مجالس العجمان الرسمي

مجالس العجمان الرسمي (http://www.alajman.ws/vb/index.php)
-   المجلس الإســــلامي (http://www.alajman.ws/vb/forumdisplay.php?f=4)
-   -   كيف تقهر الوسواس (http://www.alajman.ws/vb/showthread.php?t=67775)

حسين علي احمد ال جمعة 18-07-2011 03:30 PM

كيف تقهر الوسواس
 
كيف تقهر الوسواس


الحمد لله رب العالمين وصلى الله على نبينا محمد وآله الطاهرين وصحبه الطيبين


يطلق علماء النفس على مرض الوسواس مصطلح: (العصاب القهري) أو (الاضطراب الوسواسي الجبري). وقد وضع فرويد أول وصف متكامل للعصاب القهري في كتابه (مقدمة عامة للتحليل النفسي) عام 1917م، بقوله: (ينشغل عقل المريض بأفكار غير سارة، ويشعر باندفاعات تبدو غريبة بالنسبة إليه، وأنه مدفوع ليؤدي أعمالاً لا تسره، وليس لديه القدرة على الامتناع عنها، وقد لا يكون للأفكار والوساوس معنى في ذاتها، لكنها مع ذلك، أفكار مثابرة ومسيطرة على عقل المريض دائماً)[1] .

طبيعة الوسواس:

هناك أفكار يقتنع بها الإنسان ويقبلها بوعيه وعقله، وهناك رغبات تنطلق من شهوات الإنسان وعواطفه، أما الوسواس فهو خواطر شاذة يدرك المصاب بها أنها خاطئة لا تستند إلى أساس، كما يشعر بثقل وطأتها عليه، فهو لا يرغبها ولا يحبها، ويبدي التذمر والتضجر من معاناته منها.

فالوسواسي يدرك أن لا معنى لأفعاله، وأن سلوكياته لا عقلانية ولا منطقية، إلا أنه يشعر بالعجز عن منع نفسه من الانخراط في هذه السلوكيات نظراً لنزوعاته غير الخاضعة لسيطرته.

ويرى بعض علماء النفس: أن عدداً قليلاً جداً من المرضى الذين لا ينظرون إلى سلوكياتهم كأمور لا معنى لها أو غير منطقية، بل يعتقدون أن لديهم السبب الكافي لما يبدونه من اهتمام في سلوكياتهم، كما وأن طقوسهم الجبرية ستمنع من تعريضهم لنتائج كارثية حسب معتقدهم[2] .

فالوسواس لا يعتمد على أساس فكري منطقي، ولا ينبثق من رغبة نفسية، وإنما هو حالة مرضية تبدأ بخاطر يقتحم شاشة نفس الإنسان، فإذا ضعفت إرادة الإنسان عن طرده منذ البداية، وعدم الاستجابة له والتفاعل معه، فإنه ينمو ويترعرع، ويتمكن تدريجياً من السيطرة على مشاعر الإنسان وتوجيه سلوكياته.

ونتيجة لإدراك الوسواسي لشذوذ وضعه وحالته، فإنه لا يحبّذ إطلاع الآخرين عليه، وقد يتخفى في ممارساته وطقوسه الوسواسية، ولا يعترف بها بسهولة، حتى للقريبين منه.

لذا نجد النصوص والتعاليم الدينية تولي اهتماماً لمكافحة هذا المرض الخبيث، وتحذّر من الإصابة به، وتضخ المفاهيم والنصائح الوقائية منه.

ويعالج الإسلام هذه الحالة المرضية بتطمين المصاب بها، أنها لا تؤثر على دينه، وأن عليه أن لا يهتم ولا يبالي بها، وبذلك تتلاشى تدريجياً حتى ينعدم وجودها.

روت أم المؤمنين عائشة عن رسول الله أنه قال: «إن أحدكم يأتيه الشيطان فيقول: من خلقك؟ فيقول: الله. فيقول: من خلق الله؟ فإذا وجد أحدكم ذلك فليقل آمنت بالله ورسولـه، فـإن ذلك يذهـب عنه»[3] .

وعن ابن مسعود قال: سألنا رسول الله عن الرجل يجد الشيء لو خرَّ من السماء فتخطفه الطير كان أحب إليه من أن يتكلم به؟ قال : «ذاك محض الإيمان، أو صريح الإيمان»[4] .

الصلاة فرصة لقاء روحي، وسمو معنوي، يحلّق خلالها المؤمن في آفاق التقرب إلى الله تعالى، ولذلك يقبل عليها بشوق واندفاع، لأنه في الصلاة يكون بين يدي الله تعالى، وكان رسول الله يعتبرها منبعاً للاطمئنان والاستقرار والراحة النفسية، حيث ورد في الحديث أنه كان يقول لبلال:«يا بلال: أقم الصلاة ارحنا بها» وفي حديث آخر «قم يا بلال فأرحنا بالصلاة»[5] . ويصفـها فـي أحاديـث أخـرى بقولـــه:«جعل الله جلّ ثناؤه قرة عيني في الصلاة» وإنما يستفيد المؤمن من ثمار صلاته المعنوية الروحية، بإقباله وخشوعه، لكن المصابين بالوسوسة في الصلاة تفقد الصلاة معناها عندهم، ولذتها في نفوسهم، وتتحول إلى موعد للعذاب، وحالة من العناء والاضطراب النفسي، والتوتر العصبي.

وأي غاية للشيطان أفضل من هذه الغاية؟ وأي انتقام يناله من المؤمن المصلي أشد من هذا الانتقام؟

العلاج المعرفي:

فالعملية طبق هذا التصور تمر بثلاث مراحل:

1. المنبه المعرفي -الصلاة أو الوضوء-.

2. الاستجابة الانفعالية -الخوف من الخلل والخطأ-.

3. الاستجابة المعرفية -الاعتقاد بالمسؤولية والشعور بالإثم-.


ويمكن التركيز على النقاط التالية:

- إن الله تعالى هو الذي يقرر موارد الإثم،

- عرض وتبيين مفاهيم اليسر والسماحة في الدين، فقد أنزل الله شريعته رحمة للناس ولإسعاد حياتهم، يقول تعالى:﴿يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمْ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمْ الْعُسْرَ﴾[6] ويقول تعالى:﴿وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ﴾ [7]
- الحديث عن عفو الله ورحمته وأنه تعالى خلق الناس ليرحمهم، وأن عفوه واسع، وكرمه
عظيم، وبالتالي لا داعي لهذا التشدد والتكلف.

- ذكر نماذج وصور من أداء الأنبياء والأئمة والأولياء والعلماء لعباداتهم وأعمالهم الدينية على أساس السهولة واليسر .

فقد ورد عن رسول الله أنه قال: «إن الدين يسر»[8] وعنه : «خير دينكم أيسره»[9] وعنه:«إن هذا الدين متين فأوغلوا فيه برفق، ولا تكرّهوا عبادة الله إلى عباد الله، فتكونوا كالراكب المنبّت الذي لا سفراً قطع، ولا ظهراً أبقى»[10] .


نسأل الله تعالى العافية في أمور ديننا ودنيانا وأن يجنبنا وساوس الشيطان، إنه أرحم الراحمين.

عبيد العرجاني 18-07-2011 03:33 PM

رد: كيف تقهر الوسواس
 
اللهم أمين

أخي /حسين علي احمد ال جمعة

جزاك الله خير

جهود واضحه وفعاله

تحياتي

البحار الكبير 18-07-2011 09:16 PM

رد: كيف تقهر الوسواس
 
جزيل الشكر على توضيح الوسواس و اسبابه و طرق علاجه

ڠـٍڜـٍڨ پـٍڋۋۑۓ 22-07-2011 08:17 AM

رد: كيف تقهر الوسواس
 
الله يــجــزاك خــيــر


سمو الرووح 22-07-2011 10:45 AM

رد: كيف تقهر الوسواس
 
أثابك الله بكل الخير وشكرا لك.

حسين علي احمد ال جمعة 11-03-2012 01:54 PM

رد: كيف تقهر الوسواس
 
جزاكم الله على المرور


الوقت في المنتدى حسب توقيت جرينتش +3 الساعة الآن 05:47 PM .

مجالس العجمان الرسمي