مجالس العجمان الرسمي - خادم الحرمين يرفض استقبال أسد "لا حاضرا ولا مستقبلا"

خادم الحرمين يرفض استقبال أسد "لا حاضرا ولا مستقبلا"

كتب ¯ أحمد الجار الله:
علمت »السياسة» من مصادرها المقربة وشديدة الخصوصية ان رئيس النظام السوري بشار اسد يعيش هذه الايام في حالة قاسية من مواجهة النفس بعد ان قطع آخر خيط من خيوط العلاقة مع العالم العربي, واصبح واقعا في عزلة خانقة اذ ان علاقته مع المجتمع الدولي مقطوعة من الاساس. واوضحت المصادر ان اسد يوجه اللوم الى نفسه, والى عدم قدرته على الانضباط الذهني والعقلي, خصوصا حين كان يخرج عن نص خطبته الاخيرة المكتوب, ويبدأ بالتعليق الارتجالي ووصف الزعماء العرب ب¯ »اشباه الرجال« وب¯ »العقلاء الشكليين« و»الحكماء الافتراضيين«.
واضافت المصادر ان خروج اسد الفاضح عن مبادئ اللياقة وحسن التربية والخلق, قد دفعه الى التوتر والى العصاب, والى التفكير بمخرج ما يمسح هذه الفترة الاكثر تلوثا في تاريخه, ويخرجه من العزلة القاتلة التي تحيط به, وجعلت بلاده المهمة سورية بلدا هامشيا بلا دور في المنطقة ولا أحد من العرب والعالم يكترث به وبوجوده. وقد هداه تفكيره المأزوم الى الاتصال بالمملكة العربية السعودية, وطلب مقابلة عاهلها خادم الحرمين الملك عبدالله بن عبدالعزيز, وبالفعل اتصل اسد بالمملكة طالبا مقابلة الملك, وعندما سئل عن سبب المقابلة وهدفها قال انها ضرورية لشرح موقفه الاخير فجاء الرد بأن خادم الحرمين الملك عبدالله يرفض طلبه, ويرفض استقباله شخصيا, ولا يريد الالتقاء به لا حاضرا ولا مستقبلا, ولو انحصر اللقاء بمدة ساعة يتم في المطار, لان موقفه واضح ولا يحتاج الى توضيح او شروحات, كما ابلغ اسد انه من الافضل الا يأتي, وان اجندة خادم الحرمين مكتظة بالمواعيد هذه الايام.
ومعروف ان المملكة احبت في السابق ان تعطي فرصة لبشار اسد, لكن تجربة التعامل معه انهت هذه الفرصة, وخصوصا بعد اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الاسبق رفيق الحريري. ومعروف ايضا ان اسد وعد سلطات المملكة بالمحافظة على حياة الحريري, وعدم تعريضه للسوء, لكن تعهده كان بمثابة كلام في الهواء, الامر الذي اغضب خادم الحرمين ودفعه للقول الى اسد إنه يختلف عن ابيه حافظ الذي كان يعد ويوفي بعهده اما هو فقد وعد بعدم المساس بحياة الحريري والتعرض لها بسوء واخلف.
واضافت المصادر المقربة وشديدة الخصوصية ان اسد الآن اصبح وحيدا وبلا دور, ونظامه اصبح خارج الاحداث ومحاصرا, وحتى طموحاته بالعودة الى لعب دور ما في لبنان قد احبطت تماما بعد انتشار الجيش اللبناني على كامل حدوده في الشرق والشمال اللبنانيين, اضافة الى ان علاقاته مع سائر الدول العربية قد اصبحت في غاية التوتر وهو اصبح في نظر العالم العربي رجلا بلا مصداقية.
واكدت المصادر ان بشار اسد يعيش الآن مخاوف جلبه الى المحكمة الدولية بتهمة اغتيال الحريري وهي المخاوف التي ظن ان العدوان الاسرائيلي على لبنان سيبددها فتبين له ان العمل بأجندة التحقيق الدولي يمضي كالمعتاد وكأن الحرب لم تقع.