على الراشد مهندس نكبة الفهد

http://www.kathima.com/img300x215/7278

لا شك أن حديث الناس لم يكن عن محاور الاستجواب المقدم للوزير الشيخ أحمد الفهد رغم أهميتها، لأن الأنظار كلها كانت موجهة لما شهدته جلسة مجلس الأمة من إنقلاب حكومي على أحد وزرائها.
فالتحالف الحكومي تحول إلى تآمر لإسقاط أحد الوزراء، وهو أمر لم تعهده الحكومات السابقة، حيث قدمت الحكومة وزيرها أحمد الفهد قربانا للبرلمان لكي تستمر ولكن هذا القربان لم يكن مقنعا بالنسبة لباقي الأعضاء. فقد أحبط تغير بعض النواب لمواقفهم المعارضة سابقا هذا المخطط فموقف محمد هايف وخالد السلطان وسالم النملان وغياب جمعان الحربش بسبب وفاة والده كلها أنقذت الوزير أحمد الفهد من صعوده المنصة . حتى أن النائب محمد هايف نفسه أشار إلى وجود مخطط من قبل الرئيس للتخلي عن أحمد الفهد، وأن هذا الأمر - حسب قول النائب هايف - هو ماجعله مؤيدا للفهد بالتصويت.
كل الدلائل تشير إلى أن الوزير الفهد ورئيس الحكومة قررا صعود المنصة، إلا أن الفهد قرأ الأجواء باكرا صباح الجلسة وأدرك بأن الحسبة قد اختلفت بعد أن تغيرت نية الرئيس ونوابه (التبع) من أعضاء المجلس. لذلك قام الفهد على الفور بطلب الإحالة إلي التشريعية التي كانت أفضل الطرق المتاحة له لتجاوز الأزمة مؤقتا، وهو ما أحدث صدمة لدى الرئيس ونوابه من ناحيه وباقي أعضاء المجلس من ناحيه أخرى. فالرئيس كان يعتقد أن تخطيط الوزير على الراشد كان محكما أو كما يقول المصريون ( ما يخرش الميه ) إلا أن الفهد نجا في تلك الجولة رغم ماخلفه هذا اليوم من جراح عميقة في الجسد الحكومي.
بعد هذه النكبة أو النكسة، وبعد اجتماع خاص وعاجل ضم رئيس الوزراء والوزير علي الراشد، تقدم الوزير محمد البصيري بطلب تأجيل استجواب الرئيس أسبوعين رغم أن الرئيس قد أعلن قبلها أنه سوف يصعد المنصة ويفند الاستجواب إلا أنه لم يأمن ردة فعل الوزير الفهد بعد أن نجح بتجاوز الاستجواب مؤقتا ، فأرتبك الرئيس والراشد كثيرا ونسيا أن طلب التأجيل يجب أن يطلبه الوزير المستجوب نفسه مما حدا بالنائب أحمد السعدون إلى التنويه بذلك .
أما باقي الأعضاء فسيطر عليهم الذهول، حيث انقلب نواب حكوميون100? على الفهد، لعل بعضهم صوت لأول مرة في حياته ضد الحكومة. وقد أشار قطب برلماني لكاظمة أن الفهد تعرض لنكبة كبيرة وغير متوقعه، فعندما كان الأمين العام لمجلس الأمة ينادي بالأسماء على طلب الوزير الفهد إحالة الاستجواب للجنة التشريعية أعاد نداء أسم النائب سعد زنيفر ثلاث مرات حيث كان علام الكندي يعتقد أن زنيفر لم يفهم نوع الطلب إلا أن زنيفر كان متأكدا ومصرا بالقول والإشارة على طلب رفض الإحالة .
ومع التطورات الجديدة لهذا الخلاف ترددت أنباء عن إقالة أو استقالة الفهد. وهذا ما أكده النائب صالح عاشور للصحفيين بمجلس الأمة حيث قال نعم هناك مشكلة كبيرة وسمو نائب الأمير اجتمع مع الطرفين على حده وقرر تأجيل الموضوع لحين عودة صاحب السمو أمير البلاد .