات التي أقامها المجتمع ، لرعاية أطفاله \" وتعمل رياض الأطفال على توجيه الأطفال وإكسابهم العادات السلوكية التي تتفق مع قيم وعادات وتقاليد المجتمع الذي ينتمون إليه وتنمية ميول الأطفال واكتشاف قدراتهم والعمل على تنميتها بما يتفق وحاجات المجتمع \" ( 3 ـ 61 ) .
وتسعى رياض الأطفال إلى تحقيق بعض الأهداف الذهنية واللغوية والانفعالية والحس حركية ، ولهذا \" ترتكز فلسفة رياض الأطفال على إتاحة الفرصة أن ينمي قدراته الذاتية وسلوكه الاجتماعي بواسطة بعض الأنشطة والفعاليات من خلال توجيه تربوي ينم عن دراسة وتأهيل عملي جيد \" ( 7 ـ 31 ) ، وقد تناول علماء النفس والتربية تحديد الأهداف والفعاليات التي يجب أن تعمل في ضوئها وتقوم بها،حددت(عواطف إبراهيم)بعض أهداف دور الحضانة ورياض الأطفال فيما يلي : (17 ـ 121، 122 ) .
* تركيز اهتمامها على نشاط الطفل و الحس حركي كمنطلق لكل تعلم ، إذ يتبين عن هذا النشاط تكوين الطفل مدركات وصور عقلية عن الأشياء التي يتعامل معها في بيئته .
* تنمي الطفل اجتماعياً من خلال إعدادها لنشاط جماعي مترابط ينظم على شكل وحدات تعليمية تقوم على اهتمامات الأطفال .
* تنمية فردية الطفل من خلال تطبيقها الأسس السيكولوجية للتعليم
* تنمية تفكير الطفل الابتكاري .
ويحدد كل قطر عربي أهدافاً لرياض الأطفال ، وإن كانت هذه الأهداف تتشابه إلى درجة كبيرة بين أقطار الوطن العربي ، ففي مصر حددت وزارة التربية والتعليم أهداف رياض الأطفال بالقرار الوزاري رقم ( 154 ) لسنة 1988 على الوجه التالي : تهدف رياض الأطفال إلى مساعدة أطفال ما قبل المدرسة على تحقيق الأهداف التربوية التالية :
ـ التنمية الشاملة والمتكاملة لكل طفل في المجالات العقلية والجسمية والحركية والانفعالية والاجتماعية والخلقية ، مع الأخذ بعين الاعتبار الفروق الفردية في القدرات والاستعدادات والمستويات النمائية .
ـ إكساب الأطفال المفاهيم والمهارات الأساسية لكل من اللغة العربية والعلوم والفنون والموسيقى والتربية الحركية والصحة العامة والنواحي الاجتماعية.
ـ التنشئة الاجتماعية السليمة في ظل المجتمع ومبادئه .
ـ تلبية حاجات ومطالب النمو الخاصة لهذه المرحلة من العمر ، لتمكين الطفل من أن يحقق ذاته ومساعدته على تكوين الشخصية السوية القادرة على تلبية مطالب المجتمع وطموحاته .
ـ الانتقال التدريجي من جو الأسرة إلى المدرسة بكل ما يتطلبه ذلك من تعود على نظام وتكوين علاقات إنسانية مع المعلمة والزملاء وممارسة أنشطة التعلم التي تتفق واهتمامات الطفل ومعدلات نموه في شتى المجالات.
تهيئة الطفل للتعليم النظامي بمرحلة التعليم الأساسي ( 29 ـ 69،70 ) .
كذلك فإن رياض الأطفال في منطقة الخليج العربي تسعى إلى تحقيق الأهداف التالية :
ـ الخروج بالطفل من بيت الأسرة إلى محيط أكبر اتصالاً بالأفراد وذلك لإتاحة الفرصة له للتعرف على أطفال الحي الذي يعيش فيه ، ومن ثم تطوير حلقة معارفه وتكوين الصداقات التي تخلق لديه الشعور بضروريته الاجتماعية والتعامل مع الآخرين .
ـ توسيع مدارك الطفل الخليجي في بعض الجوانب التي قد لا تتاح له معرفتها في البيت .
ـ تعمل الروضة على صهر الطفل في بوتقة اجتماعية مع الأطفال الآخرين .
ـ أن يتعلم الانضباط لأنه أمر أساسي لطفل الخليج مما يخلق منه مواطناً ملتزماً بواجباته ومؤدياً لها على أحسن وجه ممكن .
ـ غرس الأخلاق الحميدة وتقليد المبادئ الإسلامية الأساسية . (7ـ 48 ) ، ولكن هل استطاعت دور الحضانة ورياض الأطفال في الوطن العربي تحقيق أهدافها وتربية طفل ما قبل المدرسة ؟ .
واقع دور الحضانة ورياض الأطفال في الوطن العربي :
إن الإجابة عن السؤال السابق تستلزم عرض الجوانب المختلفة لرياض الأطفال من ناحية مدى كفايتها ، وقدرتها على الاستيعاب لأطفال مرحلة الطفولة المبكرة ، وصلاحية المباني ، وتوعية المعلمات .
أ ـ كفايتها :
إن عدد دور الرياض في الوطن العربي ، لا بد وأن يتناسب مع عدد الأطفال في مرحلة الطفولة المبكرة ، كما أن توزيعها يجب أن يكون عادلاً، أي لا تحرم منطقة في مقابل أن تتوافر دور الرياض في منطقة أخرى، مثل أن تتركز دور الحضانة والرياض في المدن ، في الوقت الذي لا توجد أي دور حضانة في الريف .
وليس هناك إحصاء وثيق وشامل وحديث لرياض الأطفال في الأقطار العربية إلا أنه من خلال إحدى الدراسات تبين \"أن عدد الرياض المتوفرة في (11) قطراً عربياً يبلغ (3743) روضة وذلك بمعدل (340) روضة في القطر الواحد أما عدد الأطفال الذين يؤمون هذه الرياض المتوافرة في ( 11 ) قطر فإن عددهم يبلغ ( 449754 ) طفلاً \"
( 15 ـ 68).
في دراسة أجراها المجلس العربي للطفولة والتنمية عام 1989. في (18) دولة عربية توصلت إلى النتائج التالية ، إن عدد رياض الأطفال المتواجدة في عدد ( 18 ) دولة عربية بلـغ ( 4848 ) أي بمـا يعادل ( 33 ,269 ) روضة في القطر الواحد ، ويلاحظ أن عدد (6) أقطار يتراوح عدد الروضات فيها من (50) فأقل ، وعدد واحد قطر يتراوح عدد الروضات فيه أكثر من (50) وأقل من (100) ، وعدد (2) قطر أكثر من (100) وأقل من (200) وعدد واحد قطر أكثر من (300) وأقل من (400) ، وعدد (2) قطر أكثر من (400) أقل (500) وعدد واحد قطر أكثر من (500) وأقل من (600) وعدد قطر واحد أكثر من (600) وأقل من (700) وعدد (2) قطر أكثر من (800) وأقل من (1000) وعدد (2) قطر لا توجد بها رياض أطفال ، وتدل هذه النتائج على عدم توازن عدد الروضات بالنسبة للأطفال ، كما تدل على ضعف انتشار فكرة الرياض في بعض الدول العربية بالرغم من الحاجة الشديدة إلى وجودها (4 ـ 5 : 9 ) وهذا يعني أن عدد دور الحضانة في الوطن العربي لا تكفي أطفال سن ما قبل المدرسة ، ولا تستوعبهم .

ب ـ المباني :
إن هناك شروطاً ينبغي توافرها في روضة الأطفال حيث تسمح للطفل بممارسة الأنشطة التي تكفل تحقيق متطلبات نموه ، كما أن تكون هذه المباني ذات مواصفات خاصة كالبعد عن مناطق الخطر والإزعاج وتراعى فيها القواعد الصحية .
ومن الشروط أن تكون قريبة من مسكن الأطفال ، بألا يبعد الدار عن مسكن الطفل أكثر من 300 متراً ، وأن تكون الروضة في منطقة صحية تتميز بالهواء النقي والشمس الساطعة ، وأن يكون المظهر العام للروضة بهياً وجذاباً ، وأن يحيط بها سور ذو ارتفاع متوسط لحماية الأطفال دون أن يحجب الرؤية للبيئة المحيطة ، أن تؤثث غرف النشاط من مناطق متعددة كل منها مجهز لأدوات وخامات تختص بمجال معين من التعليم ، تتيح القاعة ركناً هادئاً يتسنى للأطفال الراحة والاسترخاء ، أن تشمل الروضة على ساحة للعب. (16ـ 10 : 14).
ولكن معظم الدراسات التي أجريت في هذا المجال في كثير من الأقطار العربية أثبتت أن معظم مباني رياض الأطفال غير مطابقة للمواصفات الخاصة بها . \"وأن البنايات المعدة خصيصاً لاحتضان رياض الأطفال لا تشكل إلا نسبة ضئيلة من البنايات المتوافرة في الأقطار العربية ، والتي أقل ما يقال فيها لا تعدو أن تكون مساكن عادية يدخل عليها أحياناً بعض التحويرات ، ولا تستجيب في جل الحالات إلى متطلبات نمو الطفل وحاجاته المختلفة الصحية منها والتربوية والترفيهية \" (15 ـ 73 ).
جـ ــ معلمات رياض الأطفال :
إن المعلمة هي حجر الزاوية في روضة الأطفال ، فإذا تم تجهيز أفضل المباني وبأفضل الأدوات والأجهزة ، وتم إعداد أفضل المناهج ، ولا توجد المعلمة التربوية القادرة على استغلال هذه الإمكانات وتدريس هذه المناهج سوف تعجز هذه الدور عن أداء مهمتها . وهذا يتوقف على إعداد المعلمة ، فالمعلمة في رياض الأطفال ينبغي إعدادها الإعداد الأمثل \" لأن العمل مع الأطفال في دور الحضانة عمل فني ويلقي مسئولية عظيمة على المعلمة من ناحية نمو الطفل نمواً شاملاً صحياً وعقلياً واجتماعياً فشخصية الطفل كل متكامل ، ومهمة المعلمة العناية بهذا كله وتنميته ، وبذلك فإن وظيفتها ذات أبعاد متعددة\" (21 ـ 106 ).
أما بالنسبة لواقع معلمات رياض الأطفال في الوطن العربي وتأهيلهم، فإن معظمهن غير تربويات أو مؤهلات للعمل برياض الأطفال ، رغم أن بعض الأقطار العربية لجأت إلى إنشاء معاهد وكليات متخصصة في إعداد معلمات رياض الأطفال ، لكنها حتى الآن غير كافية لتخريج العدد المناسب لاحتياجات الطفولة العربية .
إن المعلمات اللائي يعملن في دور الحضانة ورياض الأطفال في الوطن العربي تشير الدراسات إلى ضعف مستوياتهن التعليمية ، ففي دراسة قام بها المجلس العربي للطفولة والتنمية في 18 قطر عربي وتتوافر بيانات لها في 12 قطر كانت نسب المعلمات الحاصلات على مؤهلات عليا 26,83 % أما المؤهلات المتوسطة فكانت نسبتها 41,22 % أما المؤهلات أقل من المتوسطة 31,16 % (*) وبذلك يكون ترتيب المؤهلات لمعلمات دور الحضانة ورياض الأطفال تحتل الحاصلات على مؤهلات متوسطة المركز الأول ، وغالباً ما يكن غير تربويات ، وتليها نسبة الحاصلات على مؤهلات أقل من متوسطة ، ثم تأتي نسبة الحاصلات على مؤهلات عليا في الترتيب الثالث بما يدل على عدم العناية بإعداد معلمات رياض الأطفال في الوطن العربي .
ويتضح من العرض السابق أن هناك قصوراً شديداً في الجوانب التي تناولتها الدراسة بالنسبة لرياض الأطفال،وأشارت دراسات أخرى إلى قصور في التشريعات الخاصة برياض الأطفال،ومناهجها،والإدارة والتمويل،وكل ما انتهت إليه الدراسة الحالية والدراسات السابقة يدل على عدم كفاءة وفاعلية دور الحضانة ورياض الأطفال كمؤسسة من مؤسسات تربية طفل ما قبل المدرسة في الوطن العربي في القيام بدورها في إعداد وتربية الطفل العربي .
ثالثاً : وسائل إعلام الطفل
لا يمكن بأي حال من الأحوال تجاهل أثر وسائل الإعلام على سلوكيات وقيم أفراد المجتمع ، وتشكيل شخصياتهم ، ولقد زادت أهميتها في العصر الحديث بعد ما بلغته من التطور ، أما بالنسبة لعلاقة الطفل بهذه الوسائل فإن وسائل الإعلام مقروءة أو مسموعة أو مرئية تعمل على جذب انتباه الطفل ، وإثارة اهتمامه باستخدام ما يتاح لها من تقنيات حديثة ، ويزيد من تأثير الوسائل الإعلامية بتربية الأطفال ما تقدمه هذه الوسائل من مواد درامية يكون لها تأثيرها المباشر والفعال في تشكيل سلوك الأطفال وقيمهم ، أي أن هذه الوسائل تؤدي دوراً هاماً في حياة الطفل ويؤكد \" دورز \" على هذه الأهمية حيث يرى أن وسائل الإعلام فعالة جداً ولها تأثيرها على الأطفال حتى وإن لم يكن لهم معرفة سابقة بالقضايا التي تثيرها هذه الوسائل ( 36 ـ 54 ) وكل وسائل إعلام الطفل من صحف ومجلات وإذاعة وتلفاز ومسرح وسينما لها دورها في تربية وإعداد الطفل العربي ، ولكن ما واقع هذه الوسائل في الوطن العربي.

واقع وسائل إعلام الطفل العربي
\" إن واقع وسائل اتصال الأطفال العربية سيئ للغاية ، وهو يهدد بتشويه مدمر للبناء الثقافي لأطفالنا ، وباستثناء بعض الطفرات النوعية التي حدثت في بعض وسائل الاتصال ، فإن أداء هذه الوسائل يعاني من التخلف والتقصير والتخبط المثير الذي لا يليق بأمة لها ثقافتها الذاتية المتميزة \" ( 25 ـ 136 ) ولإيضاح هذا الواقع فإنه بالنسبة لكتب الأطفال كان نصيب الطفل العربي ضئيل للغاية ففي عام الطفل 1979 ، بلغ نصيب الطفل في الاتحاد السوفيتى 7 ,4 كتاباً وفي الولايات المتحدة الأمريكية 9, 3 كتاباً وفي إنجلترا 6, 2 كتاباً في حين أن نصيب الطفل العربي لا يكاد يصل إلى \" نصف كلمة \" أما بالنسبة للإذاعة اتضح قلة الوقت المخصص لبرامج الأطفال ففي مصر مثلاً 1 % من إجمال الإرسال الإذاعي وفي قطر 9, % ، وسبب قلة البرامج الموجهة للأطفال ، أن ميزانية برامج الأطفال غير كافية ، مع عدم الاهتمام بتدريب العاملين في برامج الأطفال ، أما برامج التلفاز الموجهة للأطفال فإنها في بعض الدول لا تزيد عن برنامج واحد أو اثنين أسبوعياً في حين إنها في بعض الدول تصل إلى اكثر من (16) برنامجاً أسبوعياً ، وتعاني برامج الأطفال التلفازية من عدم كفاية الميزانيات المخصصة لهذه البرامج وعدم توفر الكتاب والمخرجين الأكفاء ، وعدم توفر الاستوديوهات الكافية والمجهزة ، وندرة برامج التدريب اللازمة لرفع مستوى الأداء بين العاملين في برامج الأطفال ، ضعف الإنتاج المحلي ، أما مسرح الأطفال فإن عدد المسارح قليل للغاية ولا تعمل هذه المسارح إلا في فترات معينة من العام ، وتتركز عادة في العاصمة ، أما سينما الأطفال لا يوجد سوى (4) دول عربية فقط هي التي تنتج أفلاماً للأطفال ( 24 ـ 50 : 54 ) .
إن واقع إعلام الطفل العربي ليس على المستوى الذي يمكنه من القيام بدوره في تربية وإعداد الطفل العربي ، وتثقيفه ، وإن خطورة التقصير في وسائل الإعلام العربية تجاه الطفل العربي تكمن في أنها تفتح الباب أمام وسائل الإعلام والثقافة الغربية التي تغزو مجال إعلام الطفل العربي ، مما يكون له أسوأ الأثر في تشكيل شخصية الأطفال العرب وقيامهم وعقيدتهم .
إذا كان ذلك واقع المؤسسات التربوية المنوطة بتربية الطفل العربي في مرحلة ما قبل المدرسة ، فإن ذلك سوف ينعكس بصورة أو بأخرى على كفاءتها في تأدية وظائفها تجاه الطفل العربي وهذا ما سوف تكشف عنه الدراسة الميدانية .

مؤسسات تربية طفل
ما قبل المدرسة وواقعها في الوطن العربي
مـدخل :
إن الاهتمام بالطفولة ، هو اهتمام بالحاضر والمستقبل معاً وتعتبر مرحلة السنوات الخمس الأولى من أهم المراحل في حياة الإنسان ، فالمجتمع الواعي هو الذي يعرف ويقدر مدى أهمية مرحلة الطفولة ، ولذلك يوليها من العناية والرعاية والاهتمام أكثر مما يولي أية مرحلة أخرى ـ وتحتل مرحلة السنوات الخمس الأولى في حياة الطفل اهتمام معظم الدارسين والباحثين في مجال الطفولة لأن خبرات سنوات العمر الأولى من الحياة لها أهمية كبرى في تشكيل النمو في المستقبل ، ودعا هذا الأساس السيكولوجي إلى جانب الأسس الاقتصادية والسياسية كثيراً من الجماعات في الدول الراقية إلى الضغط على الحكومات لجعل التعليم للأطفال في سن ما قبل المدرسة شيئاً رسمياً ( 12 ـ 136 ) وفي هذه المرحلة تتشكل شخصية الإنسان لأنها \"تعد تكملة لمرحلة الجنين وامتداداً لها ولذلك فهي مرحلة قبلية لما يتلوها من مراحل النمو ، أو بالأحرى هي أول المراحل وبدايتها ، وبناء على ذلك تكون الأساس الذي ترتكز عليه حياة الفرد من المهد إلى أن يصير كهلاً \" ( 21 ـ 92 ) .
إن الاهتمام بالطفولة ليس وليد اليوم ، فإن المجتمعات على مر العصور اهتمت بتربية الأطفال ورعايتهم وصون حقوقهم ، وتحفظ آثار القدماء ما يشير إلى ذلك .
ـ ففي قانون حامورابي تنص المادتين 14 ، 19 على أنه إذا كان الابن طفلاً فإن ثلث الحقل أو البستان سوف يعطى لأمه من أجله وأمه سوف تقوم بتربيته ، وينص القانون على أنه إذا اختطف رجل طفلا (ابن) رجل سوف يقتل (2 ـ 2) .
ـ أما في مصر القديمة نجد فقي نصائح الحكيم المصري القديم ( يتاح حتب) بشأن تربية الأطفال إذ يقول \" إذا نضجت وكونت داراً وأنجبت ولداً من نعمة الإله .. واستقام لك هذا الولد ووعي تعاليمه فالتمس له الخير كله وتحرى كل شيء من أجله..فإنه ولدك،وفلذة كبدك ولا تصرف عنه نفسك \" ( 8 ـ 16 ).
ـ أما في شبه الجزيرة العربية فقد اهتم العرب بأطفالهم وكانت الأم تقوم بتربية أطفالها بحنان ، ويرسل أبناء الأغنياء إلى البادية لينشئوا في رعاية مرضعات من البادية ليتعلموا اللغة ويشبوا على الفصاحة والشجاعة، ويركز العربي على تعليم أطفاله منذ الصغر ، فالطفل لديهم ليس كماً مهملاً وعلى حد قول عمرو بن كلثوم :
إذا بلغ الفطام لنا صبياً تخر له الجبابر ساجدين (8 ـ 59،60)
ولقد عني الإسلام بالطفولة عناية خاصة \"فإذا كان العالم يفخر بأن أول إقرار لحقوق الطفل يرجع إلى عام 1924 وما تلاه ذلك في أعوام 1948 ، 1959 ، 1979 من تأكيد لحقوق الطفل فإن الوطن العربي يجب أن يفخر بما كان له من سبق في مجال حقوق الطفل فقد جاء الإسلام الحنيف منذ ما يزيد على ألف وأربعمائة سنة ليقرر حقوق الطفل ، قال تعالى ] قد خسر الذين قتلوا أولادهم سفهاً بغير علم [ سورة الأنعام / 140 \" ( 24 ـ 21 ) ، كما أمن الإسلام للطفل الغذاء والرعاية فأمر الأمهات أن يرضعن الطفل حولين كاملين قال تعالى ] والوالدات يرضعن أولادهن حولين كاملين لمن أراد أن يتم الرضاعة [ (سورة البقرة آية 233) وأمر الآباء برعاية الأطفال والإنفاق عليهم .
ونظراً لأهمية هذه المرحلة تتوالى مؤسسات تربوية عديدة مسئولية تربية الطفل في هذه المرحلة ومن أهمها الأسرة ودور الحضانة ورياض الأطفال ووسائل الإعلام ، وسوف يتناول الباحث دور كل مؤسسة من هذه المؤسسات في تربية طفل ما قبل المدرسة والواقع الفعلي لكل منها في الوطن العربي ، باكتشاف المعوقات التي تعوق هذه المؤسسة عن تأدية دورها في تربية الطفل العربي .
أولاً : الأسرة
الأسرة أول المؤسسة يتعامل معها الطفل من مؤسسات المجتمع ، وهي البيئة الثقافية التي يكتسب منها الطفل لغته وقيمه ، وتؤثر في تكوينه الجسمي والنفسي والاجتماعي والعقائدي ، فالأسرة مسئولة عن حفظ النوع الإنساني ، وتوفير الأمن والطمأنينة للطفل ، وتنشئته تنشئة ثقافية تتلاءم مع مجتمعه وتحقق له التكييف الاجتماعي ، \" وفي الأسرة يكتسب الطفل أولى خبراته الصوتية ويدرك كذلك بعض الشيء لكلمات والأصوات ، ويبدأ في إدراك وجود علاقة جسمية بين ما يسمعه من أصوات مختلفة وبين بعض الظروف والمواقف في البيئة التي يعيش فيها \" (13 ـ 91 ).
وتقوم الأسرة بغرس آداب السلوك المرغوب فيه وتعويد الطفل على السلوك وفق أخلاقيات المجتمع ، أي أن الأسرة تقوم بعملية التطبع الاجتماعي للطفل باعتبارها ـ كمؤسسة اجتماعية ـ تمثل الجماعة الأولى للفرد ، فهي أول جماعة يعيش فيها الطفل ويشعر بالانتماء إليها وبذلك يكتسب أول عضوية له في جماعة يتعلم فيها كيف يتعامل مع الآخرين في سعيه لإشباع حاجاته وتحقيق مصالحه من خلال تفاعله مع أعضائها \" (27 ـ 185 ) وإن دور الأسرة في التربية بصفة عامة وفي تربية طفل مرحلة ما قبل المدرسة بصفة خاصة لا يماثله دور أي مؤسسة تربوية أخرى لما لها من أثر \" في تشكيل شخصية الفرد تشكيلاً يبقى معه بعد ذلك بشكل من الأشكال ، ويرى علماء النفس والتربية أن مرحلة الطفولة المبكرة من أهم مراحل حياة الإنسان ، إذا تعتمد عليها مراحل النمو التالية في حياته ، بل إن بعض المربيين يرى أن أثر الأسرة ترجح كفته عن أثر عوامل التربية الأخرى في المجتمع ، وأن آثارها تتوقف على الأسرة فبصلاح الأسرة تصلح آثار العوامل والوسائط التربوية الأخرى وبفسادها وانحرافها تذهب مجهودات المؤسسات الأخرى هباء \"( 26 ـ 71 ) ، فهل واقع لأسرة العربية الحالي يساعدها على القيام بمهمة تربية طفل مرحلة ما قبل المدرسة تربية سليمة ؟
الأسرة العربية واقعها ـ مشكلاتها :
لحق بالأسرة العربية كثير من التغيرات ، فاختفت الأسرة الكبيرة التي تضم الجد والجدة والأبناء والأحفاد ، وحل محلها الأسرة النووية التي تضم الأرض والأم والأبناء غير المتزوجين ، كما أثرت التغيرات الاقتصادية على العلاقات الأسرية في المنطقة العربية ، \" وتشهد هذه العلاقات تغييراً سريعاً في وقتنا الحاضر . وإن مظاهر التنمية الاقتصادية ، وتسارع الهجرة من الريف إلى المدينة ، وتعاظم دور وسائل الاقتصاد الحديثة ، أدى إلى تغير أساسي في البنية الاجتماعية والاقتصادية التي ارتكزت عليها الأسرة العربية منذ قرون طويلة ، ولابد وأن تنعكس هذه التغيرات على تنشئة الطفل وعلاقته بالأسرة وعلى طريقة التعامل معه \" ( 18 ـ 153 ) ، فالأسرة اليمنية قد أصابها التغيير نتيجة للتحولات الاقتصادية والاجتماعية فإن \" تحول المجتمع اليميني منذ عام 1962 وكذلك الظروف الجديدة الي أحاطت بالأسرة أديا إلى أن تشهد البيئة الأسرية بعض الظواهر الجديدة وخاصة فيما يتعلق بشكل الأسرة من حيث الحجم والتكوين ، وفيما يتعلق بشكل العلاقات الاجتماعية في الأسرة وأنماطها ولكن من جانب آخر يمكن القول بأن الأسرة اليمنية تعيش اليوم حالة من الاستمرار والتغير في آن واحد ، رغم تأثرها بمختلف التحولات المجتمعية إلا أنه لا يزال يعيش في جنباتها الكثير من ملامح الحياة القديمة التقليدية ولن تتخلص من مظاهر التخلف فكثير من الأسر لا تزال باقية على جوانب من الموروثات التي لم تعد ممكنة أو مسايرة لروح العصر \" ( 28 ـ 9 ) ، هذه صورة من صور التخبط التي تعيشها الأسرة العربية ، فهي تعيش حالة إقدام وإحجام في آن واحد للأخذ بأسباب الحياة الاجتماعية الحديثة ، إضافة إلى هذه الحالة من الاضطراب التي لا تقتصر على الأسرة اليمنية فحسب بل تشاركها فيها كثير من الأسر في الأقطار العربية ، تعاني الأسرة العربية كثيراً من المشكلات التي تعوقها عن تأدية دورها التربوي تجاه الطفل ومنها:
1 ـ ثقافة الأم التربوية :
تعتبر تربية الأطفال مسئولية مشتركة بين الأم والأب ، ولكن الأم تضطلع بالنصيب الأوفر من هذه المسئولية ، والتي تبدأ قبل ميلاد الطفل ، بل تتجاوز ذلك إلى ما قبل الزواج ، فإن الحالة الصحية والنفسية للأم والتي تتشكل قبل الزواج لها أثرها على تربية الطفل ، وكذلك مستوى ثقافة الأم المتصل بجانب الأمومة وتربية الأطفال يتصل بشكل مباشر بتربية الطفل ، ثم مرحلة الجنين وهي من المراحل الهامة في حياة الطفل ، وقد ثبت بأن الجنين يفهم ويتعلم وهو في بطن أمه ، \"يؤكد أحد علماء النفس الإنجليز أنه اكتشف في مستشفى للولادة أن الجنين يصاب بالزعر إذا استمعت الأم إلى موسيقى يكرهها ” موسيقى الروك ” تجعله يرفض احتجاجاً ..أما الموسيقى الكلاسيك فتجعله كرائد فضاء يسبح طافياً بسلاسة في أرجاء البطن كأنما يسعى لمزيد من الالتقاط \" ( 23 ـ 20 ) .
ثم بعد ذلك تأتي مرحلة ما بعد الولادة ، وتصبح الأم مسئولة من اللحظة الأولى لميلاد الطفل عن إشباع حاجاته إلى الغذاء والنظافة والحنان ، وتوفير الأمان لهذا الوليد \" وتعد علاقة الطفل بأمه أبعد العلاقات أثراً في تكوين الشخصية إذ تبدأ حياة الطفل بعلاقات بيولوجية تربطه بأمه ، تقوم في جوهرها على إشباع الحاجات العضوية كالطعام والنوم والدفء ، ثم تتطور هذه العلاقات إلى علاقات نفسية قوية وتوفر له الحب والحنان \" ( 5 ـ 82 ) ، ورغم ذلك فإن كافة المؤسسات التربوية في الوطن العربي لم تهتم بتقديم الثقافة النسوية للفتاة العربية ، وأصبحت الأمهات خاليات تماما من فنون الأمومة وبخاصة بعد أن خرجت المرأة العربية لمجال العمل وأوكلت تربية أطفالها للجدات ، والمربيات ، ودور الحضانة . بالإضافة إلى انتشار الأمية بين الأمهات في مناطق كثيرة من الوطن العربي ، مما يعوق معرفتهم لأبسط قواعد تربية الأطفال والمحافظة على سلامتهم .
ونتيجة لقصور ثقافة الأم في مجال رعاية الأطفال نجد الكثير من الآثار السلبية على الأطفال ، صحياً ، فالأم لا تدري قواعد الصحة وتغذية الأطفال مما يتسبب في انتشار أمراض سوء التغذية وتشير دراسة أجريت في البحرين \"أن الأطفال من سن 6 : 24 شهراً الذين كانوا ضحايا نقص التغذية الشديد بلغت نسبتهم 10 % أما الهزال فأكثر ما يكون انتشاراً خلال السنة الثالثة من العمر إذ يصل إلى 23 % \" (24 ـ 29 ) وكذلك انتشار أمراض الإسهال والدفتيريا والحصبة بين الأطفال ، وذلك لأن الأم نظراً لقصور ثقافتها تلجأ إلى الطرائق البدائية في التعامل مع هذه الأمراض ناهيك عن ما يتعرض له الطفل من سوء صحته النفسية كنتيجة للممارسات التربوية الخاطئة .
2 ـ الممارسات الخاطئة في تربية الطفل :
تنتهج بعض الأسر العربية بعض الممارسات في تربية أطفالهم ، وهم يعتقدون أن هذه الأساليب سوف تساعد في تربية الأطفال ، ولكن هذه الأساليب غير التربوية يكون لها أسوأ الأثر على الطفل وأن اتباع مثل هذه الأساليب إن دل على شيء ، إنما يدل على قصور في الثقافة التربوية للأسرة العربية ، من الأساليب الخاطئة .
أ ـ التدليل والحماية الزائدة :
تلجأ الأسر إلى الإسراف في تدليل أطفالها ، والخوف عليهم ، بقصد حمايتهم إلى أن يصل الأمر إلى تقييد حرية الأطفال ، ومنعهم من ممارسة حياتهم العادية ، \" وإنه حينما يعمد الوالدان إلى إظهار الكثير من مظاهر الجزع والقلق واللهفة حول صحة الطفل وحياته ومستقبله ، فإن هذا المسلك نفسه قد يتسبب في توليد عقدة الخوف والقلق وعدم الطمأنينة في نفس الطفل \" ( 11 ـ 40 ) أي أن الأسرة تخفق في تأدية أهم وظائفها تجاه الطفل ، وهي إشعاره بالطمأنينة والأمان وترسب في نفسه عقدة الخوف أي أنها تخلق منه شخصية غير سوية .
ب ـ الإهمال والقسوة الزائدة :
على النقيض نرى بعض الأسر تسرف في القسوة والشدة مع أطفالها اعتقاداً منها بأن ذلك سوف يسهم في تربيتهم وتوجيههم إلى الطريق الصواب ، ودائماً يصاحب القسوة في تربية الأبناء ، إهمال متطلبات وحاجات الأطفال ، ويظن الأهل أن الحرمان وسيلة تربوية كما أن هناك بعض الأسر التي تهمل توجيه أطفالها تماماً . اعتقاداً منها بأن الطفل في مرحلة الخمس سنوات الأولى لا يحتاج إلى توجيه ويعتبرونها مرحلة لا تأثير لها على الطفل لأنه مازال صغيراً ، ولا يدرك .
جـ ـ التفرقة في المعاملة :
يلاحظ في بعض المناطق العربية التفرقة في المعاملة ، ما بين الأبناء كتفضيل الأكبر على الأصغر ، أو الذكر على الأنثى ، \" وإن اختلاف معاملة كل من الوالدين للطفل من حنو زائد على أحدهما إلى قسوة صارمة على الآخر أو بتفضيل الذكر على الأنثى ، مما لا شك فيه أن هذا الاختلاف في المعاملة يجعل الأطفال يشعرون بعدم الإحساس بالأمن ويتولد لديهم الإحساس بالقلق النفسي ، والاكتئاب،وأخيراً في بعض الأحيان يؤدي إلى الانحراف بالسلوك\"(22 ـ 106)
فإن أساليب التربية الخاطئة التي يتبعها الأب والأم في تربية الأطفال يكون لها أسوأ الأثر على سلامة الأطفال النفسية مما يؤثر في شخصيتهم ، \" ولقد أظهرت التجارب أن سلوك الآباء والأمهات نحو أبنائهم ـ خصوصاً في السنوات الخمس الأولى من حياة أطفالهم ـ قد يكون السبب المباشر أو غير المباشر في اضطراب شخصية الطفل أو إصابته ببعض العقد النفسية \" ( 11 ـ 34 ) .

3 ـ المربيات الأجنبيات :
من الظواهر التي شغلت بال رجال التربية في الفترة الأخيرة هي مشكلة ازدياد عدد المربيات الأجنبيات في دول الخليج العربي ، خاصة وأنهن يحملن ثقافة وعادات وتقاليد وعقائد تختلف عن محتوى الثقافة العربية ، ويؤثر ذلك على الأطفال الذين يعهد إليهن بتربيتهم ومن الآثار والمشكلات الناجمة عن استخدام المربيات الأجنبيات على التنشئة الاجتماعية للطفل العربي .

* المشكلة الأولى \" الأساليب التربوية الخاطئة \" :
المربيات الأجنبيات يستخدمن أساليب تربوية خاطئة مع الأطفال ، وذلك لأنهن غير تربويات ، بل إن معظمهن لم يحصلن على أي قدر من التعليم ، أشارت نتائج أحد البحوث الميدانية إلى أن العلاقة الحميمة بين المربيات والأطفال ترجع إلى وجود بعض الأساليب التربوية الخاطئة لدى المربية مثل التساهل والتراخي ، والحنان المفرط ، والتكتم على تصرفات الأطفال ( 1 ـ 83 ) .
* المشكلة الثانية ( الآثار النفسية السيئة ) :
إن علاقة الطفل بالمربية وقيامها بكل ما يلزم الطفل ، يجعل الأم غير مألوفة للطفل وتكون المربية أكثر ألفة بالنسبة له ، مما \" ينمي لديه اتجاهات وأنماط سلبية نحو الأمومة،وقد يؤدي إلى فقدان في توازنه النفسي،فيشعر باغتراب\"(1 ـ 84).
* المشكلة الثالثة ( تأثر اللغة والثقافة )
المشكلة الثالثة أو الخطورة الثالثة ، تتصل بالمكونات الثقافية ورمز من رموز القومية العربية ، ألا وهي اللغة العربية فإن \" الثقافة هي نتاج اللغة ، والإنسان هو الكائن الوحيد القادر على الاتصال عن طريق رموز يستطيع بها الحفاظ على تراثه وتوصيله إلى الأشياء الجديدة ، وعن طريق هذه اللغة يصبح الإنسان قادراً على البناء مع الماضي \" ( 17 ـ 253 ) أي أن صلة الإنسان بتراثه تتم عبر اللغة ، وكان العرب قديماً يرسلون أطفالهم إلى البادية وذلك بهدف تقويم لغتهم ، حتى يشبوا على نطق اللغة الصحيحة أما اليوم يتركوا لمربيات أجنبيات لهن لغتهن الغريبة مما يؤثر على لغة الطفل ، في دراسة خليجية تأكد أن \"25 % من أطفال العينة في المرحلة الأولى يقلدون المربيات في اللهجة ، وأن أكثر من 40 % منهم تشوب لغتهم لكنة أجنبية \" ( 1 ـ 61 ) .
وسوف تتأثر ثقافة الطفل تبعاً لتأثير لغته بثقافة المربية الأجنبية،وسوف يعوق ذلك التنشئة الاجتماعية للطفل والتي تستهدف نقل تراث المجتمع إلى الطفل.
* المشكلة الرابعة ( تأثير العقيدة والقيم )
حيث إن العربية تكون أقرب للطفل في مرحلة السنوات الخمس الأولى من حياته فإنها سوف تصبح أهم مصدر من مصادر معرفته ، بل ويصبح لها التأثير الأكبر على قيمه وعقيدته ، وإذا كانت نتائج الدراسة الميدانية التي أجريت في دول الخليج أوضحت \" أن المعتقدات الدينية للمربيات الأجنبيات يمكن ترتيبها على الوجه التالي : المسيحية ، والبوذية ، والهندوسية ، وأخيراً الإسلامية ، مما يترتب عليه آثار سلبية للجانب الديني من التنشئة الاجتماعية للأطفال\"(1ـ63) كما أشارت نتائج الدراسات الميدانية القطرية إلى \" أن المجتمعات التي ينتمي إليها6 ,85 % من المربيات تحبذ ممارسة الحب والعلاقات العاطفية والجنس قبل الزواج \" (16 ـ 84) ، وإنه لا يمكن بحال من الأحوال ينتظر من هذه المربية أن تنشئ طفلاً متمسكاً بأداء الشعائر الدينية أو ملتزماً بالقيم الإسلامية .
ثانياً : دور الحضانة ورياض الأطفال :
لم تعد الأسرة المؤسسة الاجتماعية الوحيدة التي تتولى تربية الطفل العربي فبعد أن خرجت المرأة للعمل ، أصبحت دور الحضانة ورياض الأطفال ضرورة اجتماعية ، فضلاً عن كونها ضرورة تربوية ، وتؤدي الحاضنة دوراً رئيساً في تشكيل شخصية الطفل وتنمية قدراته ، وخاصة وأن هذه الدور تتولى رعاية أطفال ما قبل المدرسة أي أن دور الحضانة هي تلك المؤسسة التربوية التي يلحق بها الأطفال في الخمس سنوات الأولى من عمرهم وقد تسمى مدارس الحضانة \" أو بيوت الأطفال أو رياض الأطفال أو دور حضانة أو مركز حضانة \" \"فلقد أنشأت أو هذه المؤسسات في عام 1769م عندما أنشأ ”جون فردريك ” Jon Friedrich \" وكان قسيساً بروتستنتيا أول حضانة للأطفال تقع بين الألزاس واللورين ، وكان سبب افتتاح الدار هو أن حرب الثلاثين سنة في أوربا ، قد تسببت في زيادة فقر المنطقة لدرجة جعلت عدد من المصلحين الاجتماعيين يحاولن مساعدة سكانها (19 ـ 171 ) .
وفي عام 1840 افتتح فروبل \" Frobel\" أو مدرسة للأطفال وأسماها روضة الأطفال ولم يحن عام 1848إلا وقد افتتح فروبل ست عشرة روضة للأطفال في أنحاء ألمانيا أما سبب تسميته لمدارس الأطفال \" برياض الأطفال \" فإن ذلك يرجع إلى اعتبار مدرسة الطفولة هذه كروضة ينمو فيها الأطفال كما تنمو النباتات في البساتين ( 19 ـ 185 ) .
أهداف دور الحضانة ورياض الأطفال :
إن دور الحضانة تهدف إلى تنشئة الطفل ورعايته ، وهي مؤسسة من المؤسسات التي أقامها المجتمع ، لرعاية أطفاله \" وتعمل رياض الأطفال على توجيه الأطفال وإكسابهم العادات السلوكية التي تتفق مع قيم وعادات وتقاليد المجتمع الذي ينتمون إليه وتنمية ميول الأطفال واكتشاف قدراتهم والعمل على تنميتها بما يتفق وحاجات المجتمع \" ( 3 ـ 61 ) .
وتسعى رياض الأطفال إلى تحقيق بعض الأهداف الذهنية واللغوية والانفعالية والحس حركية ، ولهذا \" ترتكز فلسفة رياض الأطفال على إتاحة الفرصة أن ينمي قدراته الذاتية وسلوكه الاجتماعي بواسطة بعض الأنشطة والفعاليات من خلال توجيه تربوي ينم عن دراسة وتأهيل عملي جيد \" ( 7 ـ 31 ) ، وقد تناول علماء النفس والتربية تحديد الأهداف والفعاليات التي يجب أن تعمل في ضوئها وتقوم بها،حددت(عواطف إبراهيم)بعض أهداف دور الحضانة ورياض الأطفال فيما يلي : (17 ـ 121، 122 ) .
* تركيز اهتمامها على نشاط الطفل و الحس حركي كمنطلق لكل تعلم ، إذ يتبين عن هذا النشاط تكوين الطفل مدركات وصور عقلية عن الأشياء التي يتعامل معها في بيئته .
* تنمي الطفل اجتماعياً من خلال إعدادها لنشاط جماعي مترابط ينظم على شكل وحدات تعليمية تقوم على اهتمامات الأطفال .
* تنمية فردية الطفل من خلال تطبيقها الأسس السيكولوجية للتعليم
* تنمية تفكير الطفل الابتكاري .
ويحدد كل قطر عربي أهدافاً لرياض الأطفال ، وإن كانت هذه الأهداف تتشابه إلى درجة كبيرة بين أقطار الوطن العربي ، ففي مصر حددت وزارة التربية والتعليم أهداف رياض الأطفال بالقرار الوزاري رقم ( 154 ) لسنة 1988 على الوجه التالي : تهدف رياض الأطفال إلى مساعدة أطفال ما قبل المدرسة على تحقيق الأهداف التربوية التالية :
ـ التنمية الشاملة والمتكاملة لكل طفل في المجالات العقلية والجسمية والحركية والانفعالية والاجتماعية والخلقية ، مع الأخذ بعين الاعتبار الفروق الفردية في القدرات والاستعدادات والمستويات النمائية .
ـ إكساب الأطفال المفاهيم والمهارات الأساسية لكل من اللغة العربية والعلوم والفنون والموسيقى والتربية الحركية والصحة العامة والنواحي الاجتماعية.
ـ التنشئة الاجتماعية السليمة في ظل المجتمع ومبادئه .
ـ تلبية حاجات ومطالب النمو الخاصة لهذه المرحلة من العمر ، لتمكين الطفل من أن يحقق ذاته ومساعدته على تكوين الشخصية السوية القادرة على تلبية مطالب المجتمع وطموحاته .
ـ الانتقال التدريجي من جو الأسرة إلى المدرسة بكل ما يتطلبه ذلك من تعود على نظام وتكوين علاقات إنسانية مع المعلمة والزملاء وممارسة أنشطة التعلم التي تتفق واهتمامات الطفل ومعدلات نموه في شتى المجالات.
تهيئة الطفل للتعليم النظامي بمرحلة التعليم الأساسي ( 29 ـ 69،70 ) .
كذلك فإن رياض الأطفال في منطقة الخليج العربي تسعى إلى تحقيق الأهداف التالية :
ـ الخروج بالطفل من بيت الأسرة إلى محيط أكبر اتصالاً بالأفراد وذلك لإتاحة الفرصة له للتعرف على أطفال الحي الذي يعيش فيه ، ومن ثم تطوير حلقة معارفه وتكوين الصداقات التي تخلق لديه الشعور بضروريته الاجتماعية والتعامل مع الآخرين .
ـ توسيع مدارك الطفل الخليجي في بعض الجوانب التي قد لا تتاح له معرفتها في البيت .
ـ تعمل الروضة على صهر الطفل في بوتقة اجتماعية مع الأطفال الآخرين .
ـ أن يتعلم الانضباط لأنه أمر أساسي لطفل الخليج مما يخلق منه مواطناً ملتزماً بواجباته ومؤدياً لها على أحسن وجه ممكن .
ـ غرس الأخلاق الحميدة وتقليد المبادئ الإسلامية الأساسية . (7ـ 48 ) ، ولكن هل استطاعت دور الحضانة ورياض الأطفال في الوطن العربي تحقيق أهدافها وتربية طفل ما قبل المدرسة ؟ .
واقع دور الحضانة ورياض الأطفال في الوطن العربي :
إن الإجابة عن السؤال السابق تستلزم عرض الجوانب المختلفة لرياض الأطفال من ناحية مدى كفايتها ، وقدرتها على الاستيعاب لأطفال مرحلة الطفولة المبكرة ، وصلاحية المباني ، وتوعية المعلمات .
أ ـ كفايتها :
إن عدد دور الرياض في الوطن العربي ، لا بد وأن يتناسب مع عدد الأطفال في مرحلة الطفولة المبكرة ، كما أن توزيعها يجب أن يكون عادلاً، أي لا تحرم منطقة في مقابل أن تتوافر دور الرياض في منطقة أخرى، مثل أن تتركز دور الحضانة والرياض في المدن ، في الوقت الذي لا توجد أي دور حضانة في الريف .
وليس هناك إحصاء وثيق وشامل وحديث لرياض الأطفال في الأقطار العربية إلا أنه من خلال إحدى الدراسات تبين \"أن عدد الرياض المتوفرة في (11) قطراً عربياً يبلغ (3743) روضة وذلك بمعدل (340) روضة في القطر الواحد أما عدد الأطفال الذين يؤمون هذه الرياض المتوافرة في ( 11 ) قطر فإن عددهم يبلغ ( 449754 ) طفلاً \"
( 15 ـ 68).
في دراسة أجراها المجلس العربي للطفولة والتنمية عام 1989. في (18) دولة عربية توصلت إلى النتائج التالية ، إن عدد رياض الأطفال المتواجدة في عدد ( 18 ) دولة عربية بلـغ ( 4848 ) أي بمـا يعادل ( 33 ,269 ) روضة في القطر الواحد ، ويلاحظ أن عدد (6) أقطار يتراوح عدد الروضات فيها من (50) فأقل ، وعدد واحد قطر يتراوح عدد الروضات فيه أكثر من (50) وأقل من (100) ، وعدد (2) قطر أكثر من (100) وأقل من (200) وعدد واحد قطر أكثر من (300) وأقل من (400) ، وعدد (2) قطر أكثر من (400) أقل (500) وعدد واحد قطر أكثر من (500) وأقل من (600) وعدد قطر واحد أكثر من (600) وأقل من (700) وعدد (2) قطر أكثر من (800) وأقل من (1000) وعدد (2) قطر لا توجد بها رياض أطفال ، وتدل هذه النتائج على عدم توازن عدد الروضات بالنسبة للأطفال ، كما تدل على ضعف انتشار فكرة الرياض في بعض الدول العربية بالرغم من الحاجة الشديدة إلى وجودها (4 ـ 5 : 9 ) وهذا يعني أن عدد دور الحضانة في الوطن العربي لا تكفي أطفال سن ما قبل المدرسة ، ولا تستوعبهم .

ب ـ المباني :
إن هناك شروطاً ينبغي توافرها في روضة الأطفال حيث تسمح للطفل بممارسة الأنشطة التي تكفل تحقيق متطلبات نموه ، كما أن تكون هذه المباني ذات مواصفات خاصة كالبعد عن مناطق الخطر والإزعاج وتراعى فيها القواعد الصحية .
ومن الشروط أن تكون قريبة من مسكن الأطفال ، بألا يبعد الدار عن مسكن الطفل أكثر من 300 متراً ، وأن تكون الروضة في منطقة صحية تتميز بالهواء النقي والشمس الساطعة ، وأن يكون المظهر العام للروضة بهياً وجذاباً ، وأن يحيط بها سور ذو ارتفاع متوسط لحماية الأطفال دون أن يحجب الرؤية للبيئة المحيطة ، أن تؤثث غرف النشاط من مناطق متعددة كل منها مجهز لأدوات وخامات تختص بمجال معين من التعليم ، تتيح القاعة ركناً هادئاً يتسنى للأطفال الراحة والاسترخاء ، أن تشمل الروضة على ساحة للعب. (16ـ 10 : 14).
ولكن معظم الدراسات التي أجريت في هذا المجال في كثير من الأقطار العربية أثبتت أن معظم مباني رياض الأطفال غير مطابقة للمواصفات الخاصة بها . \"وأن البنايات المعدة خصيصاً لاحتضان رياض الأطفال لا تشكل إلا نسبة ضئيلة من البنايات المتوافرة في الأقطار العربية ، والتي أقل ما يقال فيها لا تعدو أن تكون مساكن عادية يدخل عليها أحياناً بعض التحويرات ، ولا تستجيب في جل الحالات إلى متطلبات نمو الطفل وحاجاته المختلفة الصحية منها والتربوية والترفيهية \" (15 ـ 73 ).
جـ ــ معلمات رياض الأطفال :
إن المعلمة هي حجر الزاوية في روضة الأطفال ، فإذا تم تجهيز أفضل المباني وبأفضل الأدوات والأجهزة ، وتم إعداد أفضل المناهج ، ولا توجد المعلمة التربوية القادرة على استغلال هذه الإمكانات وتدريس هذه المناهج سوف تعجز هذه الدور عن أداء مهمتها . وهذا يتوقف على إعداد المعلمة ، فالمعلمة في رياض الأطفال ينبغي إعدادها الإعداد الأمثل \" لأن العمل مع الأطفال في دور الحضانة عمل فني ويلقي مسئولية عظيمة على المعلمة من ناحية نمو الطفل نمواً شاملاً صحياً وعقلياً واجتماعياً فشخصية الطفل كل متكامل ، ومهمة المعلمة العناية بهذا كله وتنميته ، وبذلك فإن وظيفتها ذات أبعاد متعددة\" (21 ـ 106 ).
أما بالنسبة لواقع معلمات رياض الأطفال في الوطن العربي وتأهيلهم، فإن معظمهن غير تربويات أو مؤهلات للعمل برياض الأطفال ، رغم أن بعض الأقطار العربية لجأت إلى إنشاء معاهد وكليات متخصصة في إعداد معلمات رياض الأطفال ، لكنها حتى الآن غير كافية لتخريج العدد المناسب لاحتياجات الطفولة العربية .
إن المعلمات اللائي يعملن في دور الحضانة ورياض الأطفال في الوطن العربي تشير الدراسات إلى ضعف مستوياتهن التعليمية ، ففي دراسة قام بها المجلس العربي للطفولة والتنمية في 18 قطر عربي وتتوافر بيانات لها في 12 قطر كانت نسب المعلمات الحاصلات على مؤهلات عليا 26,83 % أما المؤهلات المتوسطة فكانت نسبتها 41,22 % أما المؤهلات أقل من المتوسطة 31,16 % (*) وبذلك يكون ترتيب المؤهلات لمعلمات دور الحضانة ورياض الأطفال تحتل الحاصلات على مؤهلات متوسطة المركز الأول ، وغالباً ما يكن غير تربويات ، وتليها نسبة الحاصلات على مؤهلات أقل من متوسطة ، ثم تأتي نسبة الحاصلات على مؤهلات عليا في الترتيب الثالث بما يدل على عدم العناية بإعداد معلمات رياض الأطفال في الوطن العربي .
ويتضح من العرض السابق أن هناك قصوراً شديداً في الجوانب التي تناولتها الدراسة بالنسبة لرياض الأطفال،وأشارت دراسات أخرى إلى قصور في التشريعات الخاصة برياض الأطفال،ومناهجها،والإدارة والتمويل،وكل ما انتهت إليه الدراسة الحالية والدراسات السابقة يدل على عدم كفاءة وفاعلية دور الحضانة ورياض الأطفال كمؤسسة من مؤسسات تربية طفل ما قبل المدرسة في الوطن العربي في القيام بدورها في إعداد وتربية الطفل العربي .
ثالثاً : وسائل إعلام الطفل
لا يمكن بأي حال من الأحوال تجاهل أثر وسائل الإعلام على سلوكيات وقيم أفراد المجتمع ، وتشكيل شخصياتهم ، ولقد زادت أهميتها في العصر الحديث بعد ما بلغته من التطور ، أما بالنسبة لعلاقة الطفل بهذه الوسائل فإن وسائل الإعلام مقروءة أو مسموعة أو مرئية تعمل على جذب انتباه الطفل ، وإثارة اهتمامه باستخدام ما يتاح لها من تقنيات حديثة ، ويزيد من تأثير الوسائل الإعلامية بتربية الأطفال ما تقدمه هذه الوسائل من مواد درامية يكون لها تأثيرها المباشر والفعال في تشكيل سلوك الأطفال وقيمهم ، أي أن هذه الوسائل تؤدي دوراً هاماً في حياة الطفل ويؤكد \" دورز \" على هذه الأهمية حيث يرى أن وسائل الإعلام فعالة جداً ولها تأثيرها على الأطفال حتى وإن لم يكن لهم معرفة سابقة بالقضايا التي تثيرها هذه الوسائل ( 36 ـ 54 ) وكل وسائل إعلام الطفل من صحف ومجلات وإذاعة وتلفاز ومسرح وسينما لها دورها في تربية وإعداد الطفل العربي ، ولكن ما واقع هذه الوسائل في الوطن العربي.

واقع وسائل إعلام الطفل العربي
\" إن واقع وسائل اتصال الأطفال العربية سيئ للغاية ، وهو يهدد بتشويه مدمر للبناء الثقافي لأطفالنا ، وباستثناء بعض الطفرات النوعية التي حدثت في بعض وسائل الاتصال ، فإن أداء هذه الوسائل يعاني من التخلف والتقصير والتخبط المثير الذي لا يليق بأمة لها ثقافتها الذاتية المتميزة \" ( 25 ـ 136 ) ولإيضاح هذا الواقع فإنه بالنسبة لكتب الأطفال كان نصيب الطفل العربي ضئيل للغاية ففي عام الطفل 1979 ، بلغ نصيب الطفل في الاتحاد السوفيتى 7 ,4 كتاباً وفي الولايات المتحدة الأمريكية 9, 3 كتاباً وفي إنجلترا 6, 2 كتاباً في حين أن نصيب الطفل العربي لا يكاد يصل إلى \" نصف كلمة \" أما بالنسبة للإذاعة اتضح قلة الوقت المخصص لبرامج الأطفال ففي مصر مثلاً 1 % من إجمال الإرسال الإذاعي وفي قطر 9, % ، وسبب قلة البرامج الموجهة للأطفال ، أن ميزانية برامج الأطفال غير كافية ، مع عدم الاهتمام بتدريب العاملين في برامج الأطفال ، أما برامج التلفاز الموجهة للأطفال فإنها في بعض الدول لا تزيد عن برنامج واحد أو اثنين أسبوعياً في حين إنها في بعض الدول تصل إلى اكثر من (16) برنامجاً أسبوعياً ، وتعاني برامج الأطفال التلفازية من عدم كفاية الميزانيات المخصصة لهذه البرامج وعدم توفر الكتاب والمخرجين الأكفاء ، وعدم توفر الاستوديوهات الكافية والمجهزة ، وندرة برامج التدريب اللازمة لرفع مستوى الأداء بين العاملين في برامج الأطفال ، ضعف الإنتاج المحلي ، أما مسرح الأطفال فإن عدد المسارح قليل للغاية ولا تعمل هذه المسارح إلا في فترات معينة من العام ، وتتركز عادة في العاصمة ، أما سينما الأطفال لا يوجد سوى (4) دول عربية فقط هي التي تنتج أفلاماً للأطفال ( 24 ـ 50 : 54 ) .
إن واقع إعلام الطفل العربي ليس على المستوى الذي يمكنه من القيام بدوره في تربية وإعداد الطفل العربي ، وتثقيفه ، وإن خطورة التقصير في وسائل الإعلام العربية تجاه الطفل العربي تكمن في أنها تفتح الباب أمام وسائل الإعلام والثقافة الغربية التي تغزو مجال إعلام الطفل العربي ، مما يكون له أسوأ الأثر في تشكيل شخصية الأطفال العرب وقيامهم وعقيدتهم .
إذا كان ذلك واقع المؤسسات التربوية المنوطة بتربية الطفل العربي في مرحلة ما قبل المدرسة ، فإن ذلك سوف ينعكس بصورة أو بأخرى على كفاءتها في تأدية وظائفها تجاه الطفل العربي وهذا ما سوف تكشف عنه الدراسة الميدانية .

مؤسسات تربية طفل
ما قبل المدرسة وواقعها في الوطن العربي
مـدخل :
إن الاهتمام بالطفولة ، هو اهتمام بالحاضر والمستقبل معاً وتعتبر مرحلة السنوات الخمس الأولى من أهم المراحل في حياة الإنسان ، فالمجتمع الواعي هو الذي يعرف ويقدر مدى أهمية مرحلة الطفولة ، ولذلك يوليها من العناية والرعاية والاهتمام أكثر مما يولي أية مرحلة أخرى ـ وتحتل مرحلة السنوات الخمس الأولى في حياة الطفل اهتمام معظم الدارسين والباحثين في مجال الطفولة لأن خبرات سنوات العمر الأولى من الحياة لها أهمية كبرى في تشكيل النمو في المستقبل ، ودعا هذا الأساس السيكولوجي إلى جانب الأسس الاقتصادية والسياسية كثيراً من الجماعات في الدول الراقية إلى الضغط على الحكومات لجعل التعليم للأطفال في سن ما قبل المدرسة شيئاً رسمياً ( 12 ـ 136 ) وفي هذه المرحلة تتشكل شخصية الإنسان لأنها \"تعد تكملة لمرحلة الجنين وامتداداً لها ولذلك فهي مرحلة قبلية لما يتلوها من مراحل النمو ، أو بالأحرى هي أول المراحل وبدايتها ، وبناء على ذلك تكون الأساس الذي ترتكز عليه حياة الفرد من المهد إلى أن يصير كهلاً \" ( 21 ـ 92 ) .
إن الاهتمام بالطفولة ليس وليد اليوم ، فإن المجتمعات على مر العصور اهتمت بتربية الأطفال ورعايتهم وصون حقوقهم ، وتحفظ آثار القدماء ما يشير إلى ذلك .
ـ ففي قانون حامورابي تنص المادتين 14 ، 19 على أنه إذا كان الابن طفلاً فإن ثلث الحقل أو البستان سوف يعطى لأمه من أجله وأمه سوف تقوم بتربيته ، وينص القانون على أنه إذا اختطف رجل طفلا (ابن) رجل سوف يقتل (2 ـ 2) .
ـ أما في مصر القديمة نجد فقي نصائح الحكيم المصري القديم ( يتاح حتب) بشأن تربية الأطفال إذ يقول \" إذا نضجت وكونت داراً وأنجبت ولداً من نعمة الإله .. واستقام لك هذا الولد ووعي تعاليمه فالتمس له الخير كله وتحرى كل شيء من أجله..فإنه ولدك،وفلذة كبدك ولا تصرف عنه نفسك \" ( 8 ـ 16 ).
ـ أما في شبه الجزيرة العربية فقد اهتم العرب بأطفالهم وكانت الأم تقوم بتربية أطفالها بحنان ، ويرسل أبناء الأغنياء إلى البادية لينشئوا في رعاية مرضعات من البادية ليتعلموا اللغة ويشبوا على الفصاحة والشجاعة، ويركز العربي على تعليم أطفاله منذ الصغر ، فالطفل لديهم ليس كماً مهملاً وعلى حد قول عمرو بن كلثوم :
إذا بلغ الفطام لنا صبياً تخر له الجبابر ساجدين (8 ـ 59،60)
ولقد عني الإسلام بالطفولة عناية خاصة \"فإذا كان العالم يفخر بأن أول إقرار لحقوق الطفل يرجع إلى عام 1924 وما تلاه ذلك في أعوام 1948 ، 1959 ، 1979 من تأكيد لحقوق الطفل فإن الوطن العربي يجب أن يفخر بما كان له من سبق في مجال حقوق الطفل فقد جاء الإسلام الحنيف منذ ما يزيد على ألف وأربعمائة سنة ليقرر حقوق الطفل ، قال تعالى ] قد خسر الذين قتلوا أولادهم سفهاً بغير علم [ سورة الأنعام / 140 \" ( 24 ـ 21 ) ، كما أمن الإسلام للطفل الغذاء والرعاية فأمر الأمهات أن يرضعن الطفل حولين كاملين قال تعالى ] والوالدات يرضعن أولادهن حولين كاملين لمن أراد أن يتم الرضاعة [ (سورة البقرة آية 233) وأمر الآباء برعاية الأطفال والإنفاق عليهم .
ونظراً لأهمية هذه المرحلة تتوالى مؤسسات تربوية عديدة مسئولية تربية الطفل في هذه المرحلة ومن أهمها الأسرة ودور الحضانة ورياض الأطفال ووسائل الإعلام ، وسوف يتناول الباحث دور كل مؤسسة من هذه المؤسسات في تربية طفل ما قبل المدرسة والواقع الفعلي لكل منها في الوطن العربي ، باكتشاف المعوقات التي تعوق هذه المؤسسة عن تأدية دورها في تربية الطفل العربي .
أولاً : الأسرة
الأسرة أول المؤسسة يتعامل معها الطفل من مؤسسات المجتمع ، وهي البيئة الثقافية التي يكتسب منها الطفل لغته وقيمه ، وتؤثر في تكوينه الجسمي والنفسي والاجتماعي والعقائدي ، فالأسرة مسئولة عن حفظ النوع الإنساني ، وتوفير الأمن والطمأنينة للطفل ، وتنشئته تنشئة ثقافية تتلاءم مع مجتمعه وتحقق له التكييف الاجتماعي ، \" وفي الأسرة يكتسب الطفل أولى خبراته الصوتية ويدرك كذلك بعض الشيء لكلمات والأصوات ، ويبدأ في إدراك وجود علاقة جسمية بين ما يسمعه من أصوات مختلفة وبين بعض الظروف والمواقف في البيئة التي يعيش فيها \" (13 ـ 91 ).
وتقوم الأسرة بغرس آداب السلوك المرغوب فيه وتعويد الطفل على السلوك وفق أخلاقيات المجتمع ، أي أن الأسرة تقوم بعملية التطبع الاجتماعي للطفل باعتبارها ـ كمؤسسة اجتماعية ـ تمثل الجماعة الأولى للفرد ، فهي أول جماعة يعيش فيها الطفل ويشعر بالانتماء إليها وبذلك يكتسب أول عضوية له في جماعة يتعلم فيها كيف يتعامل مع الآخرين في سعيه لإشباع حاجاته وتحقيق مصالحه من خلال تفاعله مع أعضائها \" (27 ـ 185 ) وإن دور الأسرة في التربية بصفة عامة وفي تربية طفل مرحلة ما قبل المدرسة بصفة خاصة لا يماثله دور أي مؤسسة تربوية أخرى لما لها من أثر \" في تشكيل شخصية الفرد تشكيلاً يبقى معه بعد ذلك بشكل من الأشكال ، ويرى علماء النفس والتربية أن مرحلة الطفولة المبكرة من أهم مراحل حياة الإنسان ، إذا تعتمد عليها مراحل النمو التالية في حياته ، بل إن بعض المربيين يرى أن أثر الأسرة ترجح كفته عن أثر عوامل التربية الأخرى في المجتمع ، وأن آثارها تتوقف على الأسرة فبصلاح الأسرة تصلح آثار العوامل والوسائط التربوية الأخرى وبفسادها وانحرافها تذهب مجهودات المؤسسات الأخرى هباء \"( 26 ـ 71 ) ، فهل واقع لأسرة العربية الحالي يساعدها على القيام بمهمة تربية طفل مرحلة ما قبل المدرسة تربية سليمة ؟
الأسرة العربية واقعها ـ مشكلاتها :
لحق بالأسرة العربية كثير من التغيرات ، فاختفت الأسرة الكبيرة التي تضم الجد والجدة والأبناء والأحفاد ، وحل محلها الأسرة النووية التي تضم الأرض والأم والأبناء غير المتزوجين ، كما أثرت التغيرات الاقتصادية على العلاقات الأسرية في المنطقة العربية ، \" وتشهد هذه العلاقات تغييراً سريعاً في وقتنا الحاضر . وإن مظاهر التنمية الاقتصادية ، وتسارع الهجرة من الريف إلى المدينة ، وتعاظم دور وسائل الاقتصاد الحديثة ، أدى إلى تغير أساسي في البنية الاجتماعية والاقتصادية التي ارتكزت عليها الأسرة العربية منذ قرون طويلة ، ولابد وأن تنعكس هذه التغيرات على تنشئة الطفل وعلاقته بالأسرة وعلى طريقة التعامل معه \" ( 18 ـ 153 ) ، فالأسرة اليمنية قد أصابها التغيير نتيجة للتحولات الاقتصادية والاجتماعية فإن \" تحول المجتمع اليميني منذ عام 1962 وكذلك الظروف الجديدة الي أحاطت بالأسرة أديا إلى أن تشهد البيئة الأسرية بعض الظواهر الجديدة وخاصة فيما يتعلق بشكل الأسرة من حيث الحجم والتكوين ، وفيما يتعلق بشكل العلاقات الاجتماعية في الأسرة وأنماطها ولكن من جانب آخر يمكن القول بأن الأسرة اليمنية تعيش اليوم حالة من الاستمرار والتغير في آن واحد ، رغم تأثرها بمختلف التحولات المجتمعية إلا أنه لا يزال يعيش في جنباتها الكثير من ملامح الحياة القديمة التقليدية ولن تتخلص من مظاهر التخلف فكثير من الأسر لا تزال باقية على جوانب من الموروثات التي لم تعد ممكنة أو مسايرة لروح العصر \" ( 28 ـ 9 ) ، هذه صورة من صور التخبط التي تعيشها الأسرة العربية ، فهي تعيش حالة إقدام وإحجام في آن واحد للأخذ بأسباب الحياة الاجتماعية الحديثة ، إضافة إلى هذه الحالة من الاضطراب التي لا تقتصر على الأسرة اليمنية فحسب بل تشاركها فيها كثير من الأسر في الأقطار العربية ، تعاني الأسرة العربية كثيراً من المشكلات التي تعوقها عن تأدية دورها التربوي تجاه الطفل ومنها:
1 ـ ثقافة الأم التربوية :
تعتبر تربية الأطفال مسئولية مشتركة بين الأم والأب ، ولكن الأم تضطلع بالنصيب الأوفر من هذه المسئولية ، والتي تبدأ قبل ميلاد الطفل ، بل تتجاوز ذلك إلى ما قبل الزواج ، فإن الحالة الصحية والنفسية للأم والتي تتشكل قبل الزواج لها أثرها على تربية الطفل ، وكذلك مستوى ثقافة الأم المتصل بجانب الأمومة وتربية الأطفال يتصل بشكل مباشر بتربية الطفل ، ثم مرحلة الجنين وهي من المراحل الهامة في حياة الطفل ، وقد ثبت بأن الجنين يفهم ويتعلم وهو في بطن أمه ، \"يؤكد أحد علماء النفس الإنجليز أنه اكتشف في مستشفى للولادة أن الجنين يصاب بالزعر إذا استمعت الأم إلى موسيقى يكرهها ” موسيقى الروك ” تجعله يرفض احتجاجاً ..أما الموسيقى الكلاسيك فتجعله كرائد فضاء يسبح طافياً بسلاسة في أرجاء البطن كأنما يسعى لمزيد من الالتقاط \" ( 23 ـ 20 ) .
ثم بعد ذلك تأتي مرحلة ما بعد الولادة ، وتصبح الأم مسئولة من اللحظة الأولى لميلاد الطفل عن إشباع حاجاته إلى الغذاء والنظافة والحنان ، وتوفير الأمان لهذا الوليد \" وتعد علاقة الطفل بأمه أبعد العلاقات أثراً في تكوين الشخصية إذ تبدأ حياة الطفل بعلاقات بيولوجية تربطه بأمه ، تقوم في جوهرها على إشباع الحاجات العضوية كالطعام والنوم والدفء ، ثم تتطور هذه العلاقات إلى علاقات نفسية قوية وتوفر له الحب والحنان \" ( 5 ـ 82 ) ، ورغم ذلك فإن كافة المؤسسات التربوية في الوطن العربي لم تهتم بتقديم الثقافة النسوية للفتاة العربية ، وأصبحت الأمهات خاليات تماما من فنون الأمومة وبخاصة بعد أن خرجت المرأة العربية لمجال العمل وأوكلت تربية أطفالها للجدات ، والمربيات ، ودور الحضانة . بالإضافة إلى انتشار الأمية بين الأمهات في مناطق كثيرة من الوطن العربي ، مما يعوق معرفتهم لأبسط قواعد تربية الأطفال والمحافظة على سلامتهم .
ونتيجة لقصور ثقافة الأم في مجال رعاية الأطفال نجد الكثير من الآثار السلبية على الأطفال ، صحياً ، فالأم لا تدري قواعد الصحة وتغذية الأطفال مما يتسبب في انتشار أمراض سوء التغذية وتشير دراسة أجريت في البحرين \"أن الأطفال من سن 6 : 24 شهراً الذين كانوا ضحايا نقص التغذية الشديد بلغت نسبتهم 10 % أما الهزال فأكثر ما يكون انتشاراً خلال السنة الثالثة من العمر إذ يصل إلى 23 % \" (24 ـ 29 ) وكذلك انتشار أمراض الإسهال والدفتيريا والحصبة بين الأطفال ، وذلك لأن الأم نظراً لقصور ثقافتها تلجأ إلى الطرائق البدائية في التعامل مع هذه الأمراض ناهيك عن ما يتعرض له الطفل من سوء صحته النفسية كنتيجة للممارسات التربوية الخاطئة .
2 ـ الممارسات الخاطئة في تربية الطفل :
تنتهج بعض الأسر العربية بعض الممارسات في تربية أطفالهم ، وهم يعتقدون أن هذه الأساليب سوف تساعد في تربية الأطفال ، ولكن هذه الأساليب غير التربوية يكون لها أسوأ الأثر على الطفل وأن اتباع مثل هذه الأساليب إن دل على شيء ، إنما يدل على قصور في الثقافة التربوية للأسرة العربية ، من الأساليب الخاطئة .
أ ـ التدليل والحماية الزائدة :
تلجأ الأسر إلى الإسراف في تدليل أطفالها ، والخوف عليهم ، بقصد حمايتهم إلى أن يصل الأمر إلى تقييد حرية الأطفال ، ومنعهم من ممارسة حياتهم العادية ، \" وإنه حينما يعمد الوالدان إلى إظهار الكثير من مظاهر الجزع والقلق واللهفة حول صحة الطفل وحياته ومستقبله ، فإن هذا المسلك نفسه قد يتسبب في توليد عقدة الخوف والقلق وعدم الطمأنينة في نفس الطفل \" ( 11 ـ 40 ) أي أن الأسرة تخفق في تأدية أهم وظائفها تجاه الطفل ، وهي إشعاره بالطمأنينة والأمان وترسب في نفسه عقدة الخوف أي أنها تخلق منه شخصية غير سوية .
ب ـ الإهمال والقسوة الزائدة :
على النقيض نرى بعض الأسر تسرف في القسوة والشدة مع أطفالها اعتقاداً منها بأن ذلك سوف يسهم في تربيتهم وتوجيههم إلى الطريق الصواب ، ودائماً يصاحب القسوة في تربية الأبناء ، إهمال متطلبات وحاجات الأطفال ، ويظن الأهل أن الحرمان وسيلة تربوية كما أن هناك بعض الأسر التي تهمل توجيه أطفالها تماماً . اعتقاداً منها بأن الطفل في مرحلة الخمس سنوات الأولى لا يحتاج إلى توجيه ويعتبرونها مرحلة لا تأثير لها على الطفل لأنه مازال صغيراً ، ولا يدرك .
جـ ـ التفرقة في المعاملة :
يلاحظ في بعض المناطق العربية التفرقة في المعاملة ، ما بين الأبناء كتفضيل الأكبر على الأصغر ، أو الذكر على الأنثى ، \" وإن اختلاف معاملة كل من الوالدين للطفل من حنو زائد على أحدهما إلى قسوة صارمة على الآخر أو بتفضيل الذكر على الأنثى ، مما لا شك فيه أن هذا الاختلاف في المعاملة يجعل الأطفال يشعرون بعدم الإحساس بالأمن ويتولد لديهم الإحساس بالقلق النفسي ، والاكتئاب،وأخيراً في بعض الأحيان يؤدي إلى الانحراف بالسلوك\"(22 ـ 106)
فإن أساليب التربية الخاطئة التي يتبعها الأب والأم في تربية الأطفال يكون لها أسوأ الأثر على سلامة الأطفال النفسية مما يؤثر في شخصيتهم ، \" ولقد أظهرت التجارب أن سلوك الآباء والأمهات نحو أبنائهم ـ خصوصاً في السنوات الخمس الأولى من حياة أطفالهم ـ قد يكون السبب المباشر أو غير المباشر في اضطراب شخصية الطفل أو إصابته ببعض العقد النفسية \" ( 11 ـ 34 ) .

3 ـ المربيات الأجنبيات :
من الظواهر التي شغلت بال رجال التربية في الفترة الأخيرة هي مشكلة ازدياد عدد المربيات الأجنبيات في دول الخليج العربي ، خاصة وأنهن يحملن ثقافة وعادات وتقاليد وعقائد تختلف عن محتوى الثقافة العربية ، ويؤثر ذلك على الأطفال الذين يعهد إليهن بتربيتهم ومن الآثار والمشكلات الناجمة عن استخدام المربيات الأجنبيات على التنشئة الاجتماعية للطفل العربي .

* المشكلة الأولى \" الأساليب التربوية الخاطئة \" :
المربيات الأجنبيات يستخدمن أساليب تربوية خاطئة مع الأطفال ، وذلك لأنهن غير تربويات ، بل إن معظمهن لم يحصلن على أي قدر من التعليم ، أشارت نتائج أحد البحوث الميدانية إلى أن العلاقة الحميمة بين المربيات والأطفال ترجع إلى وجود بعض الأساليب التربوية الخاطئة لدى المربية مثل التساهل والتراخي ، والحنان المفرط ، والتكتم على تصرفات الأطفال ( 1 ـ 83 ) .
* المشكلة الثانية ( الآثار النفسية السيئة ) :
إن علاقة الطفل بالمربية وقيامها بكل ما يلزم الطفل ، يجعل الأم غير مألوفة للطفل وتكون المربية أكثر ألفة بالنسبة له ، مما \" ينمي لديه اتجاهات وأنماط سلبية نحو الأمومة،وقد يؤدي إلى فقدان في توازنه النفسي،فيشعر باغتراب\"(1 ـ 84).
* المشكلة الثالثة ( تأثر اللغة والثقافة )
المشكلة الثالثة أو الخطورة الثالثة ، تتصل بالمكونات الثقافية ورمز من رموز القومية العربية ، ألا وهي اللغة العربية فإن \" الثقافة هي نتاج اللغة ، والإنسان هو الكائن الوحيد القادر على الاتصال عن طريق رموز يستطيع بها الحفاظ على تراثه وتوصيله إلى الأشياء الجديدة ، وعن طريق هذه اللغة يصبح الإنسان قادراً على البناء مع الماضي \" ( 17 ـ 253 ) أي أن صلة الإنسان بتراثه تتم عبر اللغة ، وكان العرب قديماً يرسلون أطفالهم إلى البادية وذلك بهدف تقويم لغتهم ، حتى يشبوا على نطق اللغة الصحيحة أما اليوم يتركوا لمربيات أجنبيات لهن لغتهن الغريبة مما يؤثر على لغة الطفل ، في دراسة خليجية تأكد أن \"25 % من أطفال العينة في المرحلة الأولى يقلدون المربيات في اللهجة ، وأن أكثر من 40 % منهم تشوب لغتهم لكنة أجنبية \" ( 1 ـ 61 ) .
وسوف تتأثر ثقافة الطفل تبعاً لتأثير لغته بثقافة المربية الأجنبية،وسوف يعوق ذلك التنشئة الاجتماعية للطفل والتي تستهدف نقل تراث المجتمع إلى الطفل.
* المشكلة الرابعة ( تأثير العقيدة والقيم )
حيث إن العربية تكون أقرب للطفل في مرحلة السنوات الخمس الأولى من حياته فإنها سوف تصبح أهم مصدر من مصادر معرفته ، بل ويصبح لها التأثير الأكبر على قيمه وعقيدته ، وإذا كانت نتائج الدراسة الميدانية التي أجريت في دول الخليج أوضحت \" أن المعتقدات الدينية للمربيات الأجنبيات يمكن ترتيبها على الوجه التالي : المسيحية ، والبوذية ، والهندوسية ، وأخيراً الإسلامية ، مما يترتب عليه آثار سلبية للجانب الديني من التنشئة الاجتماعية للأطفال\"(1ـ63) كما أشارت نتائج الدراسات الميدانية القطرية إلى \" أن المجتمعات التي ينتمي إليها6 ,85 % من المربيات تحبذ ممارسة الحب والعلاقات العاطفية والجنس قبل الزواج \" (16 ـ 84) ، وإنه لا يمكن بحال من الأحوال ينتظر من هذه المربية أن تنشئ طفلاً متمسكاً بأداء الشعائر الدينية أو ملتزماً بالقيم الإسلامية .
ثانياً : دور الحضانة ورياض الأطفال :
لم تعد الأسرة المؤسسة الاجتماعية الوحيدة التي تتولى تربية الطفل العربي فبعد أن خرجت المرأة للعمل ، أصبحت دور الحضانة ورياض الأطفال ضرورة اجتماعية ، فضلاً عن كونها ضرورة تربوية ، وتؤدي الحاضنة دوراً رئيساً في تشكيل شخصية الطفل وتنمية قدراته ، وخاصة وأن هذه الدور تتولى رعاية أطفال ما قبل المدرسة أي أن دور الحضانة هي تلك المؤسسة التربوية التي يلحق بها الأطفال في الخمس سنوات الأولى من عمرهم وقد تسمى مدارس الحضانة \" أو بيوت الأطفال أو رياض الأطفال أو دور حضانة أو مركز حضانة \" \"فلقد أنشأت أو هذه المؤسسات في عام 1769م عندما أنشأ ”جون فردريك ” Jon Friedrich \" وكان قسيساً بروتستنتيا أول حضانة للأطفال تقع بين الألزاس واللورين ، وكان سبب افتتاح الدار هو أن حرب الثلاثين سنة في أوربا ، قد تسببت في زيادة فقر المنطقة لدرجة جعلت عدد من المصلحين الاجتماعيين يحاولن مساعدة سكانها (19 ـ 171 ) .
وفي عام 1840 افتتح فروبل \" Frobel\" أو مدرسة للأطفال وأسماها روضة الأطفال ولم يحن عام 1848إلا وقد افتتح فروبل ست عشرة روضة للأطفال في أنحاء ألمانيا أما سبب تسميته لمدارس الأطفال \" برياض الأطفال \" فإن ذلك يرجع إلى اعتبار مدرسة الطفولة هذه كروضة ينمو فيها الأطفال كما تنمو النباتات في البساتين ( 19 ـ 185 ) .
أهداف دور الحضانة ورياض الأطفال :
إن دور الحضانة تهدف إلى تنشئة الطفل ورعايته ، وهي مؤسسة من المؤسسات التي أقامها المجتمع ، لرعاية أطفاله \" وتعمل رياض الأطفال على توجيه الأطفال وإكسابهم العادات السلوكية التي تتفق مع قيم وعادات وتقاليد المجتمع الذي ينتمون إليه وتنمية ميول الأطفال واكتشاف قدراتهم والعمل على تنميتها بما يتفق وحاجات المجتمع \" ( 3 ـ 61 ) .
وتسعى رياض الأطفال إلى تحقيق بعض الأهداف الذهنية واللغوية والانفعالية والحس حركية ، ولهذا \" ترتكز فلسفة رياض الأطفال على إتاحة الفرصة أن ينمي قدراته الذاتية وسلوكه الاجتماعي بواسطة بعض الأنشطة والفعاليات من خلال توجيه تربوي ينم عن دراسة وتأهيل عملي جيد \" ( 7 ـ 31 ) ، وقد تناول علماء النفس والتربية تحديد الأهداف والفعاليات التي يجب أن تعمل في ضوئها وتقوم بها،حددت(عواطف إبراهيم)بعض أهداف دور الحضانة ورياض الأطفال فيما يلي : (17 ـ 121، 122 ) .
* تركيز اهتمامها على نشاط الطفل و الحس حركي كمنطلق لكل تعلم ، إذ يتبين عن هذا النشاط تكوين الطفل مدركات وصور عقلية عن الأشياء التي يتعامل معها في بيئته .
* تنمي الطفل اجتماعياً من خلال إعدادها لنشاط جماعي مترابط ينظم على شكل وحدات تعليمية تقوم على اهتمامات الأطفال .
* تنمية فردية الطفل من خلال تطبيقها الأسس السيكولوجية للتعليم
* تنمية تفكير الطفل الابتكاري .
ويحدد كل قطر عربي أهدافاً لرياض الأطفال ، وإن كانت هذه الأهداف تتشابه إلى درجة كبيرة بين أقطار الوطن العربي ، ففي مصر حددت وزارة التربية والتعليم أهداف رياض الأطفال بالقرار الوزاري رقم ( 154 ) لسنة 1988 على الوجه التالي : تهدف رياض الأطفال إلى مساعدة أطفال ما قبل المدرسة على تحقيق الأهداف التربوية التالية :
ـ التنمية الشاملة والمتكاملة لكل طفل في المجالات العقلية والجسمية والحركية والانفعالية والاجتماعية والخلقية ، مع الأخذ بعين الاعتبار الفروق الفردية في القدرات والاستعدادات والمستويات النمائية .
ـ إكساب الأطفال المفاهيم والمهارات الأساسية لكل من اللغة العربية والعلوم والفنون والموسيقى والتربية الحركية والصحة العامة والنواحي الاجتماعية.
ـ التنشئة الاجتماعية السليمة في ظل المجتمع ومبادئه .
ـ تلبية حاجات ومطالب النمو الخاصة لهذه المرحلة من العمر ، لتمكين الطفل من أن يحقق ذاته ومساعدته على تكوين الشخصية السوية القادرة على تلبية مطالب المجتمع وطموحاته .
ـ الانتقال التدريجي من جو الأسرة إلى المدرسة بكل ما يتطلبه ذلك من تعود على نظام وتكوين علاقات إنسانية مع المعلمة والزملاء وممارسة أنشطة التعلم التي تتفق واهتمامات الطفل ومعدلات نموه في شتى المجالات.
تهيئة الطفل للتعليم النظامي بمرحلة التعليم الأساسي ( 29 ـ 69،70 ) .
كذلك فإن رياض الأطفال في منطقة الخليج العربي تسعى إلى تحقيق الأهداف التالية :
ـ الخروج بالطفل من بيت الأسرة إلى محيط أكبر اتصالاً بالأفراد وذلك لإتاحة الفرصة له للتعرف على أطفال الحي الذي يعيش فيه ، ومن ثم تطوير حلقة معارفه وتكوين الصداقات التي تخلق لديه الشعور بضروريته الاجتماعية والتعامل مع الآخرين .
ـ توسيع مدارك الطفل الخليجي في بعض الجوانب التي قد لا تتاح له معرفتها في البيت .
ـ تعمل الروضة على صهر الطفل في بوتقة اجتماعية مع الأطفال الآخرين .
ـ أن يتعلم الانضباط لأنه أمر أساسي لطفل الخليج مما يخلق منه مواطناً ملتزماً بواجباته ومؤدياً لها على أحسن وجه ممكن .
ـ غرس الأخلاق الحميدة وتقليد المبادئ الإسلامية الأساسية . (7ـ 48 ) ، ولكن هل استطاعت دور الحضانة ورياض الأطفال في الوطن العربي تحقيق أهدافها وتربية طفل ما قبل المدرسة ؟ .
واقع دور الحضانة ورياض الأطفال في الوطن العربي :
إن الإجابة عن السؤال السابق تستلزم عرض الجوانب المختلفة لرياض الأطفال من ناحية مدى كفايتها ، وقدرتها على الاستيعاب لأطفال مرحلة الطفولة المبكرة ، وصلاحية المباني ، وتوعية المعلمات .
أ ـ كفايتها :
إن عدد دور الرياض في الوطن العربي ، لا بد وأن يتناسب مع عدد الأطفال في مرحلة الطفولة المبكرة ، كما أن توزيعها يجب أن يكون عادلاً، أي لا تحرم منطقة في مقابل أن تتوافر دور الرياض في منطقة أخرى، مثل أن تتركز دور الحضانة والرياض في المدن ، في الوقت الذي لا توجد أي دور حضانة في الريف .
وليس هناك إحصاء وثيق وشامل وحديث لرياض الأطفال في الأقطار العربية إلا أنه من خلال إحدى الدراسات تبين \"أن عدد الرياض المتوفرة في (11) قطراً عربياً يبلغ (3743) روضة وذلك بمعدل (340) روضة في القطر الواحد أما عدد الأطفال الذين يؤمون هذه الرياض المتوافرة في ( 11 ) قطر فإن عددهم يبلغ ( 449754 ) طفلاً \"
( 15 ـ 68).
في دراسة أجراها المجلس العربي للطفولة والتنمية عام 1989. في (18) دولة عربية توصلت إلى النتائج التالية ، إن عدد رياض الأطفال المتواجدة في عدد ( 18 ) دولة عربية بلـغ ( 4848 ) أي بمـا يعادل ( 33 ,269 ) روضة في القطر الواحد ، ويلاحظ أن عدد (6) أقطار يتراوح عدد الروضات فيها من (50) فأقل ، وعدد واحد قطر يتراوح عدد الروضات فيه أكثر من (50) وأقل من (100) ، وعدد (2) قطر أكثر من (100) وأقل من (200) وعدد واحد قطر أكثر من (300) وأقل من (400) ، وعدد (2) قطر أكثر من (400) أقل (500) وعدد واحد قطر أكثر من (500) وأقل من (600) وعدد قطر واحد أكثر من (600) وأقل من (700) وعدد (2) قطر أكثر من (800) وأقل من (1000) وعدد (2) قطر لا توجد بها رياض أطفال ، وتدل هذه النتائج على عدم توازن عدد الروضات بالنسبة للأطفال ، كما تدل على ضعف انتشار فكرة الرياض في بعض الدول العربية بالرغم من الحاجة الشديدة إلى وجودها (4 ـ 5 : 9 ) وهذا يعني أن عدد دور الحضانة في الوطن العربي لا تكفي أطفال سن ما قبل المدرسة ، ولا تستوعبهم .

ب ـ المباني :
إن هناك شروطاً ينبغي توافرها في روضة الأطفال حيث تسمح للطفل بممارسة الأنشطة التي تكفل تحقيق متطلبات نموه ، كما أن تكون هذه المباني ذات مواصفات خاصة كالبعد عن مناطق الخطر والإزعاج وتراعى فيها القواعد الصحية .
ومن الشروط أن تكون قريبة من مسكن الأطفال ، بألا يبعد الدار عن مسكن الطفل أكثر من 300 متراً ، وأن تكون الروضة في منطقة صحية تتميز بالهواء النقي والشمس الساطعة ، وأن يكون المظهر العام للروضة بهياً وجذاباً ، وأن يحيط بها سور ذو ارتفاع متوسط لحماية الأطفال دون أن يحجب الرؤية للبيئة المحيطة ، أن تؤثث غرف النشاط من مناطق متعددة كل منها مجهز لأدوات وخامات تختص بمجال معين من التعليم ، تتيح القاعة ركناً هادئاً يتسنى للأطفال الراحة والاسترخاء ، أن تشمل الروضة على ساحة للعب. (16ـ 10 : 14).
ولكن معظم الدراسات التي أجريت في هذا المجال في كثير من الأقطار العربية أثبتت أن معظم مباني رياض الأطفال غير مطابقة للمواصفات الخاصة بها . \"وأن البنايات المعدة خصيصاً لاحتضان رياض الأطفال لا تشكل إلا نسبة ضئيلة من البنايات المتوافرة في الأقطار العربية ، والتي أقل ما يقال فيها لا تعدو أن تكون مساكن عادية يدخل عليها أحياناً بعض التحويرات ، ولا تستجيب في جل الحالات إلى متطلبات نمو الطفل وحاجاته المختلفة الصحية منها والتربوية والترفيهية \" (15 ـ 73 ).
جـ ــ معلمات رياض الأطفال :
إن المعلمة هي حجر الزاوية في روضة الأطفال ، فإذا تم تجهيز أفضل المباني وبأفضل الأدوات والأجهزة ، وتم إعداد أفضل المناهج ، ولا توجد المعلمة التربوية القادرة على استغلال هذه الإمكانات وتدريس هذه المناهج سوف تعجز هذه الدور عن أداء مهمتها . وهذا يتوقف على إعداد المعلمة ، فالمعلمة في رياض الأطفال ينبغي إعدادها الإعداد الأمثل \" لأن العمل مع الأطفال في دور الحضانة عمل فني ويلقي مسئولية عظيمة على المعلمة من ناحية نمو الطفل نمواً شاملاً صحياً وعقلياً واجتماعياً فشخصية الطفل كل متكامل ، ومهمة المعلمة العناية بهذا كله وتنميته ، وبذلك فإن وظيفتها ذات أبعاد متعددة\" (21 ـ 106 ).
أما بالنسبة لواقع معلمات رياض الأطفال في الوطن العربي وتأهيلهم، فإن معظمهن غير تربويات أو مؤهلات للعمل برياض الأطفال ، رغم أن بعض الأقطار العربية لجأت إلى إنشاء معاهد وكليات متخصصة في إعداد معلمات رياض الأطفال ، لكنها حتى الآن غير كافية لتخريج العدد المناسب لاحتياجات الطفولة العربية .
إن المعلمات اللائي يعملن في دور الحضانة ورياض الأطفال في الوطن العربي تشير الدراسات إلى ضعف مستوياتهن التعليمية ، ففي دراسة قام بها المجلس العربي للطفولة والتنمية في 18 قطر عربي وتتوافر بيانات لها في 12 قطر كانت نسب المعلمات الحاصلات على مؤهلات عليا 26,83 % أما المؤهلات المتوسطة فكانت نسبتها 41,22 % أما المؤهلات أقل من المتوسطة 31,16 % (*) وبذلك يكون ترتيب المؤهلات لمعلمات دور الحضانة ورياض الأطفال تحتل الحاصلات على مؤهلات متوسطة المركز الأول ، وغالباً ما يكن غير تربويات ، وتليها نسبة الحاصلات على مؤهلات أقل من متوسطة ، ثم تأتي نسبة الحاصلات على مؤهلات عليا في الترتيب الثالث بما يدل على عدم العناية بإعداد معلمات رياض الأطفال في الوطن العربي .
ويتضح من العرض السابق أن هناك قصوراً شديداً في الجوانب التي تناولتها الدراسة بالنسبة لرياض الأطفال،وأشارت دراسات أخرى إلى قصور في التشريعات الخاصة برياض الأطفال،ومناهجها،والإدارة والتمويل،وكل ما انتهت إليه الدراسة الحالية والدراسات السابقة يدل على عدم كفاءة وفاعلية دور الحضانة ورياض الأطفال كمؤسسة من مؤسسات تربية طفل ما قبل المدرسة في الوطن العربي في القيام بدورها في إعداد وتربية الطفل العربي .
ثالثاً : وسائل إعلام الطفل
لا يمكن بأي حال من الأحوال تجاهل أثر وسائل الإعلام على سلوكيات وقيم أفراد المجتمع ، وتشكيل شخصياتهم ، ولقد زادت أهميتها في العصر الحديث بعد ما بلغته من التطور ، أما بالنسبة لعلاقة الطفل بهذه الوسائل فإن وسائل الإعلام مقروءة أو مسموعة أو مرئية تعمل على جذب انتباه الطفل ، وإثارة اهتمامه باستخدام ما يتاح لها من تقنيات حديثة ، ويزيد من تأثير الوسائل الإعلامية بتربية الأطفال ما تقدمه هذه الوسائل من مواد درامية يكون لها تأثيرها المباشر والفعال في تشكيل سلوك الأطفال وقيمهم ، أي أن هذه الوسائل تؤدي دوراً هاماً في حياة الطفل ويؤكد \" دورز \" على هذه الأهمية حيث يرى أن وسائل الإعلام فعالة جداً ولها تأثيرها على الأطفال حتى وإن لم يكن لهم معرفة سابقة بالقضايا التي تثيرها هذه الوسائل ( 36 ـ 54 ) وكل وسائل إعلام الطفل من صحف ومجلات وإذاعة وتلفاز ومسرح وسينما لها دورها في تربية وإعداد الطفل العربي ، ولكن ما واقع هذه الوسائل في الوطن العربي.

واقع وسائل إعلام الطفل العربي
\" إن واقع وسائل اتصال الأطفال العربية سيئ للغاية ، وهو يهدد بتشويه مدمر للبناء الثقافي لأطفالنا ، وباستثناء بعض الطفرات النوعية التي حدثت في بعض وسائل الاتصال ، فإن أداء هذه الوسائل يعاني من التخلف والتقصير والتخبط المثير الذي لا يليق بأمة لها ثقافتها الذاتية المتميزة \" ( 25 ـ 136 ) ولإيضاح هذا الواقع فإنه بالنسبة لكتب الأطفال كان نصيب الطفل العربي ضئيل للغاية ففي عام الطفل 1979 ، بلغ نصيب الطفل في الاتحاد السوفيتى 7 ,4 كتاباً وفي الولايات المتحدة الأمريكية 9, 3 كتاباً وفي إنجلترا 6, 2 كتاباً في حين أن نصيب الطفل العربي لا يكاد يصل إلى \" نصف كلمة \" أما بالنسبة للإذاعة اتضح قلة الوقت المخصص لبرامج الأطفال ففي مصر مثلاً 1 % من إجمال الإرسال الإذاعي وفي قطر 9, % ، وسبب قلة البرامج الموجهة للأطفال ، أن ميزانية برامج الأطفال غير كافية ، مع عدم الاهتمام بتدريب العاملين في برامج الأطفال ، أما برامج التلفاز الموجهة للأطفال فإنها في بعض الدول لا تزيد عن برنامج واحد أو اثنين أسبوعياً في حين إنها في بعض الدول تصل إلى اكثر من (16) برنامجاً أسبوعياً ، وتعاني برامج الأطفال التلفازية من عدم كفاية الميزانيات المخصصة لهذه البرامج وعدم توفر الكتاب والمخرجين الأكفاء ، وعدم توفر الاستوديوهات الكافية والمجهزة ، وندرة برامج التدريب اللازمة لرفع مستوى الأداء بين العاملين في برامج الأطفال ، ضعف الإنتاج المحلي ، أما مسرح الأطفال فإن عدد المسارح قليل للغاية ولا تعمل هذه المسارح إلا في فترات معينة من العام ، وتتركز عادة في العاصمة ، أما سينما الأطفال لا يوجد سوى (4) دول عربية فقط هي التي تنتج أفلاماً للأطفال ( 24 ـ 50 : 54 ) .
إن واقع إعلام الطفل العربي ليس على المستوى الذي يمكنه من القيام بدوره في تربية وإعداد الطفل العربي ، وتثقيفه ، وإن خطورة التقصير في وسائل الإعلام العربية تجاه الطفل العربي تكمن في أنها تفتح الباب أمام وسائل الإعلام والثقافة الغربية التي تغزو مجال إعلام الطفل العربي ، مما يكون له أسوأ الأثر في تشكيل شخصية الأطفال العرب وقيامهم وعقيدتهم .
إذا كان ذلك واقع المؤسسات التربوية المنوطة بتربية الطفل العربي في مرحلة ما قبل المدرسة ، فإن ذلك سوف ينعكس بصورة أو بأخرى على كفاءتها في تأدية وظائفها تجاه الطفل العربي .
رؤية مستقبلية لمؤسسات تربية الطفل العربي
في مرحلة ما قبل المدرسة

إن التربية لا تقف عند حد تقييم الواقع ، إنما تقوم بتقييمه من أجل رسم صورة المستقبل بشكل أفضل ، فالتربية هي تربية من أجل المستقبل ، ولذلك فإن الدور الاستشرافي للتربية هو أهم أدوارها ، وفي هذه الدراسة تناول الباحث واقع مؤسسات تربية الطفل العربي في مرحلة ما قل المدرسة . بهدف التوصل إلى الصورة المأمولة التي ينبغي أن تكون عليها هذه المؤسسات من أجل تربية أفضل للطفل العربي ، ومستقبل أفضل للأمة العربية .
أولاً : الصورة المأمولة للأسرة العربية
إن الأسرة هي ذلك المحيط الاجتماعي ، الذي ينهل منه الطفل القيم والعادات والتقاليد ، ويكتسب منه اللغة والعقيدة والسلوك ، وهي أول جماعة يتفاعل معها الطفل، وتمثل بالنسبة له في سنوات العمر الأولى كل عالمه ، فإن صلحت صلح الطفل ، وإن فسدت فسد ، وينبغي الارتقاء بمستوى الأسرة الاقتصادي ، والاجتماعي والثقافي، والعمل على إزالة المعوقات التي تعوق الأسرة عن قيامها بدورها في تربية وإعداد أطفالها، ومن ثم تصبح بيئة صالحة لتربية أطفال أسوياء .
إن أولى الخطوات التي يجب اتخاذها من أجل تحقيق ذلك ، الاهتمام بالأم وثقافتها التربوية ؛ لأن للأم دورها الفعال في تربية الطفل وتنمية قدراته وهي التي تتحمل العبء الأكبر في تنشئة الطفل تنشئة اجتماعية في فترة طفولته المبكرة ، والاهتمام بالأم يأتي عن طريقين الطريق الأول هو الاهتمام بثقافة الأم التربوية ويتحقق ذلك بأن تشتمل المناهج والمقررات الدراسية لتعليم الفتاة في الوطن العربي على التربية الأسرية وتبدأ هذه المقررات من مراحل التعليم الإلزامية وتمتد إلى الجامعة ، مهما كان نوع التعليم الجامعي الذي تتلقاه الفتاة ، طب ، هندسة ، تجارة ، .. .. إلخ ، بأن تتضمن هذه المقررات التنشئة الاجتماعية والصحة النفسية للأطفال وأدب الأطفال ، وكتب الأطفال ، وعلم نفس النمو ، والاقتصاد المنزلي، وصحة الطفل .
ويكون اجتياز هذه المقررات شرطاً أساسياً للنجاح في المراحل الدراسية المختلفة .
وهناك رافد آخر من الروافد التي يمكن أن تقدم من خلالها الثقافة التربوية للمرأة العربية ، وهي وسائل الإعلام ، بأن تكون هناك صحف ومجلات متخصصة في تقديم الثقافة التربوية للمرأة بشكل دوري وجاد ، على أن لا تتحول هذه الصحف والمجلات إلى تقديم أحدث \"الموضات\" وتسريحات الشعر الأوربية .
كما أن الإذاعة والتلفاز يمكن أن يؤديا دوراً مهماً في تقديم هذه الثقافة ، خاصة وأن التلفاز قد دخل كل بيت في القرية أو المدينة ، وهذا يستلزم زيادة عدد ساعات برامج المرأة بحيث تكفي لتحقيق ما نصبوا إليه من أهداف تثقيف المرأة تربوياً ، وأن يقوم بإعداد وتقديم هذه البرامج مجموعة من المتخصصين المدربين تدريباً عالياً في مجال التربية الأسرية .
إضافة إلى ذلك تقوم الهيئات والمؤسسات المعنية بالأمومة والطفولة في الوطن العربي بإصدار كتب خاصة بالتربية الأسرية تقدم للمرأة العربية هذه الثقافة ، على أن تكون أثمان هذه الكتب في متناول كافة المستويات .
وإن هذا لا يتحقق إلا من خلال التنسيق بين كافة الأجهزة في شتى الأقطار العربية، والاستعانة بالخبرات المتخصصة في هذا المجال .
وإن هذا التصور المقترح لرفع مستوى الثقافة التربوية لدى المرأة العربية هو أول وأهم أركان خلق أسرة قادرة على تربية أطفالها تربية سوية .
أما الطريق الثاني في الاهتمام بالأم ، هو الاهتمام بصحتها ، المعروف صحياً أنه لضمان صحة الطفل لا بد وأن تكون الأم بصحة جيدة ، وأن تكون خالية من الأمراض الوراثية ، والتي يمكن أن تورثها لطفلها ، وتتطلب العناية بصحة الأم أن يجند المجتمع مؤسساته الطبية لرعاية الأم في مرحلة الحمل وأن تقوم مكاتب أسرية خاصة بدراسة الحالة الصحية لراغبي الزواج من الجنسين وعمل التحاليل الطبية اللازمة لإثبات خلوهما من الأمراض الوراثية .
من الأسباب التي تعوق الأسرة عن تأدية واجباتها تجاه أطفالها انخفاض المستوى الاقتصادي للأسرة ، وعلى الأطفال العربية أن تتكاتف لحل المشكلات الاقتصادية التي تواجه بعض هذه الدول وأن تدفع بحركة التنمية الاقتصادية في الوطن العربي ، وأن ينشأ صندوقاً للنقد العربي يسهم في حل المشكلات الاقتصادية ، وأن يفتح المجال أمام الأسر ذات الدخل المنخفض لتحسين أحوالهم كما أن المجتمع يمكنه مساعدة هذه الأسر عن طريق توفير الرعاية الطبية والتعليمية وكافة الخدمات الاجتماعية لأطفالها بالمجان ، على أن تكون خدمات حقيقية وبنفس المستوى الذي يقدم لغيرهم من الأسر القادرة بمقابل مادي .
تعد مشكلة استخدام المربيات الأجنبيات من المشاكل ذات الثر السيئ في تربية الطفل العربي داخل الأسرة العربية ، وإن القضاء على هذه المشكلة يستلزم إصدار تشريعات تمنع جلب المربيات الأجنبيات إلى البلاد العربية ، وأن يكون البديل تحسين أوضاع دور الحضانة ورياض الأطفال للاستغناء عن هذه العمالة الأجنبية .
وقد يساعد ذلك في بناء أسرة عربية ذات في بناء أسرة عربية ذات ثقافة تربوية ومستوى اقتصادي مرتفع ، تصبح قادرة على تنشئة الأطفال التنشئة الاجتماعية السليمة واتباع الطرائق والأساليب التربوية ، وأن أسرة بهذا المستوى الثقافي ، لابد وأن يسودها الوفاق وتصبح قادرة على حل مشكلاتها ، وإن كان المجتمع هو مجموع أسرات، والأسرة هي اللبنة في بناء المجتمع ، فإن على الأقطار العربية أن تبذل جهودها من أجل الارتقاء بالأسرة العربية ، وهذا يعد استثماراً يفوق عائدة كافة استثمارات ، وسوف تُجْنَى ثمار هذه الجهود في أطفال الغد ..
ثانياً : الصورة المأمولة لرياض الأطفال
حيث إن رياض الأطفال أصبحت ضرورة اجتماعية وتربوية ، لا يمكن للمجتمع العربي تربية أطفاله وإعدادهم الإعداد الأمثل بدونها ، فإنه ينبغي أن تصبح هذه الرياض قادرة على تأدية دورها في تربية الطفل العربي وهذا يستلزم اتخاذ خطوات إيجابية للارتقاء بمستوى رياض الأطفال في الوطن العربي ..
1 ـ أن تصبح هذه الرياض كافية لاستيعاب جميع أطفال العرب في سن ما قبل المدرسة ، وأن تكون موزعة في شتى المناطق سواء المدن أم القرى حسب نسبة تواجد الأطفال ، وهذا يستلزم بالضرورة إنشاء هيئة قومية لرياض الأطفال على مستوى الوطن العربي ، وهيئة مماثلة في كل قطر عربي على أن تكون هذه الهيئات تنفيذية وليست استشارية ولها كافة الصلاحيات في إنشاء دور الحضانة ورياض الأطفال ، وأن تتوافر لها مصادر التمويل اللازمة .
2 ـ العناية بالمباني والتجهيزات ، هناك مواصفات خاصة بمباني وتجهيزات رياض الأطفال ، وإن زيادة الكم التي ينبغي ألا تكون على حساب الكيف ، ومن الشروط العامة أن يختار موضع الدار بعيداً عن مصادر الخطر ، والضوضاء ، وأن يتلاءم تصميمه الهندسي مع احتياجات الأطفال وأن يكون صحياً بدخول الشمس والهواء ، وأن تتوافر له حديقة وملاعب وأن يجهز بأثاث يناسب الأطفال .
3 ـ الاهتمام بإعداد معلمة رياض الأطفال ، الإعداد التربوي المناسب لمعلمة رياض الأطفال من أهم أركان فعالية الرياض ، فإذا أعدت المعلمة الإعداد الجيد ، نجحت دور الحضانة ورياض الأطفال في مهمتها التربوية ولتحقيق الآمال المنشودة في زيادة عدد رياض الأطفال في الوطن العربي مما يتطلب عدداً أكبر من المعلمات يمكن اتباع نظامين لإعداد معلمات دور الحضانة ورياض الأطفال .
الأول : معاهد متوسطة ( سنتان )
وتقبل هذه المعاهد الحاصلات على مؤهلات متوسطة أو ثانوية عامة وتجرى اختبارات قبول للمتقدمات للكشف عن قدراتهن على الابتكار و الإبداع وحسن التصرف في المواقف الاجتماعية ، مدى ثقافتها وسعة اطلاعها والتأكد من حسن مظهرها وهندامها .
ـ إجراء كشف طبي دقيق للتأكد من خلوها من الأمراض المعدية والعاهات والتشوهات .
ـ التأكد من خلوها من الأمراض النفسية والعصبية وعيوب النطق كالتهتهة واللثغاء .
وتكون الدراسة بهذه المعاهد لمدة عامين دراسيين وتقوم خطة الدراسة فيها على مجموعة مقررات تربية الطفل ومع الاهتمام باللغة العربية والتربية الدينية والتاريخ والدراسات القومية والوطنية ، وأن تبتعد هذه المعاهد عن طرائق وأساليب ومناهج التعليم التقليدية ، بل تركز اهتمامها على المهارات والإبداع والابتكار وكل الوسائل الحديثة لإحداث تعليم متميز .
الثاني : كلية التربية ورياض الأطفال (أربع سنوات)
النظام الثاني لإعداد معلمات رياض الأطفال يتم عن طريق كليات رياض الأطفال وهي كليات خاصة بإعداد معلمة الرياض ، وعن طريق كليات التربية بأن يلحق قسم بكلية تربية على مستوى الوطن العربي خاص بإعداد معلمة رياض الأطفال ، ويتم القبول في هذه الأقسام والكليات وفقاً للائحة الجامعة التابعة لها وكذلك بالنسبة للمقررات التي تدرس بها وعدد الساعات ، ويمكن للأقطار العربية التي لم يسبق لها إنشاء كليات وأقسام رياض الأطفال الاستعانة بالأقطار الأخرى التي استقرت فيها أوضاع هذه الأقسام والكليات .
4 ـ العناية بمناهج رياض الأطفال ، اختيار المناهج المناسبة لأطفال هذه المرحلة التي تحقق لهم متطلبات نموهم وحاجاتهم وتساعدهم على تنمية قدراتهم واستنفار طاقتهم وتشجعهم على الابتكار والإبداع . إذا اهتمت الأقطار العربية باتخاذ ما سبق عرضه سوف تصبح لديها دور رياض أطفال تستطيع أن تقوم بدورها الكامل في تربية أطفال العرب في مرحلة ما قبل المدرسة التربية المنشودة .

ثالثاً : الصورة المأمولة لإعلام الطفل :
حيث إن الإعلام أصبح من المؤسسات التي لها قدرة ، ربما تفوق المؤسسات الأخرى في التأثير على الأطفال ، ومن أجل أن يصل بدوره في تربية الأطفال العرب إلى المستوى الذي يحقق حمايتهم من محاولات الهيمنة الثقافية الأجنبية ، وتنمية قدراتهم العقلية والاجتماعية والنفسية وتزويدهم بالعلوم والمعارف العصرية فإن ذلك يستلزم:ـ
1 ـ التنسيق بين أجهزة ووسائل الإعلام المختلفة في داخل القطر العربي الواحد وبين كل هذه الوسائل على مستوى الوطن العربي .
2 ـ العمل من خلال خطة عربية موحدة لإعلام الطفل العربي .
3 ـ إنشاء مجلس عربي لإعلام الطفل .
4 ـ إعداد كوادر علميه في مجال إعلام الطفل (مسرح ـ سينما ـ تلفاز ـ إذاعة ـ صحافة ) عن طريق معاهد عربية متخصصة .
5 ـ تمويل مشروعات إعلام الطفل العربي ، بحيث يصبح الوطن العربي قادراً على إنتاج مواد إعلام الطفل .
6 ـ إنشاء دور نشر عربية خاصة بكتب الأطفال .
7 ـ الاعتماد على الكتاب العرب في كافة وسائل إعلام الطفل ، ومنع استيراد المواد الإعلامية الأجنبية .
8 ـ الاستعانة بالتراث العربي ، فيما يقدم للأطفال العرب .
وبهذا يصبح إعلام الطفل العربي فعالاً في مجال تربية وإعداد وتثقيف الطفل العربي. وسياج أمان يحميه من محاولات الهيمنة الثقافية والفكرية من القوى الأخرى .

خلاصة النتائج والتوصيات
أولاً النتائج :
يعرض الباحث لبعض النتائج المستخلصة من تحليل واقع مؤسسات تربية الطفل العربي في مرحلة ما قبل المدرسة ، والمستخلصة من الدراسة الميدانية وهي :
1 ـ الأسرة العربية بوضعها الحالي أصبحت غير قادرة على تقديم تربية متكاملة لطفل مرحلة ما قبل المدرسة وذلك بسبب : ـ
أـ ما تواجهه الأسرة من متغيرات اجتماعية أثرت على حجمها وشكلها وعلاقاتها.
ب ـ ما تعانيه الأسرة من ظروف اقتصادية .
جـ ـ قصور الثقافة التربوية لدى الأم .
د ـ استخدام المربيات الأجنبيات .
2 ـ دور الحضانة ورياض الأطفال ، لا تستطيع القيام بدورها في تربية الطفل العربي تربية تتلاءم مع طبيعة العصر ومتطلبات المستقبل وذلك بسبب : ـ
أ ـ نقص عدد دور الحضانة ورياض الأطفال في الوطن العربي عن ما ينبغي أن تكون لاستيعاب الأطفال في مرحلة ما قبل المدرسة .
ب ـ النقص الشديد في معلمات رياض الأطفال المتخصصات .
جـ ـ عدم ملاءمة المباني الحالية لدور الحضانة ورياض الأطفال .
3 ـ وسائل إعلام الطفل العربي لا تستطيع القيام بوظائفها لتربية طفل مرحلة ما قبل المدرسة وذلك بسبب : ـ
أ ـ اعتماد وسائل إلام الطفل العربي على المواد الإعلامية الأجنبية .
ب ـ قلة الإنتاج العربي في مواد إعلام الطفل .
جـ ـ التركيز على الهدف الترويحي من بين أهداف إعلام الطفل وإهمال الأهداف الأخرى .
د ـ عدم وجود خطة عامة لوسائل إعلام الطفل العربي على مستوى القطر أو الوطن لتتكامل هذه الوسائل فيما بينها .

ثانياً التوصيات :
توصي الدراسة بما يلي :
1 ـ الاهتمام بالثقافة التربوية للأسرة عن طريق :
ـ إدخال مناهج التربية الأسرية في مناهج التعليم العام والجامعي .
ـ زيادة مساحة البرامج التربوية في وسائل الإعلام .
ـ عقد دورات تربوية تثقيفية للأمهات والآباء .
2 ـ مساعدة الأسرة على التخلص من مشكلاتها الاقتصادية .
3 ـ التوسع في إنشاء دور الحضانة ورياض الأطفال لتصبح كافية لاستيعاب أطفال مرحلة ما قبل المدرسة .
4 ـ إنشاء معاهد وكليات لإعداد معلمة رياض الأطفال .
5 ـ وضع خطة عاملة لوسائل إعلام الطفل العربي .
6 ـ تشجيع الإنتاج العربي لمواد إعلام الطفل والاعتماد عليه .
7ـ الانتقاء عند اختيار مواد إعلام غربية حتى لاتؤثر على هوية الأطفال العرب.



د/ أحمد مختار مكي


قائمة المراجع
أولاً : المراجع العربية :
1 ـ إبراهيم خليفة ، المربيات الأجنبيات في البيت العربي الخليجي ، الرياض : مكتب التربية لدول الخليج ، 1405هـ .
2 ـ إبراهيم عصمت مطاوع ، \" استراتيجية طفل ما قبل المدرسة \" المؤتمر الأول لتطوير برامج إعداد معلمات دور الحضانة ورياض الأطفال ، القاهرة : المجلس القومي للطفولة والأمومة .
3 ـ أحمد سليمان عودة وخليل يوسف الخليلي ، الإحصاء للباحث في التربية والعلوم الإنسانية، عمان : دار الفكر للنشر والتوزيع 1988.
4 ـ المجلس العربي للطفولة والتنمية ،دراسة تحليلية عن واقع رياض الأطفال في الوطن العربي ، القاهرة : المجلس العربي للطفولة ، 1989 .
5 ـ حسين عبد الحميد أحمد ،الطفل دراسة في علم الاجتماع النفسي ، إسكندرية : المكتب الجامعي الحديث ، 1992 .
6 ـ خالد أحمد العامودي ، التلفزيون والأطفال إيجابية الاستخدام وسلبياته في المجتمع السعودي ،مجلة رسالة الخليج العربي ، عدد 56 ، الرياض مكتب التربية العربي لدول الخليج ، 1995 ، ص ص 91 : 139 .
7 ـ خضير سعود الخضير ،المرشد التربوي لمعلمات رياض الأطفال بدول الخليج العربي، الرياض : مكتب التربية العربي لدول الخليج ، 1986.
8 ـ رناد الخصيب ، تربية طفل الروضة نشأة وتطور تاريخي ، القاهرة : الهيئة المصرية العامة للكتاب ، 1991 .
9 ـ دوجلاس ماكنوش ، الإحصاء للمعلمين ، ترجمة إبراهيم بسيوني عميرة ، القاهرة : دار المعارف (الطبعة الرابعة)،1986 .
10 ـ رمزية الغريب ،التقويم والقياس النفسي ، القاهرة : مكتبة الأنجلو المصرية، 1970 .
11 ـ زكريا إبراهيم وآخرون ،الطفل العربي والمستقبل ، الكويت : كتاب العربي 1989 .
12 ـ زينب محمد فريد، دراسات في التربية، القاهرة :مكتبة الأنجلو المصرية ، 1982 .
13 ـ سرجيو سبيني ،التربية اللغوية للطفل ، ترجمة (فوزي عيسى وعبد الفتاح حسن ) القاهرة : دار الفكر العربي ، 1991 .
14 ـ سيدة حامد عبد العال ، تقييم القصة المقدمة لطفل ما قبل المدرسة ، رسالة ماجستير ، معهد الدراسات العليا للطفولة ، جامعة عين شمس ، 1985 .
15 ـ عبد العزيز الشنتاوي ، \"واقع رياض الأطفال في الوطن العربي\" ، رياض الأطفال في الوطن العربي الواقع والمستقبل ، القاهرة المجلس العربي للطفولة والتنمية ، 1989 .
16 ـ عزة خليل عبد الفتاح ، روضة الأطفال مواصفاتها وبناؤها وتأسيسها وأسلوب العمل بها ، القاهرة : دار الفكر العربي ،1994 .
17 ـ عواطف إبراهيم محمد ، المفاهيم العلمية والطرق الخاصة برياض الأطفال، القاهرة : مكتبة الأنجلو المصرية ،1993 .
18 ـ فايز قنطار ، الأمومة ـ نمو العلاقة بين الطفل والأم ، الكويت : المجلس الوطني للفنون والآداب ( عالم المعرفة ) ، 1993 .
19 ـ فتحية حسن ، تربية الطفل بين الحاضر والماضي ، القاهرة : دار الشروق 1979 .
20 ـ فوزية دياب ، نمو الطفل وتنشئته بين الأسرة ودور الحضانة ، القاهرة : مكتبة النهضة المصرية (الطبعة الثانية) ، 1980 .
21 ـ ……………… ، دور الحضانة ، القاهرة : مكتبة النهضة المصرية (الطبعة الثانية) ، 1986 .
22 ـ كلير فهيم ، المدرسة والأسرة والصحة النفسية لأبنائنا ، القاهرة : دار الهلال ، 1983 .
23 ـ محمد حسن الألفي ، (طفل سوبر ) ، نحو طفولة عربية أفضل ، القاهرة : المجلس العربي للطفولة والتنمية ، 1989 .
24 ـ محمد عباس خضير ، سمير سالم الميلادي ، واقع الطفل في الوطن العربي،القاهرة : المجلس العربي للطفولة والتنمية،1989 .
25 ـ محمد عماد زكي ، تحضير الطفل العربي للعام 2000 ، القاهرة : الهيئة المصرية العامة للكتاب ، 1990م .
26 ـ محمود طنطاوي دنيا ، أصول التربية ، الكويت : وكالة المطبوعات، 1996 .
27 ـ منير المرسي سرحان ، في اجتماعات التربية ، القاهرة : مكتبة الأنجلو المصرية ، (الطبعة الرابعة ) 1986 .
28 ـ نورية علي حمد وآخرون ،الأسرة والمسألة السكانية في الجمهورية اليمنية، صنعاء : المجلس الوطني للسكان ، 1996 .
29 ـ هدى الناشف،رياض الأطفال ، القاهرة:دار الفكر العربي، 1989.
30 ـ هدى قناوي ، الطفل ـ تنشئته وحاجاته ، القاهرة : مكتبة الأنجلو المصرية ، 1983 .
31 ـ هويدة حنفي محمود \" أثر الالتحاق بدور الحضانة على التحصيل الدراسي والسلوك الاجتماعي لتلاميذ المرحلة الابتدائية\"، رسالة ماجستير ـ كلية التربية ـ جامعة الإسكندرية، 1985.


ثانياً المراجع الأجنبية :
32 – Eric James , Gundrum , the impact of an extra year of school on developmentally Delayed Kindergarten students \" Ed. D, Northern Arizona university , 1993 .
33 – Joseph F . Callahan , Leonrd H . clark ,Foundation of Education , N. Y. Mecmillan Publishing , 1983 .
34 – Joseph T . Klapper , The Effects of Mass Communication ,N.Y. : The free Press, 1960 .

د.فالح العمره 05-04-2005 11:41 AM

أسس المنهج وأركانه

للمناهج الدراسية دوراً هاما وبارزاً في حياة البشر فهي الأداة الفعالة التي تستخدمها المجتمعات في بناء وتشكيل شخصية الأفراد المنتمون لها ، وفقـا لفلسفاتها وثقافاتها ومعتقداتها. فمن المعروف أن المناهج الدراسية تعكس تطلعات وطموحات هذه المجتمعات وأمالها في أجيالها القادمة، كما تعكس الواقع التي تعيشه هذه المجتمعات وما تعانى به من أحداث وما يمر بها من أزمات، وقد فطنت بعض الدول إلى هذه الحقيقة وأجرت تعديلات واسعة وشاملة وأحدثت تغيرات هائلة في مناهجها الدراسية، مما أدى إلى ظهور طفرات هائلة في تقدم هذه الدول على كافة الأصعدة، وفي كافة مجالات الحياة، وحققت تقدماً مذهلاً في شتى ضروب العلم والمعرفة، وقد فطن التربويون والباحثون في مجال التربية عن خطورة المناهج الدراسية والدور الهام التي تقوم به في تنشئة أجيال من الدارسين والمتعلمين، وإكسابهم المهارات والعلوم التي تساعدهم في النمو المتكامل لشخصياتهم، وكذلك النهوض بمجتمعاتهم.

وقد أشار إلى ذلك الدكتور خليفة السويدي الأستاذ المساعد بقسم المناهج وطرق التدريس في جامعة الإمارات بمحاضرة ألقاها يوم 6/10/2003م بالمجمع الثقافي في أبوظبي بعنوان «التربية في دولة الإمارات، تحديات وآمال» إلى التحديات التي تواجه العملية التربوية في العالم والتي تم تحديدها من خلال علم صناعة المستقبل الذي يعد من اشهر علوم التربية الحديثة وهذه التحديات هي تحدي كسر الحواجز والتي تتضمن مشكلة الانسلاخ من الهوية.

كما يذكر الدكتور محمد الرميحي في كتابه أحاديث عربية عن أسئلة وإجابات في المسألة التربوية الصادر عام 1991م أنه في شهر أغسطس 1981م شكل وزير التربية والتعليم في الولايات المتحدة الأمريكية لجنة من ثمانية عشر عضوا لدراسة نظام التعليم في أمريكا وتقديم مقترحات لإصلاحه. وخرجت بتقرير خطير كان عنوانه (( أمة في خطر )) فيه إدانة كاملة لنظم التعليم السائدة في أمريكا. وكذلك فعل الاتحاد السوفيتي السابق عندما أصدر قرارا موجها في ابريل من عام 1984م بإقامة كليات تقنية وعملية وزيادة سنوات الدراسة العامة من عشر سنوات إلى إحدى عشر سنة، وغيرها من القرارات التعليمية التي كان الهدف منها رقي المجتمع السوفيتي.

والتطور لم يقتصر على الاختراعات و الصناعات المختلفة، فقد كان متوافقا مع التطور في المجال التربوي والتعليمي، لأن المجالين يكمل بعضه بعضاً، ولأن التطور التقني يتطلب قدرات متطورة وعالية لدى العاملين لكي يستطيعوا مواكبة التطور التقني.

وقد ارتفعت أصوات المفكرين الجادين من التربويين العرب والمسلمين لإجراء ثورة في أساليب التربية والتعليم في مدارسنا، وإعادة النظر في المناهج والكتب المدرسية والوسائل التي تمكن المدرسة من أداء عملها على الوجه الأكمل. والكثير منهم يشتكي ضعف المناهج الحالية لأنها تدور في حلقة مفرغة، فيها من الثوابت أكثر من المتغيرات. والحياة بطبيعتها متغيرة.
وبرغم المحاولات الجادة إلى تصنيف الأسس التي تبنى عليها المناهج بغرض الدراسة إلا أن هذه التصنيفات تختلف من باحث تربوي لآخر. ومن هذه الأسس التي يعتمد عليها المنهج
1- الخبرة
2- التلميذ
3- البيئة
4- المجتمع .
و اختلاف نظرة العلماء لتعريف المنهج أدت إلى اختلاف تركيزهم على الأسس التي يبنى عليها المنهج. وقد تناول الباحثون هذه الأسس وطبيعتها وطرق الاستفادة منها في بناء المنهج الدراسي.
ويدعو الكثير من التربويين إلى التعامل مع هذه الأسس والاهتمام بها حسب أولويتها. فمعاملة المعلم تختلف عن معاملة المحتوى.
فعلى سبيل المثال التعليم التقليدي يركز على ثلاثة محاور أساسية وهي المعلم والمتعلم والمعلومة ويواجه هذا النوع من التعليم في هذا العصر بعض التحديات مثل:
1- الزيادة الهائلة في أعداد السكان وما ترتب عليها من زيادة في أعداد الطلاب.
2- قلة أعداد المعلمين المؤهلين تربويا.
3- الانفجار المعرفي الهائل وما ترتب عليه من تشعيب في التعليم.
4- القصور في مراعاة الفروق الفردية بين الطلاب.
والنظرة العامة لمناهج التعليم في أي دولة يجب أن تكون نظرة شاملة فاحصة وليس وفق سياسة ترقيعية تصلح هذا وتدمج ذاك. ولهذا فقد بات الضروري أن يكون هناك توجه حقيقي نحو التطوير، ليشمل المناهج من جوانبها المختلفة، فينعكس إيجابيا على العملية التربوية، شاملة إيجاد مناهج تلبي متطلبات المجتمع في التنمية، وتساير ما يحدث من تقدم في العديد من المجالات، وما يجرى الآن في المملكة العربية السعودية هو ما يمكن أن نطلق عليه سنوات إعادة النظر في كل شيء ومنها المناهج .. ففي مقابلة أجرتها جريدة الرياض في عددها الصادر يوم الخميس الماضي الموافق 12/8/1424هـ مع الدكتور عبدالاله المشرف مدير عام المناهج بوزارة التربية والتعليم ذكر أن هناك مشروعا وطنيا شاملا لتطوير المناهج تنفذه الوزارة حاليا يهدف إلى تطوير العملية التعليمية من خلال بناء المحور الأساسي منها وهو تطوير المناهج. واللافت للنظر في هذه العملية غياب العمل التنظيمي الأهلي والمؤسسي في تطوير المناهج مما يلقى بثقل كبير على العاملين في الميدان التربوي في دراسة المشكلات التي تتعلق بتنفيذ المناهج الدراسية أو البرامج التعليمية واقتراح الحلول المناسبة لها. وكذلك اقتراحالقوة والضعف في المناهج الدراسية.وكذلك اقتراح الوسائل التعليمية المناسبة لخدمة المناهج الدراسية.

إعداد / فيصل حمدان الشمري
مشرف الارشاد الطلابي
بمدارس الهيئة الملكية بالجبيل

د.فالح العمره 05-04-2005 11:42 AM

مفهوم المنهج وتعرفيه وعلاقته بالمفاهيم الأخرى

ساهم التطور الحديث في مختلف الأصعدة إلى تطور النظرة إلى مختلف العلوم ومنها المناهج، فلم يعد المنهج مقصورا على ما تقدمه المدرسة من مقررات دراسية وإنما أصبح المنهج يشمل كل ما يقدم للطالب من خبرات تربوية مخطط لها بهدف النمو الشامل لهم.
وهذه النظرة جاءت بسبب التطور الكبير والانفجار المعرفي والذي ترتب عليه زيادة المسؤوليات والواجبات.
وبالتالي فما يقدم للتلاميذ يجب أن يكون مخططا له بعناية حتى يستوعب هذه التغيرات المتتالية.
وهذا يعني أن مسؤولية ما يقدم للتلاميذ لا يقتصر على وظيفة المدرسة والعاملين بها وإنما يشترك فيه العديد من المؤسسات في المجتمع بهدف بناء جيل صالح .
وكما هو في بقية العلوم الإنسانية اختلفت نظرة المختصين في علم التربية في تعريفهم للمنهج وتدور معظم هذه التعاريف ضمن مجموعتين:
1-التعاريف التقليدية والتي تشير للمنهج الدراسي على أنه المقرر الدراسي.
2-التعاريف الحديثة والتي ترى أن المنهج هو كل ما يقدم للطالب من خبرات تعليمية تهيؤها المدرسة للتلاميذ داخلها أو خارجها بقصد مساعدتهم على نمو شخصياتهم نموا شاملا متوازنا وفقا للأهداف التربوية.
وبالرغم من إشكالية تحديد التعاريف في العلوم الإنسانية بصفة عامة إلا أنني أكاد أكثر اقتناعا أن الواقع المنشود يؤكد أن التعريف الحديث هو الذي يعطي صوره واقعية عن المنهج المدرسي.

ويلقى تحديد المفاهيم في العملية التربوية اهتماما خاصاً لما قد يبنى عليه من سلوكيات لاحقة فالمعلم الذي يؤمن أن المنهج مقصور على الكتاب الدراسي لن يكلف نفسه الخروج عن النص بينما الآخر قد يلجأ لأنشطة معززة تساعد ولو نسبيا في تحقيق أهداف المنهج.

كما أنني أعتقد أن إيمان المعلم بالمفهوم الواسع للمنهج قد يدفعه للإبداع والتطوير. واذكر هنا تجربة أحد الزملاء المعلمين لمادة الاجتماعيات في مدارس الهيئة الملكية والذي خصص موقعا لمادته يتضمن سجلا للزوار يتواصل من خلاله مع العديد من طلابه وأولياء أمورهم، كما أنه يقوم كثيرا باستخدام عروض البوربوينت في إيصال مادته العلمية.

وما نلمسه في مناهجنا من أنشطة ومواد علمية تدفعنا للقول أن المناهج في المملكة بنيت على المفهوم الضيق للمنهج مع بعض التصرف... والمحزن حقا أن نجد أن التعريف الحديث والواسع للمنهج يكون أكثر وضوحا في المناهج التي تقدم للطلاب في الدول المتقدمة مثل أمريكا.
وقد أشارت مقالةالدكتور سعود بن ناصر الكثيري بجريدة الرياض في العدد الصادر يوم السبت الموافق 23/7/1424هـ والتي تناول خلالها تطويرالمناهج وضرب مثلا بالمنهج الذي يدرس في أمريكا لمادة التاريخ،
والمفرح أيضا أنه قد ظهرت دعوات كثيرة لتطوير المناهج في المملكة تطويراً حقيقياً كان أخرها ما جاء في مقالة الدكتورة هيا المنيع في جريدة الرياض من عدد يوم السبت الموافق 3/8/1424هـ
والتي تدعو من خلاله إلى تطوير المناهج تطويرا حقيقيا يأخذ أبعادا تربوية وعلمية، وهي ترى أن ما يحصل هذه الأيام من تطوير للمناهج السعودية لا يعتبرا تطويراً.
والملاحظ أنها اعتمدت بفكرتها في التطوير على المفهوم الواسع لتعريف المنهج.
وكل ما نأمله أن ترى هذه المطالبات صدى طيباً لدى الجهات المسئولة في وزارة التربية والتعليم.

مواقع تربوية ذات علاقة
المناهج والتعليم http://www.manahij.net/
ملتقى التربية والتعليم http://www.moudir.com.vb


إعداد / فيصل حمدان الشمري
مشرف الارشاد الطلابي
بمدارس الهيئة الملكية بالجبيل

د.فالح العمره 05-04-2005 11:43 AM

نحو بيئة تعليمية/تعلمية سليمة: بعض آليات إدارة الفصل الدراسي العسكتربوي الحديث

توطئه:
مع مطلع الألفية الجديدة ظهرت على السطح جملة من المفاهيم الجديدة و التي تأتي كنتاج متوقع لطبيعة السنن التي أودعها الله تعالى في الكون كما أشار إلى ذلك ابن خلدون في مقدمته . و تأتي مفاهيم "العولمة" و" فكرة تسويق المصطلحات المسبقة التعليب"و " قيم الاستهلاك "…كأبرز تلك المفاهيم و أشهرها في الألفية الجديدة، وفي السياق التربوي الذي نحن بصدده الآن ظهر مصطلح "إدارة الفصل الدراسي" كمفهوم يتبلور لأول مرة بعد بروز مصطلحات الإدارة المتخصصة الأخرى كإدارة الأفراد و إدارة المجموعات و المستشفيات…وغيرها. و الحقيقة أن حداثة ظهور هذا المفهوم (الإداري/التربوي) تجعل المتعامل معها يقف أحيانا حائراً كالضب في الصحراء. "فالمسهل" وخصوصاً الجديدFACILITATOR (تعد هذه اللفظة أحد المفاهيم الجديدة التي تم تبنيها في الحقل التربوي و ذلك في إشارة إلى تغير دور المدرس/المعلم في الفصل، حيث أضحت مهمته "تسهيل" تحصيل المعلومة لا "تلقينها") كثيرا ما يطرح سؤلاً محيراً ينصب حول "آليات إدارة جماهير المتلقين" التي يمكن إعمالها داخل الفصل الدراسي بغرض ضمان أفضل لحسن سير "ديناميكية" الفعل التعليمي/ألتعلمي. و لعله من!
المناسب في الوقت عينه الإشارة إلى أن "الإدارة" المنشودة لا تعني بالضرورة أن يقوم المسهل بإعمال أساليب "الانضباط" بشكل صارم و حازم ،ذلك أن بيئة تلكم سماتها يمكن أن تكون أي شيء يخطر على البال إلا أن تكون بيئة تعلم /تعليم تتم فيها عمليه الإرسال/الاستقبال بشكل متبادل ؛إلا أنه في الوقت عينه ينبغي عدم إغفال حقيقةَ أن للبيئات العسكتربويهEDUMILITARY (أي تلك التي تجمع ما بين التعليم الأكاديمي و التدريب العسكري ككلية الملك فيصل الجوية مثلا لا حصراً) خصوصيةً يجب الالتزام بها ..وتتمثل هذه الخصوصية في كون الانضباط داخل صفوفها الدراسية يأتي كضرورة لاستكمال جانب التدريب العسكري ومع ذلك فإنه ينبغي الأخذ بعين الاعتبار أن الانضباط المنشود هو انضباط "متوازٍ "و "مسؤول" قائم على "استشعار المسؤولية" و "خلق روح المراقبة الذاتية".
و في الأسطر القليلة القادمة سأحاول بجهد المقل أن أضع بعض النقاط العريضة التي أزعم أن تبنيها من قبلنا معاشر المسهلين كفيل إنشاء الله بإدارة مناسب للفصل الدراسي عموما و الفصل الدراسي العسكتربوي بخصوصيته المعروفة على وجه الحصر.

آلياتٌ مقترحةٌ لإدارة الفصل الدراسي العسكتربوي:
1. وجه رسالة قويه لجميع المتلقين بالحرص على الالتزام و الانضباط و ذلك من خلال العمل على بدء درسك و إنهائه في الوقت المحدد تماما.
2. ضع لك جدولا تلتزم فيه بمقابلة طلبتك خارج الفصل الدراسي…فمثل هذه المقابلات كفيلةٌ لتَؤُدَ كثيراً من المشاكل في مهدها.
3. إذا ما رغبت في التحدث مع أي طالب حول مشكل بعينه فاحرص أن يكون ذلك خارج الفصل و أن تقابل كل طالب على حدة. كن حصيفاً و لا تستخدم التلفون أو حتى البريد الإلكتروني فأنت بذلك تشعره بالخصوصية وبحرصك على الإصلاح لا التشهير و الانتقام.
4. حين الحديث مع أولئك الطلبة كن حريصا على أن توضح لهم أن تصرفهم ذلك يؤثر على سير الفعل التعليمي/التعلمي من جميع وجوهه: المتلقي و المسهل و المنشأة و الأسرة ..الخ.
5. احرص على أن لا تراهن على ذكاء و فطنة طلبتك، فحين يسألك أحدهم سؤلا لا تعرف له إجابة، لا تتأفف أو تتبرم أو تحاول أن تقول أي شيء..و لتعلم أن احترام طلبتك لك سيزداد حين تقول لهم "لا أعلم" على أن تحرص أن تبحث لهم بنفسك في الإنترنت أو المكتبة عن الإجابة الشافية مما يساعد على غرس حب البحث و التنقيب عن المعرفة في وجدانهم، وهذا بدوره سينعكس إيجاباً على انضباطهم.
6. لتكن طريقتك في"تسييس" جماهير المتلقين في فصلك الدراسي واضحة منذ اليوم الأول من ناحية الحضور و الغياب و التقييم..الخ.إذ أن وضوح تعليماتك و طريقتك في هذا الصدد كفيل بالحد من كثير من المعضلات و سوء الفهم التي كثيراً ما تقف حجر عثرة في إتمام الفعل الدراسي اليومي.
7. يجانب الصواب ذلك المسهل الذي يشدد على أهمية الالتزام بأمور بعينها في أول لقاء له مع طلبته ثم يخفق هو لاحقاً في التقيد بها، فينطبق عليه قول الطغرائي (..و انفرجت مسافة الخلف بين القول و العمل) ، ووجه الخطورة هنا هو أن مفهوم"القدوة" المتمثل بهذا المسهل قد أضحى شيئا "هلاميا" مفرغا من معناه الحقيقي في أذهان المتلقين الذين بحكم طبيعة المرحلة العمرية التي يمرون بها في حاجة ماسة إلى "تقليد" الآخر، فإذا لم يكن هذا "الآخر" هو المسهل فسيكون شيئا آخراً قد لا يرغب كثير من الآباء و علماء التربية أن يكونوا "قدوة" لأبنائهم . فحقيقٌ إذن بمسهل "يفعل ما يقول" أن يخلق لنا جيلا من نوع آخر لطالما تغنى به شعرائنا و تمنيناه في أحلامنا! و بالجملة لتكن قدوتنا جميعا معلم البشرية الأول نبينا محمد صلى الله علية و سلم .
8. يظل المسهل كسائر نسل آدم علية السلام عرضة للمشاكل العائلية و النفسية و تغيرات المزاج ..إلا أنه خليق بالمسهل ألا يناقش أيا من المتلقين بخصوص أية معضلة و هو في حالة نفسيه أو عاطفية غير مستقرة و في السياق عينه فليتجنب المسهل الحديث مع أي طالب يمر بنفس تلك الظروف حتى لا يزيد من تعقيد المشكل و تداخله مع مشاكل أخرى.
9. حين مناقشة الطالب في أية معضلة كن هادئاً..امنح لسانك لا أذنك شيئاً من الراحة..أفسح المجال للمتلقي ليتكلم ، فالملاحظ أن الإنصات للمسهل كفيل بحل كثيرٍ كثيٍر من المعضلات التي يعتقد البعض خطأً أن لا حل لها سوى الصراخ و التشهير و الانتقام، و ينسي قول العملاق المتنبي في عجز بيت قريظ له(إن كنت ناصحه فداوي سقامه).
01. احرص على أن تحفظ الاسم الأول لطلبتك و نادهم بها على الدوام ..ففي ذلك إشعار للطالب"بالمسؤولية" و"بوجوده" و "أهميته" مما يقلل من ميل الطالب لارتكاب بعض السلوكيات التي تعيق سير الفعل التربوي، و التي يتخذها بعضهم بحكم المرحلة العمرية التي يمرون بها مطية لجذب انتباه الآخرين.
11. حاول أن تنظم مقاعد الطلبة داخل الصف بحيث تأخذ شكل نصف دائرة؛ حيث أن هذا التنظيم و بحكم التجربة يتيح للمسهل فرصة خلق جو من "المراقبة" المباشرة تكون مبنية على معاني "الحميمية" و "التواصل" بينه و بين طلبته.
21. ينبغي على الدوام تذكير المسهل أن مهمته التقليدية"كمدرس" و "كمعلم" و "كمالك أوحد" للحقائق المعلوماتية قد ولت ربما إلى غير رجعة و ذلك بحكم التطورات التي حدثت في أبعاد الحياة كلها و على رأسها البعد التربوي الحديث؛ حيث أضحت مهمة المسهل "اللاتقليدية" هي "تسهيل" تحصيل الفعل التربوي لا "تلقينه". وعليه فإن إصرار بعض المنتسبين إلى الفعل التربوي الصحيح على القيام بكل الأدوار داخل الفصل الدراسي يعد في المفهوم التربوي الحديث معيباً لعل أبسط سلبياته الدفع ببعض المتلقين للقيام بسلوكيات تعيق الفعل التدريسي وإدارة الفصل و ذلك بسبب إصرار ذلك المدرس التقليدي ،لا المسهل الحديث، على تهميش دور المتلقي الحقيقي و الاستحواذ على كامل الأضواء داخل الفصل. هذا بالإضافة إلى أن أسلوب الاستحواذ و السيطرة هذا يعد نقيصة في حق من يقوم به من ناحية ما ثبت لدى جميع المهتمين في العمل التربوي الحديث من أن مخرجاته تكون ذات أنماط معرفية صرفه قائمه على "التكرارية" و "التقليد" و"النمطيه" و بعيدة البعد كله عن الإبداع و الخلق و التميز الذي ظلت أمتنا في حاجة ماسة إليه لتكون لها الصدارة في العالم مرة أخرى.
31. كمسهل و رث مهنة الأنبياء النبيلة اعمل على زراعة الحماس و زيادة دافعية طلبتك للتعلم و الاكتساب..من خلال محاولة أن تكون أنت ذاتك خلاقاً مبدعاً داخل أروقة فصلك ..ابتعد عن "النمطية" و استخدام ذات طرق التدريس التقليدية التي ربما عُلمت بها والتي تورث الملل و السأم في نفس الطالب و تدفع البعض منهم إلى القيا م ببعض السلوكيات و التصرفات التي قد تعيق الفعل التربوي. إن المسهل الحديث يدرك ببصيرة أن مهمته تحتاج إلى"حلم الأحنف"و "دهاء إياس" و "صبر أيوب" و لذلك فهو يحاول جهده إدارة فصله إدارة سلسة سليمة من خلال إضفاء عناصر التشويق و الترغيب على الدوام في نفس طلبته و ذلك بإعمال طرائق تدريس متنوعة طوال اليوم …لا تكن أسير السبورة و الطبشور فحسب ..تلفت يمنه و يسرة ستجد في محيط البيئة المحلية ما يساعدك على تعزيز أدائك لرسالتك دون عوائق من خلال ربما الاستعانة بقصاصات الصحف و المجلات المناسبة و الزيارات الميدانية و مشاهدة الرائي وسماع المذياع أو الاستعانة بلقاء الطلبة ببعض أهل التجريب من مجتمع الطالب المحلي. و بالجملة فإن المسهل الحريص المخلص عمله لله سوف لن تعجزه الحيلة في إدارة فصله إدا!
رة تربوية حديثة ناجحة تأخذ بالأمة إلى مصاف الأمم إن شاء الله تعالى، ويكون ديدنه في مواجهة معضل "خصوصية" مهنته قول الشاعر:
دع المعاولَ تزبئرُ قساوةً
وضراوةً إن البناءَ متينُ

قبل و ضع القلم…
أما قبل ..فليس بعد هذا الزبور المتواضع حول آليات إدارة الفصل الدراسي سوى التذكير بأن ما جادت به الذاكرة في هذه العجالة ليس كل شيء في هذا المضمار؛ فالدعوة إذن مفتوحة موجهة لكل باحث متخصص يود تجريب آليات و طرق أخرى يمكن إضافتها إلى ما ذكر أعلاه. على أننا حينما نتحدث عن إدارة الفصل الدراسي فإننا نؤكد أنها من الأهمية بمكان ذلك أنه ثبت أن المسهل أحيناً يهدر ما يقرب من نصف اليوم الدراسي (أي نصف عمر المتلقي الدراسي) في الحديث عن أمور جانبيه لا علاقة لها مباشرة بصلب المنهج( أو المقرر إن شئت).(COTTON, 1990)

فهد بن مشاري الرومي
ماجستير في تدريس اللغة الإنجليزية كلغة أجنبية /الولايات المتحدة
fadz29@yahoo.com

المراجع التقليدية العربية:

1) مقدمة إبن خلدون.
2) تغير الاسم من مدرس ومعلم ال ىمسهل ولهذا خلفيات لا مجال لتفصيلها

المراجع التقليدية الأجنبية:
COTTON, K. EDUCATIONAL TIME FACTORS, 1990 3)

المراجع اللاتقليدية:
1) WWW.NWRE/.ORG/SISRS/
2) WWW.UGA.BERKELEY.EDU
3) WWW.OSI.FSU.EDU
4) WWW.PSU.EDU

د.فالح العمره 05-04-2005 11:44 AM

تطوير المنهج

بسم الله الرحمن الرحيم
إن كلمة التطوير من الكلمات الشائعة الاستخدام ، وهي تشمل جميع الجوانب (( الطب ، الهندسة ، الزراعة ، ......الخ ))
· الفرق بين التطوير والتغيير :
يوجد فرق شاسع وكبير بين التطوير والتغيير ، ومن هذه الفروق ما يلي :
1) التغيير يتجه نحو الأفضل أو ألا سوء ، بينما التطوير يتجه نحو الأفضل والأحسن
2) التغيير يحدث بإرادة الإنسان أو بدون إرادته بينما التطوير يحدث بإرادة الإنسان ورغبته الصادقة
3) التغيير جزئي إذ ينصب على جانب معين أو نقطة محددة ، بينما التطوير شامل ينصب على جميع جوانب الموضوع
*التطوير عملية شاملة وديناميكية :
أ) شاملة : لأنها تنصب على جميع الجوانب وتمس جميع العوامل المؤثرة في الموضوع
ب) ديناميكية : لأنها جميع العناصر التي تدخل فيها تكون في تفاعل مستمر ، وكل عنصر يؤثر في غيره من هذه العناصر .
*أهمية تطوير المنهج :
إن عملية تطوير المنهج هي عملية هامة لا تقل أهميتها عن عملية بناءه ، والدليل على ذلك هو انه لو قمنا بأعداد منهج بكافة صور التكنولوجيا والتقدم الحديث ، أهمل هذا المنهج لسنوات عدة ، فسيحكم عليه بالتجمد والتخلف ، ومن هنا تظهر عملية تطوير المنهج لدرجة انه من يقوم في أيامنا هذه بعملية بناء المنهج لا بد ان يضع تحت نصب عينيه أسس تطويره .
*دواعي التطوير :
توحد هناك عدة دواعي و أسباب لتطوير المنهج منها :
1) طبيعة العصر الذي نعيش فيه ، يسهم في التقدم العلمي والتقني
2) سوء وقصور المناهج الحالية :ويتم معرفة ذلك من خلال نتائج الامتحانات وتقرير الخبراء والموجهين والفنيين ،و أخر نتائج البحوث التربوية
3) عدم قدرة المناهج الحالية على الإسهام الفعال في التغيير الاجتماعي
4) عجز المناهج الحالية عن ملاحقة التطور في الفكر التربوي والنفسي
5) ارتفاع نسبة الفاقد في التعليم
6) مشكلة الغزو الثقافي


بقلم أ/ خليل العادي
khalil122@hotmail.cim

د.فالح العمره 05-04-2005 11:45 AM

ابرز مميزات المنهج الحديث

للمنهج بمفهومه الحديث مميزات عده ، وخصائص متعددة تتمثل في النقاط التالية :
1) يعد بطريقة تعاونية ، ويراعى عند تخطيطه وتصميمه ما يلي :
· أن يراعي واقع المجتمع وفلسفته وطبيعة المتعلم وخصائص نموه وان يتم ذلك في ضوء ما انتهت إليه دراسات المتخصصين في هذه المجالات.
· أن يعكس التفاعل بين التلميذ والمعلم والبيئة المحلية وثقافة المجتمع .
· أن يتضمن جميع ألوان النشاط التي يقوم بها التلاميذ تحت إشراف وتوجيه المعلمين .
· أن يتم اختيار الخبرات التعليمية التي يتضمنها في حدود الإمكانيات المادية والبشرية القائمة والمنتظرة .
· أن يؤكد على أهمية العمل الجماعي وفعاليته وضرورة ارتباط الفرد به .
· أن يحقق التكامل والتناسق بين عناصر المنهج.
2) يساعد التلاميذ على تقبل التغيرات التي تحدث داخل مجتمعاتهم ، ومساعدتهم على تكييف أنفسهم مع متطلباتها .
3) ينوع المعلم في طرق التدريس ويختار أكثرها ملاءمة لطبيعة المتعلمين وما بينهم من فروق فرديه ، ويتعاون مع تلاميذه في اختيار الأنشطة التعليمية المناسبة لهم وطرق تنفيذها ، مما يثير حماسهم للعمل ويدفعهم إلى الإقبال على تعلم المادة الدراسية .
4) يستخدم المعلم الوسائل التعليمية المتنوعة والمناسبة ، لأنه من شأن ذلك أن يجعل التعليم محسوسا والتعلم أكثر ثباتا .
5) تمثل المادة الدراسية جزءا من المنهج ، وينظر إليها كوسائل وعمليات لتعديل سلوك المتعلم وتقويمه من خلال الخبرات التي تتضمنها .
6) يقوم دور المعلم على تنظيم تعلم التلاميذ وليس على التلقين أو التعليم المباشر كما كان الحال في الماضي ، وينتظر منه لأداء هذا الدور أن يقوم بالمهمات التالية :
· التأكد من استعداد التلاميذ للتعلم .
· تحديد الأهداف التعليمية على شكل نتاجات سلوكية منتظرة من التلاميذ وتخطيط خبرات تعليمية ملائمة .
· استثارة دوافع التلاميذ .
· التقويم

ويرتبط بهذه المهمات التعليمية المطلوبة من المعلم مهمات تعليمية منتظرة من التلاميذ ، كتحقيق النتاجات العلمية وخاصة النتاجات التي تتصل بتكوين المفاهيم وحل المشكلات وتنمية المواقف والاتجاهات المرغوبة واكتساب المهارات .
وفي ضوء هذا الدور للمعلم لم يعد عمله مقتصرا على توصيل المعلومات إلى ذهن التلاميذ ، و إنما اتسع فأصبح المعلم مرشدا وموجها ومساعدا للتلميذ على نمو قدراته واستعداداته على اختلافها .

7) يهتم المنهج بتنسيق العلاقة بين المدرسة والأسرة من خلال مجالس الآباء والمعلمين والزيارات المتبادلة بين المدارس .
8) يهتم المنهج بأن تضطلع المدرسة بدورها كمركز إشعاع في بيئتها وان تتعاون مع المؤسسات والهيئات الاجتماعية ذات العلاقة بالمتعلمين كالبيت والمؤسسة الدينية والنادي وغيرها ، وان تكون على وعي كامل بدور هذه المؤسسات وما تقدمه من نشاطات تربوية لتجنب التكرار .
9) يهتم المنهج بإتاحة فرص اختيار الخبرات والأنشطة التعليمية أمام التلميذ ، ويثق بمقدرته على المشاركة في ذلك الاختيار على اعتبار انه كائن إيجابي نشيط .
10) يهتم المنهج الحديث بتنمية شخصية التلميذ بجميع أبعادها لمواجهة التحديات التي تواجهه ، وتنمية قدرته على التعلم الذاتي وتوظيف ما تعلمه في شؤونه الحياتية .


خليل العادي
khalil122@hotmail.com

د.فالح العمره 05-04-2005 11:46 AM

التخطيط في الرياضيات

يعد التخطيط أحد المتطلبات الأساسية للنجاح في تنفيذ معظم النشاطات الحياتية التي نقوم بها فالمحامي الناجح والمهندس والسياسي والبائع وغيرهم يحتاجون إلى الوقت الكافي من أجل تنفيذ النشاطات التي يقومون بها من أجل تحقيق الأهداف المرجوة، ومعلم الرياضيات الناجح يحتاج إلى الوقت ليقضيه في إعداد الخطط السنوية وخطط الوحدة والخطط اليومية هذا بالإضافة إلى التخطيط لرسم الخطوط العريضة للمساقات التي يراد تدريسها بالإضافة إلى الامتحانات التي يستخدمها في تقويم الأنشطة والتحقق من وصول التلاميذ إلى الأهداف المتوخاة وحتى المعلمين من ذوي الخبرة فهم بحاجة إلى الوقت الذي يقضونه في إعادة إعداد الخطط الدرسية التي أعدوها سابقاً حتى تظل خططاً درسية نامية ومتطورة وتتمشى مع التغيرات الحاصلة في ظروف المدرسة والمناهج وإلا اعترى تلك الخطط الجمود والروتين وتصبح بذلك خططاً بالية لا تحقق جميع الأهداف المرجوة.
إن الخطة الدرسية هي بمثابة ترجمة حقيقية لأهداف ومحتوى المنهاج المدرسي إلى خطة إجرائية، وإن المعلم الذي يتصف بالحيوية والنشاط لابد وأن يستعين بالإعداد والتخطيط لدروسه لكي يكون سيد الموقف الصفي، يسير بخطى ثابتة نحو تحقيق الأهداف المرجوة.
أنواع التخطيط:
أ- التخطيط السنوي: هو تخطيط يضع المعلم من خلاله خطة سنوية للمقرر الذي سيدرسه للطلاب وهنا يجب على المعلم أن يضع الأمور التالية في عين الاعتبار:
1- تحليل المقرر إلى وحدات دراسية .
2- تحديد الأهداف المرجوة لكل وحدة دراسية .
3- تحديد الوقت اللازم لتحقيق هذه الأهداف .
4- تحديد النشاطات والوسائل اللازمة لتنفيذ النشاطات .
5- تحديد أدوات ووسائل التقويم من اختبارات وبرامج للوقوف على مدى تحقيق الأهداف المرجوة من قبل الطلاب .
ب- تخطيط الوحدات : وتتضمن خطة الوحدة الأهداف والنشاطات ووسائل التقويم وأدواته اللازمة للمدة التي ستدرس منه وهناك أمور يجب على المعلم مراعاتها في تخطيط الوحدات وهي :
1- ما أهمية تلك الوحدة ؟ وماهي الأهداف المراد تحقيقها من تدريس الوحدة ؟ وماهي المفاهيم والمهارات التي تحويها وقابليتها للتطبيق مباشرة ؟ وماهي مفاتيح الارتقاء بها ؟
2- ماهي الأفكار المحورية والمفاهيم الشاملة للوحدة ؟ ماهي الأشياء التي سيتم التركيز عليها ؟ كم من الوقت يلزم لتدريس الوحدة ؟
3- ماهي الطرائق التدريسية الملائمة لهذه الوحدة ؟ وماهي المفاهيم والمهارات والخبرات التي يحتاج إليها التلاميذ كخلفية مطلوبة لتعلم تلك الوحدة ؟ ماهي الوسائل والأجهزة والأدوات اللازمة لتدريس هذه الوحدة ؟
4- ماهو نوع التقويم المناسب لمحتوى الوحدة ومستوى الصف ؟
ج – الخطة اليومية : وهذه الخطة تعود على المعلم بما يلي :
1- تكسب المعلم الثقة بنفسه أمام تلاميذه . 2- تجعل المعلم ملماً بالدرس ولا يقع في الارتجال والمغامرة .
الخطة اليومية يجب أن تتضمن مايلي :
1- الأهداف : والتي تعني ما الذي سأدرسه في هذه الحصة ؟
وبالرغم من أن الأهداف تبدو نظرية في الدروس اليومية إلا أنها تشكل خلفية لما يدور في الدروس لذا على المعلم أن يخبر تلاميذه بتلك الأهداف حتى يتعرفوا على المسئولية التي تقع على عاتقهم وما هو المطلوب منهم في تقويم التعلم
كأن يقول لهم : ماذا نود أن نضيف إلى معلوماتنا في هذه الحصة ؟ ويذكر لهم ذلك في نقاط ثم يستعرضها بالشرح .
2- كيف يبدأ المعلم الحصة ؟ وكيف ينهيها ؟
لابد على المعلم أن يسعى أن تكون بداية الحصة قوية وعلى وجه الخصوص في أول خمس دقائق من زمن الحصة الدرسية والتي تعتبر حاسمة والتي سينسحب أثرها على وقت الحصة كله . فيمكن لتمرين يثير تفكير التلاميذ وحماسهم لحله أن يحفزهم للعمل طوال الحصة بتفاعل جيد ومشاركة فعالة .
أما بخصوص إنهاء الحصة أو ما يسمى بالغلق ، فإن من الأخطاء الشائعة لدى بعض المعلمين أن ينهي المعلم درسه بالعبارة التالية : ( إن الواجب القادم هو ... ) مع أنه من المفروض أن ينهي المعلم الدقائق الأخيرة من الدرس في استجماع الأفكار التي نوقشت في الحصة ، فيمكن له أن يوجه لتلاميذه أسئلة من النوع التي تضيف شيئاً إلى ما تم تقديمه أو ملخص سبوري مناسب على أن يتم ذلك قبل قرع الجرس .
3- الدافعية : كل موقف تعليمي تعلمي يحتاج المعلم إلى بعض الأنشطة التي تحفز تلاميذه للعمل والمشاركة الفعالة والتي تثير اهتمامهم للقيام به . وعلى المعلم الذي يرغب في إثارة دافعية تلاميذه للتعلم أن يتجنب التعليمات والأوامر والنواهي حيث أنها تقيد التفكير الحر لدى التلاميذ مما يؤثر سلباً على دافعيتهم للتعلم ، ولكن يمكن للمعلم أن يختار أنشطة يتيح الفرصة لكل تلميذ المحاولة والتجريب فعلى سبيل المثال إذا قام المعلم بإثارة مشكلة أمام التلاميذ وطلب منهم أن يجمعوا المعلومات والبيانات والحلول حتى يكتشف التلاميذ بأنفسهم الحلول والإجابات المطلوبة حيث تولدت لديهم الدافعية لذلك
4- الطريقة : تعتمد الطريقة التدريسية على مشاركة التلاميذ في النشاطات المرتبطة بأهداف الدرس حيث تتاح لهم الفرصة الكافية للإجابة والتفاعل مع الموضوع سواء أعطى الدرس بأسلوب المناقشة أو طريقة المعمل حيث يقوم التلميذ فيه بإجراء بعض التجارب وعمل بعض القياسات أو يكون الدرس قائماً على الأنشطة التي يقوم فيها التلميذ في اكتشاف المفاهيم والأفكار بالدراسة الذاتية أو يكون الدرس قائماً على استخدام الوسائل السمعية والبصرية مثل الأفلام وغيرها أو استخدام المجموعات في التدريس أو الحاسب الآلي في التدريس فمهما تعددت الأساليب وطرائق التدريس فلابد أن تتمحور حول نشاط التلميذ أكثر من نشاط المعلم وأن يكون المعلم منظماً لتعلم تلاميذه لا ملقناً لهم .
5- الوسائل التعليمية : تلعب الوسائل التعليمية التي تتضمنها خطة الدرس دوراً فاعلاً في عملية التعلم وقد تكون مصدراً للتعلم نفسه وقد تكون من أجل توضيح المفاهيم والأفكار الرياضية الواردة في الدرس وخطة الدرس الناجحة هي التي تتيح للتلاميذ دوراً في إيجاد الأشياء وجمعها وعملها وقد تكون الأشياء عبارة عن بيانات يجمعها التلاميذ حيث تدعم التدريبات والتمارين الموجودة في الكتاب المقرر .
6- الأسئلة : إن توجيه الأسئلة للتلاميذ من قبل المعلم هي بمثابة طريق ذي فرعين للوصول إلى التعلم المنشود حيث يطلب من المعلم أن يوجه الأسئلة التي تثير أفكار التلاميذ وبالتالي تجعلهم يوجهون أسئلة أخرى مرتبطة بتلك الأسئلة للمعلم أو لزملائهم للوصول إلى أجوبة حول أفكارهم من أجل ذلك فلا بد من أن يكون التلميذ حراً في طرح الأسئلة بعيداً عن الخوف والحيرة من الفشل والإحباط والعقوبة وأن لا يستهزأ بسؤاله مهما كان . وأن يخلق المعلم جو يساعد التلميذ على الاستيضاح لشيء لم يسمعه أو لم يفهمه حيث يصغي الجميع لسؤاله مع تقبل المعلم لإجابات التلاميذ سواء كانت صحيحة أو خاطئة مع تشجيع الإجابات الصحيحة وتعديل الخاطئة وعدم التوبيخ عليها حتى لا يمتنع التلاميذ عن الإجابة مستقبلا .
7- التقويم : يقصد بالتقويم هنا الحكم على مدى فعالية الخطة الدرسية بعد تنفيذ النشاطات المتضمنة فيها ، ولكن الكثير من المعلمين لا يفكر في خطة الدرس بعد تنفيذ محتواها ، بل ينتقل إلى إعداد خطة درس آخر مع أنه من المفروض أن يسأل المعلم نفسه هل نجحت الخطة في تنفيذ النشاطات المتعلقة بها بمستوى جيد ؟ وهل حققت الأهداف المرجوة والمتضمنة في الخطة الدرسية ؟ لذا لا بد وبناءً على أسلوب مناسب في التقويم ومنه التقويم الذاتي الحكم على ذلك . ويمكن للمعلم أن يشارك زملاء ه وحتى التلاميذ في الحكم على نجاح الخطة ويسجل ملاحظاتهم ليستعين بها في إعداد خطط الدروس القادمة وكذلك في إعداد خطة الدرس نفسه في السنة القادمة .

الهدف السلوكي :
أصغر ناتج تعليمي سلوكي يتوقع حدوثه ويمكن ملاحظته بعد عملية تعليمية
قاعدة كتابة الهدف السلوكي :
أن + فعل سلوكي + الطالب + مصطلح من المادة + الحد الأدنى للأداء
أن يحل الطالب معادلة الدرجة الثانية باستخدام القانون العام في خمس دقائق
أفعال سلوكية يمكن قياسها :
يصف – يحدد – يجمع – يذكر – يقيس – يرسم – يحل – يقارن – يحول – يكتب – يبرهن .

والى اللقاء في نشرات قادمة ومفيدة بإذن الله تعالى
أخوكم
حسين بن علي يحيى النعمي
مشرف مادة الرياضيات بمحافظة القنفذة

د.فالح العمره 05-04-2005 11:50 AM

كتاب العِلـــم

اســـتهــلا ل .

ليس من سبيل أمام الإنسان لمعرفة نفسه إلا معرفة ربه، وليس له من سبيل معرفة ربه إلا معرفته لنفسه ،ومن ثم لأشكال الحياة من حوله 0
إننا لا ننظر إلى الله تبارك وتعالى نظر العين ، ولكن نتعرف على الذات الإلهية ونحن ننظر إلى كل إبداع إلهي ، فالذي لا يعرف الله يصعب عليه أن يؤمن به ، وهنا تنطرح الحكمة الإلهية على ضمير الإنسان فتزجيه نحو التعرف على ربه ، ولا تزجيه نحو النظر إليه ، على ركيزة أن المعرفة هي الأصل في تقديم الله إليك ، تقديم الله بكل جلاله وعظمته وقدراته ومدلولات أسمائه الحسنى 0 ففي حياتك اليومية تقول عن شخص تراه كل يوم يمر بجانبك ويلقي عليك السلام بأنك لاتعرفه ، وتقول عن شخص لم تره رأي العين قط ولكنك تتعامل معه من بعيد بأنك تعرفه 0 إذاً ليس المهم النظر إلى الشخص ، ولكن المهم مدى حجم المعرفة بطبيعة الشخص ، فمعرفة الشخص هي ذات الشخص ، أما النظر لوحده مهما طال فإنه لن يقدمه إليك ، ولن يقدمك إليه 0 المعرفة هنا غنتك عن النظرة ، بيد أن النظرة هناك لم تغنك عن المعرفة 0 وأنت لا تؤمن بوجود وردة لا تهبك رائحة ، ولكنك عندما تشتم رائحة وردة فإنك تؤمن بوجودها حتى لو خفى عنك ظاهرها0
لهذا فإن ربك لم يأمرك أن تنظر إليه ، بل أمرك أن تقرأه 0 ففي البدء " كانت الكلمة " ولم تكن النظرة0 القراءة هنا تمنح مخيلتك الخيال الخصب وتفسح في مشاعلها أنهار التأمل والتفكر ، فالقرآن الكريم هو خطاب لغوي تأملي فكري يوسع المدركات العقلية والرؤى التأملية والتخيلية وهو دعوة جلية للاستدراك واليقظة من غفوة اللاقراءة ، حتى الرسل والأنبياء عليهم السلام ارتقوا إلى ربهم بالقراءة ، وكذلك فإن قلب النبي صلى الله عليه وسلم يطمئن عندما يخاطبه الله تبارك وتعالى ويضرب له الأمثال التي تشير إلى قدراته ولاتُظهره له 0
لقد آمن النبي صلى الله عليه وسلم بربه دون أن يره رأي العين في زمن شهد قمة المجد الوثني ، وكان الشخص الوحيد الذي أنكر ذاك المجد الوثني ورفضه لينشر رسالة رب كريم لم يره ، ولكنه أصغى جيداً لمدلولات كلمة /اقرأ/ التي حملها إليه ملاك ، فقد كانت الكلمة عالماً من المعرفة وشمساً سطعت على ظلام أزلي ، أجل إن قوة إيمان محمد صلى الله عليه وسلم ولّد تها تلك الكلمة الأولى التي لبثت الأساس المتين لمراحل التطور الإيماني لديه صلى الله عليه وسلم 0 فالكلمة كانت برهانه الأكبر إلى المعرفة ، لقد تلقاها وهو في الأرض من رب يبعد عنه بعداً لا يبلغه به خياله ، ولكنه استمع إلى الكلمة جيداً وبنى عليها جهاده في نشر المعرفة ، واستطاع أن يقنع المقربين له بها حتى توسّع الدين الجديد الذي دعا إليه ، والناس صدّقوه وآمنوا بالله من خلاله ودخلوا دين ربهم أفواجاً بناءً على الكلمة التي سمعوها من هذا الرجل الأمين 0 واستمدت المعرفة أهميتها الكبرى لأنها غدت الدليل إلى معرفة الله الذي ما كانوا يعرفوه حتى شاع مثل في الناس يقول : " لم أر الله بعيني ، ولكن عرفته بعقلي " 0 وهذا المثل التلقائي الذي يُردد في الأوساط الش!
عبية ، يعزز مكانة المعرفة وأهميتها في درجة الإيمان 0 إذاً فليس من سبيل للإيمان بالله إلاّ سبيل المعرفة التي يكتسبها الإنسان على قدر إصغائه للكلمة ، بل إن الإيمان بذاته هو الشكل الأصفى والأرقى للمعرفة البشرية 0
وقد جعل الله تبارك وتعالى أشكالاً وألواناً للمعرفة البشرية وهي فروع تؤدي إلى سعة معرفته ، لذلك فإن الإنسان كلما بحر في علوم المعرفة ازداد إيماناً بقدرات الله مهما اختلفت أجناس هذه المعرفة من أدب ، وعلم ، وفلك ،وفن ، وطب ، وفقه 0 يبقى هذا الكلام المبارك الذي جاءنا , الدليل الأكبر لانفتاحنا على معرفة أنفسنا ، ومعرفة ما في الطبيعة التي نعيش فيها ، وتعيش فينا,ففيه نقع على شرح أنفسنا ، شرح الطبيعة ، فهو الكلام الأقوى والأبقى على الأرض ،بل هو الكتاب الأكثر ثقة وخلوداً وامتلاءً " ألم تر أن الله أنزل من السماء ماءً فأخرجنا به ثمرات مختلفاً ألوانها ومن الجبال جدد بيض وحمر مختلف ألوانها وغرا بيب سود ، ومن الناس والدواب والأنعام مختلف ألوانه كذلك إنما يخشى الله من عباده العلماء " 0 فاطر , الآيتان 27 – 28 0
والعلم في جوهره لا يتحقق إلا عبرا لمعرفة ، فالمعرفة هي أم العلوم ، والعلوم كلها هي فروع شجرة المعرفة 0 لقد أكرم الله الإنسان بأن جعله يتفقّه في المعرفة ويتفكّر في آيات الكون ، وهذا يحقق للإنسان متعة اكتساب المعرفة ، ومتعة ارتقائه من كائن غير عارف ، إلى كائن عارف ، من كائن مظلم لكائن مضيء ، إضافة إلى أن هذه المعرفة تحقق له الطمأنينة الروحية وتزيح عنه كل مرض من أمراض الروح 0 فهو إذن لم يأ ت صدفة من مجهول ،و بالتالي لن يذهب إلى مجهول 0 كلمّا اكتسب هذا الإنسان –المتفكّر بآيات الكون – المعرفة ، ازداد طمأنينة ، وامتلأ ثقة بجدوى وجوده وحياته 0
علينا دوماً أن نكون منفتحين لاستقبال أشكال الحياة ونرنو نحو اكتشافات جديدة تزيد في درجة معرفتنا بالله وإيماننا به ، فإن الإيمان يتدرج بنا نحو الأعلى كلما تدرّجنا في المعرفة ، وهو يهبط بنا كلما تدنت لدينا المعرفة 0 ودوماً إن أولئك الذين لا يؤمنون بالله هم الذين ما عرفوه وما تلوا كتابه المبارك 0 من هذه النقطة الحساسة تناولتُ هذه الوقفة مع كتاب العلم في الإسلام ، وهو بحث شاق ومرهق استنزف وقتاً طويلاً ، لكنه أمتعني في فصوله وزادني إيماناً0

نشر العلــم عبر اللغة .

نزل القرآن الكريم على مجتمع عربي أمي لايجيد القراءة والكتابة وكذلك من خلال رسول أمي عليه أن يبلغ هذا القرآن عبر اللغة . وهنا تميّز محمد صلى الله عليه وسلم عن سائر أنبياء البشرية فهو النبي الوحيد الذي بُعث في مثل هذه الظروف .فعندما جاء الإسلام لم يكن هناك من يجيد الكتابة إلا سبعة عشر شخصاً- يمكن لمن يشاء معرفتهم في العقد الفريد لابن عبد ربه - ويذكر الجهشياري في " كتاب الوزراء والكتاب " مَنْ كانوا يدوّنون الوحي نقلاً عن النبي صلى الله عليه وسلم خشية الضياع أو النسيان وهم :علي بن أبي طالب ، وعثمان بن عفان ،وأُبي بن كعب ، وزيد بن ثابت ، وخالد بن سعيد ، ومعاوية بن أبي سفيان ، ومعيقيب بن أبي فاطمة ، وعبد الله بن أبي السرح . إذ لم يكن النبي صلى الله عليه وسلم ليكتب الوحي فور تلقيه وبعد ذلك شجع الرحمة المهداة صلى الله عليه وسلم محو الأمية ، بل ودفع بعضهم لتعلّم لغات أخرى مما لهذه المعرفة اللغوية من كسب للانفتاح على العالم . يقول زيدبن ثابت : " أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أتعلم كتاب يهود ، قال : إني والله ما آمن يهود على كتاب . قال زيد فما مرَّ بي نصف شهر حتى تعلمته له !
، فلما تعلمته كان إذا كتب إلى يهود كتبت إليهم ، وإذا كتبوا إليه قرأت له كتابهم " رواه الترمذي(*) . فأصبح طلب العلم فريضة على كل مسلم ومسلمة رغم أن عدد النساء عند نزول القرآن كان الأقل ففي "فتوح البلدان " يذكر البلاذري :أم كلثوم بنت عقبة ، وحفصة بنت عمر ، والشفاء بنت عبد الله التي كانت كاتبة في الجاهلية ، وأم سلمة التي كانت تقرأ ولاتكتب 0 ولأن القراءة هي المصدر لنشر الوعي الديني أمر النبي صلى الله عليه وسلم بتكريم العلماء والعارفين لأنهم يسهمون بفعالية في نشر رسالة الإسلام حتى أقر القرآن بأنهم : " ورثة الأنبياء " وقال النبي صلى الله عليه وسلم :" مَنْ تعلم العلم يحيي به الإسلام لم يكن بينه وبين الأنبياء إلاّ درجة ". وقال :"إنما بُعثتُ معلماً ". وأمر الناس أن يوقروا علماءهم فقال للأنصار عندما قدم عالمهم سعد بن عبادة :" قوموا لسيدكم ". وفي رواية :"قوموا لحبركم ".
وقال أبوثعلبة : يارسول الله ادفعني إلى رجل حسن التعليم ، فدفعني إلى أبي عبيدة بن الجراح ثم قال : دفعتك إلى رجل يحسن تعليمك وأدبك ". وقال عليه الصلاة و السلام:"علموا ويسروا ولاتعسروا ، وبشروا ولاتنفروا ". "سيأتيكم قوم يتفقهون ، ففقهوهم وأحسنوا إليهم ". ويكفي أنه وجه خطاباً عاماً لكافة المسلمين :" تركت فيكم ما إن تمسكتم به ، لن تضلوا أبداً : كتاب الله وسنتي ". والإنسان كذلك يتدرّج في تحصيل العلم يقول الله تعالى :" يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات "(أ) 0
وقال صلى الله عليه وسلم :" من سلك طريقاً يلتمس فيه علماً ,سهل الله له طريقاً إلى الجنة "(ب) 0
وروي عنه أنه قال :" يا أبا ذر لئن تغدو فتعلم آية من كتاب الله خير لك من أن تصلي مائة ركعة ، ولئن تغدو فَتُعلّم باباً من العلم عُمل به أو لم يُعمل به خير لك من أن تصلي ألف ركعة "(ت) 0
================================================== =
(*) سنن الترمذي ،(22) باب ما جاء في تعليم السريانية ، رقم الحديث (2716) وقال:هذا حديث حسن 0

وروي عنه أنه قال :" فقيه واحد أشد على الشيطان من ألف عابد " (ث) 0
وكما روي عنه صلىالله عليه وسلم :" فضل العالم على العابد كفضلي على أدناكم "(ج) 0 وقال صلى الله عليه وسلم :" أن الله وملائكته وأهل السموات والأرض حتى النملة في جحرها وحتى الحوت في جوف البحر ليصلون على معلمي الناس الخير "(ح) 0
يقول الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه :" العلم خير من المال ، العلم يحرسك وأنت تحرس المال ، والعلم حاكم والمال محكوم ، والمال تنقصه النفقة ، والعلم يزكو بالإنفاق ".
وعن فضل العلم يقول معاذ بن جبل رضي الله عنه :"تعلموا العلم فإن تعلمه لله خشية، وطلبه عبادة ، ومذاكرته تسبيح ، والبحث عنه جهاد ، وتعليمه لمن لايعلمه صدقة ، وبذله لأهله قربة ، لأنه معالم الحلال والحرام ، ومنار سبل أهل الجنة ، وهو الأنيس في الوحشة ، والصاحب في الغربة ، والمحدث في الخلوة ،والدليل على السراء والضراء ، والسلاح على الأعداء ،والزين عند الأخلاء ، يرفع الله به أقواماً فيجعلهم في الخيرة قادة وأئمة تقتص آثارهم ، ويقتدى بفعالهم ، وينتهى إلى رأيهم . ترغب الملائكة في خلتهم ومصاحبتهم وبأجنحتها تمسحهم ، يستغفر لهم كل رطب ويابس ، وحيتان البحر وهوامه ، وسباع البر وأنعامه ،لأن العلم حياة القلوب من الجهل ، ومصابيح الأبصار من الظلم ، يبلغ العبد بالعلم منازل الأخيار ، والدرجات العلى في الدنيا والآخرة . التفكر فيه يعدل الصيام ، ومدارسته تعدل القيام ،به تُوصل الأرحام ، وبه يعرف الحلال من الحرام ، وهو إمام العمل ، والعمل تابعه ، يُلْهَمهُ السعداء ويحرمه الأشقياء ".
فالعلماء أسهموا بفعالية بالغة في نشر الإسلام وأيضاً هم الذين كتبوا القرآن نقلاً عن النبي صلى الله عليه وسلم . إن الله هو الذي حفظ القرآن ، ولكن هؤلاء أيضاً كتبوه ولهم فضل كتابته ، فهم أناس الاستنارة الأجلاء ، وأبرز اختصاصيي الروح وفقه الذات .
يقول صاحب المنار:" بعث الله محمداً صلى الله عليه وسلم أمياً , ولم يُنقل لنا أن الله سبحانه وتعالى بعث نبياً أمياً غيره ، فهو وصف خاص لايشارك به محمداً صلى الله عليه وسلم أحد من النبيين ، والأمية آية كبرى من آيات نبوته فإنه جاء بعد النبوة بأعلى العلوم النافعة ، وهي ما يُصلح ما فسد من عقائد البشر وأخلاقهم وآدابهم ، وأعمالهم وأحكامهم ، وعمل بها فكان لها من التأثير في العالم ما لم يكن لغيره من خلق الله ".

فضل العلــــم .

لقد بيّن الله في القرآن الكريم فضل العلم على الناس وهذه طائفة من هذه الآيات المباركة :
- "وقال الذين أوتوا العلم ويلكم ثواب الله خيرٌ لِمَنْ آمن وعمل صالحاً ولايلقاها إلا الصابرون "(خ)
- "وتلك الأمثال نضربها للناس وما يعقلها إلاّ العالمون " (د)
-"شهد الله أنه لا إله إلا هو والملائكة و أولو العلم قائماً بالقسط لاإله إلاّهو العزيز الحكيم "(ذ)
-"يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات "(ر)
-"قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لايعلمون "(ز)
"ياأيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم "(س) 0

ومما قاله النبي صلىالله عليه وسلم : "إن الله لايقبض العلم انتزاعا ينتزعه من العباد ، ولكن يقبض العلم بقبض العلماء حتى إذا لم يبق عالم اتخذ الناس رؤوساً جهالاً فسئلوا فأفتوا بغير علم فضلوا وأضلوا "(ش)
-"مَنْ يرد الله به خيراً يفقهه في الدين إنما أنا قاسم ، ولن يزال أمر هذه الأمة مستقيماً تقوم الساعة وحتى يأتي أمر الله "(ص)
-" إن مثل العلماء في الأرض كمثل النجوم في السماء يهتدي بها في ظلمات البر والبحر فإذا طمست النجوم أو شك أن تضل الهداة "(ض)
-"العلماء ورثة الأنبياء ، وإن العلماء لم يورثوا ديناراً ولا درهماً ، إنما ورثوا العلم فمن أخذه أخذ بحظ وافر "(ط)
-" مَنْ خرج في طلب العلم فهو في سبيل الله حتى يرجع "(ظ)
فإذن يكتسب الإنسان المعرفة والنضج والامتلاء بالحياة من كل شيء حوله . والحكمة في الإسلام هي ضالة المؤمن أينما وجدها أخذ بها . والرسول صلى الله عليه وسلم دفعك لتبحث عن العلم ولو في الصين وكانت الحكمة تُتلى في بيته كما يُتلى القرآن وقد أمر الله نساء النبي أن يذكرن :ما يتلى في بيوتهن "من آيات الله والحكمة " وسورة كاملة من القرآن حملت اسم لقمان وهو ليس نبياً ولكنه كان حكيماً ومما قاله هذا الرجل الحكيم الذي دفعته حكمته إلى تلك المكانة العالية في القرآن وهو يخاطب ابنه :"جالِس العلماء و زاحمهم بركبتك ، فإن الله سبحانه يحيي القلوب الميتة بنور العلم ،كما يحيي الأرض الميتة بوابل السماء ، وإياك و منازعة العلماء فإن الحكمة نزلت من السماء صافية ، فلما تعلمها الرجال صرفوها إلى هوى نفوسهم ". يبدو أن إمام الحكمة هذا كان شعلة استنارة في قومه حتى استطاع برحمة الله أن يحظى بهذا الاحتفاء الإلهي . وهنا سأقف أمام ما يمكن أن يلخّص موقف هذا الرجل الخالد من ظاهرة الحياة في الناس ، فقد سُئل : أي الخصال خير للإنسان ؟
قال : الديـن 0
قيل: فإذا كانت اثنتين ؟
قال : الدين والمال .
قيل : فإذا كانت ثلاثة ؟
قال الدين، والمال ، والحياء.
قيل :إذا كانت أربعة ؟
قال : الدين ، والمال ، والحياء ، وحسن الخلق .
قيل : فإذا كانت خمساً ؟
قال : الدين ، والمال ، والحياء ، وحسن الخلق ، والسخاء .
قيل : فإذا كانت ستاً ؟
قال : مَنْ اجتمعت فيه الخصال الخمس ، فهو تقي نقي ولله ولي .

مكانة القراءة .

القراءة هي إحدى أهم مصادر المعرفة ، ومهما بلغ الإنسان من تطور وتقنية لتلقي المعرفة ، فإنه لايستغني عن القراءة من كتاب فثمة معرفة لاتتحقق إلاّ عبر الكلمة مهما تقدّم الزمن ، وسأضرب لكم مثلاً ، فإذا تم تقديم سورة من سور القرآن الكريم من خلال مشاهد تمثيلية مصّورة في محاولة للاستغناء عن قراءة آية فإنها تفشل فشلاً ذريعاً في ذلك ، لأن هذا القرآن خلقه الله وأنزله ليُقرأ .. ليقرأ فحسب . وهذا بذاته يكون فيما لو قام شخص ما بالتغني بسورة أو آية . لأن القرآن أُنزل لُيقرأ ، لا ليُغنى أو يُلّحن . وبالتالي فإن ما تأخذه بالقراءة لا تأخذه بأي وسيلة أخرى حتى لو كانت سماعية بصوت أبلغ قارئ له.
إن على الإنسان أن يتعرف على الله بجهوده ومسعاه العملي ، فمنظر ربيع أو شجرة عامرة بالبلابل والورد من خلق شاشة ، لايقدّم لك ما يقدّمه دخولك واستنشاقك الطبيعي . وكذا فالقارئ مهما بلغ من حسن في صوته وبلاغة في تلاوته ، فإنه لايقدم لك كنوز القرآن بقدر ما تقدّمه قراءتك الذاتية والتأملية له : " إن في خلق السموات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات لأولي الألباب ، الذين يذكرون الله قياماً وقعوداً وعلى جنوبهم ويتفكرون في خلق السموات والأرض ربنا ما خلقت هذا باطلاً سبحانك فقنا عذاب النار "(ع) 0
القراءة هي ذاكرة الإنسان ، والإنسان هو ذاكرة القراءة ولذلك فإن هذا الإنسان لم يجد طريقا إلى كماله إلاّ بعد أن تعلّم كيف يقرأ . فإنسان لايقرأ هو إنسان ناقص بكل المقاييس مهما كان موقعه الاجتماعي .

يرى بعض الذين لا يقرؤون أن القراءة لم تعد مجدية في عصر التفجر المعلوماتي لأن مايريده الإنسان بات في متناول يده بمجرد الضغط على زر . هذا كلام صحيح ولكنه ناقص لأن المعرفة وأي معرفة لاتأتي إلاّ عبر القراءة الفكرية والقلبية والبصرية ، وإن أتت فإنها تأتي غير مكتملة وكذلك تكون سريعة النسيان . والواقع فإننا تعلمنا من الحياة والتجارب بأن ما يأتي بسرعة ،يذهب بسرعة والعكس صحيح . وللمثل على هذا فكم من معلومة أتتنا عبر القنوات الفضائية ..؟ ما الذي لبث في ذاكرتنا منها ؟. في حين أننا نحفظ نشيداً قرأناه وكتبناه على مقاعد الصفوف الإبتدائية الأولى حتى لو بلغنا الثمانين من العمر ، لأن المعلومة أتت بالجهد المضني مما أدى إلى ترسيخها ترسيخاً عميقاً في الذاكرة . يمكن لنا أن نستمع بشكل يومي إلى أشرطة تحتوي على سور من القرآن الكريم ، لكن لانحفظ في حين أننا حفظنا سوراً منذ المرحلة الإبتدائية ولاننساها ولذلك جاء الخطاب الإلهي إلى النبي : اقرأ . ولم يكن : اسمع .رغم أنه كان في حالة سماع :" اقرأ باسم ربك الذي خلق ، خلق الإنسان من علق ، اقرأ وربك الأكرم الذي علم بالقلم علم الإنسان ما لم يعلم "(غ) 0
إذن كان عليه أن يقرأ ماسمع وبذلك يحفظ, وأي طريقة أخرى فإنها لاتجدي ولاتؤدي إلى الحفظ . وهذا الخطاب ذاته يشمل الناس حتى يسيروا على ما سار عليه محمد عليه الصلاة والسلام ويحفظوا خطاب الله . هذا المثال الديني يعزز مكانة القراءة ويثبت أن لابديل عنها .. في شوارع أوربا وفي قطاراتها وحافلاتها ومواقفها الداخلية ترى الناس يستغلون هذه الأوقات الضائعة لقراءة جريدة أو جزء من كتاب في حين أن مكتباتنا تتحول شيئاً فشيئاً إلى محلات لبيع الخردة وبيع بناطيل الجينز وإذا سألت أصحابها قالوا لك : لاأحد يقرأ .. لكن الناس يلبسون الجينز ويبتاعون الخردة . هذا يحدث في بلادنا مع تفجّر الثورة المعلوماتية في وقت يزداد فيه أهل الغرب قراءة0 لايمكن للسماع أن يكون على حساب القراءة .. فمشاهدة فيلم لايمكن بأي حال أن تغني عن قراءة الرواية التي أُخذ عنها هذا الفيلم . ومن هذا المنطلق فإننا نرى أن أكثر الروايات العالمية مبيعاً هي تلك التي تتحول إلى أفلام وهنا تتحول السينما إلى عملية ترويج للقراءة ، فأنت في القراءة لاأحد يشاركك ولاأحد يشوّش عليك على عكس ما تشاهد الأحداث في صالة سينما ضخمة ومهما حاولت التركيز واستطعت!
أن تشاهد هذه الأحداث عبر جهاز في منزلك فلن تظفر بما تظفر به من خلال مسك الرواية بيديك وقراءتها حرفاً حرفاً من الغلاف إلى الغلاف . مثل هذا الكلام لايعني الدعوة إلى القطيعة عن وسائل تلقي المعرفة الأخرى ولكنه دعوة لعدم الميل كل الميل إليها فإن الأشجار في النهاية تقف على جذورها 0

الأمية الثقافية .

لقدتم الحديث مطولاً عن الأمية المنتشرة في بلادنا لأسباب متفاوتة وفي تقديرنا أن هذه الأمية تضاءلت ولسوف تتضاءل في السنوات العشر القادمة على نحو أوسع ،لأن أي أب ومهما كان موقعه فهو لن يترك أبناءه دون دخول مدارس في عصر التفجر المعلوماتي . لكن الخوف كل الخوف من تفشي الأمية الثقافية بين شرائح واسعة من فئات مجتمعاتنا المتعلمة . فالطبيب ، أو المدرّس ،أو المحامي ، أو المهندس ، أو السياسي .. ما إن يتخرج ويواجه عمله حتى تراه يتوقف كلياً عن تثقيف نفسه . فلدى الطبيب قناعة أن كل ما يدفعه إلى التفوق في مهنته هو الإلمام بمزيد من النشرات والكتب والمحاضرات والمكتشفات الطبية . وقس هذا على الاختصاصيين الآخرين ، وهذا نفسه يأتي حتى على الفقيه . والواقع أن كل أجناس المعرفة تكمل بعضها , فالفقيه الذي لايعرف شيئاً عن آثار التدخين من الناحية الطبية تكون نظرته شكلية . فعليه أن يحفظ الشعر ، ويقرأ في الفضاء ، ويقرأ في الهندسة ، ويقرأ في الأدب والحكمة حتى يستطيع أن يوسّع مفهومه عن الحياة المعاصرة وبالتالي يمكنه أن يجري مقارنات بين هذه المنجزات الحديثة وبين تفقهه في الدين . وهؤلاء جميعاً عليهم أن يحسنوا !
التعامل مع الثورة المعلوماتية الكبرى , وفي هذا ما أسميه : انفتاح العلوم البشريةعلى بعضها وتلاقح أجناس المعرفة بعضها ببعض . في حياتنا اليومية نقع على أشخاص من ذوي الاختصاصات , وعندما نلبي الدعوة لزيارة منازلهم تحل الصدمة علينا . فأزور فقيهاً في بيته ولاأرى في مكتبته الصخمة التي أفرد لها جناحاً كاملا من البيت كتاباً في الفلك أو الطب أو الأدب أو السياسة أو البيئة أو الشعر أو التاريخ . وهذا بذاته يكون لدى أصحاب الاختصاصات الأخرى . هذه هي الأمية الثقافية بعينها . فما المانع أن يقرأ الطبيب شيئاً من الشعر أو المسرح أو الرواية أو الفقه أو يشترك في مجلة ثقافيةأو دينية أو فكرية إلى جانب اشتراكه في مجلات طبية وهذا يأتي على الفئات الأخرى . إن محبة الكتاب هي محبة المعرفة البشرية برمتها ،والكتاب لايعني أبداً اختصاصا من الاختصاصات ، بل الكتاب هو المعرفة بمختلف أجناسها وألوانها . من هنا علينا أن نعزّز مكانة الكتاب في نفوسنا ونوليه قدراً أكبر من وقتنا وجهدنا ومالنا لأن الأمية الثقافيةهي أشد بؤساً وجهالة من الأمية التعليمية وإذا كانت الأمية التعليمية تُمحى على طاولات المدارس ، فإن الأمية الث!
قافية لايمحوها إلاّ الكتاب .
________________
مراجع

أ- سورة المجادلة ، الآية 11
ب- رواه ابن ماجة بسند صحيح
ت- رواه ابن ماجة بسند ضعيف وقد روي موقوفاً عليه
ث- خرجه الترمذي وابن ماجة وسنده ضعيف جداً .
ج- رواه الترمذي بسند ضعيف .
ح- الترمذي
خ- سورة القصص ، الآية 80
د- سورة العنكبوت ، الآية 43
ذ- سورة آل عمران ، الآية 18
ر- سورة المجادلة ، الآية 11
ز- سورة الزمر ،الآية 9
س- سورة النساء ، الآية 59
ش- البخاري ، كتاب العلم ، باب كيف يقبض العلم
ص- الحديث متفق عليه
ض- أخرجه الإمام أحمد في مستنده 3/157 ،لكن الهيثمي في مجمع الزوائد 1/121 ذكر أن فيه رشد بن سعد وهو مختلف في الاحتجاج به ، وأبا حفص صاحب أنس وهو مجهول .
ط- رواه الترمذي ، وصححه الألباني في صحيح أبي داود 2/694
ظ- أخرجه الترمذي في العلم
ع- سورة آل عمران ، الآية 190- 191
غ- الآية من 1 – 5

بقلم الأديب / عبد الباقي يوســــــف
روائـي وقاص ســـــوري
عضو اتحاد الكتاب العرب
عضو جمعية القصة والرواية السورية

د.فالح العمره 05-04-2005 11:51 AM

المعلم

مجلة تربوية ثقافية جامعة
على الرغم من اهتمام التربية الحديثة بجوانب النمو الوجداني والمهاري إلى جانب النمو العقلي المعرفي ، إلا أن المعرفة لاتزال -وسوف تظل - ذات أهمية خاصة للمعلم ولعمله في المدرسة.
دليل المعلم


مناهجنا ومناهجهم.. أيهما يجب أن يتغير ؟!

أريد أن أسوق تهنئة قلبية لأخي الأستاذ زياد بن عبدالله الدريس رئيس تحرير مجلة (المعرفة) التي تصدرها وزارة المعارف، على الدراسة الموضوعية المتميزة التي قدمها لقرائه عن صورة العرب في المناهج الدراسية لأكثر من ثماني دول غربية في مقدمتها الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وفرنسا وألمانيا، وثلاث دول آسيوية هي اليابان وكوريا والهند وكذلك البرازيل (المعرفة - ذو القعدة 1423هـ). ولست أشك أن أي عربي مسلم يقدر له الإطلاع على حصيلة هذه الدراسة سيصاب بصدمة عنيفة وغضب شديد، فالعرب والمسلمون في المناهج الأمريكية راكبو جمال متطرفون إرهابيون قذرون، وفي الإيطالية بدو متخلفون يسكنون الصحراء، وفي الفرنسية هم خطر داهم يهددون جيرانهم إلى الأبد، وفي المناهج الألمانية هم معادون للتقنية منكرون لحقوق الإنسان، وفي المناهج الهندية المسلمون حيات تنفث السم، وفي البرازيلية فان المرأة في الإسلام ليس لها روح، أما الصورة النمطية العامة في هذه المناهج للعربي المسلم فهو شيخ فاسق اختطف شقراء إلى خيمته بجوار بئر بترول. غير أن ما هو أخطر من ذلك كما أشارت مجلة المعرفة ان المرء يمكن أن ينتظر مثل هذا التشويه من وسائل الإعلام المعادية في هذه البلدان لأنها تعتمد على الإثارة ولا تحفل بالموضوعية، لكن من الصعب قبول ذلك من مناهج علمية ودراسات أكاديمية يفترض فيها الدقة والبحث والتحري والموضوعية، وتزويد الأجيال بالحقائق. ولابد أن يدرك القارئ الكريم أيضاً ان تقرير مجلة المعرفة قد تضمن من شتائم العرب وسباب المسلمين ما يسمح الذوق والأدب العام بنشره، واستبعد التقرير كل ما هو مستبشع كما تقول المجلة: (لقد ترددنا كثيرا أن نورد أوصافا - هي غيض من فيض - أطلقها مؤلفو الموسوعات والكتب الأكاديمية والمدرسية في الدول الغربية على القرآن الكريم والإسلام والنبي محمد صلى الله عليه وسلم والعرب والمسلمين، فهي ليست فقط بعيدة عن الموضوعية والأمانة العلمية، بل هي - بكل تأكيد - بعيدة أيضا عن الشعور والذوق والتهذيب الإنساني). *** هل هناك أي منهج في مدارسنا يقدم غير العرب والمسلمين بهذه الصورة البشعة المستقذرة ويعمق في عقول الأجيال المتلاحقة الاحتقار لهم والكراهية لحياتهم والخوف من وجودهم؟!. بل هل تنشر صحفنا ووسائل إعلامنا في معظمها إلا الثناء على المجتمعات الغربية والإعجاب بنهضتها والكثير من المديح لدول مثل اليابان وكوريا وحتى الهند والبرازيل والإشادة بنهضتهم وتقدمهم، وان كان ثمة من نقد فانه لا يقاس بما ينشرونه هم من تشريح لمجتمعاتهم وتنديد بجوانب النقص والفساد في مسيرتهم. هل يقال بعد ذلك أن علينا نحن العرب والمسلمين أن نصلح مناهجنا وننقيها من كراهية الآخر وبذور التطرف ودواعي الإرهاب والعنف؟!. وكما لا يعرف جمهورنا العربي المسلم والكثير من مثقفينا بكل تأكيد إلا القليل عن صورة العرب والمسلمين والإسلام في مناهج الدول الغربية والآسيوية واللاتينية، فإنهم لا يعرفون إلا النزر اليسير عن حركات الإرهاب ومليشيات العنف والخليط الهائل من الفكر المتطرف الذي تختزنه المجتمعات الغربية خاصة الأمريكية، ولمن شاء المزيد فإن عليه الإطلاع على الكتب الكثيرة الصادرة عن كل ذلك وآخرها كتاب (الإرهابي المجاور) من تأليف دانيال ليفيتاس الذي صدر أواخر العام الماضي في أمريكا ويقدم عرضاً تاريخياً موثقاً لحركات ومليشيات اليمين المتطرف، يكفي أن نعرف أن عدد المجموعات المتطرفة على أساس عرقي تبلغ 676 مجموعة أمريكية. *** لقد طور الغربيون معايير علمية دقيقة لقياس مدى العنف في أي مجتمع كأنواع الجريمة وأعداد المجرمين ونزلاء السجون وغير ذلك، ولو طبقت هذه المعايير على مجتمعات العرب والمسلمين لظهر أنها من أكثر المجتمعات في العالم أمناً وسلاماً وبعداً عن العنف وغنى بمعاني الإنسانية والسلام. أجدد التحية لأخي الأستاذ زياد الدريس رئيس تحرير مجلة (المعرفة) الغراء، الذي قدم في مجال عمله أنموذجاً مهنياً متميزاً للرد على حملات التجني الظالمة على ديننا وقيمنا ومناهجنا، فأرسى بذلك مثلا حضاريا يحتذي في منهجية العمل الإعلامي وأصوله، وأسوة حسنة للإعلاميين الشباب في التزام الموضوعية والبحث العلمي ومصداقية المعلومة.

محمد صلاح الدين

___________
عن جريدة المدينة

د.فالح العمره 05-04-2005 11:52 AM

المعلم

مجلة تربوية ثقافية جامعة
على الرغم من اهتمام التربية الحديثة بجوانب النمو الوجداني والمهاري إلى جانب النمو العقلي المعرفي ، إلا أن المعرفة لاتزال -وسوف تظل - ذات أهمية خاصة للمعلم ولعمله في المدرسة.
دليل المعلم




تغيير المناهج ... والنهج

كم كانت خطوة هامة ولافتة تلك التي قام بها وزير المعارف الدكتور محمد الرشيد باعترافه الصريح أمام مجلس الشورى أن في المناهج الدراسية أخطاء بحاجة لتطوير وتعديل وتصحيح واهنئه على هذه الشجاعة التي انتظرناها منذ زمن بعيد بالرغم من قناعة شريحة ليست بالصغيرة في مجتمعنا بضرورة هذا الاصلاح منذ فترة طويلة وهي التي كانت قد طالبت به ولا تزال في مجالسها المغلقة والخاصة وعن طريق المقالات والمقابلات الصحافية. الا ان هذا النداء الوطني المخلص قُوبل بالرفض التام ولم يلتفت للحجج المقدمة منه والدلائل الداعمة لذلك. إن المناهج الحالية لن تُخرّج إلا البطالة. مناهجنا اليوم تبدو كأنها مُصممة كي تُخّرج اناسا غير قابلين للعمل في أي مكان في العالم.

إن لدينا نظاما (تعليميا) لم يدخل بعد القرن الواحد والعشرين, لايعرف متطلبات السوق. نحن الآن عندنا عشرات الآلاف يبحثون عن عمل ونستقدم عشرات الآلاف وفي نفس الكليات ونفس التخصصات التي تُخّرج البطالة هناك عشرات الآلاف من الدارسين! عندما يُقال تغيير المناهج فإن كلمة تغيير ليست كافية. يجب ان يكون هناك تعليم عام. هل يجوز في هذا العصر أن يتخرج إنسان دون ان يعرف (اللغة الانجليزية)? من الذي سيوظفه? هل يجوز في هذا العصر أن نقسم 70% من طلابنا الى (أدبي) لا يعرفون حتى كيف يستعملون الآلة الحاسبة والى طلاب يدرسون في القسم (العلمي), مناهجنا التعليمية هذه تحتاج الى تعديل جذري. اذا أردنا ان نُصبح دولة تقضي على مشكلات البطالة وتدخل القرن الواحد والعشرين فلنفعل ما فعلته دول متقدمة في العالم. نستقبل الطفل وعمره ست سنوات ونُدرّبه عشر سنوات متواصلة في نظام واحد ليس فيه (ابتدائي) واعدادي, ويدرس العلوم الطبيعية كلها مع العلوم الاجتماعية بدون تفرقة بين أدبي وعلمي, وبعد التعليم الالزامي معظم الطلبة يجب ان يذهبوا لكليات تُدربهم تدريبا عمليا بحيث يحصلون على أعمال في القطاع الخاص, وأقلية تذهب للجامعة الى كليات ترتبط مناهجها بحاجات الاقتصاد. هذا هو التعليم الُمتبع في جميع دول العالم المتقدمة. الهدف من التعليم أن يهيئ الانسان لحياة عملية. وكل الدول التي دخلت القرن الواحد والعشرين بدأت بتغيير مناهجها. وحسنا فعلت وزارة المعارف بحواراتها مع قطاعات وشرائح مختلفة من المجتمع لمعرفة وجهة نظرهم تجاه الوزارة ودورها وسياستها المتبعة. وبذلك تكون الوزارة قد قامت بعمل غير مسبوق يُحسب لها وهو تفعيل الحوار الوطني المسؤول بشكل حضاري ولائق وباتساع صدر واحسان ظن نادر. من المؤكد ان الاعتراف بالخطأ فضيلة كما يقول المثل ولكن اصلاح الخطأ وتقديمه هو فضيلة اعظم ولاشك. وتأتي هذه الخطوة كعلامة فارقة ونقلة نوعية في العلاقة بين الجهاز التنفيذي في الدولة والمواطنين وممثليهم في مجلس الشورى. وهذا امر يُؤمل منه الكثير ويُرجى ألا يكون حالة استثنائية فردية. والأمل يبقى قائما ألا يكون وزير المعارف مثالا غريبا وشاذا ونادرا بل يكون القاعدة التي سوف تُتبع حاضرا ومستقبلا في التفاعل مع طلبات الرأي العام واتجاهاته, وبالتالي احداث شفافية أقوى وأمتن وأوقع. وليس بخاف على أي أمين من ابناء هذا البلد أن هناك العديدمن المواضيع والكثير من الأسئلة التي بحاجة لطرح جاد وبناء من أجل الصالح العام ومن اجل مستقبل مشرق وأبلغ وواقعي. ولايجب أن يُؤول ذلك الأمر سوى أنه لصالح الوطن اولا وأخيرا فهناك العديد من الوزارات والهيئات والادارات بحاجة ماسة لاجراء حوارات كالتي حدثت, ليكون طرحها التنفيذي أكثر واقعية وبالتالي أكثر فاعلية يمس حاجة الوطن والمواطن بحق.

ان الطرح الذي قام به وزير المعارف يعد سابقة هامة. ومن اجل أن يكون له معنى مستديم لابد من متابعة ما سوف يتم عمله عبر القيام بطرحه للعامة عبر وسائل الاعلام وفي المجالس المتخصصة لبرنامج الاصلاح التي تنوي الوزارة القيام به حتى يكون البرنامج مناسبا ولائقا وبذلك تكون الوزارة قد قدمت نموذجاً متكاملاً يُحتذى به ويمكنه أن يكون صورة مطورة لكيفية التواصل المثالي. هذا المثال ما هو الا حالة واضحة وصريحة لما يجب عمله على المستوى الاداري والتنفيذي في قطاعات الدولة بجميع اشكالها وما يوضحه الطموح الذي يسكن في افئدة المواطنين. والاعتقاد قائم ولايزال ان هذا الامر من الممكن تحقيقه ومن الممكن الاستمرار عليه ومن الممكن ان يُؤتي نتائج ايجابية مهمة ولكن الاعتقاد شيء والتنفيذ شيء آخر. وحتى نرى النتائج لذلك (الاعتقاد) سنظل نحلم ونأمل.


حسين شبكشي

____________
عن جريدة عكاظ

د.فالح العمره 05-04-2005 11:53 AM

المعلم

مجلة تربوية ثقافية جامعة
على الرغم من اهتمام التربية الحديثة بجوانب النمو الوجداني والمهاري إلى جانب النمو العقلي المعرفي ، إلا أن المعرفة لاتزال -وسوف تظل - ذات أهمية خاصة للمعلم ولعمله في المدرسة.
دليل المعلم




رسالة هامة الي كل معلم يرغب في استخدام طرق جديدة في التدريس
قنوات ومصادر التعلم واستخدامها في تقديم المناهج التعليمية


1- قنوات ومصادر التعلم التي يمكن أن نتعلم من خلالها .:

مصادر وقنوات التعلم المتنوعة التي يمكن أن نستخدمها في تقديم وتوصيل الدروس ويمكن أن نتعلم من خلالها ؟
1- القصة .
2- مسرح العرائس .
3- الأغاني .
4- الرسم .
5- الألعاب ( العاب ورقية – العاب رياضية ....الخ ) .
6- التمثيل .
7- المسابقات .
8- مواقف عملية .
9- السبورة الوبرية .
10- الفوازير والألغاز .
11- اللوحة الجيبية .
12- الصور .
13- الوسائل التعليمية من البيئة .
14- الأركان التعليمية .
15- الكاسيت .
16- خبرات الدارسات .
17- المكتبة .
18- الأقران ( الدارسة المعلمة ) .

2- شروط وقواعد استخدام قنوات ومصادر التعلم :

1- أن تكون مناسبة للعمر الزمني والعقلي للدارسات .
2- أن تتيح فرصة لممارسة أساليب التعلم النشط .
3- أن تجمع بين الدقة العلمية والجمال الفني .
4- أن تتناسب مع البيئة التي تعرض فيها من حيث عاداتها وتقاليدها ومواردها .
5- ترتبط بالحياة اليومية للمتعلم .
6- تكون مبسطة بقدر الإمكان وان تعطي صورة واضحة للأفكار .
7- يكون فيها عنصر التشويق والج>ب و إثارة الانتباه .
8- تكون مبتكرة وغير تقليدية .
9- يمكن أن تستخدم لمواد دراسية مختلفة .
* – تنتج من خامات البيئة المحلية كلما أمكن .
* – أن يكون فيها عنصر الحركة بقدر الإمكان .

وسنشرح أربعة منهم بالتفصيل وهم كالتالي :

أولا : استخدام القصة كمصدر للتعلم :

1- تعريف القصة :
· هي عبارة عن رسالة أو معلومة يراد توصيلها لشخص معين وتحكي موضوع معين بأحداث مرتبة مع بعض تودي إلى تغيير سلوكيات الدارسات .
· هي عبارة عن موضوع معين يكتب بطريقة نثرية لها مقدمة ووسط ونهاية والمقدمة عنصر التشويق والوسط مضمون القصة والنهاية تلخيص.
· هي عبارة عن مجموعة من الأفكار من اجل الوصول إلى هدف معين .

2- أهمية استخدام القصة كمصدر للتعلم :
· الإمتاع والتسلية .
· المساعدة علي غرس قيم إيجابية لدي الدارسات .
· تنمية الحس والت>وق لدي الدارسات .
· تقويم السلوكيات السلبية لدي الدارسات .
· تنمية الثقة بالنفس لدي الدارسات .
· تنمية الثروة اللغوية للدارسات .
· إشباع الحاجة إلى المغامرة .
· تنمية الخيال لدي الدارسات وتوسيع مداركهن.

3- محكات اختيار القصة :
1- مناسبة للسن وعقلية الدارسات .
2- تهدف لهدف معين .
3- واقعية وتحمل فكرة معينة .
4- بها عنصر ج>ب .
5- أن يكون الأسلوب مناسب للدارسة .
6- محققة للغرض .
7- أن تكون شخصيات القصة مناسبة .
8- أن يكون فيها أيضا عنصر من الخيال .
9- أن تكون طريفة ومبسطة .
10- معالجة لمشكلة .

4- عناصر بناء القصة ( العناصر الفنية للقصة ) :
1- العنوان .
2- الفكرة
3- الشخصيات ( الإنسان – الحيوان – النبات ) .
4- الحبكة ( الأحداث – السرد – الحوار – العقدة – الصراع ) .
5- الزمان والمكان .
6- النهاية .

5- أساليب عرض القصة :
1- الحكاية .
2- طريقة الرواي .
3- من خلال الصور مع الحكي .
4- التمثيل للقصة .


6- المصادر التي يمكن أن نحصل منها علي القصة :
1- الكتب .
2- الصحف والمجلات .
3- الجد / الجدة .
4- الدارسات أنفسهن .
5- الوالد.
6- الأم / الخالة .
7- الأصدقاء .
8- وسائل الإعلام .
9- الميسرة .
10- المواقف العملية .
11- من الخيال .

7- العناصر التي تكون فن الإلقاء ورواية القصة :
الصوت.
الكلمة.
الوقف – قواعده.
تلافي بعض عيوب الإلقاء.
الوصول إلى دراما تعليمية >ات تقنيات عالية.

ثانيا : مسرح العرائس والتمثيل والدراما:
1- أهمية استخدام مسرح العرائس والتمثيل في تقديم الدروس .
ما هي أهمية استخدام مسرح العرائس والتمثيل في المدرسة ؟
1- يعمل المسرح علي تجسيد الشخصيات والأفكار بشكل ملموس ومسموع .
2- يساعد المسرح علي إدراك الدارسات أن لهم دور في تغيير واقعهم .
3- تمثل شخصية العروسه بالنسبة للطفل عالم خاص جدا .
4- كما أن شكل العروسه جذاب للطفل وتثير انتباههم وتجعلهم يتواصلون مع العرض دون ملل .
5- يساعد المسرح علي توصيل القيم والمبادي السلوكية الإيجابية للدارسات وتقديم الرسائل لتغيير السلوكيات السلبية بطريقة غير مباشرة .
6- يساعد التمثيل والمسح علي تثبيت المعلومة لدي الدارسات .
7- كما أن مسرح العرائس يساعد علي تنمية الخيال لدي الدارسات .
8- يعمل التمثيل علي تنمية القدرات الإبداعية والمواهب لدي الدارسات من خلال التمثيل ورواية القصة .
9- يساعد التمثيل الداسات علي تدريبهم علي اكتساب مهارات التواصل والحديث والإنصات مع الآخرين .
10- يعمل مسرح العرائس علي إثارة التفكير والرغبة للبحث في ما يقدم من خبرات متنوعة للدارسات .

2- المحاور الأساسية التي نرتكز عليها عندما نقوم بعمل مسرحية للدارسات :
1- تحديد الهدف من المسرحية والرسائل المطلوب توصيلها ( تعليمية – سلوكية ) .
2- توزيع الأدوار علي الدارسات وشرح شخصيات المسرحية .
3- تحديد مكان المسرحية وتجهيزه بالإمكانيات المتاحة البسيطة .
4- تدريب الدارسات علي تقمص دور الشخصية والتعبير عنها .
5- تدريب الدارسات علي الربط بين الصوت والحركة .
6- وضع قواعد للنظام أثناء عرض المسرحية .

1- أنواع مسرح العرائس والتمثيل التي يمكن أن تستخدم في الفصل :
أ- أنواع مسرح العرائس :
· عرائس القفاز ( الاراجوز ) .
· خيال الظل .
· عرائس الفتل أو الخيوط .
· عرائس باستخدام العصا .
· عرائس السينما .
ب – أنواع التمثيل :
· التمثيل الصامت .
· لعب الأدوار والشخصيات المختلفة .
· التمثيل الدرامي .
· التمثيل الاستعراضي والغنائي .

ثالثا : الأغاني التعليمية :
1 - أهمية استخدام الأغاني كمصدر للتعلم:
1- تقلل من الرتابة .
2- تضم نشاط ترفيهي وتعليمي .
3- سهولة وصولها للدارسات وتثبيت المعلومة .
4- وسيلة محبوبة ومرغوبة .
5- تعمل علي إدخال البهجة والسرور للدارسات .
6- تعمل علي تقارب الميسرة مع الدارسات وتخرج بعض المواهب .
7- سهولة الإعداد والاستخدام .

2- شروط اختيار الأغاني التعليمية :
1- لها هدف تعليمي محدد .
2- كلماتها ومعلوماتها تتعلق بما حولهم من واقع .
3- كلماتها فيها سجع أي تنتهي نهايات متشابه .
4- كلماتها سهلة وبسيطة .
5- أن يكون للأغنية لزمه معينة .
6- أن يكون اللحن معروف لدي الأطفال وسهل عليهم وغير مجهد لصوتهم .
7- أن تكون أحداث الأغنية مترابطة مثل القصة فيسهل تخيل أحداثها .
8- يراعي فيها تنوع الألحان وعدم التركيز علي لحن واحد .
9- أن تحتوي الأغنية علي حركات أثناء تأديتها .
10- أن تكون قصيرة .

3- استخدام الأغاني في التدريس :
تستخدم الأغاني كطريقة أو مصدر للتعلم في :
1- الحفظ وخاصة الأناشيد .
2- تستخدم في التهيئة .
3- تستخدم لتنشيط الدارسات وتحريك أجواء التعلم .
4- يمكن أن تستخدم للتقويم .
5- تستخدم لتنمية المهارات اللغوية للدارسات .
6- في توصيل معلومات ومفاهيم معينة للدارسات .
7- للمساهمة في تعديل سلوكيات معينة .
8- تستخدم لتنمية المواهب لدي الدارسات .

رابعا : الألعاب التعليمية:
1 - أهمية استخدام الألعاب كمصدر للتعلم :
1- تساعد علي تثبيت المعلومات حيث أن المعلومة التي يتم تقديمها من خلال لعبه لا يمكن أن تنساها الدارسة حيث تكون فيها عنصر الحركة فهي تسمع وتري وتقوم بنفسها بعمل حركي وتستخدم اكثر من حاسة .
2- تساعد الألعاب علي تنشيط الدارسات فهي تعمل علي تنشيط الذهن والبدن لاستيعاب المعلومات والقدرة علي تنشيط التفكير .
3- تعمل الألعاب علي إدخال البهجة والسرور لدي الدارسات بما فيها من حركة ومرح وإمتاع وتسلية .
4- تساعد الألعاب علي تنمية الابتكار والإبداع لدي الدارسات .
5- يعتبر اللعب وسيلة هامة من وسائل التفريغ عن الانفعالات المختلفة لدي الدارسات في هذه المرحلة حيث تظهر الهوايات والميل للشلة والشعور بالمكانة كل هذه من الخصائص المميزة لهذا السن واللعب يعمل علي تفريغ هذه الطاقات .
6- تساعد الألعاب علي كسر حاجز الملل والعزلة لدي بعض الدارسات .
7- وتساعد الألعاب أيضا علي زيادة مشاركة الدارسات معا وزيادة العلاقة بين الدارسات وبين الميسرات .
8- تعمل الألعاب علي تشغيل اغلب الحواس والتي تساعد علي تنشيط الذهن وتنمية القدرة علي الملاحظة والتركيز والانتباه .
9- يعتبر اللعب وسيلة هامة وبسيطة لتوصيل المعلومات وتبسيطها

2- استخدم الألعاب كمصدر للتعلم في التدريس :
1 - يستخدم كتهيئة قبل الدرس .
2- يستخدم لتنشيط الدارسات وتحريك الأجواء .
3- كوسيلة تعليمية وخاصة الرياضيات .
4- لتحقيق الأهداف الوجدانية والسلوكية .
5- في التقويم .

3- أنواع الألعاب التي يمكن أن تمارس في الفصل :
* تشتمل علي عناصر الحركة والتفكير والتفاعل الاجتماعي ولكن كل لعبة يغلب عليها عنصر من العناصر اكثر من الأخرى وتنقسم الألعاب إلى الأنواع التالية :
1- الألعاب التعليمية : ويكون الهدف منها هو توصيل معلومة أو فكرة ما للدارسات مثل لعبة الدومينو - السلم والثعبان – لعبة كروت الكلمات – عسكري المرور – الصور والأشكال – بنك الحظ – خمن من أنا ....وهكذا .
2- الألعاب الشعبية : وهي العاب ترتبط بالبيئة وتتوافق مع الغناء الشعبي مثل (الحجلة – الدبة وقعت في البير – علي عليوه – الثعلب فات - واحد هو ربي - ...الخ ) وتتميز هذه الألعاب بأنها بسيطة وغير مكلفة ولا تحتاج إلى أدوات , كما إنها محببة لدي الفتيات فهي تراث شعبي محبوب ويمكن أن نكيف هذه العاب فيما
يخدم الأهداف التعليمية أيضا .
3- العاب السمر : وهي العاب تستخدم للترفيه وزيادة العلاقات بين الدارسات وهي أيضا لاحتاج إلى أدوات لممارستها وتستخدم في الرحلات أو الفسحة أو الحفلات المدرسية مثل ( لعبة بدون كلام – لعبة بم بم – قائد الأوركسترا ... الخ ).
4- الألعاب الحركية : وهي تهدف إلى تنشيط الدارسات واللياقة البدنية لهم وهي تعمل علي تنشيط البدن والذهن مثل الألعاب الرياضية المختلفة ويراعي اختيار الألعاب المناسبة للدارسات للسن وميولهم وعاداتهم .
6- العاب التعارف : وهي العاب تهدف إلى زيادة التعارف بين الدارسات وتقريب بين المجموعات لتدعيم العلاقات بينهم سواء كانت الدارسات لأول مرة تتقابل معا أو معا في الفصل منذ فترة .
7- الألعاب الكشفية : وهي التي تمارس في الكشافة في الرحلات والمعسكرات .
8- الألعاب الورقية : وهي العاب تتم من خلال استخدام الورق في ابتكار وعمل العاب ونماذج واشكال فنية مختلفة من الورق مثل (سمكة من الورق – عمل فانوس رمضان – ضفدعة – سلة للمهملات من الورق – عصفور متحركة ...وهكذا )



إعداد / اشرف أنور جرجس
مسئول التدريب ومشرف مكون التعليم المجتمعي
هيئة كير الدولية – مصر
مكتب بني سويف

د.فالح العمره 05-04-2005 11:54 AM

المعلم

مجلة تربوية ثقافية جامعة
على الرغم من اهتمام التربية الحديثة بجوانب النمو الوجداني والمهاري إلى جانب النمو العقلي المعرفي ، إلا أن المعرفة لاتزال -وسوف تظل - ذات أهمية خاصة للمعلم ولعمله في المدرسة.
دليل المعلم


التربية و التعليم

الحمد لله وحده و الصلاة و السلام على سيدنا محمد و آله و صحبه .
إن الطريقة الجيدة في التعليم هي أن يشترك الطالب فيها حتى تكون المعلومة أبلغ في الوصول إليه ، فالطريقة السابقة هي طريقة الإلقاء ، و فيها يكون المعلم هو الملقي و المرسل للمعلومة و الطالب هو المستقبل ، و المعلم هو الذي يبحث عن المعلومة بين طيات الكتب حتى يوصلها للطالب . و لكن هذه الطريقة اثبتت فشلها و عدم إيفائها بالغرض من التعلم ، حيث أن المعلومة سرعان ما تتبدد لأن الطالب أخذها عن طريق التلقي دون أن يبذل فيها جهداً و عناءً .
و أفضل طريقة للتعلم هي الطريقة الحوارية التي يكون فيها الطالب أو المتعلم هو المصدر ، يبحث عن المعلومة وما على المعلم سوى الستماع و إدارة النقاش و التصحيح إذا وجدت بعض الأخطاء و يكون دوره إدارة الحوار و المناقشة بين أفراد المجموعة الواحدة في الفصل ، مدير للحوار و ينقل المكرفون من شخص لآخر و الإجابة من فرد لآخر حتى يتم الانتهاء من الدرس و تكون بعد ذلك الحلقة متصلة و مترابطة و مشوقة ينتظرها المتعلم بفارغ الصبر في الحلقة القادمة .
إن هذه الطريقة في البحث و التلقي تُدَرِب الطالب و تربيه على أخلاق فاضلة ، حيث أنه يقلد و يتخلق بأخلاق العلماء الذين يقرأ لهم حيث أن كثيراً من الكُتّاب و القراء تمثلوا شخصيات الكُتّاب و العلماء السابقين في أخلاقهم و صفاتهم و ما جبلوا عليه . بينما نجد أن أكثر شباب اليوم يقلدون ما يُسمّون بالنجوم سواء في الألعاب الرياضية أو الفنون الأخرى و نجد أن كل شاب يحاكي آخر حتى وصل الشباب إلى محاكاة غير المسلمين في صفاتهم و لباسهم و أشكالهم .
فلماذا لا يستطيع المعلم أن يجعل من المتعلِم مقلداً للمتعلَم منه و متخلقاً بأخلاقه و متصفاً بصفاته ، إن المعلم يستطيع أن يزرع في المتعلم كل شيء و عليه تقع المسؤولية في أن يعرف المتعلم الفضائل و الأخلاق الحسنة .
و في الختلم أقدم شكري للقائمين على مجلة المعلم بمدرسة الحسن بن علي المتوسطة و القراء الكرام ، و أسأل الله تعالى أن ينفع بها الجميع .


مدير مدرسة الحسن بن علي المتوسطة
أحمد بن لافي المحمادي

د.فالح العمره 05-04-2005 11:55 AM

المعلم

مجلة تربوية ثقافية جامعة
على الرغم من اهتمام التربية الحديثة بجوانب النمو الوجداني والمهاري إلى جانب النمو العقلي المعرفي ، إلا أن المعرفة لاتزال -وسوف تظل - ذات أهمية خاصة للمعلم ولعمله في المدرسة.
دليل المعلم




التعلم حتى التمكن في الرياضيات

(المفهوم القديم الحديث )

التعلم حتى التمكن ليس بالمفهوم الجديد حيث بدأ مع بداية القرن العشرين وربما في العام 1910 م، وانتهى في الثلاثينات لعدم التوصل إلى استراتيجية فاعلة له في ذلك الوقت ، ثم عاد هذا المفهوم من جديد في أوائل الستينات مع ظهور التعليم المبرمج حيث وضع كارول وبلوم أسسه عام 1971 م مرتكزين على مسلمة مفادها ( أن معظم التلاميذ يمكنهم إتقان ما تقدمه المدرسة إذا توفرت لديهم الظروف المناسبة ) .

ما المقصود بالتعلم حتى التمكن ؟

يقصد بالتعلم حتى التمكن تزويد المتعلمين بوحدات تعليمية ذات تنظيم جيد ولها أهداف محددة مسبقا ولا يسمح للمتعلم الانتقال من وحدة تعليمية إلى أخرى تالية إلا بعد أن يصل إلى مستوى التمكن المطلوب وإذا لم يتمكن المتعلم من الوصول إلى المستوى المطلوب تعد له مادة أو مواد علاجية تساعده في الوصول إلى هذا المستوى من التمكن .

كما ويرى البعض أن هذا المفهوم يعنى مجموعة من الإجراءات والخطوات التعليمية المنظمة والمحددة الأهداف تساعد المتعلم على تحقيق الأهداف بمستوى إتقان يصل إلى أكثر من 80 ولا يمكن الانتقال من خطوة إلى الخطوة التالية إلا بعد الوصول إلى المستوى المطلوب من الإتقان .

ما المبادئ والأسس التي يقوم عليها التعلم حتى التمكن ؟

يرتكز التعلم حتى التمكن على مجموعة من الأسس والمبادئ التي إذا اتبعت ربما تحقق الغرض نذكر منها :

1- تحديد وتوضيح وصياغتها صياغة إجرائية .

2 - تنظيم الأنشطة تراكميا حيث تعتمد الخبرات الجدية على الخبرات السابقة وهذا بدوره يؤدى إلى تتابع الوحدات الدراسية .

3 - توفر العديد من البدائل التعليمية /التعلمية مثل ( المواد العلاجية ، المواد الإضافية ، طرائق التعليم والتعلم المختلفة ……..إلخ )

4- استخدام التقويم المرحلي ( البنائى ) والتقويم محكي المرجع .

ما هي استراتيجيات التعلم حتى التمكن ؟

توجد العديد من استراتيجيات التعلم حتى التمكن سواء في التعليم الجماعي أو التعليم الفردي ومنها استراتيجية ( بلوم ) والتي ترتكز في مجملها على المبادئ والأسس المذكورة آنفا حيث يقسم محتوى المقرر الدراسي إلى وحدات تعليمية متدرجة تغطى كل منها أسبوعا أو أسبوعين ، ثم تقسم هذه الوحدات من المحتوى إلى مهمات صغيرة كل منها تحقق هدفا أو مجموعة من الأهداف السلوكية التى تحدد ما يتوقع من الطلاب تعلمه .

وقد حدد بلوم مجموعة من الإجراءات للتعلم حتى التمكن يمكننا إجمالها فيما يلى :

1- أن يتم تدريس مجموعة من المهام التعليمية في إطار الوحدة الأولى .
2- ترتيب المهمات التعليمية بحيث تؤدى كل مهمة إلى المهمة التالية .
3 - توفير الظروف والإمكانيات والأساليب المناسبة التي تسهم في تعلم مهام الوحدة الأولى .
4- إعداد اختبار بنائي تشخيصي للوقوف على مدى بلوغ المتعلم لمستوى التمكن .
5- تنفيذ الإجراءات العلاجية من خلال مواد تعليمية تعطى للتلاميذ الذين لم يتمكنوا من الوصول إلى مستوى التمكن لمساعدتهم في الوصول إليه .
6 - إعداد مواد إثرائية للمتعلمين الذين حققوا المستوى المطلوب من التمكن .
7 - إعداد اختبار ثان ينفذ على المتعلمين الذين لم يصلوا مستوى التمكن بعد تطبيق المواد العلاجية .
8 - تكرار الخطوات والإجراءات السابقة لكل وحدة .
9 - إعداد اختبار نهائي شامل يرتبط بالأهداف وتطبيقه قبل وبعد تدريس الوحدة .


مما سبق يتضح أن أهم ما يميز استراتيجية التعلم حتى التمكن هو التعليم العلاجي حيث تعتمد هذه الاستراتيجية على تشخيص صعوبات التعلم وتوفير العلاج المناسب لكل وحدة تعليمية كما تشمل على التقويم المرحلي ، ويمكن من خلال هذه الاستراتيجية استخدام أكثر من طريقة تدريسية واستخدام وسائط متعددة للوصول إلى التعلم حتى التمكن .

ومع هذا فالبعض يرى صعوبة تبنى هذه الاستراتيجية ولكنه يرى أن توضع مستويات محددة في ضوء الأهداف التعليمية لكل منهج كما ويرى أن توضع خطة زمنية طويلة الأمد لبلوغ المستويات المطلوبة بالتدريج على أن يصاحب ذلك إدخال تعديلات في كافة مكونات منهج الرياضيات وخاصة فيما يتعلق بطرق وأساليب التعليم وأهداف المنهج والإجراءات الخاصة بعملية التقويم على أن يتم التركيز على تقويم أداء التلاميذ .

وأخيرا هل نجد أنفسنا نتبنى بعض أفكار من هذه الاستراتيجية بغض النظر عن التسميات ؟؟



إعداد/ محمود الحمضيات
مركز القطان للبحث والتطوير التربوي - غزة

_____________

المرجع:
- مينا ، فايز مراد : قضايا في تعليم وتعلم الرياضيات (مع إشارة للعالم العربى )، مكتبة الأنجلو المصرية ، القاهرة ، 1994 م .

الأمين ، إسماعيل محمد : طرق تدريس الرياضيات .

د.فالح العمره 05-04-2005 11:56 AM

المعلم

مجلة تربوية ثقافية جامعة
على الرغم من اهتمام التربية الحديثة بجوانب النمو الوجداني والمهاري إلى جانب النمو العقلي المعرفي ، إلا أن المعرفة لاتزال -وسوف تظل - ذات أهمية خاصة للمعلم ولعمله في المدرسة.
دليل المعلم


استراتيجيات تعليمية للقرن الحادي والعشرين

Educational Strategies for the 21 Century

شبكة المدارس الفاعلة . The Network of Mindful Schools

اقتباس من دليل العمل للتغيير المنظم .Excerpt from Working Guide to Systemic Change

by Beth Swarts تأليف : بِث سوارتز

ترجمة : عطية محمد العمري

التغيير المنظم :

أ ـ ماذا ؟ ولماذا ؟ يعرض تاريخ التعليم العديد من الأفكار العظيمة ، ولكن يُكتَب لها الفشل عند التنفيذ . بعد ذلك تأتي إصلاحات جديدة تعطي أملاً في التغيير ، ولكنها تموت أيضاً . في بعض الأحيان يكون السبب في فشلها وزوالها عدم ملاءمة النظرية للممارسة الجديدة . على سبيل المثال ، يحدث هذا عادةً في مجال القراءة ، عندما يتحول أحسن تدريب من تعليم للصوتيات إلى قراءة نظرية للصوتيات ومن ثم إلى مؤشرات المحتوى . في أحيان أخرى ، يُعطَى القليل من الاهتمام لإعادة تدريب المدرسين ، وليس هذا فحسب ، بل حتى إن الابتكار يتوقف عندما يتم التركيز على النظرية مع إهمال تفاصيل التطبيق . في الوقت الحاضر تعاني الإدارة من مشكلات ناتجة عن قلة استعمال أسلوب التطبيق العملي .

خلال السنوات الأخيرة من القرن العشرين ، شجع التفكير المنظم في غير المتعلمين (مثل: و. إدوارد ديمنج ، ببيتر سينج ، مايرون تريبوس ) ، المتعلمين أن يُبينوا أهمية التغيير المنظم . وقد جاءت النتيجة بأن وكالات محلية للدراسة مثل : سكرتارية وكالات تحصيل المهارات الضرورية SANS ، ووكالات تمويل مثل : مؤسسة العلوم الوطنية NSF ، وكذلك جمعيات مختصة مثل : مؤسسة تطوير المناهج ASCD ، قد بدأت تؤكد على أن النظريات التعليمية تحتاج إلى تغيير بنائي مستمر .

ب ـ التغيير المنظم في المدارس : النظرية وأحسن الممارسات للتغيير المنظم لم يتم تطبيقها فقط على المستوى الفدرالي وعلى مستوى الولاية ، ولكن ـ وهذا أكثر أهميةً ـ في كل من المنطقة التعليمية والمدرسة والصف والحصة ( الدرس ) . وللتعريف والتحديد فإن التغيير التعليمي المنظم هو مخطط يشتمل على كل الجهود لإعادة تصميم نظام تعليمي يخلق فرصاً تساعد كل الطلبة لاكتساب مهارات على مدى الحياة . وعملية التصميم ـ حتى في المدارس ـ تمر بعملية التغيير . في البداية ، مثلاً ، فإن مجتمع المدرسة يؤسس المهارات والمعرفة التي يحتاجها الطلاب كثيراً في السنوات العشر القادمة . وفي وقت لاحق يقوم بتقييم المهارات والمواد التعليمية والمصادر الأخرى التي ستساعد الطلاب في اكتساب المهارات والمعرفة المطلوبة منهم . بعد ذلك يقوم بتحديد جدول للتطبيق وتفاعل الطلاب الإيجابي مع الصعوبات ، والتقييمات لتطور مهارات الطلاب الرياضية ( الحسابية ) . التطوير المهني الملائم والمواد المساندة يجب أن يتم تقديمها للمدرسين الذين تنقصهم المهارات والمعرفة المراد تدريسها . فيما بعد تقوم المدرسة بتخطيط استراتيجيات اتصالاتها لإعلام الأهل بالتغييرات في المنهاج وطرق التدريس ، ومن ثم تقييم التغييرات في برنامج الرياضيات ، وبالطبع مع الربط بكل العناصر الأخرى في المنهاج.

هذا النموذج التغييري لا يحدث بسرعة ، مثلاً كتغيير محتويات الرياضيات ، حيث إن الجهود المنظمة تهتم برؤية عملية طويلة المدى لاحتياجات الطلاب ، وبالتحديد : ما الذي يحتاج إلى تغيير في المجال التعليمي من أجل تحديد واضح للاحتياجات ووسائل تحقيقها بنجاح في تصورٍ متفقٍ عليه . النقد الموجه إلى هذا النمط من التغيير التعليمي المنظم يشمل العناصر التالية :

· التدريس في القرن الحادي والعشرين يجب أن يلائم التنوع والشمولية في حاجات المتعلم .
· التغييرات في طرق التدريس يجب أن يكون مركزها المتعلم .
· التطوير المهني المستمر يجب أن يشمل المدرسين عبر المنهاج .
· يجب أن يتم إعلام الأهل بالتغييرات وبنتائج جهود التغيير .


إن صورة الهدف تساعد في عرض مفهوم " المتعلم هو المحور " في التغيير المدرسي المنظم . إنها تعرض الأهمية النسبية للمكونات المختلفة للنظام المدرسي ، وفي المركز (المحور) وفي أعلى قيمة للهدف يوجد المتعلم . وعندما يتم اتخاذ قرارات ، فإن المتعلم يعطى الأهمية القصوى ، مثلاً عندما تقرر إحدى المدارس تغيير الجدول المدرسي ، فإن الموضوع الأكثر أهمية هو كيف تساعد هذه التغييرات الطلاب أو تعيقهم ، وليس كيف تؤثر هذه القرارات على جدول الحافلات والمعلمين وأولياء الأمور . والهدف يزودنا أيضاً بصورة عن أولويات العوامل الأخرى التي تساعد في اتخاذ القرارات المدرسية .

هدف التغيير المنظم :

المدرسة المتمحورة حول المتعلم :

الانتقال من نموذج صناعة " نظام التجميع " في التعليم ، والذي يغربل ويصنف ويحدد مستويات الطلاب ، إلى نموذج التركيز على المتعلم ، والذي يتجاوب مع احتياجات المتعلم ، لن يحدث في يوم وليلة . وكما حدد مايكل فولان ( 1993 ) : "عملية التغيير هذه ليست حدثاً يمر بك ،وإنما هي رحلة ، وأول خطوة في هذه الرحلة هو فهم طبيعة المدرسة المتمحورة حول المتعلم " .

ومن أجل خلق ناجح للمدرسة المتمحورة حول المتعلم ، لا بد من وجود جهد منظم للتغير يضم الهيئة التدريسية والإدارة والأهل والمجتمع على حد سواء ، وكذلك رغبة المنطقة لتهيئة المشروعات والتدريبات حتى تصبح مصادر لرحلة التغيير . وفي المدرسة نفسها ، يجب أن يحدث تغيير في جميع الأنشطة بما في ذلك الدروس اليومية ، وكذلك تدخُّل الأهل ، والعلاقة بين الهيئة التدريسية والإدارة . وتعتمد مكونات التغيير في خلق مدرسة متمحورة حول المتعلم على بعضها البعض . على سبيل المثال ، إذا اختارت الهيئة التدريسية استخدام التعلم التعاوني كوسيلة استراتيجية لخلق جو مرتكز على المتعلم ، فهناك متطلبات للتطوير المهني للمعلمين وتغيير في التركيز على المنهاج ، وكلاهما يحتاج إلى وقت غير موجود في الجدول اليومي ، كإضافة أوقات للحصص من أجل إعطاء الطلاب الفرصة للتفكير في المفاهيم المهمة . وبينما يتغير الجدول وتتغير كذلك أنماط التعليم في الدرس ، تزداد الحاجة لإلغاء اختياري لمواد زائدة ، ولإعطاء مجال في وقت التخطيط للمعلمين ، ولتغيير استراتيجيات التقييم حتى يُسمَح للطلاب بصورة أكبر للحصول على تغذية راجعة وللقيام بنقاش معرفي ، والاستمرار في إعادة تقييم المنهاج .

المدارس التي تتحرك باتجاه أن تصبح مدارس متمحورة حول المتعلم ، لن تقوم بذلك بدون ثمن . أولاً : ستكون هناك مطالبة للمعلمين والأهل والطلاب والمجتمع حتى يغيروا نظرتهم حول كيفية حدوث التعليم . ثانياً : ستكون هناك حاجة لإعادة تخطيط الأدوار والمسؤوليات التقليدية ، وكذلك تقسيم توزيع المال والوقت . مثل هذا التغيير الجوهري يتطلب تحولاً جوهرياً من العمل الفردي ( مثلاً : مدرسون في فصول معزولة ، مديرون يصدرون قرارات فردية ، أهل لا يعلمون بما يحدث ) إلى وضع يكون فيه جميع أعضاء مجتمع المدرسة يعملون معاً وبتعاون داخل المدرسة وخارجها . قد يبدو هذا عملاً سهلاً ، ولكن التحول عبارة عن تحدٍّ كبير للقوى الموجودة . إنه تماماً مثل التغيير من الفاشستية إلى النموذج الديمقراطي .

ولهذا السبب فإن إعادة التفكير في فلسفة وممارسة التطوير المهني هو أمر مهم جداً في رحلة التغيير هذه . وكما هو الحال في جميع المكونات الأخرى للجهد المنظم ، فإن التطوير المهني لا يمكن أن يكون دفعة واحدة أوعشوائياً أومصادفةً أو جهداً منفرداً ، ولكنه يجب أن يكون منظماً ، ويبدأ من داخل المدرسة ويتحرك ليربطها مع احتياجات المجتمع المحلي للمدرسة . وبالتالي ، فإن التطوير المهني المنظم يبدأ بتطوير المدرسة وأهداف المنطقة التعليمية من أجل أن تلتقي مع احتياجات التركيبة الفريدة لطلاب كل مدرسة على حدة .

المدرسة الفاعلة Mindful School :

نموذج للتغيير المنظم :

المدارس التي تسعى إلى عملية ديمقراطية حقيقية ، لديها حس عميق بالهدف المستقبلي والرؤية المستقبلية ، التي تحمل في طياتها كل من لهم علاقة بالتعليم . في المدارس الفاعلة تكون الرؤية مركزة حول الإيمان والاعتقاد بأن جو المدرسة يجب أن ينشِّط ويسهِّل النمو العقلاني لكل من له علاقة . وبهذه الطريقة تصبح المدرسة " ملاذاً للعقل " . يقول آرست كوستا ، وهو مبتدع وصاحب مفهوم " المدرسة الفاعلة :

" في المدرسة التي هي ملاذ للعقل، يكمن إيمان دفين بأن جميع الناس يستمرون في تحديد وتطوير قدراتهم العقلانية في الحياة ، حيث إن تعلم التفكير هو الهدف المشروع عند الخطر للمعاقين والمحرومين وحتى للمتحدثين بلغات أجنبية ما دام يمثل العطاء والموهبة ، وإننا جميعاً نمتلك الإمكانية لأعظم إبداع للقوة العقلانية الخلاقة " ( كوستا ، 1991 ، 4 )

كذلك يقول كوستا بأن الهدف من المدرسة الفاعلة استمرار الهيئة التدريسية في تعريف وتوضيح " تدريس التفكير " . ولمساعدة الهيئة التدريسية في إنجاز هذا الهدف فإن فكرة "المدرسة ملاذ للعقل " قد انتشرت إلى شبكة المدارس الفاعلة . توفر شبكة المدارس الفاعلة طريقة تساعد الهيئات التدريسية للتفاعل مع بعضها البعض ولتتشارك في تقدمها لتسهيل التفكير في مدارسهم وفصولهم ، فهم يشجعون بعضهم لاستمرار التقدم نحو المزيد من تمرينات التفكير . وقد وجِد مفهوم الشبكة ليوفر للمدارس الفرصة للتعاون والدعم . تُعلِّم المدارس طرقاً متعددة للتعامل مع التحديات الكامنة في عملية التغيير عن طريق تقليد بعضها للبعض الآخر . وقد نجد أن الهيئات التدريسية تتشارك في تجارب متشابهة حتى تصبح مصادر لبعضها البعض في رحلة التغيير المنظم .

حتى تصبح مدرسة فاعلة :

قبل الانطلاق في رحلة المدرسة الفاعلة ، يحتاج المسافرون أن يعرفوا أين تقودهم هذه الرحلة ، والهدف المحدد من الوصول إلى هناك . يتكون الفريق المسافر من مدير المدرسة وكادر مدرسين مؤهل يريد أن يطبق الاستراتيجيات الموجودة في دليل الرحلة . هذه الاستراتيجيات مختارة من أحسن الممارسات الموجودة في البحث التعليمي والتي أثبتت نجاحاً كبيراً في المدارس التي استخدمتها ( كوستا 1985 ) . يتكون فريق الإدارة في محوره من المدير ولجنة من المدرسين المؤهلين . وهم ليسو متعلمين فحسب ، بل إنهم يعملون مسهِّلين ومحركين لمجتمعهم المدرسي باتجاه المدرسة الفاعلة .

تكون المدرسة مستعدة للبدء في الرحلة نحو المدرسة الفاعلة عندما يتم التزود بالمصادر الضرورية مثل : الأشخاص والوقت والمال . يعتمد نجاح هذه المغامرة على الالتزام من الأشخاص الذين لهم علاقة ، ومن خلال الوقت المعطى لإنجاح وارتقاء التغيير المنظم ، وكذلك هناك أولوية معطاة للمصادر المالية .

1 ـ الأشخاص :

مفهوم المدرسة الفاعلة ليس نموذج تغيير من أعلى إلى أسفل . وعلى أية حال فمن الأمور الأساسية أن تعرف المدرسة بأنه يوجد دعم من المنطقة التعليمية لجهود التغيير . وعلى أقل تقدير فالمدرسة تحتاج لأن تعرف بأن مدير المنطقة التعليمية واعٍ لاحتياجات الرحلة ، وأنه لن يعارض جهود المدرسة . وبصورة مثالية ، فإن مدير المنطقة التعليمية له ظهوره وتأثيره ، وهو الذي يدعم هذه الرحلة ، وهو كذلك سيطلب معلومات دورية عن تقدم المدرسة . هذا الدعم الرئيسي من المديرين هو البداية الإيجابية لجهود التغيير المنظم ، وهو كذلك الذي سيؤكد للمسافرين بأن هذه الرحلة لم تذهب سدىً وليست سرية ، بل إنها معترف بها ومدعومة.

يلعب المكتب المركزي للهيئة التدريسية دوراً رئيسياً في تسهيل الجوانب المتطورة للرحلة. يفهم أعضاء الهيئة التدريسية ـ الذين يعملون مع فريق إدارة المدرسة ـ الحاجة لمثل هذا التسهيل ، ومنها مثلاً : إيجاد فترة للراحة والتنفيس للتدريب المهني المتطور ، والحصول على مواد تدريبية ، والتزويد بمكان للتدريب ، والعمل على تنظيم المدرسين الاحتياطيين . وليس هذا فحسب ، بل العمل مع المدير لتسليم أوراق العمل المطلوبة ، والتأكد بأن التدريب المهني المتطور قد أخذ مكانه . إضافة إلى ذلك ، فإن الهيئة التدريسية تعمل على تزويد المنطقة التعليمية بالمعلومات عن تقدم المدرسة .

وبينما يكون من المهم إيجاد العمل المعترف به من مدير المنطقة التعليمية ، فإن أكثر دور فردي أساسي في نجاح المدرسة الواعية هو المدير . وباعتباره عضواً في فريق قيادة المدرسة ، فإن المدير يَحضُر جميع حلقات التطوير المهني ، ويشارك في جميع عناصر التدريب . وفي هذا الإطار من المرجعية ، يكون المدير قادراً على أن يتعاون من أجل أن يُبقي تركيز الهيئة التدريسية على الرؤية العملية للمدرسة ، فهذه الرؤية تنشئ هدفاَ عاماً ، ولكن في بعض الأحيان قد يحدث تشتت فكري متعدد يسيطر على انتباه الهيئة التدريسية ، وبالتالي فإنهم يبتعدون عن الهدف المحدد . والمدير الذي لديه المهارات الاجتماعية ، عليه أن يعمل مع الهيئة التدريسية لوضع الخطة الاستراتيجية ، وعليه أيضاً أن يحول دون التشتت ، وأن يُحضِر المهمات اليومية ، وبهذا فإنه يصبح قائداً إيجابيًا في رحلة المدرسة الفاعلة . وكذلك فإن المدير عليه أن يَحضُر المؤتمر الصيفي للشبكة مع فريق إدارة المدرسة . يساعد انعقاد المؤتمر على زيادة وتوثيق ارتباط الهيئة التدريسية والتزامهم برؤية المدرسة . ومن ناحية أخرى ، فإنه يعمل على تقوية دور المدير كقائد للفريق وكمسهل للعملية .

بغض النظر عن قوة المدير ، فإنه لا يستطيع القيام بهذه الرحلة منفرداً ؛ لأن التغيير المنظم يحتاج إلى فريق من المدرسين المهتمين ، يشاركونه رؤيته ، ويكونون على استعداد لتكبُّد المخاطر من أجل التطبيق . وعن طريق العمل مع المدير ، فإن هذا الفريق يكون مسؤولاً عن دمج التطوير المهني في الاستراتيجيات الخاصة بتدريسهم ، والعمل على تطوير وتقييم الخطط التكتيكية . يبحث أعضاء الفريق المحوريين عن التطور المهني باعتباره وسيلة تساعدهم على العمل بطريقة أكثر فاعليةً مع الطلاب ، وعلى إيجاد استراتيجيات تساعد الطلاب على أن يصبحوا ناقدين ومبدعين ومفكرين تفكيراً تأملياً .

هؤلاء المدرسون ، الذين هم أول من يطورون الخبرة في النظام التعليمي الجديد ، يرغبون أيضاً في إشراك أقرانهم فيما تعلموه ؛ لأنهم يصبحون خبراء في تطبيق الاستراتيجيات الجديدة عن طريق ممارستهم وتدريب زملائهم . وبما أنهم يصبحون ماهرين في توظيف النظريات الجديدة فإنهم يطبقون مهاراتهم هذه في الفصل ، وكذلك يشركون أقرانهم في نفس الموضوع . وهم يدركون بأن مشاركة الأقران أسلوب مهم لجلب التغيير في الممارسة الصفية ، وتوفر منهجاً تعليمياً ناجحاً لجميع الطلاب .

2 ـ الوقت :

تجد المدرسة الفاعلة طرقاً فاعلة لإعادة تقسيم الوقت ، حيث يوفر المدير وقتاً أسبوعياً مختصراً مدته ثلاثون دقيقة لاجتماع فريق الإدارة . يسمح هذا الاجتماع العادي لأعضاء الفريق أن يتشاركوا في نجاحه ويراجعوا أهدافه ، وأن يعالجوا الإحباطات الناتجة عن عدم نجاح الاستراتيجيات المستخدمة . فالزمن الأسبوعي المشترك يذكِّر الفريق بأنهم "جميعاً معا ً" ، ويسمح لهم بتقييم كيفية تحسنهم ، وما هي القضايا التي يجب مناقشتها في المرة القادمة . يمكن لأعضاء الفريق أن يتحدثوا عن أهدافهم العامة ، وأن يعبِّروا عن اهتماماتهم ، وأن يقوموا بفحص حقيقي لتقدم كل واحد منهم ، وأن يقوموا بتوثيق تقدم الفريق . بدون هذا الوقت المشترك يكون من الصعب العمل على إبقاء زخم الرحلة .

توفر المدارس الفاعلة وقتاً للاجتماع بطرق مختلفة . فمثلاً نجد في إحدى المدارس الفاعلة يُطلَب من الأهل إرسال أبنائهم كل يوم أربعاء الساعة 8:30 صباحاً بدلاً من الساعة 8:15 صباحاً ، ويأتي فريق إدارة المدرسة للمدرسة الساعة 7:55 صباحاً بدلاً من الساعة 8:15 صباحاً ، وبذلك يتمكن الأعضاء من الاجتماع لمدة نصف ساعة كل أسبوع قبل بدء الدوام المدرسي . في مدارس أخرى نجد أنهم قد استأجروا أماكن محلية للعمل مع الطلاب لمدة 45 دقيقة يوم الجمعة صباحاً ؛ وبذلك تتمكن الهيئة التدريسية من الاجتماع والمناقشة . وبغض النظر عن ماهية المصادر التي تم توظيفها ، فإن المدارس الفاعلة تدرك بأن هذا الاجتماع الأسبوعي أساسي في إنجاح رحلة المدرسة الفاعلة .

هناك نوع آخر مطلوب من وقت المشاركة ، من أجل نقل الخبرات الناجحة بين أعضاء الفريق القيادي ، فأعضاء فريق القيادة بحاجة لأن يتشاركوا ، وأن يقلدوا بعضهم بعضاً ، وأن يدربوا أقرانهم في تطبيق الاستراتيجيات التعليمية والناقدة الجديدة . يمكن أن يكون تقسيم الوقت اللازم لتدريب الأقران بطرق مختلفة منها :
1- اضطلاع المدير بإدارة الفصل حتى يتمكن المعلم من ملاحظة استراتيجيات التدريس لدى زملائه .
2- ترتيب الجدول المدرسي بحيث يوفر وقتاً للقاءات مجموعات الأقران لتبادل الخبرات فيما بينهم .
3- إجراء مراجعات لتقييم الأقران .
4- توفير مقاييس فردية وجماعية ( على مستوى الفريق ) ومدرسية للنجاح مثبتة في حقائب ( logs ) المشاركة .

في المدارس التي يكون فيها الوقت متوفر أسبوعياُ لمشاركة الفريق الإداري ومشاركة المدرسين في الاستراتيجيات والتقنيات ، يكون نجاح الرحلة واضحاً بصورة أكبر .

هناك وقت آخر يتم الالتزام به ، وهو الوقت اللازم للاجتماع بعميل خارجي للمدرسة . مثلاً ، مع منسق الشبكة ، أو مع مهني التطوير للمنطقة ، أو أعضاء من الهيئة التدريسية في الجامعة ، أو معلم متقاعد ، أو رجل أعمال محلي يوفر الدعم لاستمرار التحسينات . وبصورة مثالية ، فإنه مهما كانت الوسائل الخارجية للدعم ، فإن هذه الاجتماعات تأخذ مكانها بعيداً خلال أسبوع العمل المعتاد ، وبذلك لا يتشتت فكر المدرسين والمدير . عندما توافق دائرة التعليم على توظيف مدرسين احتياطيين ، يتمكن المدرسون في رحلة المدرسة الفاعلة من تعلُّم أساليب تعزز مهاراتهم ، وعن طريق هذه الخطوة فإن دائرة التعليم ترسل رسالة قوية مضمونها أنها تنظر إلى المدرسين باعتبارهم مهنيين يجب أن يتدربوا خلال اليوم الدراسي العادي ، وأن دائرة التعليم تدعم الاستراتيجيات والمناهج التي يتم تدريسها .

في إحدى مناطق المدرسة الفاعلة حدثت معضلة ، حيث إن مدير المنطقة التعليمية أراد من جميع أعضاء الفريق الإداري للمنطقة أن يتدربوا ، ولكن لأن المنطقة التي تتواجد فيها المدرسة صغيرة ، فإن المدرسين الاحتياطيين لا يكفون حتى يتدرب الجميع في نفس اليوم . بالتالي قرر مدير المنطقة التعليمية أن يمدد كل جلسة تدريبية يوماً آخر حتى يتمكن الجميع من تغطية فصولهم ، وحتى يتمكن كل عضو من الفريق الإداري من التواصل مع التطوير المهني. هذا الحل الذي يتمثل في إضافة يوم آخر لكل جلسة تدريب ، يرسل رسالة قوية تدل على الالتزام القوي لكل من المدرسين والمجتمع .

يوجد نوع آخر من الالتزام بالوقت من أعضاء فريق الإدارة عندما يطبقون استراتيجياتهم الجديدة ، حيث يعمل هؤلاء المدرسون على إعادة تقسيم الوقت عن طريق تغيير جداول فصولهم ؛ حتى يتمكنوا من التدريب وإعادة تحسين استراتيجياتهم . وبينما يعمل هؤلاء المدرسون مع طلابهم ، يتعلمون تكييف توقعاتهم بالنسبة للوقت ، وكذلك يفهمون بأنه من أجل ترشيد تفاعل المجموعة ، ومن أجل أن يحافظ الطلاب على مشاركتهم في العملية التعليمية ، فإن ذلك يحتاج لوقت أطول من مجرد إعطائهم أوراق عمل بسيطة وتمرينات مستقلة .

في أثناء التعليم ، وعند تطبيق أنواع عديدة من الاستراتيجيات ، يبدأ المدرسون في الابتعاد عن الجدول الذي يحتاج إلى خمسٍ وأربعين دقيقة للرياضيات ، ومثلها للعلوم . . . إلخ . وبدلاً من ذلك يرى المدرسون حاجةً لدمج مفاهيم الرياضيات والعلوم . على سبيل المثال ، يبقى الطلاب في درسٍ موحد مشاركين مدةً أطول . فالمدارس الفاعلة ترى أن الكفاءة تكون في الجدول ككتلة واحدة ، بحيث يوفر الفرصة للطلاب ليتعلموا موضوعات معيَّنة بعمق. بعض المدارس الفاعلة تحولت إلى أربع حصص كل منها تسعون دقيقة ، والبعض الآخر أعاد تقسيم الموضوعات ، وبالتالي فإنه في أسبوع واحد يدرس الطلاب لغة وموضوعات متقاربة أيام الاثنين والأربعاء والجمعة ، ويدرسون الرياضيات والعلوم يومي الثلاثاء والخميس ، أما في الأسبوع التالي فيتم تبديل الجدول . هذا المفهوم " الجدول الكتلة " يساعد طلاب المدرسة الفاعلة على أن يدرُسوا موضوعات متقاربة بعمق ، وأن يتابعوا تطبيق المعلومات التي تعلموها .

3 ـ المال :

بالإضافة إلى الأشخاص والوقت ، فإن الانطلاق في رحلة المدرسة الفاعلة يحتاج إلى التزام مالي أيضاً . فرسوم العضوية السنوية تخول المدرسة تنفيذ أحد عشر يوماً في السنة للتطوير المهني ، مع الاتصال المستمر مع مستشار الشبكة . هناك مصاريف أخرى تتضمن مثلاً مصاريف سفر الاستشاري للمنطقة التعليمية ، والمواد التدريبية اللازمة ، بالإضافة إلى مصاريف سفر فريق الإدارة إلى مؤتمر الصيف للشبكة ، والمصاريف الشكلية للمؤتمر ، والقاعة ، واللجان خلال أسبوع المؤتمر .

تحتاج المنطقة التعليمية أن تأخذ بعين الاعتبار طول فترة الرحلة الذي يؤثر في التكلفة التي يتم إنفاقها على المساعدات السنوية والتسهيلات المقدمة من مستشار المدرسة الذي يدرك التصور العملي للمدرسة ويملك المصادر اللازمة لمساعدة المدرسة في إنجاز مهامها ، بالمقارنة مع فوائد المتحدث المثير للدافعية بالغ التكاليف والذي ياتي صدفة ويذهب صدفة ثم ينتهي كل شيء . يقدم نموذج المدرسة الفاعلة تطويراً مهنياً مستمراً طويل المدى يركز على التغييرات الإيجابية في البيئة المدرسية ، وبالتالي فإن جميع الطلاب سيجربون النجاح الأكاديمي . تدرك المدارس الفعَّالة أن التطوير المهني الكبير الذي ينتقل إلى الفصل ، لا يحصل بمجرد توفير ساعة للنشاط بعد المدرسة في الأربعاء الثالث من كل شهر . التطوير المهني الفعال يبني نفسه كل يوم من أيام السنة الدراسية .

مكونات المدرسة الفاعلة :

تتشكل مكونات المدرسة الفاعلة من المنظمة المركزة ، والمهنية في هيئتها ، والاستراتيجيات المترابطة المستخدمة في الفصل ، والتصرفات التأملية لطلابها . تشمل هذه المكونات أيضاً التقييم المستمر لنجاحات الطلاب ، وإنجاز أهداف المدرسة . فالمدرسون يخططون معاً ، ويدربون بعضهم البعض ، ويعملون أيضاً مع طلابهم في مشروعات طويلة المدى . بالإضافة إلى هذا ، فإنه يتم تشجيعهم على تطوير مهارات القيادة لديهم ، من أجل أن تمتلك المدرسة مصادر داخلية لاستمرار تطوير التخطيط التكتيكي .

1 ـ التنظيم ( المنظمة ) :

تدرك العديد من المدارس بأنها بحاجة للتغيير ، وأنهم يجب أن يتوقفوا عن القيام بالأعمال المعتادة . هذه هي قضية " أن الأشياء تحتاج بطريقة أو بأخرى أن تكون مختلفة " ، وهذا الأمر يجب أن يُفهَم أولاً . وبينما يتطلع المدير والهيئة التدريسية للتغير ، تتكون لديهم فكرة عامة عن الأشياء التي يريدونها أن تتغير وتصبح مختلفة . في أثناء ذلك يسمعون كلمات طنانة مثل : " الحقائب " ، " تقييمات حقيقية " ، " الفصل المتمحور حول المتعلم " ، ويؤمنون بأن هذه العناصر ـ بطريقةٍ ما ـ يجب أن تكون جزءاً من جهود التغيير . ويبقى السؤال المتمثل في كيفية فهم هذه المصطلحات ، وهل هي مفيدة ، وكيفية جعلها موجودة وحقيقية .

أول خطوة من أجل التمهيد لرحلة المدرسة الفاعلة تتمثل في إيجاد خطة تكتيكية للمدرسة من أجل التغيير . يكون التخطيط التمهيدي لمدة يومين عن طريق جلسات مكثفة للهيئة التدريسية في المدرسة الفاعلة . يبني المدير وفريقه القيادي ( أو الهيئة التدريسية المنتقاة ) المكونات العملية لتصورهم للمدرسة ، ويضعون في اعتبارهم العقبات الحقيقية الموجودة أمام تنفيذ وتطبيق تصورهم ، ويحددون الاستراتيجيات المطلوبة للتغلب على هذه العقبات ، وينفذون التصور المتفق عليه .

المكونات العملية لتصور الخطة التكتيكية هي التي تشكل أهداف المدرسة . ولأن فريق الإدارة قد حدد ووافق على عناصر هذا التصور ، فإنه من السهل جداً التاكيد بأن ما يحدث في المدرسة هو نتاج هذه الأهداف . على سبيل المثال ، قضايا مشاركة الهيئة التدريسية ، وتخطيط الهيئة التدريسية للوقت ، ووضع الجدول المدرسي ، ومحتوى المنهاج ، كل ذلك يتم تحديده تحت محتويات الأهداف التي وضعت لكل عنصر من هذا التصور العملي .

وليس فقط وضع الأهداف ، بل إن الخطة التكتيكية تحتوي أيضاً على استراتيجيات التطبيق . يراجِع استشاري المدرسة الفاعلة بصورة دورية مع الفريق كيفية تطبيق عناصر التصور وتقدمها . وكذلك يقوم بتقديم اقتراحات لإضافة استراتيجات جديدة إذا اقتضت الضرورة ذلك . وتتم أيضاً مراجعة الخطة التكتيكية خلال المؤتمر الصيفي مع استشاري المنطقة التعليمية للمدرسة . خلال هذا الوقت تقدَّم قرارات أخرى للتنفيذ في السنة القادمة .

تخدم الخطة التكتيكية برنامج عمل المدرسة من أجل التغيير ، وبما أنه برنامج عمل ، فإن الخطة تراجَع وتُنَقَّح باستمرار ، فهذه عبارة عن وثيقة مفتوحة دائماً للنقاش والتغيير كلما رأى فريق الإدارة الحاجة لذلك . يعمل مستشار المدرسة الفاعلة مع فريق الإدارة لتقييم التغييرات التي تحدث ، والمساعدة التي تعمل على استمرار التركيز على أهداف المدرسة .

2 ـ الصف الفاعل :

مركز المدرسة الفاعلة هو المتعلم . يتطلب هذا التركيز تغييراً كبيراً في نموذج الصف التقليدي والذي يتمثل في " حكيم على المسرح " . فالمدرس ليس هو النقطة المركزية في الفصل المتمحور حول المتعلم ، إنما هو المسهِّل والمرشد . والتطوير المهني الكبير مكرَّس في المدرسة الفاعلة حتى يوفر للمدرس ذخيرة من الاستراتيجيات التي تدمج الطلاب في تعليمهم وتطور قدراتهم المعرفية .

أحد الأسباب التي جعلت المدارس الفاعلة يتم تفويضها لمدة ثلاث سنوات على الأقل لكي تتم عملية الشبكة ، أن يتمكن الأساتذة من إغناء مهاراتهم التدريسية . أثناء السنة الدراسية الأولى يتم التدريب عند الطلاب على الاستراتيجيات التدريسية . فالمدرسون يتدربون على الاستراتيجيات ، وعليهم أن يُحضِروا ما تعلموه في الجلسة التالية . يقوم المدرسون أيضاً بتعلم كيفية استعمال نموذج معرفي تعاوني للتأكيد على أن جميع الطلاب يفهمون محتوى المنهاج . كما يقضي المدرسون وقتاً يتعلمون فيه عن التطوير والتدريب وتقييم الدروس التي توظِّف ذكاء الطلاب .

كلما زاد استخدام المدرسون لهذه الاستراتيجيات ، كلما أصبحت المدرسة أكثر فاعليةً وتعليماً . وبينما يبدأ الطلاب في إظهار ما يعرفون ، تبدأ أساليب تقييمهم في التغير . في السنة الثانية من رحلة المدرسة الفاعلة يتعلم المدرسون أساليب أخرى لتقييم تعلم الطلاب . تقود نظريات بديلة للتقييم ، وبشكل طبيعي ، إلى خلق منهاج شامل ، حيث يعمل المدرسون مع بعضهم البعض لإيجاد وحدات تعليمية مترابطة تعتمد على معالجة المشكلات وتأسيس المشروعات .

وبينما يعمل المدرسون معاً ، تظهر مجموعة أخرى من المهارات ، فهم يصبحون مدرِّبين لأقرانهم . وعن طريق المشاركة في توليد محتوى المنهاج ، يرى المدرسون قوة بعضهم ، ويدعمونها عن طريق تعاونهم معاً . تدريب الأقران يتطلب وقتاً للمشاركة ووقتاً عن الحديث المهني عن القوة المهنية ، ووقتاً لتشجيع بعضهم البعض من أجل أن يجربوا أحسن التدريبات.

أهم تغيير يحدث في صف المدرسة الفاعلة يكون في المنهاج ، وذلك عندما يتمحور الفصل حول المتعلم ، وعلى تحليل المعلومات وليس حفظها ، ومن هنا تحدث النقطة الجوهرية في دمج الطلاب . ومن أجل أن تكون هذه الخطوة عملية ناجحة للطلاب ، ومن أجل أن يُذَوِّت الطلاب المعلومات ( يجعلونها ذاتية ) ، تحتاج هذه المعلومات أن تُعرَض في محتوى له معنى. على سبيل المثال ، يجب أن ترتكز قائمة المعاني على الوحدة الأساسية التي دُرست ، وليس في كتاب تهجئة خارجي .

خلق فكر يثير المدرسين لعمل وحدات أساسية يحتاج إلى الوقت ، ويحتاج المدرسون وقتاً ليخططوا لكيفية إيجاد وحدات مترابطة . فإذا كانت المعلومات غير مترابطة ، ولا تبلور الأهداف الموجودة في التصور العملي ، ولا تدمج الطلاب في تفكير خلاق وناقد ، فإن النشاط يكون لا فائدة منه . فالفصل في المدرسة الفاعلة يحدد المنهاج في ظل شمولية كبيرة وموحدة لوجهة النظر التي تتعلق بجميع الطلاب . ويقضي المدرسون جزءاً أساسياً من السنة الرابعة في الشبكة في تقييم ماهية المعلومات المترابطة للطلاب في مرحلة معينة ، وخلق وحدات ذات معنى للدراسة تؤدي إلى المعرفة المفاهيمية للطلاب .

3 ـ التلميذ الفاعل :

حدد كوستا ( 1991 ) في بحثه عن التفكير الناقد أربعة عشر سلوكاً أظهرها الأشخاص الأذكياء . هذه السلوكيات هي :1ـ المثابرة 2 ـ قلة التهور 3 ـ تركيز الإصغاء 4 ـ التفكير التعاوني 5 ـ التفكير المرن 6 ـ المعرفة الواعية لقدراته التفكيرية 7 ـ دقة الفكرة ودقة اللغة 8 ـ روح الدعابة 9 ـ الاستفسار وطرح المشكلة 10 ـ البناء على المعرفة السابقة للاستفادة منها في المواقف الجديدة 11 ـ المجازفة 12 ـ توظيف كل الملَكات مثل العبقرية والأصالة وعمق النظر والدهشة والفضولية 13 ـ حب الاستطلاع 14 ـ الاستمتاع في حل المشكلات . وأحد أهم التوقعات من شبكة المدارس الواعية أن تشجع ممارساتها الصفية تطوير هذه السلوكيات عند كل من طلابها وهيئتها التدريسية .

صُمِّمت أنشطة الفصل لتشجع الطلاب على أن يكونوا محللين ومحترفين في حل المشكلات . فعلى سبيل المثال يستخدم الطلاب نظاماً غنياً جداً بالمصادر للتعامل مع المشكلات من خلال الموضوعات المترابطة . وهم يدركون أنه لا الكتاب ولا حتى المعلم هما المصادر الوحيدة للمعلومات ، ويشجع المدرسون الطلاب على البحث عن أكثر الحلول ملاءمةً ، وعلى أن يفسروا لماذا هذه الحلول ملائمة ، وذلك باستخدام لغة ومصطلحات دقيقة.

في المدرسة الفاعلة يعبر الطلاب عن قراراتهم النهائية بعبارات مثل : " أنا توصلت إلى هذا الاستنتاج لأن . . . " . تشجع هذه التعبيرات الطلاب على إجراء ارتباطات ، وذلك لكي يدركوا أيَّاً من المعلومات التي يعرفونها يتناسب مع المفاهيم الجديدة التي يتعلمونها . يستخدم الطالب الفاعل الصحف وحقائب التفكير لشحذ مهارات التساؤل وطرح المشكلات والتفكير العميق .

الاستراتيجية الأساسية في مساعدة الطلاب في تطوير مهارات التساؤل لديهم تصبح منعكسة عليهم من خلال طريقة التعلم التعاوني . في أغلب الأحيان يساء فهم هذه الطريقة ويتم تعليمها بطريقة سطحية ، ولكنها تؤدي إلى علاقة إيجابية وتعاونية بين الطلاب والمعلمين حينما تستخدم بطريقة فاعلة . إن تفاعلات المجموعة الإيجابية تعطينا بيئة خالية من المخاطر وتشجع الطلاب على اكتشاف البدائل بدون توجيه أقوال عقابية لهم مثل : " أنت مخطئ " ، "من الممكن أن تصبح أسوأ "، " يالها من فكرة عقيمة " . تدعو التفاعلات الإيجابية بين الطلاب في اكتشاف الموضوعات المترابطة معاً إلى إيجاد مساحة كبيرة من الاكتشاف يتعلم منها الطالب . وبينما يرغب الطلاب في المشاركة واكتشاف المعلومات ، يستطيع المدرسون توجيه الأنشطة نحو اتجاهات أكثر نقديةً وإبداعيةً . مثلاً يسأل المدرسون مجموعات الطلاب لكي يكتشفوا أسئلة مثل : لماذا ؟ إلى أي مدى ؟ ماذا لو ؟ فيتعلم الطلاب كيف يزيدون قدراتهم في التعليل وحل المشكلات واتخاذ القرارات .

يتم تشجيع الطلاب الفاعلين لكي يكونوا فضوليين ، وأن ينقلوا ما تعلموه من أنشطة تشاركية إلى مواقف خارج الصف ، فهم مستعدون لقبول التحدي للقيام بعمل ما هو مطروح عليهم في أوراق العمل البيتية . يتطلب العمل على صورة لعب من الطلاب الفاعلين أن يعملوا معاً وأن يتشاركوا في المعلومات خارج غرفة الصف ، مثل : طرح وإجابة الأسئلة ، مقابلات لأفراد العائلة ، أو قراءة كتاب أو جريدة لشخص عجوز . يبحث الطلاب الفاعلون عن الترابط بين المفاهيم والأنشطة في المدرسة والمنزل ، ويطورون حسَّاً عالياً من تقدير الذات ؛ لأنهم يرون أن هناك علاقة بين ما مارسوه في الفصل وما وجدوه في العالم المحيط بهم .

4 ـ التطوير المهني الفاعل :

توجد في المدرسة الفاعلة العديد من الفرص للتطور المهني والمساعدة . تحدد كل شبكة مدارس أحد عشر يوماً للتطوير المهني سنوياً . تُوَفَّر ستة أيام في المدرسة موزعة خلال السنة الدراسية ، وهناك خمسة أيام إضافية للتطوير المهني المكثف للهيئة التدريسية في المؤتمر الصيفي السنوي . في هذا المؤتمر توجد لدى فرق الإدارة الفرص للعمل معاً بصورة مكثفة مع التركيز على مبادئ التعلم ، والتعليم الإدراكي ، والتفاعل التعاوني الذي يضع الأساس للخطة التكتيكية للسنة القادمة . وهم يكتشفون هذه الأفكار من محيط منطقة مدرستهم، ويسمعون كيف أن فِرَقاً مدرسية أخرى تجرب نفس الأفكار ، وتهتم الفرق بكيف يمكن أن يكونوا أكثر مرونة في أساليبهم وذلك لخلق بيئة مدرسية فاعلة ، وكيف يوفرون وقتاً أكبر للتفاعل ، وأي موضوعات المنهاج تحتاج أن تكون مطلوبة ، وكيف يحدث كل ذلك . وبذلك يصبح الأسبوع وقتاً إيجابياً وتفاعلاً مستمراً بين أعضاء الفريق ومستشار المدرسة الفاعلة . فهذا الأسبوع يحتفل بالخطوات التي قام بها الفريق خلال السنة من أجل الوصول للمدرسة الفاعلة. وتعيش الفرق شعوراً بالإنجاز والتقدير للجهود المبذولة لخلق مدرستهم الفاعلة الخاصة بهم .

بالإضافة إلى أيام التطوير المهني التي سبق التخطيط لها ، فإن جدول المدرسة الفاعلة يوفر وقتاً للتطوير المهني من خلال الجدول اليومي العادي للمدرسة . على سبيل المثال ، يعمل المدرسون في المدرسة الفاعلة معاً لتحسين تنفيذ الدروس . وكلما أصبحت الدروس أكثر تركيزاً ، كلما رأى المدرسون حاجة أكبر لإيجاد وحدات مترابطة في المنهاج تعتمد على بعضها البعض . وبمجرد أن يقترب الطالب من التعرف على المواهب المختلفة لفصولهم ، يتعلم المدرسون أيضاً أن يتعرفوا على مهارات أقرانهم ، وأن يطوروا شعوراً حقيقياً بالزمالة بين أعضاء الهيئة التدريسية .

تقييم وتوثيق تطور المدرسة الفاعلة :

تحتفظ المدرسة الفاعلة برؤيتها العملية والاستراتيجيات التي توظفها لجعل هذه الرؤية حقيقة في مقدمة عملها اليومي . وللوصول إلى هذه النتيجة تحتفظ المدرسة الفاعلة بحقيقة تؤرخ فيها نجاح رحلتها . تشمل هذه الحقيبة معلومات وملاحظات عن الطلاب ، والمدرسين، ومشاركة الأهل والمجتمع ، والتقدم باتجاه تحقيق الأهداف المحددة في التصور العملي والخطة التكتيكية .

1 ـ تقييم الطلاب :

تحتفظ المدارس بمعلومات كثيرة عن الطلاب في ملفات . فمثلاً تحتفظ معظم المدارس بسجلات شهرية عن كل من : الحضور للمدرسة ، التأديب المحول إلى مكتب المدير ، المؤتمر التأديبي مع الأهل ، التوقيف . . . إلخ . وكذلك تحتفظ المدارس بعلامات موحدة للامتحانات . وعموماً فإن مصادر المعلومات هذه المحتَفَظ بها تعمل كدليل كمي للمدرسة عندما تنضم لشبكة المدارس الفاعلة . تتضمن المؤشرات الكمية لتقدم الطالب ما يلي :

1- قوائم الملاحظات .
2- بطاقات الحكايات .
3- التقييم الشخصي للطالب .
4- تقييمات الأداء والعرض .
5- خواطر الطالب .
6- ملاحظات الأهل .

إن قوائم الملاحظات وبطاقات الحكايات توثق تقدم الطالب . تساعد ملاحظات المدرس خلال العام الدراسي كلاً من الطالب والأهل لرؤية النمو والتقدم الفردي . هذه الوثائق تسيطر على التقدم التطوري وتساعد الطلاب على فهم ما هو متوقع منهم عندما يتفاعلون مع أقرانهم. هذه الملاحظات تعتبر طريقة لتوثيق التغييرات الإيجابية في مهارات الطلاب الإيجابية والفكرية ، وهي كذلك تعطي صورة عن نمو الطالب في الأربعة عشر سلوكاً التي حددها كوستا .

وكما سبق أن ذكرنا ، فإن تطور الطلاب في هذه السلوكيات الذكية هي هدف أساسي في المدرسة الفاعلة . تختار المدرسة الفاعلة ثلاثة أو أربعة سلوكيات ، وتقوم بجهود حثيثة من أجل توفير الفرص للطلاب لامتلاكها . يشجع المدرسون الطلاب على أن يعرفوا كيف تظهر هذه السلوكيات . ونتيجة لذلك يتعلم الطلاب أن يتقبلوا بعضهم ويتمتعوا معاً ، وأن يعملوا بإيجابية ، وأن يتحملوا مسؤولية تنشيط بعضهم البعض داخل الفصل وخارجه .

ملاحظات المدرسين يشارك فيها أيضاً المدرسون ، وهذا يمنح الطلاب فرصة للتأمل الذاتي . سيقول المعلم للطالب مثلاً : " كيف تعتقد أنني قيَّمتك ؟ " ، وبالتالي فإن الطالب سيتأمل تصرفه ويقرر مدى ملاءمته . يُسأل الطلاب أيضاً أن يقيِّموا أنفسهم في صحف للتأمل الذاتي مثل : " الذي مضى بصورة جيدة في مجموعتي هذا اليوم كان . . . " ، " مساهمة مجموعتي كانت . . . " . الهدف من التأمل الذاتي هو مساعدة الطلاب لأن يروا بأنهم يتحملون المسؤولية عن المجموعة وعن تعلُّمها .

في المدرسة الفاعلة تعتبر مستندات الطالب طريقة ثمينة لتقييم الطالب . تسمح هذه المستندات للطلاب أن يتشاركوا في تطوير المهارة التي لا يمكن توضيحها في الاختبار القياسي . يختار الطالب والمعلم معاً إنتاجات مثل : كتابة نماذج ، قراءة مقتطفات من شريط ، اندماج المجموعات وتفاعلها ، رسومات ، مسائل رياضية ، وكذلك عروض لأحسن عمل لكل طالب . وبذلك تصبح المستندات تأريخاً لتطور مهارات كل طالب خلال العام الدراسي ، كما أنها توفر فرصة أخرى للطلاب للتقييم الذاتي ، وتجعلهم أكثر ارتباطاً بِلُبِّ عملية التعلم .

عندما يصبح المنهاج حلاً للمشكلات وعلى أساس المشروعات ، يمكن تقييم الطلاب من خلال العرض . مثلاً ، يعمل الطلاب في مشروعٍ ما ، وبعد انتهائه يقدمون عرضاً لما تعلموه. هذا المشروع يستلزم مشاركة يدوية ونشاطاً ناضجاً ، وعند اكتماله يوضح الطلاب ما قد تعلموه . المعرفة الذاتية للتعلم أو الإدراك يساعد الطلبة في زيادة تقدير قوتهم ، ويعملون بثقة أكبر . وبذلك يسود الفصل اتجاهات إيجابية ، ويُخلق جو مشجع لنجاح الطالب .

من الممكن أيضاً أن يظهر نجاح الطالب من خلال مقابلات ومؤتمرات . هذه النظريات التقييمية تشجع الطلاب على أن يبرزوا القوى التي يملكونها من خلال نشاطٍ ما ، وأن يعرفوا ويحددوا المناطق التي يرغبون العمل فيها ، من أجل أن يصبحوا فرقاً أفضل .

تقييم المدرسين :

ربما أن أسهل طريقة لتوثيق نجاح المدرسة في رحلة المدرسة الفاعلة هو تحديد عدد المدرسين الذين يستخدمون بفاعلية الاستراتيجيات ومعدل الوقت الذي يستخدموه . ليس من المستغرب أن تسمع مديري المدارس الفاعلة يقولون : " في السنة الماضية كان هناك مدرس واحد أو اثنان يستخدمان هذه الطرق ، واليوم أرى هذه الاستراتيجيات تستخدم في كل فصولنا"

من أجل أن تصبح المدرسة مدرسة فاعلة بجب أن يوظف المدرسون الاستراتيجيات ، والخطوة التي تليها هي توثيق مدة وكيفية نجاح استعمال هذه الاستراتيجيات خلال الأسبوع المدرسي : هل تستخدم لمجرد ملء الفراغ بينما ينتظر الطلاب حافلة المدرسة ؟ أم هل يندمج الطلاب بفاعلية في عملية التعليم بنسبة 65% ـ 70% خلال اليوم الدراسي ؟ بجانب الاستمرارية والاندماج الفاعل للطلاب كيف يبدو فصل المعلم ؟ هل هناك إثباتات على عمل الطلاب في كل مكان ؟ هل القطع الفنية والأعمال الكتابية وحلول المسائل بارزة ؟ هل لوحة البيانات تؤكد على أهمية التفاعل الإيجابي للمجموعة وعلى الاستخدام العالي لمهارات التفكير؟ هل قائمة الملاحظات معروضة حتى يعرف الطلاب أية مهارات تتم ملاحظتها ؟ هل فصل المدرس يوحي من خلال ما هو معلق على الجدران أو مدلى من السقف ؟ وإذا كان ما هو معلق عبارة عن مواد من الكتب نفسها ، فهذا دليل على أن محور الدرس هو المعلم وليس الطلاب .

من أهم الوثائق التي تدل على تعلُّق المدرس برحلة المدرسة الفاعلة هي حقيبة المدرس . فالمدرسون الذين أصبحوا مرتاحين بمشاركة زملائهم في الاستراتيجيات ، ويقدسون التبادل الإيجابي في تدريب أقرانهم ، هم قادرون على توثيق ناجح لدروس زملائهم . هؤلاء المدرسون يحتفظون بحقيبة من الاستراتيجيات المفيدة . ولا توثق هذه الحقائب خبرات المدرسين فقط ، بل إنها توضح مقدار عمل الهيئة التدريسية لخلق مدرسة فاعلة . كما أن توثيق استخدام الوحدات والدروس الخلاقة في الحقيبة يزيد من حس المهنية في المدرسة ، ويشجع المدرسين للعمل نحو مقاييس جديدة من الامتياز .

تقييم التنظيم المدرسي :

الدليل المبكر على أن المدرسة ستصبح مدرسة فاعلة هي الخبرة التي يوفرها المدرسون للطلاب ، ومتى يشجع المدرسون في عادة إرشاد طلاب الصف السادس لطلاب الصف الأول ، أو الصداقة بالمراسلة بين طلاب الصف الثاني وطلاب الصف الخامس ؟ وعلى سبيل المثال في إحدى المدارس هناك طلاب يكتبون مسرحيات عن يوم الأرض ، ثم يتم اختيار اثنتين منها لكي يتم تمثيلهما . طلاب المدرسة الثانوية يقومون بكل الأعمال الإنتاجية مثل : المكان والأضواء والموسيقى والملابس . طلاب المدرسة الإعدادية يقومون بالتمثيل ، بينما يقوم طلاب المدرسة الابتدائية بكل الإعلانات عن مفهوم يوم الأرض والمسرحية للمجتمع .

هناك دليل مبكر آخر في رحلة المدرسة الفاعلة هو زيادة دعم الأهل للمدرسة ، وذلك عن طريق تعيين العمل باللعب للطلاب ، وتشجيع الأهل للقيام بدور في أنشطة التعلم الفعال . يبدأ الأهل في رؤية وفهم التغيرات في الفصل ، وكذلك قائمة الملاحظات وبطاقات الحكايات ، يشارك فيها الأهل حتى يستطيعوا هم أيضاً ملاحظة تطور أطفالهم من خلال السلوكيات الذكية في البيت . كما يتم عقد اجتماع للأهل مع أبنائهم حول العمل الفردي في حقيبة مستندات الطالب من أجل إضافة ملاحظاتهم . وبذلك تتوطد علاقتهم أكثر بتعليم أبنائهم عندما يزداد ظهورهم في الفصل .

وبينما تسير المدرسة لتصبح أكثر فاعلية ، فإن الهيئة التدريسية تبذل مجهودات لوصف رؤية المدرسة والتغييرات المستمرة في المجتمع ، كما أنهم يدعون المجتمع للمشاركة في الرؤية العملية ، وأن يكونوا جزءاً من جهود تطور المدرسة .



ترجمة : عطية محمد العمري
مدير مدرسة ذكور ابن رشد الابتدائية للاجئين
قطاع غزة ـ فلسطين

د.فالح العمره 05-04-2005 11:57 AM

المعلم

مجلة تربوية ثقافية جامعة
على الرغم من اهتمام التربية الحديثة بجوانب النمو الوجداني والمهاري إلى جانب النمو العقلي المعرفي ، إلا أن المعرفة لاتزال -وسوف تظل - ذات أهمية خاصة للمعلم ولعمله في المدرسة.
دليل المعلم


التخطيط في المدارس

عملاً مدرسياً بلا تخطيط كسفر بلا هدى، أو كبناء لناطحة سحاب بلا خارطة، بل هو أعظم. المادة التالية محاولة مبتكرة لوضع معالم مضيئة على هذا الطريق. فبعد عرض عام لمراحل التخطيط المدرسي ومعايير نجاحه ، يعرض المؤلف تحت كل مرحلة من تلك المراحل مواقف حقيقية مما يمارسه أو يواجهه المديرون أو يعانون منه في مدارسهم ، عارضا تلك المواقف على مبادئ ولطائف منتقاة من نظريات وأسس الإدارة العامة.

(المحرر)

المراحل الرئيسية في أي شكل من أشكال التخطيط في المدارس هي:

الرؤية: معرفة الوجهة التي تريدها المدرسة. أي أن اتجاه وغاية المدرسة مرتبطان بالقيم الحيّة في وجدان منسوبيها.

المعيار: هل أصبحت الرؤية واضحة ومتفقاً عليها ؟

الإعداد: وضع منسوبي المدرسة في حالة من الاستعداد والالتزام،وتبصيرهم بوضع المدرسة في الوقت الحاضر بكل دقة.

المعيار: إلى أي مدى من الإتقان كان إعداد أرضية الخطة ؟

تحديد الهدف/الطموح: تقرير مستوى تدرج وسرعة التغيير

المعيار: كيف تعرف إن كانت الخطة أعلى أو أدنى من مستوى الطموح ، أو أنها مناسبة تماماً ؟

المشاركة /الاستحواذ: طرائق الاستحواذ والسيطرة على التغيير الذي خُطط له.

المعيار: هل كانت مشاركة منسوبي المدرسة من القوة بحيث مكنتهم من السيطرة على عملية التغيير ؟

العملية: غرس فكرة أن عملية التخطيط أكثر أهمية من الخطة نفس. ( حتى الخطة الجيدة قد تتغير لكن العملية الجيدة لا ينبغي لها ذلك.)

المعيار: هل سيستمتع المشاركون ويستفيدون من التغيير؟

تطوير الهيئة التعليمية: رؤية تطوير الهيئة التعليمية (في جميع المستويات) وتطوير المدرسة على أنهما وجهان لعملة واحدة.

المعيار: هل بُذل الوقت والجهد والمال الكافي لتقدير وتلبية احتياجات تطوير الهيئة التعليمية؟

العمل الجماعي: يجب أن تشكِّل فرق العمل أساساً لأعمال التغيير.

المعيار: ما حجم التفكير الذي بُذل لتحديد وحدة العمل الأساسية؟

الشراكة: الاستفادة من كل مساهم ممكن للمشاركة في العمل مع الهيئة التعليمية : مجلس إدارة المدرسة ، وأولياء الأمور ، والطلاب ، وإدارة التعليم ( حيثما كان ذلك مناسباً) ، والهيئات التجارية والصناعية والمحلية.

المعايير: إلى أي مدى كانت مشاركة كل فرد من المساهمين في مراحل التغيير؟ ما فوائد مشاركة كل مساهم منهم؟هل من الممكن جعلهم أكثر مشاركة أو الاستفادة منهم بفاعلية أكبر؟

خطط العمل: سلسلة من الخطط المفصلة بدقة لتوجيه ودعم فرق العمل. ويجب أن تتضمن هذه السلسلة طرائق التنفيذ وأن يكون لها معايير للنجاح و/أو مؤشرات للأداء مرتبطة بالأهداف.

المعايير: ما مدى صلاحية الخطط؟ هل أثبتت فعالياتها ؟ لماذا ؟

التقويم : قياس فعاليات التغيير الذي خطط له ونف.

المعايير:ما المخرجات المستفادة؟ هل كان المستفيدون من التغيير واعين لذلك؟ هل عانى أحد من التغيير؟

تحــلـيـل التخــــطــيط فــــي المــــــــــدارس

( من دراسـات الواقع في الـمدارس ومـن نظــريات الإدارة )

الرؤية

من دراسات الواقع:

? قرر المدير ترك تخطيط التطوير للوكيل كما قرر عدم حضور الاجتماع الأول للهيئة التعليمية المنعقد لمناقشة القضايا،? حيث أن لديه اجتماعاً مع ال CEO (المكتب المركزي للتربية).

? قررت المديرة أن خطة التطوير ستكون فرصة لقول "لا" للعديد من المطالب المفروضة على المدرسة . وقالت: " سنضع هذه المطالب في السنة الثانية أو الثالثة من الخطة في الوقت الراهن . ثم نقرر فيما بعد ما إذا كنا نريدها حقاً،أم لا." وافقت الوكيلة ولكنها سألت: "وكيف سنقرر أيها سنقول بحقها " لا" ؟"

? قال أحد المعلمين : " يبدو أننا نفعل ما يريد الآخرون منا أن نفعله باستثناء الأشياء التي نريد نحن أن نفعلها . فليس في هذه المدرسة رؤية. وهذه هي مشكلة مديرنا."

من النظرية:

? الرؤية الواضحة تدفع الناس للتفاعل الإيجابي مع التغيير.

? الرؤية تعطى صورة واضحة عن الوجهة التي تريد أن توجه لها منظمتك ( مدرستك ) وما تريد لها أن تكون.

? تتضمن الرؤية كلاً من القيم المتجذرة في وجدان المشاركين وتصوراً عن التركيز الاستراتيجي الذي تتبناه المنظمة (المدرسة).

? الأشخاص المشوَّشو الرؤية ضعاف في تبني أو تنفيذ التغيير .

الإعداد

من دراسات الواقع:

? "قال المدير أن OFSTED (الهيئة البريطانية للمعايير التربوية/هيئة التفتيش على أداء المدارس في بريطانيا ) طلبت خطة التطوير في غضون شهر واحد فقط. وببساطة، فإنه لم يكن هناك متسع من الوقت لإجراء أي تدقيق."

? قال المدير:" أنا هنا في هذه المدرسة منذ أسبوعين فقط. وأظن أنني أحتاج إلى سنة على الأقل لإجراء تدقيق سليم ،· لأنه- وبصراحة – لا يبدو أن أحداً يحمل فكرة واقعية عما يجري حقيقة في هذه المدرسة".

? "لا أعتقد بصدق أن خطة تطوير مدرسية سوف تساعدنا كثيراً. نحن ينظر إلينا عموماً كأفضل مدرسة في المنطقة . ومن المؤكد أننا نحصل على أفضل النتائج في الاختبارات. فالهيئة التعليمية هنا رائعون. وليس من المدهش كذلك وجود القليل من التغييرات لأننا – وأرجو أن لا يبدو هذا تعالياً – في مدرسة ناجحة وسعيدة".

من النظرية:

? لا جدوى من تحديد الاتجاه المستقبلي لمنظمتك ( مدرستك ) حتى تقرر بوضوح كامل أين أنت الآن.

? إن الآلة المحركة للتغير هي عدم الرضا عن الواقع. وإن معوقات التغيير هي الخوف من المجهول والخوف من المستقبل.

? إنه من الصعب جداً تغيير الأشياء عندما يبدو أن كل شي يسير على مايرام.

? إن مهمة القيادة هي جعل الوضع الراهن أعظم خطراً من الانطلاق إلى المجهول.

? الإدارة ... ليست هي المحافظة على الوضع الراهن،· إنما هي المحافظة على معدل من التغيير يمكن أن تتحمله المؤسسة والعاملون فيها. فمن المهم بقدر متساوٍ في عملية التغيير أن نكون واضحين بشأن الأشياء التي نأمل أن نتمسك بها ، وتلك التي نود أن نغيرها.

الطموح

من دراسات الواقع :

? " مشكلة هذه المدرسة هي أن المدير يشبه "القسيس" إلى حد كبير ،فكل شيء يجب أن يتم في عيد الميلادثم لا ينفّذ شئ من ذلك أبداً فوضع كل شئ في خطة تطوير لا يؤدي إلى إتمام أي منها أيضاً."

? "أنا مقتنع بأن علينا أن نبدأ من النجاحات الصغيرة ثم نبني عليها."

? "حصلت على إدارة هذه المدرسة لأنها في حالة من الضعف إلى الحد الذي لم يكن هناك أحد له سجل ناجح يريد أن يكون مديراً لها. وأعلمني مجلس إدارة المدرسة بأن أمامي ثلاث سنوات لتصحيح الوضع. وإلا فمن المستبعد الجزم بقدرة المدرسة على البقاء.

من النظرية:

? لا تدع توقعاتك وتوقعات العاملين معك تسبق قدرتكم على الانجاز.

? حدد أهدافاً يستحيل تحقيقها واقتل حماس موظفيك .وحدد أهدافاً سهلة أكثر من اللازم واقتل حماس موظفيك. وحدد أهدافاً يمكن تحقيقها فقط وعندئذ تأكد من أنك ستحققها وأشعل حماس موظفيك.

? اجعل هدفك التطوير المطّرِد أكثر من الحصول على السعادة الخالصة (التي لاوجود لها في الحياة الدنيا).

? النجاح رحلة وليس محطة نهائية.

المشاركة

من دراسات الواقع:

? قال الوكيل : "لأكن صادقا معك؛ إن الهيئة التعليمية هنا أقرب إلى جناح المعارضة إلى حد كبير بما في ذلك المدير نفسه. لذلك هناك التزام كبير بمقاومة التغيير أكثر من الالتزام بتنفيذ كل هذه التغييرات."

? " مبدئياً ،· الهيئة التعليمية جيدة جداً ولدينا جميع الفرص لتحقيق نجاح باهر في تخطيط التطوير . لكن هناك مجموعة صغيرة من الأشخاص الذين يعارضون كل شئ عملياً ومبدئياً . والأسوأ هو سعيهم بنشاط للحط من آراء الآخرين وإحباط معنوياتهم .ففي كل مرة أكسب شخصاً إلى جانبي ونخطو خطوة إلى الأمام ،· تجدهم هنالك وراء الكواليس ليتأكدوا أنهما خطوتان إلى الوراء ."

? " لقد عمل فريق الإدارة المدرسية معاً بشكل جيد، ولذلك فقد توصلنا إلى خطة تطويرية في الإجازة الأسبوعية ومن ثم قدمناها للهيئة التعليمية للمناقشة. ولدهشتنا فقد بدا أنهم سيقبلونها."

? "لم أتجرأ وأطلب من الهيئة التعليمية المساعدة في إعداد مسوَّدة الخطة. فلو فعلت لاحتاج الأمر إلى دهور،· ولتسبب في كل أنواع النزاع قبل الشروع في العمل. وعلى أي حال ، فقد كانوا سيختارون كل ما هو خاطئ ويضعونه في الخطة".

من النظرية:

? يفعل الموظفون كل ما بوسعهم إذا أيقنوا بأن ما سيفعلونه يستحق ذلك.

? اجعل عملية تطوير الأهداف نموذجاً حقيقياً للغربلة .

? اعمل على جعل التخطيط الاستراتيجي أقل مركزية.

? قلل من المعوقات الإدارية إلى أدنى حد ممكن.

العملية

من دراسات الواقع:

? "أنا لست متأكداً من أننا سنحقق نجاحاً كبيراً بخطتنا التطويرية الأولى ، ولكننا نتعلم الكثير الكثير في طريقنا إلى ذلك الهدف."

? " لقد كانت وثائق الـ DES (في التخطيط التطويري) معينة لنا تماماً . ولكنني كنت أتمنى لو أنهم أعطوا بعض الأمثلة لخطط تطويرية حقيقية ، فقط لتعميم تطبيقات جيدة. اعتقدت أن من المعين لنا أكثر لو أن إدارة التعليم المحلية أعطتنا شكلاً واضحاً للخطة التطويرية مما يوفر علينا وقتاً كبيراً."

? قال المدير :"بعد سنة من التخطيط التطويري ، كان علي أن أعيد التفكير في الطريقة التي أدير بها المدرسة بالكامل. وأحد الطرق التي أفكر بها هي كيفية خفض كمية الأعمال الكتابية الهائلة جداً التي ننتجها."

من النظرية:

? ما الخطة الجيدة ؟ ليس هناك خطة جيدة ولكن هناك عملية تخطيط استراتيجي جيدة.

? التغيير عملية جارية ،· وهو ليس نهاية المطاف ( ليس غاية في حد ذاته).

? اجعل الابتكار منهج حياة للجميع.

تطوير الهيئة التعليمية

من دراسات الواقع:

? "التقويم ساعدنا حقاً (في شأن الخطة ). فقد جعل الموظفين يتعودون على ملاحظة بعضهم بعضاً ،· وزاد من مستويات الثقة بينهم،· واستطعنا كذلك ربط خطط العمل الشخصية الناتجة عن التقويم مع خطط العمل التطويرية. وساعد التقويم الموظفين على رؤية ما يحصلون عليه منه ، وأن الإدارة العليا كانت راغبة في تقديم الدعم العملي وليس الكلمات الرنانة فحسب. "

? "كان هناك العديد من العناصر التي أردنا وضعها في خطة المدرسة التطويرية ولكننا سنضعها في جانب واحد في الوقت الراهن ،? لأنه ببساطة لم يوجد الـ INSET المناسب في برنامج إدارة التعليم المحلية."

من النظرية:

? زود الموظفين بدعم شامل وجريء.

? الميزة الدائمة لأي مشروع هي العنصر البشري والمهارات التي يملكها. ولابد لهذه المهارات أن تتوالد باستمرار.

? ليس هناك حدود للقدرة على المساهمة من جانب شخص أُحسن اختياره وتدرب جيداً . ودُعم بشكل معقول ،· وكان ملتزماً بعمله.

? لا تقلل من قيمة الخبرة الجماعية لموظفيك أبداً.

العمل الجماعي

من دراسات الواقع:

? قال الوكيل: " الموظفون هنا منسجمون مع بعضهم إلى حد كبير،· إلا أنه من الصعب جداً جعلهم يعملون كفريق واحد ."

? قال المدير : " لقد قررت من الآن فصاعداً ألاّ أترأس أي اجتماع أو لجنة، لأن ذلك ليس مصدر قوتي. فعندما كوّنّا اللجان المختلفة ومجموعات العمل (لتنفيذ الخطة التطويرية) كان هناك تأفف كبير من كثرتها. وكانت اللجان الوحيدة التي عملت حقا هي تلك الخاصة بالأقسام."

? "لقد وزعتُ الواجبات العديدة الخاصة بتنفيذ الخطة بعدالة . ولكن ما خيب أملي هو أن نصف الموظفين لم يقوموا بالأعمال المناطة بهم."

من النظرية:

? كوِّن حولك أكبر عدد تستطيعه من فرق العمل.

? كون فرق العمل في كل شئ تقريباً.

? ينبغي أن يكون حجر الأساس للمنظمة (المدرسة) هو فريق العمل المتوسط الحجم شبه المستقل، والحريص على إنجاز مهمته التي كلف بها.

? العمل الجماعي غريب على الطبيعة البريطانية. ولا يحدث التلاحم الحقيقي ولا المقدرة على العمل كفريق إلا نتيجة للجهد الهائل في تطويرهم .

خطط العمل

من دراسات الواقع :

? "لم تكن خططنا العملية سوى قائمة مبهمة من الأعمال المطلوب تنفيذها. فلم يكن بها أي شئ عن بناء النوعية. كما لم يفلح معها معيار النجاح".

? " إنني لا أفهم ماذا حدث حقاً. فلقد كانت خطة رائعة،· وقد أخذت منا الكثير من الاهتمام لإتقانها. وبطريقة ما بدا أنها تفككت خلال الفصلين الدراسيين التاليين. وقد خاب أملي وأمل الآخرين معي في نتائجها النهائية. لا تلم أحداً فقد كان الجميع مشغولين جداً، فلم يكن هناك وقت كاف لكل ذلك. من الواضح أنه لم يكن الوقت المناسب لتقديم التخطيط التطويري."

? قال المدير:"تركتهم جميعاً يتعودون عليها وحاولت أن لا أتدخل. لقد علموا أنه ليس عليهم سوى طلب المشورة إن أرادوا ذلك مني."

من النظرية:

? جزِّئ الأعمال إلى أجزاء صغيرة ليسهل القيام بها . فقد بُنيت أعلى العمارات "طوبة طوبة" . وقُطعت أطول الرحلات خطوة خطوة .

? أُحِبُّ الاجتماعات المنتظمة – أسبوعياً أو شهرياً- التي تعكس تقدمنا وترينا أين نحن الآن.

? تكسب المعارك بأساليب القتال (العملية ) وليس بخططه (الذهنية).(!!)

الشراكة

من دراسات الواقع:

? "بدا أن من الصواب أن نخبر التلاميذ عن الخطة التطويرية .فهي في نهاية الأمر قد وضعت من أجلهم . تحدثت عنها في الاجتماع العام للمدرسة. وتابع المعلمون الأمر في حصص الإرشاد والتوجيه وفي بقية الدروس حيثما كان ذلك مناسباً. ومما أدهشني وأثارني أنهم جميعاً قد فهموها. وهذا هو الذي أثَّر في المعلمين أيضاً ."

? "مجلس إدارة المدرسة هو الذي قدم أفضل دعم عملي لمفاهيم تطوير الهيئة التعليمية. من المحتمل أن نكون محظوظين بالأعضاء الذين يمثلون القطاع الخاص في مجلس إدارة مدرستنا."

? "لقد أثبتت مستشارة الاتصال (بمجلس الإدارة ) أنها هبة من الله لنا. فقد بدا حقاً أن لديها الحلول للصعوبات التي واجهتنا."

من النظرية:

? تحوُّل كلي من علاقات متضادة إلى علاقات شراكة داخل وخارج المنظمة (المدرسة ).

? أطلق ثورة تحسين في النوعية وتأكد أن النوعية تعرف دائماً على أساس مدركات الزبون.

تأليف : ديفيد هارجريف *

ترجمة : محمد بن سعيد بالبيد **

عن مجلة ترجمات

في القيادة التربوية والإشراف التربوي

_______________________
* هذه المادة ترجمة لنشرة قدمت للدارسين السعوديين في البرنامج التدريبي الصيفي للمشرفين التربويين بجامعة مانشستر (ربيع الثاني 1421هـ) وأصلها مأخوذ بتصرف من :(1992 David Hargreaves,) وهي الإشارة الوحيدة المتاحة عن المصدر.

** محمد بن سعيد بالبيد : معلم اللغة الإنجليزية بمدرسة طلحة بن عبيد الله الثانوية بمكة المكرمة.

د.فالح العمره 05-04-2005 11:58 AM

السياسة التعليمية .. ( الهدف والغاية ) ؟

بسم الله الرحمن الرحيم

أصبح واضحاً جلياً أن التعليم في كل بلد هو عماد نهضتها وأملها في مستقبلها ، وكل بلد أياً كانت هذه البلاد لها سياستها التعليمية التي تتناسب مع حجم هذا البلد وإمكاناته ، والتطوير التعليمي أمر روتيني يحدث لأي تعليم شاء أم أبى ، تحكمه في ذلك التطورات والدراسات التي تغزو العالم ، فلا يمكن أن تسكن خيمة وأنت ترى جارك يبني ناطحة سحاب مثلاً !

و واضعوا سياسات التعليم وضعوا نصب أعينهم نقطتان ، الأولى رسم سياسة محددة للوصول بالتعليم إلى هدف معين ، الثانية تحديد هدف ينبغي الوصول إليه .

فحبذا لو طلع علينا أحد المسئولين عن السياسة التعليمية في المملكة لكي يخبرنا عن مسار السياسة التعليمية ، أو عن الأهداف المنشورة حيث أننا رغم كل الحديث الذي أثير حول التعليم في المملكة مازلنا نجهل أهدافه !

وأنا هنا لا أنتقد التعليم بل إني من أكثر المعتزين بالانتماء إليه ، إلا أني أجهل الهدف الذي وضعه المختصين للبلاد في العقود القادمة طبعاً خارج نشر العلم وتثقيف الفرد وإخراجه من ظلمات الجهل إلى نور العلم إلى غير ذلك من العبارات التي استهلكت أيام العباسيين والأمويين !

حتى إن واضعي هذه السياسة قليلاً ما نشاهدهم ، ونادراً ما نسمع حديثهم ، وكأنهم بوارق تظهر فجأة وتختفي فجأة ؟!

كل ما أريد معرفته هو هل الهدف أن نكون بلد يعتمد على نفسه في كل شيء أم بلد صناعي أم بلد متخلف فلا هو حي يستحق كرامه ، ولا هو بميت يستحق الترحما ؟

كل ذلك يعتمد على السياسة التعليمية لهذا البلد أو ذاك فهذه السياسة هي التي جعلت من بلاد كالصين والهند واليابان في مصاف الدول العظمى رغم كثرة عدد سكانها وضآلة مواردها ، وجعلت من بلادٍ أخرى كثيرة في مصاف الدول المتخلفة رغم قلة عدد سكانها وكثرة مواردها .

إعداد / أشرف الميمان

د.فالح العمره 05-04-2005 11:59 AM

المشاركة المجتمعية والتعليم المجتمعي

التعليم المجتمعي والمشاركة المجتمعية في التعليم

مفهوم التعليم المجتمعي :-

التعليم المجتمعي هو الأنشطة التعليمية التي تستهدف تحسن جودة التعليم و التي تنفذ من خلال شراكه فعالة وإيجابية من المجتمع ومؤسساته لتضمن استمرارية هذه الأنشطة ، وتضافر الجهود الأهلية مع الحكومية لتقديم تدخلات ومساهمات عينية وغير عينية لإحداث تحسين في جودة العملية التعليمية .

أهداف التعليم المجتمعي
يهدف التعليم المجتمعي إلى :
- تعبئة المجتمع في أنشطة التعليم واستثمار قدراته في دفع العمليات التعليمية و زيادة فاعلية الأداء التعليمي .
- تنمية المهارات المحلية للنهوض بخدمة المدارس .
- مد الخدمة التعليمية للمناطق الأكثر احتياجاً وخاصة القري والنجوع.
- مقاومة بعض العادات والتقاليد التي تحد من تمكين الأطفال من التعليم .
- الترغيب في التعليم من خلال إعداد برنامج يتناسب وقدرات الدارسات وظروفهم وتمكينهم للاستفادة من المهارات الحياتية والتعليمية .
- إعطاء الفرصة الثانية لمن تسرب من التعليم الأساسي للعودة إلي التعليم .
- مواجهة الأمية والقضاء على مشكلة التسرب .

خصائص التعليم المجتمعي

‎ يعتمد علي مشاركة المجتمع الفعالة في التخطيط والتنفيذ والمتابعة
‎ نابع من المجتمع و يلبي الاحتياج الفعلي للتعليم في القرية
‎ وجود علاقة قوية بين ممثلي المجتمع والجهات الرسمية المسئولة
‎ المتابعة المستمرة من أولياء الأمور لمستوي التعليم وجودته
‎ يمكن أن يتم بإمكانيات بسيطة ومتاحة
‎ المرونة والتحرر من الإجراءات والتعقيدات الروتينية
‎ يتميز بربط ما يتعلمه الفتيات بحياتهم وواقعهم
‎ مقاومة بعض العادات والتقاليد التي تحد من تمكين الأطفال من التعليم
‎ أخري .......

* مما سبق نستنتج أهمية المشاركة المجتمعية في عملية تحسين جودة التعليم . حيث أثبتت التجارب والنماذج والمشروعات التي نفذت في هذا المجال أن المشاركة المجتمعية عنصر هام جدا لإصلاح مسيرة التعليم في المجتمعات وهذا ليس كلاما نظريا بل من واقع الخبرة العملية في العديد من المشروعات والنماذج من التعليم المجتمعي .
لذلك أدعو كل مدير مدرسة / معلم / إدارة تعليمية أن تقوم بتفعيل دور ومشاركة المجتمع في تحسين جودة العملية التعليمية من خلال إعطاء أدوار وفرص حقيقية لأعضاء المجتمع ومجالس الآباء والمعلمين أو مجالس الأمناء أو قيادات المجتمع في المساهمة والمشاركة الفعلية في التعليم .
*آ كما المشاركة المجتمعية هو أحد المعايير الهامة القومية للتعليم حيث أن مشاركة المجتمع الفعلية مع المدرسة تجعل المدرسة مركز إشعاعا للعلم والحضارة داخل المجتمع وبقدر انفتاح المدرسة علي المجتمع يكون مستوي المدرسة حيث يساعد انفتاح المدرسة علي المجتمع علي حل العديد من المشاكل والصعوبات التي تواجه المدرسة ويساعد ذلك علي تعبير أعضاء المجتمع عن رأيهم في مستوي التعليم في المدرسة ويعملان معا علي تحسينه .

إعداد /اشرف أنور جرجس
مشرف مكون التعليم المجتمعي
هيئة كير الدولية مصر – مكتب المنيا

د.فالح العمره 05-04-2005 12:02 PM

معوقات استخدام طرق التدريس الحديثة مع محتويات المنهج الحالي

مقدمة :
إن اختيار الطريقة المناسبة لتدريس المحتوى لها أثر كبير في تحقيق أهداف المادة وتختلف الطرق باختلاف المواضيع والمواد وبيئة التدريس، ولكن نلاحظ أن واقع التعليم الحالي في مدارسنا يعتمد على استخدام الطرق التقليدية.
ونحن هنا بين مؤيد ومعارض للتنويع في استخدام طرق التدريس الحديثة مع محتويات المنهج الحالي، ففريق يرى بأنه لا يمكن أن نستخدم غير الطرق التدريسية التقليدية في ظل وجود مثل هذه المحتويات. وفريق آخر يرى بتعدد طرق التدريس لأهميتها وفوائدها. ومن هذه الآراء سنصل إلى أهم المعوقات التي حالت دون استخدام وتنوع الطرق التي يستخدمها المعلم مع محتويات المنهج الحالي. مع ذكر الحجج المؤيدة، والحجج المعارضة، لنصل إلى خطوات المعالجة، والمقترحات، و التوصيات لهذا الموضوع.

المنهج:
عرفه الرائد(1987هـ) لغويا ًعلى \"أنه الطريق البين الواضح\"ص1447 وفي لسان العرب لأبن منظور( د.ت)\" نهج الطريق أي وضح واستبان، وقد جاء تعريفه على أنه انتقاء وتنقية\"ص896.
أما المفهوم الشامل للمنهج فعرفه السبحي و بنجر(1997م) على \" أنه جميع الخبرات التي يتعرض لها المتعلم تحت إشراف المدرسة من أجل تحقيق أهداف معينة مرسومة من قبل\"ص14. ويقصد بالمنهج كل ما يقدم للمتعلم من خبرات تحث إشراف المدرسة للوصول إلى تحقيق أهداف مرسومة من قبل.

طرق التدريس الحديثة:
أورد الهيجاء(2001م) تعريف هايمان لطريقة التدريس على \"أنها نمط أو أسلوب -يمكن تكراره- في معاملة الناس والأشياء والأحداث موجها- توجيهاً مقصوداً وواعياً- نحو تحقيق هدف ما\"ص171،نجد بأن هذا التعريف عاماً لطريقة التدريس. وعرفها الخليفة(2003م) بشكل أكثر دقة\"بأنها مجموعة من إجراءات التدريس المختارة سلفاً من قبل المعلم، والتي يخطط لاستخدامها عند تنفيذ التدريس، بما يحقق أهداف التدريسية المرجوة بأقصى فعالية ممكنة، وفي ضوء الإمكانيات المتاحة\"ص168. ويمكن أن نعرفها بأنها مجموع الأنشطة و الإجراءات غي التقليدية التي يقوم بها المعلم بالتعاون مع التلاميذ في مختلف المواقف التعليمية بهدف إكساب المتعلمين عدة خبرات تربوية لتظهر آثارها عليهم كمحصلة للعملية التربوية والتعليمية

محتويات المنهج:
عرف اللقاني(1994م) المحتوى على \"أنه المعالجة التفصيلية لموضوعات المقرر، فان كان المقرر قد حدد ووضع في فهرس الكتاب، فان التناول التفصيلي لهذه الموضوعات كما وردت في الكتاب المدرسي هي التي يطلق عليها محتوى المنهج\"ص16، من هذا التعريف نجد بأنه حدد المحتوى بتفصيلات مواضيع المقرر الدراسي. ويقول الخليفة(2003م) بأنه يقصد بمحتوى المنهج \"نوعية الخبرات التعليمية- الحقائق والمفاهيم والتعليمات والنظريات- والمهارات والوجدانيات التي يتم اختيارها، وتنظيمها على نمط معين، لتحقيق أهداف المنهج التي تم تحديدها من قبل\"ص153، وهذا التعريف يتفق مع سابقة ولكنه وضح تفصيلات المواضيع بالحقائق و المفاهيم والتعليمات والنظريات والمهارات والوجدانيات. .

المعوقات:
عرفها الثقفي نقلاً عن معوضة بأنها مجموعة المشكلات أو الصعوبات الفنية والمادية والإدارية والإشرافية التي تحول دون استخدام المعلم لطرق التدريس الحديثة في المواقف التعليمية المختلفة.ص11
هي المشكلات أو الصعوبات المختلفة التي تحول دون استخدام المعلم لطرق التدريس الحديثة مع محتويات المنهج الحالي.
ويمكن تحديد المشكلة في المعوقات التي حالت دون استخدام طرق التدريس الحديثة- المناقشة، حل المشكلات، العرض...الخ- والاكتفاء بالطريقة التقليدية طريقة المحاضرة، والعرض - بعض الأحيان- مع محتويات المناهج الحالية في مدارس الملكة العربية السعودية.

الأهداف:
· التعرف على الأسباب التي أدت إلى الاكتفاء بطرق التدريس التقليدية دون غيرها مع محتوى المناهج الحالية.
· الوصول إلى توصيات تساعد إلى استخدام طرق التدريس الحديثة.
· الوقوف على الحجج المؤيدة، والحجج المعارضة حول هذه المشكلة.
· إيجاد حلول لهذه المشكلة.

الأهمية:
· الوصول للمعوقات التي حالت دون استخدام الطرق الحديثة مع محتويات مناهجنا الحالية.
· توجيه اهتمام المختصين بتطوير محتويات مقررات مدارسنا للأفضل والابتعاد عن المقررات التي تهتم بالمعرفة فقط.
· لفت الانتباه لوجود كتاب المعلم الذي يعين المعلم على استخدام الطرق المناسبة لكل موضوع.

نبذة عن المشكلة:
إن طرق التدريس الجيدة تثير اهتمام الطلاب وتدفعهم للتعلم وتشوقهم للمعرفة، كما أنها تدفعهم للمشاركة مع المعلم، وتراعي الفروق الفردية، وتساعد في تحقيق أهداف المنهج، وتتفق مع طبيعة النشاط العقلي للطلاب(عبدالسلام،2000م،ص70-71). وطبيعة المحتوى تفرض على المعلم اختيار طرق تدريسه، وهناك محتويات يغلب عليها الطابع النظري، وأخرى يغلب عليها الطابع العلمي أو التجريبي، وتنبع المشكلة في أن محتويات المواد الدراسية التي تدرس الآن تميل إلى الطابع النظري الكثيف، والذي يركز على صب المعلومات في عقول المتعلمين، وحول هذه المشكلة نجد فريقين أحدهم يرى بأن هذا المحتوى لا يمكن أن يستخدم معه إلا الطرق التقليدية، و فريق آخر يرى بتعدد طرق التدريس لأهميتها من حيث الدافعية والتشويق وغيرها من الفوائد التي يرونها.
ولأهمية هذا سيتم البحث عن أهم الأسباب التي أدت إلى هذه المشكلة و معرفة الحلول الممكنة لتلافيها.

الحجج المؤيدة لاستخدام طرق التدريس الحديثة:
· إن تعدد طرق التدريس الحديثة تنمي التفكير العلمي لدى المتعلمين، والعمل الجماعي، والقدرة على الابتكار و الإبداع، وتواجه الفروق الفردية بين الطلاب.كما أنها تواجه المشكلات الناجمة عن الزيادة الكبرى في أعداد المتعلمين.
· إن الاقتصار على الطرق التقليدية لا تتيح الفرصة أمام الطلاب للقيام بأية أنشطة تعليمية وبالتالي يصبحون سلبيين.
· الطرق التقليدية تهمل مهارات البحث والقراءة والإطلاع، و إبداء الرأي، والمناقشة عند الطلاب.
الحجج التي تعارض تعدد طرق التدريس مع المحتوى الحالي:
· لا ينكر أحد أهمية التنوع في طرق التدريس، ولكن المقررات الدراسية المزدحمة بالمعلومات والمعارف، ومع الأعداد الكبيرة من الطلاب في الصفوف الدراسية فإنه لا يتناسب مع هذا المحتوى إلا الطرق التقليدية، والمتمثلة في طريقة الإلقاء، وطريقة العرض.
· حتى يتمكن المعلم من إنهاء المقررات النظري الكثيفة يتوجب عليه استخدام الطرق التقليدية في التدريس.
· في ضل وجود أعدا كبيرة داخل الصف فإن المعلم لا يستطيع متابعة بحوث الطلاب، ومراجعة قراءاتهم، وترك المجال أمام هذا العدد لإبداء الرأي والناقشة.

خطوات المعالجة:
· تغيير محتويات المناهج في التعليم العام بما يتلاءم مع التطورات الحديثة، والابتعاد عن التركيز على الكم المعرفي الكثيف الذي يهمل النمو الشامل للمتعلمين.
· إشراك الطالب، وولي الأمر، والمعلم مع المختصين في إعداد محتويات مناهج مراحل الإعداد العام في مدارسنا.
· التقليل من الكم الكبير من المعارف والعلوم والتركيز على تنمية جميع جوانب الشخصية لدى الطالب في التعليم.
· استخدام جميع الطرق الحديثة التي تتلاءم مع محتويات المنهج.

المقترحات:
· أجراء دراسة توضح طرق التدريس المستخدمة مع محتويات المناهج الحالية.
· إجراء دراسة تحليلية لبعض محتويات المناهج الدراسية في مختلف مراحل التعليم العام ومعرفة الطرق الملائمة لتدريس هذه المحتويات.
· إجراء دراسة لمعرفة أسباب عزوف المعلمين عن التنوع في استخدام طرق التدريس.

التوصيات:
· فتح المجال للتأليف وبث روح المنافسة بين المختصين لأعداد كتب للمعلم تتضمن طرق تدريس تتلاءم مع محتويات المنهج.
· إعداد كتاب للمعلم مصاحب لكل مقرر دراسي يتضمن طرق التدريس المناسبة لكل موضوع من مواضيع المقرر.
· عقد دورات للمعلمين للاستفادة من كل ما هو حديث في مجال طرق التدريس.

قمّاش علي آل قمّاش
طالب دراسات عليا - مناهج وطرق تدريس تربية فنية

فهرس المصادر والمراجع:
1. ابن منظور،أبي الفضل جمال الدين(د.ب): لسان العرب،بيروت،دار صادر.
2. الخليفة، حسن جعفر(2003م): المنهج المدرسي المعاصر المفهوم. الأسس. المكونات. التنظيمات، الرياض، مكتبة الرشد ناشرون.
3. الرائد،جبران مسعود(1978م): معجم لغوي عصري،بيروت،دار العلم للملايين.
4. السبحي،عبدا لحي أحمد و بنجر،فوزي صالح،(1997م): أسس المناهج المعاصرة، جدة،مكتبة دار جدة.
5. عبدا لسلام، عبدا لسلام مصطفى(2000م): أساسيات التدريس والتطوير المهني للمعلم، المنصورة، إياك كوبي سنتر.
6. اللقاني، أحمد حسين(1994م):المنهج :الأسس، المكونات، التنظيمات، القاهرة،عالم الكتاب.
7. الزهراني، سعد أحمد معجب(2002م):المعايير الشخصية والمهنية في أختيار المشرف التربوي بين الواقع والمأمول،رسالة ماجستير غير منشورة، جامعة أم القرى، مكة المكرمة.
8. الهيجاء،فؤاد حسن(2001م): أساسيات التدريس ومهاراته وطرقه العامة،عمان، دار المناهج.

د.فالح العمره 05-04-2005 12:03 PM

أهمية وأهداف تخطيط وتنفيذ الأنشطة التعليمية والفنية والصيفية في مرحلة التعليم الأساسي

تعريف النشاط :
هو عبارة عن فعل معين أو مجموعة من الأفعال ومدخل معين أو مجموعة من المدخلات سوف يتم تنفيذها للوصول إلى الهداف الموضوعة .
أولا : أهداف تنفيذ أنشطة في مرحلة التعليم الأساسي

1- يجب علينا قبل أن نفكر في تخطيط الأنشطة أن نسأل أنفسنا كمعلمين / معلمات / مشرفين أنشطة ...الخ لماذا نخطط وننفذ هذه الأنشطة ؟
وما هي الأهداف التربوية التي نريد أن نحققها بصورة مباشرة أو غير مباشرة من خلال الأنشطة ؟

أ : الأهداف المباشرة لتنفيذ الأنشطة التعليمية والصيفية في مرحلة التعليم الأساسي

1- تنمية المواهب والابتكار للدارسين
2 - تنمية المهارات المختلفة لدي الدارسين ( المهارات اللغوية – القراءة – الإملاء – العمليات الحسابية..... الخ )
3- غرس قيم ومبادي إيجابية لدي الدارسات مثل الاحترام – الأمانة – الصدق – آداب الحديث )
4- جذب وتشويق الدارسات
5- تدريب الدارسات علي مهارات التكوين المهني
6- توعية الدارسات في نواحي الحياة المختلفة ( صحية - اجتماعية – بيئية ) خلال ندوات ولقاءات مع الدارسين وأولياء الأمور
7-- تقويم سلوكيات الدارسين السلبية وتدعيم السلوكيات الإيجابية من خلال الأنشطة مثل مسرح العرائس والقصص ...الخ
8- زيادة المهارات التعليمية للدارسين وتحسين مستواهم
9- جعل عملية التعلم ممتعة ومشوقة

ب : الأهداف الغير مباشرة لتنفيذ الأنشطة التعليمية والصيفية في مرحلة التعليم الأساسي

1- عمل ارتباط بين المدرسة والمجتمع
2- زيادة مشاركة الدارسين والتعاون معا
3- علاج حالات التسرب في بعض المدارس من خلال عمل أنشطة جذابة ومشوقة للدارسين
4- زيادة ارتباط الدارسين بالمعلمين ومدرسي النشطة وزيادة العلاقة بينهن
5- ربط بين العام الدراسي السابق والقادم
6- تعريف الدارسين بأماكن مختلفة في محافظتهن من خلال الرحلات
7- امتداد اثر التعلم لدي الدارسين
8- توسيع وتنوع الخبرات التي يمر بها الدارس
9- زيادة ارتباط التعلم بالحياة اليومية للدارسين
10- تتيح الأنشطة ممارسة أساليب التعلم النشط الأخرى مثل تعلم الأقران والتعلم التعاوني
11- تتيح الأنشطة سهولة التعامل مع الفروق الفردية بين الدارسين
أهداف تنفيذ الأنشطة المتنوعة في مرحلة التعليم الأساسي :

تصنف أهداف الأنشطة إلى :

1- أهداف تربوية 2- أهداف مهارية 3- أهداف معرفية 4- أهداف وجدانية

ثانيا : الاعتبارات والنقاط الهامة التي يجب مراعاتها

عزيزي المعلم / مشرف الأنشطة ... لابد من طرح هذه الأسئلة

1- ماذا افعل قبل إعداد الأنشطة بالمدرسة

1- تحديد الأهداف المختلفة المطلوبة من الأنشطة
2- معرفة المشكلات السلوكية والتصرفات التي أجدها في الدارسين ومطلوب تغييرها
3- اكتشاف احتياجات الدارسين من ميول معينة للأنشطة المختلفة
4- اكتشاف الهوايات والمواهب المختلفة التي قد تساهم في تخطيط الأنشطة
5- احدد القضايا العامة والمشكلات البسيطة التي تعاني منها القرية / المدينة / المحافظة والتي يمكن أن تسهم الأنشطة في المشاركة في التوعية عنها والمساعدة في حلها
6- احدد الجهات التي يمكن التعاون معها في تنفيذ الأنشطة سواء كانت خارج أو داخل هذه الأماكن
7- تحديد الأساليب والطرق المختلفة لتنفيذ الأنشطة
8- تحديد الأدوات والخامات المطلوبة
9- وضع خطة زمنية محددة لتنفيذ الأنشطة واختيار الوقت المناسب للدارسين
10- مراعاة التنوع في تخطيط الأنشطة
11- لتحضير الجيد للأنشطة وتقسيم الأدوار بين المعلمين والمشرفين ومشاركة الدارسين الفعالة
12- مشاركة أعضاء المجتمع في أنشطة المدرسة
2- كيف أضع خطة العمل للأنشطة التعليمية والتربوية ( الأنشطة وخطوات العمل / التدخلات )
خطة العمل :
هي جملة التدابير التي تم صياغتها والاتفاق عليها من اجل تحقيق وتنفيذ أنشطة لتحقيق الأهداف التربوية المطلوبة . ويتم وضع الخطة بعد تحديد الأهداف العامة والأهداف المحددة والاستراتيجيات والخطة توضح وتبين الأنشطة التي سيتم القيام بها والزمن الذي ستستغرقه والمسئول عن تنفيذ الأنشطة والمؤشرات الدالة علي تنفيذها
أهمية خطة العمل:
تضع الخطوات الإجرائية والنشاطات في إطار زمني واضح وبالتالي يمكن التعرف عليها بسهولة, كما أنها تساعد على متابعة الأنشطة أثناء التحضير والتنفيذ. يجب أنت تكون خطة العمل مرنة وقابلة للتكيف مع التغيرات التي قد تطرأ عند تنفيذ الأنشطة .
خطوات وضع الخطة :
1- الهدف
2- الأنشطة أو خطوات العمل
3- المسئول
4- تاريخ التنفيذ
5- المؤشرات
6- ملاحظات
نموذج لخطة عمل :
ملاحظات المسئول تاريخ التنفيذ الأنشطة أو خطوات العمل الأهداف المحددة

2- ماذا افعل أثناء وبعد إعداد الأنشطة بالمدرسة ؟

بعد تنفيذ النشط أثناء تنفيذ النشاط
1- عمل تقويم للنشاط وأثره علي الدارسين التأكد من تحقيق الأهداف من النشاط والتأكد من الرسائل الأساسية تم تقديمه وتوصيلها للدارسين 2- تقييم الأساليب والطرق التي تم تقديم الأنشطةبها وأثرها علي تحقيق الهدف 3- رصد التغيرات والتأثيرات الإيجابية للأنشطة علي الدارسين 1- التأكد من مشاركة الدارسين معا وتعاونهم معا 2- تنوع الأساليب التي تقدم بها الأنشطة 3- التدرج في تنفيذ الأنشطة حيث نبدأ بالأنشطة السهلة والمشوقة 4- توضيح الغرض من النشاط للدارسين 5- توضيح التكليفات والأنشطة للدارسين والتأكد من فهم الدارسين للنشاط الذي يقمون به 6-تحفيز وتدعيم الدارسين لتنفيذ الأنشطة من خلال المشاركة الفعلية معهن في النشاط 7- التأكد من مدي كفاية الوقت المحدد لتنفيذ النشاط ومدي احتياجهم لوقت أخر أم لا 8- الاستفادة من قدرات وهوايات الدارسين المختلفة في تنفيذ الأنشطة 9- اكتشاف هوايات وقدرات الدارسين الجديدة من خلال تنفيذ الأنشطة 10- تكوين مجموعات للأنشطة من الدارسين حسب ميول الدارسين وتغييرها من نشاط إلى أخر حسب طبيعة النشاط ورغبة الدارسين 11- تنوع الأنشطة حتى تلبي كافة الاحتياجات للدارسين


إعداد /اشرف أنور جرجس
مشرف مكون التعليم المجتمعي
هيئة كير الدولية مصر – مكتب المنيا

د.فالح العمره 05-04-2005 12:05 PM

الأسس النظرية للتعليم عن بعـد

مقدمة :

كانت للثورة الصناعية في القرن التاسع عشر العديد من الإسهامات في مجالات العلوم و التكنولوجيا بصفة عامة كما قدمت للتربويين بصفة خاصة العديد من الأدوات و البدائل لبداية عصر جديد من التعليم. و قد كان التعليم عن بعد واحداً من أهم نتائج هذه الثورة. فقد قدمت الإذاعة المسموعة و التلفزيون المرئي و وسائل الاتصال الحديثة العديد من الحلول لتطوير و نقل المناهج التعليمية خارج الفصول التقليدية. كما ازداد شغف الطلاب و أولياء الأمور بالبحث عن مصادر التعلم و الالتحاق بمراكزها مما كان له الأثر في الانتشار السريع للعديد من مؤسسات التعليمية و برامج التعليم عن بعد.

و قد تطورت نظم التعليم عن بعد حتى أصبحت واحدة من نظم التعليم المعتمدة و الرسمية في العديد من الدول و الأنظمة التعليمية خاصة لهؤلاء الذين حالت بينهم و بين الحضور لقاعات التعلم في المدارس و الجامعات عوامل اقتصادية أو سياسية أو جغرافية. و لما كان تصميم برامج التعليم عن بعد يتطلب فهم ماهية التعليم عن بعد و أهدافه و أشكاله و مراحله و التكنولوجيا المستخدمة، فإن هذا الفصل يلقي الضوء علي أهم الموضوعات المتضمنة و المرتبطة بالتعليم عن بعد.

مفهوم التعليم عن بعـد :

تنبع أهمية تحديد مفهوم للتعليم عن بعد في كونه نقطة بداية جيدة للتعرف علي مكونات أو عناصر نظم التعليم عن بعد. في البداية، يلاحظ المهتمون و المتخصصون أن هناك لبثاً في استخدام مصطلحي \"التعليم عن بعد Distance Education\" و \"التعلم المفتوح Open Learning\" أدى إلي استخدامهما للإشارة إلي نوع واحد من التعليم الذي يتم خارج حجرات الدراسة المدرسية أو قاعات المحاضرات الجامعية. يقصد بالتعليم عن بعد بصفة عامة ذلك النوع من التعليم المقصود و المنظم الذي يتضمن بيئة تعلم، و معلمون و طلاب منفصلون مكانياً عن المعلم و عن بعضهم البعض. و تحفل أدبيات تكنولوجيا التعليم و التعليم عن بعد بالعديد من التعريفات الهامة التي توضح ماهية التعليم عن بعد و عناصره نستعرضها باختصار فيما يلي.

يعتبر تحديد هولمبرج Holmberg لمصطلح التعليم عن بعد و الذي اقترحه في عام 1977 من أشهر التعريفات و أبسطها و أكثرها تداولاً في دوريات التعليم عن بعد، و هو يعرف التعليم عن بعد كالتالي:
‘a term that covers the various forms of study at all levels which are not under the continuous immediate supervision of tutors present with their students in lecture rooms or the same premises, but which, nevertheless, benefit from the planning, guidance and tuition of a tutorial organisation’ (Holmberg, 1977, p. 9).

حيث يشير إلي انه مصطلح يشمل كافة أساليب الدراسة و كل المراحل التعليمية التي لا تتمتع بالإشراف المباشر و المستمر من قبل معلمين يحضرون مع طلابهم داخل قاعات الدراسة التقليدية و لكن تخضع عملية التعليم لتخطيط و تنظيم و توجيه من قبل مؤسسة تعليمية و معلمين. و قد تبنى و طور \"رمبل Rumble\" هذا المفهوم لاحقاً حيث يرى أن التعليم عن بعد نظام تعليمي يتم فيه:

1. الفصل بين المتعلم و المعلم مكانياً و زمانياً.

2. إعداد المواد التعليمية بشكل ييسر عملية التعلم عن بعد.

و طبقاً لهذا التعريف فإن المواد التعليمية المختلفة تحتل أهمية خاصة في برامج التعليم عن بعد كما يجب أن تصمم بشكل يساعد علي تحقيق تعليم فعال عن بعد. و مع التطور المتلاحق في تكنولوجيا المعلومات و الاتصالات طور \"مور و كيرزلي Moore and Kearsley\" في عام 1996 تعريف جديد للتعليم عن بعد يستفيد من دور هذه التكنولوجيا في تطوير نظم التعليم عن بعد.

‘the family of instructional methods in which the teaching behaviours are executed apart from the learning behaviours, including those that in a contiguous situation would be performed in the learner’s presence, so that communication between the teacher and the learner must be facilitated by print, electronic or other devices’ (Moore and Kearsley, 1996, p. 197).

حيث يرون أن التعليم عن بعد هو مجموعة من الأساليب التعليمية و التي تتم فيها عملية التدريس بمعزل عن عملية التعلم، بما فيها المواقف التي تتطلب التقاء المعلم و المتعلم. و لذلك لابد من توافر وسيلة اتصال أو أكثر بين المعلم و المتعلم لتيسير عملية التفاعل كالمواد المطبوعة التقليدية و الإلكترونية و وسائل الاتصال المختلفة. و يرجع الفضل لهذا التعريف في إلقاء الضوء علي أهمية وسائل الاتصال في برامج التعليم عن بعد لتوفير قناة اتصال مباشرة و سريعة و ذات اتجاهين two-way بين المتعلم و المعلم للتغلب علي حاجز المكان و الزمان و لدعم المتعلم أثناء عملية التعلم.

مما سبق يتضح أن هناك أربع خصائص رئيسية تحدد مفهوم التعليم عن بعد:

1. التباعد المكاني بين المتعلم و المعلم.

2. التباعد المكاني بين المتعلمين و بعضهم البعض.

3. استخدام وسيط أو أكثر لحمل و توزيع المحتوي التعليمي علي الطلاب.

4. استخدام قناة اتصال لتسيير التفاعل بين المعلم و المتعلم و لدعم المتعلمين.

العلاقة بين المعلم و المتعلم عن بعد:

تتصف العلاقة بين المعلم و المتعلم في فصول الدراسة التقليدية بأنها علاقة تفاعل مباشر أو وجهاً لوجه face-to-face ما بين المعلم و المتعلم. حيث يحدد المعلم أهداف الدرس و يعد محتواه، يستخدم أسلوب التدريس المناسب مع طلابه و يناقشه معهم، يختار و يصمم الوسائل التعليمية المناسبة، يقترح الأنشطة التعليمية، يدير الفصل و يحدد قواعد النظام و يقيم نتائج التعلم و يقدم التغذية الراجعة. باختصار، فإن للمعلم دور رئيس في إدارة عملية التعلم و دعم الطلاب.

و بالرغم من أن التعليم عن بعد يتصف بالفصل المكاني و الزماني بين المعلم و المتعلمين، إلا أن ذلك لا يعني أن المتعلم عن بعد distance learner يقوم بعملية التعلم بشكل منفرد و بمعزل عن المعلم أو أن لديه القدرة علي التحكم في عملية التعلم بنفسه و دون تدخل أحد. و مع تطور تكنولوجيا الاتصالات و مفهوم التعليم عن بعد، تنوعت أدوار المعلم عن بعد لدعم المتعلم و الارتقاء بنواتج التعلم. فالمعلم عن بعد distance tutor يمكنه اختيار أسلوب التدريس المناسب للمتعلم، اقتراح مصادر التعلم المناسبة لاحتياجات المتعلم، تحديد مدى الدعم الذي يحتاجه المتعلم أثناء عملية التعلم و كذلك تقويمه في نهاية البرنامج.

مما سبق يتضح أن هناك مكونين رئيسيين في بيئة التعلم عن بعد: الموضوع الدراسي subject matter و الحوارdialogue. و يتم الحوار في الغالب بين المتعلم و المعلم و يكون من مسؤولية الأخير التشجيع عليه و استغلاله لتحسين نواتج عملية التعلم من خلال الأنشطة المختلفة التي يمكن أن يقترحها المعلم و كذلك من خلال عمليات التقويم المستمر. و من الأساليب التي يمكن أن تستخدم لتشجيع المتعلم علي التفاعل بفاعلية مع المعلم عن بعد زيارة المعلم أو ممثلين عن المؤسسة التعليمية للطلاب في مواقعهم ، تشجيع الطلاب علي زيارة المركز الرئيسي لبرنامج التعليم عن بعد و مقابلة المعلمين و استخدام أساليب الاتصال المعتادة و التي يستخدمها الطلاب بكثرة كالتليفون و البريد الإلكتروني.

و يمكن تلخيص العلاقة التقليدية بين المعلم و المتعلم في برنامج للتعليم عن بعد بالشكل المبين. حيث يصمم المعلم المحتوى و ينقله إلي المتعلم باستخدام أحد الوسائط الذي يستقبله بدوره. و باستخدام أحد الوسائط الأخرى يمكن للمتعلم أن يتفاعل مع المعلم لمناقشة موضوع معين أو الاستفسار أو طلب المساعدة في حل مشكلة.

شكل 1: العلاقة التقليدية بين المعلم و المتعلم عن بعـد :

و مع تطو ر تكنولوجيا التعليم و الاتصال أمكن نقل المحتوى التعليمي و إجراء عملية الاتصال ذات الاتجاهين (من المعلم إلي المتعلم و العكس) في آن واحد و باستخدام نفس التقنية، كما في حالة التعلم عن طريق الويب. و بالتالي يمكن تعديل الشكل السابق ليصبح التكنولوجيا هي الوسيط بين المتعلم و المعلم عن بعد، حيث يمكن للمعلم نقل المحتوي و تطويره في آن واحد، كما يمكن للمتعلم التفاعل مح المحتوى و مع المعلم في آن واحد كما هو مبين بالشكل 2.

شكل 2: العلاقة بين المعلم و المتعلم في التعليم عن بعـد باستخدام التكنولوجيا الحديثة

التفاعل عن بعـد :

يعتبر التفاعل interaction بين المتعلم و المعلم و بين المتعلمين أنفسهم داخل حجرات الدراسة من أكثر الموضوعات التي استحوذت على اهتمام التربويين حيث أكدت الأبحاث علي أهميته في إثارة دافعيه المتعلم و تحسين نواتج التعلم عن طريق تحقيق العديد من مستويات الأهداف. و يعرف التفاعل علي أنه العملية التي تحدث بين المتعلم و بيئة التعلم learning environment، و التي يأخذ فيهال متعلم دوراً أكثر إيجابية. و تضم بيئة التعلم هذه في الغالب المعلم، المتعلمين و محتوى الدراسة.

و بالنظر إلي طبيعة التعليم عن بعد، نجد أن جزءاً كبيراً من التفاعل بين المعلم و المتعلم و بين المتعلمين أنفسهم و الذي يمكن أن يتم داخل حجرات الدراسة التقليدية يمكن أن يتأثر نظراً للفصل المكاني و الزماني بين المعلم و الطلاب، كما أن اتجاهات الطلاب نحو جدوى عملية التفاعل يمكن أن تتأثر سلباً كذلك.

فقد وجدت العديد من الدراسات أن المتعلمين المقيدين في برامج للتعليم عن بعد تدعم التفاعل داخل أفرادها و تشجعه لديهم اتجاهات إيجابية متنامية نحو البرنامج، معدلات إنجاز أكاديمي مرتفعة و نسبة تسرب أقل نسبياً مقارنة ببرامج أخرى لا تدعم التفاعل داخلها مما دعا العديد من علماء التعليم عن بعد إلي اعتبار قدرة التكنولوجيا المستخدمة علي تيسير عملية تفاعل في اتجاهين بين المعلم و المتعلم من أهم الخواص التي يجب علي أساسها الاختيار و المفاضلة بين التكنولوجيا المستخدمة. و قد يرجع هذا إلي قدرة هذه تكنولوجيا الاتصال علي تقريب المسافة المكانية بين الطرفين (المعلم و المتعلم)، و توفير فرص أكبر لدعم المتعلم و توفير فرص و مجالات متنوعة للمناقشة و الحوار.

و بصفة عامة فإنه يمكن تصنيف أنواع التفاعل إلي نوعين رئيسيين:

1. التفاعل الفردي Individual interaction : و هو الذي يحدث بين المتعلم و المحتوي التعليمي و كافة المصادر و المواد التعليمية.

2. التفاعل الاجتماعي Social interaction: و هو الذي يحدث بين المتعلم و الأشخاص الآخرين في البرنامج بما فيهم المعلم و المتعلمين الآخرين.

و بالاضافة إلي ما سبق فإنه من المهم الإشارة إلي أن النوع الثاني من أنواع التفاعل (التفاعل الاجتماعي) يمكن أن يصنف إلي نوعين:

أ. تفاعل اجتماعي مصغر (في مجموعات صغيرة small groups)

ب. تفاعل اجتماعي موسع (في مجموعات كبيرة large groups) و يتوقف استخدام أي م النوعين علي أهداف البرنامج و طبيعته. فإذا كان الهدف هو المناقشة و تبادل الخبرات، فإن المجموعات الكبيرة يمكن أن تكون مناسبة لذلك الغرض. أما إذا كان الهدف هو تنمية مهارات التعلم التعاوني و حل المشكلات، فإن المجموعات الصغيرة تكون أكثر ملائمة.

و نظراً لأهمية التفاعل في برامج التعليم عن بعد، فقد قدم مور Moore في عام 1989 إطاراً أكثر تحديداً يمكن من خلاله دراسة و وصف أنواع التفاعل، حيث وجد أن هناك ثلاثة أنواع من التفاعل يمكن أن تحدث في بيئة التعلم عن بعد:

1. تفاعل المتعلم-المحتوى Learner-content interaction: و هو التفاعل الذي يحدث بين المتعلم و المحتوى التعليمي و الذي ينتج عنه تعديل في خبرة المتعلم المعرفية و فهمه.

2. تفاعل المتعلم-المعلمinteraction Learner-instructor: و هو الذي يحدث بين المتعلم و المعلم لدعم عملية التعلم و تقويم أداء المتعلم و حل ما يعترضه من مشكلات.

3. تفاعل المتعلم-المتعلم Learner-learner interaction: و هو الذي يحدث بين المتعلم و المتعلمين الآخرين في نفس البرنامج في حضور أو غياب المعلم.

و بالرغم من دقة التصنيف السابق إلا أنه –و كما يرى هيلمان Hillman (1994)- أغفل نوعاً هاماً من أنواع التفاعل و هو الذي يحدث بين المتعلم و واجهة الاستخدام user-interface الوسيطة التي تمكن المتعلم من التفاعل من خلالها مع المحتوى التعليمي. لذلك اقترح هيلمان نوعاً رابعاً من أنواع التفاعل أطلق عليه تفاعل المتعلم-واجهة المستخدم learner-interface interaction. فعلي سبيل المثال، يتطلب كتابة رسالة نصية و إرسالها عبر البريد الإلكتروني تعامل المتعلم مع واجهة استخدام رسومية graphical user-interface لنظام التشغيل و برنامج معالجة و إرسال الرسالة لإلكترونية. و بدون اكتساب المتعلم لمهارات التفاعل مع واجهة المستخدم لا يمكنه المشاركة بإيجابية في البرنامج التعليمي.

يتضح مما سبق أن الاستفادة من أنواع التفاعل السابقة في برامج التعليم عن بعد يتطلب توفير التكنولوجيا المناسبة التي تدعم هذه الأنواع من التفاعل.

فعلي سبيل المثال، بالرغم أنه يمكن للمتعلم التفاعل مع المحتوي التعليمي learner-content interaction باستخدام أدوات و تكنولوجيا تقليدية كالمواد المطبوعة أو المسجلة صوتياً، فإن استخدام أنواع أخرى من التفاعل يتطلب استخدام تكنولوجيا اتصال تفاعلية ذات اتجاهين two-way كالمؤتمرات الصوتية و الفيديوية و الويب.

هذا الاتصال التفاعلي ثنائي الاتجاه بين فردين أو اكثر يمكن أن يتم في نفس التوقيت و لحظياً (آني synchronous)، كما يحدث باستخدام التليفون و المؤتمرات الفيديوية أو يتم بشكل مستقل عن توقيت الاتصال time-independent (مؤجل asynchronous)، كما يحدث باستخدام البريد الإلكتروني أو أشرطة الفيديو المسجلة.

و بالرغم من التطور التكنولوجي في مجال الاتصالات، فإن مجرد توفير هذه التكنولوجيا ليس كافياً، إذ لابد من دراسة و استخدام إستراتيجيات و أنشطة مهارات التفاعل الفعال بين المتعلم و بقية عناصر مجال التعلم لضمان استخدام فعال لهذه التكنولوجيا.

خصائص وسائط و تكنولوجيا التعليم عن بعـد :

مما سبق يتضح أن نظم التعليم عن بعد تعتمد بشكل كبير علي استخدام وسائط نقل المعلومات و تكنولوجيا الاتصال لنقل المحتوي التعليمي للطلاب عن بعد. و في هذا المجال يؤكد العديد من علماء التعليم عن بعد علي أهمية التمييز بين مصطلحي وسيط medium ، تكنولوجيا technology. حيث يعرف الوسيط علي أنه طريقة أو اكثر لتقديم المعرفة بالاستعانة بأسلوب أو أكثر من أساليب الاتصال.

هذا الوسيط يمكن أن يتم حمله و توزيعه بأشكال مختلفة. فعلي سبيل المثال، يعتبر النص المكتوب أحد الوسائط المستخدمة لتقديم اللغة و الاتصال مع الآخرين. هذا النص المكتوب يمكن نقله باستخدام أشكال مختلفة كالكتاب المطبوع و الأقراص المدمجة (تكنولوجيا).

و قد تعددت محاولات دراسة و وصف و تصنيف خصائص وسائط و تكنولوجيا التعليم عن بعد بداية من الكلمة المكتوبة المطبوعة و مروراً بالإذاعة و التلفزيون التعليميين، شرائط الفيديو التعليمية، الحقائب التعليمية، مؤتمرات الفيديو التعليمية، الأقمار الصناعية، العروض المتعددة، الكمبيوتر و شبكات الاتصال. حيث يجمع الكثير ين أن أهم ما يميز تكنولوجيا التعليم عن بعد هو قدرتها علي توفير قناة اتصال (ذات اتجاه أو اتجاهين) ، نقل عروض الوسائط المتعددة، دعم التعلم لجماعي و الفردي، دعم التعلم النشط من قبل المتعلم، السرعة، المرونة، الوصول إلي عدد كبير من المتعلمين عن بعد بالإضافة إلي التكلفة الفعالة.

نموذج آكشنس ACTIONS Model

من ابرز محاولات دراسة و وصف وسائط و تكنولوجيا التعليم عن بعد تلك التي قدمها \"بيتس Bates\" عام 1995 في كتابه Technology, Open Learning and Distance Education و الذي اقترح فيه نموذجه المعروف باسم \"نموذج آكشنس ACTIONS Model\" للمساعدة في فهم و تحليل و اختيار الوسائط و التكنولوجيا المناسبة للتعليم عن بعد، حيث يرمز اسم النموذج ACTIONS إلي الحروف الأولى من الكلمات التالية:

Access الوصول·

Costs التكلفة·

Teaching· & learning التعليم و التعلم

Interactivity· & user-friendlinessو سهولة الاستخدام التفاعل

Organisational issues الأمور التنظيمية·

Novelty الابتكارية·

Speed السرعة·

حيث تشير خاصية \"الوصولAccess \" إلي قدرة التكنولوجيا المستخدمة (متضمنة مصادر التعلم، المعلم) علي الوصول إلي المتعلمين أو قدرة المتعلمين علي استقبال البرنامج التعليمي عبر التكنولوجيا المستخدمة. و هناك عدة عوامل ترتبط بهذه الخاصية كدرجة توافر التكنولوجيا و انتشارها في المجتمع، سهولة و إمكانية استخدامها، توافق التكنولوجيا المستخدمة مع التكنولوجيا المتوافرة في البيئة المحلية (standardisation)، إمكانية الاتصال بالمعلم عن بعد و كذلك المستوى الاقتصادي و الظروف السياسية السائدة.

فعلي سبيل المثال، يمكن للطلاب استقبال برامج التليفزيون التعليمي عبر الأقمار الصناعية باستخدام الأطباق اللاقطة في كافة أنحاء العالم بصرف النظر عن أنظمة البث التلفزيوني المحلية و النظام التعليمي أو السياسي للدولة.

كما يمكن للمتعلمين عن بعد استخدام الأقراص المدمجة CD-ROM و الاتصال بالمعلم عبر شبكة الإنترنت طالما توافر جهاز كمبيوتر مزود بمحرك أقراص مدمجة و إمكانات العروض المتعددة multimedia و برامج مكونات الاتصال بشبكة الإنترنت عبر خطوط الهاتف المنزلية أو بطرق أخرى. بينما قد لا يتمكن العديد من المتعلمين استقبال نفس هذه البرامج إذا استخدمت أنظمة بث أو أنظمة تشغيل لا تتوافق مع الأجهزة التي يمتلكها أو يستخدمها الطلاب.

كما تشير خاصية \"التكلفة Costs\" إلي التكلفة النسبية للتكنولوجيا المستخدمة مقارنة بالعائد من استخدامها cost-effectiveness و العوامل التي تؤثر في خفض أو رفع هذه التكلفة و تكلفة الوحدة التعليمية لكل متعلم unit cost

per learner. كما تشير خاصية \"التعليم و التعلم Teaching & learning\" إلي مدى قدرة التكنولوجيا المستخدمة علي تحقيق أهداف البرنامج التعليمية، نقل المحتوى العلمي بوضوح، توفير مواد و مصادر التعلم، توظيف أساليب التعلم المناسبة و حل مشكلات مرتبطة بإنجاز المتعلمين. أما \"التفاعل و سهولة الاستخدام Interactivity & user-friendliness\" أو التفاعل و قابلية المستخدم للتكنولوجيا فتهتم بإمكانات و جودة التعلم التفاعلي المتوافرة في التكنولوجيا (تفاعل مع المحتوي، تفاعل مع الآلة، تفاعل مع المعلم…) و كذلك سهولة و سرعة استخدامها.

أما \"الأمور التنظيمية Organisational issues\" فتهتم بكيفية استخدام و إدارة البرنامج التعليمي عبر التكنولوجيا المستخدمة، أدوار المعلمين و الطلاب و العوامل التي يمكن أن تؤثر علي نجاح أو فشل البرنامج التعليمي.

بينما تهتم خاصية \"الابتكارية Novelty\" بعوامل التميز في التكنولوجيا المستخدمة و قدرتها علي توفير حلول غير تقليدية لمشكلات المتعلمين. أما الخاصية الأخيرة و هي \"السرعة Speed\" فتهتم بقدرة التكنولوجيا علي المساعدة في تصميم و تطوير و نقل المواد التعليمية و تيسير التفاعل بين المتعلمين و المعلم بسرعة.

نموذج خواص الوسائط Media Attributes Model

اقترح سميس و ديلون Smith & Dillon في عام 1999 إطار عام يهدف إلي وصف و مقارنة المتغيرات و الخصائص المختلفة لتكنولوجيا التعليم عن بعد. و مما يميز هذا النموذج اهتمامه بالخصائص المتطورة للتكنولوجيا الحديثة و علاقتها

بتوفير بيئة تعليم أفضل. صنف سميس و ديلون هذه الخصائص إلي ثلاث مجموعات:

Realism/bandwidth الواقعية/السعة·

Feedback/interactivity التغذية الراجعة/التفاعلية·

Branching/interface· التفرع/واجهة المستخدم

تشير خاصية الواقعية/السعة إلي مدي قدرة التكنولوجيا علي تقديم خبرة تعلم مباشرة أو ملموسة و إلي كم المعلومات التي يمكن أن يحملها و ينقلها إلي المتعلم. و من أمثلة الوسائط و التكنولوجيا التي تنتمي لهذه المجموعة الصور، الرسوم المتحركة، الأفلام و مؤتمرات الفيديو و التي يمكن أن تقدم صور و أشكال واقعية، خبرة تعلم سريعة و غنية.

و تشير خاصية التغذية الراجعة/التفاعلية إلي قدرة التكنولوجيا علي تقديم الأسئلة و الحصول علي الإجابات من المتعلم و القدرة علي توفير التفاعل في اتجاهين two-wayما بين المعلم و المتعلم و بين المتعلمين أنفسهم. و من أمثلة الوسائط و التكنولوجيا المستخدمة في هذه المجموعة و التي تتوافر فيها هذه الخواص التليفون، البريد الإلكتروني مجموعات المناقشة عبر الإنترنت.

تتميز هذه التكنولوجيا بالقدرة علي تصحيح أخطاء المتعلم عن بعد و تعزيز التعلم الناجح، الارتقاء بمستوى الفهم و تحقيق مستويات أهداف متقدمة (التحليل، حل المشكلات…) و حفز الطلاب علي التعلم.

و تشير خاصية التفرع/واجهة المستخدم إلي قدرة المتعلم علي اختيار أسلوب أو مسار التعلم المناسب له في البرنامج و توافر العديد من الاختيارات التي تسمح له التفاعل مع مصادر التعلم و مكونات التكنولوجيا المستخدمة. و من أمثلة ذلك الأقراص المدمجة التفاعلية و شبكة الويب World-Wide Web. و تستخدم تكنولوجيا هذه المجموعة في المواقف التي تتطلب تفريد عملية التعلم، تحكم المتعلم في مسار عملية التعلم و تشجيع المتعلم علي أخذ دور إيجابي و نشط.

و في ضوء هذين النموذجين سوف يتم تقييم بعض الوسائط و التكنولوجيا المستخدمة في بعض برامج التعليم عن بعد للوقف علي نقاط القوة و نقاط الضعف فيها للاستفادة منها في الوصول إلي تصور عام للوسائط و التكنولوجيا المناسبة لبرامج التعليم عن بعد.

د. علاء صادق
مدرس تكنولوجيا التعليم، كلية التربية بقنا –
جامعة جنوب - الوادي، مصر

د.فالح العمره 05-04-2005 12:05 PM

التخطيط طويل المدى

\"يعرف التخطيط بشكل عام بأنه رسم الصورة المستقبلية للمجتمع وذلك من خلال تحديد العمل الذي ينبغي اتباعه في توجيه النشاط البشري لتحقيق أهداف معينة في فترة زمنية معينة\". (كفري، 2001، ص 59)
1) ويقصد بالتخطيط طويل المدى Long Range Planning التخطيط الذي تزيد مدته عن سبع سنوات. (خميس، 1999، ص 50)
2) ويذكر الأستاذ عقيلي (1996) أن التخطيط طويل الأجل هو الذي يغطي فترة زمنية طويلة وفي الواقع من الصعوبة بمكان تحديد فترة زمنية نمطية له كأن نقول خمس أو عشر سنوات وذلك بسبب الاختلاف الكبير في نوعية وطبيعة الأعمال التي تمارسها المنظمات وظروف البيئة التي تعمل فيها وبشكل عام يتناول التخطيط طويل الأجل العموميات وخاصة الأهداف العامة.
ومن المتعارف عليه أن التخطيط طويل المدى ما بين 7-15 عام أو أكثر.

والتخطيط لهذه الفترة الطويلة يناسب تخطيط التعليم لأن إعداد وتنمية أبناء المجتمع يحتاج ما بين 16-18 سنة يتخرج من التعليم ويدخل سوق العمل، لذلك فمن الضروري أن تعمد الدولة إلى التخطيط طويل المدى للتعليم بحيث يشكل إطاراً عاماً بمجالات العمل والحركة فتكون الخطط المتوسطة وربما القصيرة حلقات متصلة للتخطيط الطويل الأجل. (المؤمن، 1997، ص 137)
وأصدق مثال على ذلك التخطيط التربوي للمناهج والكتب المدرسية الجديدة التي قد تمتد ما بين (7-10) سنوات فتسمى مثل هذه الخطة بالخطة السبعية أو الخطة العشرية.
والتخطيط الشامل في ميدان التعليم أوسع من مجرد إعداد جداول تبين النمو في أعداد التلاميذ والطلاب في مراحل التعليم المختلفة أو مجرد تقدير أعداد المدارس والفصول والمدرسين اللازمين لتحقيق النمو في التعليم خلال فترة زمنية محددة.
والتخطيط طويل المدى عندما يسانده تخطيط قصير أو متوسط المدى يكون بشكل أفضل.

أهمية التخطيط التربوي في المجالات التعليمية:
التخطيط التربوي طويل المدى يشمل:
1- الهيكل التعليمي:
تعني هيكلية التعليم: النظام الوزاري في التربية والتعليم أفقياً أو عامودياً من حيث الواقع على الخارطة.
ويراعى في تصميمه أن يعطي قدراً كافياً من التعليم الأساسي يشترك فيه جميع المواطنين، مبدأ تكافؤ الفرص، يتمشى مع مراحل النمو للتلاميذ، يتلاءم مع الهيكل الوظيفي المرغوب.

2- الهيكلية الإدارية لنظام التعليم (الوزارة).

3- الأبنية المدرسية:
يراعى تقدير الاحتياجات من الأبنية على أساس النمو السكاني، حصر ما يمكن إصلاحه وترميمه، تحديد المواصفات الجيدة، تقدير التكاليف واقتراح وسائل التمويل المناسبة، الاستغلال الأمثل للأبنية القائمة مثل استخدام نظام الساعات والأفواج والفترتين في الدوام.

4- التجهيزات:
ويشبه التخطيط للأبنية التعليمية حيث تخطط على أساس النمو المنتظر في أعداد التلاميذ مع الأخذ بعين الاعتبار كافة التغيرات المحتملة في المناهج وطرائق التدريس.
ويرى الخبراء أنه يحسن أن يكون هناك جهاز مركزي متخصص لكل من الأبنية والتجهيزات، ومن التجهيزات نوع مستهلك مثل البطاقات ولوحات المحادثة ومنها نوع طويل المدى مثل الأجهزة، ومن الأجهزة تقني مثل الكمبيوتر وهناك وسائل ايضاح غير تقنية مثل الخارجة.

5- المناهج:
من الاعتبارات أن تكون أهداف المناهج نابعة من الأهداف العامة، ترتبط المناهج بالبيئة المحلية وتعكس احتياجاتها، متمشية مع مراحل نمو التلاميذ ومتدرجة، خطة المناهج مرنة.

6- الكتاب المدرسي:
يتضمن التخطيط للكتاب عدداً من العمليات والإجراءات تبدأ بتحديد الهدف من الكتاب، ثم تأليفه، ثم توصيله للتلاميذ.

7- إعداد المعلمين:
يتضمن التخطيط حساب أعداد المعلمين المطلوبين مع مراعاة التغييرات التي تطرأ لأسباب مختلفة، المعايير المناسبة للمعلم الجيد، توفير المعاهد والجامعات الملائمة، ودورات التدريب أثناء وقبل الخدمة.

8- الخدمات الطلابية:
تتضمن النفسية، الاجتماعية، الثقافية، الصحية والخدمات الطلابية لذوي الاحتياجات الخاصة، لنتمكن من توفير النمو المتكامل للطلاب. (جوهر، 1987، ص 180-185)

وكما أوضحنا سابقاً بالنسبة لمستويات التخطيط فإن (X3) تعني تخطيط طويل المدى شامل اقليمي، وهذا ما سوف أتحدث عنه من خلال موضوع \"الرؤى المستقبلية\".

التخطيط طويل المدى الشامل الإقليمي: هو ذلك التخطيط الذي يهدف إلى عملية تغيير تربوي في كافة أبعاد النظام التربوي بما في ذلك الهيكلية التعليمية والهيكلية الإدارية، وغيره مما سبق ذكره.

الرؤى المستقبلية لمحتوى التعليم ومناهجه في البلدان العربية:
المشكلة الرئيسية في مثل هذا التخطيط طويل الأمد لتطوير محتوى التعليم ومناهجه أننا لا ننشغل بتعديل المناهج الحالية من أجل إعداد الأجيال الصاعدة للمستقبل فحسب، بل يكون علينا أن نخطط لوضع مناهج تدريس في المستقبل لأجيال لم تولد بعد وهذا يعني أن تكون رؤيتنا المستقبلية أبعد مدى، وهذا أمر بالغ الصعوبة، وخاصة في البلدان العربية.

ان التخطيط طويل المدى الشامل الاقليمي يعمل بموجب نقاط ثلاث: مؤشرات مستقبلية واتجاهات تربوية مستقبلية تم وضع الخطط المستقبلية لتحقيق ذلك.

أولاً: مؤشرات الرؤيا المستقبلية:
إن رسم تصور للمستقبل لا يقوم على أساس آمال وخيالات بل يجب أن تكون نقطة البدء هي البحث في الماضي والحاضر الذي يؤثر في صنع المستقبل، ويمكننا أن نصنف هذه المؤشرات إلى نوعين: منها محلية.
على مستوى الوطن العربي أو مستوى الاقليم: أن هناك تزايد مستمر في اعداد السكان وبالتالي إلى زيادة في اعداد الطلبة وهذا يتطلب تحديد العلاقة بين الغايات ومصادر التمويل.
أما المؤشر الثاني: على مستوى عالمي يتعلق بانتشار المعرفة والتكنولوجيا بشكل متزايد يأخذ بعين الاعتبار التزايد في الانفجار المعرفي وكيفية التعامل معه.

ثانياً: الاتجاهات المستقبلية:
بخصوص الاتجاهات الاقليمية للتخطيط الشامل الطويل في الوطن العربي، يعاني من تحديد الاتجاهات التربوية الملائمة للمستقبل، وهو يتراوح بين الاتجاهات التالية:
1- الاتجاه القومي الذي يعتمد أهمية الوحدة العربية في كافة أقطار الوطن العربي، وبالتالي يناسبه أن تكون المناهج الثقافية أو الحضارية ذات العلاقة بالحضارة العربية موحدة.
2- الاتجاه الذي يتعامل مع مستقبل الامة العربية كشرق اوسط كبير يعمل على أساس فيدرالي، يكون لكل دولة استقلالية وخصوصية ويسمح النظام بالتعددية الثقافية.
3- الاتجاه الرأسمالي، يتجه الوطن العربي، والذي يسمى الآن الشرق أوسط – نحو الخصخصة، وهو يتطلب تغيير النظام التعليمي بشكل شامل لإعداد المتعلم على أساس قيم الرأس مالية والجودة الانتاجية والنماء، جميع قيم اقتصاد السوق القائم على العرض والطلب.

حتى الآن لا يوجد قرار عربي شافي في أي من هذه الاتجاهات، وبما أن التخطيط التربوي الشامل هدفه التغيير الشامل لا يمكن أن يحقق هذا التغيير إلا إذا قرر الاتجاهات اللازمة لتحقيق أهداف معرفة سلفاً لغايات الوطن العربي.

في ضوء المؤشرات السابقة يمكننا أن نرصد بعض المعالم المستقبلية لمحتوى التعليم ومناهجه، والتي يجب أن تؤخذ بعين الاعتبار في التخطيط للتربية المستقبلية.
1- الاتجاه نحو مزيد من الوحدة بين خطط التعليم ومناهجه بين البلدان العربية المختلفة.
2- الاتجاه نحو جعل الهدف الرئيسي للمناهج هو تمكين الأفراد من التعلم الذاتي أي يكون الطالب قادر على انتاج المعرفة وليس فقط تلقيها.
3- الاتجاه نحو تكامل مضمون المناهج التقليدية.
4- ظهور مجالات دراسية جديدة.
5- الاتجاه نحو تعليم التكنولوجيا في جميع مراحل التعليم العام.
6- الاتجاه نحو ربط محتوى التعليم بالانتاج والتنمية الاقتصادية والاجتماعية.
7- الاهتمام بالعمليات العقلية العليا كالفهم والتطبيق وحل المشكلات بدل من التذكر والحفظ.
8- المرونة في المنهاج ووجود بدائل متعددة حيث لن يصبح الكتاب المدرسي هو المعتمد الأول للطالب بل بمثابة دليل للتعلم.
9- تغيير أساليب التعليم مثل التعليم المبرمج والذاتي والمفتوح.
10- بالتالي تغيير أساليب التقويم التقليدية بحيث لن تصبح الشهادة المدرسية والعلامات والامتحانات التقليدية هي وسيلة التقييم الوحيدة.
11- الاتجاه نحو التطوير المستمر والسريع في محتوى التعليم ليواكب التقدم العلمي السريع.

ثالثاً: التخطيط لتحقيق الرؤى المستقبلية:
1- إجراء عدد من الدراسات المستقبلية.
2- إنشاء أو تدعيم مراكز البحوث التربوية.
3- اعداد الكوادر الفنية والمعلمين في ضوء مطالب المستقبل.
4- تدعيم أجهزة تخطيط المناهج مع تطوير أساليب التطوير.
5- إتساع المجال للتجارب الجديدة في مجال التعليم مع تقويمها، مثل التعليم المبرمج والزمري.
(لبيب، 1993، ص187-194)

مميزات التخطيط طويل المدى:
1- يتميز هذا التخطيط بأن مدته تسمح بقدر أكبر من حرية الحركة لأن طول الفترة تسمح بإحداث قدر اكبر من التغيرات الجذرية التي قد تلقى معارضة شديدة في الأجل القصير أو المتوسط بسبب رسوخ التقاليد والعادات الموروثة، كما تسمح بإمكان تحقيق تغيرات أكبر في أحجام الموارد المتاحة بشرية كانت أو مادية.
2- كما أن هذه المدة تتيح وضع أهداف بعيدة توضح الغايات الأساسية للمجتمع وتحديد هذه الأهداف تمكن من وضع الاستراتيجيات السياسية الملائمة للوصول إليها مثل التعليم حق للجميع.
3- وفي التخطيط طويل المدى نتمكن من علاج المشاكل المتوقعة قبل أن يستفحل ضررها حيث أننا نتنبأ في المشاكل فنضع الاستراتيجيات لحلها وهذا يختلف عن الوظيفي حيث أنه في الثاني أثناء تنفيذ الخطة نعالج المشاكل الجزئية التي تواجهنا.
ونحتاج هنا إلى النفس الطويل في تحقيق عملية التخطيط التربوي بعيد المدى من أجل النجاح في إنجاز هذه الخطط وتطبيقها وتقويمها.
وقد لجأت الجزائر بعد استقلالها عن فرنسا عام (1962) إلى هذا النوع من التخطيط التربوي لجعل المناهج عربية والقضاء على فرنسة المناهج الجزائرية وقد نجحت الجزائر نجاحاً باهراً حيث لم يمر خمسة عشر عاماً إلا وأصبحت جميع مراحل التعليم من رياض الأطفال إلى درجة الدكتوراة تدرس باللغة العربية بينما للأسف الشديد لا تزال تونس إلى يومنا الحالي تدرس المناهج باللغة الفرنسية.

والوضع في فلسطين أسهل من ذلك لكن وضع خطة طويلة المدى لتغيير المناهج السابقة ووضع مناهج جديدة على أيدي خبراء فلسطين يعتبر نجاحاً نأمل في استمراره.
(المؤمن وآخرون، 1991، ص 136-137)

سلبيات التخطيط طويل المدى:
ما يعيب هذا التخطيط:
1- أن المشكلات اليومية تقل أهميتها فيه فضلاً عن عدم وضوح الرؤيا وخاصة في عصر يتسم بسرعة التطور العلمي والتكنولوجي وما ينجم عنه من تغيرات عميقة في النواحي الاقتصادية والاجتماعية.
2- نظراً لصعوبة هذا النمط والمزالق التي تكثر فيه فإن ذلك يتطلب كوادر متخصصة ومهارات عالية الكفاءة تتولى الإشراف عليه وإلا فقد جدواه.
3- حدوث الكثير من الأحداث السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي قد تعمل على تغيير المسار حسب قوة الأحداث، فانتفاضة الأقصى المبارك وما تبعها من إغلاقات وحواجز كان حجر عثرة أمام اجتماع المخططين وإنجاز مهماتهم بالشكل والمستوى المطلوب.

وهناك أحداث أيضاً تمس الكوادر البشرية المخططة مثل الوفاة أو الاعتقال بعد أن كان المخطط قطع شوطاً جيداً قد يأتي غيره ذو فكر مغاير أو خبرة متواضعة في التخطيط مما يؤدي إلى التخبط والتضارب في الخطة.

وتفادياً لكثير من الصعوبات يجب أن يراعى في تصميم الخطة طويلة المدى ما يلي:
1- الاستفادة مما مضى من تجارب الأسبقين للتعرف على نقاط الضعف فتجنبها، ونتعرف على نقاط القوة فتأخذ بها.
2- أن يتسم إطارها العام بالعمومية الشديدة بحيث تحوي اتجاهات عامة بمجرى سير التغيرات في المستقبل.
3- محاولة تكامل الخطط التربوية القصيرة، والمتوسطة والطويلة.
4- وضع الخطط التربوية واستراتيجياتها على أسس سليمة من السياسات التعليمية والقومية.
5- تأمين التمويل الممكن لتنفيذ الخطط وحساب التكلفة منها.
(المرجع السابق، ص137).

ختام غنام

د.فالح العمره 05-04-2005 12:06 PM

التخطيط التربوي التربوي الوظيفي

أنواع التخطيط من حيث الأهداف
التخطيط الوظيفي

مقدمة :-
لقد تم ربط هذا النوع من التخطيط في الأهداف التربوية المراد الوصول إليها، وهذا يتطلب منا أولاً أن نعلم كل ما يتعلق بهذا المصطلح.
فالهدف هو كل ما نريده من عمل معيّن. وفي المجال المدرسي؛ هو ما تعمل به التربية لمساعدة المتعلم على إكسابه المهارات والقدرات والسلوكيات المنشودة. ( د. عواضة، : 46 )
أما أهمية تحديد الأهداف التربوية؛ أن كل عمل يخدم هدف معين في العملية التعليمية – التعلمية، وفي بعض الأحيان يكون هذا الهدف غامض لذوي الشأن والقائمين بالعملية التعليمية – التعلمية ( المتعلمين، الأهل، المعلمين، ... ) وهذا يكون لان العمل التربوي قد توجه نحو التنفيذ بطريقة اكبر من الأهداف المنشودة، وهذا ما تم وَصْفُه بالخطأ التاريخي للبيداغوجيا، بمعنى آخر؛ إن عدم معرفة المربي للهدف المراد، يجعله كما من يطلق النار على هدف لا يراه، ربما يصيب وربما يخطا. ( د. عواضة، : 47 )

والآن بعد المقدمة السابقة عن الهدف التربوي، نتكلم عن التخطيط الوظيفي من حيث الهدف. ( د. عواضة، : 80 )

وهو التخطيط حسب الوظيفة؛ أو وظيفة التخطيط، ويعرف بعدة أسماء منها : التخطيط الوظيفي، والتخطيط التنظيمي، وتخطيط رصيد الموارد. ويعمل هذا النوع من التخطيط على تحقيق استقرار اقتصادي في المجتمع ضمن الأنظمة المعمول بها؛ أي انه يهدف إلى تطوير السياسات الاقتصادية بشكل يضمن الوصول إلى أهداف معينة من خلال آلية السوق، أي انه يسعى إلى تحسين الفاعلية الوظيفية للنظام الاقتصادي القائم من دون إجراء أي تغييرات هيكلية فيه. ( غنيم، 1999، : 42 )
وهناك تعريف آخر لهذا النوع من التخطيط، حيث يقول؛ انه يساعد الأفراد على تخطيط شئون حياتهم، وبالتحديد المهنية والوظيفية، وسبل تحقيقها، ويعمل على تحقيق نوع من التوافق والمواءمة بين أهداف الأفراد والفرص الوظيفية / المهنية في المنظمة، ودمج تطلعات الأفراد نحو النمو والتطور في جهود التطوير المنظمي. ( د. المؤمن وآخرون، 1997، ص : 241 )
وان هذا النوع من التخطيط يقوم على تطوير الفرد داخل المنظمة وهو قائم على وظيفته، ويكون من خلال تخطيط المنظمة لتطوير هذا القسم بما فيه القسم المراد تطويره. ( د. المؤمن وآخرون، 1997، ص : 241 )
ويهدف هذا النوع من التخطيط إلى إحداث تعديلات في الشكل أو الوظائف التي يقوم عليها النظام الحالي مع الأخذ بمبدأ التطور البطيء والإصلاح التدريجي دون أية محاولة لإحداث تغيرات شاملة في النظم القائمة، ويكون العمل فقط بحدود هذه النظم فقط. ( حافظ، : 53 )
ويتضح مما سبق؛ أن التخطيط الوظيفي انه تخطيط لتطوير أو تعديل أو إصلاح جزء من خطة شاملة، وخصوصا تطوير الموظفين الذين يعملون بالجزء الذي تم تطويره، أي تخطيط بنائي، حيث يتم من خلاله التخطيط لتعديل البنية المراد تطويرها، ومن الأمثلة على هذا، عندما يتم تطوير المناهج الدراسية، يتم عمل خطة لتطوير المعلمين الذين سوف يعلمون هذه المناهج، ومن الأمثلة أيضاً، عندما الحكومة تغير سياساتها وهذه السياسة تحتاج إلى تغيير في الخطة التربوية والتي هي جزء من الخطة الشاملة، فان تطوير أو تعديل الخطة التربوية بالنسبة للخطة الشاملة للحكومة تعد تخطيط وظيفي. وأحياناً يكون تطوير وظيفة الجزء المراد تغييره، أي مثلا تطوير وظيفة المعلم، أو تطوير وظيفة المناهج بتغييرها أو تعديلها؛ حيث أن التخطيط هنا يدخل إلى تعديل البناء للوظيفة الهدف، ووظيفة المناهج هي ما يتعلمه الطالب من هذه المناهج.
فلكل تطوير أو تعديل أو إصلاح، يكون أسباب ومبررات لهذا النوع من التخطيط، وهذا بناء على ضوء ما يرونه من أهداف منشودة جديدة، كما أن له أسلوب واستراتيجيات وأسباب نجاح وفي النهاية تقويم لهذا التخطيط، وعلى من يطبق هذا التخطيط، وذلك كله من خلال التخطيط الوظيفي. وهذا النوع من التخطيط نادرا ما يكون تخطيط طويل المدى ووطني، وربما أحيانا يكون تخطيط متوسط المدى، لكن غالبا ما يكون تخطي قصير المدى.
ومن هذا نستنج تعريف التخطيط الوظيفي بأنه هو كافة أنواع التخطيط التي تخدم توصيف ما يلزم من خطوات لتعديل أو تطوير أو بناء أي نظام فرعي داخل النظام العام للتربية للقيام بوظائفه على خير وجه لخدمة ذلك النظام.
لو افترضنا أن لدينا نظام عام مثل نظام التربية من المعروف ان بداخل هذا النظام العام يوجد أنظمة فرعية ( جزئية من النظام الكلي ). فلكل نظام من الأنظمة الفرعية له وظائفه تسمى مهام Functions .
يسير النظام التربوي العام بشكل سليم إذا كانت الأنظمة الفرعية الداخلية تسير بشكل سليم والعكس صحيح.
فان التخطيط الوظيفي : هو ذلك التخطيط الذي يستهدف مهام النظام الفرعي في التربية لنظام التربية العام يستهدفه ويركز عليه. وسمي وظيفي لان أهميته تحسين ذلك النظام.
ولو أخذنا النظام فرعي آخر ونفرض انه يتعلق بهيكلية وزارة التربية والتعليم حيث كل نظام له هيكلته من وزير وكيل ....
لو كان التخطيط يركز على هذا الفرع؛ إذن هدفه تحسين هيكلة وزارة التربية والتعليم بما يخدم كافة الوظائف الموجودة في داخل وزارة التربية والتعليم.
ولو فرضنا أن وكيل الوزارة له مساعدين اكتشفوا أن هذه الهيكلية غير مناسبة لان العدد يجب أن يكون أربعة أشخاص ولا يجب أن تكون علاقتهم مع الوزير مباشرة بل بشكل ترشيد. إذن تتغير الهيكلية من اجل تحسين الوضع التنموي داخل الهيكلية.

الأهمية والأهداف :-
إن أهمية وأهداف التخطيط الوظيفي، لا يختلف عن أهمية وأهداف التخطيط عامة لجميع أنواعه، أو أشكاله.
فتتعدد الأهداف حسب المدة الزمنية، وترتب الأهداف حسب أهميتها والفترة الزمنية اللازمة لإنجازها. وهذا يساعد في رسم السياسات وتحديد إجراءات التنفيذ ورصد الموازنات وتحديد البرامج والمشاريع. ( غنيم، 1999، : 78 )
وتتنوع السياسات وتوجد على مستويات مختلفة ويعكس هذا التدرج أهميتها ومداها مع الإشارة إلى ضرورة ترابط وتناسق كافة السياسات في المستويات المختلفة مع بعضها البعض في الخطة أو المشروع. ( غنيم، 1999، : 79 )
وهذا النوع من التخطيط يحتاج إلى السياسات الوظيفية : مثل سياسة تدريب الأفراد، أو ترقيتهم، أو نقلهم. وهذا ضمن خصائص للسياسة المذكورة : قصيرة المدى أو محدودة، تحكم التصرف فقط في قسم أو دائرة معينة، مرنة ويمكن تعديلها من قبل الإدارات الدنيا. ( غنيم، 1999، : 80 : 81 )
والأمور التالية شروطا لنجاح السياسة : -
1. تعكس الأهداف وتعمل على تحقيقها في ظل الموارد الاقتصادية والمالية المتاحة.
2. قابلة للتطبيق ومرنه وواقعية؛ بحيث إذا تم إجراء أي تعديل أو تغيير على الأهداف، يتم تعديل السياسة بناء عليها.
3. تصاغ بشكل بسيط وواضح ومحدد ومقنع، حتى يسهل فهمها وتطبيقها.
4. تمتاز أنها تحقق حاجات جميع الأطراف المدرجة في الخطة.
5. تكون مكتبة ومعلنة.
6. مترابطة مع بعضها البعض ومكملة لبعضها البعض وغير متناقضة.
( غنيم، 1999، : 81 )

استراتيجيات مناهج التغيير العامة :-
وفي هذا النوع من التخطيط نحتاج إلى استراتيجية التغيير الخاصة بالبناء التنظيمي، والتقنيات، والأفراد، وهي متداخلة :-
استراتيجيات تغيير البناء التنظيمي : ومحورها الاهتمام بتحسين أداء العمل من خلال توضيح وتعريف الأعمال، وتحديد نطاق الأعمال التي يقوم بها الأفراد، وإيجاد العلاقات المناسبة بين الأعمال، وتحديد نطاق الإشراف، وتحديد السلطات، واللامركزية.
مداخل التغيير التقني : وتركز على بحوث العمليات، ومعالجة المعلومات.
مداخل تغيير الأفراد : وهنا يتم الاهتمام بتعديل وتغيير سلوك الأفراد، وهذا أكثر ما ينطبق على التخطيط الوظيفي.
( المؤمن وآخرون، 1997، : 168 )

إذن إحداث تغيير أو تطوير في بنى المؤسسة الوصفية أو النظام التعليمي، إذن التخطيط الوظيفي يقوم بتعديل تلك الوظيفة، وهذه من استراتجيات التغيير الأول بنائي تنظيمي، أي يمكن عمل تخطيط بنائي تنظيمي، كما يمكن عمل تخطيط وظيفي بنائي للأجهزة، وتخطيط وظيفي بنائي للأفراد.
فان الاستراتيجيات هي الخطوات اللازمة لتحقيق أهداف معينة، أي الخطوات التي تتبعها للوصول إلى أهدافها.
إذن نسميه وظيفي إذا كان هدفه تغيير وتعديل في الوظيفة، ونسميه تخطيط وظيفي بنائي إذا كان هدفه تعديل في الوظيفية من خلال استحداث وظيفة أخرى.
نسميه تخطيط تقني إذا كان الهدف تغيير الأجهزة، ونسميه تطوير الكفاءات من الأفراد.

وعلينا أن نأخذ بعين الاعتبار إن الأهداف والاستراتيجيات والسياسات لا تكون موحدة ومشتركة في صفات موحدة لجميع الخطط الوظيفية، لكن كل خطة وظيفية تعامل كحالة لوحدها وتأخذ أهدافا خاصة بها وسياسات واستراتيجيات، ولكن يجب أن تكون الأهداف والسياسات والاستراتيجيات منسجمة مع بعضها لكل خطة وظيفية، إلا أن كل الخطط الوظيفية تشترك بإلزام الوضوح والتوثيق.
ولزيادة الوضوح لمعرفة هذا النوع من التخطيط أُورد اقرب الأمثلة لثقافتنا على هذا النوع من التخطيط مرفقة مع هذه التقدمة وهي :-
1. تدريب المعلمين وتأهيلهم في الأردن : وهي موضوع نشر في مجلة رسالة المعلم الأردنية لشهر 9/1993.
خريطة مشروع تطوير الكفاءة المؤسسة ( البرامج والمكونات ) : وهي موضوع نشر في مجلة رسالة المعلم الأردنية لشهر 3/2003 :-
2. وصف الوظائف ومراجعة الأداء : وهي موضوع نشر في مجلة رسالة المعلم الأردنية لشهر 3/2003.
3. مشروع زيادة عدد النساء في المراكز القيادية في وزارة التربية والتعليم : وهي موضوع نشر في مجلة رسالة المعلم الأردنية لشهر 3/2003.
4. التجديدات التربوية في المناهج والكتب المدرسية : وهي موضوع نشر في مجلة رسالة المعلم الأردنية لشهر 7/2002.
5. التجربة اليابانية في التطوير التربوي : وهي موضوع نشر في مجلة رسالة المعلم الأردنية لشهر 2/2002.
6. البرنامج التدريبي المقترح لرفع الكفايات التعليمية لمشرفي التعلم المفتوح والتعليم عن بعد في جامعة القدس المفتوحة : وهي رسالة دكتوراه أعدها د. نضال عبد الغفور، 2004.

المثال الأول : تدريب المعلمين وتأهيلهم في الأردن
لقد اتخذت الأردن سياسة تربوية جديد نتيجة التطور السريع الذي يحدث في العالم، فوضعت خطة تربوية تطويرية شاملة مما تطلب تطوير المعلمين ليتمكنوا من استمرارية رسالتهم التربوية في ظل هذه التطويرات :-
فكان كما لجميع الخطط أهداف تبحث في : توصيل الفلسفة التربوية التي تقوم عليها الخطة التربوية التطويرية، وتعميق الاتجاهات الايجابية عند المعلم، وتكييف التعليم لمراعاة الفروق الفردية، توجيه التدريس لتنمية التفكير الناقد عند الطالب، توظيف المعرفة التي يتلقاها الطالب في أعمال حياته اليومية.
كما انه تم تقسيم محتوى المادة إلى محتوى عام، ومحتوى الكفايات التربوية، ومحتوى المناهج والكتب المدرسية الجديدة التي ستطبق.
وقد اعتمدت الوزارة استراتيجية مركزية التخطيط والإشراف والمتابعة والتقويم، ولا مركزية التنفيذ، وتضمنت هذه الاستراتيجية : إعداد مشرفين ومدربين في دورات تدريبية داخل المملكة وخارجها على يد مدربين محلين ومدربين أجانب وهؤلاء المدربين سيقومون بوضع الخطط للتدريب والإشراف، وإعداد مدربين محليين من المشرفين والمعلمين المتميزين لتدريب المدرسين في مراكز تدريبية محلية موزعة في جميع أنحاء المملكة وبطريقة مكثفة.
ومن ثم تم دراسة ما تم إنجازه خلال عام، وما سيتم إنجازه في العام المقبل مما يدعو إلى تأكيد الخطة أو تعديلها إن لزم الأمر.

خريطة مشروع تطوير الكفاءة المؤسسة ( البرامج والمكونات )
إن هذه الخريطة توضح الدوائر التي خضعت للتطوير وهي 5 دوائر بأقسامها، ولكن سنتكلم قليلا عن وصف ومراجعة الأداء، وتنمية دور المرأة القيادي.
وهذا النموذج جيد في توضيح الوظيفي ألبنائي؛ فهو وظيفي لأنه يتعامل مع وظيفة النظام، وهو بنائي لأنه كل نظام له مجموعة بنى وكل بنية لها موقعها في ذلك النظام، كل واحد له دوره، وبنائي لأنه تخطيط يتعامل مع البنى المشَكِلة للنظام التربوي حيث كل نظام فرعي له أهميته حسب موقعه من النظام الرئيسي ودوره يتغير حسب تغيير هذا الموقع.

المثال الثاني : وصف الوظائف ومراجعة الأداء
لكي تنجح الخطة تم تحديد محورين هما : محور وصف الوظائف وتوصيفها، ومحور مراجعة الأداء. وقسم كل محور لأهداف وفلسفات بنيت عليها والمبررات.

المثال الثالث : مشروع زيادة عدد النساء في المراكز القيادية في وزارة التربية والتعليم
لقد تم وضع أهداف عامة وأهداف إجرائية، تحديد الدليل المرجعي للتدريب في النوع الاجتماعي، ومن هي الفئات المستهدفة، وأهداف البرامج، ووضع استراتيجية لتحقيق هذه الأهداف المنشودة بتقسيم المشروع إلى 14 وحدة تدريبية.

المثال الرابع : التجديدات التربوية في المناهج والكتب المدرسية
وهنا لتحقيق هذا التجديد تم تقسيم مجالات تطويرية إلى 12 مجال تخص المنهاج ولا يمكن اختصار أو تأجيل أي منها إلى فترة لاحقة.

المثال الخامس : ابرز التغييرات والتجديدات التي طرأت على النظام التربوي الياباني
حيث تم وضع أهداف وسياسة محددتان، وإظهار دور المدرسة في التربية لتحديد الإصلاحات المطلوبة، مثل إعداد المعلمين وتعديل المناهج والكتب المدرسية.
وهذا المثال يمر البرنامج في مراحل التغيير حسب النموذج في أربع مراحل :-
1. مرحلة الإذابة : إذابة المكونات الإدارية.
2. مرحلة التغيير : أي إلغاء أو استحداث أو تعديل مكونات إدارية مطلوبة لم تكن قائمة.
3. مرحلة الترسيخ : وتهدف إلى اكتساب مكونات الجهاز الإداري بوضعها الجديد درجة من الصلابة ويشمل ذلك النظام القيمي.
4. مرحلة التشغيل : تعني ممارسة الأفراد والجماعات العاملين في الجهاز الإداري نفسه للنظام القيمي للمؤسسة.

المثال السادس : البرنامج التدريبي المقترح لرفع الكفايات التعليمية لمشرفي التعلم المفتوح والتعليم عن بعد في جامعة القدس المفتوحة
بما أنها تخطيط لبرنامج تدريبي، أي تطوير وظيفي لأداء المشرف، إذاً التخطيط لهذا البرنامج كان تخطيطاً وظيفياً.
انه مثل أنواع جميع الخطط تتكون من : الأهداف العامة، المبررات، الفئة المستهدفة، ومكونات للبرنامج، وتحديد المدربين، ومحتوى المادة، وأسلوب التدريب، والأجهزة المساعدة للتدريب، والميزانية التي سيتم رصدها للبرنامج، وأخيرا التقويم. وسوف نتحدث عن كل منهم على حدا :-
‌أ- الأهداف العامة للبرنامج : حيث يتم وضع أهداف مراد الوصول إليها وتحديدها بوضوح، حتى يتم دراستها، وهنا هي تعديل الاعتقادات التدريسية الخاطئة، بالإضافة لتغيير بعض السلوكيات غير المرغوب فيها من المشرفين، وعلاوة تزويد المشرفين بالكفايات والمهارات التعليمية المطلوبة.
‌ب- وهنا تم ذكر 5 مبررات تبحث في : إيجاد الإجراءات اللازمة لتزويد كفايات المشرفين، ومعرفة المجالات التي تتطلب الكفايات عند المشرفين، وهذا يؤدي إلى كفايات المشرفين الذين لا يحتاجون إلى رفع كفاياتهم، توثيق الحاجات المستجدة لتزويد الكفايات، بالإضافة إلى اعتماد هذا البرنامج كدليل شامل خاص بالكفايات للإشراف الأكاديمي.
‌ج- وهنا طيعا تكون الفئة المستهدفة هي فئة المشرفين الأكاديميين الذي تدنت مستوى كفاءتهم بصرف النظر عن أي خبرات أو مؤهلات أو رتب لهؤلاء المشرفين.
‌د- ويكون مكونات البرنامج من ثلاث مراحل : أهداف المرحلة التي يكون العمل عليها، ومحتواه التعليمي الخاص بالمرحلة، وتحديد المدربين الذين سيقومون بالتدريب لهذه المرحلة، وتحديد أساليب التدريس لهذه المرحلة، وتقويم المرحلة بأنواع التقويم المتعددة.
‌ه- وقد عرض الباحث في خطته عدة محاور ينظر إليها في التدريب للبرنامج، بان تكون المادة الدراسية على أساس التخطيط للتعليم والتعلم، فكل محور يبحث البرنامج من زاوية محددة : المادة التدريبية وربطها بالأهداف، والمادة التدريسية وربطها بالمبررات.
‌و- ولكن هنا الباحث لم يذكر عن الجدوى الاقتصادية التي تبحث بتكلفة البرنامج، والعائد منه على المجتمع، وبهذا أهمل ذكر موضوع الميزانية التي سيتم رصدها، أو أخذها بالاعتبار، مع أن هذا من أساسيات أي تخطيط لينجح.


سلوى شرف

المراجع

1. حافظ، محمد علي. ( 1982 ) التخطيط للتربية والتعليم. القاهرة : مصر، المؤسسة المصرية للتأليف والأنباء والنشر – الدار المصرية للتأليف والترجمة.
2. عواضة، هاشم ( 2002 ) التخطيط في التعليم – التعلم. ( ط 2 ). بيروت : لبنان، دار العلم للملايين.
3. غنيم، عثمان محمد. ( 1999 ) التخطيط أسس ومبادئ عامة ( ط1 )، عمان : الأردن، دار صفاء للنشر والتوزيع.
4. المؤمن، قيس وحريم، حسين وكريشان، وليد وجودة، محفوظ احمد. ( 1997 ) التنمية الإدارية. عمان : الأردن، دار زهران للنشر والتوزيع.

د.فالح العمره 05-04-2005 12:07 PM

كيف نصنع الأهداف من خلال النشاطات التربوية

على الرغم من إن الأهداف التربوية والغايات قد تتطور نتيجة متطلبات المجتمع وحاجاته من جهة ونمو المعرفة العلمية وتغيرها من جهة ثانية إلا أن هناك إجماعاً من قبل العلماء على جملة من الأهداف الأساسية التي ينبغي تحقيقها من خلال ممارسة النشاطات التربوية وتتضمن هذه الأهداف بوجه عام تصنيف بلوم للمجالات الثلاثة:
أ ـ المعرفية
ب ـ الوجدانية ( الانفعالي والعاطفي )
ج ـ المهاري الحركي

حيث تتضح أهمية الأهداف السلوكية في الأنشطة التربوية في ضوء الملاحظة والاعتبارات العلمية التالية :
تجعل مشرف النشاط أو الجماعة أكثر دقة واهتماما بالتربية العلمية .
تبين بالضبط ماذا نتوقع من الطالب خلال تنفيذ النشاط عمله أو فعله .
تكون عملية التخطيط للنشاط واضحة وسهلة لأنه يفترض على المشرف أن يعرف مخرجات النشاط الواجب على الطلبة بيانه أو تحقيقه بعد الانتهاء من النشاط .
يحدد المشرف على النشاط الوسائل والأساليب اللازمة لمزاولة النشاط بأشكالها المختلفة .
تشير الأهداف السلوكية إلي صفات يمكن مشاهدتها أو قياسها أو ملاحظتها على سلوك الطالب بعد الانتهاء من مزاولة الأنشطة .
تساعد في عملية التقويم بوجه عام .
ومن خلال الاختصاص الدقيق في النشاطات العلمية يمكن أن تتضمن هذه الأهداف أفعالاً سلوكية يمكن صناعة من خلال تنفيذ العديد من البرامج والأنشطة العلمية ندرجها تفصيلياً في الآتي:
أولاً :ـ المجال المعرفي ( العقلي ):
يشمل الأهداف التي تعبر عن الجوانب المعرفية التي تتضمنها العملية التربوية التعليمية وتشمل على ستة مستويات من الأهداف التربوية في هذا المجال :

أولاً : المعرفة ( تتضمن عملية تذكر المعلومات والمعرفة العلمية التي تم تعلمها سابقاً وتتضمن المعرفة الجوانب التالية :
معرفة التفاصيل :
معرفة الحقائق العلمية المجردة والمفردة
معرفة التعاريف والتعابير
معرفة طرق ووسائل معالجة التفاصيل :
معرفة المفاهيم والمصطلحات والرموز
معرفة الاتجاهات العلمية
معرفة التصنيفات وفئاته
معرفة المعايير والمحكاة
معرفة التعميمات :
معرفة المباديء والقوانين والقواعد والتعميمات
معرفة النظريات
أمثلة لأفعال سلوكية يمكن صنعها من خلال النشاطات التربوية :
( يذكر – يعرف – يصف – يسمي – يتعرف – يعنون – يضع قائمة – يعدد – يقابل – يختار – يتذكر – يرتب – يستخرج – يتتبع ).

ثانياً : الفهم ( الاستيعاب او الادراك )
القدرة على استيعاب معنى الأشياء وبالتالي يستطيع الطالب أن يمتلك معنى المادة العلمية .
ويتضمن الاستيعاب ما يلي :
التفسير:
تفسير المواد العلمية لفظياً
استيعاب الحقائق والمفاهيم والمباديء العلمية
تفسير الرسومات والأشكال البيانية ذات العلاقة بالمعرفة العلمية
تفسير الظواهر العلمية
تفسير البيانات المستمدة من التجارب العلمية
الترجمة :
الترجمة في صورة رمزية إلى أخرى غير رمزية
الترجمة من مستوى تجريدي إلى آخر
الترجمة من صيغة لفظية إلى أخرى
الترجمة من كلمات إلى أشكال رياضية
الاستنتاج :
القدرة على استخلاص الاستنتاجات وصياغتها
القدرة على التنبؤ خلف البيانات
القدرة على التنبؤ بين البيانات
القدرة على استمرارية التنبؤ بالاتجاهات
أمثلة لأفعال سلوكية يمكن صنعها من خلال النشاطات التربوية على مستوى الفهم :
( يفسر- يستنتج – يعطي أمثلة – يعيد كتابة – يميز – يترجم – يصنف – يناقش – يوضح – يشرح – يعين – يختصر – يشير – يحول – يتنبأ ).

ثالثاً : التطبيق
القدرة على استعمال المعرفة العلمية التي تعلمها في مواقع جديدة حيث يتضمن :
تطبيق المفاهيم والمبادئ والتعميمات العلمية على مشكلات علمية واقعية
تطبيق القواعد والقوانين والنظريات العلمية على مواقف علمية جديدة
حل المسائل الرياضية
تكوين خرائط ورسومات وأشكال بيانية
استخدام الإجراءات التجريبية المناسبة في إيجاد الحلول للمشكلات
أمثلة لأفعال سلوكية يمكن صنعها من خلال النشاطات التربوية على مستوى التطبيق :
(يطبق – يحل مسألة – يمثل بيانياً – يرسم شكلاً – يجري تمريناً رياضياً – يستخدم _ يحضّر) .

رابعاً : التحليل
القدرة على تحليل المادة العلمية إلى أجزاءها المختلفة وإدراك ما بينها من علاقات وتتضمن :
تحليل المركبات إلى عناصر
تحليل العلاقات
تحليل البناء التنظيمي لمادة ما
تحديد أوجه الشبه والاختلاف
التميز بين المكونات المختلفة لمادة ما
أمثلة لأفعال سلوكية يمكن صنعها من خلال النشاطات التربوية على مستوى التحليل :
( يحلل – يجزئ – يميز – يقارن – يفصل بين – يفتت – يفرق – يربط – يعزل – يستخلص ).

خامساً : التركيب
القدرة على دمج أجزاء مختلفة ( عناصر ) مع بعضها لتكوين مركب أو مادة جديدة ويتضمن :
كتابة خطة عمل ( مشروع ) جديدة
اقتراح خطة لإجراء تجربة علمية
اقتراح نظام معين لتصنيف الأشياء
استنتاج علاقات جديدة من مجموعة من القضايا والصور الرمزية
أمثلة لأفعال سلوكية يمكن صنعها من خلال النشاطات التربوية على مستوى التركيب :
( يؤلف – يعيد بناء – يركب – يصمم – يلخص – ينظم – يولد – يعيد تنظيم – يخترع – ينشئ – يبتدع – يرتب- يعيد ترتيب – يجمع ).

سادساً : التقويم
القدرة على إعطاء الحكم أو قرار على قيمة المادة المتعلمة وذلك بموجب معايير محددة واضحة ويتضمن :
الحكم على الترابط المنطقي
الحكم على صحة الاستنتاجات العلمية
الحكم على قيمة عمل معين في العلوم
أمثلة لأفعال سلوكية يمكن صنعها من خلال النشاطات التربوية على مستوى التقويم:
( يقوم – يحكم – يبرر- يجادل- يناقش – يدعم – ينتقد – يدافع – يقارن – يستخلص – يبين ).

ثانياً :ـ المجال الوجداني ( الانفعالي أو العاطفي ):
تتعلق الأهداف التربوية في هذا المجال بالسلوك الوجداني للمتعلم وتتضمن :
القيم مثل(الصدق – الكرم – الشجاعة – الحق – الفضيلة – الخير – الصبر – الوطنية – الجمال ).
الاتجاهات
الميول والاهتمامات:
ملء الفراغ بالنشاطات العلمية مثل:
الهوايات العلمية
يشاهد برامج تلفزيونية علمية
يصنع أدوات وأجهزة علمية بسيطة
يشتري ألعاباً علمية
يقوم بهوايات التصوير العلمي
التوسع الحر في القراءات العلمية مثل :
يهتم بقراءة الموضوعات العلمية
يستعير المجلات والكتب العلمية
بقراء عن العلم والعلماء وسير حياتهم
يقراء عن الاكتشافات والاختراعات العلمية
يتردد باستمرار على المكتبة لتقصي معلومات العلوم
استطلاع القضايا والمسائل العلمية مثل :
يهتم بأخبار الاكتشافات العلمية
يهتم بقضايا غزو الفضاء
يستفسر باستمرار عن المعلومات العلمية والظواهر الطبيعية والبيولوجية
يظهر الاستطلاع والفضول العلمي
الالتحاق بالجمعيات والنوادي العلمية مثل :
يشترك في الجمعيات العلمية المدرسية
يشترك في النوادي العلمية
يتطوع للعمل في النوادي العلمية
يزور المعارض ومراكز البحوث العلمية
يحضر المحاضرات والندوات العلمية
مناقشة الموضوعات العلمية وإثارتها مثل :
يدافع عن العلم والعلماء
يناقش القضايا والموضوعات العلمية
يهتم بالقضايا العلمية المنشورة في الصحف والمجلات
يكتب في الصحف العلمية المدرسية
جمع النماذج والعينات من البيئة مثل :
يربي ويعتني بالكائنات الحية سواء النباتية أو الحيوانية
يجمع عينات من الصخور والمعادن من البيئة
يقوم برحلات حقلية ميدانية علمية
يجمع عينات نباتية أو حيوانية من البيئة
يتفاعل ايجابياً مع عناصر جديدة وغريبة في البيئة محاولاً بحثها واستكشافها
الاهتمام بالعمل الخيري والنشاطات المرافقة مثل :
الاهتمامات العلمية في المختبر كإجراء التجارب
يقوم بالتجارب والنشاطات العلمية التطوعية في البيت
يساعد المعلم في إجراء العروض والتجارب العلمية
يبقى في المختبر مدة أطول من المدة المقررة للمختبر
يشارك في إعداد مشغل أو نادي علمي في المدرسة
التذوق :
استمتاع المتعلم بما يدركه من موضوعات مادية أو معنوية .
يتذوق جمال الطبيعة وما فيها من نباتات وحيوانات ويكمن صناعة العديد من الأهداف التربوية لتلبي هذا المطلب من خلال تنفيذ العديد من برامج الرحلات والزيارات
يستمتع بقراءة النصوص العلمية
ثالثاً :ـ المجال المهاري أو الحركي:
يرتبط هذا المجال بالعمل والمهارة اليدوية وهو يعالج المهارات العلمية التي تتطلب استخدام عضلات الجسم في العمل والبناء والتداول وتنسيقها .
ومن الأنشطة التي يمكن من خلالها صنع أهدافاً تربوية على مستوى المهارة :
oأن يستخدم الطالب المجهر في فحص الشرائح المجهرية
oأن يفرق بالعين المجردة بين الورقة والوريقة
oأن يقيس بدقة قطر خلية بصل تحت المجهر
oأن يستخدم أدوات التشريح بدقة وإتقان
oأن يجمع عينات لنماذج من النباتات القريبة من المدرسة
oأن يستخدم جهاز العرض لعرض النباتات من البيئة المحلية .

خالد حسين العسيري

د.فالح العمره 05-04-2005 12:08 PM

تقويم المنهج

يأتي تقويم المنهج ليكمل بقية العناصر الأخرى(الأهداف، الخبرة،المحتوى) التي تساعد في بناء منهج متكامل يحقق نموا شاملا للمتعلمين.
والتقويم عملية شاملة لا يجب علينا قصرها على الجانب الضيق منها والمتعلق بالاختبارات بل يجب أن تشمل على كل ما يتعلق بالعملية التربوية.
وهي ليست مقصورة على جهة بعينها بل يشترك فيها كل من له علاقة بهذه العملية باختلاف الأدوار التي يمثلونها في منظومة التعليم.
و عملية التقويم تتأثر بشكل كبير بمفهومنا للمنهج فان كانت نظرتنا له ضيقة فان تقويمنا سوف يتلمس الحد الأدنى منه، وإن كانت نظرتنا تتفق مع النظرة الشاملة للمنهج فإننا سوف نلم في هذا المجال بكافة أبعاد العملية التعليمية والتربوية.
ويساعدنا التقويم في معرفة مدى تحقيقنا للأهداف التربوية المنشودة من وراء تطبيق المنهج.
وبناء على ذلك يكون التقويم مرتبطا بأهداف المنهج فهي التي تقوده وتوجهه، وهو ليس تشخيصا للواقع فحسب بل هو علاج لما به من عيوب إذ لا يكتفي بتحديد أوجه القصور وإنما يجب العمل على تلافيها والقضاء عليها في عملية تشخيصية وعلاجية هامة ليس فقط في مجال التربية، وإنما في جميع مجالات الحياة.ولتحقيق هذا الأمر يجب أن تكون هذه العملية مستمرة قبل وأثناء وبعد وضع المنهج، مع تنوع أساليبها حتى يتحقق الهدف الذي نسعى إليه.
وحتى نربط هذه العملية بالجوانب التي تتعلق بصياغة المنهج الجيد فإن عملية التقويم ترتبط بجوانب الخبرة الخمس (المعرفة والمعلومات،المهارات،القيم والاتجاهات ،التفكير،الميول والاهتمامات ) فلا يكون تقويم ناجح دون تحقيقه لهذه الجوانب المختلفة.
ويجب أن تكون الوسائل التي نلجأ إليها في هذه العملية تلامس واقعنا وتعكس أيضا التطور الحديث في هذا الجانب فلا نلجأ إلى وسائل للتقويم تكون بدائية أو تكون في أدنى سلم الوسائل من حيث الكفاءة والفاعلية.
وعملية التقويم لابد أن تشمل المنهج بعناصره المختلفة وأثره في كل من التلميذ والبيئة والمجتمع.
ويختلف التقويم عن القياس في النواحي التالية:
التقويم عملية شاملة بينما القياس عملية محددة
يهدف التقويم إلى التشخيص والعلاج، ويساعد على التحسن والتطور، أما القياس فيكتفي بإعطاء معلومات محددة عن الشيء أو الموضوع المراد قياسه.
يرتكز التقويم على مجموعة من الأسس مثل الشمول والاستمرارية والتنوع والتكامل ….الخ ، بينما يرتكز القياس على مجموعة من الأدوات أو الوسائط يشترط فيها الدقة المتناهية .
القياس يقيس الجزء، والتقويم يتناول الكل.
وتتنوع أساليب التقويم إلى نوعين رئيسين هما:
التقويم الفردي وهو قد يكون تقويم الفرد لنفسه وقد يكون تقويم الفرد لغيره.
التقويم الجماعي وهو قد يكون تقويم الجماعة لأفراده وقد يكون تقويم الجماعة لنفسها.
والأمر المفرح حقا أن وزارة التربية والتعليم بدأت مؤخرا في الاستعانة بالمختصين لتغطية الجوانب الكثيرة في عملية التقويم فما أعرفه من خلال متابعتي لأخبار الوزارة المختلفة أن هناك جهازا كاملا في الوزارة لهذه العملية كما أنهم يستعينون بعدد من المستشارين لهذا الغرض من المملكة ومن خارجها. وهذا أمر مبشر جدا لأنه نتائجه سوف تظهر على واقعنا الميداني بإذن الله.

فيصل حمدان الشمري
مشرف الإرشاد الطلابي
بمدارس الهيئة الملكية بالجبيل
faisal1966@yahoo.com

د.فالح العمره 05-04-2005 12:09 PM

المنهج والمحتوى

يواجه مخططو المناهج في وقتنا الحاضر صعوبات كثيرة في تحديد محتوى المناهج الدراسية وذلك نظرا للتطور الكبير في مجال العلوم المختلفة، وهذا التطور ساهم في تطور صياغة المناهج الدراسية مما دفعهم لوضع وسائل ومعايير لاختيار محتوى المناهج، وتنظيم المعارف والمهارات والقيم التي تشملها.
وتوجد مجموعة من الوسائل التي يمكن من خلالها اختيار المحتوى وتحديد المناسب منه للمتعلمين مثل أسلوب المسح الذي من خلاله يمكن التعرف على خصائص وميول المتعلمين والمشكلات التي تواجههم.
كما أن تحليل سلوكيات الأفراد يساعد في معرفة الإجراءات والعمليات التي يمكن الاستعانة بها في بناء محتوى مناسب. ولا يمكن في هذا المجال إغفال أراء الخبراء التربويين الذين يملكون من الخبرة ما يساعد في بناء منهج شامل. كما يمكنهم بعد وضع المناهج المساعدة في تقييم هذه المناهج ومعرفة مدى تحقيقها للمعايير الموضوعة.
كما أن المنهج المناسب هو الذي يشمل على جميع جوانب الخبرة باتجاهاتها المختلفة. فلا يمكن الاكتفاء بالجوانب الايجابية من الخبرة دون الإشارة إلى الجوانب السلبية منها. فالمنهج الجيد هو الذي يسعى لتعزيز الجوانب الايجابية ويعالج الجوانب السلبية. كما أنني أومن أنه لا يجب أن يتوقف عند هذا الحد بل أعتقد أنه لابد من أن يعمل على التركيز على الجوانب الوقائية التي تكفل عدم الوقوع في الجوانب السلبية.
وعند التفكير في بناء منهج متكامل يلبي احتياجات المتعلمين ويسعى لتحقيق تطلعاتهم ويعالج مشاكلهم وينمي ميولهم لا بد من إضفاء النظرة الشاملة التي تضمن تحقيق تلك الاحتياجات وتوافق تلك التطلعات .
وتنفيذ منهج بهذه الخصائص لابد أن يسبقه دراسات متخصصة لمعرفة هذه الاحتياجات والمشكلات و الميول. و نظرا لاختلاف هذه الجوانب بين فترة وأخرى فأجزم أننا هنا لا يجب أن نكتفي بدراسات سابقة عن هذا الأمر فقط، بل يجب القيام بتنفيذ دراسات حديثة عن هذا الأمر بشكل دوري.
وتبنى محتويات المناهج بناء على الأهداف الموضوعة وهي الأساس والمعيار الذي يتم من خلاله اختيار المحتوى المناسب.
ويمكن تنظيم المحتوى بأساليب مختلفة يمكن إجمالها بالاتي:
1-الأسلوب المنطقي والذي يتناسب مع خصائص النمو للمتعلمين.
2- التنظيم النفسي وهو يراعي حاجات وقدرات المتعلمين واستعداداتهم.
3-التنظيم الرأسي والذي ينظم محتوى المنهج على امتداد الأعوام الدراسية المختلفة.
4-التنظيم الأفقي الذي يهتم بالترابط والتماسك بين وحدات المنهج.
ومن الأفضل دمج هذه الأساليب بعضها ببعض لإنتاج محتوي جيد يلبي تطلعاتنا تجاهه.
ورغم أن واقع بناء المناهج في بلادنا قد يختلف كثيرا عن هذا الأمر إلا أننا قد نتفاءل كثيرا بالدعوات التي بدأت تظهر بين حين وأخر في وسائل الإعلام المختلفة والتي تدعو لبناء منهج يلبي كافة احتياجاتنا ويتوافق مع تطلعاتنا.

بقلم / فيصل حمدان الشمري
مشرف الإرشاد الطلابي
بمدارس الهيئة الملكية بالجبيل
faisal1966@yahoo.com

د.فالح العمره 05-04-2005 12:11 PM

التخطيط التعليمي

مفهوم التخطيط التعليمي

إن تحقيق التوسع والتجديد في التنمية الاقتصادية والاجتماعية للتربية يعتمد على التخطيط السليم الذي يتجاوز الكم إلى الكيف ويعتمد العلم والموضوعية والتجريب، كما يتبنى البحث عن البدائل التربوية المستقبلية منهجاً، وعلى ذلك يكون التخطيط التعليمي الجيد هو كل تخطيط يتجاوز للتربية إلى كيفها ويتخذ هذا الكيف محوره وهدفه الرئيسي(17).
ويقصد بالتخطيط التعليمي هو استخدام التحليل العقلي المنظم في عمليات التطوير التعليمي بهدف جعل التعليم أكثر فعالية وأكثر كفاءة في استجاباته لحاجات وأهداف طلابه ومجتمعه، ولا بد أن تكون طرقه تتسم بالمرونة والقابلية للتعديل لتتناسب مع المواقف التي تختلف حسب مستوى التطور ونمط الحكومة(9).
في حين أن محمد سيف الدين فهمي(5) -1979م- يعتبر التخطيط التعليمي عملية متصلة ومنظمة تتضمن أساليب البحث الاجتماعي وطرق التربية والإدارة والمال والاقتصاد، وغايتها أن يحصل كل تلميذ على تعليم كافٍ ذي أهداف واضحة وعلى مراحل متعددة، وان يمكن كل فرد من الحصول على فرص لينمي بها قدراته وأن يسهم إسهاما فعَالاً بكل ما يستطيع في تقدم البلاد في النواحي الاجتماعية والاقتصادية والثقافية.
ومن الواضح أن هذا التعريف يتمشى مع مفهومنا العام عن التخطيط، فهو عملية مقصودة تهدف إلى استخدام طرق البحث العلمي في تحقيق الأهداف التي سبق وتم تحديدها في ضوء احتياجات المستقبل وإمكانيات الحاضر، كما يتضمن هذا التعريف أن يكون التخطيط للتعليم ضمن الإطار العام للتخطيط القومي للتنمية الاقتصادية والاجتماعية، بحيث يساهم في تحقيق التقدم الاجتماعي والثقافي والاقتصادي في البلد الذي يتم فيه التخطيط.
ولابد من المعرفة بان التخطيط التعليمي لابد أن يتميز بدرجة كبيرة من المركزية والشمول ومباشرة التنفيذ، وهذا وقد يفهم التخطيط على أنه سياسة فلا يعدو أن يكون مرآة تنعكس عليها السياسة العامة للدولة.
ويذهب محمد جواد رضا (1986م- )إلى النظر على ان التخطيط التعليمي ماهو إلا حلول فرضية لمشاكل اجتماعية، ويجب أن تخضع هذه الحلول للاختبارات والفحص، وذلك لاستبعاد العناصر التي يحتمل نجاحها في التطبيق أو لبيان نوع النتائج التي ستترتب على تبني هذه السياسات أو لإظهار كيفية جعل هذه السياسة تنجح في التطبيق.

مبررات التخطيط التعليمي ودواعيه

يرجع الاهتمام بالتخطيط التعليمي إلى العوامل التالية:
1- الإيمان المتزايد بالتخطيط وبقيمته بالسيطرة على المستقبل فهو يمثل الأداة العلمية الوحيدة الجديرة بإنسان العصر الحديث، المتلائمة مع الروح العلمية والعقل العلمي، الذي يهدف إلى السيطرة على الأشياء والإمساك بزمامها(18).
عامل الزيادة في السكان، فتعتبر الزيادة السكانية عاملا أساسياً في زيادة الطلب على التعليم مما يتطلب الأمر التخطيط(5).
2- عامل التغير في التركيب الاقتصادي، فنتيجة النمو في التصنيع ، تغير التركيب الاقتصادي، وبدا استخدام الميكنة في الزراعة وانتشر التطور الصناعي، وأدى هذا الآمر إلى النمو في قطاع الخدمات، وارتفع مستوى معيشة الأفراد وازدادت الحاجة للخدمات المختلفة ومن بينها التعليم(9).
3- اعتبار التعليم استثمار بشري له عائد ومردود اقتصادي واضح وهنالك ترابط وتكامل بين التقدم الاقتصادي والتقدم التعليمي، لان البلد المتخلف اقتصادياً هو متخلف تربوياً، ولذلك فقد الغيت الأفكار والمعتقدات القديمة التي كانت تعتبر رؤوس الأموال التي تنفق على التعليم مستهلكة في مجال الخدمات للمجتمع ولا مردود لها(18). بتصرف.
4- الاهتمام العالمي بالتخطيط القومي، والبدء بوضع خطط للتنمية الاقتصادية والاجتماعية في بعض البلدان العربية والشعور بضرورة تجاوب التعليم مع هذه الخطط(18).
5- عامل التقدم العلمي والتكنولوجي فكان ان حدث تشابك العالم وتعقد، واستطاعت الآلة أن تحل محل الإنسان، فعلى الدولة أن تستفيد مما قد يتيحه لها هذا التقدم التكنولوجي من وسائل وأساليب، وأن يحتل البحث العلمي الرصين هادياً لها وموجهاً إلى الطريق السليم(14).
6- مسايرة التخطيط التعليمي لإحداث التطورات العلمية في مجال العلم والتكنولوجيا والآداب(9).
7- ربط التعليم بالتنمية الاقتصادية والاجتماعية لتنفيذ برامج التنمية(9)، فلا سبيل للارتفاع بالاقتصاد والإنتاج الاقتصادي ما لم يرفع من شأن العنصر البشري وهذا الرفع يكون عن طريق تخطيط التعليم، ووضع البرامج التي تستجيب حاجات المجتمع(18).

مستلزمات التخطيط التعليمي

وعند القيام بعملية التخطيط التعليمي فإنه لابد من مراعاة الأمور التالية لكونها من الأمور الهامة في التخطيط وهي:
1- مقابلة مشكلات واحتياجات وتطلعات المجتمع (أي ربط التعليم بعجلة الانتاج القومي وخطط المستقبل).
2- مقابلة مطالب التراث القومي والحضاري والقدر المناسب من المواطنة الصالحة المستمدة من تاريخنا وتقاليدنا في أطار مجتمع العدالة الاجتماعية والتكامل الاجتماعي.
الاهتمام بالإنسان الفرد والعمل الابتكاري المستقل(15).
3- ترتيب مشروعات التخطيط التعليمي طبقاً للأولوية والأهمية(16).
4-تحديد وتوضيح الأهداف المنشودة بطرية تزيد من تأييد و مساندة الأفراد العاملين لها وتضاعف حماسهم من اجلها.
5-التعرف على العناصر والامكانات المادية والبشرية وحصر ما يلزم منها لتحقيق الأهداف كخطوة مبدئية نحو العمل والسعي وراء توفيرها.
6- رسم السياسات وتحديد الطرق والأساليب الواجب إتباعها من اجل تحقيق الأهداف.
7- وضع جدول زمني للعمليات والإجراءات اللازمة لإنجاز الأعمال والأنشطة الضرورية لتحقيق الأهداف المرسومة.
8- التنبؤ بالصعاب والعقبات والمشكلات التي يحتمل حدوثها وذلك لكي يتيسر العمل على تلافيها قبل وقوعها أو معالجتها إذا حدثت.
وعندما يتم تخطيط التعليم في إطار تخطيط قومي شامل فإنه يتعين النظر إلى أهدافه لا باعتبارها أهداف مستقلة في حد ذاتها، ولكن على أساس كونها احد مكونات هدف عام أوسع وأشمل هو تحقيق الرفاهية والسعادة للفرد والمجتمع، وتستلزم هذه النظرة ان يأخذ مخطط التعليم باعتباره ما يمكن ان يحدثه النمو في التعليم من تاثيرات على النمو في قطاعات النشاط الأخرى في قطاع التعليم ذاته(1).

إعداد / محمد علي القضاة

د.فالح العمره 05-04-2005 12:12 PM

النظام المؤسسي

ُتطرح الكثير من الأفكار أثناء ممارسة العمل اليومي في المنظمات الإدارية المختلفة ‘تؤخذ بعضا منها و‘تغفل الأخرى لأسباب مختلفة أما لصعوبة التطبيق على أرض الواقع أو لاعتبار أنها قد تتعارض مع سياسات وأهداف المنظمة أو مع بعض منها. وقد يكون السبب لعدم تبني هذه الأفكار والمقترحات هو عدم تفهم الإدارة لمثل هذه الأفكار الفهم الكافي فهناك من المدراء من يتشبث بالسياسات والإجراءات القائمة وليس لديه الاستعداد الكافي للتغيير أو لتطوير منظمته أو حتى لفهم أفراده العاملين ومتطلباتهم أو احتياجاتهم، بل الأمّر من ذلك أن هناك من يحتقر أي فكرة نابعة من غيره ليس ذلك فحسب بل إنه يسعى جاهدا في دحض مثل هذه الأفكار والمبادأت ويأتي بالمبررات والحجج الكثيرة لكي يقنع أعضاء الفريق أو متخذي القرار بأن مثل هذه الأفكار وغيرها ما هي إلا هدر للجهد والوقت، فهو يرى مثلاً أن الأمور تسير على ما يرام ولا داعي للطرح وللتجريب وما إلى ذلك من الأمور، بل وينعكس الأمر سلباً أحيانا على الشخص صاحب الفكرة كالإهمال أو التهميش وغيرها من عوامل التثبيط، وقد تلاقي هذه الفكرة قبولاً إذا صدرت من شخص آخر إذ أنه بعد فترة من الزمن نجد أن الأمور تغيرت وما كان بالأمس من الأفكار محارباً فهو اليوم فكراً نيراً جدير بالتنفيذ بل أن الإذن تمل من سماع ما يذكر من محاسن لهذه الأفكار هذا من جانب وما يذكر من مبررات لعدم تطبيق ذلك في السابق من جانب آخر.
ما الأمر ؟ ما الذي حدث ؟ لاشيء سوى أن هذه الفكرة التي طرحت سابقاً ولم تقبل وجدت صدى اليوم لدى شخصاً آخر من أفراد المنظمة، وهو المستفيد الأول من تطبيق هذه الفكرة وعلى علاقة بمركزية القرار في المنظمة وبالتالي ما يريده يحدث بغض النظر عن أهميته وجدواه من عدمها، كما أن الأمر في بعض الأحيان يتعدى ذلك إلى الأشخاص ولا يقتصر على الأفكار فقط فيتم تقريب أفراد وأبعاد آخرين من منطلق المصالح الشخصية المتبادلة ومثل هذه الأمور لا تخفى على رجال الإصلاح الإداري إذ أنها موجودة بشكل أو بآخر في منظماتنا الإدارية ومجتمع الدولة النامي. إن منظماتنا ومؤسساتنا الإدارية والاقتصادية بحاجة إلى نظام مؤسسي سليم يقوم على تغليب المصلحة العامة ولا يتوقف على المصالح الخاصة أو الشخصية أو المركز الوظيفي أو الاجتماعي وبذلك فيجب أن تؤخذ الفكرة أو الرأي من الجميع (مبدأ المشاركة في صنع القرار) مادام ذلك يحقق منافع عامة إذا أردنا أن نؤدي أعمالنا كما يجب وأن نواكب الأمم المتقدمة في التخطيط والإدارة وإذا أردنا أن نصل إلى مستويات مقبولة من التنمية تعني باحتياجات الشعوب وتطلعاتها المستمرة والمختلفة. أن الحاصل اليوم في معظم ( إن لم يكن ) كافة الدول النامية هو النظام المؤسسي القائم على الفرد فالقرارات تتوقف على شخصية المدير أو الرئيس وعلاقاته أما المنظمة فهي التابع في هذه الحالة بمن فيها لأهوائه ورغباته. نحن بحاجة ماسة إلى النظام المؤسسي الذي لا يتوقف على شخص أو غيره بل العمل يستمر والنظام يعمل للمصلحة العامة سواء بهذا الشخص أو بغيره، ولكن هل تطبيق ذلك ممكن لدينا ؟
كما أن الفصل بين العلاقات الاجتماعية والشخصية والعمل ومتطلباته أمر في غاية الأهمية فالكفاءة يجب أن تكون هي المعيار ولا سواها خاصة في منظمات القطاع العام.
فإذا كنت عزيزي المرؤوس أو القارئ ممن تؤد أفكارهم في المهد أو تؤخذ ويستفيد منها آخرين فاسمح لي بأن أهمس في أذنك وأقول لك : أن ‘تطبق أفكارك فهذا أمراً جيد طالما ُيفيد منها الجميع. مع مراعاة الحقوق الأدبية لك بالطبع وإلا فأنت الخاسر في كلتا الحالتين.
ضوء
القائد الإداري الناجح (أو الأمثل) هو الذي يعمل على إحداث التوازن بين حاجات ورغبات الأفراد (تابعية أو مرؤوسيه) وأهداف المنظمة حيث يجعل هؤلاء الأفراد يبذلون أقصى جهد ممكن برضى واقتناع من أجل تحقيق أهداف المنظمة (المشتركة) التي يعملون (جميعاً) بها سواء كانت عامة أو خاصة.

والله من وراء القصد ،،،

بقلم / عبدالله بن محمد المالكي

د.فالح العمره 05-04-2005 12:12 PM

نحو وعي تربوي بالأسس العلمية في تربية الأطفال
التربية الحديثة للطفولة من أجل النهوض بالمجتمع وإصلاحه

الطفولة رمز البراءة في الطبيعة وعنوان الطهارة في الإنسان. فيها تتألق أسمى المعاني وبها يتجلى جمال الطبيعة في الإنسان. إنها البوتقة الكونية التي تتكامل فيها أجمل القيم وأصفاها، وتترامى معها أبهى المعاني وأنقاها. بل هي سحر في الطبيعة وإبداع الله في الإنسان، وفي عظمتها يتألق القول "وتحسب أنك جرم صغير وفيك انطوى العالم الأكبر".
و"الإنسان أثمن وأغلى وأعظم ثروة تملكها الأمم"، تلك هي الحقيقة العلمية التي بدأت تجلجل بقوة في مختلف أركان الكون منذ بداية النصف الثاني من القرن العشرين حتى اليوم، وهي الحقيقة التي تجأر في عقول المفكرين وتسطو في أعماق الوعي العلمي عند الباحثين والمبشرين بعالم أفضل. ولا يرتبط هذا القول بشعارات ذات طابع أخلاقي، بل يجسد منظومة من الحقائق العلمية الملموسة الاقتصادية والاجتماعية؛ لقد أصبح الاستثمار في تربية الإنسان هاجس الأمم المتقدمة، وغدا هدفا يتصدر استراتيجياتها التنموية وخططها النهضوية، وينطلق هذا الهاجس من حقيقية علمية قوامها أن توظيف رؤوس الأموال في التنمية البشرية لا يضاهيه في مردوده وعائداته الاقتصادية والاجتماعية أي استثمار آخر في أي حقل من حقول الإبداع والإنتاج الإنسانيين.
لقد ولّدت الثورة المعلوماتية الهائلة إيمانا راسخا بأن تربية الإنسان وتنميته هي منطلق كل نهضة حضارية وكل تطور في مجال المعرفة الإنسانية. وبدأت هذه الحقيقية تضرب جذورها في أعماق الوعي الإنساني منطلقة من أن الإصلاح الاجتماعي والنهوض بالمجتمع حضاريا يجب أن يبدأ بثورة إبيستيمولوجية في ميدان التربية والتعليم، لأن الثورة التربوية في مجال بناء الإنسان وإعداده تشكل منطلق بناء المجتمع وتثويره في مختلف مناحي الحياة الاقتصادية والاجتماعية.
وإذا كانت النهضة التربوية هي الشرط الأساسي لعملية الإصلاح التربوي والتغيير الشامل في المجتمع، فإن النهضة التربوية ذاتها يجب أن تنطلق من العمق الاستراتيجي للتربية في المجتمع المتمثل في تربية الأطفال وإعدادهم منذ مرحلة الطفولة المبكرة، لأن الطفولة تشكل شرط الضرورة والكفاية لنهضة تربوية حقيقية.
إن أية محاولة للنهوض بالتربية وتطويرها أو إصلاحها لا تبدأ بمرحلة الطفولة هي محاولة تسير نحو قَدَرَ الإخفاق والفشل. وقد لا نكون مبالغين إذا كلنا بأن الإخفاقات التي تعاقبت وتتابعت في مشاريع النهضة التربوية والإصلاح التربوي في الوطن العربي قد أخفقت لأنها انطلقت من المكان الخطأ والعنوان الخطأ ولم تنطلق من الطفولة العمق الاستراتيجي للإصلاح والنهضة والتطوير في التربية والمجتمع في آن واحد.
لقد آمن أغلب المفكرين منذ عهود بعيدة بأن الثورة التربوية يجب أن تبدأ في مرحلة الطفولة المبكرة وأن تنطلق منها، وأن مثل هذه الثورة هي نواة النهوض والتنوير الشامل في مجال الحياة المجتمعية، وذلك لأن مرحلة الطفولة تشكل المنطقة الجيولوجية الأعمق في نسيج الوجود الإنساني، وفي هذا التكوين الأعمق تكمن نفائس الأمم وذخائرها الإنسانية وطاقاتها البشرية الأولية.
إن فكرة إصلاح المجتمع عبر إصلاح الناشئة فيه في مرحلة الطفولة فكرة قديمة قدم التاريخ. لقد أعلن أفلاطون في القرن الرابع قبل الميلاد بأن لا يمكن إصلاح مدينة بصغار أفسدهم كبارهم، ومن أجل هذا الإصلاح يقترح أفلاطون في جمهوريته إخراج جميع الأطفال ممن هم دون الخامسة إلى ظاهر المدينة، وتربيتهم في معسكرات خاصة تشرف عليها الدولة تربية عقلية وتربية أخلاقية متميزة، وذلك من أجل إصلاح شؤون المدينة والخروج بها من دائرة الفساد إلى دائرة التنوير والحق والعدالة والحرية.
وتجد فكرة أفلاطون صداها ورجعها في كثير من مراحل تطور المجتمعات الإنسانية. وشواهد الإيمان بأهمية تربية الصغار وإصلاحهم من أجل إصلاح المجتمع تتجاوز حدود العدّ والحصر، ولكن يمكن الإشارة إلى فكرة التربية السلبية الحرة عند روسو التي يرى فيها بوضوح كبير ألا إصلاح للمجتمع إلا من خلال بناء أجيال حرّة قادرة على صنع التاريخ بمعايير تربوية وأخلاقية جديدة.
فالأمم الكبيرة هي الأمم التي وجدت في الأطفال ينبوعا ثرّا للعطاء واستمرارية في القدرة على النهوض والبناء. ويبدو اليوم أن درجة عناية الأمم بأطفالها ورعايتهم لها تحدد درجة كل أمة من هذه الأمم في السلّم الحضاري وفي الموقع المتقدم الذي سجلته في سلم العلم والمعرفة العلمية.
إن الشرارة الأولى التي تنطلق منها النهضة والتنوير والحضارة في أية أمة من الأمم تنقدح شعلتها بداية في عالم الطفولة والأطفال، فيتوهج الوعي المجتمعي بأهمية مرحلة الطفولة ودورها في بناء الحضارة والإنسان. فالطفولة هي العمق الاستراتيجي الإنساني للمجتمع، وهذا العمق يأخذ تجلياته في أبعاد ديموغرافية وبيولوجية وثقافية وإنسانية بالغة التنوع والشمول. وكل بداية حضارية أو نهضوية لا تبدأ من هذا العمق هي بداية سطحية عابرة ومؤقتة ولن تؤتي أوكلها أبدا.
وليس في التأكيد على الأهمية الصارخة للعناية بالأطفال وتربيتهم ما يخضع للشعارات الرنانة أو للأيديولوجيات البراقة أو ما يمت بصلة إلى العقائد الغراء. إن الطفولة هي أهم الطبقات في تكوين المجتمعات الإنسانية من حيث خطورتها وأهميتها، وليس في هذا القول ممالأة أو مجانبة للصواب، بل تلك هي الحقيقة التي تنضح بمصداقية علمية تتجاوز حدود الشك وتتعالى على شطحات الوهم والظنون. فالسنوات الخمس الأولى من حياة الفرد تأخذ أهمية فريدة متفردة تقرّها العلوم الإنسانية والتطبيقية بمطلق التأكيد. فالطفولة تشكل الطبقة الأعمق في حياة الفرد منفردا وفي حياة الكيان المجتمعي حيث يتحد الأفراد. وقد حظيت حقيقة الأهمية الكبرى لمرحلة الطفولة على إجماع المفكرين والعلماء والعارفين.
وقد أصبح اليوم، من تحصيل الحاصل ومن بديهيات القول، أن يؤكد جميع الدارسين والباحثين والمفكرين بأن الطفولة والطفولة الأولى هي منطلق البناء التربوي وجذوته. ويمكن للباحث اليوم أن يفرد نسقا يأخذ مداه طولا وعرضا من أسماء العلماء والمفكرين الذين يؤكدون أهمية هذه المرحلة منذ بدء الحضارة الإنسانية حتى اليوم.
فالإصلاح التربوي يجب أن يبدأ من العمق لكي يكون إصلاحا حقيقيا وجوهريا، وهذا العمق الذي يجب أن ينطلق منه هو العمق الاستراتيجي للتربية الذي يتمثل في مرحلة الطفولة المبكرة. ولكي يكون هذا الإصلاح استراتيجيا يجب عليه أن يكون علميا، ومن أجل أن يحقق هذا الطابع العلمي يجب أن ينطلق من بناء فهم علمي يتميز بطابع الشمول والعمق والأصالة لمرحلة الطفولة ذاتها بمعانيها وطبيعتها وقانونياتها الحاكمة. وهذا يعني أنه ومن أجل إحداث التغيير الشامل والمثمر في التربية يجب علينا أن نفهم وندرك طبيعة العملية التربوية في أكثر مراحلها خطورة وأهمية إدراكا علميا يتميز بالرصانة والأصالة والشمول والعمق.
وتأسيسا على هذه المحاكمة يجب أن نقول إن تحقيق الشرط الأساسي للثورة التربوية المجتمعية الشاملة يجب أن يبدأ بتكوين وعي علمي يتصف بالشمول عند طبقة المربية بعامة وعند مربيات الأطفال بشكل خاص. ومن هنا تأخذ التربية في مرحلة الطفولة المبكرة أهمية مركزية واستراتيجية. وبناء على ذلك ومن أجل تحقيق الشرط الأساسي لكل إصلاح أو تثوير تربوي يجب أن نبدأ بإعداد المربيات والأمهات إعدادا علميا يمكنهن من تمثل معطيات المعرفة الإنسانية في مجال تربية الطفولة بما ينطوي عليه هذا الحقل من معارف علمية ونظريات وممارسات وتجارب. ويجب على هذا التوجه ألا يقف عند حدود المربيات والباحثات في مجال الطفل وشؤون الطفولة بل يجب أن نيّسر ونعزز وعيا تربويا يشمل مختلف المربيين والمربيات في المجتمع على امتداد الساحة الوطنية في أي مجتمع من المجتمعات المعنية. فالمعرفة العلمية بطبيعة الأطفال وأهمية مرحلتهم واستيعاب التجارب العلمية والخبرات والنظريات يشكل الخطوة الأولي في أي إصلاح تربوي جوهري يسعى إلى إصلاح المجتمع وتحقيق نهضته.
فعالم الطفولة عالم لم يكتشف بعد، ولم يتحقق الطموح الإنساني في استكشاف المعالم النهائية لهذا العالم، وأن الإنسانية تحتاج إلى عقود وربما قرون من الزمن للكشف عن ماهية هذه الطفولة بأبعادها الإنسانية والسيكولوجية. فالطفل يمتلك على قوى داخلية هائلة وخفيّة نجهل حدودها وأبعادها وآفاقها منذ لحظة ولادته. والسؤال الجوهري الذي يفرض نفسه بقوة الضرورة هنا هو: هل يمكن للمربين أداء دورهم التربوي كما يجب إذا كانوا يجهلون ماهية الطفولة وطبيعة الأطفال ؟ وهنا يجب علينا أن نعترف بأننا على الأغلب ما زلنا نجهل طبيعة الطفولة، وأطفالنا ما زالوا بالنسبة لنا كائنات مجهولة فيما يتعلق ببنيتهم وطاقاتهم الكامنة، ونحن لا نستطيع أن نقدم شيئا مهما للأطفال إذا لم نستطع أن نكتشف فيهم هذه القوى الداخلية لديهم وننميها.
لقد بدأ الاعتراف اليوم بأن الأطفال يمتلكون قدرات خفية هائلة ويجسدون قـدرة نامية يجب أن تحظى بالعناية وأن تخضع لمبدأ الاستثمار. ولا يوجد اليوم ما يمنع الأطفال الصغار من أن يكونـوا تجـريبيين منـدفعين ومتحمسين أو مكتشفين ورواد في مجـال العلـم والمعرفـة.
لقد بدأ اليوم يتشكل وعي جديد ورؤية جديدة حول الطفل، فالطفل ليس كائنا متلقيا وحسب، إنه مبدع منذ البداية، ولو تفحصنا تصوراته للعالم وتعبيراته الانفعالية لوجدناها –على بساطتها- تعبيرات وتصورات مبدعة، إن هذه الأصالة الفطرية هي مفتاح النمو السوي للأطفال وهي- لكي تفصح عن ذاتها إفصاحا كاملا –تقتضي منا معاونة الطفل على الاقتراب التلقائي من العالم والدخول في علاقة حميمة مع البشر والطبيعة، وهي علاقة تربط الطفل بالعالم دون أن تمحو هويته الثقافية أو تشوهها، إن هذه هي مسؤولية الكبار نحو الطفل آباءً كانوا أو معلمين. وإذا غابت هذه الحقيقية عن المربين فإنهم سيكونون على وعي منهم أو من غير وعي أداة لتخريب النمو السوي في الطفل وذلك عبر أفانين غامضة.
إن الخطر الأكبر في حياتنا المجتمعية يتمثل في جهل المربيين بالأصول العلمية لتربية الأطفال ففي التربية، وفي تربية الأطفال قانون صارم هو أنه إذا كنت لا تربي تربية علمية صحيحة فأنت تربي تربية خاطئة، والتربية الخاطئة تؤدي إلى تدمير الأطفال نفسيا وعقليا واجتماعيا. وبناء على هذا القانون التربوي فإن أية تربية نقدمها للطفل تلحق به الأذى وتدمره إذا لم تكن تربية علمية، أي أنها تقوم على وعي علمي رصين ومتكامل وأصيل بمختلف معطيات علم الطفولة وتربية الأطفال.
والسؤال الذي يقفز إلى العقل مباشرة: هل ندمر أطفالنا أم ننميهم عبر الأساليب التربوية التي نعتمدها في تنشئتهم ؟ والجواب سرعان ما يومض بسؤال جديد: هل يمتلك مربونا الوعي العلمي الرصين بأحدث وسائل التربية ونظرياتها في مستوى تربية الأطفال ؟ وبناء على هذين السؤالين يقوم الاستنتاجان التاليان:
- إن تربية الأطفال تربية بنائية نمائية حقّة مرهونة بمستوى وعي المربين بقضايا الطفولة وأصول التربية ونظرياتها وقانونياتها وأصولها السيكولوجية والاجتماعية.
- إن غياب مثل هذا الوعي المتكامل بطبيعة التربية وأصولها في مستوى الطفولة يؤدي إلى نتائج عكسية، أي أن التربية هنا تهدم ولا تبني، تفقر ولا تغني، تأخذ ولا تعطي، وباختصار التربية الجاهلة تتحول إلى عامل هدم وتخلف وانهيار وتراجع إنساني وأخلاقي.
والسؤال الذي يرمي بنفسه هنا هو: إلى أي حدّ ينتشر الوعي التربوي العلمي المتكامل والحديث بين المربين آباء وأمهات ومعلمين في عالمنا العربي ؟ والجواب هو افتراض قوامه أن التربية العربية في مجال الطفولة المبكرة ما زالت تربية تقليدية وتقليدية مغرقة في القدم، وأنها لم تتحول إلى تربية تأخذ بمعاني التربية الحديثة التي تعتمد أفضل السبل العلمية في تنمية الأطفال وفي تحقيق ازدهارهم. ويترتب على ذلك أن التربية السائدة هي تربية تعتمد مبدأ الهدم لا البناء ومبدأ الإفقار لا الإغناء.
وتأسيسا على ما سبق يمكن القول بأنه يتوجب علينا نحن العرب، في مطلع هذا القرن الحادي والعشرين، مفكرين وسياسيين وعلماء وكتاب ودارسين أن نوجه طاقة احيائية تنويرية في المجتمع تسعى إلى بناء وعي تربوي أصيل ومتقدم في مجال البيداغوجيا والتربية في عالم الطفولة والأطفال. وبناء هذا الوعي يجب أن ينطلق من اعتبارين أساسيين هما:
أولا - اعتبارات ذاتية في الطفولة عينها: حيث يتوجب علينا أن نؤكد من جديد بأن الطفولة يجب أن تكون غاية بذاتها، لا بل يجب أن تكون غاية الغايات ونهاية كل طموح إنساني في مجال التربية والتعليم، وهذا التوجه ينبع من اعتبارات أخلاقية وإنسانية ودينية ووجدانية تتجاوز حدود كل وصف وتصنيف.
ثانيا – اعتبارات حضارية وإنسانية ونهضوية: فالطفولة تشكل نقطة انطلاق كل محاولة نهضوية أو حضارية، لأنها كما أسلفنا، تشكل العمق الاستراتيجي في المجتمع والحياة، والطبقة الأعمق في التكوين الإنساني، ولذلك فإن أي محاولة للنهضة بالمجتمع لا تأخذ هذه التوجه بعين الاعتبار ستمنى بالإخفاق والفشل، وبالتالي فإن أي محاولة أخرى تنطلق بعيدا عن هذه المرحلة لن تحظى بأي نجاح ممكن أو محتمل وبالتالي فإن درجة الإخفاق تكون أكبر كلما كانت المسافة الفاصلة بين مرحلة الطفولة ونقطة الانطلاق أبعد.
وهنا وفي هذا السياق يتوجب أن نذّكر بأن التربية العلمية الحديثة في مستوى الطفولة تشكل الشرط اللازب في كل إصلاح تربوي ممكن ومحتمل، وأن الإصلاح التربوي يشكل العمق الاستراتيجي للإصلاح الاجتماعي برمته، ومن هذا المنطلق يجب أن نقول بأن الرهان الحضاري لوجودنا وحياتنا المجتمعية يتمثل في مدى قدرتنا على إيجاد تحولات عميقة وبنيوية في أساليب تربية الأطفال والعناية بهم وتنشئتهم وفقا لأحدث معطيات المعرفة العلمية والنفسية. ويبقى أن نقول أيضا بأن بناء الوعي التربوي، بأهمية مرحلة الطفولة وبأهمية العلم الحديث والطرائق التربوية في تربية الأطفال، يجب أن يتجاوز حدود التخصص العلمي، وهذا يعني أن الوعي الذي نتحدث عنه هو وعي شامل يغطي مختلف شرائح المربين في المجتمع من آباء وأمهات ومربيات وعاملين وسياسيين. وإذا ما بقي هذا الوعي سجين فئة متخصصة أي إذا لم يستطع أن ينفلت من عقال التخصص ودوائره الضيقة فإننا لن نستطيع أبدا أن نحقق ما تصبو إليه النفوس الطيبة من أمل في أصلاح الإنسان والمجتمع. إن إصلاح المجتمع لا يكون إلا بإصلاح الإنسان وإصلاح الإنسان إلا بإصلاح الطفولة وهذا يعني أن الطفولة تشكل المبتدأ والخ!
بر في كل عملية تربوية تسعى إلى تحقيق الإصلاح في التربية والمجتمع والإنسان.
وبقي أن نقول بأن التربية التي تسود في مجتمعاتنا تعاني من هيمنة أسطورية لمفاهيم وتصورات تقليدية أكل الزمان عليها وشرب، وأصبحت مجرد خرافات وأوهام تربوية، وأنه يجب علينا اليوم أن نحقق ثورة في المفاهيم التي تتصل بالطفولة وتربية الأطفال وعلينا أن نقتلع كل الأعشاب الضارة وخضراء الدمن التي نبتت في تربة التربية التي ننهجها حاليا في تربية الأطفال. وهي تربية تقليدية تدمر وتؤذي وتقتل وتضعف وذلك بدلا من أن تبني وتصلح وتحيي وتقوي، لأنه في التربية الحديثة حكمة تقول: كل ما لا يحيي يميت وكل ما لا يبني يهدم. ومعيار البناء الصحيح وفقا للتربية الحديثة هو الوعي والوعي العلمي بأصول التربية الحديثة ومفاهيمها واتجاهاتها ونظرياتها وأسسها السيكولوجية.
ولا بد لنا بداية وفي اتجاه هذا الوعي النقدي في التربية أن نعمل على كشف جوانب الضعف والقصور في التربية التقليدية التي لا تأخذ بأسباب العلم الحديث ومقومات علم النفس والنظريات التربوية المتعاقبة عبر أطراف الزمان والمكان. وعلى هذا الأساس يجب أن نعمل على تكوين وعي تربوي نشط وناشط وأصيل بأهم معطيات المعرفة العلمية في مجال تربية الأطفال والعناية بهم. ومن أجل هذه الغاية يجب أن تتكاثف الجهود لتقديم صورة عن خصوصية نمو الطفل وقانونيات نمائه جسديا ونفسيا واجتماعيا وعقليا. وعلينا في كل هذا أن نبدأ من حيث يجب أن يبدأ المربي في تكوين فهم شامل ينطلق من مرحلة الجنين إلى نهاية مرحلة الطفولة المبكرة. ومن أجل بناء هذا الوعي يجب أن نحيط علما بنسق النظريات التربوية التي أبدعها رواد التربية في مجال الطفولة بدءا من التربية النبوية والإسلامية وصولا إلى أحدث النظريات التربوية في مجال التربية العقلية عند بياجيه، وبين هذين الطرفين يجب علينا أن ندرك النزعة الطبيعة في التربية بدءا من معطيات الفلسفة العربية عن ابن طفيل الأندلسي في كتابه حي بن يقظان، ومرورا بجان جاك روسو وبستالوتزي وفروبل ومونتسوري ووصولا!
إلى فرويد في مجال التحليل النفسي. وإننا لعلى يقين بأن هذا الجهد سيأخذ بأيدينا إلى ذروة وعي تربوي بأهمية الطفولة وأهمية التربية في هذه المرحلة وسيولد لدينا إيمانا راسخا بأن التربية العلمية في مرحلة الطفولة هي وهي وحدها منطلق النهوض الحضاري الشامل في المجتمع. والله ولي التوفيق.

أ.د. علي أسعد وطفة
جامعة الكويت- كلية التربية
watfa55@hotmail.com

د.فالح العمره 05-04-2005 12:14 PM

أسس المنهج وأركانه

للمناهج الدراسية دوراً هاما وبارزاً في حياة البشر فهي الأداة الفعالة التي تستخدمها المجتمعات في بناء وتشكيل شخصية الأفراد المنتمون لها ، وفقـا لفلسفاتها وثقافاتها ومعتقداتها. فمن المعروف أن المناهج الدراسية تعكس تطلعات وطموحات هذه المجتمعات وأمالها في أجيالها القادمة، كما تعكس الواقع التي تعيشه هذه المجتمعات وما تعانى به من أحداث وما يمر بها من أزمات، وقد فطنت بعض الدول إلى هذه الحقيقة وأجرت تعديلات واسعة وشاملة وأحدثت تغيرات هائلة في مناهجها الدراسية، مما أدى إلى ظهور طفرات هائلة في تقدم هذه الدول على كافة الأصعدة، وفي كافة مجالات الحياة، وحققت تقدماً مذهلاً في شتى ضروب العلم والمعرفة، وقد فطن التربويون والباحثون في مجال التربية عن خطورة المناهج الدراسية والدور الهام التي تقوم به في تنشئة أجيال من الدارسين والمتعلمين، وإكسابهم المهارات والعلوم التي تساعدهم في النمو المتكامل لشخصياتهم، وكذلك النهوض بمجتمعاتهم.

وقد أشار إلى ذلك الدكتور خليفة السويدي الأستاذ المساعد بقسم المناهج وطرق التدريس في جامعة الإمارات بمحاضرة ألقاها يوم 6/10/2003م بالمجمع الثقافي في أبوظبي بعنوان «التربية في دولة الإمارات، تحديات وآمال» إلى التحديات التي تواجه العملية التربوية في العالم والتي تم تحديدها من خلال علم صناعة المستقبل الذي يعد من اشهر علوم التربية الحديثة وهذه التحديات هي تحدي كسر الحواجز والتي تتضمن مشكلة الانسلاخ من الهوية.

كما يذكر الدكتور محمد الرميحي في كتابه أحاديث عربية عن أسئلة وإجابات في المسألة التربوية الصادر عام 1991م أنه في شهر أغسطس 1981م شكل وزير التربية والتعليم في الولايات المتحدة الأمريكية لجنة من ثمانية عشر عضوا لدراسة نظام التعليم في أمريكا وتقديم مقترحات لإصلاحه. وخرجت بتقرير خطير كان عنوانه (( أمة في خطر )) فيه إدانة كاملة لنظم التعليم السائدة في أمريكا. وكذلك فعل الاتحاد السوفيتي السابق عندما أصدر قرارا موجها في ابريل من عام 1984م بإقامة كليات تقنية وعملية وزيادة سنوات الدراسة العامة من عشر سنوات إلى إحدى عشر سنة، وغيرها من القرارات التعليمية التي كان الهدف منها رقي المجتمع السوفيتي.

والتطور لم يقتصر على الاختراعات و الصناعات المختلفة، فقد كان متوافقا مع التطور في المجال التربوي والتعليمي، لأن المجالين يكمل بعضه بعضاً، ولأن التطور التقني يتطلب قدرات متطورة وعالية لدى العاملين لكي يستطيعوا مواكبة التطور التقني.

وقد ارتفعت أصوات المفكرين الجادين من التربويين العرب والمسلمين لإجراء ثورة في أساليب التربية والتعليم في مدارسنا، وإعادة النظر في المناهج والكتب المدرسية والوسائل التي تمكن المدرسة من أداء عملها على الوجه الأكمل. والكثير منهم يشتكي ضعف المناهج الحالية لأنها تدور في حلقة مفرغة، فيها من الثوابت أكثر من المتغيرات. والحياة بطبيعتها متغيرة.
وبرغم المحاولات الجادة إلى تصنيف الأسس التي تبنى عليها المناهج بغرض الدراسة إلا أن هذه التصنيفات تختلف من باحث تربوي لآخر. ومن هذه الأسس التي يعتمد عليها المنهج
1- الخبرة
2- التلميذ
3- البيئة
4- المجتمع .
و اختلاف نظرة العلماء لتعريف المنهج أدت إلى اختلاف تركيزهم على الأسس التي يبنى عليها المنهج. وقد تناول الباحثون هذه الأسس وطبيعتها وطرق الاستفادة منها في بناء المنهج الدراسي.
ويدعو الكثير من التربويين إلى التعامل مع هذه الأسس والاهتمام بها حسب أولويتها. فمعاملة المعلم تختلف عن معاملة المحتوى.
فعلى سبيل المثال التعليم التقليدي يركز على ثلاثة محاور أساسية وهي المعلم والمتعلم والمعلومة ويواجه هذا النوع من التعليم في هذا العصر بعض التحديات مثل:
1- الزيادة الهائلة في أعداد السكان وما ترتب عليها من زيادة في أعداد الطلاب.
2- قلة أعداد المعلمين المؤهلين تربويا.
3- الانفجار المعرفي الهائل وما ترتب عليه من تشعيب في التعليم.
4- القصور في مراعاة الفروق الفردية بين الطلاب.
والنظرة العامة لمناهج التعليم في أي دولة يجب أن تكون نظرة شاملة فاحصة وليس وفق سياسة ترقيعية تصلح هذا وتدمج ذاك. ولهذا فقد بات الضروري أن يكون هناك توجه حقيقي نحو التطوير، ليشمل المناهج من جوانبها المختلفة، فينعكس إيجابيا على العملية التربوية، شاملة إيجاد مناهج تلبي متطلبات المجتمع في التنمية، وتساير ما يحدث من تقدم في العديد من المجالات، وما يجرى الآن في المملكة العربية السعودية هو ما يمكن أن نطلق عليه سنوات إعادة النظر في كل شيء ومنها المناهج .. ففي مقابلة أجرتها جريدة الرياض في عددها الصادر يوم الخميس الماضي الموافق 12/8/1424هـ مع الدكتور عبدالاله المشرف مدير عام المناهج بوزارة التربية والتعليم ذكر أن هناك مشروعا وطنيا شاملا لتطوير المناهج تنفذه الوزارة حاليا يهدف إلى تطوير العملية التعليمية من خلال بناء المحور الأساسي منها وهو تطوير المناهج. واللافت للنظر في هذه العملية غياب العمل التنظيمي الأهلي والمؤسسي في تطوير المناهج مما يلقى بثقل كبير على العاملين في الميدان التربوي في دراسة المشكلات التي تتعلق بتنفيذ المناهج الدراسية أو البرامج التعليمية واقتراح الحلول المناسبة لها. وكذلك اقتراحالقوة والضعف في المناهج الدراسية.وكذلك اقتراح الوسائل التعليمية المناسبة لخدمة المناهج الدراسية.

إعداد / فيصل حمدان الشمري
مشرف الارشاد الطلابي
بمدارس الهيئة الملكية بالجبيل


الوقت في المنتدى حسب توقيت جرينتش +3 الساعة الآن 07:33 PM .

مجالس العجمان الرسمي