مجالس العجمان الرسمي - ضيفة ثقيلة ؟؟؟

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

لم اكن اريد الدخول الى النت

لكن زارتني ضيفة ثقيلة

انهتكني وهدت من حالي

وبدأت تجول وتصول في انحاء جسمي

كما قال المتنبي :

وزائــــــرتي كأن بها حيـــــــــاء // فليـــــس تزور إلا فــــي الظلام

بذلت لها المطارف والحشــــــايا // فعافتـــــها وباتت فـــــي عظامي

يضيق الجلد عن نفسي وعنــــها // فتوسعـــــــه بأنواع الســـــــقام

بدأت أشعر بحرارة لاتطاق وقشعريرة غير طبيعية

وعطش شديد

وتكسر وخمول في الجسم

وصداع يؤلمني كثيرا وكثيرا

اتراجف كثيرا وانتفض من مكاني

شعور غريب ينتابني

اصبحت اهذي كثيرا

(واخثرد ) خصوصا قبل النوم

وملّني الفراش.. وكان جنبي
يمل لقاءه.. في كل عام
قليل عائدي.. سقم فؤادي
كثير حاسدي.. صعب مرامي
عليل الجسم.. ممتنع القيام
شديد السكر.. من غيرالمدام

لااعلم مااقول واي هذيان ابووح

كما قال الشاعر :

مازال يهذي بالمكارم والعلى // حتى ظننا انه محموم ؟؟؟؟؟

أتنفس بصعوبة بالغة

اريد النوم فلا استطيعه

اتقلب واتضجر كثيرا لااعلم اين انا ومايدور حولي

تفكرت في حال الانسان وضعفه

فسبحانك ربي مااحلمك عنا

قرأت لابن القيم في زاد المعاد كلاما عن الحمى :

وقد ينتفع البدن بالحمى انتفاعا عظيما لا يبلغه الدواء وكثيرا ما يكون حمى يوم وحمى العفن سببا لإنضاج مواد غليظة لم تكن تنضج بدونها وسببا لتفتح سدد لم يكن تصل إليها الأدوية المفتحة .
وأما تصفيتها القلب من وسخه ودرنه وإخراجها خبائثه فأمر يعلمه أطباء القلوب ويجدونه كما أخبرهم به نبيهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ولكن مرض القلب إذا صار مأيوسا من برئه لم ينفع فيه هذا العلاج .
فالحمى تنفع البدن والقلب وما كان بهذه المثابة فسبه ظلم وعدوان وذكرت مرة وأنا محموم قول بعض الشعراء يسبها :

زارت مكفرة الذنوب وودعت

تبا لها من زائر ومودع
قالت وقد عزمت على ترحالها

ماذا تريد فقلت أن لا ترجعي

فقلت : تبا له إذ سب ما نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن سبه ولو قال

زارت مكفرة الذنوب لصبها

أهلا بها من زائر ومودع
قالت وقد عزمت على ترحالها

ماذا تريد فقلت : أن لا تقلعي

لكان أولى به ولأقلعت عنه فأقلعت عني سريعا .

وقد روي في أثر لا أعرف حاله حمى يوم كفارة سنة

وفيه قولان أحدهما : أن الحمى تدخل في كل الأعضاء والمفاصل وعدتها ثلاثمائة وستون مفصلا فتكفر عنه - بعدد كل مفصل - ذنوب يوم .
والثاني : أنها تؤثر في البدن تأثيرا لا يزول بالكلية إلى سنة كما قيل في قوله صلى الله عليه وسلممن شرب الخمر لم تقبل له صلاة أربعين يوماإن أثر الخمر يبقى في جوف العبد وعروقه وأعضائه أربعين يوما والله أعلم

قال أبو هريرة :ما من مرض يصيبني أحب إلي من الحمى لأنها تدخل في كل عضو مني وإن الله سبحانه يعطي كل عضو حظه من الأجر

انتهى كلامه رحمه الله تعالى

فكان من كلامه ماهون علي كثيرا

وقد كنت حزنت جدا وتضايقت لاني اريد ان اغتنم هذه العشر الاواخر

ولكن قدر الله وماشاء فعل وله الحمد في الاولى والاخرة

فإن مايصيب المؤمن هو خيرا له دوما

وقد اشتبشرت بحديث رواه البخاري
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا مَرِضَ الْعَبْدُ أَوْ سَافَرَ كُتِبَ لَهُ مِثْلُ مَا كَانَ يَعْمَلُ مُقِيمًا صَحِيحًا

فاسال الله تعالى ان يتقبل مني ومنكم وان يتجاوز عن تقصيرنا

وقد توكلت على الله تعالى وبذلت اسباب الشفاء من ذهاب للطبيب (الذي يحتاج هو الى من يداويه )

ان الطبيب بطبه ودوائه // لا يستطيع دفاع نخب قد أتى

ماللطبيب يموت بالداء الذي // قد كان يبرئ مثله فيما مضى

مات المداوي والمداوى والذي // جلب الدواء ومن باعه ومن اشترى

فقد اعطاني ادوية لاتهش ولاتنش

فاضطررت لان اذهب مرة اخرى الى طبيب اخر

وطلبت منه ادوية

اقوى توصف من الصيدلية فاعطاني مضادا قويا

واعطاني مخففات ومثبطات للحرارة

فتعجبت كيف لاتصرف هذه في وزارة الصحة

كيف يصرون على جلب اسوأ الادوية ؟؟ وبعضها قد تزيد المرض

فهل يصل السقيم الى شفاء // إذا كان الدواء هو السقام

فإنا لله وانا اليه راجعون

وكنت قد التزمت بنصائح وترسبات سابقة

من شرب لليمون وعصير البرتقال
والزعتر والبابونج والمرمية وكنت احس بتحسن فعلي
والتغرغر بالخل

فكان الدواء وكان الغذاء // وكان الغبوق به والصبوح

زد على ذلك ماكان من وصفة (الروب بالخيار والثوم المهروسين )

فانها وصفة رائعة مع ان النفس لاتطيقها ولكن المريض اعجل على علاجه ولو كان مرا

ولاينبغي ان ينسى احدنا (الرقية الشرعية )

كما قال الشاعر :
هذا الدواء أتى من معشر شهروا // بين الكرام واقوى الناس ايمانا

عن عائشة رضي الله عنها : " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا اشتكى يقرأ على نفسه بالمعوذات وينفث فلما اشتد وجعه كنت أقرأ عليه وأمسح بيده رجاء بركتها ". رواه البخاري ومسلم

والنفث نفخ لطيف بلا ريق ، وقيل : معه ريق خفيف .

ومن الأدعية الوادرة في السنة :

عن عثمان بن أبي العاص أنه شكا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وجعاً يجده في جسده منذ أسلم ، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم ضع يدك على المكان الذي تَأَلَّم من جسدك وقل : ( بسم الله ثلاثاً ، وقل سبع مرات : أعوذ بعزة الله وقدرته من شر ما أجد وأحاذر) زاد الترمذي ( قال : ففعلت ، فأذهب الله ما كان بي ، فلم أزل آمر به أهلي وغيرهم ) صححه الألباني في صحيح الترمذي.

ـ وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال : كان النبي صلى الله عليه وسلم يعوِّذ الحسن والحسين ويقول : إن أباكما [يعني إبراهيم عليه السلام] كان يعوذ بها إسماعيل وإسحاق : أعوذ بكلمات الله التامة من كل شيطان وهامة ومن كل عين لامة . رواه البخاري

وكان العرب يقولون في الحمى :
النيران ثلاثة نار لاتأكل ولاتشرب وهي نار الاخرة
ونار تأكل وتشرب وهي الحمى تأكل اللحم وتشرب الدم
ونار تأكل ولاتشرب وهي نار الدنيا

ومن قولهم : من أقلعت عنه الحمى استراح قلبه ومن أمن عدوه أمن ليله وثلج صدره

وختاما :

فإن امرض فما مرض اصطباري.......وان أحمم فما حم اعتزامي
وإن اسلم فما أبقى ولكن...............سلمت من الحمام الى الحمام

لاتنسونا من صالح الدعاء