مجالس العجمان الرسمي

مجالس العجمان الرسمي (http://www.alajman.ws/vb/index.php)
-   المجلس الإســــلامي (http://www.alajman.ws/vb/forumdisplay.php?f=4)
-   -   الروح التربوية في الصلاة والتسليم على النبي (http://www.alajman.ws/vb/showthread.php?t=70423)

حسين علي احمد ال جمعة 12-02-2012 08:56 AM

الروح التربوية في الصلاة والتسليم على النبي
 
الروح التربوية في الصلاة والتسليم على النبي :

التربية الإسلامية الروحية حديثٌ دائم عن النبي محمد ، ودعوةٌ إلى الصلاة عليه في كلِّ مناسبة، وقد جعل الله تعالى من أعظم وسائلِ شُكرِ فضله، وأداءِ حقِّه : الصلاةُ والسلامُ عليه، وهذا ما أكده القرآن في قوله سبحانه : ﴿إ ِنَّ اللهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً﴾ (الأحزاب: 56).

فالصلاة من الله سبحانه على النبي هي رفعٌ لدرجته عنده، وإعطاؤه المنـزلة الرفيعة لديه، وكذلك نحن، فصلاتنا عليه دعاء لله سبحانه وتعالى بأن يرفع درجته ومكانته.

إذن : مسألة الصلاة والسلام على النبي ليست حالة تعبيرية عن مشاعر الحبِّ تجاهه فقط، بل هي نهجٌ إسلامي تربوي أراده الله من خلال صلاته وصلاة ملائكته عليه، أن يكون حديث المؤمنين بالرسول، هو حديثهم بالله من خلال انفتاحهم الدائم على ذكر الله تعالى..

" ومما يزيد هذه الصلاة عمقاً، أنَّ الله يبدأ بالحديث عنها من حيث أنها بدأت منه ومن ملائكته في تعبير يوحي بالاستمرار، ليحس المسلمون أنَّ صلاتهم عليه تابعةً لصلاة الله وملائكته عليه
ومن روائعه في الصلاة على النبي : " إِذَا كَانَتْ لَكَ إِلَى اللهِ سُبْحَانَهُ حَاجَةٌ فَابْدَأْ بِمَسْأَلَةِ الصَّلَاةِ عَلَى رَسُولِهِ ، ثُمَّ سَلْ حَاجَتَكَ؛ فَإِنَّ اللهَ أَكْرَمُ مِنْ أَنْ يُسْأَلَ حَاجَتَيْنِ، فَيَقْضِيَ إِحْدَاهُمَا، وَيَمْنَعَ الْأُخْرَى .
ففي الصحيح عن صَفْوَان الْجَمَّال ، عن أبي عبد الله ، قَالَ: " كُلُّ دُعَاءٍ يُدْعَى اللهُ -عَزَّ وَجَلَّ- بِهِ مَحْجُوبٌ عَنِ السَّمَاءِ حَتَّى يُصَلَّى عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ ".

وفي الصحيح عن الحارث بن المغيرة قال : سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ يَقُولُ: " إِيَّاكُمْ إِذَا أَرَادَ أَحَدُكُمْ أَنْ يَسْأَلَ مِنْ رَبِّهِ شَيْئاً مِنْ حَوَائِجِ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ حَتَّى يَبْدَأَ بِالثَّنَاءِ عَلَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ وَالْمَدْحِ لَهُ وَالصَّلَاةِ عَلَى النَّبِيِّ ثُمَّ يَسْأَلَ اللهَ حَوَائِجَهُ ".

وفي الصحيح عن مُيَسِّرِ بن عبد العزيز، عن أبي عبد الله : " إِنَّ رَجُلًا، دَخَلَ الْمَسْجِدَ فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ سَأَلَ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ : عَجَّلَ الْعَبْدُ رَبَّهُ، وَجَاءَ آخَرُ فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ أَثْنَى عَلَى اللهِ -عَزَّ وَجَلَّ- وَصَلَّى عَلَى النَّبِيِّ وَآلِهِ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ : سَلْ تُعْطَ ".

وهذا ما نستوحيه من جملة الأدوار النبوية التي يجب أن تكون في وجدان المسلم :

الدور الأول: الأمة الرسالية:

وهو ما نستوحيه من دعاء زين العابدين - عندما يذكر رسول الله وهو بين يدي الله، إنَّه يمثِّل التجسيد العملي الحركي للإرادة الإلهية التي توحي للإنسان بالسير على الخطّ المستقيم من خلال وحيّ الله في الأمور كلّها.

لقد أرادنا أن نحيا الرسول فيما كان يتمثله من أفكارٍ وإيحاءات في رحاب الواقع لا في رحاب الغيب: " الْحَمْدُ لِلهِ الَّذي مَنَّ عَلَيْنا بِمُحَمَّد نَبِيِّهِ  دُونَ الأمَمِ الْماضِيَةِ وَالْقُرُونِ السّالِفَّةِ " .
نعم، إنَّنا الأمّة التي اختصَّها الله بمحمد ، ليكون النبي الذي يصنع لها ولادَتها، ويرعى مسيرتَها، ويصوغ لها شخصيتَها، ويحرِّك فيها طموحاتها نحو السمو والتقدم والإبداع، من أجل أن تفجر ينابيع الحياة خيراً وبركة وإيماناً بالله، ويقودها إلى مستقبل القوة والعزة والكرامة.

ولذا جاء الوصف للنبي بأنه الأمين على وحي الله " اَللّهُمَّ فَصَلِّ عَلى مُحَمَّد أَمينِكَ عَلى وَحْيِكَ " ، أي "الذي التزم بكل كلماته بدقة، فلم يزد حرفاً فيه أو ينقص حرفاً منه، ولم يحركه إلا في الخط الذي أراد الله له أن يسير فيه" وهذا ما يجب عليه أن تكون أمته أمة الرسالة بكل أمانة .

فعلينا أن نتحسس موقع النعمة العظيمة فيما منَّ الله به علينا، فنبينا هو الذي ابتدأ تاريخنا منذ انطلق في رسالته معنا، فجعلنا أمّةً واحدة لا تفصل بين أفرادها : لغات، ولا حدود، ولا فواصل، من خلال (كلمة التوحيد وتوحيد الكلمة) .

فكنا خير أمّة أخرجت للناس من خلال خطه الممتد في آفاق الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. " فَخَتَمَ بِنا عَلى جَميعِ مَنْ ذَرَأَ، وَجَعَلَنا شُهَداءَ عَلى مَنْ جَحَدَ، وَكَثَّرَنا بِمَنِّهِ عَلى مَنْ قَلَّ ".
لقد كانت رسالة النبي محمد خاتمة الرسالات، وبهذا فقد كانت أمته آخر الأمم التي تعطي الرسالات، وهذا يتحتم على الأمّة أن تكون شخصيتها منطلقةً في وحدتها من وحدة الرسول الذي يحدِّد لها خط السير وخط الانتماء من خلال وحي الله .

الدور الثاني : الأمّة الوسط والشاهدة على الناس :

فالأمّة - فيما امتنَّ به عليها من مننه ونعمه - جعلها الأمّة الشاهدة على الناس كما جعل الله الرسول شهيداً عليهم، وذلك فيما تحدّثت عنه الآية الكريمة في قوله تعالى : ﴿ وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِّتَكُونُواْ شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً ﴾ [البقرة: 143]..


الدور الثالث : الأخذ بحجم القوة :

باعتبار امتدادها في مدى الحياة حتى النهاية ، أو باعتبار شمولها لكلِّ الناس ، وربَّما كانت كنايةً عن العزّة التي توحي بها الكثرة التي تحمي أفرادها في مقابل الذلة المتمثلة بالقلِّة غالباً، باعتبار أنَّها لا تستطيع حماية نفسها..
وهذا ما جاء به التعبير القرآني في حديثه عن المسلمين في بدر عندما كانوا قليلين أمام كثرة قريش : ﴿ وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللهُ بِبَدْرٍ وَأَنْتُمْ أَذِلَّةٌ ﴾ [آل عمران: 123]. والظاهر أنَّ المراد، وأنتم قليلون.

وفي حديث صحيح يرويه الطبراني في (المعجم الكبير: ج 9 ص 17) :

(أَنَّ رَجُلًا كَانَ يَخْتَلِفُ إِلَى عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ فِي حَاجَةٍ لَهُ، فَكَأَنَّ عُثْمَانَ لَا يَلْتَفِتُ إِلَيْهِ، وَلَا يَنْظُرُ فِي حَاجَتِهِ، فَلَقِيَ عُثْمَانَ بْنَ حَنِيفٍ، فَشَكَى ذَلِكَ إِلَيْهِ، فَقَالَ لَهُ عُثْمَانُ بْنُ حَنِيفٍ: "ائْتِ الْمَيْضَاةَ فَتَوَضَّأْ، ثُمَّ ائْتِ الْمَسْجِدَ، فَصَلِّ فِيهِ رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ قُلْ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ وَأَتَوَجَّهُ إِلَيْكَ بِنَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ صَلَّى نَبِيِّ الرَّحْمَةِ، يَا مُحَمَّدُ إِنِّي أَتَوَجَّهُ بِكَ إِلَى رَبِّي عَزَّ وَجَلَّ فَتَقْضِي لِي حَاجَتِي، وَتَذْكُر حَاجَتَكَ"، وَرُحْ إِلَيَّ حَتَّى أُرَوِّحَ مَعَكَ.

فَانْطَلَقَ الرَّجُلُ فَصَنَعَ مَا قَالَ لَهُ، ثُمَّ أَتَى بَابَ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ، فَجَاءَ الْبَوَّابَ حَتَّى أَخَذَ بِيَدِهِ، فَأَدْخَلَهُ عَلَى عُثْمَانَ، فَأَجْلَسَهُ مَعَهُ عَلَى الطُّنْفُسَةِ، وَقَالَ له: مَا حَاجَتُكَ؟ فَذَكَرَ حَاجَتَهُ، فَقَضَاهَا لَهُ، ثُمَّ قَالَ: مَا ذَكَرْتُ حَاجَتَكَ حَتَّى كَانَتْ هَذِهِ السَّاعَةُ، وَقَالَ: مَا كَانَتْ لَكَ مِنْ حَاجَةٍ فَأْتِنَا .

ثُمَّ إِنَّ الرَّجُلَ خَرَجَ مِنْ عِنْدِهِ، فَلَقِيَ عُثْمَانَ بْنَ حَنِيفٍ، فَقَالَ لَهُ: جَزَاكَ اللهُ خَيْرًا، مَا كَانَ يَنْظُرُ فِي حَاجَتِي، وَلَا يَلْتَفِتُ إِلَيَّ حَتَّى كَلَّمْتَهُ فِيَّ.

فَقَالَ عُثْمَانُ بْنُ حَنِيفٍ: وَاللهِ مَا كَلَّمْتُهُ، وَلَكِنْ شَهِدتُ رَسُولَ اللهِ وَأَتَاهُ ضَرِيرٌ فَشَكَا إِلَيْهِ ذِهَابَ بَصَرِهِ، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ : "أَوَتَصْبِرُ؟" فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنِّهُ لَيْسَ لِي قَائِدٌ، وَقَدْ شَقَّ عَلَيَّ.

فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ : "ائْتِ الْمَيْضَاةَ فَتَوَضَّأْ، وَصَلِّ رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ ادْعُ بِهَذِهِ الدَّعَوَاتِ". فَقَالَ عُثْمَانُ بْنُ حَنِيفٍ: فَوَاللهِ مَا تَفَرَّقْنَا وَطَالَ بِنَا الْحَدِيثُ حَتَّى دَخَلَ عَلَيْنَا الرَّجُلُ، كَأَنَّهُ لَمْ يَكُنْ بِهِ ضَرَرٌ قَطُّ).

لقد أعطى النبي محمد للرسالة كلَّ نفسه بكلِّ طاقتها، حتى أجهدها بالأعباء الكثيرة التي تحمَّلها في سبيل تبليغ الرسالة ، وأتعبها في الدعاء إلى العقيدة والمنهج والشريعة، حتى استطاع أن يفتح قلوب الناس وعقولهم على الرسالة في دائرة الملِّة.

فأعطنا - يا ربّ - ببركة نبيك الخير كلّه ، والمغفرة كلّها ، وبدِّل سيئاتنا حسنات وارزقنا رضوانك وجنتك إنك أنت أرحم الراحمين .

والحمد لله رب العالمين

سمو الرووح 12-02-2012 12:35 PM

رد: الروح التربوية في الصلاة والتسليم على النبي
 
إذن : مسألة الصلاة والسلام على النبي ليست حالة تعبيرية عن مشاعر الحبِّ تجاهه فقط،
بل هي نهجٌ إسلامي تربوي أراده الله من خلال صلاته وصلاة ملائكته عليه، أن يكون حديث
المؤمنين بالرسول، هو حديثهم بالله من خلال انفتاحهم الدائم على ذكر الله تعالى..

{ اللهم : صلي وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيرا }

لاهنت أخي القدير/ حسين علي احمد ال جمعة على الموضوع القيم بارك الله فيك

كل التقدير والاحترام لشخصك الكريم.

مهره .. 12-02-2012 02:53 PM

رد: الروح التربوية في الصلاة والتسليم على النبي
 
اللهم صلي وسلم عليه كلما تعاقب الليل والنهار
وصلي وسلم عليه عدد مافي السماء والارض
وصلي وسلم عليه في كل وقت وفي كل حيين


جزاك الله خير الدنيا والآخرة


*_*

حسين علي احمد ال جمعة 13-02-2012 07:43 AM

رد: الروح التربوية في الصلاة والتسليم على النبي
 
لاهنتي على مرورك الكريم أختي سموالرووح وكذلك الاخت مهرة


الوقت في المنتدى حسب توقيت جرينتش +3 الساعة الآن 04:23 PM .

مجالس العجمان الرسمي