أرى اليوم يمر دون ليلى كأنما= أتت حـجج من دونها وشهوراً
حمامـة بطن الواديين، ترنمي= سقاك من الغر الغوادي مطيرها

ولو أن ليلى الأخيلية سلمـت = علـي، ودوني تربـة وصـفائح
لسلمت تسليم البشاشة أوصاح إليها = صدى من جانب القبر صائح

وهل تبكين ليلى إذا مِت قبلها= وقام على قبري النساء النوائح
كما لو اصاب الموت ليلى بكيتها=وجاد لها دمع من العين سابح
وأغبط من ليلى بما أناله= بلى كل ما قرت به العين طائح

حمامة بطن الواديين ترنمي= شعال من العز الفوادي مطيرها
أبيني لنا لا زال ريشك ناعماً= ولا زلت في خضراء غِض نضيرها
وكنت إذا مازرت ليلى تبرقعت= فقد رابني منها الغداة سفورها
وقد رابني منها صدود رأيته= وإعراضها عن حاجتي ويسورها
وأشرف بالقور البقاع لعلني= ارى نار ليلى أو يراني بصيرها
يقول رجال لا يضيرك نأيها= بلى كل ما شف النفوس يضيرها
بلى قد يضير العين أن تكثر البكا= ويمنع منها نومها وسرورها
وقد زعمت ليلى باني فاجر= لنفسي تُقاها أو عليها فجورها

أهاجكَ أم بالتّناضُبِ مَربَعُ= ورسمٌ بأحراجِ الغديرينِ بَلقَعُ
ديارٌ{ لليلى } إذ تَحُلُّ بها معاً= وإذ نحن منها في الودةِ نَطمَعُ
فيا ربِّ حَبِّبني إليها واعطني= المَوَدَّة منها انت تُعطي وتَمنعُ
وإلاَّ فصبِّرني وإن كنتُ كارهاً= فإنِّي بها يا ذا المعَارج مولَعُ
فإن يَكُ قد شَطَّت نَواها وقد نأت= فإنَّ القُوَى مما تُشِتّ وَتُجمعُ
جزعتُ غداةَ البينِ لمَّا تحمَّلوا= وما كان مثلي يا بُثينةُ يَجزعُ
تمتَّعتُ منها يومَ بانوا بنظرةٍ= وهل عاشقٌ من نظرةٍ يَتَنتعُ؟