مجالس العجمان الرسمي

مجالس العجمان الرسمي (http://www.alajman.ws/vb/index.php)
-   مجلس الدراسات والبحوث العلمية (http://www.alajman.ws/vb/forumdisplay.php?f=41)
-   -   التخطيط__التعليم__المنهاج (http://www.alajman.ws/vb/showthread.php?t=2283)

د.فالح العمره 05-04-2005 12:15 PM

الفلسفات التربوية و وجهة نظرها في المنهاج


أولا : ما مفهوم الفلسفة ، ما فلسفة التربية ؟
الفلسفة مصطلح يوناني الأصل مكون من كلمتين : phiLo بمعنى الحب ، sophy بمعنى الحكمة ، فالفلسفة إذن هي حب الحكمة ، وبالرغم من جاذبية هذا المفهوم للوهلة الأولى ، إلا إن الفلاسفة والمفكرين قد اختلفوا وتناقضوا في ماذا تعني محبة الحكمة ؟ وما زال هذا التناقض والاختلاف قائما منذ أن نشأ هذا المصطلح إلى يومنا هذا ، والبعض يرى أنها علم دراسة السلوك الإنساني في علاقته بالكون من حوله ، وثالث يرى أنها مفهوم جامع بما فيه من جماد وحيوان ونبات ، ولكل فلسفة ظهرت للكون والإنسان والحياة . ( الطويل 1967 م) .
\" وتسعى الفلسفة إلى فهم طبيعة الأشياء ودراسة طرق التفكير والأدوات التي يستخدمها في المعرفة ، والسعي لدراسة مشكلة السلوك الإنساني ومعالجة القيم \" ( مرسي 1982م ) .
وأما فلسفة التربية فهي \" الجانب التطبيقي للفلسفة العامة في ميدان التربية \" ، ومن وجهة النظر هذه يصبح من وظائف الفيلسوف التربوي تطبيق مبادئ الفلسفة المثالية أو الواقعية أو البراجماتية وما إلى ذلك على التربية ، ولذا فإن من ينظر في أسماء فلسفة التربية يجد أنها ذات المدارس الفكرية التي يتحدث عنها الفلاسفة ، فهنالك فلسفة مثالية عامة ، وهنالك أيضا فلسفة مثالية في التربية . ( عبد الله 1986م) .
ويذهب حمدان (1988م) إلى تعريف فلسفة التربية \" بأنها تنشئة الفرد أو رعايته و تعويده على حب المعارف والتبصير في الأمور والحكم السوي عليها لصالح الفرد نفسه ومجتمعه ،وإن اختلاف لبمحتوى من معارف وخبرات وسلوكيات مقررة على التلاميذ ، ففلسفة التربية يتبناها المجتمع لناشئته المدرسية من خلال مناهجه الدراسية ، تحدد المواصفات السلوكية العامة لنوع الإنسان المطلوب في التلاميذ مما يمكن ا لمختصين من تشريع غايات النهج العامة حيث على أساسها يشتقون بعدئذ الأغراض ووليدتها الأهداف السلوكية .

ثانيا : ما مفهوم المنهاج في الفلسفات الآتية :
1- الفلسفة المثالية :
قبل الخوض في هذا الموضوع ، حري بالباحث أن يتطرق لموضوع الفلسفة المثالية العامة ، ماذا نعني بها ؟ وما هي مبادئها ؟ .
يعد سقراط أول من بحث في الفلسفة المثالية ، إلا أن هذه الفلسفة المثالية تقترن باسم أفلاطون ، لأنه هو الذي دونها ورتبها بشكل مفصل ، ومن أهم مبادئها :
• جميع الأشياء الحقيقية تأتي من العقل .
• الإنسان يترجم ويحلل كل شيء بواسطة العقل .
• الإنسان أهم من الطبيعة .
• العقل يعد القوة الرئيسية التي تساعد الفرد لكشف أسرار الكون .
• الإنسان لديه الحرية في الاختيار بين الخطأ والصواب .
• وجود الإنسان في هذه الحياة يرتكز تماما على العقل .
• القيم الخلقية ثابتة لا تتغير . ( الحياري 1993م ) .
\" أما نظرة المثالية إلى المنهج فترى أن المنهج يجب أن يشمل المواد الدراسية الأساسية التي تساعد الفرد على النمو العقلي والخلقي ، كما يجب أن يشمل كل خبرة البشرية نظرا لأهميتها ، كما يجب أن يشمل على العلوم والآداب والدراسات الإنسانية التي تساعد الإنسان على فهم ومعرفة الجنس البشري كما تساعده على فهم بيئته التي يعيش فيها
كما يجب أن يعكس المنهج الدراسي المعرفة والحقيقة وتوسيع فهم الطفل للكون والإنسان نفسه ، كما يجب الاهتمام ، بتدريس مواد معينة كالتاريخ والفلسفة ، والفنون الجميلة ، والدين ، وهي العلوم الإنسانية ، إذ إن دراسة الفن والآداب تنمي الموهبة الحدسية عند الطالب وتنظيمها . ( مرسي ، مرجع سابق ، 1982م )
والنظرة الدقيقة الفاصلة لهذه الفلسفة ترينا أنها تعتمد على خاصية الثبات ، لأن العقل المطلق الذي ينبغي أن تهدف المناهج إلى إدراكه ومعرفته ، يتميز بالشمول والإحاطة ، وعدم التحديد في زمان أو مكان ، وهذا يعني ثبوته الأزلي، وكمال ذاته منذ القدم ، كما ينبغي عدم خضوعه للتطور والتغير . (1965 ، kneller ) .
\" والتعليم في المثالية عملية مطابقة الوجود في عالم الواقع لما هو موجود في العالم المثالي ، عالم الحقيقة والخير ، وبناء على هذه النظرة فالتعلم ليس ابتكارا وإبداعا ، ولكنه تحقيق الفكرة المطلقة بالنسبة للحقيقة والخير والمثل التي وضعت سلفا ، وقيمة الأفكار في ذاتها حيث أنها تصور الواقع الممثل للحقائق اللانهائية ، ومن أجل ذلك فالأفكار جديرة بالتعلم وهي تستحق أن يكون تعلمها هدفا في حد ذاته \" . ( مدكور ، 1997م) .
\" ويحتوي المنهج الدراسي على مواد العلوم الإنسانية لأنها تساعد على صقل قيم الطالب وتنمية روحه وتهذيب أخلاقه ، بينما تحظى العلوم الطبيعية بدرجة أقل أهمية إذ لا صلة لها بالإنسان وروحه ، ويغلب على المنهج الدراسي في الفلسفة المثالية الثبات وعدم التطور . ( نزال ، 1995 ) ، فيسير المنهاج المثالي على مبدأ القديم على قدمه ، وعدم قابليته للتطوير بمعنى أن ما توصل إليه الأجداد من تراث ثابت ومطلق ، لهذا تهدف المثالية إلى حشو أدمغة التلاميذ بالمعلومات والحقائق الثابتة المطلقة .
ويهتم المنهج المثالي بتدريب العقل على التفرقة بين الغثن والسمين ، والوضيع في جميع المجالات التعليمية كما ينبغي تعويد المتعلم على رؤية الجمال ، وتذوق القيم في كل الموضوعات المنهج ، كما ينبغي تعويده على الاتصال بذوي الأخلاق الكريمة حتى تستهويه الأخلاق الفاضلة والخصال الحسنة .
\" ويهتم المثاليون بالرياضة البدنية ، لا من أجل الجسم ، فهم لا يهتمون بالمادة ، و إنما من أجل العقل ، فالعقل السليم في الجسم السليم ، فخدمة العقل ورعايته والعناية به لا تكتمل إلا إذا نال الجسم حظا من الرعاية والعناية التي تجعله خليقا بخدمة العقل وازدهاره ، وانطلاقه إلى عالم المثل العلوي \" . ( مدكور ، مرجع سابق ، 1997) .
ومن أهم المواد والحقول العلمية التي تركز عليها المناهج المثالية والتي تساعد العقل على الرقي مرة أخرى لعالم الأفكار المثالية الرياضيات بدرجة رئيسية ، والتاريخ والأدب ، وعرض ما بينهما من قيم روحية ومثل فاضلة بصورة حية ، فمثلا مادة التاريخ تعرض للطالب صورا من حياة العظماء والقادة الكبار الذين يمثلون القيم السامية العالية بهدف تعريف الطالب بهم ، حتى يصبح هؤلاء الأبطال قدوة له في سلوكه وأخلاقه ومواقفه ، أما مادة الأدب فهي تركز دراسة الطالب عن الإنسان والحياة البشرية ، فهي تمجد الخير ، وتحارب الشر ، فالأدب يدعو للقيم النبيلة بأسلوب آخر . ( حمدان ، مرجع سابق ، 1988م) وانظر ( فرحان 1989م)
\" إن الفلسفة المثالية تدعو إلى تنظيم المنهج الدراسي تنظيما كاملا بهدف استيعاب خبرة الجنس البشري كله وتقديمها للطالب ، وهي بذلك تخص الطالب أن يصبح خلاقا مبدعا ، وتركز مناهج الفلسفة المثالية على ضرورة تطوير شخصية الطفل ونموه \" . ( فرحان ، مرجع سابق ، 1989 م) .
نخلص إلى القول بأن المنهج في المثالية يركز على مواد الرياضيات والتاريخ ، والأدب ، والعلوم الإنسانية ، وتسعى لتحقيق الأهداف التربوية عن طريق المحتوى المعد بصورة جيدة ، ويصمم المنهاج لتحقيق الإبداع وزيادة النمو الفكري ، والأمور الجيدة وتحقيق الفرد الحكيم المفكر نظريا والنموذجي في سلوكه وخلقه ، الفرد القدوة أو الصفوة ، وتركز خبرات وأنشطة المنهاج كونها نظرية في معظمها على تسميع وتكرار وتقليد ما يقوله أو يقوم به المعلم كما أنها جماعية موحدة لا تختلف من واحد لآخر من التلاميذ .
وقد نتج عن هذه النظرة المثالية للمنهاج الانعكاسات التالية في العملية التربوية :
1- وجهت الأهداف التربوية إلى المحافظة على التراث في المقام الأول ، وليس إنماء شخصية الطالب بصورة شاملة .
2- طرحت مفاهيم متناقضة عن الإنسان ، فاحترمت المعرفة التي تتصل بالعقل أكثر مما يجب ، وأهملت المعارف التي تتصل بمكونات الإنسان الأخرى .
3- أكدت اتجاهات التلقين وحشو العقل بالمعلومات الكثيرة دون أي سند يثبت ارتباط ذلك بالهدف .
4- عززت روح السلبية في الطلاب وحددت أدواتهم في استقبال المعلومات والعمل على خزنها في الذاكرة ، الأمر الذي أبرز الاتجاهات التركيز على الحفظ في التعليم وعمليات التقويم .
5- عزلت المناهج التربوية عن الاهتمام بحاجات الطلاب وحاجات البيئة المحيطة ، وركزت على الماضي فأخفقت في مفهوم أن تكون الخبرات التعليمية ذات معنى للمتعلم ، وذات وظيفة للحياة اليومية .
6- كانت سببا في إضعاف الكفايات الداخلية ( الظروف المؤثرة ) ، و الكفابات الخارجية ( مدى تحقيق الأهداف ) للمناهج التربوية بفضل ما كانت تحدثه من إهدار تربوي لعدم التوازن بين حاجات الطلاب والخبرة التعليمية ، من ناحية ، ولعدم الملاءمة بين كفايات الخرجين والحاجات الحقيقية لسوق العمل من ناحية أخرى .
7- أعطت للمعلم الدور الرئيسي في عملية تعلم الطلاب حتى أصبح محور العملية التعليمية والمصدر الرئيسي لعملية التعلم ، الأمر الذي جعل الطلاب سلبيين لا يشاركون في عملية تعليمهم .
8- جعلت الامتحانات وعمليات التقويم في المدارس ، تركز على الحفظ والاستظهار ، والتذكير ، وليس على إنماء شخصيات الطلاب وقدراتهم .
9- أجازت مفهوم العقاب البدني دافعا للتعلم ، وقد ترتب على هذا المفهوم التي ما زالت التربية تعاني من آثاره حتى الوقت الحاضر ، ونتج عنه مشكلات نفسية وجسمية وعقلية ووجدانية وغير ذلك من سلبيات وصعوبات تعمل على التقليل من أثر التعلم عند الطلاب .

2- ما مفهوم المنهاج في الفلسفة الواقعية :
يعد أرسطو زعيم الفلسفة الواقعية ، ومن روادها ( أوجست كونت ، أرنست ماخ ، وايتهد ، وبرترندرسل ) ومن أهم مبادئها :
1- العالم جزء من الطبيعة ويمكن التعرف على أسراره عن طريق الأحاسيس والخبرات
2- جميع الأشياء المادية التي تحدث في هذا العالم تعتمد على القوانين الطبيعية .
3- يمكن للإنسان معرفة الحقيقة عن طريق الأسلوب العلمي ، علما بأن الإنسان لا يستطيع معرفة كل شيء .
4- لا يمكن فصل العقل عن الجسم ، كما أنه لا يوجد سيطرة لأحدهما على الآخر ، ولكن هنالك علاقة منسجمة بين الاثنين .
5- تجيز تواجد الدين والفلسفة مع بعضها البعض ( الحياري 1993 م) ، وتتصف الفلسفة الواقعية بالصفة التقليدية حيث جعلت الغاية النهائية للتعليم والتعلم إدراك الحقيقة ، والوصول إلى قدسية الإله وأزليته ، وذلك لاشيء لا يعتريه التغير . ( قورة 1972 م )
مما يحتم ثبات الأهداف التربوية ، وعدم تغيرها ، ويحتم بالتالي إجبار المتعلم على تعلم المنهج الدراسي الموضوع له حتى لا يضل طريق الوصول إلى جوهر الإله وأزليته ، وخاصة إن هذا الطريق مليء بالصعوبات والعقبات .
ويرى أنصار هذه الفلسفة أن واضعي المنهج في غنى عن أخذ اختيارات المتعلمين واهتماماتهم في الاعتبار ، حيث أن القيم التربوية التي تهدف هذه الفلسفة إلى تحقيقها تتشابه في الصفات ، مما يقلل عدد الأساسيات التي ينبغي أن يشتمل عليها محتوى المنهاج ، وحينئذ فلا داعي إلى اللجوء إلى الاختيار من هذه المواد القليلة وإلا فلن يتبقى شيء للتعليم والتعلم ، وبالتالي لن يتحقق الهدف . ( مدكور ، مرجع سابق ، 1997 م) .
ويعتقد الواقعيون أن المنهج الدراسي يحسن تنظيمه على أساس المواد الدراسية في ارتباطها بالمبادئ والأسس السيكولوجية للتعلم التي تدعوا إلى التدرج من البسيط إلى الأصعب ، ويجب أن تتضمن هذه المواد الدراسية : العلوم والرياضيات والإنسانيات والعلوم الاجتماعية والقيم ، ويجب أن يعطى الاهتمام للعلوم والرياضيات لأهميتها بالنسبة للعالم الطبيعي ولأنها تساعد الإنسان على أن يتكيف ويتقدم في بيئة الطبيعة ، أما الإنسانيات فليست لها هذه الأهمية لكن لا ينبغي تجاهلها في المنهج المدرسي لأنها ضرورية لمساعدة الفرد على التكيف مع بيئته الاجتماعية ، وعلى المنهج أن يؤكد على آثار البيئة الاجتماعية على حياة الفرد من خلال معرفة القوى التي تحدد حياتنا حتى نستطيع أن نسيطر عليها ونتحكم فيها . ( مرسي ، مصدر سابق ، 1982م)
\" ووظيفة المنهج ليست مجرد نقل الحقائق بل العمل على فهمه للواقع فهما مباشرا ، وتعمقه في دراسة الأساسيات العلمية ، وذلك بتحصيل العلوم التي يتضمنها المنهج ، والتدريب المتكرر عليها ودراستها دراسة شاملة ، وكذلك نجد أن التربية البدنية و الخلقية لهما شأن كبير ومركز مهم في المناهج الأساسية ، وتعترف الواقعية لرجال الدين بحقهم في التدريس والتعليم ، وتدعو لدراسة الأخلاق متصلة بدراسة الدين ، وترى بأن المنهج يقوم على حقائق وأساسيات ثابتة وجوهرية ، ولذلك نرى بأن المنهج يهتم أولا بالجوهر الثابت وأن يقدمه العرض المتغير . ( 1962، Brubacher )
\" والغرض الأساسي للتربية في نظر الفلسفة الواقعية هو تزويد المتعلم بالمعرفة والمهارات التي يحتاجها لحياته ، ويجب أن يكون للتربية محور رئيسي من المادة الدراسية يسمح بوقوف التلميذ على البنيان المادي والاجتماعي للعالم الذي يعيش فيه . ( مرسي ، مصدر سابق ، 1982 )
ومن هنا فإن الواقعية تركز على المادة الدراسية أكثر من تركيزها على شخصية المعلم ، وهي تؤكد أن العلم الطبيعي يوفر للإنسان معظم المعرفة الضرورية ، ومن هنا فبعد تعليم الطفل القراءة والحساب يجب أن يعطى الأولوية للعلم الطبيعي في المناهج الدراسية .
ونخلص إلى القول أن الفلسفة الواقعية تنظر إلى المنهاج كالتالي :
1- المنهاج التربوي الشامل هو الذي يحتوي على كل أصناف المعرفة المفيدة ، وأن المنهاج الواقعي بحق هو الذي ينطوي على عناصره من فنون المعرفة التطبيقية .
2- خبرات المنهاج التربوي في المدارس التي تتبنى الفلسفة الواقعية تركز على العلوم والرياضيات والجغرافية الطبيعية أولا ، ثم الفنون والدراسات الاجتماعية والمواد الاجتماعية ثانيا .
3- تعطى الواقعية الأولوية في مضمون المنهاج لعالم الأفكار والمبادئ والأشياء والكتب العظيمة حتى يتمكن الطالب من أن يدرك بنفسه ويتفاعل مع الحقيقة ويحس بها في عالم الأشياء لأنه يمثل عالم الحقيقة والواقع .
4- يهتم المنهاج التربوي بالتركيز على الحقائق والكفايات والمهارات والإجابات الدقيقة والاهتمام بتنظيم الخبرات وطريقة عرضها ، حتى يتمكن الطلاب من السيطرة عليها .
5- الاهتمام بالتعليم المهني وضرورة تقنين المواد التعليمية والأنشطة والتركيز على السرعة والكم في تعلم الكفايات والمهارات وتشجيع الطلاب على طرح الأسئلة التي تتعلق بالشرح والتفسير لغرض الحصول على إجابات دقيقة محددة ، قائمة على التركيز والتفكير والإدراك الحسي والتجارب والوسائل التعليمية وما تشتمل عليه من رحلات وتطبيقات داخل المدرسة .
6- تتصف الإدارة التربوية بالتنظيم والسيطرة على مجالات التعليم ، وتسير المدرسة بقوانين وأنظمة وإجراءات وأجراس في غاية الدقة والصرامة .
7- ويمثل المعلم دورا أساسيا في عملية التعليم ، ويشترط أن يكون ممكنا من تخصصه ، ويملك الأساليب والتقنيات التي تمكنه من إنجاح عملية التعلم ، وأن تكون للخبرة المباشرة عنده مكانة في عملية التعلم التي ينبغي أن يراعي فيها استعمال العرض المنطقي والسيكولوجي كشرط ضروري لتعلم الطلاب .
نستطيع القول بأن المنهج في الفلسفة الواقعية يتضمن ما يلي :
- الأهداف العامة للمنهج ترمي لإنتاج أفراد قادرين على معايشة وإدراك حقائق الواقع الذي يتواجدون فيه ، بسلوك وأخلاقيات واقعية غير متناقضة مع قوانين الحياة المحسوسة حولهم ، أي ترمي لتحقيق أفراد واقعين في فكرهم وشخصياتهم وسلوكهم ، غير مثالين أو خياليين .
- معارف المنهج واقعية حسية ومادية في طبيعتها ، والعلوم الطبيعية هي أبرز أنواع المعرفة المقررة في المناهج الواقعية الأرسطية نظرا لحساسيتها المادية غالبا .
- خبرات وأنشطة التعلم هي في مجملها حسية عملية تقوم على استعمال التلاميذ لحواسهم الخمس خلال إنجازها وإدراك المعرفة المنهجية المطلوبة ، والتمارين العملية والشرح العملي والتجارب والمشاريع والزيارات الميدانية والتطبيقات السلوكية والتمثيل هي أمثلة لما يقوم التلاميذ به من أنشطة خلال تعلمهم الواقعي .
- تقييم التعلم يتم بمعايير ومواصفات واقعية ،وعملية محسوسة وإن نجاح التلاميذ مرتبط بمدى ارتقاء إنجازهم لمتطلبات الواقع السلوكية .
- من أمثلة مناهج الفلسفة الحالية : العلوم والرياضيات والاجتماع . ( حمدان ، مرجع سابق ، 1988م)

هذه هي الحلقة الاولى من الفلسفات التربوية و سيتم ارسال باقي الموضوع تباعا .

اعداد محمد علي القضاة
ماجستير الاصول التربوية. جامعة اليرموك

المراجع
1- حمدان ، محمد زياد (1988م) ، المنهج المعاصر ومصادره وعمليات بنائه ، دار التربية الحديثة ، عمان – الأردن .
2- الحياري ، حسن أحمد (1993م) . التربية في ضوء المدارس الفكرية ، دار الأمل – اربد – الأردن .
3- الطويل ، توفيق (1967م) ، أسس الفلسفة ، القاهرة ، دار النهضة العربية ، الطبعة الخامسة .
4- عبد الله ، عبد الرحمن صالح (1986م) المنهاج الدراسي أسسه وصلته بالنظرية التربوية الإسلامية ، مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية . الرياض – السعودية .
5- فرحان ، محمد جلون (1989م ) ، ودراسات في فلسفة التربية ، جامعة الموصل – الموصل –العراق Brabacher , d-s (1962) modern philosophies of Education , 3rd Edn Mc Graw , Hill Book Company – Inc New York.
20-Clark , Gordon H ( 1957 ) , thales to Dewy, Ahistory of philosopy , Houghton Miffin , Boston .
21-Kneller , G . F. ( 1965) Introduction to the philosophy of Education, New York, John Welley and sons.
6- . مرسي ، محمد منير (1982م) ، فلسفة التربية اتجاهاتها ومدارسها ، عالم الكتب – القاهرة –مصر .
7- مدكور ، علي أحمد (1997م) ، نظريات المناهج التربوية ، دار الفكر العربي – القاهرة –مصر .
8- مدكور ، علي أحمد (1987م) ، منهج التربية الإسلامية ، مكتبة الفلاح – الكويت

د.فالح العمره 05-04-2005 12:15 PM

المدخل إلى التربية والتعليم

تعريف التربية :
هي مجموعة العمليات التي بها يستطيع المجتمع أن ينقل معارفه وأهدافه المكتسبة ليحافظ على بقائه، وتعني في الوقت نفسه التجدد المستمر لهذا التراث وأيضا للأفراد الذين يحملونه. فهي عملية نمو وليست لها غاية إلا المزيد من النمو، إنها الحياة نفسها بنموها وتجددها.

أنواع دراسات التربية :-
1. تاريخ التربية : وغايته البحث في التربية في الماضي وتطورها عبر العصور.
2. الدراسة النقدية النظرية للتربية : هي الدراسة التي يعتمد فيها الفكر على نفسه ليلقي نظرة نقدية على ما ظهر في تاريخ التربية وحولها من أراء ونظريات.
3. الدراسة العلمية الموضوعية للتربية : حين يتخصص إنسان في حل مسائل التربية عن طريق استعمال الملاحظة المنظمة لمظاهر العمليات التربوية في الميدان أو في المختبر.
4. التربية المقارنة دراسة التربية في العالم إحدى العالم العربي ومقارنتها مع بعضها البعض تقع في ميدان الدراسات التربوية المقارنة.
5. فن التربية : وفي التربية والتعليم آراء كثيرة فيها مجال تطبيقي .

التربية والتعليم :-
من الأهمية بمكان التأكيد على ضرورة وأهمية أسبقية التربية على التعليم، والتأكيد على ضرورة انسجام التربية في الأسرة مع التربية ( التعليم ) في المدرسة، والتربية التي يقدمها المجتمع من خلال مؤسساته.

صلة التربية بالعلوم الإنسانية :-
إن التربية تستفيد من النظريات المختلفة التي جاءت بها العلوم الإنسانية والفلسفية والاجتماعية التي تفسر مختلف الظواهر النفسية والاجتماعية والعلاقات السلوكية الإنسانية المتعددة. ومن المعارف الإنسانية التي لها علاقة مباشرة مع التربية نخص بالذكر ما يلي –
التربية والفلسفة : إن فلسفة التربية ما هي إلا تطبيق للفلسفة في مجال العمل التربوي وكانت التربية احد العلوم الداخلة تحت جناح الفلسفة.
التربية وعلم النفس : لقد أدى تطبيق الطرق العلمية لعلم النفس على التربية إلى تكوين الطرق التربوية ذاتها.
التربية وعلم الإنسان : التربية ما هي إلا العملية التي تؤمن للفرد القدرة والتلاؤم بين دوافعه الداخلية وظروفه الخارجية النابعة من بيئة ثقافية واجتماعية معينة.
التربية وعلم الاجتماع : إن جميع الأسس الاجتماعية هي أسس مهمة في العملية التربوية ذلك أن التربية لا توجد في فراغ، وإنما في مجتمع له أسسه وعلاقاته الاقتصادية والثقافية والسياسية والتربوية.
التربية وعلم الأحياء : إن التربية تبحث في معرفة قوانين الحياة العامة والنمو والتكيف وهي وثيقة الاتصال مع ما يدرسه علم الأحياء
صلة التربية بالتاريخ : إن وجود البعد التاريخي يساعد العملية التربوية على فهم ما ورثته من الماضي وما أعدته للحاضر وكيف تخطط للانطلاق إلى المستقبل، وأيضا يساعدها على فهم المشكلات التربوية المختلفة في ضوء معالجة المشكلات التي مرت على البشرية في مراحل تطورها.

أهداف التربية :-
وتصنف هنا حسب صفاتها على ممر العصور :
1. الهدف المحافظ : وهو الهدف الذي كان سائدا في المجتمعات البدائية، حيث كان الأهل يربون الناشئة على ما كان عليه الراشدون، وكان الأطفال يتعلمون ما إن ينتظر القيام به حين يصبحون راشدين.
2. التربية كإعداد للمواطن الصالح : فقد كانت أهداف التربية في الدول السابقة هي إعداد الفرد لذاته وتنمية الصفات المطلوبة والمرغوبة.
3. التربية كإعداد يحقق الأغراض الدينية : إن ارفع العلوم حتما هو معرفة الله وصفاته، ولكن العلوم لم تقيد بهذا الحد.
4. النزعة الإنسانية في التربية : إن التربية الكاملة هي تلك التي تمن الرجل من أن يقوم بكل الواجبات الخاصة والعامة، وقت السلم وزمن الحرب بكل حذاقة واعتزاز.
5. المعرفة وطريقة البحث كهدف أعلى للتربية : بدا توسع العلوم واضحا منذ مطلع القرن السابع عشر، وكان من نتائجه وقوف الفكر الإنساني أمام هذا الاتساع وقفة حائرة تتمثل في كيفية الاحاطة الكاملة بهذه المعارف، وإيجاد طريقة كوسيلة لازمة للوصول إلى المعرفة.
6. الأهداف الأرستقراطية والديمقراطية في التربية : ولقد كانت أهداف كوندورسية بجملة عامة حين يقول ( إن هدف التربية هو إنماء الملكات الجسمية والفكرية والخلقية في كل جيل، مما يؤدي إلى المشاركة في التحسين التدريجي للجنس البشري )
7. التربية كنمو فردي متناسق : لقد تركت الأهداف التربوية لروسو أثرا بالغا في الفكر التربوي المعاصر، وهي تشديدها على النمو الذاتي الداخلي للطفل نموا يحقق له وحدة شخصيته وتناسقها وانطلاقها وان اختلفت معه في التفاصيل.
8. التربية كإعداد لحياة كاملة : فقد صدر عن الاتحاد الوطني التربوي 1918 / تحديد الأهداف التربية في إعداد الأفراد لحياة صحية سليمة، والقيام بالوظائف، وتكوين العضو الصالح في بيئته،وكسب العيش عن طريق مهنة مناسبة، والانتفاع بوقت الفراغ وبناء أخلاق صالحة.
9. التربية كتحقيق لأهداف تحددها الدراسة العلمية : انتقد الأهداف التربوية السابقة عدد من المتخصصين المعاصرين في التربية بأنها على الرغم من جدارتها وصحتها محدودة بحدود التأملات الشخصية لهذا المربي أو ذلك الفيلسوف. ويؤثر استخدام الطرائق العلمية الحديثة في تحديد أهداف التربية.
10. أهداف التربية التقدمية : لا بد من جعل حياة الطفل في المدرسة غنية زاخرة بالجديد والمتنوع، وبالمشاكل التي تشبه مشاكل الحياة العامة، ونجعل تربيته مبنية على طريقة حل المشكلات.
11. أهداف التربية القومية : تتفق الدول المتعاقدة على أن يكون هدف التربية والتعليم فيها بناء جيل عربي واع مستنير يؤمن بالله وبالوطن العربي ويثق بنفسه وأمته ويستهدف المثل العليا في السلوك الفردي والاجتماعي ويتمسك بمبادئ الحق والخير، ويملك إرادة النضال المشترك وأسباب القوة والعمل الايجابي متسلحا بالعلم والخلق لتثبيت مكانة الأمة العربية المجيدة، وتامين حقها في الحرية والأمن والحياة الكريمة.
12. أهداف التربية الشيوعية :

سلوى شرف
saly_sharaf@yahoo.com

د.فالح العمره 05-04-2005 12:17 PM

الأدوار الحديثة للمعلم في ظل المنهج الحديث

د/ صلاح عبد السميع عبد الرازق

كلية التربية / جامعة حلوان

أهداف اللقاء
من المتوقع بع الانتهاء من هذا اللقاء أن يصبح المتدرب قادرا على أن

يتعرف طبيعة الأدوار الحديثة للمعلم فى ضوء المناهج المطورة .

يميز بين دور المعلم فى ظل المنهج بمفهومه القديم والحديث .

يتعرف مفهوم عملية التدريس .

يتعرف أهداف التدريس العامة والخاصة والسلوكية .

يتعرف أهم سمات المعلم الناجح .

يحدد المهارات التى يجب أن يمتلكها المعلم الناجح .

يمارس وبشكل صحيح مهارات المعلم الناجح داخل الفصل .

يكتب قائمة بالمهارات الواجب توافرها فى المعلم الناجح.

يبدى رغبة فى تمثل مهارات المعلم الناجح .

يكون اتجاه ايجابى نحو المستجدات الحديثة فى مهارات التدريس اللازمة للمعلم .

طبيعة الأدوار الحديثة للمعلم
فى ضوء المناهج المطورة .


يميز بين دوره فى ظل المنهج القديم ودوره فى ظل المنهج الحديث.

يعرف مفهوم عملية التدريس .

يعرف طبيعة الدور الذى يمارسة داخل الصف .

يعرف أهداف التدريس العامة والخاصة والسلوكية .

يعرف أهم سمات المعلم الناجح .

يحدد المهارات التى يجب أن يمتلكها داخل الفصل وخارجة لنجاح العملية التعليمية .

يمارس وبشكل صحيح مهارات المعلم الناجح داخل الفصل .

يكتب قائمة بالمهارات الواجب توافرها فى المعلم الناجح.

يبدى رغبة فى تمثل مهارات المعلم الناجح .

يكون اتجاه ايجابى نحو المستجدات الحديثة فى مهارات التدريس اللازمة للمعلم .

المعلم والمنهج بمفهومه القديم والحديث .


المنهج القديم كان يساوى المادة الدراسية .

المعلم فى ظل المنهج القديم كان ناقلا للمعرفة .

المعلم فى المنهج القديم لا يراعى طبيعة الطلاب ولا الفروق الفردية بينهم .

المعلم فى ظل المنهج القديم يستخدم طريقة الالقاء والمحاضرة فقط .

المعلم لا يستخدم الوسائل التعليمية المناسبة ولا النشاط المناسب ، ولا طرق التدريس الحديثة .

المعلم فى ظل المنهج القديم تقويمه قاصر ويقف عند قياس الحفظ ولا يقيس الجوانب المهارية والوجدانية .

المعلم والمنهج بمفهومه القديم والحديث .


المنهج الحديث أصبح يساوى جميع الخبرات المباشرة وغير المباشرة التى يكتسبها المتعلم داخل وخارج حجرة الدراسة .

المعلم فى ظل المنهج الحديث أصبح قادرا على أن يوظف المعرفة .

المعلم فى المنهج الحديث يراعى طبيعة الطلاب و الفروق الفردية بينهم .

المعلم فى ظل المنهج الحديث يستخدم طريقة تدريس حديثة ومتنوعة .

المعلم يستخدم الوسائل التعليمية المناسبة و النشاط المناسب.

المعلم فى ظل المنهج الحديث تقويمه شامل ومتنوع ويمتد للنواحى المهارية والوجدانية اضافة الى النواحى المعرفية .

يعرف عملية التدريس

إن أي مهنة لا يمكن أن تتقنها وتبرع فيها ما لم تكن ملما بأصولها ومبادئها. وللتدريس ـ الذي هو عملية التعليم والتعلم ـ أصول وقواعد، منها ما يخص المعلم ومنها ما يخص المتعلم ومنها ما يخص المادة ومنها ما يخص أسلوب التعلم ووسائله. وهذا ما يدور حوله غالبا علم النفس التربوي. فمثلا إلمامك بالطريقة التي يتم بها التعلم، وما هي الأشياء التي تؤثر فيه سلبا أو إيجابا، يساعدك على اختيار الطريقة الصحيحة في التدريس التي تناسبك وتناسب طلابك ومادتك. ومع أن هناك اختلافا في النظريات والآراء في هذا المجال، إلا أن الإلمام بها ودراستها دراسة ناقدة وتطبيق ما صح منها يفيد المعلم كثيرا في التدريس ويساعد على تلافي كثير من الأخطاء التي يقع فيها كثير من المعلمين.


يعرف أهداف التدريس العامة والخاصة والسلوكية


للأهداف ـ في أي عمل ـ أهمية كبيرة تتلخص في الآتي:
ـ توجيه الأنشطة ذات العلاقة في اتجاه واحد، وتمنع التشتت والانحراف.

ـ إيجاد الدافع للإنجاز، وإبقاؤه فاعلا

ـ تقويم العمل لمعرفة مدى النجاح والفشل.
وهذه الأمور الثلاثة تجعل الأهداف ذات أهمية كبرى للمعلم أثناء تدريسه.
فمن المهم أن يحدد المعلم أهدافه من التدريس، وبشكل واضح. ولا يمكن أن يتم تدريس ناجح دون وجود أهداف واضحة.


يعرف أهداف التدريس العامة والخاصة والسلوكية


والأهداف أنواع.....
فهناك أهداف عامة ـ بعيدة المدى ـ
وهناك أهداف خاصة ومرحلية.
والعلاقة بين العام والخاص من الأهداف علاقة نسبية فما يكون عاما بالنسبة لما دونه قد يكون خاصا بالنسبة لما فوقه. فمثلا في تدريس مادة الفقه في مرحلة ما، هناك أهداف عامة من تدريس المادـ
هناك أهداف عامة من تدريس المادة أساسا، وهناك أهداف دونها من تدريس المنهج في مرحلة معينة وأهداف من تدريس مقرر محدد في سنة محددة وأخيرا أهداف خاصة من تدريس وحدة أو درس معين.
ولإلمام المعلم بهذه الأهداف يساعد في تنسيق الجهود وجعلها متضافرة للوصول إلى الهدف العام النهائي المقرر في سياسة التعليم.... ...محدد الذي يتوقع أن يقوم به الطالب نتيجة لنشاطه في درس معين. وقولنا إنه ظاهر ومحدد لكي نشير إلى سلوك معين يمكن مشاهدته وتحديده وقياسه، وليس سلوكا داخليا لا يمكن مشاهدته. فمثلا إذا قلنا: نتوقع من الطالب بعد هذا الدرس أن يعدَّ من واحد إلى عشرة. فهذا سلوك ظاهر يستطيع كل فرد أن يراه ويقيس مدى نجاح المعلم والطالب في تحقيقه. لكن لو قلنا: نتوقع من الطالب بعد هذا الدرس أن يفهم العلاقة بين كذا وكذا فإن هذا السلوك ـ أي الفهم ـ سلوك عقلي داخلي لا نراه، وإن كنا قد نرى بعض آثاره، فلذلك قد يصعب قياسه.


يعرف أهداف التدريس العامة والخاصة والسلوكية


اربط كل نشاط الفصل بالسعي لتحقيق تلك الأهداف. واجعلها في أول تحضيرك وبشكل بارز، ولابأس أن تكتب مختصرا لها على السبورة لتضمن عدم شرود ذهنك عنها.
وإن الأهداف السلوكية وإن انتقدها بعض الباحثين، لها أثر كبير في تسهيل عملية التدريس على المعلم والمتعلم.
إن من أهم أسباب فشل كثير من المعلمين في أداء دروسهم في الفصل رغم تحضيرهم لها كتابيا تحضيرا جيدا هو عدم رسوخ أهداف الدرس في أذهانهم، فترى المعلم ينتقل من نشاط إلى نشاط وكأنه لا رابط بينها ولا هدف مشترك لها.





يعرف تلاميذه - مستواهم - أفكارهم - خصائصهم العمرية

عندما تدخل إلى غرفة الفصل لأول مرة فإنك تواجه عالما مجهولا لديك إلى حد بعيد. لكنك في الغالب تدخل على فئة متجانسة بشكل عام من حيث العمر والخصائص النفسية والعاطفية. فمعرفتك المسبقة بالخصائص العامة لتلك الفئة يفيدك في وضع القواعد للتعامل معها. فمثلا إذا عرفت الخصائص العامة لمرحلة المراهقة سهل عليك تفسير كثير من التصرفات التي تصدر ممن يمرون بها من طلابك واستطعت أن تتوقع ـ إلى حد كبير ـ ما يمكن أن يصدر من سلوك أو يحدث من مشكلات تعليمية.
أيضا معرفة مستوى الطلاب الاجتماعي وخلفيتهم الثقافية ونوعية أفكارهم يفيدك في أسلوب طرح الأفكار وعرض الدرس، واختيار الأمثلة.



يعد دروسه جيداً

الإعداد الجيد للدرس هو المخطط الي يتوصل به المعلم إلى أهدافه من الدرس وبالتالي إلى درس ناجح.
خطوات الإعداد :


تحديد الأهداف :
*حدد أهداف الدرس بدقة ووضوح، وصغها صياغة صحيحة. وغالبا ما تكون الأهداف محدد في كتاب المعلم أو في خطة تدريس المقرر، فلا مجال للاجتهاد فيها.

*الاعداد الذهني
بعد أن تحدد أهداف الدرس بدقة، ابدأ في الخطوة التالية وهي رسم الخطة لتحقيق تلك الأهداف. وقبل أن تبدأ في الكتابة يجب أن تكون فكرة خطة التدرس قد تبلورت في ذهنك.

*الاعداد الكتابي
بعد أن تكون تصورا كاملا ومترابطا لطريقة سير الدرس قم بتسجيلها على شكل خطوات واضحة ومحددة، مراعيا في كل خطوة عامل الوقت وارتباطها بأهداف الدرس.
وما قل الاهتمام بالإعداد الكتابي إلا لأن المعلم ـ والمشرف، أحيانا! ـ صار ينظر إليه على أنه عمل روتيني جامد .. لا تجديد فيه ولا إبداع ولا نمو.




يعد دروسه جيداً

أعد متطلبات الدرس
غالبا يحتاج المعلم في شرح لبعض الوسائل النعليمية والمعينة، وينبغي على المعلم الاهتمام بتحضير هذه الوسائل والتأكد من صلاحيتها وإمكانية استخدامها في المكان الذي ستستخدم فيه. وينبغي ألا يؤجل إعداد الوسيلة إلى بداية الدرس حيث أن هذا يضيع الكثير من الوقت، وقد لا تكون الوسيلة المرادة متوفرة أو صالحة للاستعمال.

*حاول التنبؤ بصعوبات التعلم
المعلم الناجح هو الذي يستطيع أن يتنبأ بعناصر الدرس التي ستكون صعبة على الطلاب، فيحسب لها الحساب أثناء إعداد الدرس فيكون مستعدا لها فلا تفسد عليه تخطيطه لدرسه.

*تدرب على التدريس
بعض الدروس ـ أو بعض الخطوات فيها ـ وخاصة التي تقدم لأول مرة قد تحتاج إلى شيء من التدريب، فلا بأس أن يقوم المدرس بالتدرب عليها ليضمن أن يقدمها بصورة مرضية أمام الطلاب (وقد يلمس هذا بشكل واضح في تدريس اللغة الإنجليزية).



يستخدم طريقة التدريس المناسبة


للتدريس عدة طرق، وليس هناك طريقة من هذه الطرق صالحة لكل الأحوال بل هناك عدة عوامل تحدد متى تكون طريقة ما أكثر مناسبة من غيرها.
فقم بتحديد ما يناسبك من الطرق في ضوء المعايير التالية:
1ـ الدرس المراد شرحه
2ـ نوعية الطلاب
3ـ شخصيتك أنت وقدراتك كمعلم يقوم بتقديم ذلك الدرس.
وتذكر أن: أهداف واضحة ومحددة + طريقة صحيحة = درس ناجح.



يستخدم طريقة التدريس المناسبة


بشكل عام، ليكون الدرس ناجحا على المعلم أن:

ـ يهيئ الطلاب للدرس الجديد بتحديد أهدافه لهم وبيان أهميته.

2ـ يتأكد من معرفة الطلاب لمقدمات الدرس ومتطلباته السابقة، ولو عمل لها مراجعة سريعة لكان أفضل.

3ـ يقدم الدرس الجديد.

4ـ يلقي الأسئلة على الطلاب ويناقشهم لمعرفة مدى فهمهم.

5ـ يعطي الطلاب الفرصة للممارسة والتطبيق.

6ـ يقيم الطلاب ويعطي لهم تغذية راجعة فورية عما حققوه.

7ـ يعطي الواجب .


مبدعاً ويبتعد عن الروتين


إن التزامك بطريقة واحدة في جميع الدروس، يجعل درسك عبارة عن عمل رتيب (روتين) ممل، فتكفي رؤيتك مقبلا للفصل لتبعث في نفوس الطلاب الملل والكسل. حاول دائما أن تتعامل مع كل درس بشكل مستقل من حيث الطريقة والأسلوب، وكن مبدعا في تنويع أساليب العرض.
ومن أكثر ما يثير الملل في نفوس الطلاب البداية الرتيبة للدرس، فكلمة: "افتحوا الكتاب صفحة..!" أو البدء بالكتابة على السبورة من الأشياء التي اعتاد عليها أكثر المعلمين، فحاول دائما أن تكون لكل درس بدايته المشوقة، فمرة بالسؤال ومرة بالقصة ومرة بعرض الوسيلة التعليمية ومرة بنشاط طلابي.. وهكذا. وكل ما كانت البداية غير متوقعة كلما استطعت أن تشد انتباه الطلاب أكثر.
من الأشياء التي تجلب ملل الطلاب،وتجعل الدرس رتيبا وضع جلوس الطلاب في الفصل. فالمعتاد لدى كثير من المعلمين أن يكون الفصل صفوفا متراصة، وتغيير هذا الوضع بين وقت وآخر بما يناسب الدرس والموضوع يعطي شيئا من التجديد لبيئة الفصل.
حاول ـ ما أمكن ـ أن يكون لكل درس وضعا مختلفا، فمرة على شكل صفوف، وأخرى على شكل دائرة، وثالثة على شكل مجموعات صغيرة.. وهكذا، وإن كان أداء الدرس خارج الفصل مفيدا ويساعد على تحقيق أهدافه فلماذا الجلوس في الفصل؟!



يجعل درسه ممتعاً


توقف وراجع طريقة الدرس إذا رأيت أنها سبب في إملال الطلاب، فالهدف ليس إكمال خطة الدرس كما كتبت، بل الهدف هو إفادة الطلاب فإذا رأيت أن الخطة لا تؤدي عملها فاستخدم "خطة للطوارئ" تنقذ الموقف وتحصل منها على أكبر فائدة ممكنة للطلاب. فلا شيء أسوأ من معلم يشتغل في الفصل لوحده..! وتذكر أن الأهداف العامة للتعليم والأهداف العامة للمنهج أكبر وأهم من درس معين يمكن تأجيل عرضه أو تغيير طريقته.

· استخدم الاسلوب القصصي عند الحاجة، فالنفوس مولعة بمتابعة القصة.

· اسمح بشيء من الدعابة، فالدعابة والمزاح الخفيف الذي لا إيذاء فيه لمشاعر أحد ولا كذب من الأمور التي تروح عن النفس وتطرد الملل.

· حاول دائما ـ ما أمكن ـ أن يقوم الطلاب بالنشاط أنفسهم، لا أن تعمله أنت وهم ينظرون، وتذكر أن من أهداف المناهج أن يقوم الطلاب أنفسهم بالعمل لا أن يشاهدوا من يقوم بالعمل!

· رغب الطلاب في عمل ما تريده منهم واجعل الأفكار تأتي منهم! فمثلا بدلا من أن تقول ذاكروا الدرس السابق وسأعطيكم درجات في الواجب أو المشاركة، قل لهم: "ماذا تحبون أن تفعلوا حتى أعطيكم درجات أكثر في المشاركة؟!.. ما رأيكم في مذاكرة الدرس السابق؟!"




يستثر دافعية التلاميذ


من الصعب جدا ـ إن لم يكن مستحيلا ـ أن تعلم طالبا ليس لديه دافعية للتعلم. فابدأ بتنمية دافعية الطلاب واستثارتها للتعلم والمشاركة في أنشطة الفصل، مستخدما كافة ما تراه مناسبا من الأساليب التي منها:

*اربط الطلاب بأهداف عليا وسامية
ليس هناك شيء يجعل الدافعية تخمد أو تفتر من عدم وجود أهداف أو وجود أهداف دنيا، فدائما وجِّه أذهان طلابك إلى الأهداف السامية العظيمة، واغرس التطلع لها في نفوسهم لتشدهم شدا إلى المعالي فتثير فيهم دافعية ذاتية لا تكاد تخبو.

*استخدم التشجيع والحفز
للتشجيع والحفز المادي والمعنوي أثر كبير في بعث النفس على العمل ولو كان العمل غير مرغوب فيه، فالتشجيع بالثناء والكلمة الطيبة والتشجيع بالدرجة والتشجيع بالجائزة والتشجيع المعنوي بوضع الاسم في لوحة المتفوقين، كل هذه الأشياء لها أثر كبير في حفز الطلاب على التعلم. وهذه الأشياء سهلة ولا تكلف المعلم شيئا.



يستثر دافعية التلاميذ

*حدد أهدافا ممكنة ومتحدية!
قم بتحديد أهداف دراسية يكون فيها شيء من الصعوبة وأشعرهم أنك تتحدى بذلك قدراتهم وتريد منهم أن يثبتوا جدارتهم، مثل أن تطلب منهم أن يحفظوا صفحة من القرآن مرة واحدة أو أن يحفظوا عشر كلمات من اللغة الإنجليزية، وستجد أن كثيرا من الطلاب يتجاوب معك ويقبل تحديك. لكن تأكد أن ما تطلبه منهم ليس بالسهل جدا بحيث لا يلقون له بالا وليس بالصعب جدا بحيث يسبب عندهم الإحباط، وأعطهم الوقت الكافي.

*اشعل التنافس الشريف!
إن مثل النشاط الذي في الفقرة السابقة يفتح المجال للتنافس الإيجابي بين الطلاب، فقم باستغلاله لصالحهم. لكن كن حذرا من أن يجرهم هذا التنافس ويتمادى بهم إلى التشاحن والتباغض. وأيضا انتبه لجانب الفروق الفردية بين الطلاب.

*كافئ!
استخدم المكافأة بشتى أنواعها الممكنة مع الطلاب الذين ينجزون ما تطلبه منهم أو يبذلون جهدا كبيرا في سبيله، لكن تأكد أن المكافأة مناسبة للطالب، من حيث ما بذله من جهد ومن حيث مستواه العمري.




يبتعد عن العنف

تذكر دائما أنك إنما أتيت لتعلم لا لتعاقب من لا يتعلم! وتذكر أيضا أنه ليس كل عجز في التعلم يرجع سببه إلى الطالب. كن صبورا وتلطف ببطيئي التعلم والمهملين وثق أن المهمل إذا رأى أن إهماله يزيد من تركيز المعلم عليه وتلطفه به فسيكف عن سلوكه هذا. وغالبا ما يكون سبب الإهمال البطء في التعلم وغفلة المعلم عن ذلك.
ارجع بذاكرتك إلى الوراء ـ خاصة إن كنت ممن جاوز الثلاثين ـ وتذكر مدرسيك فستجد أن أول ما يخطر بذهنك صورة المدرس الغليظ الفظ الذي كانت رؤيته تثير الرعب في قلوب الطلاب، وتحسس قلبك فستجد كم فيه من الحنق عليه ـ إلى اليوم ـ لما سببه لك أو لغيرك من الآلام النفسية في أيام الدراسة.
هناك من المدرسين من كانوا بعنفهم وغلظتهم سببا في ترك كثير من الطلاب للدراسة ممن كان يتمتع بقدرات عقلية جيدة وكان يرجى له مستقبلا جيدا.
دخل معاوية بن الحكم رضي الله عنه في الصلاة مع الجماعة ولم يعلم أن الكلام قد حرم في الصلاة، فعطس أحد الصحابة فشمته[3]، فنبهه بعض الصحابة ـ بالإشارة ـ فلم يفهم واستمر في كلامه، فلما انتهت الصلاة ناداه رسول الله صلى الله عليه وسلم فأتى إليه خائفا، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم بكل لطف ولين: إن هذه الصلاة لا يصلح فيها شيء من كلام الناس، إنما هو التسبيح والتحميد وقراءة القرآن، فقال معاوية معلقا على فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم: بأبي هو وأمي، ما رأيت أحسن تعليما ولا أرفق منه صلى الله عليه وسلم.



اتجاهه ايجابى نحو التلاميذ

أثبتت البحوث التجريبية أن نظرة المعلم لتلاميذه ذات أثر كبير على تحصيلهم وتقبلهم. فإذا كان المعلم ينظر إلى تلاميذه على أنهم أذكياء وقادرون على التعلم وجادون ـ ويحسون هم بذلك ـ فسيؤثر هذا إيجابيا عليهم، أما إذا كان المعلم ينظر إليهم على أنهم كسالى ولا يفهمون شيئا فسيكونون كذلك.


*كن متفائلا
التفاؤل من أحسن الصفات التي يجب أن يتمتع بها المعلم، فكن متفائلا من طلابك وأشعرهم بذلك ترَ منهم ما يسرك.


*اظهر تقديرك لاستجابات الطلاب ومشاركاتهم
لاتهمل مجهودات الطلاب ولو كانت قليلة، أو دون ما تتوقع. اظهر شكرك وتقديرك لاستجابات الطلاب واطلب منهم المزيد، ليحسوا بالفرق بين المشاركة وعدمها ويتيقنوا أنك منتبه لمشاركتهم.


*علمهم علو الهمة والطموح
علو الهمة عنصر "سحري" إذا خالط نفس الطالب رأيت منه العجائب. وكثير من الطلاب يملك هذا العنصر لكنه في حالة خمود. فقم بتنشيط هذا العنصر باستثارة حماس الطلاب وضرب الأمثال لهم وإعطاء القصص المفيدة، وربطهم بأهداف سامية.


يحافظ على نموه العلمي والتربوي والمهني


يقع كثير من المعلمين في خطأ كبير عندما يظنون أن تخرجهم ونيلهم للوظيفة هو نهاية المطاف وأنهم بذلك قد وصلوا مرحلة يستريحون فيها. فهذا غير صحيح. فتجنب الوقوع في هذا الخطأ واعلم أنه وإن انتهى وقت الدراسة النظامية المقررة بالتخرج إلا أنه جاء وقت الدراسة الذاتية، وجاء دور مزج الدراسة النظرية بالخبرة المباشرة. فاحرص على الاستمرار في نموك العلمي والتربوي، فإنه لا شيء من هذه الدنيا في ثبات فكل مالا ينمو فهو يذبل!

يمكنك تنمية نفسك بإحدى الطرق التالية:

*القرآءات الموجهة
استشر المشرف التربوي أو أحد المتخصصين ليحدد لك كتبا أو فصولا لتقرأها في تخصصك الدقيق أو في التربية بشكل عام. احرص على الاشتراك في الدوريات المتخصصة في التربية والتعليم.

*اللقاءات التربوية
تحرص إدارات التعليم وغيرها من المؤسسات التربوية على إقامة لقاءات تربوية وندوات لبحث وتدارس الموضوعات التربوية المهمة، لا تتردد في الحضور والمشاركة الفاعلة التي يكون هدفها الفائدة، وسترى تقديرا كبيرا من زملائك.

*الدورات التدريبية
تعقد أحيانا دورات تدريبية ـ أثناء الخدمة ـ للمعلمين، اسعَ للالتحاق بإحداها لرفع مستواك العلمي والمهني.



قدوة في علو الهمة والأمانة والجد

كل كلامك لطلابك عن الخلق الحسن والصفات الحميدة لا يكون له كبير فائدة إذا لم يرَ منك الطلاب تطبيقا فعليا. فكن قدوة لهم في علو همتك فلا ترض من الأمور بأدناها، وكن قدوة في جدك فلا يراك طلابك لا همَّ لك إلا الهزل والمزاح.

وكن قدوة في أمانتك فلا يرَ منك الطلاب تفريطا فيها بإهمال واجباتك الوظيفية والتربوية.

ينتبه إلى ما بين سطور التدريس

من المسلمات أن التربية ليست حشو أذهان الطلاب بالمعلومات، بل هي إكسابهم المهارات اللازمة والاتجاهات الصحيحة وتهذيب خلقهم وتنمية مداركهم العقلية. فما يكتسبه الطلاب من شخصية المعلم وخلقه وهديه في التعامل والتعليم ونظرته للأشياء وطريقة تفكيره قد تكون أهم من وأنفع للتربية من ما يعطيهم من معلومات، وهو ما يمكن أن نسميه ما بين سطور التدريس، فهناك دائما أشياء غير مباشرة يكتسبها الطلاب من المعلم ـ ربما وهو لا يشعر ـ وقد تكون إيجابية وقد تكون سلبية.


إن المعلم الجاد ذا الخلق الحسن الرفيق بطلابه والمهتم بعمله يكتسب منه الطلاب حبا للعلم وحبا للمدرسة وحسن خلق في التعامل مع الآخرين مهما كانت المادة التي يدرسها، والعكس بالعكس! فشخصيتك ذات أثر كبير في تلاميذك.



يقول - لا أعلم - لما لا يعلمه


يتحرج بعض المعلمين إذا سئل عما لا يعلم أن يقول: لا أعلم! والواقع أن الإجابة على سؤآل ما بـ "لا أعلم" أمر يجب أن لا يتحرج منه المعلم لأمور:

1ـ يجب أن نحترم العلم، ونحترم عقلية الطلاب، فإذا سئلنا عما لا نعلم فلا نتكلف الإجابة ونراوغ، بل نعترف أننا لا نعلم.

2ـ يجب أن نرسخ في أذهاننا وأذهان الطلاب أنه ليس مطلوبا من المعلم (ولا من الطالب) وليس في مقدوره أن يعلم كل شيء، بل يجب أن يعرف الفرد حدود علمه وقدراته، فلا يتكلم فيما لا يحسن.

3ـ هذه العبارة: "لا أعلم" إذا قالها المعلم بثقة تزيد من قَدره عند طلابه.

لكن يجب على المعلم أن يرشد طلابه إلى كيفية الحصول على تلك المعلومة المسئول عنها أو يعدهم بالبحث عنها بنفسه.




يستخدم الوسائل التعليمية بفاعلية

عندما أراد رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يبين لأصحابه معنى قول الله تعالى: { وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل…} خط لهم خطا مستقيما وقال هذا سبيل الله، وخط خطوطا كثيرة عن يمينه وعن شماله وقال: هذه السبل…!
وعندما رأى الصحابةَ يتحسسون منديلا من حرير ويتعجبون من لينه ونعومته، قال صلى الله عليه وسلم: أتعجبون من هذا؟! لمناديل سعد في الجنة أفضل من هذا!

للوسائل التعليمية أثر كبير في التعلم، فهي:

1ـ توفر على المعلم الكثير من الكلام النظري

2ـ تجذب انتباه الطلاب

3ـ تكسر رتابة الشرح والإلقاء

4ـ تثبت المعلومة

5ـ توضح الفكرة بشكل أكبر من الكلام المجرد.

· استخدم الوسائل المتوفرة ـ سابقة الصنع ـ أو قم بإعدادها أنت أو كلف الطلاب بذلك قبل الدرس بوقت كاف. يمكنك استغلال حصة النشاط أو حصة التربية الفنية في ذلك.

يستخدم الوسائل التعليمية بفاعلية

· تأكد أن الوسيلة واضحة وأن الهدف الذي تريده منها ظاهر للطلاب، فما تراه أنت في الوسيلة قد لا يفهمه الطلاب.

· كلما كانت الوسيلة سهلة وبعيدة عن التعقيد فذلك أفضل.

· اجعل وسيلتك شيقة وجذابة.

· كن مبدعا في وسائلك وابتعد عن التقليد.

· احذر من الوسائل التي قد يكون فيها خطر على الطلاب.

· تأكد أن مكان الدرس مهيأ لاستخدام الوسيلة،

· لا تستخدم وسيلة لا تعرف طريقة تشغيلها، فهذا قد يسبب شيئا من الآتي:

1. إفساد الجهاز، وقد يتضرر الطلاب أو المعلم بذلك.

2. إضاعة الوقت في البحث عن الطريقة الصحيحة لتشغيله.

3. الارتباك والإحراج الذي يقع فيه المعلم أمام طلابه نتيجة لعجزه عن تشغيل الجهاز.

يحسن استخدام السبورة


السبورة من أقدم الوسائل التعليمية وأقلها تكلفة، لا يكاد يستغني عنها معلم، فاعرف كيف تستخدمها بفعالية. يعتقد بعض المعلمين أن استخدام السبورة أمر عشوائي لا يخضع لأصول وقواعد، وهذا غير صحيح. فالمعلم الناجح يستخدم السبورة بشكل منظم ولأهداف محددة.

· قم بتقسيم السبورة لقسمين أو ثلاثة، وحدد لكل قسم نوعية معينة من الأشياء المكتوبة توضع فيه بشكل منظم وواضح، فمثلا، قسم لعناصر الدرس، وقسم للجمل والعبارات التي يراد لها البقاء طول الدرس، وقسم للعبارات الوقتية التي يمكن إزالتها أثناء الشرح.

· لا تتكلم وأنت تكتب على السبورة

· عند الكتابة على السبورة حاول أن لا تعطي ظهرك للطلاب، بل اعطهم جنبك.

· لا تكتب شيئا خطأ على السبورة، وإذا دعت ضرورة ملحة لذلك فسارع في إزالته.

· استخدم الطباشير الملون بطريقة منظمة، بحيث يساعد الطالب على استيعاب عمليتي التصنيف أو الربط بين الأشياء.



يحسن استخدام السبورة


تأكد أن الكتابة واضحة ويمكن رؤيتها للطلاب في آخر الفصل.

استخدم جهاز عرض فوق الرأس قد يكون أكثر فعالية إذا تدربت عليه وأعددت المواد بشكل جيد. فهو:

1. يوفر الوقت الذي تصرفه في الكتابة على السبورة.

2. يجعلك تواجه الطلاب دائما.

3. يكون حلا لمشكلة سوء الخط عند بعض المعلمين.




لا يغضب

غضب المعلم في الفصل على تلاميذه من أكثر الأشياء التي تجعله متوتر الأعصاب ومن ثم يفقد السيطرة على فصله، وتجعل الفصل في جو من الخوف والرهبة. وقد يقود الغضب المعلم إلى تصرفات تكون عواقبها وخيمة. والفصل ذو المعلم الغاضب بيئة مناسبة لمشاكل الطلاب.

كيف تتجنب الغضب ؟؟؟

1ـ تعرف على خصائص السلوك العامة للمرحلة التي تدرسها.
أكثر ما يثير غضب المعلم هو تصرف يصدر من بعض الطلاب وقد يكون بغير قصد، فمما يمنع ذلك الغضب أن تتعرف على خصائص السلوك للمرحلة التي يمر بها طلابك، فهذا يجعلك تنظر إلى ذلك السلوك بمنظار أكثر واقعية وموضوعية، فلا يكون بالحجم الذي تصورته. فمثلا إذا قام طالب بالتحدث مع زميله أثناء الشرح فإن هذا التصرف في "عرف" الكبار غير سليم ويثير الغضب حقا، لكن إذا نظرت له على أنه تصرف من طفل أو مراهق يصعب عليه بطبيعته أن يبقى فترة طويلة ساكتا وبدون حراك، بدا لك الأمر طبيعيا أكثر.



لا يغضب

2ـ توقع السلوك
معرفتك أيضا لنوعيات السلوك في المرحلة العمرية لطلابك يجعلك تتوقع بعض التصرفات، فإذا حدثت لم يكن ذلك مفاجئا بل تكون قد أعددت نفسك للتصرف السليم حيالها.
احرص على اقتناء ومطالعة مرجع موثوق في علم نفس النمو.

3ـ لا تهول الأمر!
لا تتصور أن كل تصرف غير مرغوب يقوم به الطالب فالمقصود به إغاظة المعلم أو إفساد جو الدرس، فهذه النظرة تجلب الغضب فعلا. حاول ـ ما أمكن ـ أن تنظر إلى تلك السلوكيات على أنها أخطاء فحسب. وأن كثيرا من السلوكيات التي تغضبنا إنما هي تصرفات طبيعية بالنسبة للطلاب خاصة في المرحلة الابتدائية والمتوسطة.
موسى ـ عليه السلام ـ وهو نبي الله المكلَّم، لم يتمالك نفسه مع معلمه الخَضِر فكرر السؤآل عن أسباب ما يفعله الخضر من أمور رغم أنه قد وعده ألا يسأله عنها ورغم تنبيه الخضر له بعد كل سؤال.

4ـ إياك والظلم..!
الغضب غالبا يدعو للعقاب، وأحيانا الانتقام، والانتقام مظنة الظلم، فاحذر الظلم، فبالإضافة إلى ما يسببه من أثر نفسي للطلاب، فهو معصية لله وظلمات يوم القيامة.




يحسن التعامل مع مثيري المشاكل من الطلاب


لا نكن مثاليين! ففي كل فصل يوجد طالب أو أكثر يتسببون في إثارة المشاكل وإعاقة عملية التدريس بشكل أو بآخر. هناك بعض الأساليب للتغلب على هذه المشكلة أو التخفيف منها. تأمل معي الخطوات التالية:

1ـ اجعل فصلك ممتلئا بالحيوية والنشاط حتى لا تسمح للملل بالدخول إلى نفوس الطلاب.

2ـ ابحث دائما عن السبب الذي يدعو الطالب لإثارة المشاكل وقم بإزالته إن أمكن. قد يكون السبب وجوده بجانب طالب آخر قم بالتفريق بينهما. قد يكون للتعبير عن تضايقه من شيء معين أو لجلب الانتباه إليه، تعامل مع كل سبب بما يناسبه.

3ـ اجعل ذلك الطالب في مقدمة الفصل حتى يكون تحت نظرك وبالقرب منك.

4ـ ليس كل مشكلة يثيرها الطالب تحتاج إلى أن توقف الدرس وتعالجها، من التصرفات ما يكون مجرد النظر إلى الطالب أو المرور بجانبه والتربيت على كتفه كافيا لإنهائه دون أن يشعر الآخرون.

5ـ من أكثر ما يسبب هذه المشاكل فراغ الطالب فأشغل الطلاب، ولا يكفي أن تنشغل أنت فقط بالتدريس!

يحسن التعامل مع مثيري المشاكل من الطلاب


6ـ استخدم أسلوب الاستدعاء بعد نهاية الحصة والتفاهم مع الطالب بشكل ودي. حاول أن تأخذ منه وعدا ألا يكرر ما حدث.

7ـ حاول نقل الطالب لفصل آخر.

8ـ استعن بالمرشد الطلابي.

وقبل ذلك كله تأكد أن طلابك يعرفون بالتحديد ما تريد منهم أن يعملوه وما تريد أن لا يعملوه.
لا تستخدم الضرب! لن أدخل معك هنا في الجدل المعتاد حول الموضوع، واختلاف الآراؤ في ذلك. فالشيء الأكيد أن استخدام المعلم للضرب ممنوع نظاما منعا باتا، وهذا يكفيك للتخلي عنه.




يخطط وينفذ ويقيم و يشاور تلاميذه ويشركهم في شيء من التخطيط


التخطيط من أسس النجاح في كل عمل. خطط لما تقوم به من أعمال في الفترة أو في الفصل الدراسي أو في السنة. الأنشطة والواجبات الإضافية كل ذلك يحتاج إلى تخطيط حتى يعطي ثماره المرجوة.
والتخطيط لا يفيد ما لم ينفعه تنفيذ دقيق متقن وتقويم لما تم إنجازه.
شاور تلاميذك فيما تنوي أن تعمله ـ ما أمكن ـ فذلك يعودهم على مبدأ الشورى وإبداء الرأي وكذلك يجعلهم يتحمسون لما تريد عمله.



يعمل اختباراته بشكل جيد

يقال إن الاختبار عملية ضابطة تقيس أداء المعلم والمستوى التحصيلي للطلاب. وعمل الاختبارات علم له قواعده وأسس علمية من حيث وضع واختيار الأسئلة وأنواعها وضوابط كل نوع، ويخطئ بعض المعلمين في ظنه أن وضع مجموعة من الأسئلة كافية لاختبار الطلاب مادامت من داخل المقرر.

· تأمل هذه القواعد:

1. ضع هدفا للاختبار

2. حدد الوقت المخصص للاختبار وحدد عدد ونوعية الأسئلة بناء عليه.

3. قم بتحليل المادة الدراسية

4. ضع الأسئلة بحيث يكون هناك تناسب بين الأسئلة الموضوعة وأجزاء المادة.




يجعل الأسئلة واضحة جدا وخالية من أي لبس أو إيهام، ويعلم أن الاختبار الصادق هو الذي يقيس ما وضع لقياسه!

· أسئلة موضوعية أم مقالية ؟!

استخدم الأسئلة الموضوعية إذا كنت تريد قياس القدرة على تذكر الحقائق، وإذا كان وقت تصحيح الأسئلة قصيرا.


****ضوابط صياغة الأسئلة الموضوعية:

&&أسئلة "الصح" والخطأ

1. لا تضع الجملة نصا حرفيا من الكتاب، بل أعد صياغتها حتى لا يكون الجواب بناء على إلف العبارة لا على الفهم.

2. تجنب التعابير الغامضة أو غير المحددة.

3. تجنب تعابير وصيغ العموم، مثل: "دائما" أو "كلّ" أو "أبدا" ...إلخ، إذ أنها توحي غالبا أن العبارة خاطئة.

4. يجب أن تكون الإجابة واحدة ومحددة وقاطعة.



يجعل الأسئلة واضحة جدا وخالية من أي لبس أو إيهام، ويعلم أن الاختبار الصادق هو الذي يقيس ما وضع لقياسه!

&&أسئلة الاختيار من متعدد

1. يفضل أن تكون الخيارات ثلاثة أو أربعة.

2. يجب أن تكون الخيارات صحيحة من الناحية الإعرابية، حتى لا يكون إعراب الكلمة دليلا على الاختيار (هذا ما لم يكن المقصود قياس القدرة اللغوية!)

3. تجنب وضع عبارة: "كل ما سبق" ضمن الخيارات، إذا أن معرفة الطالب لخيار خاطئ يدل على خطأ هذا الخيار.

4. ابتعد عن العبارات المنفية أو أساليب الاستثناء، لأن ذلك يربك فهم الطالب.

5. لابد أن تكون الخيارات متقاربة ومنطقية.

6. اجعل أصل العبارة (الجزء الأول منها) يشتمل على مسألة واحدة فقط، واستبعد أي معلومات ليست ضرورية.





يجعل الأسئلة واضحة جدا وخالية من أي لبس أو إيهام، ويعلم أن الاختبار الصادق هو الذي يقيس ما وضع لقياسه!

أسئلة الربط

1. يفضل أن تكون عناصر القائمة الأولى أكثر من القائمة الثانية

2. يجب أن لا يرتبط العنصر في كل قائمة إلا بعنصر واحد من القائمة الثانية، وفي حالة خلاف ذلك نبه الطلاب له.

3. اجعل الربط عن طريق الأرقام أو الحروف وليس عن طريق رسم خطوط.

أسئلة إكمال الفراغ

1. اجعل الجملة تحتوى على إشارات وقرائن تحدد بالضبط الكلمة المطلوبة

2. لا تعط أكثر من فراغين في الجملة، حيث أن ذلك يجعلها غامضة.

3. اجعل الفراغ في آخر الجملة ما أمكن، حتى يتضح المطلوب أكثر.

يجعل الأسئلة واضحة جدا وخالية من أي لبس أو إيهام، ويعلم أن الاختبار الصادق هو الذي يقيس ما وضع لقياسه!!

&&استخدم الأسئلة المقالية إذا أردت:

1. أن تقيم فهم الطالب للمصطلحات الأساسية المهمة في مقرر ما.

2. أن تعرف قدرة الطالب على المقارنة والموازنة بين الأحداث والمفاهيم والأشياء أو الربط بينها.

3. أن تقيس القدرة الإبداعية والتخيلية لدى الطالب.




يجعل الأسئلة واضحة جدا وخالية من أي لبس أو إيهام، ويعلم أن الاختبار الصادق هو الذي يقيس ما وضع لقياسه!

&&ضوابط وضع الأسئلة المقالية

1. حدد طول الإجابة المتوقعة بالكلمات أو بالصفحة، حتى يكون لدى الطالب تصور عن طول الإجابة المتوقع.

2. ضع نموذجا للجواب الصحيح ووزع عليه الدرجات بدقة، حتى يكون التصحيح أكثر موضوعية.

3. اعط الوقت الكافي للإجابة.

4. إذا كنت ستحاسب على الأخطاء الإملائية أو النحوية أو على الخط فأعلم الطلاب بذلك مقدما.

&&· وماذا عن الاختبارات الشفهية؟!

قد تحتاج للاختبارات الشفهية في بعض المواد لقياس المهارات الشفهية كالقراءة الجهرية، وأقول الجهرية لأن القراءة الصامتة يقصد منها الاستيعاب وهذه قد تختبر تحريريا.

عند وضع الاختبار تأكد من تحديد الهدف منه، وتأكد من المهارة أو الناحية التربوية التي تريد قياسها. بعض المعلمين يظن أن الفرق بين الاختبار الشفهي والاختبار التحريري هو أن الطالب في الأول يتكلم بالجواب وفي الثاني يكتبه كتابة، وهذا غير صحيح، فالفرق هو أن الاختبار الشفهي يقيس المهارات الشفهية، كالمحادثة والإلقاء والتجويد، ونحوها. فليس بصحيح ـ مثلا ـ أن نسأل الطالب في اختبار شفهي للغة الإنجليزية أن يتهجى كلمة من حفظة، إذ أن هذه مهارة كتابية.



يجعل الأسئلة واضحة جدا وخالية من أي لبس أو إيهام، ويعلم أن الاختبار الصادق هو الذي يقيس ما وضع لقياسه!

· راع القواعد التالية في الاختبارات الشفهية:

1. ابدأ بالأسئلة السهلة لإزالة ما قد يقع في نفس الطالب من توتر.

2. فاتح الطالب ـ بعد رد السلام ـ بالتحية ولاطفه ببعض الكلمات المشجعة، وأكثر منها إذا رأيت عليه رهبة الامتحان.

3. تجنب امتحان الطالب أمام زملائه، خاصة الطالب الخجول.




"ييسر ولا يعسر..!"

من المعلمين من يرى أن نجاحه في التعليم يقاس بمدى تشديده على طلابه وتشدده معهم، فالواجبات عليهم مضاعفة ولا بد من أن تكون الحلول نموذجية، والاختبارات صعبة ومحبطة. وهذا غير صحيح، فالتيسير مطلب شرعي وتربوي، والمعلم الناجح هو الذي يأخذ بأيدي طلابه ويصعد بهم شيئا فشيئا بالحفز والترغيب وشيء من الترهيب، أما التشديد والتعنت فكل يحسنه! والنفوس دائما تميل إلى من يسهل عليها الأمور. والله عندما أمر بالصيام، ولما فيه من المشقة قال: {أياما معدودات} تسهيلا للأمر على النفوس.




معلما مربيا.. لا ملقنا!

ليست مهمة المعلم أن يحقن أذهان الطلاب بالمعلومات، بل المعلم مربِ، فلا يكن همك هو تنمية الناحية المعرفية عند الطالب بإكسابه معلومات أكثر بل ليكن هدفك مساعدة الطالب على النمو من جميع الجوانب العقلية والروحية والجسمية والنفسية والعاطفية، وإكسابه الاتجاهات الصحيحة، واجعل المعلومات وسيلة لا غاية في ذاتها، فليس المقصود ـ على سبيل المثال ـ أن "يعرف" الطالب أن الصدق صفة حميدة بل الهدف أن يتمثل الصدق في تعامله وأقواله وأفعاله.



ينتبه إلى مواهب تلاميذه ويقوم بتنميتها، ولا يقتصر على المقرر!


قلنا إن المعلم مربِ، فعليك أن تتنبه إلى الجوانب الإيجابية ونقاط القوة في طلابك حتى تنميها وتساعدهم على استغلالها والاستفادة منها. فلا يشغلك ما أنت فيه من تدريس لمقررك عن التنبه لهذه النقطة، فقد يكون لدى بعض الطلاب مواهب ومهارات لا تعتني بها المقررات على الوجه المطلوب، فتنبه لهذا النقص فيها وقم بتكميله، ولا تنس أن المعلم جزء من المنهج! وكم من الإبداعات وئدت وكم من العقول ذات المواهب أهملت ولم تنمَّ وتوجه التوجيه الصحيح بسبب غفلة المعلم أو جهله. وتلك ثروات تهدر وطاقات تضيع سدى!




يراع الفروق الفردية


من المسلمات التربوية أن الطلاب يختلفون في قدراتهم العقلية ومهاراتهم وسماتهم النفسية، فلا تغفل عن مراعاة هذا الجانب في تعاملك مع طلابك. فالطالب الذكي المتفوق يحتاج إلى نشاطات تتحدى قدراته حتى يستمر في تفوقه، والطالب البطيء التعلم يحتاج إلى تأنِ ورفق في التعليم، والطالب الخجول يحتاج إلى أن يعامل بطريقة لا يتعرض بها إلى الإحراج الشديد أمام زملائه.. وهكذا مع كل نوعية من الطلاب، يجب أن تعاملها بما يناسبها وبما يجعلها أكثر فعالية. وهذا مع فائدته في هذا الجانب فإنه يجعل الدرس أكثر حيوية بتنويع أساليب الشرح والتعامل مع الطلاب.




يستخدم الواجبات المنزلية بفعالية

يرى بعض المعلمين أن الواجبات المنزلية تحصيل حاصل أو أمر روتيني يؤدى بلا هدف، والواقع أن الواجب المنزلي جزء من الدرس ويجب أن يكون مخططا له وله أهداف محددة. فليس القصد إشغال الطلاب أو إتعابهم.

بعض النقاط المهمة التي تتعلق بالواجب المنزلي:

1ـ حدد الهدف من إعطاء الواجب، هل هو للتمرين والتطبيق، أم للتقويم...؟

2ـ يجب أن لا يكون الواجب مرهقا للطالب، أو كثيرا بحيث يطغى على وقت الواجبات الأخرى أو وقت الراحة.



يستخدم الواجبات المنزلية بفعالية

3ـ تأكد أن الطالب يفهم ما ينبغي عمله، فجهله بالطريقة يجره إلى أحد أمرين:

ا. الحل الخاطأ

ب. النقل من زملائه.

4ـ يستحسن (وأحيانا يجب) أن تبدأ الحل مع الطلاب في الفصل أو تعطي أمثلة محلولة.

تصحيح الواجبات

1ـ إذا أعطيت واجبا فلا بد من تصحيحه بشكل ما، فلا فائدة من واجب لا يصحح.

2ـ تصحيح الواجب لا يعني التأشير عليه، أو كتابة "نظر" أو "شوهد"، بل لا بد أن يكون التصحيح تصحيحا فعلا.



يستخدم الواجبات المنزلية بفعالية

3ـ كن دقيقا في تصحيحك، فمن أقبح الأشياء أن تؤشر بعلامة "الصح" على عمل خاطئ. تصور الموقف لو قارن الطالب إجابته بإجابة طالب آخر صحيحة، أو لو حاكمك لدفتر الواجبات عند تصحيحك لورقة امتحانه!

4ـ لا يكفي أن تشير بعلامة الخطأ على إجابة الطالب بل لابد أن تشير إلى نوعية الخطأ. وغالبا يستخدم كثير من المعلمين أسلوب الرموز المتفق عليها، فمثلا الدائرة على الكلمة تدل على الخطأ الإملائي، والخط أسفل الكلمة يدل الخطأ النحوي .. وهكذا، فهذا يوفر الوقت على المعلم.





يدِير فصله بفعالية!


*لا تكن أنت المصدر الوحيد للتعلم في الفصل

*حاول دائما أن لا تكون أنشطة التعلم متركزة حولك، بل اعمل على جعل الطلاب يستفيد بعضهم من بعض، ويقومون بالعمل هم بأقل جهد منك، حيث ينحصر دورك في الإشراف وتسهيل عمليات التعلم. عود الطلاب على طرح الأسئلة على زملائهم، وعلى الاستنتاج وعدم انتظار المعلومة تأتيهم جاهزة.

*كن عادلا في توزيع أنشطة التعلم على الطلاب

*يجد كثير من المعلمين أنفسهم ـ دون شعور في كثير من الأحيان ـ يركزون أنشطتهم على مجموعة قليلة من الطلاب في الفصل، وهم المتميزون، ويغفلون أو يهملون بقية الفصل. وقد يكون لديهم مسوغ لذلك وهو قولهم: إن الاقتصار على هذه الفئة تعطي الدرس حيوية، ولو تركناهم وأشركنا جميع الفصل بما فيهم الطلبة الضعاف لكان الدرس بطيئا ودون حيوية! وهذا بالتأكيد ليس بمسوغ صحيح. فالدرس ليس للطلاب الجيدين فقط، بل يجب أن يستفيد منه الكل مع مراعاة الفروق الفردية. وما يناله الفصل بمجموعه عند اشتراكه في أنشطة الفصل يفوق ما قد يعتري عملية التدريس من بطء أو فتور.



يحافظ على وقت الدرس


الوقت هو الدرس، فبدون الوقت لا تستطيع أن تقدم درسا. حافظ على وقت الدرس واجعل كل دقيقة فيه تخدم الأهداف التربوية. بإمكانك استخدام الأساليب التالية للحفاظ على الوقت.

1ـ كن في فصلك في الوقت المحدد

2ـ لا تسمح للطلاب بالتأخر عن وقت الدرس، وعودهم على الحضور قبيل دق الجرس.

3ـ تقيد بقدر الإمكان بخطة الدرس، ولا تستطرد إلا للضرورة.

4ـ تأكد من وجود كل ما تحتاجه في درسك معك في غرفة الفصل وبحالة جيدة.

5ـ كون عادات راتبة (روتين) للأعمال التي ينبغي على الطلاب عملها في كل درس، مثل جمع دفاتر الواجب أو مسح السبورة، فبدلا من أن تطلب منهم عمل ذلك كل درس عودهم على طريقة محددة.

6ـ استغل الدرس حتى آخر دقيقة.

وبالتأكيد لا يعني هذا أن يكون الدرس على وتيرة واحدة من الجد والنشاط، لكن المقصود إلا يضيع شيء من الدرس فيما لا فائدة فيه.




يعلم الطلاب كيف يتعلمون


يشكو المعلمون وأولياء الأمور من إهمال الطلاب لدروسهم وعدم مذاكرتهم لها، وهذه حقيقة واضحة ويتفق عليها الجميع بالنسبة لغالبية الطلاب، وحتى الطلاب المجدون لا يبذلون كل ما في قدرتهم في المذاكرة.

والأسباب متعددة، لكن هناك سبب نغفله وهو من أهم الأسباب، ألا وهو أن كثيرا من الطلاب لا يعرفون كيف يتعلمون، وكيف يذاكرون؟!

فبدلا من أن نجعل الطالب عالة على المعلم وعلى ولي الأمر، لماذا لا نعلمه كيف يذاكر وكيف يدرس وندربه على ذلك، وستكون النتائج جيدة.



يعلم الطلاب الرجوع إلى مصادر المعلومات

نحن في عصر التفجر المعرفي، وليس من المعقول أن نطلب من الطلاب حفظ كل المعلومات. والغريب أننا نطلب منهم أن يحفظوا معلومات لو سئل عنها من يحمل مؤهلا علميا عاليا لما وجد أي غضاضة في الرجوع إلى أقرب مرجع علمي للحصول عليها. فلماذا لا نكتفي من الطالب بأن يعرف مكان وجود المعلومة وكيف يستخرجها، دون أن نشغله بالحفظ الذي ينتهي مفعوله غالبا بانتها الاختبار. وبالتأكيد هذا لا ينطبق على كل المعلومات، فهناك قدر منها لا بد للطالب من حفظه، لكن لو طبقنا هذه القاعدة لخففنا الكثير من الإجهاد عن الطلاب. يتخرج الكثير من طلابنا وهو لا يعرف أمات[4] المراجع في حقول المعرفة الأساسية ولا كيف يستخدمها.
علم الطلاب طريقة الحصول على المعلومات بسرعة ومن مصادرها المعتمدة تفتح له قنوات إمداد علمية مستمرة التدفق ومتجددة.



يعلم الطلاب كيف يفكرون!

تعود طلابنا أن تعمل لهم الأشياء وتحل لهم المسائل، وحتى إذا قاموا بالعمل انفسهم فإنهم غالبا يقومون به بطريقة آلية. وذلك لأن طرق التدريس التي نتبعها تعتمد على التلقين، وإعطاء الأفكار جاهزة.
عود طلابك على استخدام تلك الأجهزة الجبارة التي وهبهم الله: عقولهم! اطلب منهم دائما أن يفكروا في حل ما يعترضهم من مشاكل. اطرح عليهم الأسئلة .. استثر أذهانهم، علمهم طرق التفكير السليم وطريقة حل المشكلات. علمهم التفكير الإبداعي.
إن من يلاحظ أطفالنا الصغار يجد في كثير منهم ذكاءً فطريا باهرا، لكن سرعان ما "ينطفئ" جزء كبير منه أثناء الدراسة، حتى لتكاد تحس أحيانا أنك أمام مخلوقات لا تفكر! ترى من المسئول عن هذا الهدر الضخم في الطاقات الذهنية؟ لا شك أن هناك أسبابا كثيرة، لكن يستطيع المعلم الواعي إصلاح الشيء الكثير.
وبالمناسبة فإن التفكير الإبداعي ـ على عكس ما هو شائع ـ لا يحتاج إلى ذكاء خارق، بل يحتاج إلى إلمام بطريقته وتدرب عليها.



لا يسأل هذا السؤال!


هناك سؤال يكاد لا يكون له أي فائدة، ومع ذلك يسأله كثير من المعلمين، ويعتمدون على إجابته. ذلك السؤال هو: "هل فهمتم؟" فالمعلم عندما يسأل هذا السؤال فالمرجح أن الإجابة ستكون: "نعم!" لأن غالب من يجيب على هذا السؤال هم الطلبة المتميزون، وأيضا لأن من لم يفهم يستحي ـ غالبا ـ أن يجيب بـ "لا"، لأنه أولا يعرف أن الإجابة التي يتوقعها المعلم هي: "نعم"، وثانيا لأن إجابته بالنفي تظهره أنه أقل قدرة من زملائه. ثم إن الطالب قد يظن أنه فهم وهو لم يفهم! فلذلك كان هذا السؤال ليس له أي فائدة، بل قد يكون خادعا.
والواجب على المعلم أن يتوصل إلى إجابة هذا السؤال ـ دون أن يطرحه ـ وذلك عن طريق التطبيقات التي يقيس بها مدى فهم الطلاب واستيعابهم الفعلي للمادة.



يستعن بالله .. فإن رحلة النجاح الطويلة تبدأ بخطوة واحدة


إن من يجلس ويتصور ما يجب عليه أن يفعله ليكون ناجحا، ويكتفي بذلك لا يمكن أن ينجح أبدا، لكن من يبدأ العمل ويخطو الخطوة الأولى، ولو كانت صغيرة، فإنه قد وضع قدمه على الطريق .. ومن سار على الدرب وصل. وتذكر أن تسعة أعشار العبقرية إنما هي في بذل الجهد.

د.فالح العمره 05-04-2005 12:19 PM

كيف يمكن لمعلمة رياض الأطفال تخطيط النشاط

أولا:الأهداف

من المتوقع بعد الانتهاء من لقاء اليوم وبعد دراستك لموضوع تخطيط وإعداد النشاط،أن تصبح قادرا على أن:

1 – تذكر المقصود بإعداد النشاط.

2-تحدد العناصر التي يتضمنها تخطيط النشاط.

3-تعد مخططا لنشاط ما بحيث تتوافر فيه قواعد الإعداد السليمة.

4-تتمكن من التقويم الذاتي للأنشطة لتي تقوم بإعدادها مستعينا في ذلك بالمعايير التي يجب توافرها في النشاط الناجح .

5-تصبح حريصا على إعداد الأنشطة بطريقة منظمة ويومية.

6- تحدد نقاط القوة ونقاط الضعف في نشاط قمت بإعداده من خلال مشاركتك في ورش العمل .

ثانيا: المحتوى:

يتضمن محتوى اللقاء العناصر التالية:-

1-مفهوم الإعداد.

2-محتويات دفتر التحضير.(على المستوى السنوي –على المستوى اليومي).

3-التمهيد للنشاط.

4-عناصر تخطيط النشاط على المستوى اليومي:-

العنوان –الأهداف –المحتوى –الوسائل التعليمية-طرق التدريس- أسلوب التقويم)

5-معايير يمكن للمعلم استخدامها في تقويم ما قام بإعداده من أنشطة.

ثالثا: الوسائل التعليمية:

جهاز عرض الشفافيات. أو جهاز( الداتا شو )

رابعا طرق التدريس:

طريقة المحاضرة.

طريقة المناقشة.

التعلم التعاوني.

خامسا: خطة السير في الموضوع

يتضمن اللقاء تناول المحاضر العناصر الأساسية التي تضمنها المحتوى،والتي سيتم عرضها في صورة تجمع بين المحاضرة والمناقشة مع السادة المعلمين ،هذا وقد تم صياغة العناصر في صورة أسئلة ومحاولة الإجابة عنها على النحو التالي.

-ما مفهوم إعداد النشاط؟

يعتقد بعض مدرسي المواد من القدامى والجدد على السواء أن المقصود بالإعداد هو أن يقوموا بنقل المادة الدراسية مختصرة من الكتاب المدرسي إلى دفتر الإعداد ولكن هذا اعتقاد يخالف الصواب كثيرا، ذلك لأن المفهوم الصحيح للإعداد يقوم على أساس أن يتصور المدرس ما سوف يقوم به داخل الفصل من أنشطة تربوية مختلفة لشرح درس معين بما يحقق أهداف هذا الدرس.

إن مرحلة إعداد الدروس هامة حيث أن نجاح المدرس في داخل الفصل مرتبط إلى حد كبير بمدى دقة الإعداد .

- لماذا الإعداد؟

1-يشعر المعلم بالاطمئنان.

2-يحقق الأهداف التربوية .

3-يساعد على تحقيق الانضباط والنظام داخل الفصل .

4-يساهم في منع الارتجال من قبل المعلم .

ملحوظة
إن الأداء الجيد في تدريس أي أي نشاط لطفل الروضة لا يمكن تحقيقه بالآمال ولكنه يتحقق بالإعداد الدقيق الذي يسبق التدريس.

- ما محتويات دفتر التحضير؟

1-القسم الأول: يتضمن التخطيط للعام الدراسي كله وهذا التخطيط يشمل الأمور التي يجب أن يقوم بها المعلم قبل البدء في إعداد دروسه اليومية.

2- القسم الثاني :ويحوى التخطيط للدروس اليومية ويتضمن عناصر إعداد الدرس وخطوات تنفيذه.

1-القسم الأول: التخطيط للعام الدراسي

وهو عمل جماعي يشترك فيه مدرسو كل مادة من المواد الدراسية وغالبا ما يشترك معهم موجه المادة ،ويعقدون اجتماعا يناقشون من خلاله الأمور الهامة التي يجب على المعلمان يقوم بتدوينها في صدر دفتر الإعداد وهى :1-الأهداف العامة التي سيقوم بتدريسها.

1- موضوعات المنهج التي سيقوم بتدريسها .

2- توزيع المنهج على أشهر السنة الدراسية .

3- تدوين الوسائل التعليمية التي تلزم لتدريس المنهج.

4- كتابة المراجع والكتب والمجلات التي يحتاج إليها كل من المعلم والتلاميذ في تدريس المنهج.

2- القسم الثاني : التخطيط للدروس اليومية

-ما العناصر الرئيسة التي يتضمنها التخطيط للدروس اليومية؟

يتضمن التخطيط للدروس اليومية العناصر التالية :-

1- عنوان النشاط .

2 - أهداف النشاط.

تعد الأهداف التربوية المصباح المنير لأي عملية تربوية ،فبتحديدها تبرز مجالات الخبرة اللازم تقويمها للمتعلم ،وتختار الأنشطة التعليمية المناسبة المتفقة مع الظروف والإمكانات،كما تساعد في تحقيق تقويم سليم هادف.

وتعد صياغة الأهداف السلوكية ،إحدى خطوات عمليات التخطيط والتنفيذ والتقويم التعليمي .

ويراعى عند صياغة الأهداف السلوكية ما يلي:-

-أن تكون مصاغة بطريقة إجرائية.

- تمثل ناتج التعلم

- تمثل أداء التلميذ وليس المعلم.

هذا ويتكون الهدف السلوكي من:-

أن+ فعل مضارع + التلميذ +الأداء المتوقع والنسبة المطلوبة للنجاح.

وتنقسم الأهداف إلى :-

ا- معرفية ( وتقيس الحقائق والمعلومات والمفاهيم )

ب-مهارية(وتتمثل في المهارات العقلية ،المهارات اليدوية ،والمهارات الاجتماعية)

ج-وجدانية(ميول ،اتجاهات،وقيم)

3- الهدف من التمهيد للنشاط

ما الهدف من التمهيد للنشاط؟ ( إثارة انتباه الطفل )

4-محتوى النشاط ومادته .

ما الصورة التي يجب أن يكون عليها محتوى النشاط.

- تنظيم المحتوى بصورة جيدة.

- سهولة فهم المحتوى من قبل الأطفال .

- الاستعانة بكل ما هو متاح من خامات وأدوات يمكن أن تساهم فى تحقيق أهداف النشاط .

5- الوسائل التعليمية

تتدرج وسائل الاتصال التعليمية من وسيلة تصممها أنت بنفسك لتحقيق غرض معين ،مثل لوحة إعلان بسيطة ،إلى أجهزة إلكترونية معقدة .

ويرجع السبب الرئيس في استخدام وسائل تعليمية إلى كونها أكثر إغراء وترغيب للتلاميذ من (السبورة الطباشيرية والحوار الشفهي)

ما الأمور الهامة التي يجب عليك أن تراعيها قبل كتابة الوسيلة التعليمية؟

- تعرف على ما هو موجود بالفعل من وسائل في مدرستك.

-حدد الوسائل المناسبة لما تدرسه.

- اختر الوسائل التي تجعل تدريسك أكثر تأثيرا وفعالية.

-تدرب على استخدامها حتى تكتسب الثقة لعرضها أمام التلاميذ باطمئنان.

- جهز وسائل مدروسة وأجهزة سليمة قبل أن يبدأ الدرس.

كن حذرا من الآتي:-

* لا تستخدم وسيلة معقدة للمرة الأولى مع فصل( يصعب التعامل معه)

· لا تلجأ إلى استخدام العديد من الوسائل في درس واحد.

· لا تجعل استخدام الوسيلة يضعف اتصالك بطلبة الفصل.

· لا تستخدم وسيلة كأداة تحايل في غير موضعها.

· لا تتوقع أن تقوم الوسيلة بالعمل نيابة عنك.

6-طرق التدريس

تتمثل طرق التدريس في مجموعة الأساليب والطرق التي يستخدمها المعلم في تدريس نشاط ما بما يحقق أهدافه التي قام بتحديدها له،ويتطلب ذلك أن يقوم المعلم بترجمة النشاط إلى عدد من المواقف والخبرات وتقديمها إلى الأطفال بما يحقق الاستفادة منها.

وتتنوع طرق التدريس وتتعدد ،ولا توجد هناك طريقة أفضل من أخرى ،وإنما الذي يحدد ذلك طبيعة الموقف التعليمي ،وكذلك الموضوع الذي سوف تقوم بشرحه للأطفال ،وفى كل الأحوال أنت المسؤول عن تحديد الطريقة المناسبة لتدريس النشاط ،وقد تستخدم أكثر من طريقة خلال الدرس الواحد ،وكما سبق أن قلنا أن المعلم الناجح هو الذي يستطيع اختيار الطريقة المناسبة في الموقف المناسب لها .

ومن طرق التدريس التي يمكن استخدامها في التدريس " طريقة الإلقاء – طريقة المناقشة – طريقة التعيينات – طريقة حل المشكلات – طريقة الاكتشاف – طريقة القدوة – طريقة القصة – طريقة تمثيل الأدوار – طريقة الرحلات والزيارات الميدانية – طريقة الأحداث الجارية - طريقة التعلم الذاتي،- طريقة التفكير الناقد – وطريقة التفكير الإبداعي – واستراتيجية التعليم التعاوني – وطريقة التمثيل (المسرح )

ولقد أدى التنوع في طرق التدريس إلى وقوع المعلمين في حيرة فأي الطرق يستخدمون ، وأي الطرق يتركون ، وأي الطرق أفضل من غيرها ، وحتى لا يقع المعلم في تلك الحيرة عليه أن يراعى مجموعة من المعايير عند اختياره طريقة التدريس المناسبة0

ما المعايير التي يجب عليك أن تراعيها عند اختيارك طريقة التدريس المناسبة؟

- أن تكون مناسبة لأهداف النشاط0

- أن تكون مثيرة لاهتمام الأطفال نحو الدراسة 0

- أن تكون مناسبة لنضج الأطفال 0

- أن تكون مناسبة للمحتوى 0

- أن تكون قابلة للتعديل إذا تطلب الموقف التدريسى ذلك 0

- أن تراعى الفروق الفردية بين أطفال الروضة 0

- أن تكون مناسبة للموقف التعليمي 0

- أن تساعد الأطفال على تنمية التفكير 0

- أن تسمح للأطفال بالمناقشة والحوار 0

- أن تسمح للأطفال بالعمل فرادى وجماعات 0

- أن تسمح للأطفال بالتقويم الذاتي 0

- أن تتيح للأطفال فرصة القيام بزيارات ميدانية 0

- أن تتيح للطلاب فرصة استخدام كتب أخرى غير الكتاب المدرسي

- أن تنمى في الأطفال روح الديمقراطية .

7- التقويم

التقويم عملية منهجية منظمة لجمع البيانات وتفسير الأدلة بما يؤدى إلى إصدار أحكام تتعلق بالأطفال أو البرامج مما يساعد في توجيه العمل التربوي واتخاذ الإجراءات المناسبة في ضوء ذلك .

وتعد عملية التقويم من العمليات الأساسية التي يحتويها أي منهج دراسي ، وهو في مفهومه يعنى العملية التي يقوم بها الفرد أو الجماعة لمعرفة مدى النجاح أو الفشل في تحقيق الأهداف العامة التي يتضمنها المنهج ، وكذلك نقاط القوة والضعف به حتى يمكن تحقيق الأهداف المنشودة بأحسن صورة ممكنة ،ومعنى هذا أن عملية التقويم لا تنحصر في أنها تشخيص للواقع بل هي علاج لما به من عيوب إذ لا يكفى أن تحدد أوجه القصور وإنما يجب العمل على تلافيها والتغلب عليها.

ويقصد بالتقويم هنا قياس ما تم تحقيقه من أهداف .

ومن المعايير التي يجب أن تراعى عند التقويم:

- يجب أن يرتبط التقويم بالأهداف 0

- يجب أن يكون التقويم مستمراً وغير محدد بفترة زمنية معينة 0

- يجب أن يكون التقويم شاملاً لجميع جوانب العملية التعليمية مثل طريقة التدريس والمقررات الدراسية والإمكانيات المادية بالمدرسة والتلميذ والأهداف 0

- يجب أن يكون التقويم متنوعاً ومتعدداً في الوسائل والأدوات لكي يواجه تعدد وتنوع الجوانب المراد تقويمها 0

- يجب أن يكون التقويم علمياً " لابد من توافر شروط معينة مثل( الصدق-الثبات-الموضوعية)

- يجب أن يكون التقويم اقتصادياً 0

- يجب أن يتم التقويم بطريقة تعاونية فيشارك فيه الطالب والمدرس

- تتنوع أساليب التقويم بحيث تشمل :-

1) الاختبارات الشفوية ، وتكون بشكل مستمر أثناء الحصة 0

2) ملاحظة سلوك الطفل أثناء ممارسته النشاط 0

3) الاختبارات التحريرية وتشمل :-

- الاختبارات التحصيلية التي تتضمن أسئلة المقال والأسئلة الموضوعية

- مقاييس الاتجاهات والقيم وذلك لتعرف درجة التحول في اتجاهات الطلاب وقيمهم في ضوء ما يدرسونه،و الملاحظة المباشرة 0

كيف تنجح في تقويم ما قمت بإعداده من أنشطة ؟

يمكنك الاستعانة بالمعايير التالية عند تقويمك للنشاط:-
أولا : موضوع النشاط
- هل يتسم بالوضوح والدقة؟

- هل يعالج موضوعا يرغب الأطفال في دراسته؟

-هل يناسب ميول الأطفال ؟

ثانيا: أهداف النشاط

- هل هي مناسبة لمستوى نمو الأطفال؟

-هل تم صياغتها بطريقة إجرائية؟

-هل تتضمن الجوانب المعرفية والمهارية والوجدانية؟

-هل يمكن تحقيقها بسهولة ؟

-هل هي واضحة ومفهومة؟

ثالثا:التمهيد للنشاط

هل فكرت جديا في التمهيد للنشاط الجديد؟

يمكنك التمهيد للنشاط الجديد باستخدام الأساليب التالية :-

-ربط النشاط الجديد بالنشاط السابق.

-استخدام وسيلة إيضاح تكون ذات صلة بالنشاط الجديد بهدف تشويق الأطفال إليه.

- استغلال خبراتك الشخصية لإثارة ميل الأطفال إلى النشاط الجديد.

رابعا: محتوى النشاط
1-هل يساعد على تحقيق الأهداف الموضوعة ؟

2-هل يناسب مستوى الأطفال؟

3-هل يناسب الزمن المحدد؟

5-هل يتسم بالاستمرار والتتابع والتكامل؟

خامسا:الوسائل التعليمية
1-هل هي متوفرة بالمدرسة أم أنك سوف تصنعها؟

2-هل تساعد على تحقيق أهداف النشاط؟

3-هل الفصل ملائم لعرض هذه الوسائل؟

1- هل قمت بتحديد مواضع استخدامها في الدرس ومتى وكيف يمكن استخدامها؟

2- هل هي ملائمة لمستوى الأطفال ؟

سادسا: طريقة التدريس
1-هل راعيت تعدد وتنوع طرق التدريس ؟

2-هل اخترت الطريقة المناسبة للمحتوى المناسب؟

3-هل الطريقة مناسبة للهدف ومحققة له؟

4-هل الطريقة مثيرة لميول الأطفال نحو الدراسة؟

5-هل راعيت الفروق الفردية بين الأطفال ؟

6-هل الطريقة مناسبة للموقف التعليمي ؟

7-هل الطريقة تسمح للأطفال بالعمل فرادى وجماعات؟

8-هل الطريقة تسمح بالمناقشة والحوار ؟

9-هل الطريقة تساعد على تنمية تفكير الأطفال.

سابعا: أسئلة التقويم
1- هل الأسئلة تقيس ما تم وضعه من أهداف؟

2- هل هي متنوعة بحيث تقابل ما بين الأطفال من فروق فردية؟

3- هل تم صياغتها بطريقة جيدة ؟

4- هل هي شاملة وتغطى الجوانب ( المعرفية والمهارية والوجدانية)

أسلوب التقويم المستخدم:

أولا:في ضوء دراستك لموضوع إعداد وتخطيط النشاط أجب عن الأسئلة التالية:

1-ما المعايير التي يجب أن تراعى عند صياغة الأهداف السلوكية؟

2-ما المعايير التي يجب أن تراعى عند اختيار الوسيلة التعليمية؟

3-ما المعايير التي يجب أن تراعى عند اختيار طريقة التدريس المناسبة؟

4-ما المعايير التي يجب أن تراعى عند اختيار أسلوب التقويم المناسب؟

ثانيا: تخير موضوع ضمن محتوى المادة التي تقوم بتدريسها ،وعليك القيام بما يلي:

ا- إعداد نشاط تتوافر فيه الشروط التي درستها من خلال المحاضرة.

ب-تولى تقويم النشاط الذي قمت بإعداده مبينا جوانب القوة وجوانب الضعف في طريقة الإعداد، مستعينا في ذلك بالمعيار الذي درسته خلال المحاضرة.

ج- عن طريق ورش العمل حاول التعاون مع زملاءك في إعداد نشاط يتصف بكونه مخطط تخطيطا جيداً.

نماذج يمكن الاستعانة بها لتحضير نشاط :

"التخطيط لإعداد النشاط"

أولا : ينبغي عليك أن تضع نصب عينيك ثلاث نقاط رئيسية قبل أن تبدأ في تحضير النشاطاليوم ،وهى :-

3- تهيئة الجو المناسب للموقف التعليمي .

4- الدرس والموقف التعليمي .

5- الخاتمة .

تتضمن خطة تحضير النشاط اليومي منك ما يلي :-
نموذج لخطة تحضير النشاط اليومي ( النموذج المطول)
التاريخ : الصف الدراسي: اسم المدرس:

المادة : موضوع الوحدة: موضوع الدرس:

5- الأهداف التعليمية:

-

-

-

-

2-محتوى النشاط :

-

-

3-خطوات النشاط ( الإجراءات )

-

-

4-الوسائل التعليمية:

-

-

5-التقويم:

-

-

-

-(2) النموذج المعدل لخطة الدرس اليومي

(يصلح لأي مادة دراسية تستخدم أسلوب المحاضرة)



الفرقة: المادة :

التاريخ: المدرس:



الموضوع العام للوحدة :



الموضوع الذي يتناوله الدرس:

*الأهداف التعليمية.

-

-

-

-



*مقدمة-التهيئة-إثارة اهتمام التلاميذ:

*النقاط الرئيسية للدرس(قضايا –أحداث..الخ )

-

-

-

-

-

*أمثلة توضيحية/تعاريف /عقد مقارنات.

*الملخص والنتيجة العامة.

مع خالص تمنياتي لكل المعلمين بدوام التوفيق

دكتور صلاح عبد السميع عبد الرازق
كلية التربية / جامعة حلوان
قسم المناهج وطرق التدريس

د.فالح العمره 05-04-2005 12:21 PM

عملية صناعة المنهج المدرسي الحديث: عملية بناء و تقييم لا نهائيه

توطئه:
لا يخفى على أحد هذه القفزات الخرافية المتسارعة التي تشهدها حضارات الأرض اليوم في كافة جوانبها السياسية و الاقتصادية و الاجتماعية و التقنيه…إلخ. ولعل البعد التربوي/التعليمي يعد أحد أهم هذه الجوانب بل لا نبالغ كثيرا إذا ما قلنا أنه العنصر الأس الفاعل في كل تلك الدوائر التي تتشكل منها أي حضارة وذلك على اعتبار أن التربية هي "عملية إعداد مستمر لإفراد المجتمع للحياة". إن هذا الإعداد الذي تتولاه مؤسسات المجتمع التعليمية و التربوية المختلفة للنهوض بالفرد وتهيئته للقيام بأعباء متطلبات الارتقاء بالحضارة يحتاج إلى "منهج" يكون متوائم مع "خصوصية" و مسلمات ذلك المجتمع ومتماشيا في الوقت عينه مع ظروف العصر المتغيرة أبد الدهر بما تمليه عليها سنن الله في الكون. وهذا ما سنحاول في الأسطر القادمة أن نسلط الضوء أو بعضه عليه.

المنهج قديما وحديثا:
يعود الاهتمام بالمنهج المدرسي إلى أيام الإغريق حيث لفت الفيلسوف اليوناني"أفلاطون" PLATO في حوالي القرن الرابع قبل الميلاد الأنظار إلى أهمية وجود "منهج" يمكن استخدامه كمسلك أو طريقه لإعداد أفراد مجتمعه "الطبقي" "المثالي" الذي لم يرى النور للحظة! ، كذلك أولى "كومينيوس" في القرن السابع عشر الميلادي و "فرويبل" في القرن التاسع عشر المنهجَ و مشاكله قدرا طيبا من الدرس و المناقشة. و في القرن العشرين بدأت تتضح ملامح ظهور المنهج كعلم مستقل له علماؤه و منظريه حيث شرعت الكثير من كبريات مؤسسات التعليم العالي في الغرب عموما و في الولايات المتحدة خصوصا في افتتاح فروع في كليات و أحيانا كليات خاصة بالمنهج و طرق التدريس. بل إن لجانا و جمعيات أسست على مستوى الولايات المتحدة لهذا الغرض، "كرابطة تطوير المناهج والإشراف عليها" مثلا لا حصرا و التي تعد الملتقى المهني للمهتمين بالمناهج على مستوى الولايات المتحدة الامريكيه. وخلال السنوات الأخيرة حذت جامعاتنا المحلية و العربية حذوهم في إنشاء أقسام وأحيانا كليات مستقلة للمنهاج و طرق التدريس. والحقيقة أن هذا الاهتمام المتزايد و التطور المستمر الذي شه!
دته" المناهج" في الحقل التربوي خلق أرضيه خصبه تتعدد وتتباين فيها وجهات النظر اتجاه التعريف العلمي الدقيق لماهية "المناهج". فالبعض كمكدونالدز يرى أنها " مهام و إجراءات مسبقة الإعداد"، في حين يرى آخرون كفوشي وغيرها "أنها وثيقة عمل"، على أن آخرين كالكساندر و سميث و ستينلي يرى أن المنهج" خبرات وتجارب مسبقة التخطيط و التحضير. كما وأن أصحاب مشروع ألاسكا 2000 يرون أن المنهج" هو كل ما ينبغي أن يعرفه الطالب و يتمكن من القيام به…" على أية حال أيان كان ذاك التعريف فالجميع متفق تقريبا على أهمية تجريد و إفراغ المنهج الحديث من تلك النظرة القديمة التي كانت تحصره في المقرر المدرسي(الكتاب فحسب إن شئت) والدفع به إلى آفاق أوسع وأكثر شمولية تتعدى الكتاب المدرسي لتشمل الطالب و المسهل و أولياء الأمور و الإدارة و المبنى المدرسي و الوسائل التعليمية و المختبرات …وعلى وجه الإجمال نقول أن المنهج الحديث يشمل كل ما يتعلق بالعمل التعليمي و التربوي.

بناء المناهج:
حين الحديث عن عملية "بناء" المناهج الحديثة هناك من المختصين في هذه الصناعة من يرى أن الفروق الدقيقة التي توجد ما بين عملية"بناء" و "هندسة" و"تشكيل" المناهج يجب أن تؤخذ بعين الاعتبار. إلا أننا نميل في هذه العجالة إلى عدم إغراق القارئ الكريم الغير مختص في بسط القول حول متاهات تلك الفوارق الدقيقة. وسنكتفي بتسليط الضوء على الأسس التي يجب أن تبنى عليها عملية "البناء" تلك :
أولا: تحديد الاحتياجات
من المسلم فيه أن عملية صناعة المنهج كأي مشروع تنظيمي آخر تحتاج منا قبل الشروع في تجهيزها الإجابة ،ربما عن طريق تصميم "استبانه" خاصة ،على جملة من الأسئلة التي تتعلق:
1. بالفئة المستهدفة من ناحية الفئة العمريه و الجنس والاحتياجات والأهداف القصيرة والبعيدة المدى وطبيعة المتلقي…الخ.
2. طبيعة المجتمع الذي تعيش فيه تلك الفئة المستهدفة من ناحية فلسفه ذلك المجتمع في النظر إلى الحياة وطبيعة مسلماته وخصوصيته…فعلى سبيل المثال ينبغي أن تختلف مفردات منهج اللغة الانجليزيه المعدة كلغة ثانيه لأفراد المجتمع الصيني عن مفردات ذلك المنهج المعد لأفراد يعيشون في مجتمع عربي ومسلم، تبعا لاختلاف نظرة المجتمعين للحياة.
3. الإمكانات المادية المتوافرة: كالأجهزة و المعدات المصاحبة لعملية صناعة المنهج و أيضا و هو الأهم تلك المخطط لها أن تكون مصاحبه لعملية تطبيق المنهج و تدريسه، كمعامل تعليم القرآن الكريم و اللغات الاجنبيه و أجهزة العرض فوق الرأس و الحاسب و السبورة و الشبكه العنكبوتية…إلخ.
4. طبيعة المنشأه التي يتم إعداد المتلقي للعمل بها مستقبلا: فعلى سبيل المثال ينبغي ان تكون مفردات المنهج الذي يصمم للطالب العسكري تختلف جذريا عن تلك التي تصمم للطالب المدني بحكم خصوصية و طبيعة إعداد و عمل كل منهما.
5. تحديد المشتركين في عملية صناعة المنهج: هل هم أهل الخبرة من المسهلين فحسب أم ان الأمر يشمل غيرهم كالآباء و الإدارة و صناع استراتيجيات المجتمع..؟

ثانيا: صناعة المنهج:
تتكون عملية صناعة المنهج من عدة خطوات يمكن إجمالها في:
1. تدارس محصلة عملية تحديد الاحتياجات السابقة بحيث يتم الوقوف على تلك الاحتياجات المختلفة بشكل دقيق يضمن تلبيتها أو اكبر كمية منها.
2. وضع خطه لتلبية تلك الاحتياجات التي تم الوقوف عليها بحيث يتم صياغتها على شكل مفردات لذلك المنهج تمهيدا للبدء في إنشائه و تكوينه.
3. أخيرا يتم التنفيذ الفعلي لمفردات ذلك المنهج المنشود.

ثالثا: تطبيق المنهج المعد:
في هذه المرحلة يتم الأخذ بكافة الأسباب و الطرق اللازمة لتهيئه الظروف والشروط المنشودة بغرض الشروع في عملية "تطبيق" مفردات ذلك المنهج الذي فرغ للتو من أعداده، من ناحية التأكد من تطابق ما ورد في تحديد الاحتياجات الواردة في الفقرة "أولا" أعلاه مع ما هو موجود حاليا على أرض الواقع من ناحية الطلبة المستهدفين وطبيعة مجتمعهم و البيئة الدراسية و الصحية و الاداريه و المستلزمات الدراسية من معدات و مواد خام و غيرها. يلاحظ هنا إننا في هذه المرحلة نشرع في الحقيقة في عملية "تنفيذ" مفردات ذلك المنهج الجديد على أرض الواقع و هذا يعني انه سيكون لزاما علينا مراقبه كل خطوات التنفيذ هذه على اعتبار أنها" تجريب" لما تم إعداده سابقا يتم لأول مرة، بقصد منع خروج عمليه التطبيق تلك عن أغراضها المنشودة.
رابعا: تقييم نتائج تطبيق المنهج:
خلال عملية التجريب المشار إليها أعلاه كنا قد أكدنا على أهمية متابعة عمليه التنفيذ بدقه و بروح مهنية واضحة بغرض الوقوف على نقاط الضعف في مفردات ذلك المنهج ليتم لاحقا تعديلها وأيضا للوقوف على نقاط القوة ليتم تعزيزها. وعليه فانه يمكننا القول أن عملية التقييم تلك يجب أن تتم على مرحلتين:
1. المرحلة الأولى: وهي التي تتم أثناء تطبيق المنهج وتنتهي بمجرد الفراغ من تجريب ذلك المنهج.
2. المرحلة الثانية: وهي التي تتم بعيد الانتهاء من المرحلة الأولى و بشكل دوري قد يكون شهري أو سنوي أو غير ذلك حسب تقدير أهل الاختصاص و ظهور الحاجة لإعادة النظر في صياغة مفردات ذلك المنهج أو تغييرها كليه، بما يضمن مسايرة المنهج للمستجدات الموجودة في البيئة المحلية بل و أحيانا البيئة العالمية، بما لا يتعارض بطبيعة الحال مع مسلمات و خصوصية المجتمع المعني. وكما يلاحظ هنا فان المرحلة الأولى مؤقتة في حين أن المرحلة الثانية لا نهائية.هذا ويلزم للقيام بأعباء المرحلتين إعداد معايير"قياسات" للأداء performance standards والتي يتم على ضوء نتائجها التعرف على مجمل نقاط الإخفاق أو القوة في المنهج محل النظر.
وفي الختام….
وانطلاقا من النقطة الأخيرة نستطيع أن نخلص إذن الى أن عمليه صناعة المنهج وتعديله وإعادة صياغة بعض مفرداته هي عمليه ينبغي أن تكون لا نهائية لتتواكب مع سنة الله في الكون: تغير و تبدل لا يعلم منتهاه إلا الله في علاه. ومن الخطأ الجسيم أن يظن أحد أن عمل صناع المنهج ينتهي بمجرد الشروع في تطبيقه ذلك أن بعض مفردات المنهج لا يتبين ضعفها من قوتها إلا من خلال العمل الميداني و التطبيق الفعلي لها. كما ينبغي ألا يغيب عن الأذهان"أن تطوير المنهج وتغييره أمر واقع لا محالة وأنه سيتم رغم محاولات البعض اعتراض سبيله، على انه لا ينبغي الحكم على ذلك التغيير بأنه سيئ أو جيد وإنما يحكم على مساره فقط بالخطأ أو الصواب… وما دام التغيير واقع لا محاله فانه من الحكمة أن يحدث تحت إشراف أناس من أهل الرشد و العقل و الاختصاص بحيث يتم تفادي إحداث التغيير في المناهج بطريقة عشوائية أو كاستجابة لظروف تاريخية مؤقتة"

برحه لكم بجهد المقل المقصر.


فهد مشاري الرومي
ماجستير في تدريس اللغة الانجليزيه/ الولايات المتحده
fadz29@yahoo.com

د.فالح العمره 05-04-2005 12:23 PM

المعلم

مجلة تربوية ثقافية جامعة
على الرغم من اهتمام التربية الحديثة بجوانب النمو الوجداني والمهاري إلى جانب النمو العقلي المعرفي ، إلا أن المعرفة لاتزال -وسوف تظل - ذات أهمية خاصة للمعلم ولعمله في المدرسة.
دليل المعلم




حديث فـــــي التربيـــــــة


بطبيعة الحال فإن أي حديث ومن أي جانب كان عن التربية هو بذاته محاولة جديدة للانفتاح على بقعة مجهولة من عالم التربية الشاسع 0 سأقدم هنا حديثا عن حميمية الحديث عن التربية وكذلك عن متعة الحديث عن هذا العالم الذي يبقى ينهل منه الإنسان إلى اليوم الأخير وتبقى تنهل منه البشرية إلى أن يرث الله تبارك وتعالى الأرض وما عليها , وفي النهاية سأقدم حديثا عن متعة المعرفة ضمن الاطار التربوي , أي عندما تتحول التربية إلى أرقى أشكال للمعرفة البشرية 0

الإنسان كائن قابل للتربية في شقيها الإيجابي والسلبي وهو كائن يتربى لا يوجد إنسان غير قابل لاكتساب التربية ,الحديث عن التربية حديث غير مستقر حيث إن التربية بذاتها تتفرع إلى فروع شتى . التربية ليست مذهباً فكريا
ولا هي بعقيدة وليست تيارامن التيارات 0
الإنسان هو ابن الحياة والحياة هي بنت التربية .. الحياة هي التي تقدم البراهين للإنسان عبر ما في الطبيعة, والإنسان يتربى من تجاربه ومن مشاهدة ما في الطبيعة والحياة .
يتلقى الإنسان أشكالاً من التربية في مسيرة حياته فهو عندما يكون طفلاً يربيه أبواه غذائياً وعندما يكبر يربيه معلمه معرفياً ومن ثم ينفتح على أشكال أخرى للتربية , فثمة تربية مهنية يتلقاها من المهني ، وثمة تربية اقتصادية يكتسبها من خلال تعامله بالمال ,وثمة تربية صحية يتلقاها من خلال إرشادات الأطباء ، وثمة تربية ثقافية يكتسبها عن طريق الإعلام المقروء والمسموع والمرئي, وثمة تربية جنسية تعلمه أصول التعامل مع الجنس الآخر إضافة إلى ألوان وأشكال تربوية أخرى متفرعة ولكنها في النهاية تنصب في حروف كلمة / التربية/0 كل تصرفات الإنسان تكون من خلفية تربوية معينة سواء كانت سلبية أو كانت إيجابية , ذلك أن الإنسان هو تلميذ للتربية ولكن ما هي التربية ..؟
التربية تنقسم إلى شكلين, شكلها الأول نظري, وشكلها الثاني عملي فيمكن للإنسان أن يكتسب التربية بفروعها وأقسامها من خلال تجاربه الشخصية كما يمكن له أن يكتسبها من خلال تجارب الآخرين وهنا تطرح التربية الدينية نفسها بقوة على ضمير الإنسان فتقدم إليه الخبرة الكافية عبر تجارب الإنسان نفسه وبالتالي تقدم إليه الخلاصة والاتجاه الصحيح ، وفي الواقع فان أرقى وأهم أشكال التربية تتبدى في صلب التربية الدينية ، فا لتربية الإلهية هي تربية خالصة وخالية من الشوائب وهي تربية صحيحة موجهة إلى الإنسان عبر رسل وأنبياء الله وعبر رسائله .
فالقرآن هو رسالة تربوية جليلة وكان العلم الذي تربى عليه الرسول محمد صلى الله عليه وسلم .. والواقع أن محمداً صلى الله عليه وسلم هو أول طلاب هذه الرسالة الإلهية التربوية الكبرى واستطاع القرآن أن يجعل منه أسوة حسنة لبني البشر من بعده .
التربية الخالصة هي التي يتلقاها الإنسان من ربه, وليست هناك أعظم من هذه الرسالة التي تركها الله للناس 0 إن أشكال وألوان التربية الحديثة تقف على أرضية الأخلاق فالإنسان كائناً من كان يعجز أن يبدع شكلاً تربوياً ولكنه يستطيع أن يقدم هذا الشكل التربوي إذا استند على قواعد الدين .ويمكن معرفة أن التربية هي عملية انفتاح لانهائي على العالم , فكل مرحلة من مراحل الإنسان لها مرحلة تربوية .. الشيخ الطاعن في السن أيضاً يحتاج إلى تربية تنسجم مع عمره ، فيبقى الإنسان يتربى حتى لحظات الاحتضار الأخيرة ، ليس من أحد يستغني عن التربية بالغاً ما بلغ وما دام الإنسان يتعلم في كل يوم جديداً فانه يتربى .
إنهم يخطئون الذين يظنون أن مهمة الآباء تكون عند توفير الطعام واللبس لأولادهم ، فهذا الأب يمكن له أن يكتفي بهذا مع ما يربيه من حيوان أليف في بيته ولكن الطفل يحتاج إلى أغذية أخرى .. يحتاج أن ينفتح على العالم ويده بيد ولي خبير .. يحتاج له لي يرسم له خطوات المستقبل ..
يحتاج إلى مرشد ليرشده وإلا تاه في ظلام الجهل حتى لو كان آكلاً ولابساً .
إن عظمة الأبوين تكمن في مدى قدرتهما على تقديم أولاد صالحين نافعين للمجتمع .
إنها الرسالة الأبوية الكبرى تجاه الرعية . وبعد أن يكبر الإنسان لن يعود بحاجة إلى تربية أبوية لأن التربية الأبوية ستكون قد هيأته لاستقبال تربية إلهية كبرى وعلى مراحل مدى حياته.
الله يخلق الإنسان ثم يربيه .. ولكن على الإنسان أن يعي هذه التربية ، أن يدركهاويتوسع في أبعادها 0
إن الله تبارك وتعالى الذي خلق العباد يعرف ما يعلم هذا الإنسان عن نفسه وما يجهل وعلى هذه المعرفة تأتي التربية الإلهية المباركة للناس الذين هم / عيال الله / 0
ليست مشكلة الإنسان أنه لا يعرف طريقاً لمعرفة ربه ، ولكن مشكلته أنه لا يعرف طريقاً إلى نفسه .
إن الإنسان الذي يسلك الطريق إلى معرفة نفسه يكون قد سلك طريقاً لمعرفة ربه ،ومن خلال هذه المعرفة يستقبل التربية الإلهية ويبقى في إخفاق لاستقبالها مالم يتمكن من معرفة واهبها .
إن علاقة الإنسان الكبرى هي مع الله وكل ما حوله يذكره بالله حتى الشجرة تثمر / بإذن ربها / وما من طير يطير إلا بإذن الله .
العلاقة بين الله وبين الإنسان هي علاقة تربوية في جوهرها والقرآن الكريم يحتوي على الدعوة إلى التقوى ويحتوي على الوصايا والإرشاد والهداية والعفو والمعرفة,وليس الله الذي يبعد عن الإنسان ,ولكن الإنسان هو الذي يبعد عن الله ,فالإنسان هو الذي يعود إلى الله, وليس الله الذي يعود إلى الإنسان والله يفرح بهذه العودة .الإنسان يبقى دائم الحاجة إلى أن يربيه ربه ولكن عليه أن يطور نفسه لاستقبال هذه التربية , عليه أن يطور نفسه لاستيعابها0


علاقة التربية بالمعرفة

حديث التربية لاينتهي قبل أن يمر بعالم المعرفة حيث أن المعرفة هي الشكل الأرقى للتربية , فأ ن تتربى ذلك يعني أنك تعرف 0 ليس بوسعنا قول شيء يجدي عن المعرفة قبل وضعها تحت المجهر التاريخي وا لتأملي والحسي 0 ونحن نتأمل عوالم وجزئيات هذه الكلمة الدلالية الكبرى ، تجلو أمام حواسنا ومدركاتنا معالم التدرّج التي تشكّل معيار التوازن في عمق الإنسان ، هذا المعيار الذي يمكن للإنسان امتلاكه والتحكّم به وفقما يشاء بواسطة بناء علاقة معرفية عميقة معه ، والذي يمكن له أن يستبدّ بصاحبه الذي يطلق العنان لأهوائه ونوازعه بكافة المستويات العدوانية التي تبعده عن قيمة الحكمة الإنسانية 0 فهذا المعيار هو منشأ الزلازل العصبية والغرائزية العدوانية الكبرى ، وهو منشأ روح الحكمة والاستقرار النفسي والهدوء العصبي 0
ويمكن ملاحظة معالم هذا المعيار في الوجوه التي تشرق بالاستقرار والطمأنينة ، والوجوه المظلمة بالاضطراب ، والمنطفئة بالتهابات الشر 0ولاأقول بأن شعرة المعرفة تفصل بين الوجهين ، بل إنه جبل المعرفة الذي يفصل بينهما 0
كلمة شاملة لانهائية تغري إنسان كل زمان ومكان للعوم في فضاءاتها اللامتناهية ، والنهل من معينها الذي لانضوب فيه 0 دوماً يبرق وميض معرفة في مدركات إنسان غافل ، ينبثق من غيب ، فينتبه بأن نوراً أضاء مساحة مظلمة في فضاء روحه 0
مادام الغيب يلبث مشرعاً في سلّم خطوات الإنسان ، فإن المعرفة تلبث حاملة إليه نور لآلئها كل ساعة وكل هنيهة 0
يجد الإنسان نفسه مندفعاًبقوة غريزية نحو عوالم مغلقة ، نحو كشف أسرار لايعرفها ، كلمات لم يسمعها ،يظل ملاحَقاً وملاحِقاً هذه الغريزة ليحقق أكبر قسط من مدركات معرفية ، حتى غمضه الروح الأخيرة يدرك بأنه علم شيئاً جديداً وهو في ذروة تلك اللحظات الوداعية الأخيرة للكون 0
المعرفة هي نظرة الإنسان نحو مستقبل غامض ، مستقبل يخبئ مفاجآت متوقعة وغير متوقعة ، إنها شمس لسوف تشرق بكل حيواتها ، وليل سوف يخيِّم بكل سكونه 0
إنسان لم يتعّرض لشمس المعرفة هو في النهاية لسوف يموت ارتجافا من قوة برداللامعرفة 0
يمكن الآن أن نتوسع في كلماتنا لتحملنا إلى أسئلة المعرفة ضمن فضاء معرفي مفتوح 0

ليست المعرفة مادة تُدَّرس في معاهد وجامعات ، ولافلسفة بشرية موضوعة ، ليست تياراً أو مذهباً أو نظرية فكرية 0 إن كل ما بلغه التاريخ الإنساني من مكتشفا ت وعلوم ومعارف هي عناقيد في دالية المعرفة 0 المعرفة تحمل الأرضين والسموات ، تستوعب كل ما كان وماسيكون ، إنها الأرشيف الأكبرلذاكرة الكون 0
ولنتأمل كم نبدو صغاراً أمام هذا الثقل المعرفي الهائل الذي علينا ألاّ نيأ س من تسلقه ومدّ أيادينا إلى عناقيد أعنابه 0
أقول بقوة : إن المعرفة هي ثورة ذهنية جريئة على جمود العقل البشري ومدركاته الفكرية 0
لم تكن المعرفة في يوم منحصرة في أناس دون غيرهم ، ولا في زمان دون غيره ، وهي لاتقبل الذهاب إلى المقابر ، أو تنطفئ في بطون كتب صفراء 0 إنها الشمس التي تسطع كل يوم فتأتي لبني الإنسان بضوء جديد غير الذي أتاه بالأمس 0
أما كيف يشكّل الإنسان جزءاً من هذه المعرفة فهذا أيضاً أمر مفتوح كالمعرفة ذاتها لأن الطرق إليها متعّددة ومتفرعة وأحياناً تكون متشتتة فيلتبس الأمر على السائر ويتوه في تيه خطواته0 ليست الكتب وحدها وسيلة للمعرفة ، ولا الفضائيات وحدها ، ولا التجارب البشرية وحدها ، ولا الأسفار في الأرض ، ولاتعلّم اللغات وحدها ، ولاالتقدم في السن ، أو المكانة الاجتماعية أو الاقتصادية أو السلالة 0 فكل لون من هذه الألوان هو طريق إلى غصن من غصون شجرة المعرفة وكلما نهل المرء من ثمار غصن امتلأ بالحياة وأحس بالنضج وهكذا فهو يقطف ثمار المعرفة ويزداد استقرارا وانفتاحا وامتلاء
فيقول : إنني أزداد سعادة كلما تعلَّمتُ جديداً ، وأبدو حزيناً في يوم مضى لم أتعلم فيه جديداً 0
إن متعة المعرفة هي أمتع من كل متاع العالم ، وإذا علمها كبار أثرياء العالم لحسدوا ذاك الشخص المتواضع الذي يستمتع بثمار معرفته ويكون دافئاً بشمسها البهية 0
ثمة أمر آخر بودي أن أضيفه إلى جملة هذا الحديث وهو أن الإنسان كذلك يتعلم من نفسه ، فهو كلّما تعمق بمعرفة نفسه أكثر كلما تعرّف على أسرار العالم أكثر وربما أن كبار المبدعين اعتمدوا بالدرجة الأولى على أنفسهم في إبداع أعمالهم الفكرية والأدبية الكبرى ، فحديث الإنسان مع ذاته أحياناً يكون أثرى من حديث الآخر 0 ولا يغر أحد أنه يعرف نفسه جيداً فليس بوسع أحد أن يعلم كل كبيرة وصغيرة 000 ظاهرة أو مخفية عن نفسه 0 فالنفس وأي نفس هي عالم من الظلمات إلى جانب أنها عالم من الشروق 0
يجوع العقل إلى المعرفة كما تجوع المعدة إلى الطعام ، والغذاء المعرفي هو الأجدى والأبقى من أي غذاء دونه 0 ورغم هذا فإننا ننفق في سبيل الأغذية الأخرى أكثر مما ننفقه في سبيل الغذاء المعرفي الذي هو في الواقع يبني الإنسان: حرفأ حرفأ00 كلمة كلمة 00 سطراً سطراً 0ربما في بعض المناسبات يلجأ الكثيرون لتقديم الهدايا إلى أنفسهم على غرار تقديم الهدايا للآخرين في مناسباتهم السعيدة ، مثل اجتياز الامتحانات المرحلية بتفوق ، فيفكر أن يكافئ نفسه بأن يتقدّم لخطبة مَنْ يجب ، ويمكن بعد صيام شهر رمضان أن يهدي نفسه بعض ثياب جديدة في عيد الفطر ، أو يجدد آثاث
منزله 0

المعرفة هي انفتاح النفس كوردة في ربيع أي أنها تكون طيبة وتقدّم الطيب حتى للأرض التي تكون فيها ، واللامعرفة هي انغلاق النفس كوردة ذابلة في خريف أبدي 0
إن الرصيد الثمين الذي يحققه الإنسان في مسيرة حياته يكون بقدر ماقرأ من كلمات معرفية ، فالإنسان عندما يترك الحياة يعجز أن يأخذ معه أوراق المال ، لكنه لايعجز أن يأخذ معه كلمات المعرفة ، وعندما لايفيده المال ، فإن المعرفة تفيده , كان عرب ماقبل الجاهلية يقولون " إن الأدب كاد أن يكون ثلثي الدين " 0 والحقيقة فإن ما يميّز المعرفة ويحفظ لها ديمومتها وتجدّدها أنها لانهائية وكلما يعرف المرء أمراً يكشف مدى جهله 0 سبق لعلي بن أبي طالب كرم الله وجهه أن قال :


مالفخر إلا لأهل العلم إنهم **** على الهدى لمن استهدى أدلاء
ففز بعلم تعش حياً به أبـداً **** فالناس موتى وأهل العلم أحياء


وكان سقراط يقول : / ازدد علما , تزدد جهلا / 0

إنها كلمات تحمل دعوة صادقة إلى الالتفات للعلم والمعرفة ، وأن تكون المعرفة في سلّم الأولويات لا في الكماليات 0
تبقى المعرفة هي التي تميز إنساناً عن غيره والإنسان يمكن له أن يرتقي في ألوان المعرفة حتى يغدو مرجعاً معرفياً في لون معرفي ما 0
أبواب المعرفة مشرعة أمام الجميع لاتنغلق أمام أي إنسان وفي أي وقت ، ولكن على الإنسان أن يسعى إلى المعرفة ويطوّر نفسه فهي لاتطرق باب أحد ولكنها دائمة الانتظار لمن يطرق أبوابها 0
في الموروث الصوفي تعرّض كثير من المتصوفين لتعريف المعرفة في شبه إجماع على أن المعرفة لاتتحقق إلا بمعرفة النفس 0 قال التستري: " أول مقام في المعرفة أن يعطي العبد يقيناً في سره تسكن به جوارحه "0 وورد في كتاب "التعرف لمذهب أهل التصوف " لأبي بكر الكلاباذي : " العارف مَنْ كان علمه حاله "0 وأما النفري فقد تعّرض في كتابيه "المواقف " و "المخاطبات " للمعرفة وميّز ما بينها وما بين العلم ، فرأى بأن المعرفة هي نظرة الإنسان إلى داخله ، بينما العلم فهو نظرة الإنسان إلى الخارج 0 ومن هنا فإن المعرفة هي أعلى من العلم ، كون الروح أسمى من المادة ، والإنسان الذي لايتعرف على داخله يستحيل عليه أن يتعرف على شكله 0



إعداد الأستاذ/ عبد الباقي يوســــــف
روائـي وقاص ســـــوري
عضو اتحاد الكتاب العرب - عضو جمعية القصة والرواية السورية

د.فالح العمره 05-04-2005 12:24 PM

العلاقة بين التربية والتعليم والمجتمع


رغم أن هناك من يرى أن سؤالي الندوة - التي ُأقيمت مؤخراً تحت رعاية صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد الأمين والنائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء ورئيس الحرس الوطني وبإشراف من وزارة المعارف - أتيا متأخرين وأن الأمم المتقدمة قد تجاوزته منذ سنوات طويلة، ونحن لا نزال نبحث عن إجابات لهذه التساؤلات. إلا أن ذلك لا يقلل من أهمية هذه الندوة وتساؤلاتها إذ أن العلاقة بين المجتمع والتربية والتعليم هي علاقة تبادلية ومستمرة فكل منهما يؤثر في الآخر ويتأثر به كما أنها لا تتوقف عند حد أو زمن معين، وبالتأكيد فإن هذه التساؤلات قد طرحت داخل أروقة الجهاز التربوي والتعليمي لكنها لم تأخذ طابع العمومية الذي تأخذه اليوم.
أن تطرح تساؤلات كبيرة بهذا الحجم والشمولية فهذا أمر جيد وصحي لاشك، وأن يؤخذ رأي المجتمع فهذا اعتراف من الوزارة بأهمية المجتمع ودوره في المشاركة في العملية التربوية والتعليمية ليس في التنشئة فحسب بل الأمر يتجاوز ذلك إلى المشاركة في صنع واتخاذ القرار التربوي والتعليمي. والعملية كما يبدو من التساؤلات عملية تبادلية بين المجتمع والتربويون فكل منهما بحاجة إلى الآخر لذا كان لابد من المصارحة والمكاشفة بالرأي والمشورة والفكرة والاقتراح وخلافه في جو ودي وتربوي ينم عن توجه وحس إداري وتربوي سليم. إن طرح الموضوع على الملأ بشكل عام ليساهم الجميع في موضوع يهم الجميع - فلا تكاد تخلوا أسرة من الأسر في المملكة إلا ولها فرد أو أكثر ممن له صلة بهذا القطاع الحيوي كطالب أو طالبة أو موظف أو موظفة أو غير ذلك - يؤكد حرص الوزارة على التطوير ومحاولة الرقي بهذا القطاع الحساس إلى أعلى المستويات لمواكبة التطور ودينامية الحياة المعاصرة. ومن هذا المنطلق وطالما الجميع تقريباً يستفيد بشكل أو بآخر من هذا القطاع فلا بد أيضاً أن ُيسمع الرأي والفكرة والاقتراح والمشورة والمشاركة من الجميع أيضاً.
ومن جانب آخر فإن المجتمع دائماً وأبداً يتطلع للكثير والكثير من التربويين باعتبار أنهم المسؤولين عن حاضر ومستقبل الأمة، ومن هذا المنطلق فلا شك أيضاً أنه يريد أفراداً و خريجين جادين ومنضبطين يشعرون بالمسؤولية تجاه عقيدتهم ومجتمعهم ووطنهم ويقدرونها حق قدرها. ويريد أفراداً يحترمون النظام ويساهمون في العملية التنموية مساهمة فعاله مثمرة كلاً حسب موقعة، ويريد أفردا ملمون بالمعارف المختلفة شغوفون بالعلم والمعرفة وما تتضمنه من معلومات وتقنية أصبح المجتمع اليوم يعتمد عليها بشكل كبير بل أنها سلاح هذا العصر وأساس الاستمرارية في عالم سريع جداً ومتقنون لأدوارهم في المجتمع، كما أنه يريد مبنى مدرسي حديث ومتطور ومتكامل ومجهز بالوسائل والأدوات الضرورية وملائم للعملية التربوية والتعليمية وما يساندها من أنشطة وبرامج. ويريد مفردات ومقررات مرنة موجهة ومرتبطة بالواقع والحياة وسوق العمل والتغيرات المختلفة التي تطرأ عليه من فترة إلى أخرى ولا يريد مناهج جامدة تناقش أمور لا تمس الواقع من قريب أو بعيد، مقررات تنمي مهارات التفكير والتحليل وبناء الشخصية والتعبير عن الرأي. ويريد معلماً مؤهلاً ومدربا تدريبا!
ً كافياً للقيام بواجباته ومسئولياته أيما قيام ومعلماً يطور نفسه باستمرار راغباً في العمل في هذا الحقل لا مكرهاً. ويريد أيضاً إشراك الجميع في عملية صنع واتخاذ القرار التربوي والتعليمي من أولياء أمور وطلاب وأجهزة ومؤسسات عمل ووسائل إعلام وأساتذة جامعات وخبراء وباحثين في المجتمع وعلومه المختلفة إضافة إلى العاملين في الميدان من معلمين ومشرفين ومسؤولين في أجهزة التربية والتعليم.
وفي المقابل يريد التربويون من المجتمع التعاون معهم من خلال الحضور والمتابعة المستمرة للأبناء أو البنات على مدار العام الدراسي والمشاركة الفعالة والشعور بالمسؤولية المشتركة تجاه تربية النشء، كما أنهم يريدون المساهمة الفعالة والمستمرة من وسائل الإعلام للقيام بدورها المنشود وهو التوعية المستمرة بأهمية التربية والمسؤولية المشتركة في تربية النشء من قبل جميع فئات وشرائح المجتمع والتنسيق والتعاون المثمر والمستمر في هذا الشأن وأهمية الترابط بين الأسرة والمجتمع والمدرسة .
وكلنا أمل أن تنجح هذه الندوة في الإجابة على كل الأسئلة التي ‘عقدت من أجلها وتلك الأخرى التي تحتاج إلى إجابة، وأن نرى ذلك قريباً في الواقع .
والله من وراء القصد ،،،


بقلم/ عبدالله بن محمد المالكي
الرياض

د.فالح العمره 05-04-2005 12:25 PM

المعلم

مجلة تربوية ثقافية جامعة
على الرغم من اهتمام التربية الحديثة بجوانب النمو الوجداني والمهاري إلى جانب النمو العقلي المعرفي ، إلا أن المعرفة لاتزال -وسوف تظل - ذات أهمية خاصة للمعلم ولعمله في المدرسة.
دليل المعلم


المنهج وكيف يسيره المعلم

المعلم والمنهج وسيلتان لتربية وتعليم وتثقيف الطالب إما لمواصلة تحصيله الدراسي أو لمواجهة الحياة والانخراط في وظيفة أو عمل حر . ويبق المعلم هو الأهم دائما لأنه هو الذي يسير المنهج بالطرق التي يرى أنها مناسبة لمستوى تفكير طلابه . و هناك عدة نقاط يجب على المعلم أن يلم بها و يعيها أثناء تأدية واجبه ، أذكر منها :

الدراسة الدقيقة للأهداف المعرفية التي يرجى الوصول إليها من تدريس المنهج .

التصور الكامل للمنهج والوسائل التي يحتاجها المعلم لتوصيل المعلومات .

الاضطلاع على المناهج التي تسبق السنة التي يدرسها وربط المناهج وتذكير الطلاب بم تم دراسته و ذلك باستياق الأمثلة من المناهج التي تم دراستها في السنوات السابقة .

على المعلم أن يغير من طريقته في التدريس بين حين و آخر و ذلك للخروج من الرتابة و اختيار الطرق المناسبة لمستوى الطلاب والتي يجب أن توازن بين الفروق الفردية لجميع الطلاب .

المراجعة السريعة والدقيقة لأهم النقاط التي أراد أن يوصلها للطلاب في الدرس السابق ويكون هذا في بداية كل درس .

الاهتمام بالملخص السبوري للدروس ، وهناك عدة طرق لوضعه منها :

أ- المناقشة الشفوية للدرس بعد شرحه واستخلاص النقاط الرئيسية وكتابتها على السبورة وذلك بالتعاون

بين المعلم و طلابه .

ب- وضع الأسئلة التي تهتم بالنقاط الرئيسية في الدرس على السبورة وحث الطلاب على الإجابة عليها في

الفصل لتحاشي عدم حل الواجب أو نقل الإجابات .

على المعلم ألا يكون سلبيا أمام المنهج الذي يدرسه ، بل يجب أن يسجل نقاط الضعف التي عليه والجوانب

التي يعتقد أنه أهملها و يناقشها مع زملائه ويقوم برفعها إلى إدارة المدرسة وهي بدورها ترفعها إلى إدارة

التعليم .

على المعلم الاهتمام بالاختبارات الدورية والشهرية وأهدافها ودراسة ومناقشة نتائجها وجدولة النتائج في

نسب مئوية ومقارنتها والدراسة المتأنية والعلمية لأسباب تدني مستوى طلابه .

على المعلم ألا يدع تدني مستوي الطلاب يؤثر عليه نفسيا ويسبب له الإحباط بل يجب أن يكون دافعا له ليضاعف من جهده ويبحث في الأسباب و يجد لها العلاج المناسب .

10- على المعلم احترام عقل الطالب وطريقة تفكيره ومناقشته مناقشة موضوعية لأسباب تدني مستواه واحترام وجهة نظره في ذلك وحتى إن كانت الأسباب عير منطقية ومحاولة وجهة نظره في ذلك وحتى إن كانت الأسباب عير منطقية ومحاولة إيجاد أرضية مشتركة بين الجميع لوضع لحلول المناسبة وإشراك الطالب في ذلك .

11- الاهتمام بالمتغيرات التي تحدث في المجتمع وبالتالي الاهتمام بنتائج هذه المتغيرات والتي تظهر على سلوك الطلاب وأخذها بعين الاعتبار وعدم إهمالها ومحاولة الاستفادة من الإيجابيات ومعالجة السلبيات بالطرق التربوية السليمة .

على المعلم أن يعي جيدا أن التثقيف الشخصي في شتى العلوم غاية في الأهمية وذلك للرفع من مستواه الثقافي

وإحاطته بكل ما يدور من حوله من تقدم ، وهذا سوف يساعده كثيرا في توصيل منهجه وتثقيف طلابه وزيادة ثقته بنفسه وثقة طلابه به وحبهم لدروسه .

على المعلم أن يجتمع دوريا مع زملائه وعليه أن يثير نقاطا للمناقشة بينه وبين زملائه سواءً تربوية أو علمية و محاولة الاستفادة من آراء زملائه وخبراتهم وحتى إن كانت قليلة ومع مختلف التخصصات وأن يعتقد دائما " أن الاختلاف لا يفسد للود قضية " وفق الله الجميع وسدد خطاهم ،،،،

إعداد المعلم / عبدالله إسماعيل الخضراوي

د.فالح العمره 05-04-2005 12:25 PM

المعلم

مجلة تربوية ثقافية جامعة
على الرغم من اهتمام التربية الحديثة بجوانب النمو الوجداني والمهاري إلى جانب النمو العقلي المعرفي ، إلا أن المعرفة لاتزال -وسوف تظل - ذات أهمية خاصة للمعلم ولعمله في المدرسة.
دليل المعلم


سياسة التعليم00 ونظم المناهج

مع بداية العد التنازلي لحصر المستوى التحصيلي للطلبة وادراج هذا التقييم ضمن تقييم المعلم السنوي 00 وتأتي نتائج هذا العام انعكاسا على تأثير اجازة عيد الفطر والتي استمرت ثلاثة أسابيع متواليةاستصرخت فيها الأسر استنجادا لما يحدث داخل دائرة الكتب المنطوية والقابعة داخل الحقائب لينفض الغبار عنها ليلة الاختبار00
ولعل معظم المدارس عانت الأمرين من غياب طلابها في الأسبوع الأول من الدراسة والذي سبق الاختبارات 00وجاء عدم المبالاة في الحضور تعللا بالمراجعة والاستذكار في المنازل00ولكن00 اتضحت رؤى النتائج في الأسبوع الأول لأداء مستوى التحصيل وكانت فوق المتوسط حسب الاحصائيات00
لاندري ان كانت أصابع الاتهام تتجه للمعلم 00للمناهج00 لاجازة الطالب00 للأسرة00 أم الفضائيات00 والبرامج المنوعة00 ومقاهي الانترنت00؟؟؟
ولو تناولنا قضية المناهج التي ينبغي جزما وحزما انهاؤهاخلال (15) أسبوعا محتسبة على الطالب والمعلم تأدية برامجها بالحصةوالتي
تفيد فحواها حسب التوزيع المعتمد للمادة على أشهر الفصل الدراسي الواحد00 بلا تقاعس أو تعطيل لأي حصة دراسية متعاملة مع المؤدي والموصل للمادة التعليمية(المعلم) والمتلقي لها(الطالب)00على اعتبارهما آلات ديناميكية تعمل بالريموت فلا تأخر ولامرض ولا ظروف تعيق تواصلهما مع الدوام المدرسي00!!
وان حدث00 فالطامة كبرى 00اذا لم يستنفذ المعلم جميع طاقاته الاستنفارية في التعويض والاستبدال00 وعلى حساب من؟؟00
واذا أدركت الغايات أن الطالب هو محور العملية التعليمية كما هو متداولا(قولا فقط) في جميع الحالات والمقالات واللقاءات والاجتماعات 00 فهل
سيتحمل هذا المحور كل الثقل الهائل من المعلومات التي تكدست داخل برمجته الانسانية؟؟ 00 متبلورة في استيعابه (7)أو(8)حصص يومية تتخللها الدروس الجديدة والانشطة للمادة والواجبات والاختبارات القصيرة والمراجعة00!!
مناهج بنفس الصورة والحدث والمعلومة تتزامن معه من بدء خطوات قدميه على سلم التعليم حتى نهاية المرحلة التوجيهية00
واذا أضفنا الى هذا كله تعسف المعلم في ايصال المعلومة نقلا عن الكتاب أو توسعا مهيمنا على المعلومات الأساسية فأين مستوى هذا التحصيل المنشود00؟؟
ان أسئلة الفهم والمنطق والتحليل تجد فقدانا لموازين تقييمها اذا ما أراد المعلم وضعها ضمن الاختبارات بأنواعها للطلبة 00 والسبب اعتمادهم على الحفظ كالببغاوات 00 أو تنفيذ التطبيق كما ورد دون تحوير كمن يحفظ تسلسل حل المسائل الرياضية بغض النظر عن الارقام المعطاة وان كان الناتج يبعد بعدا حائلا كالقارات انما يظل راسخا لديه00!!
اما الذين لايتمتعون بخاصية هذه الملكة الفكرية فيلجأالفرد منهم الى طرق التوصيل والتسجيل دون ادراك00
وللاسف00 نجد هذا النوع متجليا في احراز نتائج شهاداتهم التي تبعد كل البعد عن مستويات تحصيلهم00!!
من المسؤول اذا عند التقييم للأداء والتحصيل المعرفي00؟؟00وهل ستظل رحى البحث عن الحلول لسنوات مقبلة أعمق مما مضى00؟؟00 وكيف سيتم توجيه وارشاد جيل تيعامل مع القنوات الفضائية والجوالات والحاسبات والانترنت ضمن محدوديات كتب دراسية 00لا00 تحيد00؟؟!!
ان نظرية ايجاد المعلم المتلقي جديرة بتحقيق قوانينها وبراهينها بدلا من تطبيق المستوى التعليمي الواحد لجميع الفئات والطبقات الفكرية للطلاب000بمعنى تنويع مستويات هذه النظريات لخدمة الفكر والاتجاه والميول والقدرات بدلا من انتشارها لدى من يتقبلها أو يرفضها 00!!
فنرى النتائج لهذا في نسبة النجاح والتحصيل ومساءلة المعلم عن تدني المستويات 00 فهل الدراسة بين أسطر الكتب والمناهج تعد تحصيلا00؟؟00
وهل الثقافة مستشعرة بالكم الهائل من المعلومات التي نحشو بها عقل الطالب ونطالبه باستيعابهاوفهمها واستدراكها00؟؟00
ان اسلوب الاختبارات وطرقها المتبعة حاليا لاتقيس مدى القدرات الفهمية بقدر ماتقيس مقدار وحجم المعلومة الذاتية في كتاب الطالب 00!! فالطالب يدرس ويتعلم لينجح ويتحصل على شهادة دراسية دون ادنى اهتمام للمستوى الثقافي فتتبخر المعلومة فجر انتهاء
الاختبارات 00وهيهات00 ان تسترجع!!
اما المعلم المنطوي داخل زوايا المنهج دون اطلاع او توسع فحجته دامغة متعللا بأن الطالب ليس مطالبا سوى بما هو في منهجه دون زيادة او توسع 00!!!
حتى التجارب المعملية والمختبرية والمسائل الرياضية منحصرة فيما يتم أمامه00 والويل كل الويل اذا ما حاول الاقتراب وتغيير المعطيات والمعايير 00!!
وبالقياس بين جيل اليوم والاجيال الماضيات يتضح الفارق الشاسع في مستوى القدرات والحرص والاجتهاد00فهل هذا يعود الى عصر التكنولوجيا الحديثة 00؟؟ والتي دعت العقول الى رحلة السبات العميق وابدالها بالكمبيوتر00؟؟
أم أن القصور في الذات الانسانية التي تلهث وراء الاسترخاء وعدم العناء00؟؟00
أم تراه بسبب تعطيل القدرات الفطرية لتعشعش عليها أوكار الصدأ والنسيان00؟؟00



دعـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــوة
للعودة والاياب في الخطط التربوية السليمة لتنمية القدرات الشخصية داخل الذات واستنفاذ كل فطريانها من أجل البناء والتسلح وردم الفجوات والعصارات القاتلة للابداع
00 وليكن التحصيل العلمي بمعناه الحقيقي00 وليس ارتساما لتقييم وظيفي00 أو تطبيقا لشهادات علمية00 أو منحنيات لاختبارات حصائدية00 !!
فهـــــــــــــــــــل ندع للفكر انبثـــــــــــــــــاقاتــــــــــــــــــــه00؟؟ ؟؟؟؟


بقلم / عفاف عايش حسين
مديرة مدرسة ومشرفة مقيمة

د.فالح العمره 05-04-2005 12:26 PM

أزمة التعليم في أمريكا !

العلاقة الجدلية بين التعليم والاقتصاد

إن أهمية التعليم مسألة لم تعد اليوم محل جدل فى أى منطقة من العالم ، فالتجارب الدولية المعاصرة أثبتت بما لا يدع مجالاً للشك أن بداية التقدم الحقيقية بل والوحيدة هى التعليم وإن كل الدول التى أحرزت شوطاً كبيراً فى التقدم ، تقدمت من بوابة التعليم ، بل أن الدول المتقدمة تضع التعليم فى أولوية برامجها وسياستها.

ومن الطبيعى أن يكون للتحويلات والتغيرات العالمية انعكاساتها على العملية التعليمية فى شتى بقاع العالم باعتباره نظاماً اجتماعياً فرعياً داخل إطار المنظومة المجتمعية الشاملة .

يمر العالم بفترة غاية فى الحساسية حيث ينتقل من قرن إلى قرن ومن نظام سياسى إلى آخر ومن نظام اقتصادى إلى نظام مختلف تماماً ، فلقد مضى الزمن الذى يمكن فيه لأى دولة أن تتقوقع داخل حدودها وتكون بمعزل عن العالم وذلك لأن واقع ثورة الاتصالات قد تخطى حواجز الزمان والمكان .

والعالم بهذه المتغيرات وغيرها يتجه نحو نظام عالمى جديد متغير فيه نمط الحياة تماماً وأصبح يعيش حضارة الثورة الثالثة التى تشهد سرعة المتغيرات ، كما فرضت نوعية جديدة من التكنولوجيا المتطورة والتى تحتاج إلى نوعية معينة من العمالة القادرة على التحول المهنى من مهنة إلى أخرى فى إطار التعليم المستمر .

الأمر الذى دعا الدول المتقدمة والنامية على السواء إلى الاستعداد بالدراسات والتوقعات للتغيرات الحادثة والمستقبلية وما تتطلبه من إصلاحات تعليمية جذرية وشاملة بهدف إعداد مواطنيها لمواجهة هذه التحديات ومواكبة ثورة المعلومات والتكنولوجيا .

وإذا نظرنا إلى الدول الكبرى التى تتصارع على القمة اليوم نجدها تطور وتجدد فى نظمها التعليمية وتحاول أن تدرس نظم التعليم الأخرى الموجودة فى الدول المنافسة ، والولايات المتحدة الأمريكية واليابان خير مثال على ذلك .

ويكفى للتدليل على ذلك ما سرح به مستر بنبيت وزير التعليم الأسبق فى الولايات المتحدة الأمريكية " أن التعليم فى اليابان حقق بشكل واضح نجاحاً كبيراً فى تزويد اليابان بقوة اقتصادية قادرة على المناقشة شدة فى أسواق الاقتصاد العالمية ، لذلك ضمن الخير لنا ونحن شعب واقعى وعملى أن نتعلم ما نستطيع تعلمه من النظام التعليمى فى اليابان .

ورغم صعوبة اللغة اليابانية فلقد أرسلت الولايات المتحدة بعثات تعليمية وتربوية لترى كيف يتعلم اليابانيون وتتعرف على أساليبهم فى التعليم .

ومع ظهور المد اليابانى ، ومع إحساس الأمريكان بأن الين اليابانى استطاع السيطرة على السوق العالمية فقامت الدنيا ولم تقعد فى أمريكا وأصدرت تقريرها الشهير أمه فى خطر وأعيد بناء التعليم بصفة عامة والأساس بصفة خاصة وتطوير الرياضيات والعلوم وكان ذلك فى عهد الرئيس ريجان ، ثم تابع الرئيس بوش اهتمامه بالتعليم وكان برنامج أمه من الطلاب ليوضح أهمية التعليم لبقاء أمريكا ، كذلك استمر كلينتون على منوال من سبقوه الذى أكد على أن التعليم يشكل بعداً أساسياً لا من أمريكا القومى .

وفى العام السابق 2000 صدرت استراتيجية التعليم من عام 2001م إلى عام 2005م والتى أكدت فى مقدمتها على دور التعليم فى تكوين الدولة القوية وتتمركز تلك الاستراتيجية على أربع محاور رئيسية كالتالى :

الهدف الأول : مد التعليم الأساسى لكل فرد .

الهدف الثانى : تطوير تحسين النظام التعليمى الأمريكى بصفة عامة .

الهدف الثالث : تحقيق تكافؤ الفرص فى المرحلة الثانوية وما بعدها .

الهدف الرابع : تطوير وزارة التعليم بما يتلاءم مع الأهداف السابقة .

بالإضافة إلى ذلك لاحظنا الملامح المميزة للحملات الانتخابية بين بوش الابن وآل جور كان التعليم محور اهتمام كل حملة من تلك الحملات ، وعندما تولى بوش الابن نفذ ما وعد فقد أصدر تقرير تحت مسمى " No Child Left Behind " لا تسريب لأى طفل وذكر فيه إن دور الحكومة الفيدرالية فى التعليم لا يكمن فى خدمة النظام بل إنه يخدم أولادنا وإضافة لقوله إننا منضمون إلى أميتين أحدهما تقرأ وتحلم والأخرى لا تقرأ ولا تتطلع إلى المستقبل ( 3 ، ص1-3 ) .

من كل ما سبق نجد أن التعليم يحتل مكانة بارزة فى اهتمامات الساسة فى الولايات المتحدة وذلك من منطلق إن التعليم يعد كسلاح حاسم لتغيير الواقع ومواجهة المستقبل ، وليس الهدف هنا هو عقد مقارنة بين التعليم فى الولايات المتحدة ونظم التعليم فى العالم العربى بقدر ما هو توضيح الملامح أهم سمات تلك النظم لرؤية كيف تعد هذه الدول نفسها للتعامل مع الحاضر ومواجهة المستقبل عن طريق إعداد الإنسان القادر على التعامل مع مستحدثات العصر والتكنولوجيا ، وبدون كل ذلك فلا بديل أمامنا إلا الذوبان والفناء .

بقلم / دكتور عنتر عبدالعال

_______
المصادر
1- محمد عبد القادر حاتم ، التعليم فى اليابان : المحور الأساسى للنهضة اليابانية ، القاهرة : الهيئة المصرية العامة للكتاب ، 1997م .

2- U. S. Department of Education, Strategic Plan 2001-2005, September, 2000.

3- President George W. BUSH, No Child Left Behind, V. S. Department of Education, 2001.

د.فالح العمره 05-04-2005 12:28 PM

المعلم

مجلة تربوية ثقافية جامعة
على الرغم من اهتمام التربية الحديثة بجوانب النمو الوجداني والمهاري إلى جانب النمو العقلي المعرفي ، إلا أن المعرفة لاتزال -وسوف تظل - ذات أهمية خاصة للمعلم ولعمله في المدرسة.
دليل المعلم


دراسة : نتائج متفاوتة لأنظمة التعليم العالمية

كشف تقييم عالمي لأنظمة التعليم العالمية أن أنظمة التعليم في بلدان العالم المختلفة سجلت نجاحا في بعض المجالات لكنها لم تفلح في مجالات أخرى.

ولم تكن نتائج التقييم، الذي تموله منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، حاسمة، إذا لم تبرز أي الأنظمة هو الأفضل، هل هو نظام تقديم المعلومات إلى التلاميذ ككل، أم نظام التركيز على تطوير المهارات والقدرات الفردية؟.

وقد نظر البرنامج الذي يدعى بـ "التقييم الدراسي العالمي" لهذا العام في الأداء الدراسي لربع مليون تلميذ بعمر الخامسة عشرة في 32 بلدا.

وقد اختبرت قدرات التلاميذ في القراءة والرياضيات والمهارات العلمية لحل المسائل المتعلقة بحياتهم العادية. كما ركزت الاختبارات على التطبيقات العملية للعلوم والمهارات وتحديات للحياة اليومية العملية.

على سبيل المثال، لم يقتصر اختبار القراءة على مجرد قدرة التلميذ على القراءة السريعة بل على فهم ما يقرأ والتفكير به وتقييمه.

ويكشف التقييم التأثيرات المختلفة للأنظمة التعليمية المختلفة في أنحاء العالم.

ففي الوقت الذي يركز فيه النظام التعليمي في البلدان الآسيوية على تقديم المعلومات والحقائق بأسلوب رسمي صارم إلى مجموعة من الطلاب في صف واحد دون الأخذ بنظر الاعتبار القدرات الفردية المتفاوتة لهؤلاء التلاميذ، يركز النظام الإنجليزي على سبيل المثال، خصوصا في السنوات الثلاثين الأخيرة، على تطوير المهارات وحل المسائل العلمية والرياضية وليس تقديم المعلومات والحقائق، حتى وإن كان في ذلك تبسيط للمعلومات.

ويتجلى ذلك في تعليم التاريخ على سبيل المثال. فقد تلقى التلاميذ ضمن النظام التعليمي الإنجليزي في السابق أسماء وتواريخ المعارك والأحداث الرئيسية، لذلك فإن الأداء الامتحاني كان يعتمد كثيرا على قوة الذاكرة.

ولكن بعد التغيير الذي أجري خلال الأعوام الثلاثين الأخيرة، انتقلت دراسة التاريخ من تعلم التواريخ والأسماء إلى تطوير أساليب حديثة في بحث الحوادث التاريخية.

وجاءت نتائج التقييم مفاجئة هذا العام، فقد حصلت بريطانيا، التي تواجه مشاكل كبيرة في قطاع التعليم من حيث قلة المعلمين وضعف التمويل، في المرتبة الرابعة في العلوم والسابعة في القراءة والثامنة في الرياضيات.

فقد فاقت بريطانيا كل البلدان الأوروبية باستثناء فنلندا. لكن اليابان وكوريا جاءتا في مقدمة البلدان في تقييم الرياضيات والعلوم، مما يدعم نظام التعليم الشرقي الذي يقوم على تقديم المعلومات إلى الجميع بغض النظر عن القدرات الفردية للتلاميذ.

والغريب أن كلا من اليابان وكوريا الجنوبية تبحثان منذ فترة في إعادة تقييم نظاميهما التعليميين، وكانتا تتجهان نحو التركيز على القدرات الفردية للتلاميذ وحل المسائل العلمية بدلا من التعليم الجمعي واستيعاب المعلومات والحقائق.

وباختصار لا يمكن التعرف من هذا التقييم على أفضل الأنظمة التعليمية لأن بعض البلدان أحرزت تقدما في بعض المواضيع بينما أحرزت بلدان أخرى تقدما في مواضيع أخرى، لكن يمكن التعرف من خلاله على المجالات التي يمكن لبعض البلدان الاستفادة من تجارب البلدان الأخرى في مجال التعليم.

ومن الأمور التي يستفاد منها في تجربة كوريا واليابان على سبيل المثال هو الاهتمام بالتعليم على المستوى الشعبي، إذ يُتوقع من التلاميذ أن يدرسوا بجد ويحرزوا تقدما كبيرا في الدراسة، كذلك فإنهم يخضعون لانضباط صارم في المدارس.

وفي نفس الوقت فإن النظامين التعليميين يتميزان ببعض المرونة فيما يتعلق بتبني أساليب وطرق جديدة في التعليم.

وبالإمكان القول إن أفضل البلدان في تعليم القراءة هو فلندا، وفي الرياضيات اليابان، وفي العلوم كوريا.

أما بالنسبة للولايات المتحدة فإن نتائج التقييم لم تكن بمستوى أداء البلد الاقتصادي والرياضي والعسكري.

-------------------------------
نشرت الدراسة في موقع البي بي سي .

د.فالح العمره 05-04-2005 12:30 PM

المعلم

مجلة تربوية ثقافية جامعة
على الرغم من اهتمام التربية الحديثة بجوانب النمو الوجداني والمهاري إلى جانب النمو العقلي المعرفي ، إلا أن المعرفة لاتزال -وسوف تظل - ذات أهمية خاصة للمعلم ولعمله في المدرسة.
دليل المعلم


معالم في المنهج التربوي النبوي


1 - الصبر وطول النفس:
يسهل على الإنسان أن يتعامل مع الآلة الصماء، ويستطيع الباحث أن يصبر ويكافح في دراسة هذه الظاهرة المادية أو تلك ، لكن التعامل مع الإنسان له شأن آخر وبعد آخر ، ذلك أن الناس بشر لا يحكم تصرفاتهم ومواقفهم قانون مطرد، فتراه تارة هنا وتارة هناك، تارة يرضى وتارة يسخط .
ولهذا أجمع المختصون بأن الظاهرة الإنسانية ظاهرة معقدة، وأن البحث فيها تكتنفه صعوبات عدة فكيف بالتعامل المباشر مع الإنسان والسعي لتقويمه وتوجيه سلوكه .
ومن يتأمل سيرة النبي صلى الله عليه وسلم يرى كيف صبر وعانى حتى ربى هذا الجيل المبارك، كم فترة من الزمن قضاها صلى الله عليه وسلم ؟ وكم هي المواقف التي واجهها صلى الله عليه وسلم ومع ذلك صبر واحتسب وكان طويل النفس بعيد النظر.
إن البشر مهما علا شأنهم فلن يصلوا إلى درجة العصمة، وهل أعلى شأناً من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ، فهاهم يتنزل فيهم في بدر: { لولا كتاب من الله سبق لمسكم فيما أخذتم عذاب عظيم } وفي أحد { منكم من يريد الدنيا ومنكم من يريد الآخرة } وفي حنين { ويوم حنين إذ أعجبتكم كثرتكم فلم تغن عنكم شيئاً وضاقت عليكم الأرض بما رحبت ثم وليتم مدبرين } .
وحين قسم صلى الله عليه وسلم غنائم حنين وجد بعض أصحابه في نفوسهم ماوجدوا.
وكان صلى الله عليه وسلم يخطب فجاءت عير فتبعها الناس فنزل فيهم قرآن يتلى.
ومع ذلك يبقى هذا الجيل وهذا المجتمع هوالقمة، وهو المثل لأعلى للناس في هذه الدنيا .
فكيف بمن دونهم بل لا يسوغ أن يقارن بهم، إن ذلك يفرض على المربي أن يكون طويل النفس صابراً عالي الهمة متفاءلاً .
2 - الخطاب الخاص:
وكما كان صلى الله عليه وسلم يوجه الخطاب لعامة أصحابه، فقد كان يعتني بالخطاب الخاص لفئات خاصة من أصحابه.
فقد كان من هديه صلى الله عليه وسلم حين يصلي العيد أن يتجه إلى النساء ويخطب فيهن، كما روى ذلك ابن عباس -رضي الله عنهما- قال خرج النبي صلى الله عليه وسلم يوم عيد فصلى ركعتين لم يصل قبل ولا بعد، ثم مال على النساء ومعه بلال فوعظهن وأمرهن أن يتصدقن، فجعلت المرأة تلقي القلب والخرص [رواه البخاري (1431) ومسلم (884) ].
بل تجاوز الأمر مجرد استثمار اللقاءات العابرة. فعن أبي سعيد الخدري ـ رضي الله عنه- أن النساء قلن لرسول الله صلى الله عليه وسلم :غلبنا عليك الرجال، فاجعل لنا يوماً من نفسك، فواعدهن يوماً فلقيهن فيه فوعظهن وأمرهن، فكان مما قال:«مامنكن من امرأة تقدم ثلاثة من ولدها إلا كان لها حجاباً من النار». فقالت امرأة: واثنين فقال:«واثنين» [رواه البخاري ( 101 ) ومسلم ( 2633 )] .
وقد يكون الخصوص لقوم أو فئة دون غيرهم، كما فعل في غزوة حنين حين دعا الأنصار وأكد ألا يأتي غيرهم.
وكما بايع بعض أصحابه على ألا يسألوا الناس شيئاً.
3 - المشاركة العملية:
اعتاد بعض المربين أن يكون دورهم قاصراً على إعطاء الأوامر ومراقبة التنفيذ، وهو مسلك مخالف لمنهج المربي الأول صلى الله عليه وسلم ، الذي كان يعيش مع أصحابه ويشاركهم أعمالهم وهمومهم.
فشاركهم في بناء المسجد :- عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- قال قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة فنزل أعلى المدينة في حي يقال لهم بنو عمرو بن عوف، فأقام النبي صلى الله عليه وسلم فيهم أربع عشرة ليلة... وجعلوا ينقلون الصخر وهم يرتجزون والنبي صلى الله عليه وسلم معهم وهو يقول اللهم لا خير إلا خير الآخرة فاغفر للأنصار والمهاجرة» [رواه البخاري (428) ومسلم (524)]
وشاركهم في حفر الخندق :- فعن سهل بن سعد الساعدي -رضي الله عنه- قال: كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في الخندق وهو يحفر ونحن ننقل التراب ويمر بنا فقال:«اللهم لا عيش إلا عيش الآخرة فاغفر للأنصار والمهاجرة» [رواه البخاري (6414) ومسلم (1804)]
وكان يشاركهم في الفزع للصوت :- فعن أنس -رضي الله عنه- قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم أحسن الناس وأشجع الناس، ولقد فزع أهل المدينة ليلة فخرجوا نحو الصوت فاستقبلهم النبي صلى الله عليه وسلم وقد استبرأ الخبر وهو على فرس لأبي طلحة عري وفي عنقه السيف وهو يقول:«لم تراعوا لم تراعوا» ثم قال:«وجدناه بحراً أو قال إنه لبحر» [رواه البخاري (2908) ومسلم (2307)]
وأما مشاركته لهم في الجهاد :- فقد خرج صلى الله عليه وسلم في (19) غزوة [رواه البخاري (3949) ومسلم (1254) ]، بل قال عن نفسه:«ولولا أن أشق على أمتي ما قعدت خلف سرية» [رواه البخاري (36) ومسلم (1876) ].
وهي مشاركة لاتلغي دورهم وتحولهم إلى مجرد آلات صماء، بل هي تدفع للتوازن بين هذا وبين تعويدهم على العمل والمشاركة.
إن مجرد إصدار الأوامر والتوجيه أمر يجيده الجميع، لكن الدخول مع الناس في الميدان ومشاركتهم يرفع قيمة المربي لديهم ويعلي شأنه ويشعرون أنه واحد منهم، وذلك أيضاً يدفعهم لمزيد من البذل والهمة والحماس عكس أولئك الذين يدعون للعمل ويربيهم بعيد عنهم، وقد عبر عن هذا المعنى ذاك الحداء الذي كان يردده أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم :
لئن قعدنا والنبي يعمل *** لذاك منا العمل المضلل
ثم إنه يشيع روح الود والإخاء، ويسهم في بناء علاقة إنسانية وطيدة بين المربي ومن يربيهم .
4 - التربية بالأحداث:
من السهل أن نحدث الناس كثيراً عن معاني عدة، وأن ننظر لجوانب متعددة، لكن ذلك وإن أثرَّ يبقى أثره باهتاً محدوداً .
أما النبي صلى الله عليه وسلم فمع توجيهه لأصحابه في كل موطن، إلا أن تربيته كانت تتم من خلال الأحداث، فكان يضع الناس في الموقع والميدان ويأتي التوجيه حينها .
يشكوا إليه الحال أبو بكر رضي الله عنه وهما في الغار، فيقول صلى الله عليه وسلم : ( ما ظنك باثنين الله ثالثهما ) .
ويسأله رجل في الميدان والمعركة: أرأيت إن قتلت؟ فيجيبه إجابة تصل إلى شغاف قلبه فيتقدم حتى يستشهد، عن جابر بن عبدالله -رضي الله عنهما- قال: قال رجل للنبي صلى الله عليه وسلم يوم أحد: أرأيت إن قتلت فأين أنا؟ قال:«في الجنة» فألقى تمرات في يده ثم قاتل حتى قتل [رواه البخاري (4046)].
ويوصي علياً رضي الله عنه بالدعوة ويذكره بفضلها متى؟ حين بعثه.
عن سهل بن سعد -رضي الله عنه- قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم يوم خيبر:« لأعطين الراية غدا رجلا يفتح على يديه يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله» فبات الناس ليلتهم أيهم يعطى فغدوا كلهم يرجوه فقال:« أين علي؟» فقيل: يشتكي عينيه، فبصق في عينيه ودعا له فبرأ كأن لم يكن به وجع، فأعطاه فقال أقاتلهم حتى يكونوا مثلنا، فقال:«انفذ على رسلك حتى تنـزل بساحتهم ثم ادعهم إلى الإسلام، وأخبرهم بما يجب عليهم فوالله لأن يهدي الله بك رجلا خير لك من أن يكون لك حمر النعم» [رواه البخاري (3009) ومسلم (]
أترى أن تلك التوجيهات لو تلقاها أصحابها وهم جالسون قاعدون في بيوتهم ستترك أثرها؟ إن مثل هذه التربية هي التي خرجت الجيل الجاد العملي، لم يكن ذلك الجيل يتربى على مجرد التوجيه الجاف البارد، إنما كان يعيش العلم والعمل معاً .
5 - الاختيار والاصطفاء:
إن التربية كما أنها موجهة لكل أفراد الأمة أجمع مهما كان شأنهم، والدين خطاب للجميع صغاراً وكباراً، رجالاً و نساءً .
إلا أن الدعوة تحتاج لمن يحملها ولمن يقوم بأعبائها، إنها تحتاج لفئة خاصة تختار بعناية وتربي بعناية .
لذا كان هذا الأمر بارزاً في سيرة النبي صلى الله عليه وسلم وتربيته لأصحابه فثمة مواقف عدة في السيرة يتكرر فيها ذكر كبار أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وعلى رأسهم أبو بكر وعمر مما يوحي أن هؤلاء كانوا يتلقون إعداداً وتربية أخص من غيرهم .
عن ابن عباس - رضي الله عنهما- قال: إني لواقف في قوم فدعوا الله لعمر بن الخطاب وقد وضع على سريره إذا رجل من خلفي قد وضع مرفقه على منكبي يقول: رحمك الله إن كنت لأرجو أن يجعلك الله مع صاحبيك لأني كثيرا ما كنت أسمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:«كنت وأبو بكر وعمر وفعلت وأبو بكر وعمر وانطلقت وأبو بكر وعمر» فإن كنت لأرجو أن يجعلك الله معهما فالتفت فإذا هو علي بن أبي طالب. [رواه البخاري (3677) ومسلم (2389) ].
ومنها قصة أبي هريرة حين كان بواب النبي صلى الله عليه وسلم فاستأذن أبو بكر فقال «ائذن له وبشره بالجنة»، ثم استأذن عمر، ثم عثمان... [رواه البخاري (3674) ومسلم (2403) ] .
وما رواه أنس بن مالك -رضي الله عنه- حدثهم أن النبي صلى الله عليه وسلم صعد أحدا وأبو بكر وعمر وعثمان فرجف بهم فقال:« اثبت أحد فإنما عليك نبي وصديق وشهيدان» [رواه البخاري (3675) ].
ومثله ما رواه أبو هريرة -رضي الله عنه- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان على حراء هو وأبو بكر وعمر وعثمان وعلي وطلحة والزبير فتحركت الصخرة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :«اهدأ فما عليك إلا نبي أو صديق أو شهيد» [رواه مسلم (2417) ].
ويحكي لنا أحد أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم عن توجيه خاص بهم، حين بايعهم على أمر لم يعتد أن يبايع عليه سائر الناس .
عن عوف بن مالك الأشجعي -رضي الله عنه- قال كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم تسعة أو ثمانية أو سبعة فقال:«ألا تبايعون رسول الله؟» وكنا حديث عهد ببيعة فقلنا: قد بايعناك يا رسول الله، ثم قال:« ألا تبايعون رسول الله؟» فقلنا: قد بايعناك يا رسول الله، ثم قال:« ألا تبايعون رسول الله؟» قال: فبسطنا أيدينا وقلنا: قد بايعناك يا رسول الله فعلام نبايعك؟ قال:«على أن تعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا، والصلوات الخمس، وتطيعوا، -وأسر كلمة خفية- ولا تسألوا الناس شيئاً» فلقد رأيت بعض أولئك النفر يسقط سوط أحدهم فما يسأل أحدا يناوله إياه [رواه مسلم (1403) ].
وهذا الأمر لم يكن عاماً لأصحابه رضوان الله عليهم، بل خاصاً بهؤلاء، فقد كان بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يسألونه ويعطيهم ولم يكن يمنعهم أو ينهاهم عن السؤال.
ومن ذلك أنه كان لايؤذن بالسؤال لخاصة أصحابه كما يؤذن لغيرهم، كما روى نواس بن سمعان -رضي الله عنه- قال أقمت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمدينة سنة ما يمنعني من الهجرة إلا المسألة، كان أحدنا إذا هاجر لم يسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن شيء، قال فسألته عن البر والإثم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :« البر حسن الخلق، والإثم ما حاك في نفسك وكرهت أن يطلع عليه الناس». [رواه مسلم (2553) ].
6 - التدرج:
إن الجوانب التي تتطلب التربية والإصلاح في النفس البشرية من الاتساع والتعدد والتنوع ما يجعل تحصيلها في وقت وجهد أمر عسير ومتعذر .
لذا فإن التدرج كان معلماً مهماً من معالم التربية النبوية ، فخوطب الناس ابتداء بالاعتقاد والتوحيد، ثم أمروا بالفرائض، ثم سائر الأوامر.
وفي الجهاد أمروا بكف اليد ، ثم بقتال من قاتلهم، ثم بقتال من يلونهم من الكفار، ثم بقتال الناس كافة.
ومثل ذلك التدرج في تحريم الخمر، وإباحة نكاح المتعة ثم تحريمها ، وهكذا .
لكن يبقى جانب مهم مع الإيمان بمبدأ التدرج، ألا وهو أن ما نص الشرع على تحريمه لا يجوز أن نبيحه للناس، وما نص على وجوبه لا يجوز أن نسقطه عن الناس .
7 - تربية القادة لا العبيد:
وثمة سؤال يفرض نفسه ويقفز إلى أذهاننا: هل نحن نعنى بتعليم الناس وتهيئتهم ليكونوا أهل علم يستنبطون، ويبدعون، ويبتكرون؟ أم أننا نربيهم على تلقي أقوال أساتذتهم بالتسليم دون مراجعة وربما دون فهم لمضمون القول؟.
هل نرى أن من أهدافنا في التعليم أن نربي ملكة التفكير والإبداع لدى طلابنا، وأن نعودهم على استنباط الأحكام الشرعية من النصوص، وعلى الجمع بين ما يبدو متعارضاً؟
وهل من أهدافنا تربيتهم على تنزيل الأحكام الشرعية على الوقائع التي يرونها؟
إن المتأمل في واقع التعليم الذي نقدمه لأبنائنا ليلحظ أننا كثيراً ما نستطرد في السرد العلمي المجرد، ونشعر بارتياح أكثر حين نقدم للطالب كماً هائلاً من المعلومات، وهو الآخر - لماغرسنا لديه- يقيس مدى النجاح والإنجاز بقدر ما يسطره مما يسمعه من أستاذه، والتقويم والامتحان إنما هو على أساس ماحفظه الطالب من معلومات، واستطاع استدعاء ذلك وتذكره.
وشيء من ذلك حق ولاشك، لكن توجيه الجهد لهذا النوع وهذا النمط من التعليم، لا يعدو أن يخرج جيلاً يحفظ المسائل والمعارف -ثم ينساها بعد ذلك- أو يكون ظلاً لأستاذه وشيخه.
ولأن تعلم الجائع صيد السمك خير من أن تعطيه ألف سمكة.
وقد مثل ذلك في الأعمال الدعوية التي نقوم بها، فهل نحن نربي الناس على أن يكونوا عاملين مبدعين مشاركين، أم نربيهم على مجرد الاتباع والتقليد لما عليه كبراؤهم ؟
أما النبي صلى الله عليه وسلم فكانت تربيته لأصحابه لوناً آخر، ففي تربيته العلمية لهم خرج علماء وفقهاء، ولم يكن صلى الله عليه وسلم يقتصر على مجرد إعطاء معلومات مجردة.
وكشف الواقع آثار هذه التربية النبوية، ففي ميدان العلم واجهت أصحابه قضايا طارئة مستجدة لكنهم لم يقفوا أمامها حيارى فاستثمروا نتاج التربية العلمية التي تلقوها لذا اجتهدوا في اتخاذ السجون وجمع القرآن وجلد الشارب والخراج وغيرها .
وفي ميدان الجهاد وإدارة الدولة والدعوة قضوا في شهور على المرتدين بعد أن حسموا الموقف الشرعي من قضية الردة، ثم اتسعت الدولة ووطئت أقدام أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم بلاد المشرق حتى وصلوا أذربيجان وما وراء النهر وبلاد المغرب حتى وصلوا غرب أفريقيا، ودفن من دفن تحت أسوار القسطنطينية .
ولو تربى أولئك على غير هذه التربية لما صنعوا ما صنعوا .
فأين المربون اليوم الذين يترك أحدهم الفراغ حين يمضي؟ أينهم من هذه التربية النبوية؟ .
8 - التوجيه الفردي والجماعي:
لقد كان صلى الله عليه وسلم يجمع بين التربية والتوجيه الفردي من خلال الخطاب الشخصي المباشر، وبين التربية والتوجيه الجماعي .
قال ابن مسعود - رضي الله عنه- :«علمني رسول الله صلى الله عليه وسلم التشهد كفي بين كفيه» [رواه البخاري ( 831 ) ومسلم ( 402 ) ].
ومن ذلك ما ورد عن غير واحد من أصحابه: أوصاني رسول الله صلى الله عليه وسلم .
ومن ذلك حديث معاذ رضي الله عنه:كنت رديف النبي صلى الله عليه وسلم على حمار فقال:«يا معاذ، أتدري ماحق الله على العباد؟ وما حق العباد على الله؟».
وعبد الله بن عمرو بن العاص -رضي الله عنهما- زوجه أبوه امرأة فكان يتعاهدها، فتقول له: نعم الرجل لم يكشف لنا كنفاً ولم يطأ لنا فراشاً -تشير إلى اعتزاله- فاشتكاه إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، فدعاه فكان معه الحوار الطويل حول الصيام وختم القرآن وقيام الليل.
وقد كان هذا الحوار والتوجيه له شخصياً، بينما نجد أنه صلى الله عليه وسلم في مواقف أخر يوجه توجيهاً عاماً، كما في خطبه ولقاءاته وتوجيهاته لعامة أصحابه وهي أشهر من أن تورد وتحصر.
وهاهنا مأخذ مهم في قصة عبد الله بن عمرو بن العاص ـ رضي الله عنه ـ إذ أن النبي صلى الله عليه وسلم دعاه وناقشه لوحده، بينما نجده في موقف آخر شبيه بهذا الموقف يعالج الأمر أمام الناس، فحين سأل طائفة عن عبادته وتقالوها وقالوا ما قالوا صعد المنبر وخطب في الأمر.
عن أنس -رضي الله عنه- أن نفرا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم سألوا أزواج النبي صلى الله عليه وسلم عن عمله في السر فقال بعضهم: لا أتزوج النساء، وقال بعضهم: لا آكل اللحم، وقال بعضهم: لا أنام على فراش، فحمد الله وأثنى عليه فقال: «ما بال أقوام قالوا كذا وكذا، لكني أصلي وأنام، وأصوم وأفطر، وأتزوج النساء، فمن رغب عن سنتي فليس مني» [رواه مسلم (1401)]
ومثل ذلك في قصة الذي قال : هذا لكم وهذا أهدي إلي، فعن أبي حميد الساعدي -رضي الله عنه- قال استعمل النبي صلى الله عليه وسلم رجلا من الأزد يقال له ابن الأتبية على الصدقة، فلما قدم قال: هذا لكم وهذا أهدي لي فقام النبي صلى الله عليه وسلم على المنبر -قال سفيان أيضا فصعد المنبر- فحمد الله وأثنى عليه ثم قال:« ما بال العامل نبعثه فيأتي يقول هذا لك وهذا لي فهلا جلس في بيت أبيه وأمه فينظر أيهدى له أم لا؟ والذي نفسي بيده لا يأتي بشيء إلا جاء به يوم القيامة يحمله على رقبته إن كان بعيرا له رغاء، أو بقرة لها خوار، أو شاة تيعر» ثم رفع يديه حتى رأينا عفرتي إبطيه «ألا هل بلغت» ثلاثا [رواه البخاري (7174) ومسلم (1832)] .
إذاً فهناك جوانب يمكن أن تطرح وتناقش بصورة فردية، ولا يسوغ أن تطرح بصفة عامة، ولو مع عدم الإشارة إلى صاحبها لأنها ربما كانت مشكلات فردية لا تعني غير صاحبها، بل قد يكون إشاعتها ضرره أكثر من نفعه .
وهناك جوانب يجب أن تطرح بوضوح وبصورة عامة وتعالج وتناقش أمام الجميع .
والمربي الناجح هو الذي يضع كل شيء موضعه .
9 - التعويد على المشاركة والعمل:
اعتاد كثير من ناشئة المسلمين اليوم أن يُكفى كل شيء، فهو في المنزل يقدم له الطعام والشراب، ويتولى أهله تنظيم غرفته وغسل ملابسه، فساهم ذلك في توليد جيل كسول لا يعرف العمل والمسئولية.
وفي المدرسة وميادين التعليم اعتاد التلاميذ الكسل الفكري، وصار دورهم مجرد تلقي المعلومات جاهزة دون أي جهد، وحتى حين يطلب منهم بحث أو مقالة فلابد أن تحدد لهم المراجع، وبأرقام الصفحات، وقل مثل ذلك في كثير من المحاضن التربوية.
إننا حين نريد تخريج الجيل الجاد فلابد من تعويده من البداية على المشاركة وتحمل المسئولية: في المنزل بأن يتولى شؤونه الخاصة، وفي المدرسة بأن يبذل جهداً في التعلم.
وعلى القائمين اليوم على المحاضن التربوية أن يأخذوا بأيدي تلامذتهم، وأن يسعوا إلى أن يتجاوزوا ـ في برامجهم التي يقدمونها ـ القوالب الجاهزة، وأن يدركوا أن من حسن تربية الناشئة أن يمارسوا المسئولية، وألا يبقوا كلاً على غيرهم في كل شيء، فينبغي أن يكون لهم دور ورأي في البرامج التي يتلقونها.
وحين نعود لسيرة المربي الأول سنرى نماذج من رعاية هذا الجانب، فهو صلى الله عليه وسلم يعلم الناس أن يتحملوا المسئولية أجمع تجاه مجتمعهم، فليست المسئولية لفرد أو فردين فعن النعمان بن بشير -رضي الله عنهما- قال قال النبي صلى الله عليه وسلم :«مثل المداهن في حدود الله والواقع فيها مثل قوم استهموا سفينة فصار بعضهم في أسفلها وصار بعضهم في أعلاها، فكان الذي في أسفلها يمرون بالماء على الذين في أعلاها فتأذوا به فأخذ فأساً فجعل ينقر أسفل السفينة، فأتوه فقالوا: ما لك؟ قال: تأذيتم بي ولا بد لي من الماء، فإن أخذوا على يديه أنجوه ونجوا أنفسهم، وإن تركوه أهلكوه وأهلكوا أنفسهم» [رواه البخاري (2686)]
ومن ذلك أيضاً استشارته صلى الله عليه وسلم لأصحابه في كثير من المواطن، بل لا تكاد تخلو غزوة أو موقف مشهور في السيرة من ذلك، وفي الاستشارة تعويد وتربية لهم، وفيها غرس للثقة، وفيها إشعار لهم بالمسئولية، ولو عاش أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم على خلاف ذلك، أتراهم كانوا سيقفون المواقف المشهودة في حرب أهل الردة وفتوحات فارس والروم؟
وعلى المستوى الفردي كان النبي صلى الله عليه وسلم يولي أصحابه المهام، من قيادة للجيش وإمارة ودعوة وقضاء وتعليم، فأرسل رسله للملوك، وبعث معاذاً إلى اليمن، وأمَّر أبا بكر على الحج، بل كان يؤمر الشباب مع وجود غيرهم، فأمر أسامة على سرية إلى الحرقات من جهينة. [رواه البخاري (4269) ومسلم (96) ]، ثم أمره على جيش يغزو الروم [رواه البخاري (4469) ومسلم (2426) ]، وولى عثمان بن أبي العاص إمامة قومه. [رواه مسلم(468)]... وهكذا فالسيرة تزخر بهذه المواقف.
فما أجدر الدعاة والمربين اليوم أن يسيروا على المنهج نفسه ليخرج لنا بإذن الله جيل جاد يحمل المسئولية ويعطيها قدرها.





الشيخ / محمد الدويش

د.فالح العمره 05-04-2005 01:30 PM

الخوف من المناهج الأمريكية على الجيل

أحييكم وأرجو لكم التوفيق
مقالة أعجبتني وهي للدكتورة ليلى احمد رغبت أن أرسلها إلى مجلتكم الغراء مع المحبة

لا شك أن من أهم الأزمات الحالية المحيقة بالأمة العربية الإسلامية والتي تبدت إرهاصاتها في بعض البلاد العربية هي تدخل أمريكا في تغيير المناهج الدراسية, الأمر الذي دعا بعض المثقفين العرب والمسلمين للوقوف في وجه هذا المد التغريبي على اعتبار أن التغيير يجب أن يكون من الداخل لا أن يكون مفروضا من الخارج؛ والغريب في الأمر أنه برغم كل الاستلاب الفكري والضياع الثقافي والتفكك السياسي والتخلف الاجتماعي والتهميش الحضاري الذي تعيشه الأمة العربية والإسلامية, فما يزال هناك من يخطط لإبادتها تراثا وحضارة وفكرا وعقيدة وثقافة, والسبب يكمن برأيي في شيء واحد, هو خوفهم من مصدر قوة هذه الأمة وعزتها ألا وهو الإسلام, وأقصد هنا الإسلام الحضاري الذي لا ينفي الأديان الأخرى بل يحتويها كجزء من منظومة الإسلام نفسه {ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة ولا يزالون مختلفين. إلا من رحم رب! ك ولذلك خلقهم}. ودور الإسلام في عزة الأمة العربية قرره عالم الاجتماع الفذ ابن خلدون عندما أفرد فصلا في مقدمته أسماه :( العرب قوم لا يصلحهم إلا الدين ).
وبما أن لي تجربة في هذا المنحى فأود أن أدلي بدلوي لعل في رأيي بعض فائدة, إذ إن أولادي يدرسون في مدارس عالمية والمقرر هو منهاج أمريكي بحت, ويكفي دليلا على تطور هذه المناهج وتقدمها أنني عندما أدرِّس ابني الرياضيات وهي المادة التي كنت أتعاطاها كما يتعاطى المحب خمر محبوبه, أرى نفسي عاجزة عن مواكبة هذه النظريات الجديدة في الرياضيات رغم أنه منهاج الصف الثامن وليس البكالوريا مثلا, وقس على ذلك باقي المواد من علوم وفيزياء وكيمياء وغيرها.. لذلك رغم تعالي صيحات الرعب من تغيير المناهج التي تلوِّح به أمريكا في وجه كثير من البلدان العربية, أصارح القارئ الكريم أنني لا أرى شخصيا ما يبرر هذا الرعب, فمناهجنا أساسا ضعيفة وبعيدة عن التقدم العلمي بمقدار عدد لا محدود من السنين الضوئية؛ وأحسب أن مصدر الخوف الكامن لدى البعض ليس ناجما عن تطوير هذه المواد العلمية بقدر ما هو نابع من تغيير المواد التي لها علاقة مباشرة بتاريخنا وحضارتنا وثقافتنا؛ وقد كنت قد اطلعت عبر عدد من المصادر التي تتمتع بدرجة عالية من المصداقية على الأمور الثلاثة التي تسعى أمريكا لتغييرها حقا في المناهج وخاصة الدينية, وهي :
1- الغيبيات بشكل تحذف الدروس والآيات القرآنية وكل ما له علاقة بالدار الآخرة, بحيث تصبح ثقافة الجيل هي ثقافة المتعة والمادة والاستهلاك بدون تفكير بأي مسؤولية أخروية عن الفعل.
2- اليهود بحيث تحذف كل الدروس والآيات القرآنية المتعلقة بأخطائهم مع موسى عليه السلام وغيره من الأنبياء وكذلك عدائهم للنبي محمد عليه الصلاة والسلام والإسلام.
3- الجهاد وكل ما يمت إليه بصلة .
بالمختصر المفيد يمكن لتغيير المناهج أن يمسح الذاكرة الجماعية ويجعل الجيل العربي المسلم نسخا متكررة مشوهة الفطرة مسلوبة القدرة دونما حاجة إلى إجراء أي عمليات استنساخ وطرقها المعقدة!
إذن نحن أمام تحدٍ شديد, ولكنه لا يرعبني البتة لأنني أقتنع تماما بالآية القرآنية الكريمة ( فأما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض )؛ عدا أننا لن نستطيع وقف مد العولمة, ويجب علينا أن نبني السدود في وجه الطوفان بدل أن نقف في وجهه, والتحدي الفعلي هو أن نثبت أن رسالتنا عالمية, وإذا كان القوميون العرب يصرون على شعارات ( أمة عربية واحدة .. ذات رسالة خالدة ) ثم يتبعون ذلك بأن أهداف هذه الرسالة هي (وحدة .. حرية .. اشتراكية) فهذا قد أثبتت الأيام خطأه لأننا لم نجد وطنا عربيا متفرقا ولا خاضعا ولا مخلخلا اقتصاديا وسياسيا واجتماعيا, كما حصل بعد رفع تلك الشعارات, فأين الوحدة, وأين الحرية, وأين الاشتراكية؟! ونحن نعذر القوميين المخلصين بالطبع إذ إن التاريخ سلسلة متصلة الحلقات, وقد كانت تجربة إعلاء القومية العربية فترة فرضتها نزعة العالم كله آنذاك باتجاه القومية, أما الآن فالنزعة الحالية هي العالمية.
ورسالة العرب الحقيقية قد بينها القرآن الكريم بقوله: (وإنه لذكر لك ولقومك وسوف تسألون) أي أن القرآن رفع من شأن العرب عندما نزل بلسان عربي مبين, والرسالة هي رسالة الرحمة والإنسانية المتمثلة بالرسالة الخاتمة للرسالات السماوية. وهانحن في عصر السماوات المفتوحة والفضاءات اللامحدودة فهل نستطيع أن نثبت فعلا عالمية وإنسانية رسالتنا كما يجب؟
أهم مقومات فهمنا لرسالتنا أننا يجب أن لا نخاف من أي ثقافة أخرى, وهو المؤشر الوحيد برأيي على مناعتنا التي تجعلنا واثقين من صلاحية دورنا حتى يرث الله الأرض ومن عليها؛ ومن الواجب أن ننقل لأولادنا هذه اللقاحات ونغرس فيهم مقومات الثقة بالذات والإيمان بدور للإسلام لا بد أن يضيء الكون في وقت قريب؛ ويحضرني هنا ما ذكره د. مراد هوفمان السفير الألماني المسلم في كتابه "الإسلام كبديل" (إن الإسلام كان إبان الصراع بين العالم الغربي والشيوعية يستطيع أن يعدّ نفسه الطريق الثالثة المباينة لهما, أما اليوم فإن الإسلام يطرح نفسه بديلا لكلا النظامين) بعد أن دخلت البشرية في متاهات الضياع, فرغم تقدم الغرب ماديا واقتصاديا وعلميا وتكنولوجيا, لكنه على الجانب الآخر أي الأخلاقي والاجتماعي والأسروي متفكك إلى أبعد الحدود, والحضارة الغربية تتبدى أزماتها العميقة يوما بعد يوم, ولا أدل على ذلك ما قاله أندريه مالرو عن القرن الواحد والعشرين إنه «إما سيكون روحيا أو لن يكون»؛ علما بأن الأخلاق في المجتمع لا وجود حقيقي لها بدون الدين, وهذا واضح في قول فولتير: ( لا بد للبلد ليكون صالحا أن يكون له دين, أريد من زوجتي و!
خياطي ومحامي أن يؤمنوا بالله وبذلك يقل غشهم وسرقاتهم لي؛ وإذا كان لا وجود لله فيجب أن نخترع إلها).
لكن بما أن الثقافة لا تؤخذ فقط من كتب الدين, فسأضرب أمثلة من كتب القراءة للمنهاج الأمريكي, وكيف يمكننا أن نتعامل معها في توضيح خطئها أو تأكيد صوابها؛ وبالتالي تثبيت اللقاحات المناعية القوية في نفوس أطفالنا, فبالأمس القريب سألني ابني البالغ من العمر 11 سنة عن الله سبحانه وتعالى وبين لي كيف يتخيل ببراءة الأطفال صورة الله سبحانه وأنه يشبه البشر- تذكرت عندها سبينوزا الفيلسوف اليهودي الذي تبرأ منه الكنيس اليهودي بسبب إلحاده خاصة عندما نشر أفكاره عن الله وأن المثلث إذا تخيل الله لقال أنه ذو ثلاث أضلاع - فأفهمت ابني أن هذا لا يجوز بحق الله سبحانه وإنما علينا أن نؤمن بالله وأنه نور على نور لأن عقولنا قاصرة عن إدراك ذات الله وضربت له المثل بعيوننا التي لا تستطيع أن ترى البعيد وأفهمته أن ما كتب على غلاف كتاب القراءة الأمريكي للصف الرابع: seeing is believing ينحصر في ما تستطيع عيوننا أن تراه أما ما وراء ذلك فيجب أن نؤمن به إذا وصلنا عن طريق الخبر الصادق الذي يستحيل تكذيبه سواء كان القرآن الكريم أو السنة الصحيحة.
فهذا مثال عن التغريب الذي ستخضع أمريكا له مناهجنا التعليمية, فمعنى العبارة التي كتبتها بالإنكليزية أن يرفع الإيمان بالغيب من نفس التلميذ, فكيف يؤمن بالله إذا لم يكن يراه, وكيف يؤمن بالجنة والنار والملائكة وغير ذلك إذا لم يكن يراها؟ ومن الطبيعي أن يتأثر به الطفل إذا كان الأهل غير واعيين لما يبث في عقول أطفالهم, لكن في نفس الوقت لا بد من التأكيد للطفل على أن هذه العبارة صحيحة تماما في كل ما له علاقة بالعالم الذي يقع تحت إمكانية الإدراك بحواسنا المختلفة.
هذا في منهاج السنة الرابعة أما في السنة الخامسة فيوجد قصة عن طفل بعمر 11 سنة احتبس في مركبة فضائية مع أصدقائه, وأخذ ينتظر وصول النجدة بالنظر عبر شاشة الكمبيوتر في غرفة القيادة, وفي نفس الوقت ضحّى من أجل أصدقائه فامتنع عن الطعام لأنه شعر أنه لن يكفيهم, وهو أكبرهم ويستطيع أن يحتمل الجوع, فهذه قصة رائعة في التضحية ونكران الذات من كتاب أمريكي, لكن أين الخلل؟ الخلل أن البعد الإيماني غائب, كما هو في كل مناحي الحياة في الثقافة الغربية, وما قمت به أنا هو أني ذكرت لابني أن هذا الطفل الرائع بأخلاقه ينقصه شيء هام ألا وهو اللجوء إلى الله والدعاء. إذن يجب أن يكون الأهل واعيين للمشكلة ومهيئين أنفسهم للتعامل معها بدل رفضها, فالمنهاج غني بالقصص الجميلة التي تعزز قيما إنسانية خالدة, لا يمكن أن نجدها في مناهجنا العربية التي تعتمد على التلقين بدل التكوين وتكرس حالة الظلم واغتنام النفوذ لزيادة الحسابات في البنوك السويسرية من ق! بل بعض المتحكمين المتسلطين, وكمثال على هذه القصص قصة صانع أحذية قروي قام بصنع حذاء أحمر أو جزمة ( بوط ), واقترحت زوجته أن يهديه للملك, ولما أراد أن يصل للملك اعترضه كل م!
ن الحارس على سور المدينة وحارس القصر وحاجب الملك الخاص بالترتيب, ولم يسمح له أي واحد منهم بالمرور إلا بعد أن سأله عن غرضه من الملك وطلب منه رشوة ثلث الهدية التي سيعطيه إياها الملك, فرضي صانع الأحذية, ولما دخل على الملك قبل الأخير هديته وسأله عن المكافأة التي يريدها, فصرح صانع الأحذية أنه يريد تسعا وتسعين جلدة, واستغرب الملك هذا الطلب لكنه طلب من رئيس وزرائه أن يعاقبه بجلده تسعا وتسعين جلدة خارج المدينة, وخرج الاثنان من المدينة, وفي هذه الأثناء كان صانع الأحذية يشير لكل من الحراس الثلاثة أن يتبعه ليعطيه ما وعده به, وتبعهم أناس كثيرون وقبل أن يخضع صانع الأحذية للحكم سأل كلا من الرجال الثلاثة أمام رئيس الوزراء إن كان ما يزال مصرا على إبرام العهد الذي اتفقوا عليه فأجابوا بنعم, فطلب من رئيس الوزراء أن يجلد كلا منهم ثلاثة وثلاثين جلدة, وعلت هتافات الجماهير بحياة صانع الأحذية الذكي الحر, ولما وصلت الضجة للملك هنأ ص! انع الأحذية على ما فعل وضاعف له المكافأة, ومن هذه القصة يتعلم الأولاد شيئين:
أن ما يدور خارج قصر السلطان أو الحاكم لا يصل إلى أذنيه دائما بسبب النفعيين الذين يحرصون على أن يندسوا في صفوف الحاشية المزوقة المزورة؛ وكذلك أن على الشخص أن لا يسكت على الظلم, وهذا ما لا نجده في مناهجنا.
أما مكمن الخطر في هذه المناهج عدا ما ذكرته في تغييب البعد الإيماني والعقيدي فهو ما له علاقة بتشويه الفطرة وتجميل القبيح, وسأضرب ثلاثة أمثلة مما تحويه كتب القراءة الأمريكية:
المثال الأول: قصة امرأة تعيش مع أولادها تربي غرابا في حديقة بيتها, وتعتني به كما يعتنى بالحيوان المدلل, والقصة تنتهي بعودة الغراب لأصله وهو رفضه أن يكون pet كما أوحى إليه أصدقاؤه الذين كانوا ينادونه كل صباح ليعود إليهم ففعل واستجاب لهم؛ لكنها تعزز في الطفل مفهوما بطريقة غير مباشرة, وهو أن الغراب بنعيقه الشنيع ومنظره القبيح يمكن أن يكون حيوانا مفضلا وطيرا مدللا.
المثال الثاني: قصة يرويها كاتب على لسان صرصور يربيه طفل في علبة كبريت, فيحكي الصرصور كيف انتقل من القرية المفضلة إلى المدينة, حيث وجد أن التحضر على أعلاه والذي تبدى في صداقة القط والفأر في بيت أناس دخل الصرصور مطبخهم, والقصة لا تخلو من الطرافة لكنها لا تخلو أيضا من مفهوم قد يتبناه الطفل وهو أن الصرصور يمكن أن يكون حيوانا مدللا يعتنى به وتتم رعايته كالحيوانات المدللة.
المثال الثالث: قصة عن طفل يربي في قفص حيوان ( الوزغ أو البرص ) ويعتني به كما يعتني طفل آخر بالقطة أو بالعصفور, ولا أذكر أحداث القصة بالتفصيل إلا أن لها معنى من ضمن معانيها وهو أن الوزغ وهو الحيوان قبيح المنظر يمكن أن يصبح حيوانا جميلا مدللا أيضا.
فهذه القصص ومثيلاتها تؤدي إلى تشكيل نظرة مختلفة للجمال لا تمت للجمال بصلة, وهذا الأمر له تداعياته الخطيرة, فبداية الشذوذ تبدأ من تفضيل القبيح على الجميل, ولكن –للأسف- كما يغيب البعد الغيبي عند كثيرين منا كذلك فإن هذه النظرة موجودة لدى البعض منا رغم أنهم لم يدرسوا المناهج الأمريكية ولم ينشؤوا وملء عيونهم غراب كريه أو صرصور نتن أو وزغ قبيح!
كمثال على ذلك ما قرأته من بعض القصائد العربية "الحداثية" تستعمل ألفاظا تستجدي القبح من قعر كل معنى مقرف, أو مقالات لا ترى مثلبة في النيل من الذات الإلهية مثلا, مما يجعلني أرى أن خوفنا على ثقافتنا العربية "الأصيلة" من أمريكا لوحدها ليس هو كل شيء, وهذا له حديث آخر.
أما نهاية حديثي هنا فهو أننا إما أن نبدأ بتربية أولادنا أن يكونوا أحرارا من كل عبودية إلا لله جل وعلا, وإلا فإنه لا مناص من الحرية على الطريقة الأميركية والتي تؤدي إلى فساد ما بعده فساد وضياع أشبه بما ذكره القرآن عن قوم موسى عندما تاهوا في الأرض أربعين سنة حتى ينشأ جيل يعتاد الحرية وليس كالجيل الذي نشأ على الذل في أرض الفراعنة!


هشام محمد الحرك
باحث سوري
FDHISHAM@SCS-NET.ORG

د.فالح العمره 16-04-2005 05:47 PM

مناهج التعليم في ظل العولمة (( دراسات))

--------------------------------------------------------------------------------

إعداد مشرفة اللغة الإنجليزية بمحافظة الجموم

كوثر جميل فادن

المقدمة :

ظهرت في مجتمعاتنا مشكلات كثيرة متنوعة ؛ نتيجة للتطورات السريعة وتدفق المعارف الإنسانية والعلمية وتعقد الحضارة وتشابكها ، أدى إلى عدم وجود توازن سليم بين التكنولوجيا الحديثة وبين الحياة الاجتماعية ، فاصبح الفرد غير قادر على التكيف أمام هذا الكم الهائل من وسائل التقنية ,التطورات السريعة .

إن اثر وسائل الإعلام الأجنبية المرئية والمسموعة والمقروءة ؛ وتصفح أبناءنا للشبكة المعلوماتية دون نقد وتمحيص في ظل مخرجاتها المبهرة نتج عنه سلوكيات غريبة على مجتمعنا ، فقد تدنى مستوى العلاقة بين المعلم والمتعلم والتي وصلت إلى حد الإيذاء الجسدي .

كما أن مشكلات الطلاب في تزايد كإثارة الشغب و العدوان و الكذب و التأخر الدراسي و التسرب و الفراغ و المخدرات و السرقة والاعتداءات والجرائم المختلفة.

و ظهرت عادات وتقاليد وثقافات وممارسات سلوكية خطيرة في مجتمعنا مخالفة لديننا الإسلامي كطقوس الأفراح وصرعات الموضة والأعياد المستحدثة ( عيد الحب – عيد العمال – عيد الميلاد –... )

إن إصلاح ذلك يكمن في إيلاء التربية والتعليم مزيداً من العناية كماً وكيفاً؛ بإعادة النظر في مناهجنا والتدقيق في محتواها وفي الطرائق وأساليب التقويم والوسائل وتحديدها وجعلها مواكبة لعصر العولمة ، وغرس مبدأ التعلم الذاتي في نفس المتعلم والتفكير الناقد لسلوكيات حياته اليومية ، و الاهتمام بالبحث العلمي على مختلف المستويات والحقول المعرفية ، والتمسك بالتراث الثقافي القائم على الكتاب والسنة .

وفي رؤية مستقبلية متفائلة لنوعية المتعلم المراد إعداده لمواجهة العولمة والتفاعل بنجاح مع المتغيرات السريعة والاتجاهات التربوية العالمية المعنية بتطور أنماط التفكير ، والسلوك العلمي ، والاستفادة من المعرفة الإنسانية ،، والأخذ بيد المعلم بتدريبه والرفع من شأنه للنهوض بالعملية التعليمية ، فالتعليم هو الوسيلة الفعالة لتغيير هيكل المجتمع وهوية أفراده وسماته الثقافية .

أهداف الورقة :

§ إيجاد مخرجات تعلم أفضل في المستويات المعرفية والمهارية والسلوكية للمتعلمين.

§ أن يصبح المتعلم عضواً إيجابياً ومشاركاً في الموقف التعليمي.

§ تنمية مهارات التفكير المنظم لدى المتعلمين والتحليل والنقد والربط بين النتائج والأسباب.

§ تنمية مهارات التعلم الذاتي باستخدام مصادر التعلم وتقنيات المعلومات الحديثة والمختلفة.

§ تنمية الاتجاه الإيجابي نحو الحرف المهنية لسد حاجة الفرد واعتماده على نفسه والمساهمة في

تنمية القوى البشرية.

§ تكوين العقلية الناقدة عند المتعلم ليستطيع مقابلة المواجهة الحضارية والانفتاح الإعلامي العالمي.

§ عصرنه التعلم بما يوافق الزمان والمكان مع المحافظة على التراث القائم على الكتاب والسنة.

§ تنمية شخصيات المتعلمين وصقل مواهبهم من خلال النشاط المدرسي.

§ إعادة النظر في أساليب التقويم بما يساعد على رفع كفاية العملية التعليمية.

§ توجيه المعلمين للإبداع والابتكار في تطبيق المنهج.

§ تفعيل الحوار بين المعلم والمتعلم.

§ ربط المناهج ببيئة المتعلم ومجتمعه لمساعدته على التكيف السليم.

§ توجيه المتعلم للاستفادة من مصادر التعلم المتوفرة في البيئة.

§ التفاعل الإيجابي للمتعلم مع المتغيرات السريعة والاتجاهات العالمية.

§ تزويد المتعلم بمستحدثات المعارف العلمية والإنسانية.

§ تنمية التفكير الإبداعي لدى المتعلم ليكون قادراً على مواجهة المشكلات الراهنة والمستقبلية بإيجاد الحلول البدائل.

أهمية الورقة :

تقوم قنوات التعليم الرسمي ببناء الأجيال من خلال إكسابهم القيم والاتجاهات السائدة في المجتمع ؛ والعملية التعليمية هي الوسيلة الفعالة لتغيير هيكل المجتمع وتشكيل سماته وثقافته وتأهيل العناصر البشرية القادرة على النهوض بالمجتمع.

وفي ظل تتطور وسائل الاتصال وعولمة الثقافة ، والاكتشافات العلمية والتكنولوجية وتطور أساليب الإنتاج ، والتغيير الاجتماعي والعلاقات الاجتماعية، وظهور معايير جديدة تحل محل القيم والمبادئ والمعايير القديمة؛ اصبح حتماً علينا تطوير المناهج التربوية .

إن نهضة المجتمع محكومة بنوعية المناهج التي تشكل أبناءها وتعدهم للمستقبل الذي يعتمد على المعرفة العلمية المتقدمة من خلال مساعدة المتعلمين على تحقيق التالي :

§ تنمية وتعزيز مفهوم الرقابة الذاتية لدى المتعلمين؛ وغرس مفاهيم الدين والقيم الأساسية في صدورهم.

§ تطوير المهارات الأساسية التي تخدم الحاجات الأساسية للمتعلم وتكسبه مهارات التعلم الذاتي ودافعية التعلم المستمر .

§ تعديل سلوكيات المتعلمين نحو الأفضل.

§ إحداث التكيف السريع بين المتعلم والبيئة من خلال تزويد المتعلم بالمعرفة الوظيفية وأساليب التفكير النقدي .

§ تحصين الفرد ضد ما يستقبله من الوسائل الإعلامية والثقافية للمجتمعات الأخرى عن طريق تنمية وعي المتعلمين وتزويدهم بالمهارات والقيم التي تمكنه من الاختيار والتمحيص بحيث يحافظ على الهوية الحضارية والقومية وحفظها من الذوبان .

§ مساعدة المتعلم على استخدام المعلومات المتدفقة الاستخدام الأمثل الذي يحقق الخير له ولمجتمعه.

التحديات الثقافية في ظل العولمة :

تشهد البشرية اليوم ظاهرة عالمية غربية تسمى ( العولمة ) تسعى لتوحد فكري ثقافي واجتماعي واقتصادي وسياسي؛ تحمل تحدياً قوياًً لهوية الإنسان العربي المسلم خاصة بما يستهدف الدين والقيم المثل والفضائل من خلال التركيز على الناحية الثقافية وتوظيف وسائل الإتصال ووسائل الإعلام ، والشبكة المعلوماتية (الإنترنت) والتقدم التكنولوجي بشكل عام لخدمة ذلك مما حول العالم إلى قرية صغيرة كما يقولون، فلم يعد هناك أي حواجز جغرافية..تاريخية..سياسية أو ثقافية ، و اصبح العالم يخضع لتأثيرات معلوماتية وإعلامية واحدة تحمل قيم مادية وثقافية ومبادئ لا تتلاءم مع قيمنا ومبادئنا ؛ منافية للدين الإسلامي كما أن هناك توجه استهلاكي مفرط نحوها .. دون وعي أو تمييز لنوعية المادة المستهلكة وتأثيرها على تربية وثقافة الأفراد المستهدفة تحت تأثير إغراء لا يقاوم من التدفق الصوري والإعلامي المتضمن انبهاراً يستفز ويستثير حواس ومدارك الأفراد بما يلغي عقولهم ويجعل الصورة التي تحطم الحاجز اللغوي هي مفتاح الثقافة الغربية الجديدة الذي تستهدفه العولمة، الأمر الذي يدعو إلى ضرورة سرعة مقاومة ذلك الغزو لحماية الهوية الثقافية العربية لحمايتها والإسلامية ، والعناية بالتربية والتعليم في مختلف مستوياتهما وأشكالهما هي الحصن المنيع.

ويرى د. الحامد ( 1419هـ: 105) " إن على التربية في المدرسة والبيت والمجتمع أن تتصدى لهذه الإشكالية، وأن توجد الوسائل المناسبة لحماية أجيالنا الصاعدة ، وأن توعيهم إلى مخاطر هذه القنوات الغازية ، وان تحصنهم من الداخل ، وتزودهم بالمهارات العقلية وبالقيم الأخلاقية القادرة على الوقوف في وجه الثقافات الدخيلة ."

ويدعو عشقي (1420هـ : 85) إلى إعادة بناء الشخصية الثقافية للأمة العربية والإسلامية بتجديد الفكر القومي وتحويله على الانتماء الثقافي والعودة لتراث الأمة القائم على الكتاب والسنة حتى نستطيع الحوار مع العولمة ونضمن عدم التأثر بمغرياتها .ويضيف السنبل (1420هـ: 8) " وإن تطوير التربية والتعليم لرهن بإصلاح عميق شامل طموح يتناول الأهداف فيدققها ، والطرائق والأساليب والوسائل فيجددها ويكيفها مع مقتضيات عصر العولمة وضرورة مواكبته ، والمحتويات فيحدثها ويجددها ، والمعلم فيزيد تدريبه والرفع من شأنه ، والمتعلم فيغرس في ذهنه ووجدانه ضرورة التعلم الذاتي والمستمر مدى الحياة. "

يقول د. يماني (1419هـ: 35) "إن القرن القادم قرن يتميز بأهمية المعلومات فيه ومن يملك المعلومة يملك عنصراً قوياً من عناصر القوة، ومن واجبنا أن نأخذ في عين الاعتبار أهمية العناية بالمعلومة في القرن القادم ، ونأخذ بيد أولادنا وناشئتنا ومدارسنا ومؤسساتنا للاستفادة من ثورة الاتصالات في العالم والإقبال على استخدام الكومبيوتر والاتصالات الإلكترونية "

ويرى الطرابلسي (1420هـ: 81 ) " مواجهة الغزو الثقافي والإعلامي لقوى العولمة، مؤسسة على ثوابت الهوية العربية وسماتها الإيمانية والحضارية الجامعة، ومسلحة بعقلية انفتاحية على كل منجزات الفكر والعلم والتكنولوجيا، تقرأها قراءة نقدية وتتفاعل معها لتطويعها بما يتناسب مع قواعد وضوابط فكرنا، فلا نرفضها بداعي الخوف والعداء لكل ما هو أجنبي، ولا نذوب فيها بتأثير عقد النقص تجاه الآخرين."

وإذا كان للثورة المعرفية تأثيرات إيجابية وسلبية فإنها ستخدم من يحسن الاستفادة من المعلومات والتقدم التكنولوجي والتغيير الثقافي في ظل الهوية العربية و الإسلامية ، وتوظيفها لزيادة القوة والثروة القومية.

ويؤكد شحاتة (1419هـ: 23) " أن النهضة الحقيقية في المجتمع لا تتم بدون إعادة النظر في المناهج الدراسية من حيث المحتوى والهدف لأن التعليم هو السبيل الوحيد للتحكم في مسار التنمية ورسم خريطة المستقبل، ولقد أثبتت التجارب دائماً .. أن التقدم قرين العلم والمعرفة، وأن رفاهية الشعوب لابد أن تعتمد على نظام تعليمي رشيد."

من هذا المنطلق اصبح التعليم حجر الزاوية في هذه المرحلة التي تستوجب توجيه الجهود وتسخيرها لتطوير عملية التربية والتعليم وتحسين مناهجها الدراسية في مختلف المراحل التعليمية مع الاهتمام بالنوعية وما يوافق متطلبات العصر واحتياجات المتعلمين في ظل العولمة إعداداً للتصدي لها والمواجهة، ويعتبر المنهج (المحتوى والطريقة) من أهم المداخل ضمن الإمكانيات التطويرية في التربية والتعليم يشمل عناصره : الأهداف والمعارف وأنشطة التعلم والتقييم، والتطور في المحتوى يلزمه تطور في الطريقة وتحسين استراتيجيات التعليم والتقويم في المدارس ويستلزم ذلك تطوير مهارات المعلمين أولاً من خلال التنمية العلمية التربوية والتقنية للمعلومات وتوظيفها في عملية التعليم والتعلم، مرتكزين على أسس ومبادئ التربية الإسلامية.

ويستوجب للتنمية والتربية أولا خلفية فلسفية وسياسية عامة، تتوافق والتصور الإسلامي مع اعتبار طبيعة المعرفة والإنسان واتجاهاته الأخلاقية ، أن تتصف التربية المستقبلية التنموية المنشودة بخصائص تلبي حاجة الإنسان العربي إلى النمو الشخصي والاجتماعي ، والوعي والمشاركة والفكر النقدي، والكفاية الاقتصادية والإنتاجية واستمرار هذه التربية مدى الحياة حسب الحاجة دون إضرار بالآخرين وبالبيئة الطبيعية والاجتماعية .

خصائص التربية المستقبلية :

خصائص التربية الإسلامية في وثيقة استشراف مستقبل العمل التربوي لدول مجلس التعاون (1419هـ: الفصل الخامس ) ذكرت كالتالي:

§ دينية-دنيوية : تجمع بين التمسك بالعقيدة الإسلامية وبناء الذات واعمار الدنيا بالخير والسلام.

§ شمولية تكاملية : شاملة لنمو جميع النواحي العقلية والجسمية والاجتماعية والوجدانية في تكامل والتعامل مع المتعلم كلياً.

§ طبيعية : تعمل في أوضاع طبيعية أو تحاكي أوضاع طبيعية أو منشودة ضمن أوضاع طبيعية

§ فردية-جماعية- تفاعلية : تمثل تكاملاً بين الأعمال التربوية الفردية والجماعية ، وتفاعلاً مستمراً وتغذية راجعة .

§ توفيقية : توفق بين حاجات الفرد بحسب عمره وبين حاجات المجتمع .

§ عملية-خبروية-نظرية : تنطلق من الواقع وتكسب المتعلم خبرة حقيقية وفقاً لنوع النشاط ونضج المتعلم ، وتتدرج به في المراقي النظرية .

§ تعبيرية- تواصلية- أدائية : يعبر فيها المتعلم عن أفكاره وخواطره ومشاعره ويتواصل مع غيره ويوفق بين التعبير والقيام بأنشطة فعلية في الفصل والمدرسة والبيئة .

§ تركيبية- إنتاجية : يركب الأجوبة بنفسه ولغته ، ويقدم إنتاجا في عمل متكامل .

§ استكشافية- توليدية- ابتكاريه : إعطاء الحرية للمتعلم لارتياد آفاق مجهولة ليولد منها أفكارا وخبرات جديدة قد تصل للإبداع والابتكار.

§ تعاونية- تشاركيه : تعاون المتعلم مع المعلم ، والمتعلمين مع بعضهم البعض ، وسائر الأسرة التربوية والمجتمع التربوي .

§ تنوعيه- بدائلية : متنوعة بحيث تنوب خبرة عن خبرة إذا لم يكن هناك مانع ، واثراء المتعلم بالأفكار والأنشطة المختلفة المتنوعة .

§ تأويليه- تساؤليه-نقدية- تقويمية: يعبر المتعلم فيها عن مرئياته ، يتساءل ويستقصي ويبحث وينقد ويصدر تقويماً شاملاً.

§ سيروراتية-نواتجية : تهتم بنواتج العمل التربوي المتحقق في أعمال متكاملة ،وتقدر سير العملية التي تتم بواسطتها الوصول إلى نتائج تربوية.

§ أخلاقية - تمهنية – منفتحة : تعد المواقف والقيم محور العمل التربوي لجميع أعضاء العمل التربوي ، فينمو المعلم على غرار نمو المتعلم نمواً مستمراً بجميع أبعاده وتبقي باب الاجتهاد التربوي مفتوحاً على مصرعيه .

وبما أن الأهداف التربوية جوهرية في عملية التطوير التربوي وتحديد محتوى المناهج كي يستمر التعليم محققاً لأهداف التنمية؛ كان من المهم معادوة النظر في الأهداف التربوية للنظام التربوي بأسره لتوجيه العملية التعليمية وتنفيذ برامجها وتلبية الحاجات ذات الأولوية وبناء الطاقات البشرية لمواجهة تحديات العصر مع المحافظة على الهوية القومية العربية الإسلامية .

الأهداف العامة للتربية :

تتعدد مستويات الأهداف بدءاًً بأهداف العملية التعليمية ككل،أهداف لكل مرحلة ثم أهداف لكل صف دراسي ، وأهداف المناهج الدراسية ثم الأهداف السلوكية التعليمية في المراحل التنفيذية ، وهي على درجات متفاوتة من التجريد والعمومية حتى تصل إلى الأهداف الإجرائية المرتبطة بالمواقف التدريسية التي يتم تحقيقها في أوقات محددة ، وهي عبارة عن أهداف وأنشطة إجرائية ، و يتم تحديد الأهداف باختلاف مستوياتها بناء على ثقافة المجتمع ، طبيعة المتعلم وخبراته ونموه ،التطورات في الأساليب والبحوث العلمية والجديد في المجال التربوي في العالم المتقدم بما يتفق مع ومبادئ المجتمع .

وقد أبرزت لجنة مشروع استشراف مستقبل العمل التربوي في الدول الأعضاء بمكتب التربية العربي لدول الخليج العربي ما رأت له الأولوية في الأهداف العامة للتربية (1419هـ:الفصل السادس ) تمثلت في التالي :

§ تنمية الفهم الصحيح للإسلام وتعاليمه السمحة.

§ تعميق الانتماء الوطني والخليجي المبني على فهم صحيح لمكتسبات الوطن الحضارية وتطلعاته المستقبلية، وتوثيق الروابط الاجتماعية بين المواطنين ، وتقدير المصالح المشتركة.

§ تنمية الشعور بالهوية العربية للوطن تاريخاً وثقافة ومصيراً.

§ تنمية مهارات التفكير المنظم والقدرة على استخدامها في فهم المواقف المتجددة وحل المشكلات عن طريق التحليل والنقد والربط بين الأسباب والنتائج.

§ تنمية مهارات التعلم الذاتي باستخدام مصادر التعلم وتقنيات المعلومات المختلفة.

§ تنمية الاتجاه نحو الإسهام بفاعلية في الفكر العالمي والإبداع العلمي والتطور التقني والتفاعل الإيجابي مع الشعوب والثقافات الأخرى بثقة واقتدار في إطار مبادئ الإسلام وقيم المجتمع ومثله.

§ تنمية الاتجاه نحو الإخلاص في العمل وإتقانه ومعرفة أهميته لحياة الفرد والمجتمع.

§ تنمية الاتجاه نحو العمل اليدوي والمهني لاكتساب مهارات العمل الأساسية لسد حاجة الفرد واعتماده على نفسه.

المعايير التي يتم على أساسها اختيار وتطوير مادة المنهج :

أن تحديد المحتوى وتقديمه للمتعلمين في حد ذ1ته لا يحقق الأهداف التعليمية ؛ إذ لابد أن تعمل عناصر المنهج متكاملة مع بعضها ؛ الأهداف، المحتوى، الطرق والوسائل، الأنشطة وعملية التقويم ، وعليه فإن اختيار محتوى المنهج يعتبر مرحلة جزئية في عملية التخطيط للعملية التعليمية .

يقول اللقاني (1995م : 225 ) " ومع ذلك فإن معايير أو شروط يجب توافرها فيما يختار من محتويات المناهج الدراسية ، ولعل من أهم تلك المعايير الصدق والدلالة والارتباط بحاجات المتعلم واهتماماته والمنفعة والملائمة والتوافق مع الإطار الاجتماعي والقابلية للتعلم ، ومن ثم فإن المحتوى في اختياره لا يخضع للعشوائية بل إن هذه العملية تحتاج إلى نظرة عملية واعية ببدايات المنهج ومساراته وعلاقة المحتوى بكل عملياته"

ويرى سالم وغيره ( 1419هـ: 300) أنه يمكننا التعامل مع المحتوى التعليمي الوضعي على أساسيات أهمها :

- ألا يتعارض مع كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم.

- أن يكون وسيلة وليس غاية.

- مراعاة طبيعة المتعلمين وخصائصهم واحتياجاتهم.

- مراعاة بيئة المتعلمين الطبيعية والاجتماعية وربطها بالمحتوى.

- إكساب المتعلمين المهارات المتنوعة وتنمية الجوانب الانفعالية من خلال هذا المحتوى.

- مراعاة شروط البيئة التعليمية للزمان ، والإمكانات وعوامل أخرى؛ و اختيار الكم المناسب ليؤدي وظيفته في ظل هذه الشروط.

- أن يتضمن المحتوى قضايا وحاجات الأمة من تراث وتقاليد وأوضاع اجتماعية..الخ

- وحدة المعرفة الدينية والمعرفية العلمية والعقلية والوجدانية.

ويتفق الشافعي في معظم ما سبق ويضيف (1417هـ: 293) ضرورة تعلم تلاوة القرآن الكريم تلاوة وفهماً، وأن تحتوي على أنشطة يمارسها المتعلمين تساعد على تحقيق أهداف المنهج.

أما شحاتة فيرى ( 1419هـ : 23) أن متطلبات مستقبل التعليم في ظل العولمة كالتالي:

- الاهتمام باللغات بدءاً باللغة القومية (اللغة العربية) ثم اللغات الأجنبية ، خاصة اللغة الإنجليزية تليها اللغات الأخرى.

- تدريب المتعلمين على استخدام الحاسب الآلي وتعليم علوم المستقبل كالعلوم والفيزياء والرياضيات.

- إيجاد مواد مشتركة بين الشعب الأدبية والعلمية والرياضية وعدم الفصل بينها.

- التركيز على تنمية شخصية المتعلم وتطوير قدراته على التفكير والإبداع اكثر من تحصيل المعلومات.

- التوازن بين التربية القومية والانفتاح على العلم عند وضع المناهج للمواد المختلفة.

ومن المرتكزات الرئيسية التي يراها إبراهيم (2000م: 35) عند تحديد هوية مناهج التعليم ما يلي :

- أن يركز المنهج على الأفكار الحياتية التي يحتاجها الطالب فتكون بالنسبة له أسلوب معيشة وذات مهام وظيفية في حياة المتعلم.

- أن يتوافق المحتوى مع مقتضيات العصر الجديد.

- أن يكون الأداة الأساسية التي من خلالها تظهر الهوية القومية والعربية والإسلامية.

و يوصي العواد (14191هـ: 99) بطلبه " تطوير مناهج واستراتيجيات التعليم والتعلم مثل: التعلم الهادف، التعلم المنفتح، التعلم عن طريق حل المشكلات."

ويؤكد د. الرشيد (1419هـ:83) أنه " ولابد من إدخال المهارات الفنية والتقنية في المناهج لتعمل على تعزيز معارف قدرات الطلاب في مجالات العلوم والتقنيات الجديدة مواقعها في مناهج التعليم لتتواكب مع التطورات المعاصرة."

ويتفق إبراهيم مع جميع ما سبق ويضيف على ذلك (2000م: 146) :

- وضوح أهداف المنهج المحددة و شمولها ، وقابليتها للتحقيق والتقويم.

- أن يشمل المنهج في جميع المراحل القيام بأعمال يدوية تفيد المتعلم في حياته العملية ، مع الاهتمام بما يساعده على التمكن التكنولوجي .

- تعدد وتنوع طرق التدريس المستخدمة .

- ينبغي أن يكون تقويم المنهج شاملاً متكاملاً ، ويشمل اختبارات (جماعية المرجع) تحدد موقف المتعلم من زملائه على المستوي المنعقد له الاختبار، إذا كان على مستوى الفصل أو المدرسة أو المنطقة .ويشمل التقويم كذلك (اختبارات معيارية المرجع) وهي إلى تحدد موقف المتعلم كما ينبغي أن يكون.

- البحوث العلمية في مجال المناهج هي السبيل لتطويرها .

تجويد العملية التعلمية التعليمية وتطوير المناهج :

نتيجة للثورة المعرفية والتكنولوجية يزداد التحدي أمام المدرسة في مجال تقديم تعليم ذي كفاءة لمواجهة العولمة، من حيث مضمون التعليم وطرائقه ووسائله ؛فمهما بلغت كفاءة المعلم لا يكتمل الأثر أو تحقيق الأهداف ألا بالتطوير النوعي لبقية عناصر عملية التعليم والتعلم محتوى المنهج الدراسي والمصادر المستخدمة في تطبيقه .

وقد أوجزت لجنة مشروع استشراف مستقبل العمل التربوي في الدول الأعضاء اتجاهات تجويد عملية التعلم والتعليم اتفقت في مجملها مع المعايير السابقة التي حددها رجال التربية لاختيار وتطوير مادة المنهج وقد ذكرت تلك الاتجاهات في صورة إجراءات (1419هـ: الفصل السادس) كالتالي :

§ تحديد الكفايات المعرفية والمهارية التي يتوقع من طلبة الصفوف إتقانها .

§ تنظيم محتوى المنهج الدراسي ووسائل تطبيقه على أسس جديدة، بحيث يعني المنهج بإثارة دافعية التعلم واستيعاب المستحدثات في مصادر التعلم وتقنياته المتنوعة .

§ الاستفادة من إمكانات وسائط العلم الحديثة كالأقراص المضغوطة وشبكات المعلومات في عرض المادة العلمية وصياغة التدريبات والأنشطة وأساليب التقويم تكاملاً مع عملية التعليم والتعلم.

§ مراجعة توصيف الكتب المدرسية والمواد التعليمية المكملة لها لمراعاة التدرج في مستوياتها

§ اتباع آلية تحقق التكامل وتفادى التكرار من خلال التنسيق الأفقي والرأسي في تصميم الكتب المدرسية للمادة الواحدة ، وبين المواد الدراسية.

§ تعزيز أسلوب التعلم بالخبرة المباشرة في تصميم الكتب المدرسية وإستراتيجيات التعلم.

§ الاهتمام بالنشاط المدرسي وإشراك جميع الطلبة فيه، تطبيقاً لمحتوى المنهج الدراسي في تنمية شخصياتهم وصقل مواهبهم.

§ تنمية خبرات جديدة لدى مطوري المناهج والمعلمين في الأساليب والتقنيات الجديدة في تأليف الكتب المدرسية واعداد المواد التعليمية.

§ تدريب المعلمين على توظيف إستراتيجيات التعليم وفقاً لأهداف الدروس وطبيعة المواقف، وإتاحة الفرصة لهم للتجديد والإبداع والابتكار في تطبيق المنهج.

§ تطوير أساليب التقويم بما يساعد على أداء المتعلم ورفع كفاية عملية التعلم والتعليم وفق التقويم البنائى وفق مفهوم التقويم التكويني البنائي .

§ إجراء تقويم دوري على المستوى الوطني و مستوى دول الأعضاء لمخرجات التعليم ، خاصة في اللغة العربية والرياضيات والعلوم.

§ توظيف مختلف مصادر التعلم داخل المدرسة وخارجها ، في المواقف التعلمية التعليمية.

§ تعزيز دور أولياء الأمور في تعلم أولادهم من خلال اللقاء المباشر ، وإرشادهم عبر وسائل الأعلام المرئية واعداد الأدلة المبسطة ، ونحوه.

اقتراحات لتخطيط المنهج التربوي :

وفي ضوء ما جاء في المعايير السابقة نقدم بعض الاقتراحات لتخطيط المنهج وتحديد اهدافة وطرق تنظيمه :

- ذكر إبراهيم اقتراحات لتخطيط وتنظيم المنهج التربوي (2000م: 148) ، نذكر منها :

§ التدرج والترابط العلمي بين موضوعات المنهج ككل وبين ما يسبقه وما يليه من مناهج بمختلف المراحل والصفوف .

§ إبراز ما يتضمنه المنهج من مفاهيم وقواعد وتركيبات ومهارات.

§ توضيح الصلة بين فروع المنهج المختلفة كإبراز مفهوم موحد لفروع متعددة لبعض المواد الدراسية.

§ التنسيق بين فروع المناهج المختلفة ( اللغة العربية – الدين – العلوم – الاجتماعيات ... وغيره) لابراز ترابط المناهج ودعمها لبعضها البعض .

§ تضمين بعض الجوانب الترويحية ،كالألعاب التربوية المسلية التي تثير اهتمام المتعلم .

§ أن تتضمن نماذج وتمارين حية من واقع الحياة ويتم ربط المناهج بتطبيقاتها العملية .

§ وجود بعض الأنشطة المناسبة والمصاحبة للمنهج وبعض الموضوعات العلمية الخاصة بالأنشطة التجارية والصناعية الزراعية ، بحيث لا يقتصر المنهج على القوانين والحقائق المجردة

ويؤكد د. الرشيد (1419هـ: 83) على استخدام اللغة العربية وتعضيدها كوسط تعليمي لجميع المواد الدراسية في جميع مراحل التعليم العام والفني والتعليم العالي .

- إعطاء أنشطة أساسية إثرائية كالقراءات الخارجية للمتفوقين وتدريبات وأنشطة تساعد عل استيعاب محتوى المنهج وتنوع الأنشطة النظرية والعملية ، ليجد المتعلمين على اختلاف مستوياتهم ما يناسب كل منهم مراعاة للفروق الفردية.

- التوفيق في تنظيم محتوي المادة بين التنظيم المنطقي الذي ينادي به الأكاديميون المتخصصون في المواد الدراسية والتنظيم السيكولوجي الذي ينادي به التربويون ، بحيث يراعى التدرج المناسب لخبرات وقدرات المتعلمين وما يناسب ميول المتعلمين في ظل الماد الدراسية المقدمة.

- مراعاة العلاقات المنطقية في ترتيب المحتوى بين القوانين والمبادئ العامة ، الترتيب الزمني ، اعتبار الخبرة السابقة واللاحقة ، الانتقال من الكل للأجزاء أو من البسيط للمركب .

- تدرج الخبرات المقدمة للمتعلمين وفقاً للصفوف والمراحل في صورة علاقة رأسية مع مراعاة الفروق الفردية في كل منهج ، وان يطبق ذلك على كل أنواع التعلم في التفكير والمهارات والاتجاهات والأفكار والمفاهيم .

- التخفيف من عبئ المقررات بدمج بعض المواد كوحدة أو اختصارها في عدد مقررات أقل مثل (علوم الدين ) ( اللغة العربية ) ( الاجتماعيات ) ( العلوم )..مما يساعد على الوحدة

- تدريس اللغة الإنجليزية من الصف الرابع الابتدائي كضرورة عصرية في السيطرة على توظيف وسائط التعلم والتقدم التكنولوجي في العملية التعليمية وما تتطلبه حياة الفرد الشخصية والاجتماعية في المستقبل.

- إضافة المناهج التي تتضمن الخبرات والمعلومات التي تساعد المرأة على القيام بدورها في الأسرة مثل : التغذية ، رعاية الطفولة ، الإسعافات الأولية ، الاقتصاد المنزلي ، الديكور ، الأمن والسلامة ؛ وإضافة موضوعات تسهم في تكوين الشخصية : المحافظة على البيئة، التوعية السياحية، التطرف ، الصحة ، التوعية المرورية...الخ

- التدرج في محتوى مادتي الرياضيات والعلوم حتى يصل المتعلم في مرحلة الثانوية العامة وما فوق إلى مستويات أداء عالمية .

- إعادة النظر في مقرر مادتي المكتبة والحاسب الآلي وإيلاء الجانب التطبيقي أهمية أكبر وتوظيف المحتوى النظري للناحية التطبيقية الفعلية وفقاً لحاجة المتعلم ومتطلبات نمو المعرفة وحاجة العصر.

- مراجعة أسلوب التقويم القديم واستخدام التقويم التكويني البنائي وان يكون تسجيل العلامات داخلياً لمرحلة مؤقتة في فترة التدريب بحيث لا تحصى فيها أخطاء المعلم إلا للتنبيه لإصلاحها، كما أن أسلوب تدوين الدرجات يدفع بالمتعلم للحفظ بهدف الحصول على أعلى الدرجات دون فهم لما يتلقاه من علوم ومعارف .

- وفي (كتاب التمارين ) ينبغي أن يتم تنويع التطبيقات في أنشطتها بحيث تكون شفوية وتحريرية وعملية لزيادة تحصيل المتعلمين .

- أما (كتاب مرشد المعلم ) فيرى المتخصصون في المناهج انه أحد مكونات المنهج لما له من أهمية ؛حيث يسترشد به المعلم الخبير والمستجد.

وتتمثل أهمية كتاب المعلم كما ذكرها اللقاني وغيره ( د.ت : 189) في التالي :

1. يقدم عرضاً شاملاً لأهداف المنهج.

2. يبين العلاقة بين الأهداف ومحتوى المنهج .

3. يبين العلاقة بين الأهداف وطرق التدريس.

4. يبين علاقة الأهداف بالوسائل التعليمية والأنشطة.

5. يبين العلاقة بين الأهداف وعملية التقويم.

6. يقدم صورة شاملة ومتكاملة لأوجه التعلم التي يحتويها الكتاب المدرسي.

ويرى حمدان ( 1418هـ : 194) أن يتكون كتاب المعلم من الموضوعات التي سيتم تدريسها وصفحاتها في المنهج ، الخطة الزمنية المقررة للخطة الدراسية السنوية ، والأهداف المراد تحقيقها والمبادئ والأساليب التربوية النفسية للمتعلم التي ينبغي مراعاتها ، المعارف المنهجية التي سيحصل عليها المتعلمين ، أنشطة التعلم والتعليم وطرق تنفيذها تفصيلياً ، وسائل التقويم المناسبة وطرق استخدامها .

الأسس العامة للتدريس :

ذكر الأبراشي (1413هـ: 244) أهم الأسس العامة للتدريس :

- مراعاة ميول المتعلمين وما يتفق مع رغباتهم وبيئتهم واستعدادهم .

- توظيف نشاط المتعلمين في الدرس وإعطاءهم فرصة للتفكير والعمل والاعتماد على أنفسهم.

- التربية عن طريق اللعب وجعله وسيلة للتربية التهذيب وإدخال السرور إلى نفوس المتعلمين .

- العمل في حرية معقولة مع المتعلمين وعدم إرهاقهم بأوامر ونواهي .

- التشويق والترغيب لإثارة الدافعية.

- مراعاة عالم الطفولة والعمل لإعداده للحياة المنتظرة بالجمع بين التعلم النظري والعملي .

- إيجاد روح التعاون بين المعلم والمتعلم وبين البيت و المدرسة لتحقيق أهداف التربية .

- تشجيع المتعلمين علي الثقة بأنفسهم وعدم الاستعانة بالمعلم إلا في الضرورة.

شروط اختيار الوسائل وطرق التدريس:

حددها اللقاني (1995م: 234- 238) كالتالي :

1. ملائمة الطريقة والوسيلة للهدف المحدد.

2. ملاءمة الطريقة والوسيلة للمحتوى.

3. ملاءمة الطريقة والوسيلة لمستويات التلاميذ.

4. مدى مشاركة المتعلم.

5. مدى التنوع .

طرق التدريس والمحتوى:

طرق التدريس هي أحد أركان المنهج الأساسية ، ولا يمكن تحقيق الأهداف والمحتوى بدون المعلم وطرق التدريس ، وإذا كان ( المحتوى والطريقة ) شقين متلازمين متكاملين للمنهج لا يمكن فصل أي منهما عن الآخر ، فإن أي تغيير في المحتوى يتبعه تغيير في الطريقة.

وطرق التدريس كما يقول شحاتة ( 1419هـ: 96 ) " أنها جزء متكامل من موقف تعليمي : يشمل المتعلم وقدراته وحاجاته ، والأهداف التي ينشدها المعلم من المادة العلمية ، والأساليب التي تتبع في تنظيم المجال للتعلم ."

ويؤكد د. الرشيد ( 1419هـ: 35 ) " إن التجديد المستمر للمناهج يتطلب أيضاً طرائق وأساليب مستحدثة لجذب الطلاب لدراسة العلوم والتقنية وتقريبها إلى ميولهم، وزيادة إقبالهم نحو مجالاتها الواسعة خصوصاً أننا لاحظنا أن هناك حيوداً أو نقصاً في هذا الاتجاه ونحن في أمس الحاجة إليه."

ويقول د.العواد (1419هـ: 35) هناك حاجة ملحة إلي تغيير نوعي يؤدي إلى تمكين الممارسة والمهارات المتنوعة والخبرات داخل حجرات الصفوف،وتحويل المدرسة بصفتها مؤسسة اجتماعية إلى مؤسسة تتفاعل بانفتاح مع المجتمع والى مركز للنقد وبناء للثقافة المطروحة أمام المتعلمين بحيث تشبع حاجات الأفراد من جهة وتحقق حاجات المجتمع الاقتصادية والاجتماعية من جهة أخرى، وجعل المعلم مديراً لمشروع تربوي تعليمي بدلاً من كونه ناقلاً للمعلومات وملقناً لها، وأيضاً الموازنة بين المركزية واللامركزية لضمان ترسيخ الأطر التربوية والفكرية العامة وتمكين المدرسة من الاستقلال لتوفير فرص الإبداع والابتكار.

ويرى د. مرسي ( 1415هـ: 180 ) أن الطريقة الجيدة تعتمد على تقدير المعلم للموقف التربوي واختيار الطريقة المناسبة وفقاً لإمكانيات المعلم لتطبيقها وملاءمتها لمستوى المتعلمين الدراسي والخبرات التي مروا بها والمادة الدراسية التي يقوم بتدريسها ، كما ينبغي أن تكون الطريقة المستخدمة متمشية مع نتائج بحوث التربية وعلم النفس والتي تؤكد إيجابية المتعلم ، و يستطيع المعلم الجيد أن يستخدم اكثر من طريقة واحدة في الدرس الواحد .

ويرى د. الحامد ( 1419هـ: 105 ) "استخدام طرائق تدريس حديثة، مثل استخدام الوسائل والتقنيات وأساليب تعليم المجموعات، التعليم التعاوني، التناوب بين الدراسة والعمل)."

يقول د. الثنيان ( 1419هـ: 51 ) "وأولئك بناة المستقبل المعلمون إنهم لو تفاعلوا وتساءلوا هذا السؤال وحاسبوا ذواتهم وربوا أبناءنا على التفكير والتفاعل وقوة الشخصية والمهارة وحب العمل فإنهم الكنز الذي أرى أن المستقبل يبنى من خلاله وهم السواعد التي ستصنع الغد ."

ويرى إبراهيم ( 2000م: 152 ) أن يسعى المدرس خلال الموقف التدريسي إلى تحقيق:

§ إكساب التلاميذ الديمقراطية واحترام الرأي المعارض .

§ إكساب التلاميذ عادة التفكير الموضوعي الناقد عن طريق التدريب على البحث وتحليل المواقف وعدم إصدار الحكم إلا بعد توفر الأدلة الكافية .

§ تحليل الموقف لعناصره المختلفة وبحث العلاقات الداخلية بينها لإبقاء المهم واستبعاد غيره .

§ تدريب التلاميذ على الدقة في التعبير .

§ ربط الأسباب بمسبباتها.

§ تجنب أخطاء الاستدلال نتيجة الاتصال البسيط السرعة ولمجرد المقارنة أو تطبيق حالة خاصة.

يقول قطامي وآخر ( 1998م : 13 ) " وبدلاً من أن يكون المعلم هو العامل الرئيسي في تحصيل المعرفة والخبرة، فانه سيمارس أدوارا جديدة، إذ يغدو موجهاً، ومثيراً لدافعية التعلم، ومهيئاً للنشاطات التي تنمي حاجات مختلفة لدى الطلاب، وبذلك يتحرر قليلاً من الروتين، والملل، ومما يعني به الاهتمام بمصادر التعلم، والإبداع في إنتاجها، بالتعاون مع الطلاب واستغلال خدمات البيئة "

وفي قضية الأولوية التي يجب أن نضعها ونحن نتقدم نحو القرن القادم يرى د.يماني

(1419هـ: 67) أن في مقدمة ذلك كله ربط الناشئة بالعقيدة الإسلامية وترسيخ القيم والمبادئ في نفوس الناشئة ثم تهيئتهم للأدوار المهمة القادمة ؛بتوفير البيئة الصالحة التي تساعدهم على بناء المستقبل بالتحدث إليهم بلغة يفهمونها ، والأخذ بأيديهم ليتعمقوا في مبادئ وقيم الحضارات المعاصرة . و ينبغي المرونة والوعي والانفتاح ثم احترام الإنسان وقدراته وخصوصياته، حتى يثق فيما حوله ومن حوله ويعتز بكرامته ويأمن على نفسه وعلى مستقبله وحقوقه المشروعة.

خلاصة مرئيات حول طرق وأساليب التدريس :

- حسن تنظيم الوقت واستثماره فيما يفيد المتعلم في الدنيا والآخرة لصالح العملية التربوية تحسباً لقوله تعالى " وقفوهم إنهم مسؤولون" . الصافات : آية (24)

- إتقان العمل واحتساب الأجر في ذلك " إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه ".

- مراعاة المتعلمين وحاجاتهم التربوية " كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته" .

- ربط قلوب المتعلمين بالله سبحانه وتعالى ووصلها بكتابه العزيز تلاوة وتدبراً ،وترسيخ القيم والمبادئ في نفوسهم.

- اعتبار المقررات الدراسية وسائل لتحقيق النمو وليست غاية.

- أن يكون غاية المعلم هو إكساب المتعلمين المفاهيم والقيم والمبادئ والسلوكيات الإيجابية من خلال المنهج المقرر.

- التنويع في استخدام طرق التدريس مراعاة لحاجات الطلاب وميولهم والفروق الفردية ، على أن يكون الهدف الأساسي هو التدريب على التفكير السليم ولا يقتصر على التلقين والحفظ ونقل المعلومات.

- توظيف استراتيجيات التعليم ؛ والتجديد والتنويع والإبداع في تطبيق المنهج .

- أن يتمثل دور المعلم في التوجيه لمسارات التفكير لدي الطلاب.

- أن يكون المعلم قدوة حسنة لطلابه في خلقه والتزاماته وتصرفاته.

- التركيز على المتعلم وجعله مشاركاً إيجابياً في الموقف التعليمي .

- الاهتمام بالمتعلم من جميع النواحي العقلية والجسمية والنفسية على حد السواء.

- الاستعانة بالوسائل التعليمية مع حسن توظيفها لتحقيق الأهداف السلوكية بمستوياتها.

- اتباع أسلوب الإثارة والتشويق ويساعد على ذلك اختيار الأنشطة المناسبة.

- الاهتمام بالأنشطة اللاصفية وإشراك جميع الطلبة فيه تطبيقاً لمحتوى المنهج لتنمية شخصياتهم .

- إكساب الطلاب المفاهيم بصورة رئيسية إلي جانب المهارات.

- مراعاة عدم فصل المفاهيم النظرية في علوم المعرفة عن النواحي التطبيقية الفعلية لسلوك المتعلم، مع الاهتمام بمتابعتها وتوجيهها.

- تعويد المتعلم على استخدام الأسلوب العلمي في حل المشكلات وإعطاء الحلول والبدائل

- إتاحة فرصة التعلم الذاتي للمتعلم من خلال الأنشطة والمهارات .

- تهيئة المواقف التي تساعد عل التدريب على حل المشكلات واتخاذ القرارات.

- توفير الأنشطة المنفذة بالعمل الثنائي والجماعي وخلق روح التنافس والتعاون الإيجابي.

- التدريب على تقييم الذات من خلال توفير التغذية الراجعة على المستوى الفردي والجماعي .

- تمثيل الحياة المعيشية للواقع الفعلي في المواقف التعليمية والتفاعل معها.

- اكتشاف المواهب وصقلها وتنميتها ورعايتها.

- إعطاء حصص الإنشاء أهمية أكبر لتنمية ملكة التفكير والتدريب على الدقة في التعبير.

- الاهتمام بالحوار والإلقاء السليم، وعلى كل معلم أن يعد نفسه معلماً للغة العربية.

- تنمية التفكير الناقد وطرق الاستدلال.

- التوظيف الفعال لمعامل العلوم والمعامل اللغوية في ممارسة النواحي التطبيقية للمادة ، وعدم إغفالها.

- ألا يتعدى التقويم قياس حفظ المعلومات إلى الملاحظة والاستفتاء وتقويم سلوكيات المتعلم التطبيقية الفعلية نتيجة للمعارف المكتسبة.

- انتهاز الفرص للتوجيه التربوي والديني لسلوكيات المتعلمين في الحياة اليومية داخل وخارج الفصل وخارج أسوار المدرسة.

- إشراك أولياء الأمور بصورة مباشرة لمتابعة أبنائهم، وتوعيتهم من خلال وسائل الإعلام ، إصدار كتيبات ، نشرات ارشادية وتوعية ونحوه.

- وتؤكد السعد ( 1420هـ: 87) " إن الانتقال الإجرائي بهذه المفاهيم في شموليتها في نسق الحياة .. ثقافياً، واقتصادياً، واجتماعياً، وسلوكياً..من الجانب شبه النظري إلى المستوى الواقعي الفعلي لابد منه خطوة مبدئية وأساسية إذا كنا نرغب في إيجاد الفرد الذي يحقق الدور الانتقائي لآثار العولمة .."





آليات يمكن لها تحقيق المرئيات السابقة :

- استثمار المعلم لوفت الحصة من البداية وحتى النهاية فيما يفيد المتعلم .

- التعامل التربوي مع المتعلمين في محاولة لتوجيه سلوك ،داخل الفصل وخارجه وخارج أسوار المدرسة.

- ربط الدروس بآيات القرآن الكريم والتعاليم الإسلامية وتوجيه سلوكياتهم وفقاً لذلك.

- أن يستعين المعلم بجميع مصادر التعلم المتوفرة ؛ فيستخدم بعضها ويوجه المتعلمين لاستخدام البعض الآخر لجمع البيانات والمعلومات.

- أن يقدم المعلم الجديد دائماً في طرق التدريس ومداخله إبعادا للملل عن المتعلمين .

- ألا ينفرد المعلم بالتحدث خلال الحصة ويستعرض معلوماته وأفكاره .

- أن يقتصر دور المعلم على التوجيه لمسارات التفكير لدى المتعلمين لتفاعل جميع الأطراف من خلال المناقشة الإيجابية الفعالة .

- أن يتقبل المعلم أسئلة المتعلمين بصدر رحب وان يكون صادقاً في التفاعل معهم.

- ألا يأتي المعلم خلقاً ينهى عنه أو ما قد يخالف ما يمليه على طلابه من مبادئ وقيم وتوجيهات.

- أن يشمل الدرس تحقيق الأهداف السلوكية بمستوياتها : المعرفية ، المهارية ، الوجدانية .

- تنظيم الخبرات وإدارتها وتنفيذها نحو الأهداف المحددة في تحضير الدرس وشرحه في الحصة.

- أن تتميز الأنشطة التطبيقية ( في مرحلة التطبيق ) بالابتكار والإثارة والتشويق .

- أن ينظر المعلم إلى كل متعلم كحالة مفردة لها استعدادها وميولها واهتمامها .

- إتاحة الفرصة للمتعلمين للإجابة عن التساؤلات وحل المشكلات وإثارة تساؤلات جديدة في جو تعليمي صحي .

- إشراك المتعلمين في الأنشطة اللاصفية : جمعيات النشاط ،برامج الإذاعة المدرسية ، الحفلات المدرسية ، أسابيع التوعية ، المجلات المدرسية .

- متابعة تطبيق المفاهيم النظرية للدرس في سلوك المتعلم كالتوجيهات الربانية .

- استخدام أسلوب الحوار الهادف في الحصة .

- التعزيز الفوري في الحصة لفظياً ، مادياً ، أو معنوياً لمساعد المتعلم على تقييم ذاته ..

- استخدام العمل الجماعي في الحصة لخلق روح التعاون والتنافس الشريف .

- ربط معلومات الدرس بالتخصصات الأخرى ما أمكن؛ليدرك المتعلم العلاقة بين المجالات العلمية المختلفة وتكوين تصور عام لوحدة المعرفة وتكاملها.

- أن يتقبل المعلم كل أشكال النقد البناء .

المــــراجع والمصــادر

1. إبراهيم، د.مجدي عزيز :" تطوير التعليم في عصر العولمة " ، القاهرة ، مكتبة الأنجلو المصرية ، 2000م.

2. الأبراشي، محمد عطية : " روح التربية والتعليم " ، القاهرة ، دار الفكر العربي ، 1413هـ.

3. الثنيان، د.عبد العزيز بن عبد الرحمن : " رؤية حول المستقبل التعليمي " ، المعرفة ، المملكة العربية السعودية ، العدد(35) ، 1419هـ.

4. الحامد، د.محمد بن معجب : " تطوير المناهج الدراسية بين الواقع والتطلعات " ورقة عمل مقدمة إلى اللقاء السنوي السادس لمديري التعليم بأبها، المعرفة ، المملكة العربية السعودية ، العدد(35) ، صفر 1419هـ.

5. الرشيد، د.عبد الله بن أحمد : " الأثر المتبادل بين نقل وتوطين التقنية ومستقبل التربية والتعليم في المملكة العربية السعودية " ورقة عمل مقدمة إلى اللقاء السنوي السادس لمديري التعليم بأبها، المعرفة ، المملكة العربية السعودية ، العدد(35) ، صفر 1419هـ.

6. السعد، نوره خالد : " المواجهة بالاقتناع والإقناع "، المعرفة ، المملكة العربية السعودية ، العدد(48) ، ربيع الأول 1420هـ.

7. السنبل،عبد العزيز : " كيف نواجه العولمة " ،المعرفة ، المملكة العربية السعودية ، العدد(48) ، ربيع الأول 1420 هـ.

8. الشافعي،أ.د. إبراهيم محمد وآخرون : " المنهج المدرسي من منظور جديد " ، الرياض ، مكتبة العبيكان ، ط1 ، 1417هـ.

9. الطرابلسي، سمير مصطفى : " العرب في مواجهة العولمة " المعرفة ، المملكة العربية السعودية ، العدد(47) ، صفر 1420هـ.

10. العواد، د.خالد بن إبراهيم : "مؤشرات حول مستقبل التربية في المملكة العربية السعودية " ورقة عمل مقدمة إلى اللقاء السنوي السادس لمديري التعليم بأبها، المعرفة ، المملكة العربية السعودية ، العدد(35) ، صفر 1419 هـ.

11. اللقاني، د.أحمد حسين وغيره : " التدريس الفعال " ،القاهرة ، عالم الكتب ، د.ت.

12. اللقاني، د. احمد حسين : " المناهج بين النظرية والتطبيق "، القاهرة ، ط4، عالم الكتب، 1995م.

13. حمدان، د. محمد زياد : " تخطيط المنهج/الكتاب المدرسي " ، الأردن ، دار التربية الحديثة ، 1418هـ.

14. سالم، د. مهدي محمود وآخر : " التربية الميدانية وأساسيات التدريس " ، الرياض ، مكتبة العبيكان ، ط2 ، 1419هـ.

15. شحاتة، د.حسن : " المناهج الدراسية بين النظرية والتطبيق " ، القاهرة ، مكتبة الدار العربية ، ط1 ، 1419هـ.

16. عشقي، أنور : " العولمة : الشياطين تختبئ في التفاصيل " ،المعرفة ، المملكة العربية السعودية ، العدد(48) ، ربيع الأول 1420 هـ.

17. قطامي، د.يوسف وآخر : " نماذج التدريس الصفي " ،عمان ، دار الشروق للنشر والتوزيع ،ط2 ، 1998م.

18. مرسي، د.محمد عبد الحليم : " المعلم /المناهج وطرق التدريس" ، الرياض ، دار الإبداع الثقافي ، ط2 ، 1415هـ.

19. مكتب التربية لدول الخليج العربي، " وثيقة استشراف مستقبل العمل التربوي في الدول الأعضاء بمكتب التربية لدول الخليج " ،1419هـ.

__________________

الخليجي 30-04-2005 09:11 PM

ماقصرت , جزاك الله خير

تحياتي

د.فالح العمره 17-05-2005 01:47 AM

ارحب ولا هنت

د.فالح العمره 28-04-2007 11:15 PM

رد: التخطيط__التعليم__المنهاج
 
التدريس الناجح

مقدمة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد..

فإن الكتب الموجهة إلى المعلمين كثيرة ومختلفة الطرائق والأساليب، لكني أردت بهذا الكتيب أن يكون مرشدا للمعلم تتحقق فيه:

1ـ السهولة ـ سهولة اللغة والعرض والمادة، فلا تجد فيه النظريات العلمية المعقدة[1][1]، ولا تجد فيه الاصطلاحات التخصصية، بل أردت القارئ أن ينساب مع فقراته بفكره وكأن الكتيب يخاطبه وهو في فصله أو بين تلاميذه.

2ـ العملية، فالكتاب عملي، وضع على شكل فقرات واضحة، وأغلبه بصيغة تعليمات، استُخدم فيها كثيرا ضمير المخاطَب، وذلك حتى يحس القارئ أنه هو المعني بما يقرأه.

3ـ الاختصار، فلم أثقل الكتاب ـ وبالتالي اثقل على القارئ ـ بالتوسع في الشرح النظري لكثير من الموضوعات التي طرقت، وذلك طلبا للاختصار من ناحية، ومن ناحية أخرى لاعتقادي أن من سيقرأ هذا الكتاب لديه الإلمام العام بما يقرؤه من موضوعات، أو على الأقل يستطيع الحصول عليها من الكتب المطولة. فالقصد في هذا الكتيب هو الإرشاد إلى القواعد المهمة في كل باب. والله الموفق.

راشد العبد الكريم

حوطة سدير 11982 ـ ص ب 55


تمهيد

مهنة المعلم هي مهمة الرسل والأنبياء...
التعليم.. تلك المهنة المقدسة، مهنة الأنبياء والرسل،التي كان ينظر إليها بإكبار واحترام على مر العصور، ولا تخلوا منها حضارة بشرية مهما كان مستواها، كيف لا وهي المهنة التي تتولى التعامل مع عقل الإنسان، وهو أشرف ما فيه، وهي التي تنمي في الإنسان أعظم خصيصة ميزه الله بها وهي خصيصة العلم. فالإنسان الحق عقل في جسد.

بعث الأنبياء ـ عليهم السلام ـ معلمين يعلمون الناس الكتاب والحكمة ويزكونهم، ولم يورثوا دينارا ولا درهما، وجعل الله العلماء ورثة الأنبياء. فنعم الإرث ونعم المورث.

وما نقص قدر العلم والتعليم إلا بعدما صرنا ننظر إلى التعليم على أنه وظيفة تؤدى لأجل المقابل المادي، وصرنا ننظر إلى المعلم بعدد ما يمكثه من ساعات بين جدران المدرسة، ففقد العلم والتعليم قدسيته، ورتع في حمى التعليم من ليس أهل له!

التعليم مهنة "ربانية" فالله علم بالقلم، علم الإنسان ما لم يعلم.. وعلم آدم الأسماء كلها، وبعث الرسل معلمين، والمعلم يتعامل مع أشرف ما في الإنسان: عقله، ويعطيه من نتاج فكره .. فالتعليم هي المهنة التي لا يمكن أن يستغني عنها الإنسان.


خصائص المعلم الفاعل

الكفاءة العلمية
من مهام المعلم الأساسية أن يقدم للطلاب المعلومات والخبرات التي يحتاجونها في مادته المقررة. ويفترض ـ بدهيا ـ أن يكون المعلم ملما بتلك المعلومات بشكل صحيح وواضح، إذ من البدهي أن فاقد الشيء لا يعطيه. ولا يمكن أن يقدم المعلم للطالب معلومة بشكل سليم إذا لم يكن مستوعبا لها. ومن هنا جاءت فكرة التخصص، إذ يتوقع من المعلم أن يتخصص في فرع من فروع العلم ويتمكن منه. وهذا بالطبع لا يعفيه معرفة ما هو خارج تخصصه.

الكفاءة التربوية
الإلمام بالمادة العلمية ـ مع أهميته ـ لا يكفي لوحده، بل لابد أن ينضم إليه معرفة بالطرق التربوية المناسبة في التعامل مع الطالب. فالطالب ليس آلة يضبط على وضع الاستقبال وتصب المعلومات في داخله، بل هو بشر له روح وعقل وانفعالات وجسد، ويمر في الساعة الواحدة بحالات نفسية وانفعالات مختلفة. والمعلم يتعامل مع الطالب في كل هذه الحالات ومن كل تلك الجوانب، فلذلك لا بد أن يكون ملما بطرق التربية وأساليب التعامل مع الطلاب.

الكفاءة الاتصالية
مع إلمام المعلم بمادة العلمية وبالطرق التربوية للتعامل مع طلابه لابد له من معرفة طرق ووسائل الاتصال التي عن طريقها يتمكن المعلم من إيصال ما لديه من معلومات وأفكار واتجاهات ومهارات.

فيجب أن تكون لغة المعلم سليمة ومفهومة لدى الطلاب وتناسب مستواهم العقلي من حيث نوعية الكلمات ومستوى تركيب الجمل، وأن يكون صوته مسموعا ومناسبا، وأن تكون لديه القدرة على إعادة عرض المعنى بأساليب متنوعة، مع قدرة على ضرب الأمثال لتقريب المعاني.

كان أحد المعلمين يشرح للصف الثاني الابتدائي مادة العلوم، وفي نهاية الشرح استوقفه أحد الطلاب وكان منصتا أثناء الشرح وقال: ما معنى "لا بد.." يا استاذ؟! فقد كان المعلم يكرر هذه الكلمة التي كانت عنده من الكلمات السهلة، لكنه لم تكن كذلك لطالب الصف الثاني ابتدائي.

ولابد أن يكون المعلم عارفا بعوائق الاتصال التي يمكن أن تحدث في الفصل ليسعى إلى تذليلها. فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا تكلم أعاد الكلام ثلاثا حتى يفهم عنه.

الرغبة في التعليم
من أعظم عوامل نجاح المعلم رغبته في التدريس. فالمعلم مالم يكن مدفوعا بحب التعليم ولديه رغبة في أداء ما حمل من أمانة التعليم فلن يتحمس لمهنته وبالتالي لن ينجح فيها.

ومن أعظم ما يبعث الرضا في النفس ويشعر الإنسان بقيمته في الحياة نشر ما يملكه من علم.

أمور تساعدك على زيادة رغبتك في عملك
1ـ استشعر الأجر العظيم الذي تناله من تعليم طلابك إذا أحسنت النية

2ـ تصور ما سيؤول إليه طلابك في المستقبل، حيث سيكونون هم قادة المجتمع وهم رجاله فأنت الآن تبني في مجتمع المستقبل.

3ـ يجب أن تعلم أن هؤلاء الطلاب أمانة عندك ائتمنها عندك آباؤهم وكذلك الدولة وفرغتك للقيام بهذا العمل العظيم.

4ـ اجعل عملك مجال تحد لك، فكل مشكلة تواجهها هي عبارة عن تحد ممتع لمدى قدرتك التربوية والقيادية، فكيف يكون تعاملك معها، فنجاحك يعني كسب التحدي، ويعني أنك فعلا أهل لما أوليت من منصب جليل، وإثبات لقدراتك ومهاراتك.

5ـ تذكر أن أكثر العظماء خرجوا من تحت أيدي المعلمين.

33 خطوة لتدريس ناجح


1ـ اعرف عملية التدريس
إن أي مهنة لا يمكن أن تتقنها وتبرع فيها مالم تكن ملما بأصولها ومبادئها. وللتدريس ـ الذي هو عملية التعليم والتعلم ـ أصول وقواعد، منها ما يخص المعلم ومنها ما يخص المتعلم ومنها ما يخص المادة ومنها ما يخص أسلوب التعلم ووسائله. وهذا ما يدور حوله غالبا علم النفس التربوي.

فمثلا إلمامك بالطريقة التي يتم بها التعلم، وما هي الأشياء التي تؤثر فيه سلبا أو إيجابا، يساعدك على اختيار الطريقة الصحيحة في التدريس التي تناسبك وتناسب طلابك ومادتك. ومع أن هناك اختلافا في النظريات والآراء في هذا المجال، إلا أن الإلمام بها ودراستها دراسة ناقدة وتطبيق ما صح منها يفيد المعلم كثيرا في التدريس ويساعد على تلافي كثير من الأخطاء التي يقع فيها كثير من المعلمين.

2ـ اعرف أهداف التدريس .. الأهداف العامة/ الأهداف الخاصة / الأهداف السلوكية
للأهداف ـ في أي عمل ـ أهمية كبيرة تتلخص في الآتي:

1ـ توجيه الأنشطة ذات العلاقة في اتجاه واحد، وتمنع التشتت والانحراف.

2ـ إيجاد الدافع للإنجاز، وإبقاؤه فاعلا

3ـ تقويم العمل لمعرفة مدى النجاح والفشل.

وهذه الأمور الثلاثة تجعل الأهداف ذات أهمية كبرى للمعلم أثناء تدريسه. فمن المهم أن يحدد المعلم أهدافه من التدريس، وبشكل واضح. ولا يمكن أن يتم تدريس ناجح دون وجود أهداف واضحة.

والأهداف أنواع، فهناك أهداف عامة ـ بعيدة المدى ـ وهناك أهداف خاصة ومرحلية. والعلاقة بين العام والخاص من الأهداف علاقة نسبية فما يكون عاما بالنسبة لما دونه قد يكون خاصا بالنسبة لما فوقه. فمثلا في تدريس مادة الفقه في مرحلة ما، هناك أهداف عامة من تدريس المادـ

هناك أهداف عامة من تدريس المادة أساسا، وهناك أهداف دونها من تدريس المنهج في مرحلة معينة وأهداف من تدريس مقرر محدد في سنة محددة وأخيرا أهداف خاصة من تدريس وحدة أو درس معين. ولإلمام المعلم بهذه الأهداف يساعد في تنسيق الجهود وجعلها متضافرة للوصول إلى الهدف العام النهائي المقرر في سياسة التعليم....

...محدد الذي يتوقع أن يقوم به الطالب نتيجة لنشاطه في درس معين. وقولنا إنه ظاهر ومحدد لكي نشير إلى سلوك معين يمكن مشاهدته وتحديده وقياسه، وليس سلوكا داخليا لا يمكن مشاهدته. فمثلا إذا قلنا: نتوقع من الطالب بعد هذا الدرس أن يعدَّ من واحد إلى عشرة. فهذا سلوك ظاهر يستطيع كل فرد أن يراه ويقيس مدى نجاح المعلم والطالب في تحقيقه. لكن لو قلنا: نتوقع من الطالب بعد هذا الدرس أن يفهم العلاقة بين كذا وكذا فإن هذا السلوك ـ أي الفهم ـ سلوك عقلي داخلي لا نراه، وإن كنا قد نرى بعض آثاره، فلذلك قد يصعب قياسه.

اربط كل نشاط الفصل بالسعي لتحقيق تلك الأهداف. واجعلها في أول تحضيرك وبشكل بارز، ولابأس أن تكتب مختصرا لها على السبورة لتضمن عدم شرود ذهنك عنها.

إن الأهداف السلوكية وإن انتقدها بعض الباحثين، لها أثر كبير في تسهيل عملية التدريس على المعلم والمتعلم.

إن من أهم أسباب فشل كثير من المعلمين في أداء دروسهم في الفصل رغم تحضيرهم لها كتابيا تحضيرا جيدا هو عدم رسوخ أهداف الدرس في أذهانهم، فترى المعلم ينتقل من نشاط إلى نشاط وكأنه لا رابط بينها ولا هدف مشترك لها.

3ـ اعرف تلاميذك مستواهم /خصائصهم العمرية/ أفكارهم..
عندما تدخل إلى غرفة الفصل لأول مرة فإنك تواجه عالما مجهولا لديك إلى حد بعيد. لكنك في الغالب تدخل على فئة متجانسة بشكل عام من حيث العمر والخصائص النفسية والعاطفية. فمعرفتك المسبقة بالخصائص العامة لتلك الفئة يفيدك في وضع القواعد للتعامل معها. فمثلا إذا عرفت الخصائص العامة لمرحلة المراهقة سهل عليك تفسير كثير من التصرفات التي تصدر ممن يمرون بها من طلابك واستطعت أن تتوقع ـ إلى حد كبير ـ ما يمكن أن يصدر من سلوك أو يحدث من مشكلات تعليمية.

أيضا معرفة مستوى الطلاب الاجتماعي وخلفيتهم الثقافية ونوعية أفكارهم يفيدك في أسلوب طرح الأفكار وعرض الدرس، واختيار الأمثلة.

4ـ اعدَّ دروسك جيدا
الإعداد الجيد للدرس هو المخطط الي يتوصل به المعلم إلى أهدافه من الدرس وبالتالي إلى درس ناجح.



• • خطوات الإعداد

تحديد الأهداف
حدد أهداف الدرس بدقة ووضوح، وصغها صياغة صحيحة. وغالبا ما تكون الأهداف محدد في كتاب المعلم أو في خطة تدريس المقرر، فلا مجال للاجتهاد فيها.

الاعداد الذهني
بعد أن تحدد أهداف الدرس بدقة، ابدأ في الخطوة التالية وهي رسم الخطة لتحقيق تلك الأهداف. وقبل أن تبدأ في الكتابة يجب أن تكون فكرة خطة التدرس قد تبلورت في ذهنك.

الاعداد الكتابي
بعد أن تكون تصورا كاملا ومترابطا لطريقة سير الدرس قم بتسجيلها على شكل خطوات واضحة ومحددة، مراعيا في كل خطوة عامل الوقت وارتباطها بأهداف الدرس.

وما قل الاهتمام بالإعداد الكتابي إلا لأن المعلم ـ والمشرف، أحيانا! ـ صار ينظر إليه على أنه عمل روتيني جامد .. لا تجديد فيه ولا إبداع ولا نمو.

أعد متطلبات الدرس
غالبا يحتاج المعلم في شرح لبعض الوسائل النعليمية والمعينة، وينبغي على المعلم الاهتمام بتحضير هذه الوسائل والتأكد من صلاحيتها وإمكانية استخدامها في المكان الذي ستستخدم فيه. وينبغي ألا يؤجل إعداد الوسيلة إلى بداية الدرس حيث أن هذا يضيع الكثير من الوقت، وقد لا تكون الوسيلة المرادة متوفرة أو صالحة للاستعمال.

حاول التنبؤ بصعوبات التعلم
المعلم الناجح هو الذي يستطيع أن يتنبأ بعناصر الدرس التي ستكون صعبة على الطلاب، فيحسب لها الحساب أثناء إعداد الدرس فيكون مستعدا لها فلا تفسد عليه تخطيطه لدرسه.

تدرب على التدريس
بعض الدروس ـ أو بعض الخطوات فيها ـ وخاصة التي تقدم لأول مرة قد تحتاج إلى شيء من التدريب، فلا بأس أن يقوم المدرس بالتدرب عليها ليضمن أن يقدمها بصورة مرضية أمام الطلاب (وقد يلمس هذا بشكل واضح في تدريس اللغة الإنجليزية).

5ـ استخدم طريقة التدريس المناسبة
للتدريس عدة طرق، وليس هناك طريقة من هذه الطرق صالحة لكل الأحوال بل هناك عدة عوامل تحدد متى تكون طريقة ما أكثر مناسبة من غيرها.

فقم بتحديد ما يناسبك من الطرق في ضوء المعايير التالية:

1ـ الدرس المراد شرحه

2ـ نوعية الطلاب

3ـ شخصيتك أنت وقدراتك كمعلم يقوم بتقديم ذلك الدرس.

وتذكر أن:

أهداف واضحة ومحددة + طريقة صحيحة = درس ناجح.

بشكل عام، ليكون الدرس ناجحا على المعلم أن:

1ـ يهيئ الطلاب للدرس الجديد بتحديد أهدافه لهم وبيان أهميته.

2ـ يتأكد من معرفة الطلاب لمقدمات الدرس ومتطلباته السابقة، ولو عمل لها مراجعة سريعة لكان أفضل.

3ـ يقدم الدرس الجديد.

4ـ يلقي الأسئلة على الطلاب ويناقشهم لمعرفة مدى فهمهم.

5ـ يعطي الطلاب الفرصة للممارسة والتطبيق.

6ـ يقيم الطلاب ويعطي لهم تغذية راجعة فورية عما حققوه.

7ـ يعطي الواجب[2][2].

6ـ كن مبدعا وابتعد عن الروتين
إن التزامك بطريقة واحدة في جميع الدروس، يجعل درسك عبارة عن عمل رتيب (روتين) ممل، فتكفي رؤيتك مقبلا للفصل لتبعث في نفوس الطلاب الملل والكسل. حاول دائما أن تتعامل مع كل درس بشكل مستقل من حيث الطريقة والأسلوب، وكن مبدعا في تنويع أساليب العرض.

ومن أكثر ما يثير الملل في نفوس الطلاب البداية الرتيبة للدرس، فكلمة: "افتحوا الكتاب صفحة..!" أو البدء بالكتابة على السبورة من الأشياء التي اعتاد عليها أكثر المعلمين، فحاول دائما أن تكون لكل درس بدايته المشوقة، فمرة بالسؤال ومرة بالقصة ومرة بعرض الوسيلة التعليمية ومرة بنشاط طلابي.. وهكذا. وكل ما كانت البداية غير متوقعة كلما استطعت أن تشد انتباه الطلاب أكثر.

من الأشياء التي تجلب ملل الطلاب،وتجعل الدرس رتيبا وضع جلوس الطلاب في الفصل. فالمعتاد لدى كثير من المعلمين أن يكون الفصل صفوفا متراصة، وتغيير هذا الوضع بين وقت وآخر بما يناسب الدرس والموضوع يعطي شيئا من التجديد لبيئة الفصل.

حاول ـ ما أمكن ـ أن يكون لكل درس وضعا مختلفا، فمرة على شكل صفوف، وأخرى على شكل دائرة، وثالثة على شكل مجموعات صغيرة.. وهكذا، وإن كان أداء الدرس خارج الفصل مفيدا ويساعد على تحقيق أهدافه فلماذا الجلوس في الفصل؟!

7ـ اجعل درسك ممتعا
• • توقف وراجع طريقة الدرس إذا رأيت أنها سبب في إملال الطلاب، فالهدف ليس إكمال خطة الدرس كما كتبت، بل الهدف هو إفادة الطلاب فإذا رأيت أن الخطة لا تؤدي عملها فاستخدم "خطة للطوارئ" تنقذ الموقف وتحصل منها على أكبر فائدة ممكنة للطلاب. فلا شيء أسوأ من معلم يشتغل في الفصل لوحده..! وتذكر أن الأهداف العامة للتعليم والأهداف العامة للمنهج أكبر وأهم من درس معين يمكن تأجيل عرضه أو تغيير طريقته.

• • استخدم الاسلوب القصصي عند الحاجة، فالنفوس مولعة بمتابعة القصة.

• • اسمح بشيء من الدعابة، فالدعابة والمزاح الخفيف الذي لا إيذاء فيه لمشاعر أحد ولا كذب من الأمور التي تروح عن النفس وتطرد الملل.

• • حاول دائما ـ ما أمكن ـ أن يقوم الطلاب بالنشاط أنفسهم، لا أن تعمله أنت وهم ينظرون، وتذكر أن من أهداف المناهج أن يقوم الطلاب أنفسهم بالعمل لا أن يشاهدوا من يقوم بالعمل!

• • رغب الطلاب في عمل ما تريده منهم واجعل الأفكار تأتي منهم! فمثلا بدلا من أن تقول ذاكروا الدرس السابق وسأعطيكم درجات في الواجب أو المشاركة، قل لهم: "ماذا تحبون أن تفعلوا حتى أعطيكم درجات أكثر في المشاركة؟!.. ما رأيكم في مذاكرة الدرس السابق؟!"

8ـ استثر دافعية التلاميذ
من الصعب جدا ـ إن لم يكن مستحيلا ـ أن تعلم طالبا ليس لديه دافعية للتعلم. فابدأ بتنمية دافعية الطلاب واستثارتها للتعلم والمشاركة في أنشطة الفصل، مستخدما كافة ما تراه مناسبا من الأساليب التي منها:

اربط الطلاب بأهداف عليا وسامية
ليس هناك شيء يجعل الدافعية تخمد أو تفتر من عدم وجود أهداف أو وجود أهداف دنيا، فدائما وجِّه أذهان طلابك إلى الأهداف السامية العظيمة، واغرس التطلع لها في نفوسهم لتشدهم شدا إلى المعالي فتثير فيهم دافعية ذاتية لا تكاد تخبو.

استخدم التشجيع والحفز
للتشجيع والحفز المادي والمعنوي أثر كبير في بعث النفس على العمل ولو كان العمل غير مرغوب فيه، فالتشجيع بالثناء والكلمة الطيبة والتشجيع بالدرجة والتشجيع بالجائزة والتشجيع المعنوي بوضع الاسم في لوحة المتفوقين، كل هذه الأشياء لها أثر كبير في حفز الطلاب على التعلم. وهذه الأشياء سهلة ولا تكلف المعلم شيئا.

حدد أهدافا ممكنة ومتحدية!
قم بتحديد أهداف دراسية يكون فيها شيء من الصعوبة وأشعرهم أنك تتحدى بذلك قدراتهم وتريد منهم أن يثبتوا جدارتهم، مثل أن تطلب منهم أن يحفظوا صفحة من القرآن مرة واحدة أو أن يحفظوا عشر كلمات من اللغة الإنجليزية، وستجد أن كثيرا من الطلاب يتجاوب معك ويقبل تحديك. لكن تأكد أن ما تطلبه منهم ليس بالسهل جدا بحيث لا يلقون له بالا وليس بالصعب جدا بحيث يسبب عندهم الإحباط، وأعطهم الوقت الكافي.

اشعل التنافس الشريف!
إن مثل النشاط الذي في الفقرة السابقة يفتح المجال للتنافس الإيجابي بين الطلاب، فقم باستغلاله لصالحهم. لكن كن حذرا من أن يجرهم هذا التنافس ويتمادى بهم إلى التشاحن والتباغض. وأيضا انتبه لجانب الفروق الفردية بين الطلاب.

كافئ!
استخدم المكافأة بشتى أنواعها الممكنة مع الطلاب الذين ينجزون ما تطلبه منهم أو يبذلون جهدا كبيرا في سبيله، لكن تأكد أن المكافأة مناسبة للطالب، من حيث ما بذله من جهد ومن حيث مستواه العمري.

9ـ "إنما بعثت معلما ولم أبعث معنفا!"
تذكر دائما أنك إنما أتيت لتعلم لا لتعاقب من لا يتعلم! وتذكر أيضا أنه ليس كل عجز في التعلم يرجع سببه إلى الطالب. كن صبورا وتلطف ببطيئي التعلم والمهملين وثق أن المهمل إذا رأى أن إهماله يزيد من تركيز المعلم عليه وتلطفه به فسيكف عن سلوكه هذا. وغالبا ما يكون سبب الإهمال البطء في التعلم وغفلة المعلم عن ذلك.

ارجع بذاكرتك إلى الوراء ـ خاصة إن كنت ممن جاوز الثلاثين ـ وتذكر مدرسيك فستجد أن أول ما يخطر بذهنك صورة المدرس الغليظ الفظ الذي كانت رؤيته تثير الرعب في قلوب الطلاب، وتحسس قلبك فستجد كم فيه من الحنق عليه ـ إلى اليوم ـ لما سببه لك أو لغيرك من الآلام النفسية في أيام الدراسة.

هناك من المدرسين من كانوا بعنفهم وغلظتهم سببا في ترك كثير من الطلاب للدراسة ممن كان يتمتع بقدرات عقلية جيدة وكان يرجى له مستقبلا جيدا.

دخل معاوية بن الحكم رضي الله عنه في الصلاة مع الجماعة ولم يعلم أن الكلام قد حرم في الصلاة، فعطس أحد الصحابة فشمته[3][3]، فنبهه بعض الصحابة ـ بالإشارة ـ فلم يفهم واستمر في كلامه، فلما انتهت الصلاة ناداه رسول الله صلى الله عليه وسلم فأتى إليه خائفا، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم بكل لطف ولين: إن هذه الصلاة لا يصلح فيها شيء من كلام الناس، إنما هو التسبيح والتحميد وقراءة القرآن، فقال معاوية معلقا على فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم: بأبي هو وأمي، ما رأيت أحسن تعليما ولا أرفق منه صلى الله عليه وسلم.

10ـ اجعل اتجاهك جيدا نحو التلاميذ
أثبتت البحوث التجريبية أن نظرة المعلم لتلاميذه ذات أثر كبير على تحصيلهم وتقبلهم. فإذا كان المعلم ينظر إلى تلاميذه على أنهم أذكياء وقادرون على التعلم وجادون ـ ويحسون هم بذلك ـ فسيؤثر هذا إيجابيا عليهم، أما إذا كان المعلم ينظر إليهم على أنهم كسالى ولا يفهمون شيئا فسيكونون كذلك.

كن متفائلا
التفاؤل من أحسن الصفات التي يجب أن يتمتع بها المعلم، فكن متفائلا من طلابك وأشعرهم بذلك ترَ منهم ما يسرك.

اظهر تقديرك لاستجابات الطلاب ومشاركاتهم
لاتهمل مجهودات الطلاب ولو كانت قليلة، أو دون ما تتوقع. اظهر شكرك وتقديرك لاستجابات الطلاب واطلب منهم المزيد، ليحسوا بالفرق بين المشاركة وعدمها ويتيقنوا أنك منتبه لمشاركتهم.

علمهم علو الهمة والطموح
علو الهمة عنصر "سحري" إذا خالط نفس الطالب رأيت منه العجائب. وكثير من الطلاب يملك هذا العنصر لكنه في حالة خمود. فقم بتنشيط هذا العنصر باستثارة حماس الطلاب وضرب الأمثال لهم وإعطاء القصص المفيدة، وربطهم بأهداف سامية.

11ـ حافظ على نموك العلمي والتربوي والمهني
يقع كثير من المعلمين في خطأ كبير عندما يظنون أن تخرجهم ونيلهم للوظيفة هو نهاية المطاف وأنهم بذلك قد وصلوا مرحلة يستريحون فيها. فهذا غير صحيح. فتجنب الوقوع في هذا الخطأ واعلم أنه وإن انتهى وقت الدراسة النظامية المقررة بالتخرج إلا أنه جاء وقت الدراسة الذاتية، وجاء دور مزج الدراسة النظرية بالخبرة المباشرة. فاحرص على الاستمرار في نموك العلمي والتربوي، فإنه لا شيء من هذه الدنيا في ثبات فكل مالا ينمو فهو يذبل!

يمكنك تنمية نفسك بإحدى الطرق التالية:

القرآءات الموجهة
استشر المشرف التربوي أو أحد المتخصصين ليحدد لك كتبا أو فصولا لتقرأها في تخصصك الدقيق أو في التربية بشكل عام. احرص على الاشتراك في الدوريات المتخصصة في التربية والتعليم.

اللقاءات التربوية
تحرص إدارات التعليم وغيرها من المؤسسات التربوية على إقامة لقاءات تربوية وندوات لبحث وتدارس الموضوعات التربوية المهمة، لا تتردد في الحضور والمشاركة الفاعلة التي يكون هدفها الفائدة، وسترى تقديرا كبيرا من زملائك.

الدورات التدريبية
تعقد أحيانا دورات تدريبية ـ أثناء الخدمة ـ للمعلمين، اسعَ للالتحاق بإحداها لرفع مستواك العلمي والمهني.

12ـ كن قدوة في علو الهمة والأمانة والجد
كل كلامك لطلابك عن الخلق الحسن والصفات الحميدة لا يكون له كبير فائدة إذا لم يرَ منك الطلاب تطبيقا فعليا. فكن قدوة لهم في علو همتك فلا ترض من الأمور بأدناها، وكن قدوة في جدك فلا يراك طلابك لا همَّ لك إلا الهزل والمزاح. وكن قدوة في أمانتك فلا يرَ منك الطلاب تفريطا فيها بإهمال واجباتك الوظيفية والتربوية.

13ـ انتبه إلى ما بين سطور التدريس!
من المسلمات أن التربية ليست حشو أذهان الطلاب بالمعلومات، بل هي إكسابهم المهارات اللازمة والاتجاهات الصحيحة وتهذيب خلقهم وتنمية مداركهم العقلية. فما يكتسبه الطلاب من شخصية المعلم وخلقه وهديه في التعامل والتعليم ونظرته للأشياء وطريقة تفكيره قد تكون أهم من وأنفع للتربية من ما يعطيهم من معلومات، وهو ما يمكن أن نسميه ما بين سطور التدريس، فهناك دائما أشياء غير مباشرة يكتسبها الطلاب من المعلم ـ ربما وهو لا يشعر ـ وقد تكون إيجابية وقد تكون سلبية.

إن المعلم الجاد ذا الخلق الحسن الرفيق بطلابه والمهتم بعمله يكتسب منه الطلاب حبا للعلم وحبا للمدرسة وحسن خلق في التعامل مع الآخرين مهما كانت المادة التي يدرسها، والعكس بالعكس! فشخصيتك ذات أثر كبير في تلاميذك.

14ـ قل: لا أعلم!
يتحرج بعض المعلمين إذا سئل عما لا يعلم أن يقول: لا أعلم! والواقع أن الإجابة على سؤآل ما بـ "لا أعلم" أمر يجب أن لا يتحرج منه المعلم لأمور:

1ـ يجب أن نحترم العلم، ونحترم عقلية الطلاب، فإذا سئلنا عما لا نعلم فلا نتكلف الإجابة ونراوغ، بل نعترف أننا لا نعلم.

2ـ يجب أن نرسخ في أذهاننا وأذهان الطلاب أنه ليس مطلوبا من المعلم (ولا من الطالب) وليس في مقدوره أن يعلم كل شيء، بل يجب أن يعرف الفرد حدود علمه وقدراته، فلا يتكلم فيما لا يحسن.

3ـ هذه العبارة: "لا أعلم" إذا قالها المعلم بثقة تزيد من قَدره عند طلابه.

لكن يجب على المعلم أن يرشد طلابه إلى كيفية الحصول على تلك المعلومة المسئول عنها أو يعدهم بالبحث عنها بنفسه.

15ـ استخدم وسائلك التعليمية بفعالية
عندما أراد رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يبين لأصحابه معنى قول الله تعالى: { وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل…} خط لهم خطا مستقيما وقال هذا سبيل الله، وخط خطوطا كثيرة عن يمينه وعن شماله وقال: هذه السبل…!

وعندما رأى الصحابةَ يتحسسون منديلا من حرير ويتعجبون من لينه ونعومته، قال صلى الله عليه وسلم: أتعجبون من هذا؟! لمناديل سعد في الجنة أفضل من هذا!

للوسائل التعليمية أثر كبير في التعلم، فهي:

1ـ توفر على المعلم الكثير من الكلام النظري

2ـ تجذب انتباه الطلاب

3ـ تكسر رتابة الشرح والإلقاء

4ـ تثبت المعلومة

5ـ توضح الفكرة بشكل أكبر من الكلام المجرد.

• • استخدم الوسائل المتوفرة ـ سابقة الصنع ـ أو قم بإعدادها أنت أو كلف الطلاب بذلك قبل الدرس بوقت كاف. يمكنك استغلال حصة النشاط أو حصة التربية الفنية في ذلك.

• • تذكر أن استخدامك للشيء الحقيقي كوسيلة إيضاح أفضل بكثير من استخدام صورته، ويكون ذلك خبرة مباشرة للطلاب، فمثلا في درس اللغة الإنجليزية، بدلا من أن تحضر صورة كرة أحضر معك كرة حقيقية. كان أحد معلمي اللغة الإنجليزية يجد صعوبة في بيان معنى كلمة headmaster للطلاب بحيث يضطر إلى ترجمتها، مع أن هذا أمر غير مرغوب فيه، ولم يخطر بباله أن يأخذ الطلاب إلى غرفة المدير ويقول لهم: This is the headmaster. ! مع أن هذا سيسهل عليه العملية وسيرسخ المعلومة في أذهان الطلاب ويبعث الحيوية في الفصل ويجعل الموقف أكثر طبيعية.

• • تأكد أن الوسيلة واضحة وأن الهدف الذي تريده منها ظاهر للطلاب، فما تراه أنت في الوسيلة قد لا يفهمه الطلاب.

• • كلما كانت الوسيلة سهلة وبعيدة عن التعقيد فذلك أفضل.

• • اجعل وسيلتك شيقة وجذابة.

• • كن مبدعا في وسائلك وابتعد عن التقليد.

• • احذر من الوسائل التي قد يكون فيها خطر على الطلاب.

• • تأكد أن مكان الدرس مهيأ لاستخدام الوسيلة، مثلا: وجود مسمار أو شريط لاصق لتعليق اللوحة، مصدر كهرباء، فصل مظلم...إلخ. فسيئٌ جدا أن يحضر المعلم الوسيلة ثم يمضي وقتا يبحث يمنة ويسرة عن مكان ليعلقها أو يضعها فيه.

• • لا تستخدم وسيلة لا تعرف طريقة تشغيلها، فهذا قد يسبب شيئا من الآتي:

1. 1. إفساد الجهاز، وقد يتضرر الطلاب أو المعلم بذلك.

2. 2. إضاعة الوقت في البحث عن الطريقة الصحيحة لتشغيله.

3. 3. الارتباك والإحراج الذي يقع فيه المعلم أمام طلابه نتيجة لعجزه عن تشغيل الجهاز.

16ـ السبورة .. صديقك الدائم فأحسن استخدامها!
السبورة من أقدم الوسائل التعليمية وأقلها تكلفة، لا يكاد يستغني عنها معلم، فاعرف كيف تستخدمها بفعالية. يعتقد بعض المعلمين أن استخدام السبورة أمر عشوائي لا يخضع لأصول وقواعد، وهذا غير صحيح. فالمعلم الناجح يستخدم السبورة بشكل منظم ولأهداف محددة.

• • قم بتقسيم السبورة لقسمين أو ثلاثة، وحدد لكل قسم نوعية معينة من الأشياء المكتوبة توضع فيه بشكل منظم وواضح، فمثلا، قسم لعناصر الدرس، وقسم للجمل والعبارات التي يراد لها البقاء طول الدرس، وقسم للعبارات الوقتية التي يمكن إزالتها أثناء الشرح.

• • لا تتكلم وأنت تكتب على السبورة

• • عند الكتابة على السبورة حاول أن لا تعطي ظهرك للطلاب، بل اعطهم جنبك.

• • لا تكتب شيئا خطأ على السبورة، وإذا دعت ضرورة ملحة لذلك فسارع في إزالته.

• • استخدم الطباشير الملون بطريقة منظمة، بحيث يساعد الطالب على استيعاب عمليتي التصنيف أو الربط بين الأشياء.

• • تأكد أن الكتابة واضحة ويمكن رؤيتها للطلاب في آخر الفصل.

استخدم جهاز عرض فوق الرأس قد يكون أكثر فعالية إذا تدربت عليه وأعددت المواد بشكل جيد. فهو:

1. 1. يوفر الوقت الذي تصرفه في الكتابة على السبورة.

2. 2. يجعلك تواجه الطلاب دائما.

3. 3. يكون حلا لمشكلة سوء الخط عند بعض المعلمين.

17ـ "لا تغضب..!"
غضب المعلم في الفصل على تلاميذه من أكثر الأشياء التي تجعله متوتر الأعصاب ومن ثم يفقد السيطرة على فصله، وتجعل الفصل في جو من الخوف والرهبة. وقد يقود الغضب المعلم إلى تصرفات تكون عواقبها وخيمة. والفصل ذو المعلم الغاضب بيئة مناسبة لمشاكل الطلاب.

كيف تتجنب الغضب
1ـ تعرف على خصائص السلوك العامة للمرحلة التي تدرسها.

أكثر ما يثير غضب المعلم هو تصرف يصدر من بعض الطلاب وقد يكون بغير قصد، فمما يمنع ذلك الغضب أن تتعرف على خصائص السلوك للمرحلة التي يمر بها طلابك، فهذا يجعلك تنظر إلى ذلك السلوك بمنظار أكثر واقعية وموضوعية، فلا يكون بالحجم الذي تصورته. فمثلا إذا قام طالب بالتحدث مع زميله أثناء الشرح فإن هذا التصرف في "عرف" الكبار غير سليم ويثير الغضب حقا، لكن إذا نظرت له على أنه تصرف من طفل أو مراهق يصعب عليه بطبيعته أن يبقى فترة طويلة ساكتا وبدون حراك، بدا لك الأمر طبيعيا أكثر.

2ـ توقع السلوك

معرفتك أيضا لنوعيات السلوك في المرحلة العمرية لطلابك يجعلك تتوقع بعض التصرفات، فإذا حدثت لم يكن ذلك مفاجئا بل تكون قد أعددت نفسك للتصرف السليم حيالها.

احرص على اقتناء ومطالعة مرجع موثوق في علم نفس النمو.

3ـ لا تهول الأمر!

لا تتصور أن كل تصرف غير مرغوب يقوم به الطالب فالمقصود به إغاظة المعلم أو إفساد جو الدرس، فهذه النظرة تجلب الغضب فعلا. حاول ـ ما أمكن ـ أن تنظر إلى تلك السلوكيات على أنها أخطاء فحسب. وأن كثيرا من السلوكيات التي تغضبنا إنما هي تصرفات طبيعية بالنسبة للطلاب خاصة في المرحلة الابتدائية والمتوسطة.

موسى ـ عليه السلام ـ وهو نبي الله المكلَّم، لم يتمالك نفسه مع معلمه الخَضِر فكرر السؤآل عن أسباب ما يفعله الخضر من أمور رغم أنه قد وعده ألا يسأله عنها ورغم تنبيه الخضر له بعد كل سؤآل.

4ـ إياك والظلم..!

الغضب غالبا يدعو للعقاب، وأحيانا الانتقام، والانتقام مظنة الظلم، فاحذر الظلم، فبالإضافة إلى ما يسببه من أثر نفسي للطلاب، فهو معصية لله وظلمات يوم القيامة.

18ـ أحسن التعامل مع مثيري المشاكل من الطلاب
لا نكن مثاليين! ففي كل فصل يوجد طالب أو أكثر يتسببون في إثارة المشاكل وإعاقة عملية التدريس بشكل أو بآخر. هناك بعض الأساليب للتغلب على هذه المشكلة أو التخفيف منها. تأمل معي الخطوات التالية:

1ـ اجعل فصلك ممتلئا بالحيوية والنشاط حتى لا تسمح للملل بالدخول إلى نفوس الطلاب.

2ـ ابحث دائما عن السبب الذي يدعو الطالب لإثارة المشاكل وقم بإزالته إن أمكن. قد يكون السبب وجوده بجانب طالب آخر قم بالتفريق بينهما. قد يكون للتعبير عن تضايقه من شيء معين أو لجلب الانتباه إليه، تعامل مع كل سبب بما يناسبه.

3ـ اجعل ذلك الطالب في مقدمة الفصل حتى يكون تحت نظرك وبالقرب منك.

4ـ ليس كل مشكلة يثيرها الطالب تحتاج إلى أن توقف الدرس وتعالجها، من التصرفات ما يكون مجرد النظر إلى الطالب أو المرور بجانبه والتربيت على كتفه كافيا لإنهائه دون أن يشعر الآخرون.

5ـ من أكثر ما يسبب هذه المشاكل فراغ الطالب فأشغل الطلاب، ولا يكفي أن تنشغل أنت فقط بالتدريس!

6ـ استخدم أسلوب الاستدعاء بعد نهاية الحصة والتفاهم مع الطالب بشكل ودي. حاول أن تأخذ منه وعدا ألا يكرر ما حدث.

7ـ حاول نقل الطالب لفصل آخر.

8ـ استعن بالمرشد الطلابي.

وقبل ذلك كله تأكد أن طلابك يعرفون بالتحديد ما تريد منهم أن يعملوه وما تريد أن لا يعملوه.

لا تستخدم الضرب! لن أدخل معك هنا في الجدل المعتاد حول الموضوع، واختلاف الآراؤ في ذلك. فالشيء الأكيد أن استخدام المعلم للضرب ممنوع نظاما منعا باتا، وهذا يكفيك للتخلي عنه.

19ـ خطط ونفد وقيم و شاور تلاميذك وأشركهم في شيء من التخطيط

التخطيط من أسس النجاح في كل عمل. خطط لما تقوم به من أعمال في الفترة أو في الفصل الدراسي أو في السنة. الأنشطة والواجبات الإضافية كل ذلك يحتاج إلى تخطيط حتى يعطي ثماره المرجوة.

والتخطيط لا يفيد ما لم ينفعه تنفيذ دقيق متقن وتقويم لما تم إنجازه.

شاور تلاميذك فيما تنوي أن تعمله ـ ما أمكن ـ فذلك يعودهم على مبدأ الشورى وإبداء الرأي وكذلك يجعلهم يتحمسون لما تريد عمله.

20ـ اعمل اختباراتك بشكل جيد بحيث تكون تقييما لك أيضا!
يقال إن الاختبار عملية ضابطة تقيس أداء المعلم والمستوى التحصيلي للطلاب. وعمل الاختبارات علم له قواعده وأسس علمية من حيث وضع واختيار الأسئلة وأنواعها وضوابط كل نوع، ويخطئ بعض المعلمين في ظنه أن وضع مجموعة من الأسئلة كافية لاختبار الطلاب مادامت من داخل المقرر.

• • تأمل هذه القواعد:

1. 1. ضع هدفا للاختبار

2. 2. حدد الوقت المخصص للاختبار وحدد عدد ونوعية الأسئلة بناء عليه.

3. 3. قم بتحليل المادة الدراسية

4. 4. ضع الأسئلة بحيث يكون هناك تناسب بين الأسئلة الموضوعة وأجزاء المادة.

5. 5. اجعل الأسئلة واضحة جدا وخالية من أي لبس أو إيهام، وتذكر أن الاختبار الصادق هو الذي يقيس ما وضع لقياسه!

• • أسئلة موضوعية أم مقالية ؟!
استخدم الأسئلة الموضوعية إذا كنت تريد قياس القدرة على تذكر الحقائق، وإذا كان وقت تصحيح الأسئلة قصيرا.

ضوابط صياغة الأسئلة الموضوعية:

أسئلة "الصح" والخطأ
1. 1. لا تضع الجملة نصا حرفيا من الكتاب، بل أعد صياغتها حتى لا يكون الجواب بناء على إلف العبارة لا على الفهم.

2. 2. تجنب التعابير الغامضة أو غير المحددة.

3. 3. تجنب تعابير وصيغ العموم، مثل: "دائما" أو "كلّ" أو "أبدا" ...إلخ، إذ أنها توحي غالبا أن العبارة خاطئة.

4. 4. يجب أن تكون الإجابة واحدة ومحددة وقاطعة.

أسئلة الاختيار من متعدد
1. 1. يفضل أن تكون الخيارات ثلاثة أو أربعة.

2. 2. يجب أن تكون الخيارات صحيحة من الناحية الإعرابية، حتى لا يكون إعراب الكلمة دليلا على الاختيار (هذا ما لم يكن المقصود قياس القدرة اللغوية!) ..

مسفر مبارك 16-07-2007 05:44 AM

رد: التخطيط__التعليم__المنهاج
 
http://www.falntyna.com/img/data/med...a6ba2dca81.gif

د.فالح العمره 20-07-2007 08:06 PM

رد: التخطيط__التعليم__المنهاج
 
والله يبارك فيك ولا هنت

عـسـاه خـيـر 21-08-2007 01:07 AM

رد: التخطيط__التعليم__المنهاج
 
الاخ فالح العمره
وفقك الله وجزاك الله خير

د.فالح العمره 18-10-2007 08:26 PM

رد: التخطيط__التعليم__المنهاج
 
مرحبا بك والله يوفق الجميع للخير

شيخة الغلا 19-01-2008 08:00 PM

رد: التخطيط__التعليم__المنهاج
 
http://up101.arabsh.com/my/e5e7c4e.gif

د.فالح العمره 09-02-2008 04:48 PM

رد: التخطيط__التعليم__المنهاج
 
مرحبا بش اختي الكريمه شيخة الغلا

يونس يحيى 03-06-2008 08:22 AM

رد: التخطيط__التعليم__المنهاج
 
السلام عليكم ورحمة الله
جزاك الله خير ونفع بك المسلمين والله أسال أن يبارك في عملك وجهدك ,وأن يرحمك برحمة منه سبحانه
مع خالص شكري وتقديري لجنابكم الكريم.

أبوفزاع 28-06-2008 12:03 AM

رد: التخطيط__التعليم__المنهاج
 
الاخ القدير / فالح العمرة

بيض الله وجهك يابومحمد وجزاك الله كل خير على هذه الموسوعة الرائعة والشاملة

وتقبل تحياتي

نايف بن غره 04-10-2009 05:21 AM

رد: التخطيط__التعليم__المنهاج
 
مشكور على الجهود الطيبه د. فالح والله يعطيك العافيه

مسكين من غرته دنياه 15-01-2010 10:55 PM

رد: التخطيط__التعليم__المنهاج
 
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

أبن خرصان101 15-01-2010 11:24 PM

رد: التخطيط__التعليم__المنهاج
 
جزاك الله خير جعل كل كمله في موازين حسناتك

سلمى المرزوقية 08-02-2010 10:01 PM

رد: التخطيط__التعليم__المنهاج
 
بارك الله فيك على هذا البحث الذى قدمته جعله الله فى ميزان حسناتك وافاد بك وبه الامة لما فيه الخير
نعانى اخى من عدم قيام سلوكياتنا على المناهج العلمية كمجتمع عربي مازال ينقصنا التخطيط الصحيحى العلمى فى جميع مجالات حياتنا مما اثر فينا وفى طريق تقدمنا بالسلب

وريث المجد 04-04-2010 11:41 AM

رد: التخطيط__التعليم__المنهاج
 
شكراً للاخ فالح العمره وجزاك الله خير

عربي مسلم 15-09-2010 01:45 PM

رد: التخطيط__التعليم__المنهاج
 
سلمك الله يا دكتور

فتى الوادي 20-10-2010 09:09 AM

رد: التخطيط__التعليم__المنهاج
 
لاهنت يا فالح العمره وبيض الله وجهك على الموضوع

غزوان 12-11-2010 07:24 AM

رد: التخطيط__التعليم__المنهاج
 
لا هنت وبيض الله وجهك

عبيد القحطاني 11-06-2013 09:14 AM

رد: التخطيط__التعليم__المنهاج
 
موضوع مهم

عين الحقيقة 13-07-2013 06:18 PM

رد: التخطيط__التعليم__المنهاج
 
مواضيع تستحق القراءة و النشر لأنها تلامس الواقع اليومي لكل إنسان في هذا العصر
أرجو من الجميع القراءة والأستفادة


الوقت في المنتدى حسب توقيت جرينتش +3 الساعة الآن 10:48 PM .

مجالس العجمان الرسمي