مجالس العجمان الرسمي

مجالس العجمان الرسمي (http://www.alajman.ws/vb/index.php)
-   المجلس العــــــام (http://www.alajman.ws/vb/forumdisplay.php?f=6)
-   -   على هامش حوار حول التعدد (http://www.alajman.ws/vb/showthread.php?t=78615)

محمود المختار الشنقيطي 05-10-2015 01:19 PM

على هامش حوار حول التعدد
 
على هامش حوار حول التعدد
"غردت"- عبر حسابي في "تويتر"برابط كُليمتي ( تعدد الزوجات في نظر بعض المثقفات السعوديات)،فوصلني تعليق من أستاذة كريمة .. ثم دار بيننا حوار حول التعدد . . وكان من الطبيعي أن يتكئ حورا مسلمين على "مسطرة" يعودان إليها .. لحسم الخلاف .. فكان "شرع الله" – سبحانه وتعالى هو المسطرة المذكورة .. وكأي حوار يبحث أصحابه عن الحقيقة .. انتهى الحوار .. بتبادل التحايا.
لم تكن لديّ القدرة على إدارة حوار يُخرج الدين من الموضوع .. لأنني أرى أنه بدون الدين .. كل إنسان "حر"فيما يتبنى من وجهات نظر .. يؤمن بالتعدد .. لا يؤمن .. يؤن به للجنسين .. الأمور كلها تصبح متساوية،بدون وجود "مسطرة"يعود إليها المتحاورون .
مع ذلك .. فقد لفت نظري الحديث عن السعادة الزوجية بين زوجين لا ثالث لهما .. وكذلك الحديث عن الزوج الذي يمتص رحيق زوجته،وتلد له الأبناء والبنات،ثم يتزوج عليها .. أو يستبدلها بأخرى.
منطوق هذا الكلام يشي بأن المجتمعات التي ليس فيها تعدد،لا تخشى فيها الزوجة من أن يستبدلها زوجها بأخرى،بعد أن يمتص رحيق عمرها .. وبعد أن تلد له الأبناء والبنات .. إلخ.
وهنا نقطتان :
الأولى : أن التعدد في الإسلام مقيد بأربعة .. بينما يعش غير المسلم حياة "مفتوحة" .. والفرق الوحيد،للأمانة أن المرأة غير المسلمة تستطيع هي أيضا أن تعيش "حياة مفتوحة"
الثانية : عدم التعدد .. ووجود الحياة المفتوحة لم يجلبا لتلك المجتمعات الاستقرار الأسري .. بل الطلاق ينتشر عندهم كانتشار النار في الهشيم ..
اطلعت على هذا الموضوع في أحد المواقع
( 27 بالمائة من رجال أمريكا تعولهم نساؤهم رغم ارتفاع نسب الطلاق إلى 60 بالمائة وزيادة العنف ضد النساء
"أنا ممتنة لأني ولدت أمريكية وأعيش على أرض أمريكية" هكذا صرحت المذيعة الأمريكية المشهورة أوبرا وينفري Oprah Winfrey في برنامجها الشهير غداة الحلقة التي استضافت فيها رانيا الباز المذيعة السعودية التي اعتدى عليها زوجها بالضرب وجاءت كلمات المذيعة الأمريكية ذائعة الصيت عالميا، لتشير خطأ إلى تميز المرأة الأمريكية عن غيرها من نساء العالم فالمرأة في الولايات المتحدة تتمتع بحقوق كثيرة جدا، إلا انه في نفس الوقت تعاني المرأة الأمريكية مثل غيرها من نساء العالم من مشاكل كبيرة مثل الطلاق ونتائجه، العنف المنزلي، الاعتداءات الجنسية داخل البيت وخارجه...إضافة إلى ضعف تمثيل المرأة في مجال السياسة والعمال بصورة تعكس تنامي تعليمها وكونها تمثل نصف عدد السكان.
تنامي نسب الطلاق في الولايات المتحدة
يشهد العالم بشكل عام ارتفاعا ملحوظا في نسب الطلاق في أغلب بلدان العالم، سواء في أوروبا وأمريكا أو في الشرق الأوسط أو في اليابان وغيرها من البلدان عبر القارات.
في الولايات المتحدة الأمريكية لا يختلف الوضع كثيرا عن أي مجتمع آخر، غير أن الفرق يكمن في ارتفاع النسب، وتوفر الإحصاءات التي يمكن من خلالها قياس أبعاد هذا الوضع الاجتماعي وأسبابه، فقد بلغت نسبة الطلاق في الولايات المتحدة 60% كما تشير أغلب المصادر والدراسات، التي تشير أيضا إلى أن 80% من المتزوجات لمدة 15 سنة أصبحن مطلقات في عام 1982، وأن هناك 8 ملايين امرأة يعشن وحيدات مع أطفالهن.
لا شك أن نسبة 60% من الزيجات التي تنتهي بالطلاق هي نسبة مخيفة، ولها دلالات وتأثيرات سلبية عميقة على بنية المجتمع، وعلى تشكيل مفهوم الزواج لدى الشباب الأمريكي ومما لا شك فيه أن هناك أسبابا قوية تدفع بمؤسسة الزواج إلى الانهيار بهذا الشكل الحاد، وتظهر الأرقام حقائق مختلفة عما يعتقد الكثيرون من الناس حول الأسباب التقليدية للطلاق ،حيث إن 80% من الأمريكيات يعتقدن أن الحرية التي حصلت عليها المرأة خلال الثلاثين عاما الماضية هي سبب الانحلال والعنف في الوقت الحالي، و75% من النساء في الولايات المتحدة يشعرن بالقلق لانهيار القيم والتفسخ العائلي، و80% منهن يجدن صعوبة بالغة في التوفيق بين مسئولياتهن تجاه العمل ومسئولياتهن تجاه الزوج والأبناء، ولو أمكن إعادة التاريخ للوراء فإن 87% منهن اعتبرن أن المطالبة بالمساواة هي مؤامرة اجتماعية ضد الولايات المتحدة الأمريكية!) { http://www.siironline.org/alabwab/mo...%20%29/043.htm }
نعود إلى الحديث عن التعدد خارج الدين .. يقول صاحب قصة الحضارة :
(ونذكر من بادئ الأمر أن الإنسان بفطرته ينزع إلى تعدد الأزواج،وأن لا شيء يستطيع أن يقنعه بزوجة واحدة إلا أقسى العقوبات،ودرجة كافية من الفقر والعمل الشاق،ومراقبة زوجته له مراقبة دائمة){ ص 89 جـ 4 مجلد 5 ( قصة الحضارة ) : ول ديورانت : ترجمة : محمد بدران }
ولا أدل على ذلك من هذا الخبر :
(لم يكن أحد يدري أن البروفيسور نورمان ليستون الذي يعد رائدا من رواد الجراحة والأستاذ الباحث في جامعة ستانفورد (..) متزوج بثلاث نساء إلا بعد وفاته. فعقب وفاته مباشرة كشف هذا السر الذي ظل البروفيسور ليستون يخفيه حتى عن أقرب المقربين إليه.
وقالت ديانا ليستون "52 سنة" زوجة البروفيسور ليستون الأولى أنها تزوجته منذ 31 سنة وأنه توفي في منزلها.وفي عام 1985 تزوج البروفيسور ليستون من زوجته الثانية كاثي ليستون "44 سنة"(..) بعد أن أفادها أنه طلق زوجته ،وفي عام 1989 تزوج زوجته الثالثة روبين فيليبس "42 سنة"التي اعتقدت أيضا أنه طلق زوجته ..){ جريدة الشرق الأوسط العدد 4703 في 7 / 4 / 1412هـ = 14 / 10 / 1991}.
المرأة غير المسلمة أيضا ،يبدو أنها ترغب في التعدد :
(أصيب الأمريكي فرانك غامبينو بحزن بالغ عندما لقيت زوجته لندا مصرعها أثر حادث مروري،إلا أن حزنه تحول إلى غضب شديد عندما علم أن زوجته كانت متزوجة برجل آخر في نفس الوقت،ولم يكن أي من أزواج ليندا يدرك بأنها متزوجة من رجل آخر (..) ليندا البالغة من العمر 42 عاما (..) وعندما بحثت الشرطة في ممتلكاتها الشخصية لإخطار أقرب أنسبائها،فقد عثرت على اسمي رجلين،موضحين على أنهما زوجاها،وهما فرانك غامبينو البالغ من العمر 41 عاما،و لورانس جانر البالغ من العمر 52 عاما){ جريدة الرياض العدد 10237 في 18 / 2 / 1417هـ = 4 / 7 / 1996}.
عند غيبا "مسطرة الدين"تصبح الحرية الشخصية هي "المسطرة .. بل قد يتجاوز الناس القوانين،التي وضعتها دولهم .. كما حصل في تايلند .. (أصبح فيروج بمرو نجسر محط نظرات حاسدة من جانب معشر جنسه،رجال تايلند فهو متزوج من فتاتين تصادقتا وتعاهدتا على ألا يفرقهما شيء سوى الموت.(..) بدأت القصة بتقدم فيروج "29 عاما"طالبا الزواج من أمفنون"34"عاما ووافقت بشرط أن يتزوجها هي وصديقتها (..) ويحظر تعدد الزوجات في تايلند،ولكن الثلاثة يقولون أنهم يعيشون معا ..){ جريدة الجزيرة العدد 8713 في 22 / 3 / 1417هـ = 6 / 8 / 1996}.
من الشرق .. إلى بلاد النور فرنسا .. وقبل ذلك .. نقرأ عند كثير من المسلمات أن الحب والتعدد لا يجتمعان .. بينما نجد فرنسية تقول عكس ذلك . . ولا يعني هذا أبدا أن قولها حجة على المسلمة .. بل الحديث في إطار التأكيد على أن مرجعية الدين إذا أخرجت من الموضوع .. تصبح "وجهة نظر"كل إنسان هي مرجعيته الخاصة .. فإلى سليلة بلاد النور .. ( تضع "كلود نجيك بيرجيريت"المجرفة التي تقلب بها الأرض جانبا،وتقول عن تجربتها : "لم أشعر بأن التعددية الزوجية كانت تقيدني،بل على العكس فقد وجدت فيها الكثير من الحرية،إني لا أتكلم عن التعددية الزوجية بشكل عام،ولكن عن تلك التي عشتها في حب زوجي الزعيم في"بانجاتي"في الكاميرون".
كلود الفرنسية البيضاء التي تجاوزت الثالثة والخمسين من العمر،كانت قد تزوجت زعيم قبيلة"بامبيكي"الأفريقية،وأصبحت إحدى نسائه لمدة عشرة سنوات من حياتها.){ مجلة كل الأسرة العدد 148 في 29 / 3 / 1417هـ = 14 / 8 / 1996}.
هذه الفرنسية تزوجت الزعيم الأفريقي على ثلاثين زوجة .. حين مات سنة 1987،كانت تقاليد القبيلة تقتضي أن يرث الابن الأكبر زوجات أبيه .. وهنا رفضت "كلود"وقالت :
(لقد رضيت واحترمت الكثير من العادات والتقاليد،أما هذا فلا يمكن أن أرضا به. لقد أحببت رجلا فتزوجته ولم أتزوج سلالة.){ مجلة كل الأسرة العدد 148 في 29 / 3 / 1417هـ = 14 / 8 / 1996 }.
وفي فرنسا دائما .. ومن مذكرات المخرج الفرنسي،روجيه فاديم،والذي كان،هو وزوجته النجمة الأمريكية جين فوندا، في زيارة لصديق هو روجيه فايان (الذي كان من دعاة السريالية والدادية قبل الحرب العالمية الثانية،وكان بطلا من أبطال المقاومة في منظمة شيوعية .. كان قد اشتهر بفضل كتابه "لعبة غريبة"الذي لقي رواجا ضخما (..) كان روجيه فايان يقول أنه ليس من حب حقيقي بين زوجين لم يتحررا من فكرة التملك،وقبل كل شيء من الغيرة(..) لم تكن إليزابت { زوجة فايان منذ خمسة عشر عاما – أبو أشرف } تتقبل فقط مغامراته العاطفية خارج إطار الزواج،ولكنها كانت تقدم له غالبا شابات أو نساء تعتقد أنهن سيعجبنه. ولم يكذبا على بعضهما أبدا.
- لو علمت بأن زوجتك قد مارست (..) مع رجل آخر ،سألته جين يوما،هل ستغار؟
- ذلك محرم تماما،قال لها روجيه.
- لماذا؟
- لأنها عندها ستكف عن حبي.
- هذا حقيقي؟ سألت جين إليزابت.
- نعم أجابتها هذه،سأفقد احترامي له لو تركني أستمتع في أحضان رجل آخر.
- ليس هذا إنصافا،قالت جين بغضب،وأنا لا أسميه حرية.
- ربما ولكن الحرية ليست دوما معادلة رياضية. لقد وجدنا الحرية أنا وروجيه،ونحن سعداء.){ ص 311 – 313 ( "من نجمة إلى نجمة" : مذكرات المخرج روجيه فاديم / ترجمة : نضال حواط / دمشق / دار طلاس / الطبعة الأولى 1978}.
وهذه فرنسة أخرى .. أوصلها تفكيرها .. إلى أن تحضر نساء،وشابات،لزوجها .. وتحرم على نفسها خيانة زوجها .. ومرة أخرى،قناعات الفرنسيات .. والتايلنديات .. ليست "حجة"على الأخريات .. ولكنه تأكيد .. بعد تأكيد .. على أن إخراج"الشرع"من المعادلة .. يفتح الباب على مصراعيه .. لأهواء النفوس،حتى لو خالفت الفطرة السوية .. لم أطلع على هذا الخبر،ولكنني قرأت تعقيب قارئ استنكر نشر الخبر،حيث عقب أحد القراء على خبر نشرته صحيفة محلية .. مفاده أن ( امرأة فشلت في زواجها الثالث فاقترنت بكلبها (..) وقد أرسلت بطاقات للأصدقاء لحضور حفل زواجها { تعقيب القارئ } "هبوط مكانة المرأة الغربية لا يبرر ملاحقة أخبار المجتمع الغربي"){ جريدة الرياض العدد 10298 في 20 / 4 / 1417هـ = 3 / 9 / 1996}.
وصدق القارئ الكريم.
أبو أشرف : محمود المختار الشنقيطي المدني


الوقت في المنتدى حسب توقيت جرينتش +3 الساعة الآن 04:03 AM .

مجالس العجمان الرسمي