مجالس العجمان الرسمي - البنتاغون أنهى خطة "كش ملك" لضرب اهداف نووية وعسكرية في إيران

فالون يستبعد الحرب حاليا وكوشنير ينفي الاعداد لها
البنتاغون أنهى خطة "كش ملك" لضرب اهداف نووية وعسكرية في إيران

بغداد-واشنطن-طهران-وكالات: كشفت مصادر مطلعة أن وزارة الدفاع الأميركية »البنتاغون« انتهت من وضع خطة تطلق عليها اسم »مات الملك«, تتضمن توجيه ضربات جوية الى أهداف عسكرية ونووية في ايران, في الوقت الذي استبعد فيه قائد القيادة المركزية للجيش الأميركي, الجنرال ويليام فالون, أن يؤدي التوتر القائم بين طهران والغرب, الى شن حرب على الجمهورية الاسلامية.
وأكدت المصادر أن القيادة العسكرية الأميركية شكلت مؤخراً مجموعة ستراتيجية خاصة, مكلفة التخطيط للحرب على ايران, تم الحاقها بسلاح القوات الجوية, على غرار مجموعة مماثلة تولت التخطيط للحرب على العراق في عام 1991.
وجاء في تقرير نشرته صحيفة »صنداي تايمز« البريطانية امس, أن المجموعة التي صدر قرار بتشكيلها في يونيو الماضي, سيكون عملها الأساسي »تقديم المعطيات الخططية, التكتيكية, والعملياتية, والستراتيجية للقوات القتالية, والتي يمكن دعمها لوجيستياً وتنفيذها سياسياً.«
ويترأس هذه المجموعة الجنرال لورانس شتوزرايم, الذي يعتبر واحداً من ألمع جنرالات القوات الجوية, ويعاونه الدكتور لاني كاس الضابط السابق بالجيش الاسرائيلي, والخبير المختص بالحرب الالكترونية, وفقاً للصحيفة البريطانية.
وتعمل هذه المجموعة مباشرة تحت امرة اللواء مايكل موسلي, قائد سلاح الجو الأميركي, وتضم في صفوفها فريقاً يتراوح عدده ما بين عشرين الى ثلاثين ضابطاً من سلاح الجو, والخبراء المتخصصين في مجال الدفاع الجوي والحرب الالكترونية.
وكان قد تم اعتماد مشروع »مات الملك« خلال فترة الحرب الباردة, في سبعينيات القرن الماضي, لمواجهة التهديدات المحتملة من الاتحاد السوفياتي السابق, وأعادت البنتاغون العمل به مرة أخرى, بهدف التخطيط لسلسلة غارات جوية على بغداد, بعد قيام الجيش العراقي بغزو الكويت.
ويقول تقرير الصحيفة ان القيادة الأميركية المركزية التي تعرف باسم »سينتكوم« تخطط منذ عامين لضرب ايران, الا أن مهمة الوحدة الجديدة تتلخص في اضافة لمسة من البراعة الفائقة على الفكر العسكري السائد في سلاح الطيران الأميركي عن طريق »امداده باستراتيجيات خلاقة لخوض الحرب وتقييم احتياجاته المستقبلية في المجال الجوي والفضائي والحرب الالكترونية«.
من جهة أخرى يشير التقرير الى الضغوط التي يمارسها من يطلق عليهم »الصقور داخل البيت الأبيض« الذين يرون »أن الجهود الديبلوماسية التي بذلتها وزيرة الخارجية كوندوليزا رايس من أجل التوصل الى حل سياسي لموضوع البرنامج النووي الايراني قد أصبحت عقيمة, وانه آن الأوان للجوء للعمل العسكري«.
الا أن أكبر قائد عسكري للقوات الأميركية في منطقة الشرق الأوسط, الجنرال ويليام فالون, أعرب عن عدم اعتقاده بأن التوتر القائم حالياً, بسبب رفض طهران الاستجابة لضغوط متزايدة من الغرب لوقف أنشطة تخصيب اليورانيوم, سيؤدي للحرب على ايران.
وقال الجنرال الأميركي, في مقابلة مع فضائية »الجزيرة« ان »الحرب فكرة ليست جيدة, لما فيها من تداعيات سلبية على المنطقة والعالم«, داعياً الدول المجاورة لايران الى »السعي لتكثيف الجهود من أجل منع وقوع الحرب«.
ويتزامن التقرير مع وصول الرئيس الايراني محمود أحمدي نجاد الى نيويورك, للمشاركة في أعمال الجمعية العمومية للأمم المتحدة.
في غضون ذلك حذر نائب رئيس مجلس الشورى الاسلامي الايراني(البرلمان) محمد رضا باهنر امس القوى التي »تهدد ايران« من أن أدنى تهديد من شأنه أن يؤدي الى اشعال النار في المنطقة.
وذكرت وكالة »مهر« الايرانية شبه الرسمية ان تحذير باهنر جاء خلال ترؤسه الجلسة العلنية لمجلس الشورى امس. والتي خاطب فيها القوى التي تهدد ايران »بقوله ان عهد الضرب والهروب قد ولى «, معربا عن أمله» بالا يرتكب أحد هذه الحماقة حتى لا يزعزع الأمن والسلام في المنطقة«.
وقال باهنر بقوله »القوات المسلحة الايرانية اليوم أقوى وأكثر استعدادا مما كانت عليه عندما هاجم النظام البعثي العراقي الجمهورية الاسلامية الايرانية في 22 سبتمبر عام 1980«.
الى ذلك أعلنت ايران امس ان قواتها المسلحة تتمتع بقوة الردع اللازمة لمواجهة أي تهديد, وقالت ان الحل المنطقي لملفها النووي يتمثل في التعاون الايراني مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
ونقلت وكالة الأنباء الايرانية (ارنا)عن الناطق باسم وزارة الخارجية محمد علي حسيني قوله في مؤتمره الصحافي الأسبوعي»ان التهديدات الاعلامية المطروحة ضد ايران هي أشبه ما تكون بحرب نفسيه «. مؤكدا ان الحل المنطقي للموضوع النووي يتمثل في التعاون الايراني مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
وحول تعليق تخصيب اليورانيوم قال »ان هذه القضية عفا عليها الزمن, ولا مكان للتعليق في السياسات النووية الايرانية«.
ومن واشنطن أكد وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير أن بلاده لا تعد العدة لشن حرب ضد ايران بسبب برنامجها النووي, مشيرا في تصريحات لبرنامج »ليت ايديشن« الذي اذاعته شبكة »سي إن إن« امس الى أن تصريحاته الآخيرة بشأن ايران أسيء تفسيرها, موضحا أنه قال »يجب أن نكون مستعدين للأسوأ والأسوأ هو الحرب, ولكن ذلك لا يعني أننا نستعد للحرب, فذلك مختلف تماما, حيث ان ما دعوت له هو أن نكون مستعدين خاصة وأن الوضع صعب للغاية في منطقة يمكن وصفها بالمتفجرة«.
وأضاف بأن الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي أكد على ضرورة التوصل الى حل بعيدا عن توجيه ضربة عسكرية الى ايران, معتبرا أن هناك »مسارا ضيقا« بين السلام وبين وقوع الكارثة (الحرب), مما يتطلب المضي قدما في هذا المسار وأن نتفاوض وأن تكون هناك عقوبات مؤثرة حال عدم التوصل الى اتفاق.

http://www.alseyassah.com/alseyassah...9&snapt=الأولى