ما أنا بكاتب (6 ) : سيدي الشيخ .. هل هناك أقوال أخرى؟
ما أنا بكاتب (6 ) : سيدي الشيخ .. هل هناك أقوال أخرى؟
انتظرت حتى انتهت "معركة العباءة" .. انتظرتُ حتى يخفت صوت التشنج وتبادل الاتهامات .. حتى أبدي وجهة نظري في الأمر .. لا من جهة "الحكم الشرعي" .. إذ لستُ مهيئا لذلك أصلا .. ولكن لكل قضية أكثر من وجه .. ولكل قضية ظلال .. بعضها من التاريخ. بدأت القضية برد أحد شيوخنا الكرام على متصلة سألته عن حكم عباءة الرأس .. فهم المخالفون أن الشيخ يتحدث ضد العباءة .. حين تحدث عن الحجاب لدى المسلمات في الدول الأخرى .. وأن المهم هو"الستر"وهوجم الشيخ الكريم للأسف الشديد. رد فضيلة الشيخ – حفظه الله – ببيان قال في طيه : (.. سئلت من خلال إذاعة نداء الإسلام عن عباءة الكتف للنساء وهل يشترط في اللباس نوع معين وحيث إن هذه الإذاعة موجهة لجميع المسلمين في شتى أصقاع العالم،فقد جاء جوابي موجها لجميع أخواتنا المسلمات). هنا لابد أن نضع نص الفتوى،كما استمعتُ إليه : (فضيلة الشيخ ما حكم لبس عباية الكتف وإطالة الأظافر؟ (..) وأما عباية الكتف فهي إذا كانت واسعة وعليها طرحة ساترة فلا بأس بذلك سواء كانت العباءة على الكتف أو على الراس مع أن أكثر من تسعين في المائة من المسلمات الملتزمات في العالم الإسلامي ما عليهن عبايات ولا يعرفن العبايات ونحن نراهم في مكة والمدينة نساء ما شاء الله ملتزمات من حفظة القرآن ومن الداعيات إلى الله لكن ما عندهم عبايات ولهذا أحبتي في الله ما نلزم الناس بالعبايات العباية عندنا ستر وهي داخلة في الجلابيب التي قال الله تعالى"يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين) لكن إذا سترت المرأة نفسها سواء كانت سترت بعباية على الراس أو بعباية على الكتف كما نرى عند أخواتنا في البادية أو بغير ذلك فالحمد لله المقصود الستر ). يبدو أن سؤال المتصلة سقط منه الجزء المتعلق بما جاء في بيان فضيلة الشيخ أعني قوله : (وهل يشترط في اللباس نوع معين). السؤال،كما استمعتُ له،وكما سجلته هنا .. لا يحتوي إلا السؤال عن حكم إطالة الأظافر وحكم عباية الرأس. إذا .. فبقراءة نص السؤال ورد فضيلة الشيخ .. نكون أمام قضيتين : القضية الأولى : نية الشيخ في نصح عامة المسلمات بالحجاب – جزاه الله خيرا - عباءة كانت أو أي لباس ساتر. القضية الثانية : الألفاظ التي استعملها فضيلته .. وهي تشي بأمر آخر .. خصوصا إشارته إلى "أخواتنا في البادية"هذه الإشارة تعني المرأة السعودية فقط . بقيت ملاحظتان على بعض كلام فضيلة الشيخ حفظه الله،أعني قوله : (أكثر من تسعين في المائة من المسلمات الملتزمات في العالم الإسلامي ما عليهن عبايات ولا يعرفن العبايات ونحن نراهم في مكة والمدينة نساء ما شاء الله ملتزمات من حفظة القرآن ومن الداعيات إلى الله لكن ما عندهم عبايات). الملاحظة الأولى : إن حفظ كتاب الله لا يرى .. وإنما يرى الحجاب نفسه .. وفي فترة سابقة .. كانت حتى غير المسلمة – في غير مكة المكرمة والمدينة المنورة – ترى وهي ترتدي العباءة. الملاحظة الثانية : إشارة الشيخ إلى أن 90% من المسلمات .. إلخ. هذه النسبة سوف تطير بنا إلى الوراء أربعة عشر عاما .. إلى لقاء مع الشيخ نشرته إحدى صحفنا المحلية .. وقد سئل الشيخ عن ظهور النساء في القنوات الجادة،أو في إذاعة القرآن الكريم،ومما جاء في ذلك الحوار : (برامج تشترك فيها النساء بالحجاب الإسلامي بالمعنى الثاني"أي بغطاء الرأس دون الوجه"وينبغي لنا أن نفرح بأن 80% من النساء المسلمات يرين أن هذا هو الحجاب الإسلامي الذي يؤجرن باتباعه. مبينا فضيلته أن أكثر من 90% من نساء المسلمين يعتقدن بالمعنى الثاني للحجاب الإسلامي،مشيرا إلى أن الخلاف بين ابن مسعود وابن عباس من زمن المصطفى صلى الله عليه وسلم وحتى الآن)آ جريدة الوطن العدد 1295 في 25/2/1425هـ }. هذه النسب المئوية غريبة .. فالأصل الحديث عن "الدليل الشرعي"لا عن نسبة البشر ولا قناعاتهم .. ذكورا أو إناثا .. تماما كما تفضل الشيخ بالإشارة إلى الخلاف بين الصحابيين الجليلين . ابن مسعود وابن عباس رضي الله عنهم. السؤال الذي يطرح نفسه،كما يقولون . . لماذ أكتب أراد فضيلة الشيخ أمرا .. وفهم البعض كلامه على غير ما أراد؟ سببان : الأول : إننا في زمن الفتن .. وقد تستغل فتوى على غير ما أرد صاحبها .. وسبق أن أشار أحد الأطباء – عبر قناتنا الأولى – إلى فتوى،عبر سؤال طُرح بطريقة معينة للحصول على جواب محدد .. السؤال يقول : امرأة تعاني تضخما في الصدر،يؤثر على عمودها الفقري .. هل يجوز لها إجراء عملية تجميلة؟ وجاء الرد .. كما هو متوقع .. نعم يجوز. ثم اتخذت تلك الفتوى لفتح باب عمليات التجميل .. على مصرعيه! السبب الثاني : أن شيوخنا الأفاضل لهم مكانة كبيرة لدى الناس .. ولا يمكن تصور وقع حديث يشي بالدعوة إلى تغيير العباءة على ثقة الناس بالشيوخ. أقرب مثال على ذلك ..عفوا.قبل المثال .. يقولون .. الحكم على الشيء فرع عن تصوره .. ولنتصور الأمر علينا أن نعود إلى الماضي ... حيث تم الخلط بين"الحكم الفقهي" و"الاختيار الفقهي" لبلد ما .. الحكم عام .. والاختيار متروك لكل بلد . طغا اختيارنا الفقهي على الحكم الفقهي .. حتى أن الشيخ"الألباني" – رحم الله ولديّ ورحمه – حين قال بجواز كشف وجه المرأة .. لم تجدد الجامعة الإسلامية "عقده" !! بل وصل الأمر بأحدهم إلى أن يقول ... لا يقول بجواز كشف وجه المرأة إلا ديوث!!!!! وفجأة .. ظهر "الوجه" الثاني للعملة .. وجود قول"معتبر" بجواز كشف الوجه. فنقل عن رجل .. قوله .. لابنته .. "أكشفي كانوا يضحكوا علينا"!! وهذا سويلد،في نفوس جيل من الشابات تربين على"الأفلام والمسلسلات"وتشرن العري، الكثير من الأسئلة .. هل كشف الشعر جائز؟ هل كشف الرقبة جائز؟ .. إلخ. أي بمعنى آخر : هل هناك أقوال أخرى!! خربشها لكم : أبو أشرف : محمود المختار الشنقيطي المدني |
الوقت في المنتدى حسب توقيت جرينتش +3 الساعة الآن 02:39 AM . |
مجالس العجمان الرسمي