مجالس العجمان الرسمي - تشاورية العجمان... قراءة من الداخل!!

تشاورية العجمان...
قراءة من الداخل!!
سعد العجمي
alajmi@mbc.ae
http://www.aljarida.com/AlJarida/Res...عجمي_thumb.jpg
من وجهة نظري فإن القراءة الأبرز في تشاورية «العجمان»، والأهم فيما جرى، تكمن في انحسار تأثير التيار الديني على قناعات وخيارات أبناء القبيلة، وبالذات الفكر المنتمي أو القريب من حركة الإخوان المسلمين، عبر فشل مبارك صنيدح وعبيد فرهود في المنافسة بل احتلالهما مراكز متأخرة في سلم التشاور، وهو وضع ينطبق على التيار السلفي والقريبين منه.

بعد أن أجرت قبيلة العجمان «تشاوريتها» وزكّت أربعة من المرشحين لخوض الانتخابات القادمة، بات بالإمكان أن نقول إن أول المعطيات التي يمكن البناء عليها لقراءة بعض ملامح المعركة الانتخابية القادمة في الدوائر الأخرى، وما قد تفرزه من نتائج، قد تحقق من خلال الأسماء التي تم الإعلان عنها.

وبحكم انتمائي إلى هذه القبيلة وإلمامي بالكثير من تفاصيل أمورها، فإن ثمة مؤثرات داخلية قد تحكّمت في الاختيار، وهو شأن داخلي للقبيلة، لكن ذلك لا يعارض قياس التجربة «العجمية» بتجارب قبائل ومجاميع وربما تيارات أخرى قد تتبع الأسلوب والآلية نفسيهما اللذين تمت بهما تزكية المرشحين الأربعة.

أول ما يمكن للمتابع أن يسجله هو نسبة التغيير في الوجوه والأسماء التي ستمثل «العجمان» في الدائرة الخامسة، على اعتبار أن هناك ثلاثة وجوه جديدة باتت قريبة جداً من الوصول إلى المقعد البرلماني للمرة الأولى، بحكم أن قبيلتهم تمثل ثاني أكبر تجمع في الدائرة الخامسة بعد قبيلة العوازم وبنسبة قد تصل إلى الضعف عن ثالث قبيلة في نفس الدائرة من حيث العدد، وهو ما يعزز بشكل كبير فرص المرشحين الأربعة.

فإذا ما استثنينا النائب السابق عبدالله شرفان فإن نجاح محمد العبيد وعبدالله البرغش ومحمد الحويلة في موقعة السابع عشر من مايو القادم -وهو أمر متوقع- يعني أننا بصدد الحديث عن ثلاثة نواب جدد.

كما يعكس عدم تزكية النواب السابقين خالد العدوة وشارع العجمي ومبارك صنيدح، رغبة التغيير لدى أبناء القبيلة التي كانت سيدة الموقف، وهي حالة قد تكون حاضرة ويمكن تعميمها في تجارب أخرى سواء في الدائرة الخامسة أو غيرها من الدوائر.

ومن وجهة نظري فإن القراءة الأبرز، والأهم فيما جرى، تكمن في انحسار تأثير التيار الديني على قناعات وخيارات أبناء القبيلة، وبالذات الفكر المنتمي أو القريب من حركة الإخوان المسلمين، عبر فشل مبارك صنيدح وعبيد فرهود في المنافسة بل احتلالهما مراكز متأخرة في سلم التشاور، وهو وضع ينطبق على التيار السلفي والقريبين منه، والذي سجل ممثلوه «فلاشاً» أيضا مقارنة بعددهم ضمن قائمة «التزكية»، إذا ما استثنينا عبدالله البرغش الذي استفاد من كونه شخصية محبوبة في المنطقة وذات «كاريزما» خاصة، إضافة إلى انتمائه إلى «فخذ» من أشهر أفخاذ القبيلة التزاماً أو «حميا» بمفهومنا كعجمان، فيما يمكن تصنيف محمد العبيد بالمحافظ لأنه لا ينتمي إلى أي تيار، وبهذا فإن الإسلاميين لن يحصدوا أكثر من مقعد واحد من مقاعد القبيلة الأربعة.

كما يعكس عدم تزكية محمد طامي ضربة موجعة لأصحاب المبادئ والقناعات التي تقوم على أساس الدفاع عن المال العام والمكتسبات الشعبية والدستورية، كونه من القلائل الذين يمثلون هذا الخط السياسي ضمن القائمة، وهو الطرح القريب من طرح التكتل الشعبي، الذي خلت «قائمة التزكية» من أبرز فرسانه، النائب الحاضر الغائب وليد الجري.