مجالس العجمان الرسمي

مجالس العجمان الرسمي (http://www.alajman.ws/vb/index.php)
-   المجلس الإســــلامي (http://www.alajman.ws/vb/forumdisplay.php?f=4)
-   -   ۩۞۩ من مـنبر الحــرم (تحديث اسبوعي) ۩۞۩ (http://www.alajman.ws/vb/showthread.php?t=56255)

الغروب 07-05-2010 08:59 PM

۩۞۩ من مـنبر الحــرم (تحديث اسبوعي) ۩۞۩
 
بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


( أيام المرء حبل ممدود لا يدري متى ينقطع )

فضيلة الشيخ الدكتورسعود بن إبراهيم الشريم إمام وخطيب المسجد الحرام

الجمعة 23 جمادى الأول 1431 هـ

أوصى الشيخ الدكتور سعود بن إبراهيم الشريم إمام وخطيب المسجد الحرام المسلمين بتقوى الله عز وجل. وقال إن أيام المرء حبل ممدود لا يدري متى ينقطع وطرفا هذا الحبل ماض وحاضر ومستقبل، فلربما التفت إلى الماضي يتحسر عليه فيقنط أو يحزن عليه فيكسل ولربما التفت إلى المستقبل مشرئبا إلى معرفته قبل أوانه وتذوقه قبل إبانه ليس له إلا الحاضر الذي يعيش فيه لان أمس الماضي لا يحس بشدته ولان مستقبل غيب والأمر فيه على خطر فليس للمرء إلا الساعة التي يعيش فيها فلن يستطيع رد الأمس ولا تأجيل الغد وهو مادام ذا روح يقلبها فهو يعيش على أمر قد قدر لا يخلو فيه من مصيبة كما أن النسيم لا يهب عليلا سرمدا في حياة المرء دون ما قتر إذ المنغصات كثيرة والمشوشات حديثة والإنس في الحياة ذو فتح وذو مذاق فمن هذه المخاطر والحادثات ينشأ هاجس اقلق القلوب وافزع الرجال والنساء وهو الهم الذي هو شعور يعتري المرء فيودع في نفسه الحزن والاضطراب واليأس ليزاحم الأنس والاستقرار فلا يهنأ حينها بنوم ولا يلذ طعام ولا يسبغ شرابا انه الهم الذي يشعر المرء بان النهار لن يدرك الليل وان الليل لن يعقبه نهار ليجعل الدقيقة ساعات طويلة وما أطول الليل على من لم ينم.


وأضاف يقول والهم يجعل البال مشتتا والفكر مشغولا يضيق على المرء الواسعة بما رحبت ولو سكن قصرا ضخما أو برجا مشيدا فيصير صدره ضيقا حرجا كأنما يصعد في السماء حتى يكون حرضا أو يكون من الهالكين . ومن منا الذي عاش عمره كله بلاهم أو لم يصبه دخان الهم وغباره إلا ما شاء الله صاحب المنصب والشرف يتوجس فقده كل لحظة فيصيبه الهم وللابوان هموم كثيرة بسبب حاضر الأولاد ومستقبلهم فهما مهمومان بكسوة هذا وتزويج تلك وتوظيف هذه وتربية ذاك وانه لمخطئ اشد الخطأ من جعل الهم حكرا على ذوي المسكنة وملتحفي المسغبة والإملاق لأننا نرى كبراء مهمومين وأغنياء مضطربين كما إننا نرى فقراء راضين مستقرين وإذا كان بعض الفقراء يصاب بالهم من فراغ بطنه إبان إملاقه فإننا نرى من الأغنياء من يصاب بالهم بسبب تخمة بطنه ومثل ذلك في الصبي والشاب والذكر والأنثى والصحيح والسقيم والغني والفقير.


ومضى يقول إن الكثيرين في الواقع يتبرمون في الزوابع التي تحيط بهم والمدلهمات التي تفاجئهم بين الحين والآخر مع أن المتاعب والآلام تربة خصبة تنبت على جوانبها بذور القوة والنشاط إذ ما تفتقت مواهب العظماء إلا وسط ركام من المشاق والجهود المضنية.


وتابع يقول "ولو رجع المرء إلى نفسه قليلا لاتهم مشاعره المتأججة تجاه ما ينزل به فمن يدري رب ضارة نافعة وربما صحة الأجسام بالعلل ورب محنة في طيها منحة كم بسمة كانت بعد غصة ورب فرحة بعدها ترحة وان الحوادث والخطوب وان شرقت وغربت فلن ينالك منها إلا ما كتب لك ولن يصرف عنك منها إلا ما كتب أن يصرف عنك فعلام الهم إذ لا تدري أن عواقب الأمور تتشابه في الغيوب فرب محبوب في مكروه ورب خير من شر. فعلاما الهم إذا عباد الله . مر إبراهيم بن ادهم على رجل مهموم فقال له إني سائلك عن ثلاثة فاجبني قال أيجري في هذا الكون شيء لا يريده الله أو ينقص من رزقك شيء قدره الله أو ينقص من أجلك لحظة كتبها الله فقال الرجل لا قال إبراهيم فعلما الهم إذا ".



وقال إمام وخطيب المسجد الحرام " إن من سمات شريعة الإسلام الدلالة إلى ما فيه الخير والتحذير مما فيه الشر وان مما وجهت به الشريعة الغراء إن الهموم المفرطة خطر على كيان الأمة وإنتاجها لأنه خير على كل مجتمع مسلم إن يستقبل الحياة ببشر وأمل كي يستفيد من وقته ويغتال القعود والقنوط وإذا ما غلبت المرء أعراض قاهرة فسلبته الطمأنينة والرضا فانه يجب عليه أن يجنح إلى الدواء الناجح الذي دل عليه ديننا الحنيف حتى لا يكون الاستسلام لتيار الهم الذي يولد انهيار الأعمال بالعجز والكسل فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم //يتعوذ بالله من الهم والحزن وقال صلى الله عليه وسلم ( من قال إذا أصبح وإذا أمسى حسبي الله لا اله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم سبع مرات كفاه الله ما أهمه ).


وحث فضيلته المهموم أن يرطب لسانه بذكر الله وقال " نزاول الهم مرهون بكثرة الاستغفار ولزومه كما قال صلى الله عليه وسلم من لزم الاستغفار جعل الله له من كل ضيق مخرجا ومن كل هم فرجا ورزقه من حيث لا يحتسب انه لن ينفع أحدا جنوحه إلى زيد أو شكواه لعمر مادام لم يطرق باب ارحم الراحمين المطلع على الضمائر وما تكنه الصدور لان من فقد الأنس بالله فما عساه أن يجد ومن وجد الأنس بالله فما عساه أن يفقد ففر من همومك إلى ربك خالقك ومولاك ".


وتابع يقول "دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم المسجد ذات يوم فإذا هو برجل من الأنصار يقال له أبو أمامه فقال يا أبا إمامة مالي أراك جالسا في المسجد في غير وقت الصلاة قال هموم لزمتني وديون يا رسول الله قال أفلا أعلمك كلاما إذا قلته اذهب الله همك وقضى عنك دينك قال بلى يا رسول الله قال قل إذا أصبحت وإذا أمسيت اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن وأعوذ بك من العجز والكسل وأعوذ بك من الجبن والبخل وأعوذ بك من غلبة الدين وقهر الرجال .قال أبو إمامة ففعلت ذلك فاذهب الله همي وقضى عني ديني ".




وفي المدينة المنورة حث الشيخ علي الحذيفي إمام وخطيب المسجد النبوي المسلمين على القيام بحق الله وحقوق الخلق فقال إن الإسلام جاء لتحقيق غاية عظيمة وجاء ليقوم بمهمة جسيمة ألآ وهي القيام بحق الله تعالى وحقوق الخلق لقول الله تعالى (( وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا ? وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى? وَالْيَتَامَى? وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى? وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ? إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ مَنْ كَانَ مُخْتَالا فَخُورًا )).


وأضاف يقول إن الخلق الحسن أساس القيام بحق الله وحقوق الخلق فعن عائشة رضي الله عنها قالت سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ( إن المؤمن ليدرك بحسن خلقه درجة الصائم القائم ) ، والقول الجامع للخلق الحسن هو كل ما أمر الله به وترك كل ما نهى الله عنه والخلق الحسن ينفع المؤمن في الدنيا والآخرة ويرفع درجته عند ربه ، وقد أمر الله في كتابه بكل خلق كريم ونهى عن كل خلق ذميم ، وحسبنا في ذلك قول الله عز وجل (( وَلا تَقْرَبُوا الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ )). فالخلق الحسن بركة على صاحبه وعلى مجتمعه وخير ونماء ورفعة عند الله وسناء ومحبة في قلوب الخلق وطمأنينة وانشراح في الصدور وتيسير في الأمور وذكر حسن في الدنيا وحسن عاقبة في الآخرة ، أما سوء الخلق فشؤم ومحق بركة وبغض في الخلق وظلمة في القلوب وشقاء عاجل وشر أجل.




ودعاء المسلمين إلى الاقتداء بالسلف الصالح الذين اتصفوا بمكارم الأخلاق قال الله تبارك وتعالى (( مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّه ِ ? وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ ? تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا ? سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ )).


وبين أن المثل الأعلى في كل خلق كريم وفي كل وصف حميد عظيم هو سيد البشر سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم فهو القدوة التامة في كل شيء قال الله تعالى (( لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا )) ، فقد أدبه ربه فأحسن تأديبه ، واعتنى صلى الله عليه وسلم أعظم عناية بتربية الأمة على كل خلق حميد وفعل رشيد.

عاليه الاخلاق 07-05-2010 09:06 PM

رد: ۩۞۩ من مـنبر الحــرم ۩۞۩
 
وحث فضيلته المهموم أن يرطب لسانه بذكر الله وقال " نزاول الهم مرهون بكثرة الاستغفار ولزومه كما قال صلى الله عليه وسلم من لزم الاستغفار جعل الله له من كل ضيق مخرجا ومن كل هم فرجا ورزقه من حيث لا يحتسب انه لن ينفع أحدا جنوحه إلى زيد أو شكواه لعمر مادام لم يطرق باب ارحم الراحمين المطلع على الضمائر وما تكنه الصدور لان من فقد الأنس بالله فما عساه أن يجد ومن وجد الأنس بالله فما عساه أن يفقد ففر من همومك إلى ربك خالقك ومولاك ".

لله دره الله يحفظ لنا الشيخ سعود الشريم وجزاه الله خير الجزااااااء

وبارك الله في طرحك الطيب الله لايحرمتس الأجر والثواب

وفقك ِ الباري

king الوادي king 07-05-2010 09:40 PM

رد: ۩۞۩ من مـنبر الحــرم ۩۞۩
 
الغروب لاهنتي على الموضوع جزاش الله خير وبارك الله فيش وجعله في موازين حسناتش

الغروب 07-05-2010 11:32 PM

رد: ۩۞۩ من مـنبر الحــرم ۩۞۩
 
عزوتي دوسريه

اشكر مرورك الطيب

وجزاك الله خير.

الغروب 07-05-2010 11:42 PM

رد: ۩۞۩ من مـنبر الحــرم ۩۞۩
 
king الوادي king

حياك الله

اشكرمرورك الكريم

وجزاك الله خير.

سمو الرووح 08-05-2010 01:56 AM

رد: ۩۞۩ من مـنبر الحــرم ۩۞۩
 
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته


وحث فضيلته المهموم أن يرطب لسانه بذكر الله وقال " نزاول الهم مرهون بكثرة الاستغفار ولزومه كما قال صلى الله عليه وسلم من لزم الاستغفار جعل الله له من كل ضيق مخرجا ومن كل هم فرجا ورزقه من حيث لا يحتسب انه لن ينفع أحدا جنوحه إلى زيد أو شكواه لعمر مادام لم يطرق باب ارحم الراحمين المطلع على الضمائر وما تكنه الصدور لان من فقد الأنس بالله فما عساه أن يجد ومن وجد الأنس بالله فما عساه أن يفقد ففر من همومك إلى ربك خالقك ومولاك ".


وتابع يقول "دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم المسجد ذات يوم فإذا هو برجل من الأنصار يقال له أبو أمامه فقال يا أبا إمامة مالي أراك جالسا في المسجد في غير وقت الصلاة قال هموم لزمتني وديون يا رسول الله قال أفلا أعلمك كلاما إذا قلته اذهب الله همك وقضى عنك دينك قال بلى يا رسول الله قال قل إذا أصبحت وإذا أمسيت اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن وأعوذ بك من العجز والكسل وأعوذ بك من الجبن والبخل وأعوذ بك من غلبة الدين وقهر الرجال .قال أبو إمامة ففعلت ذلك فاذهب الله همي وقضى عني ديني ".



حفظ الله الشيخ / سعود الشريم وجزاه الله عنا وعن المسلمين كل الخير


ولاهنتي يا الغــــروب على طرح الموضوع المهم .. جزاكِ الله خير


لكِ كل الشكر والتقدير والاحترااام .:a36:

ابوعبدالرحمـن 08-05-2010 04:40 AM

رد: ۩۞۩ من مـنبر الحــرم ۩۞۩
 
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

الفاضله / الغروب

جزاكِ الله كل خير على إيراد الخطبه المؤثره

وبارك الله لكِ الأجر


http://img193.imageshack.us/img193/1535/57509211.gif

ڠـٍڜـٍڨ پـٍڋۋۑۓ 11-12-2010 09:54 AM

رد: ۩۞۩ من مـنبر الحــرم (1) ۩۞۩
 
جزاكِ الله خير وجعله الله في ميزان حسناتك


الغروب 29-01-2011 02:19 PM

رد: ۩۞۩ من مـنبر الحــرم (1) ۩۞۩
 
من منبر الحرم يوم الجمعه ( 24/ 2/1432هـ) فضيلة الشيخ الدكتور

سعود الشريم
.


قال إن المتضررين من السيول أضحوا ضحية المقصرين والمستهترين بالأمانة
إمام الحرم المكي يحذر من الذين نصبوا أنفسهم حكاماً ومفتين وأطباء واقتصاديين ومفكرين
مكة المكرمة - خالد الجمعي

أوصى إمام وخطيب المسجد الحرام فضيلة الشيخ سعود الشريم المسلمين بتقوى الله عز وجل والعمل على طاعته واجتناب نواهيه داعيا طالب العلم بألا يتحدث بما ليس عنده من الله برهان والطبيب بألا يتطبب بما لا يعرف والكاتب بألا يتطفل على موائد العلماء والمصالح العامة وينصب نفسه وصيا عليهم مطالبا بأن يعرف الجميع قدرهم وان يتقوا الله فيما يأخذون وما ينظرون ومحذرا فضيلته من الذين نصبوا انفسهم من ذوي الإحاطة بجميع الأمور دينية كانت او دنيوية وجعلوا من انفسهم حكاما ومفتين واطباء واقتصاديين ومفكرين، وقال في خطبة الجمعة يوم أمس بالمسجد الحرام إن مراعة التخصص من اهم مقومات النجاح والتوازن والاستقرار، حيث لا يبغي بعض على بعض فنقدر للحاكم حكمه وللفقيه فقهه وللطبيب طبه وللاقتصادي اقتصاده وتجمعنا في ذلك كله مظلة الشريعة الاسلامية التي تحض على التناصح والتواصل إذ لا يعني التخصص الا يقصر احد في تخصصه او لا يعتري النقص بوجه من الوجوه فالكمال لله وحده والعصمة لرسوله صلى الله عليه وسلم.

موضحاً انه من الغلط ان يقصر المتخصص فلا يحاسب على تقصيره لاسيما اذا كان يتعلق بمصالح المسلمين عامة دينية كانت او دنيوية ومنها ما كان قبل ايام بإخواننا المتضررين من السيول الجارفة والذين اضحوا ضحية المقصرين والمستهترين بالأمانة التي أوكلها إليهم ولي الأمر وحذرهم من التقصير فيها اكثر من مرة وبين ان المقصر سيحاسب.

واضاف فضيلته انه من الغلط تدافع التخصص لأنه خذلان وتسليم إلى الفوضى فإذا تنصل كل احد عن مسؤوليته فمن المسؤول اذا.

مشيرا إلى انه من الغلط ايضا تنازع التخصص لأنه تطفل ودخول فيما لا يعنيه ونشر للفوضى والنقد دون محاسبة او رقابة، كما انه ينبغي عند التنازع ان نرد جميعنا إلى كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.

وبين انه لا يعني عند التسليم بالتخصص ولو كان دنيوياً ألا يتدخل اهل العلم والفقه بالنصح فيه اذا كان لتدخلهم برهان من كتاب الله او سنة رسوله صلى الله عليه وسلم.

وأوضح إمام وخطيب المسجد الحرام انه كثر الخلط بين الناس في مفهوم التخصص واصبح يشاهد في العيان بالتطفل على الحاكم والتطفل على العالم والتطفل على المصلح والناصح فكلٌ يدلو بما لا يعرف دون هيبة للمرجعية ولا احترام للتخصص والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: اعطوا كل ذي حق حقه.

واشار فضيلته إلى انه كم من عبقري مرغت عبقريته في الوحل على تنازع دنيئ في الاختصاص، مشيرا إلى انه ربما شاهد الدنيئ ان كل جمال تحد له والغبي يرى في الذكاء عدوانا عليه والفاشل يرى في النجاح ازدراء به.

وحذر الشيخ الشريم من الفوضى داعيا طالب العلم بألا يتحدث فيما ليس عنده من الله برهان والطبيب بألا يتطبب بما لا يعرف والكاتب بألا يتطفل على موائد العلماء والمصالح العامة وينصب نفسه وصيا عليهم ويتلطع في القذاءة.

وطالب إمام وخطيب المسجد الحرام الجميع بأن يعرفوا قدرهم وان يتقوا الله فيما يأخذون وما ينظرون فرحم الله امرءا عرف قدر نفسه.

وحذر فضيلته من الذين نصبوا انفسهم من ذوي الإحاطة بجميع الأمور دينية كانت او دنيوية وجعلوا من انفسهم حكاما ومفتين واطباء واقتصاديين ومفكرين وهم لا يعدلون كونهم كتبة على ورق مبتذل لا رائد لهم فيه إلا التطفل وحب الشهرة وطلب الرئاسة والثناء بالجرأة.

وأكد أن الشريعة الإسلامية هي التي لا يعتريها النقص في أي شيء لقوله تعالى: «وما كان المؤمنون لينفروا كافة فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم لعلهم يحذرون».

الغروب 04-02-2011 08:30 PM

رد: ۩۞۩ من مـنبر الحــرم (3) ۩۞۩
 
بسم الله الرحمن الرحيم

إمام الحرم: مجالس الغيبة مجالس بلاء وفتنة وأكل للحسنات
الجمعه 1/3/ 1432هـ
مكة المكرمة / المدينة المنورة : واس
أوصى إمام وخطيب المسجد الحرام بمكة المكرمة فضيلة الشيخ الدكتور صالح بن حميد المسلمين بتقوى الله عز وجل. وقال في خطبة الجمعة التي ألقاها بالمسجد الحرام " مظهر من مظاهر ضعف الديانة وقلة الورع والخلل في فقه التدين بل موبقة من موبقات الآثام وحالقة من حالقات الدين تنهش في الحرمات وصيانة الأعراض خصلة من خصال السوء ذميمة ترى بارزة شاهدة في اجتماعات الناس وتجمعاتهم ومجالسهم ومنتدياتهم لايكاد يستثنى منها احد علماء وعامة رجال ونساء صغار وكبار جرمها خطير وعلاجها عسير داء عضال يهدم المجتمع ويقوض البنيان ويقطع عرى التواصل ويمزق أواصر المحبة يوغر الصدور ويشحن النفوس ويفسد المودة وينشر الضغائن ويولد الأحقاد .

وأضاف فضيلته كم هتك هذا المظهر من أستار وانتقص لسببه من أخيار ولفق في سبيله من أخبار يشترك في ذلك الفاعل والسامع والراضي أنها ضيافة الفساق وجهد العاجزين ومرعى اللئام إنهم أكلة لحوم البشر بل إنهم أكلوا الجيف إنها الغيبة وما أدراك مالغيبة نهش الأعراض وان أربى الربى استطالة المرء في عرض أخيه ولقد حددها رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم وبينها بيانا شافيا فقال ( الغيبة ذكرك أخاك بما يكره )".

وأوضح فضيلته أن " الغيبة تكون بالقول والفعل والوصف والحركات والإشارات والرموز باليد وباللسان والعين والإصبع غمزا وهمزا ولمزا بل الأشد والانكى أنها لاتحصر في طريقة ولاتنحصر في أسلوب ولكنها ترجع إلى بواعث النفوس وأساليب المبتلين بها عياذا بالله فقد يخرجه المغتاب في قالب التدين والصلاح والعفاف والورع فتراه يقول فلانا غفر الله لنا وله فيه كذا وكذا لعل الله أن يعافيه أو يخرجها بصفة التعجب فيقول كيف يفعل فلان كذا واني استغفر الله كيف يفعل فلان كذا ومنهم من يفعلها بأسلوب التحسر وإظهار المحبة والشفقة فيقول لقد أغمني حال فلان واني مشفق على أخينا لما فعل من كذا وكذا عافانا الله وإياه ".

وبين فضيلته أن أهل العلم يقرون بان سوء الظن من الغيبة فإذا ظننت فلا تتبع العمل والغيبة ليس لطرائقها حد ولا لأبوابها سد وحينما سأل رجل النبي صلى الله عليه وسلم فقال له أرأيت إن كان فيه مااقول فقال عليه الصلاة والسلام ( إن كان فيه ماتقول فقد اغتبته وان لم يكن فيه ماتقول فقد بهته ) .

وأشار إلى أنه من اجل إدراك عظم البلاء فليتم النظر في مايخوض فيه المتخوضون في شبكات المعلومات ففي ذلك شئ كثير من نشر معايب الناس ومثالب أهل

الفضل والصلاح مضيفا انه كم يرى من مسلم متهاون قد جرد لسانه مقراظا للأعراض وانتهاكا للحرمات في همز ولمز وانتقاص فهذا طويل وهذا قصير وهذا أحمق وهذا فاسق وهذا منافق بل كم يرى من رجل متورع عن الفواحش والظلم عليه مظاهر صلاح ولكن لسانه يفري في أعراض الناس الأحياء منهم والأموات فهلا حجزته عبادته وهلا كفه صلاحه.



وشدد فضيلته على أن مجالس الغيبة مجالس بلاء وفتنة وأكل للحسنات تؤكل فيها لحوم المؤمنين وتنتهك فيها أعراض الغافلين مجالس تنضح بالوقيعة في الخلق يؤذي المغتاب فيها نفسه وجليسه ويؤذون عباد الله استهتار بالناس واستخفاف بالحرمات وظلال في الدين وسوء مسلك في العاقلين.

وأكد أن الغيبة محرمة في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم واجما ع أهل العلم وتأباها الفطر المستقيمة والنفوس الطاهرة والصدور السليمة وحينما عرج بنبينا صلى الله عليه وسلم مر بقوم لهم أظفار من نحاس يخمشون بها وجوههم وصدورهم فقال ياجبريل من هؤلاء قال هؤلاء اللذين يأكلون لحوم الناس ويقعون في أعراضهم.

وقال الشيخ بن حميد " لو حاسب المغتاب نفسه حقا لعلم أن ما هو واقع فيه قد أهلك به نفسه واهلك جلسائه إن لم ينهوه وينصحوه وينكروا عليه فالمستمع شريك والمقر شريك فيجب الإنكار والتوبة والتناصح والذب عن أعراض المؤمنين ومن رد عن عرض أخيه رد الله عن وجهه النار يوم القيامة فمن تتبع عورة أخيه تتبع الله عورته ومن تتبع الله عورته فضحه ولو في جوف بيته وإذا ظهرت الغيبة ارتفعت الأخوة في الله ".

وحذر فضيلته من أن تكون أعراض الناس فاكهه مجالسهم ولحوم الناس موائد المنتديات فالغيبة أسرع في دين المسلم من الأكلة بالأجساد.

وأوضح الشيخ صالح بن حميد أن الغيبة من كبائر الذنوب وكبائر الذنوب لاتكفرها الحسنات من الصلاة والصيام والصدقة وسائر القربات بل لابد من الإقلاع والندم والتوبة النصوح واستحلال من وقع في عرضه والغيبة يتضاعف خطرها إذا تضاعف أثرها وبحسب حال المغتاب فكلما كان العبد أعظم إيمانا واظهر صلاحا كان اغتيابه اشد فغيبة أهل الصلاح والعلم والفضل وولاة الأمور لها أثرها العظيم في شق الصف وانتقاص القدر ونعي الثقة واضطراب الأمور ناهيكم بما يدور إليه من إضعاف أمر الله ودينه في النفوس وقلة الانتفاع وانتزاع الخير والبركات ومن ثم تسود الفوضى وتحصل البلبلة وتقع الفتن.

ووختم فضيلته خطبته بالقول إن أهل العلم ذكروا صورا تستثنى من الغيبة المحرمة يجوز لصاحبها أن يذكر أخاه بما يكره فالمظلوم له أن يذكر ظلامته عند من يستطيع رفعها من القضاة والولاة وذكر أهل الفسق والشر ببغيهم وبدعهم وشرهم وانحرافهم وسوء سلوكهم إنكارا عليهم والتحذير منهم ومنع فسادهم وتقليل شرهم لكن لايجوز الأقدام على هذا إلا بعد التحقق من حصول المصلحة والاحتياط للنفس وحسن القصد وصدق النصح والسلامة من الرياء والانتصار للنفس فان اشتبه عليه شئ في ذلك والتبس فالسلامة لايعدلها شئ.




وفي المدينة المنورة أوضح فضيلة إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ صلاح البدير أن المؤمن مهما تفاقم الشر وتراقى الخطر والضر فانه يعلم أن ما قضي كائن وما قدر واجب وما سطر منتظر ويشاء الله يكن وما يحكم به الله يحق لا رافع لما وضع ولا واضع لما رفع ولا مانع لما أعطى ولا معطي لما منع وما شاء ربنا صنع فلا محيص عن القدر المقدور ولا راد للأمر المسطور ، أقدار مورودة لله في أثنائها الفرج القريب وهو السميع المجيب لا يقابل أمره إلا بالرضى والصبر على ما قضى ولا يقابل البلاء الجسيم إلا بالإيمان والتسليم والله بعباده لطيف وفضله بهم مطيف .

وقال فضيلته في خطبة الجمعة التي ألقاها في المسجد النبوي إن الأمم تتقلب في أطوار وأطباق ما بين عزة وذلة وكثرة وقله وغنى وفقر وعلم وصناعة وجهل وإضاعة وأحوال متقلبة مشاعة والأمة الواعية مهما عانت من ضراء أو عالجت من بلاء أو كابدت من كيد أعداء فإنها سرعان ما تفيق من غفلتها وتصحو من رقدتها وتقوم من نكبتها فتقيم المائل وتقوم الحائد وترتق الفتق وترقع الوهى والخرق لتعود عزيزة الجانب لا يتجاسر عليها غادر ولا ينالها عدو ماكر ، مشيرا فضيلته إلى أن الأمة اليوم تمر بأحرج مواقفها وأصعب ظروفها واشد خطوبها العنف يتفجر في أراضيها والفتن تدور في نواحيها تشتت نظامها .

ومضى إمام وخطيب المسجد النبوي قائلا انه متى تفرقت الأهواء وتباينت الآراء وتنافرت القلوب واختلفت الألسن وقع الخطر بأكمله وجثم العدو بكلكله ، مبينا أنه على الأمة أن تعيد صياغة الحياة في بلادها وفق رسالة الإسلام وأن تسعى لإصلاح أوضاعها إصلاحا شاملا كاملا عقديا وأخلاقيا وسلوكيا واجتماعيا واقتصاديا وسياسيا حتى لا تتحول جهودها في مواجهة التحديات والمؤامرات سلسلة من الذل والاحباطات والصدمات والانتكاسات.


وبين الشيخ البدير أن الإصلاح الصادق ليس إصلاحا تحركه بواعث وقتية أو ملابسات ظرفية وإنما هو إصلاح صادر عن إيمان راسخ وعقيدة صادقة واستشعار بعظمة الواجب وأمانة المسؤولية يوم يسأل الله كل عبد عما استرعاه أدى أم تعدى ، كما انه على الأمة وهي تتلمس معالم الإصلاح ومنهجه ومقوماته وأسسه ووسائله أن تعرض أوضاعها الحاضرة وحياتها المعاصرة على نصوص الكتاب والسنة لأنها الميزان الحق والمقياس الصدق على تقدم الأمم وتأخرها وزينها وشينها وصوابها وخطئها ، وقد قال بعض أهل العلم من لم يزن أفعاله وأحواله في كل وقت بالكتاب والسنة فلا تعدوه في ديوان الرجال وعلى الأمة أن تأخذ الرأي والمشورة من رجالها الأوفياء وعلمائها الأمناء الذين ليس لهم بائقة ولا يخاف منهم غائلة وهم ضمير الأمة وغيظ عدوها وحراس عقيدتها والفضيلة فيها حتى يصدر التدبير عن دين مشروع وتجتمع الكلمة على رأي متبوع ومتى تقاعست الأمة عن تدارك أخطائها وأهملت في معالجات مشكلاتها خسرت أمنها واستقرارها ووقعت في أزمات وتحديات وفوضى ومواجهات لا تحمد عقباها ولا يعرف منتهاها .

جويات الهمل 05-02-2011 08:47 AM

رد: ۩۞۩ من مـنبر الحــرم (تحديث اسبوعي) ۩۞۩
 
الله يجزاش خير على الموضوع الرائع

بيض الله وجهش

الغروب 05-02-2011 02:27 PM

رد: ۩۞۩ من مـنبر الحــرم (تحديث اسبوعي) ۩۞۩
 
جويات الهمل
حياك الله
شرفني مرورك الكريم
تقديري.

!! عٌ ــــــــــزِفْـ !! 05-02-2011 02:32 PM

رد: ۩۞۩ من مـنبر الحــرم (تحديث اسبوعي) ۩۞۩
 


الله يكفينا شر الفتن إنها أشد من القتل

جزاك الله خير اختي الغروب

وجعلها في صفائح حسناتك

حــســن الــعــذاب 05-02-2011 10:33 PM

رد: ۩۞۩ من مـنبر الحــرم (تحديث اسبوعي) ۩۞۩
 
الله ــيـــجــــزــــــآــــــش ـــــخـــــــيــــــر

الغروب 05-02-2011 11:52 PM

رد: ۩۞۩ من مـنبر الحــرم (تحديث اسبوعي) ۩۞۩
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة !! عٌ ــــــــــزِفْـ !! (المشاركة 1280528)


الله يكفينا شر الفتن إنها أشد من القتل

جزاك الله خير اختي الغروب

وجعلها في صفائح حسناتك

!! عٌ ــــــــــزِفْـ !!

امين

والله يحفظ بلاد المسلمين

وشكرا لمرورك الطيب.

الغروب 05-02-2011 11:55 PM

رد: ۩۞۩ من مـنبر الحــرم (تحديث اسبوعي) ۩۞۩
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حــســن الــعــذاب (المشاركة 1280640)
الله ــيـــجــــزــــــآــــــش ـــــخـــــــيــــــر

حــســن الــعــذاب

وياك ان شاء الله

وشكرالمرورك الطيب.

الغروب 18-02-2011 04:54 PM

رد: ۩۞۩ من مـنبر الحــرم (تحديث اسبوعي) ۩۞۩
 
إمام المسجد النبوي: الإسلام حرم أشد التحريم استغلال صاحب الولاية لتحقيق مصالحه الشخصية

مكة المكرمة / المدينة المنورة : واس
أكد فضيلة إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ حسين آل الشيخ أن من الأصول العظمى في هذا الدين وجوب أداء الأمانة بشتى صورها ومن القواعد الكبرى تحريم الخيانة بمختلف أشكالها ، قال سبحانه وتعالى (( يا أيها الذين آمنوا لا تخونوا الله والرسول وتخونوا أماناتكم وأنتم تعلمون )) ، ويقول صلى الله عليه وسلم ( كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته والإمام راع ومسؤول عن رعيته ) ، ومن هنا فأعظم أسباب كوارث الأمة وفساد أوضاعها السياسية والاقتصادية والاجتماعية وغيرها الإخلال بهذه الأصول العظمى والقواعد الكبرى ، فكم وقع من المصائب في الأبدان والآلام في البلدان والكوارث في المقدرات بسبب تضييع الأمانة والوقوع في الخيانة.

وبين أن أعظم الأمانات أمانة الولاية بمختلف مستوياتها وتنوع مراتبها من الولاية العظمى إلى الولايات الصغرى ولهذا جاء التشديد على أهمية الولاية والعناية بها في الإسلام ، فعن أبي ذر رضي الله عنه قال قلت يا رسول الله آلا تستعملني فضرب بيده على منكبي ثم قال ( يا أبا ذر انك رئيف وإنها أمانة وإنها يوم القيامة خزي وندامة إلا من أخذها بحقها وأدى الذي عليه فيها ) ، ومن هذا المنطلق أحاط الشرع العظيم جميع الولايات وكافة المناصب بسياجات من الأوامر والنواهي التي متى روعيت أديت الأمانة على أكمل وجهها وتحققت بهذه الولاية المصالح المتنوعة واندرأت بها المفاسد المختلفة فكانت العاقبة حميدة والسيرة طيبة والنتائج مرضية.

وقال إمام وخطيب المسجد النبوي إن من هذه السياجات أن الإسلام أوجب على صاحب الولاية حاكما أو غيره العدل التام في جميع مسؤوليات ولايته ، (( إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل )) ، وقد مدح النبي صلى الله عليه وسلم العادل في ولايته القائم بالقسط في منصبه " ففي السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله إمام عادل " ، كما أن من الأصول التي جاء بها الشرع في باب الولاية التحذير من الظلم بشتى صوره ، ففي الحديث القدسي في ما يرويه رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ربه انه قال ( يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرما فلا تظالموا ) ، وفي توجيه النبي صلى الله عليه وسلم لمعاذ حين بعثه إلى أهل اليمن ( واتقي دعوة المظلوم فانه ليس بينها وبين الله حجاب ).



ومضى فضيلة إمام وخطيب المسجد النبوي في خطبته قائلا " الرسول صلى الله عليه وسلم يوجه التحذير لمن تولى للمسلمين عملا حكاما وغيرهم أن يبعدوا عن أي صورة من صور الظلم في ولايتهم فيقول صلى الله عليه وسلم ( إن الله ليملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته ـ ثم قرأ (( وكذلك أخذ ربك إذا أخذ القرى وهي ظالمة إن أخذه اليم شديد )) ) "، مضيفا فضيلته أن من السياجات أن الشريعة فرضت على كل من تولى أي ولاية للمسلمين أن ينصح لهم ويخلص في خدمتهم وان يصدق في رعاية حاجاتهم ، قال صلى الله عليه وسلم ( ما من عبد يستدعيه الله رعاية يموت يوم يموت وهو غاش لرعيته إلا حرم الله عليه الجنة ) ، كما أن من السياجات التي جاء بها الإسلام في هذا الجانب وجوب الرفق بالرعية والشفقة عليهم والرحمة بهم ، فعن عائشة رضي الله عنها قالت سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في بيتي هذا ( اللهم من ولي من أمر أمتي شيئا فشق عليهم فاشقق عليه ومن ولي من أمر أمتي شيئا فرفق بهم فأرفق به ).

وأضاف أن من التوجيهات الإسلامية لمن تولى للمسلمين ولاية أنه يجب عليه أن يسمع لحاجاتهم وأن يحرص للبحث عن شؤونهم والتحري عن كل ما يصلح أوضاعهم وأن لا يجعل بينه وبينهم ما يحجبه عن أحوالهم ومعرفة أوضاعهم.

وقال الشيخ آل الشيخ إن من التوجيهات في الإسلام لأهل الولايات أنه أوجب عليهم أن يحرصوا على تقريب أهل الخير والهدى وعلى ذوي الصلاح والتقوى وأن يبعدوا عن أهل الشر والفساد والهوى ، روى البخاري عن أبي هريرة وأبي سعيد رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( ما بعث الله من نبي ولا استخلف من خليفة إلا كانت له بطانتان بطانة تأمره بالمعروف وتحضه عليه وبطانة تأمره بالشر وتحضه عليه والمعصوم من عصمه الله ) ، وعن عائشة رضي الله عنها وعن أبيها قالت قال صلى الله عليه وسلم ( إذا أراد الله بالأمير خيرا جعل له وزير صدق إن نسي ذكره وان ذكر أعانه وإذا أراد به غير ذلك جعل له وزير سوء إن نسي لم يذكره وإن ذكر لم يعنه ).


وشدد الشيخ آل الشيخ في خطبته على أن من أصول الشريعة في باب الولاية أن الإسلام حرم أشد التحريم أن يستغل صاحب الولاية أيا كانت مرتبته هذا المنصب لتحقيق مصالحه الشخصية ومنافعه الذاتية ، قال صلى الله عليه وسلم ( إن رجالا يتخوطون في مال الله بغير حق فلهم النار يوم القيامة ) ، فمن أخذ مالا من الأموال العامة مستغلا منصبه متوسلا بولايته إلى ما لا يحل له فليستمع إلى الزجر الشديد والوعيد الأكيد من سيد الثقلين صلى الله عليه وسلم حينما قال ( من استعملناه منكم على عمل فكتمنا مخيطا ـ أي إبرة ـ فما فوقه كان غلولا يأتي به يوم القيامة ).

واختتم إمام وخطيب المسجد النبوي خطبته بالقول " إن من أصول التشريع في هذا الجانب أن صاحب الولاية يجب عليه أن يسمع لصوت الحوار الصادق المخلص الحوار الهادف المنبثق من ثوابت الشريعة ومنابع الإصلاح ، فالله جل وعلا يقول لسيد الحكام (( وشاورهم في الأمر )) ".






أوصى فضيلة إمام وخطيب المسجد الحرام بمكة المكرمة الشيخ الدكتور عبدالرحمن السديس المسلمين بتقوى الله عز وجل في السر والعلن واتباع أوامره واجتناب نواهيه وذلك ابتغاء لمرضاته سبحانه وتعالى مؤكدا فضيلته أن تقواه أعظم مصداقا وأقوى ميثاقا من استعصم بها فاز وفاق وحاز من البر والخيرات أنفس الأطواق (( وتزودا فإن خير الزاد التقوى )).

وقال فضيلته في خطبة الجمعة التي ألقاها في المسجد الحرام " في عالم يموج بالفتن والأزمات والمحن والمتغيرات وتبصرا في خلجات النفس الإنسانية تتبدى في إشراق وبهاء ونظرة وصفاء صفة بديعة جبل عليها الإنسان انطوى عليها العباد والنبلاء والزهاد والأصفياء والخاصة والدهماء إنها لم تغادر قلب إلا تصبته ولاوجدانا إلا سبته بل اتصف بها الباري جل في علاه وكذا حبيبه ومصطفاه صلى الله عليه وسلم هي صفة الحب والمحبة وخالص الحب هو الود وفي منزلة الحب العليا الحب كم لبى له النبلاء ".

وبين أن الله سبحانه وتعالى أودع في العقول معاقد الفهم والإدراك وعضدها بنصوص المنقول ووشج الأفئدة بالعواطف والأشواق اللواطف فانتشى الإنسان بحب مافطر عليه كحب الرحمن الواحد الديان وحب القرآن وحب سيد ولد عدنان عليه الصلاة والسلام وحب مكارم الخلال ومحاسن الجلال مما لايناسب إلا جواهر النفوس الزكية (( والذين آمنوا أشد حبا لله ))وقال صلى الله عليه وسلم ( ولا تؤمنوا حتى تحابوا ) وهذا الحب المجتمعي المتقارب الذي حث عليه المصطفى صلى الله عليه وسلم هو من تآصر الأمم غرائزها ومن نهضتها مقابسها وما فرطت فيه المجتمعات إلا ظهرت فيها المحن والفتن وقال صلى الله عليه وسلم ( ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الإيمان أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما وأن يحب المرء لايحبه إلا لله وأن يكره أن يعود في الكفر بعد أن أنقذه الله منه كما يكره أن يقذف في النار ).

وأضاف إمام وخطيب المسجد الحرام أن حب الله عزوجل وحب رسوله صلى الله عليه وسلم هو أعظم وأعلى وأزكى حب ونشهد الله أننا نحبه ونحب رسوله صلى الله عليه وسلم حبا يفوق حب النفس والولد والوالد والناس أجمعين ومن حب رسول الله صلى الله عليه وسلم اتباع سنته واقتفاء سيرته في كل الأحوال كي ننعم بحب الكبير المتعال فإحياء سنة النبي صلى الله عليه وسلم باتباعها الإتباع الصحيح الذي يرضاه الله سبحانه وتعالى ويرضاه رسوله والبعد عن البدع.


وأكد فضيلته أن الحب الزاخر بأزكى العواطف وأنبل المشاعر خير مهاد للتراحم بين الآباء والأبناء والزوجين الكريمين وسعادة الأسرة ومشاعر الرضا والوداد لاتنمو إلا في رياض الحب ورباه ينأى بها عن الإجداب العاطفي الذي تسعرت به كثير من البيوتات جراء ويلات الفضائيات ورسائل الاتصالات التي بثت كثيرا من الزعازع والفتن والتحديات فيا حملة الأقلام ورجال الفكر والإعلام لابد من تأصيل ثقافة الحب روحا ووجدانا وتعاملا وتخاطبا وتبيانا أما السماسرة الإمعات فهم الذين يفسدون الأفئدة ويلوثون رقراق الأشواق من شباب الأمة وفتياتها بجراثيم الغرائز والفجور وقصص الإفساد والتزييف والزور المطوحة في الأوحال والشرور وقد تجسرت خائنة الأعين وما تخفي الصدور من الكيد والبهتان وسلب الحياء والامتهان ويخدعون الأغرار مختلسين منهم نفيس الأوقات والأعمار بوجد محرم صفيق خداع بريق لابهاء له ولا رحيق بل مآله الويل والحريق إن هؤلاء لدمار الجيل ودائه وشقوته وبلائه ولكن هاهو الجيل الواعد بحمد الله شب عن الأطواق ولاحت مخائل ينعه وشموخه في الآفاق.

وأوضح أن من المحاب التي انعطف إليها جنان الإنسان فجرت في حنايه بأصدق الشعور حب البلاد والأوطان التي لاتعمر إلا في ظلال الكرامة والأمن والأمان والعدل والنظام والاطمئنان ولا يوطد ذلك راسخ الأركان إلا بالاعتصام بشرعة الديان واجتناب الفرقة والنزاع العدوان مؤكدا فضيلته أن المواطنة الصالحة ليست هتافات تردد ولاشعارات تعدد بل هي إخلاص وإيجابيات وشفافية ومصداقيات وقيم ومبادئ عصية عن المساومات أبية عن الإملاءات والتدخلات مع الوعي بعواقب الأمور وألا يعرض الأمن والاستقرار والمصالح العليا في الأوطان للفوضى والفساد والاضطراب ولا المقدرات والمكتسبات للنهب والسلب والاحتراق وأن تتظافر الجهود وتتحد المواقف على حماية الأوطان ومعالجة قضاياها بكل تعقل وحكمة وتفطن ويقظة لمكائد الأعداء ، داعيا إلى السعي لتحقيق مصالح الوطن والوحدة ودرء المفاسد عنه، حفظ الله بلادنا بلاد الحرمين الشريفين وسائر بلاد المسلمين من مضلات الفتن ماظهر منها ومابطن.

سمو الرووح 19-02-2011 02:05 AM

رد: ۩۞۩ من مـنبر الحــرم (تحديث اسبوعي) ۩۞۩
 
جزاه الله خير وفي ميزان حسناته

والله لا يجعلنا ممن يخون الأمانه وأن نؤدي الأمانات لأهلها

والله نسئل ان يهدي حكامنا لتأدية الأمانات لأهلها في وقتها

والله يرد لهذه الأمه المحمدية مردٍ طيب بأمر الله وأمر رسول الله (صلى الله عليه وسلم)

ولاهنتي يا الغروب على نقل خطبة الجمعة من المسجد النبوي الشريف

كل الشكر والتقدير والاحترام لشخصكِ الكريم.

الغروب 19-02-2011 02:10 AM

رد: ۩۞۩ من مـنبر الحــرم (تحديث اسبوعي) ۩۞۩
 
سمو الرووح

مرحبا بك

وجزاك الله خير على التعقيب الطيب

وفقك الله .

الغروب 04-03-2011 07:15 PM

رد: ۩۞۩ من مـنبر الحــرم (تحديث اسبوعي) ۩۞۩
 
خطيب الحرم النبوي : ننعم في بلادنا بالأمن والشريعة .. وعلينا األا نستجيب لأهل الفتن




http://www.aleqt.com/a/511180_151185.jpg
الشيخ علي الحذيفي إمام وخطيب المسجد النبوي
مكة المكرمة – المدينة المنورة : واس
قال إمام وخطيب المسجد النبوي في الدينة المنورة الشيخ علي الحذيفي "إن التذكر لما ينفع العبد في دنياه وأُخراه والعمل بما يوجبه التذكر النافع هو فلاح الإنسان وسعادته وفوزه في الدارين قال الله تعالى "سيذكر من يخشى" ونسيان ما ينفع والإعراض عن التذكر هو الخسران والخيبة والشقاوة قال تعالى "ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا واتبع هواه وكان أمره فرطا" والتذكر من صفات أهل العقول الراجحة والفطر المستقيمة قال تعالى "وما يذكر إلا أولوا الألباب" وأولوا الألباب هم المهتدون المتقون الذين يفعلون الحسن ويهجرون القبائح".

وأوضح الشيخ الحذيفي في خطبة الجمعة التي ألقاها في المسجد النبوي أن التذكر من صفات المنيبين التائبين الذين أحيا الله قلوبهم بالإيمان وأصلح أعمالهم بالإخلاص وإتباع السنة قال الله تعالى "وما يتذكر إلا من ينيب". والمتذكرون قد سلكوا سبيل النجاة والسعادة في الدنيا والاتصاف بأحسن الصفات وتطهروا من أعمال وأخلاق السيئات فوعدهم الله بأرفع الدرجات في الجنات مشيرا إلى أن هذه الصفات الكريمة لمن تذكر وتقدم بالخيرات ولم يتأخر. ومضى إمام وخطيب المسجد النبوي قائلا " أيها المسلم ألا تحب أن تعلم التذكر وتعرف حقائقه وتفصيله نعم التذكر هو استحضار كل علم نافع نزل به الوحي او استفادة العقل الصحيح بالتجارب الحقه آو الاعتبار المصيب والعمل بموجب ذلك كله وترك ما يضاده فمن اكتسب العلم النافع وقام بالعمل الصالح فقد فاز بأعلى الدرجات في الأخرى وتمتع بأحسن حال في حياته الدنيا والتذكر مأمور به العباد لتحقيق التوحيد لرب العالمين ومعرفة دلائله والتوحيد أساس الدين واصل الأعمال الصالحة فان صلح وصح صلحت الحياة وان فسدت العقيدة فسدت الحياة".

وأضاف الشيخ الحذيفي "أن تذكر تدبير الله للعالم العلوي والسفلي ونفوذ مشيئة الله في الكون وتصريف المخلوقات ينفع المتذكر في صلاح قلبه واستقامة أحواله وزكاة أعماله فالرب تبارك وتعالى يذكر عباده بانفراده واختصاصه بالتدبير والخلق وإذا ما تذكر الإنسان أن تدبير الكون كله وتصريفه بيد الله وحده لا شريك له وأن المقادير نافذة بمشيئة الرب وحده كما قال تبارك وتعالى "إن كل شيء خلقناه بقدر" وتذكر أن الدنيا والآخرة لله وحده وإذا ما تذكر الإنسان هذا كله تعلق قلبه بالله وحده واعتمد على ربه في كل أموره وطلب مرضاته وابتعد عن معاصيه فالسعادة لا تنال بالمغالبة والقوة إنما تنال بطاعة الله تبارك وتعالى لافتاً فضيلته الانتباه إلى أن الرب سبحانه وتعالى كثيرا ما يقرن التذكر بالأمر والنهي فتذكر ما في أوامر الله تعالى من الحكم والمنافع والخيرات العامة وصلاح القلوب وتذكر مافي المنهيات من المضار والمفاسد والخبائث والعار والدمار ومرض القلوب وموتها تذكر ذلك كله كاف لفعل الطاعات وبغض المحرمات والوقاية من المهلكات.

وأفاد إمام وخطيب المسجد النبوي أن الله سبحانه وتعالى يرشد الإنسان إلى تذكر بدايته ونهايته وما بين ذلك من تقلب أحواله وتدبير الله له كما يريد ربه وأنه لا يملك لنفسه ضرا ولا نفعا إلا ما أعطاه الله ليخضع الإنسان لعبودية الله وشرعه مختارا إذ لا سعادة إلا بذل العبودية والمحبة لله عز وجل قال الله تعالى لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم "قل لا أملك لنفسي نفعا ولا ضرا إلا ما شاء الله". فإذا كان هذا لنبيه صلى الله عليه وسلم فكيف بمن دونه وقال صلى الله عليه وسلم "واعلم أن الأمة لو اجتمعوا على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك وإن اجتمعوا على أن يضروك لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك".

وقال الشيخ الحذيفي إن الله سبحانه وتعالى يرشد إلى تذكر تقلب الليل والنهار وتذكر الحكم والمنافع والغايات التي خلق لها كل مخلوق فالكون المشاهد آيات منظورة فيها التذكر والعبرة لكل عبد منيب وقد أرشد الله تعالى إلى التذكر والاعتبار لما وقع للأمم الخالية من العقوبات المدمرة المهلكة لتحذر الأمة أعمالهم قال الله تعالى "وكم أهلكنا قبلهم من قرن هم أشد منهم بطشا فنقبوا في البلاد هل من محيص إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد" قال المفسرون قد أهلك الله قرونا كثيرة هم أشد قوة من كفار قريش ففتشوا وبحثوا عن مكان يمنعهم من الموت فلم يجدوا محيصا وهو الملاذ فعاقبهم الله بذنوبهم وأهلكهم ففيما جرى بالأمم الخالية تذكر وعظة لمن كان له لب وعقل صحيح راجح أو ألقى سمعه لكلام الله وهو حاضر القلب.

وشدد إمام وخطيب المسجد النبوي على أن التذكير بنعم الله يورث الحياء من المنعم ويحضه على مقابلة النعم بالطاعة والشكر والتذكير بعقوبات الله لمن حارب دينه يزجر عن الوقوع في الذنوب والمعاصي ويمنع من إتباع سبيل الهالكين وقد أمر الله عز وجل تذكر نعمه على الناس مؤكدا فضيلته أن أعظم النعم نعمة القرآن الكريم الذي جمع الخير كله وأمر به وبين الشر كله ونهى عنه فهو أعظم واعظ ومذكر فعن علي رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "ستكون فتن قلت ما المخرج منها يا رسول الله قال "كتاب الله فيه نبأ ما قبلكم وخبر مع بعدكم وحكم ما بينكم هو الفصل ليس بالهزل من حكم به عدل ومن عمل به أجر ومن تركه من جبار قصمه الله ومن ابتغى الهدى من غيره أضله الله لا يخلق عن كثرة الرد ولا تزيغ به الأهواء ولا تشبع منه العلماء.

وشدد الشيخ الحذيفي على أن من أعظم النعم نعمة الأمن وتيسر الأرزاق وقد أمر الله عز وجل بتذكر نعمة الأمن قال تعالى " واذكروا إذا أنتم قليل مستضعفون في الأرض تخافون أن يتخطفكم الناس فآواكم وأيدكم بنصره ورزقكم من الطيبات لعلكم تشكرون" وامتن الله تبارك وتعالى بالأمن في الحرم فقال تعالى فليعبدوا رب هذا البيت الذي أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف" فالأمن من كيان الإسلام ولا تظهر شعائر الدين إلا في ظل الأمن وبالأمن تؤمن الطرق وتزدهر الحياة ويطيب العيش وتحقن الدماء وتحفظ الأموال وتتسع الأرزاق وتزدهر التجارات وتتبادل المنافع ويندفع شر المفسدين والمعتدين ويأمن الناس على الحرمات والحقوق ويؤخذ على يد الظالمين والمخربين وضد ذلك كله تنزل بالمجتمع الكوارث مع ضعف الأمن أو انعدامه لذا نزل الخوف ولعظم نعمة الأمن قال النبي صلى الله عليه وسلم من أصبح معافىً في بدنه آمنا في سربه عنده قوت يومه فكأنما حيزت له الدنيا بحذافيرها.

وبين إمام وخطيب المسجد النبوي أن الله سبحانه وتعالى قد من على هذه البلاد المباركة بنعمة الأمن والشريعة الإسلامية السمحاء المهيمنة على هذه المملكة حرسها الله فأصبحت مضرب المثل في الأمن والاستقرار ولا غرو في ذلك فولاة أمرها حفظهم الله جعلوا دستورها كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ترجع إليهما المحاكم الشرعية في أمور الناس التي يختلفون ويتنازعون فيها والله عز وجل قال "ومن أحسن من الله حكما لقوم يوقنون". ودعا إمام وخطيب المسجد النبوي شباب الإسلام إلى ترك الفتنه وأهلها ومقاطعتهم فالإصلاح بجميع أنواعه هو نهج ديننا الحنيف ولكن الإصلاح في كل شيء منوط بولي الأمر ونوابه فيما يخص الأمور العامة ويستشيرون في هذا علماء الشريعة فهم أعرف بما يدل عليه الكتاب والسنة وبما فيه الخير للعامة والخاصة والتناصح بين الراعي والرعية رغب فيه الإسلام وقال النبي صلى لله عليه وسلم "الدين النصيحة" ثلاثا وليس من النصيحة التحريض على الفتن.


وفي مكة المكرمة أوصى إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ الدكتور سعود الشريم المسلمين بتقوى الله عز وجل. وقال "الأمم والمجتمعات المعاصرة تعيش أوج حضارتها حتى أكلت منها وشبعت فأصابها القي بعد التخمة ومن المعلوم بداهة أن التخمة لا تقل شرا عن الجوع ونحن في هذا الزمن لدينا مخزون هائل في مجال العلم والفقه والإعلام والسياسة والاقتصاد والفكر وحياة الناس بعامة مليئة بالخطوب ونوازل المجتمعات والأمم بين مد وجزر لا يسلم منهما مجتمع ولا يكاد إلا من رحم الله.

وأضاف "إن من أعظم النوازل أثرا وأخطرها تهديدا لاستقرار المجتمعات هي تلكم النوازل الفكرية والمدلهمات الثقافية والحراك السياسي والتي اعترت المجتمعات المسلمة على حين فترة من الوفاق وقوة المرجعية ومكانة الانتماء للدين والمجتمع المتدين مما سبب تعارك الثقافات والسياسات وبروز المطارحات تلو المطارحات دون زمام ولا خطام في فوضى خصومة ثائرة ليس فيها من أطراف الخلاف إلا المدعي والمدعى عليه وحضور الخصومة كل يدلي بدعواه ويرى أنها الحق في ظل تشويش وتهميش". متسائلا قائلا : وما الظن بخصومة تفتقد قاضيها. وأردف قائلا : نعم إذ في الليلة الظلماء يفتقد البدر وما هو هذا البدر الذي سيمحو ظلمة التحارش والتهارش واللمز والهمز إن هذا البدر هو الحكمة الحكمة الغائبة في ظل الخلافات الحكمة التي تقود الركب إلى بر الأمان والنجاة من الهلكة الحكمة التي يفتقر إليها كل مجتمع ينشد الفلاح لترتب له قائمة الأولويات ودرجات المصالح ودركات المفاسد الحكمة التي لا توجد إلا في مستودع المرء الصفي النقي الصادق العامل والعالم الواعي والسياسي المحنك العارف بواقعه وحال مجتمعه المخلص لربه المتبع لنبيه صلى الله عليه وسلم الحريص على استقرار مجتمعه ووطنه.

وبين أن الحكمة كلها خير لافتا النظر إلى أن الناس ثلاثة حكيم ونزق وجاهل فالحكيم الدين شريعته والرأي الحسن سجيته وأما النزق فإن تكلم عجل وإن حدث أخطأ وأما الجاهل فإن حدثته شانك وإن وثقت به لن يرعاك وقال "إن للحكمة في الكتاب والسنة معاني كثيرة وقد ورد لفظها في القران الكريم عشرين مرة وقد سمى الله نفسه الحكيم ومن صفاته جل وعلى الحكمة وأن الحكمة مكملة العلم والفقه حيث أثنى الله على نبيه سليمان عليه السلام حين آتاه هذه المنّة كما وهب الله الحكمة للقمان. ومضى يقول "إن الحكمة خير كثير تجمع للمرء مكارم الأخلاق والتصرفات فهي مقبض رحاها واسها.

وأفاد أنه في المدلهمات يعرف الحكماء الذين لا تحكمهم المصالح الشخصية والأهواء فيها ولا تقودهم الشبهة إليها ضاربا فضيلته مثلا يحتدا به في الحكمة وهو معاوية رضي الله عنه من خلال مبدأ الشعرة التي عرف بها عند السابق واللاحق واصفا فضيلته الحكمة بأنها معدن نفيس لا ينال بليت ولا لعل وهي ضالة المؤمن أنّا وجدها أخذ بها ولن يجدها من لم يكن كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم هما من يقودان فؤاده. وزاد يقول "إن كثيرا من المهتمين تناوشوا الحكمة على اختلاف مشاربهم وانتماءاتهم حتى التقى في هذه المناوشة الفقيه والسياسي والاقتصادي والصحفي والإعلامي والمرجف والمخذل ونحوهم فظلمها كثير منهم حتى أصبحت الحكمة بين الغالي فيها والجافي عنها وقل من توسط في ذلك موضحا أن الحكمة بلغت من التشويه مبلغا جعلت الرامق ببصيرته من بعيد لا يخرجها من خلال ما يطرح عن دائرة الغلو تارة والتفلت تارات أخرى والمصادرة لها ونقض العرى بها تارة أخرى ليدعوا الحليم حيران حتى حجب كثرة صراخهم أصوات الحكماء فأضحت غير مسموعة وسط أهازيج الفرقاء ثم باتت تلك الأصوات حبيسة حناجر الحكماء فحسب.

وقال في ختام خطبته "ما ظن الجميع بمجتمع ترتفع فيه أصوات الحكماء أيرونه سيعاني من تهارش بني مجتمعه أم أنهم يرونه أنه سيظل طريقه أو يكثر فيه الطلاق والغش والظلم والنزاع كلا وألف لا" داعيا إلى التوقي والحذر من الوقوع في الحكمة الزائفة المزوقة التي لا تستند إلى علم ولا إلى هدى ولا إلى منطق وعدم الانسياق والإغراء بالعقول لتجعلنا حكاما على كتاب ربنا وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم لا محكومين بهما وأن لا تكون عقولنا قائدة وحيدة في فرز ما يصح وما لا يصح.

عبيد العرجاني 04-03-2011 08:59 PM

رد: ۩۞۩ من مـنبر الحــرم (تحديث اسبوعي) ۩۞۩
 
الله يجزاش الخير

الغروب 07-03-2011 12:06 AM

رد: ۩۞۩ من مـنبر الحــرم (تحديث اسبوعي) ۩۞۩
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة العرجاني99 (المشاركة 1292317)
الله يجزاش الخير

وياك

وشكرا لكرم المرور.

خبـاري 08-03-2011 06:07 AM

رد: ۩۞۩ من مـنبر الحــرم (تحديث اسبوعي) ۩۞۩
 
.
.


الغروب ..
... ... ... آسأل الله أن لايغرب حضورك ويثبتك على
الايمان والرحمن


جزاكِ الله كل خير آنسه النور ..


محاظرات .. كل حرف من شأنه ان يغير حياه وكون بأكمله
ماأن صدقناه وقرآن بقلبٍ وقالب


جزاء الله فضائل الشيوخ بألف خير ..


دمتي تحت جنح الرحمن ،

الغروب 08-03-2011 02:31 PM

رد: ۩۞۩ من مـنبر الحــرم (تحديث اسبوعي) ۩۞۩
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة خبـاري (المشاركة 1293800)
.
.


الغروب ..
... ... ... آسأل الله أن لايغرب حضورك ويثبتك على
الايمان والرحمن


جزاكِ الله كل خير آنسه النور ..


محاظرات .. كل حرف من شأنه ان يغير حياه وكون بأكمله
ماأن صدقناه وقرآن بقلبٍ وقالب


جزاء الله فضائل الشيوخ بألف خير ..


دمتي تحت جنح الرحمن ،

خبـاري

تشرفت بهذا التواجد الذي زادني ايمانا وفخرا

وتعجز كلماتي أن تبادلك جميل ماقدمتي

وفقك الله .

الغروب 11-03-2011 06:29 PM

رد: ۩۞۩ من مـنبر الحــرم (تحديث اسبوعي) ۩۞۩
 
إمام المسجد النبوي: شعب المملكة يرفض الفوضى ويرفض التدخل في شؤونه ويقف مع ولاة أمره ضد كل حاقد

مكة المكرمة / المدينة المنورة : واس
قال فضيلة إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ صلاح البدير في الخطبة التي ألقاها اليوم : إن دموع العين قد فاضت من فرط الأسى وحل الصدع في القلب والوجدان يوم باء الدم بالدم وأضحى أهل الإسلام يقتلو بعضهم بعضا ويهلكو بعضهم بعضا افتراق في الأمر وشتات في الرأي واختلاف في الأهواء وفتنة مستوليه وحروب مشتعله وعدو يتربص والحكمة غائبة وحظوظ النفس مستحكمة وكم يعتصر الألم قلوبنا مما نراه من أحداث واضطرابات وصدمات ومواجهات في عالمنا الإسلامي نسأل الله أن يفرج كربتهم ويكشف شدتهم ويحفظ بلادنا ويصونها من هذه الشرور والآثام وكم نتطلع إلى فرج قريب يعيد لأوطاننا المسلمه أمنها وسلمها واستقرارها لتنقشع سحابة الفتنة وتنعم الشعوب المسلمة في أرضها وبلدها بخيرها وثرواتها في ظل شرعية الإسلام التي لا أمن إلا بها ولا سلامة إلا بتطبيقها.

وأوضح إمام وخطيب المسجد النبوي أن البلدان والأوطان تتفاوت شرفا ومكانة وعلوا وحرمة ومجدا وتاريخا وتأتي المملكة العربية السعودية بلاد الحرمين الشريفين وراعية المسجدين العظيمين وخادمة المدينتين المقدستين في المكان الأعلى والموطن الأسمى , بلاد في ظلال الشرع واقعة وفي رياض الأمن راكعة ولأطراف المجد جامعة مهبط الوحي ومئرز الإيمان وحرم الإسلام فيها الكعبة المعظمة والمشاعر المقدسة وفيها مسجد نبينا وسيدنا وحبيبنا محمد صلي الله عليه وسلم وبه الروضة المشرفة حفظ أمنها واجب معظم وصون أرضها فرض محتم , والمملكة العربية السعودية تحت ولاية مسلمة تدين للحكم بكتابة الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم وفي أعناق شعبها بيعة لها , يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم ( من مات وليس في عنقه بيعة مات ميتة جاهلية ).

وأفاد الشيخ صلاح البدير أنه ببركة كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وببركة تطبيق الشرعية اضحت المملكة مضرب مثل في امنها ووحدة صفها وانتظام شملها واجتماع كلمتها وتلاحم قيادتها وشعبها بعد زمن كان الناس فيه في شتات وانفلات وقتال وحروب وبئس وضر وتلك حال انقشعت ضبابة محنتها وانجلت غمرة كربتها بفضل الشريعة والجماعة , والجماعة منعة والفرقة مضيعة , الجماعة لب الصواب والفرقة أس الخراب تحيل العمار خراب والأمن سراب يقول رسول الهدى صلى الله عليه وسلم ( من فارق الجماعة شبراً فمات فميتة جاهلية ).


وحذر فضيلة إمام وخطيب المسجد النبوي من مفارقة الجماعة واتباع اصحاب الفكر المقبوح والتوجه المفضوح دعاة الفتنة وأذناب الأعداء وروؤس الشر الذين امتلأت قلوبهم حقد على الإسلام وأهله وحسد على بلاد التوحيد وأهلها فسعوا إلى إشاعة الفوضى والنيل من كرامة بلادنا وأمنها وسيادتها ووحدتها عبر الدعوة إلى إقامة ثورات ومظاهرات ومسيرات وتجمهرات وتجمعات واضرابات واعتصامات في أرض الحرمين الشريفين خدمة لأعداء الإسلام وأهدافهم الخبيثة , مؤكدا فضيلته في ذات السياق أن شعب المملكة العربية السعودية على وعي بأهداف تلك الدعوات المغرضة والأفكار المدحورة وعلى إدراك لمؤلاتها الخطيرة وعواقبها السيئة وعلى علم بمن يقف ورائها من أصحاب العقائد الفاسدة والذين يرددون تمرير مخططاتهم الخبيثة ونواياهم القذرة في بلاد الحرمين الشريفين عبر تلك المظاهرات والمسيرات.

وأوضح الشيخ البدير أن تلك المظاهرات التي يدعى إليها في بلاد الحرمين تعد خروج على هذه الولاية المسلمة التي تحكم بكتاب الله وسنة رسوله صلي الله عليه وسلم ومن عقيدتنا السلفية الناصعة عدم جواز الخروج على ولاة أمرنا أو قتالهم أو تحريك القلوب بالسوء والفتنة ضدهم وندعو لهم بالصلاح والمعافاة والتوفيق والسداد وتحريم تلك المظاهرات والدعوة اليها في بلاد الحرمين ظاهرا لكل عاقل لمنع ولي الأمر لها ونهيه عنها وطاعته واجبة ولما تسببه تلك المظاهرات من فرقة وفتنة وعدوان وعنف وذل وتشويش وتشويه وفوضى وتخريب واستخفاف بالحقوق وشق لعصى الطاعة والجماعة ومفاسد لاتحصى عقباها ولايجهل منتهاها.

وأكد فضيلة إمام وخطيب المسجد النبوي أن شعب المملكة العربية السعودية يرفض الفوضى ويرفض التدخل في شؤونه من أي جهة كانت ويقف مع ولاة أمره ضد كل حاقد وحاسد وعابث وفاسد ومارق مفارق وخائن منافق وضد كل من يرد زعزعت الأمن في بلده وزرع الفتنة في أرضه وأنهم يمدون أيديهم في أيدي ولاة أمرهم ويقولون نحن على العهد والوفاء والولاء والانتماء سلما لمن سالمهم وحربا على من حاربهم وهذا الوطن المسلم بلد الحرمين الشريفين , المملكة العربية السعودية سلاحه دمائهم ودرعه أرواحهم وحصنه أجسادهم ولولاة الأمر عليهم السمع والطاعة في طاعة الله تعالى في العسر واليسر والمنشط والمكره وإنهم لاينازعونهم أمر ولاهم الله إياه.



ومضى قائلا : لا ندعي الكمال بل النقص موجود وهو من طبيعة البشر ونحن على أمل في حياة أكثر رخاء وأوسع عطاء وعلى رجاء في عزيمة أمضى لمحاربة الفقر والبطالة والفساد ونصيحة ولي الأمر تكون بالطرق الشرعية التي تحقق المصلحة وتدفع المفسدة ولاتكون بالمسيرات والمظاهرات ومن رأى نقص أو خلل أو خطأ أو أراد تقديم رأي أو مشورة أو نصح فأبواب الولاة والأمراء والعلماء والوزراء والمسؤولين مفتوحة ومن نصح فقد أدى ماعليه وبرئت ذمته , فعن عياض بن غنم رضي الله عنه قال , قال رسول صلي الله عليه وسلم ( من أراد أن ينصح لذي سلطان فلا يبده علانية ولكن يأخذ بيده فيخلو به فإن قبل منه فذاك وإلا كان قد أدى الذي عليه ) ومن وقع عليه ظلم أو اعتداء عليه أحد كان من كان فأبواب الولاة مفتوحة والمحاكم مفتوحة , تحكم بالحق وتحقق العدل وتنصر المظلوم وتردع الظالم أما الفوضى والغوغائية والمظاهرات والمسيرات فلا مكان لها في بلاد الحرمين الشريفين ونحذر شبابنا من الإنزلاق في طريقها أو الإصغاء إلى أصحابها.

وخاطب الشيخ البدير في نهاية خطبته المسلمين قائلا : أيها المسلمون احفظوا أمنكم ووحدتكم ووطنكم واستقراركم وانظروا في من حولكم ممن يعانون الخوف والرعب والحروب والدمار والشتات والانفلات يوم ضاع أمنهم وتفرق شملهم وتبددت وحدتهم واختلفت كلمتهم والسعيد من وعض بغيره والشقي من وعظ بنفسه , ورغم المؤامرات والدعوات المغرضة ستظل هذه البلاد المباركة بحول الله وقوته ثم بعزمات رجالها وإيمان أهلها وإخلاص ولاة أمرها ونصح علمائها خادمة للحرمين الشريفين وراعية لحجاج بيت الله الحرام وراعية لزوار مسجد سيد الأنام محمد صلى الله عليه وسلم بلد إسلام وسلام وسنة وجماعة وعدل ورحمة وخير واحسان وشفقة بالمسلمين في كل مكان آمنة مطمئنة مستقرة متلاحمة متراحمة حامية لمعاقل الدين من التغير حافظة لموارد الشريعة من التكذيب.





ووصى فضيلة إمام وخطيب المسجد الحرام بمكة المكرمة الشيخ الدكتور أسامة بن عبد الله خياط المسلمين بتقوى الله عز وجل في السر والعلن وإتباع أوامره واجتناب نواهيه ابتغاء لمرضاته سبحانه وتعالى ، داعيا المسلمين إلى تذكر يوم الوقف العظيم بين يدي الله سبحانه وتعالى.

وقال فضيلته في خطبة الجمعة التي ألقاها بالمسجد الحرام إن ديدن اللبيب الواعي وشأن الأليب اليقظ كمال الحذر من كيد العدو وأخذ الحذر لاتقاء مكره ودرء خطره ولأن تفاوت هذا الخطر بحسب قوة العدو وعلى قدر تمكنه من وسائل الإثخان في عدوه وإيصال الأذى إليه فإن من أشد العداوات ضررا وأبعدها أثرا عداوة من ذكر الله في كتابه محذرا منه بقوله (( إن الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدوا إنما يدعو حزبه ليكونوا من أصحاب السعير )) وتتجلى هذه العداوة التي ابتدأت بإبائه السجود لآدم عليه السلام وخروجه من الجنة في توعده لبني آدم بالإغواء وتربصه بهم وقعوده لهم كل مرصد كما يتجلى في تعهده الذي أخذه على نفسه بأن لا يدع سبيلا للإغواء إلا سلكه ذلك أن من أشد مايغضبه مايرى من ألفة المؤمنين وتوادهم وتراحمهم واجتماع كلمتهم واتحاد صفوفهم فيحمله ذلك على إثارة أسباب الفرقى والشقاق بينهم وبذل بذور الفتنة بضرب بعضهم ببعض سعيا إلى قطع رابطة الأخوة والقضاء على وشيجة الإيمان وهو التحريش.

وبين فضيلته أن السعي للتحريش الذي يقوم به الشيطان بين المؤمنين باقٍ لم يتطرق إليه يأس ولذا فهو يعمل له ويدأب فيه ويتوسل إليه بإعمال الحيلة لإصغاء بعض أبناء الأمة على بعضهم بعض بإثارة عوامل النزاع وإهاجة أسباب التناحر بطرائق ومسالك يزينها ويظهرها في صورة مصالح ومنافع تبدو خلابة للعقول آخذة بمجامع النفوس ويستعين على بلوغ ما يريد بمن رضي بإتباع خطواته والانضواء تحت لوائه والاستجابة لوسوسته فانظروا بما فعل بإخوة يوسف عليه السلام حين نزغ بينه وبينهم ففعلوا ما فعلوا من الكيد له والعدوان عليه غير أن أولي الألباب الذين لم يجعل الله للشيطان سلطان عليهم يعلمون أن ربهم الرؤوف الرحيم بهم كما حذرهم من طاعة الشيطان ومن اتخاذه وليا من دون الله فقد بين لهم بما أنزل في كتابه من البينات والهدى مايستعصمون به من تحريش الشيطان وتفريقه وفتنته وفي الطليعة من ذلك الاعتصام بحبل الله كما أمر الله ورضيه لنا كما قال تعالى (( واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانا وكنتم على شفا حفرة من النار فأنقذكم منها كذلك يبين الله لكم آياته لعلكم تهتدون )) وهو أمر بالاستمساك بدين الإسلام وبالقرآن ومن ذلك تذكر نعمة الله على عباده وما من عليهم من نعمة الأخوة في الدين بعدما كانوا عليه من عداوات الجاهلية ومنه إتباع صراط الله المستقيم والحذر من إتباع السبل لأن على كل سبيل منها شيطانا يدعو إليه (( وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولاتتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله ذلكم وصاكم به لعلكم تتقون )) وهذه تعد وصية ربانية كريمة من رب رحيم وصية لعباده أن يتخذوا من صراط الله منهاجا يسلكونه ولا يحيدون عنه ولايبغون دينا غيره لأنهم إن اتبعوا سبل الشيطان حادوا عن الصراط المستقيم وعن دين الله عزوجل وعن شرعه الذي شرعه الله لهم وهو الإسلام.



وأشار الدكتور الخياط في خطبته إلى أن من أسباب السلامة من تحريش الشيطان تعويد الألسنة على القول الحسن والكلمة الطيبة كما قال سبحانه (( وقل لعبادي يقولوا التي هي أحسن إن الشيطان ينزغ بينهم إن الشيطان كان للإنسان عدوا مبينا )) فالقول الحسن والكلمة الطيبة رسول إلى الخير وقائد إلى الألفة واجتماع الكلمة وسبيل لاتحاد الصفوف وطريق إلى إرغام الشيطان وإحباط سعيه إلى الفتنة والفرقة والتنازع بين أبناء الأمة الواحدة ذلك التنازع الذي نهى الله عباده عنه مبينا قبح مآله وسوء عاقبته بقوله تعالى (( ولاتنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم )) ، مبينا فضيلته أن الشيطان يزين وساوسه ويحسنها بالوعود والأماني الكاذبة التي اتخذت لها في أعقاب الزمن صورا لايحيط بها الحصر ولايستوعبها العد حتى صار لها اليوم من أجهزة الإعلام الحديثة وشبكات المعلومات العالمية بما فيها من قنوات ومواقع وما تتيحه من قدرات ووسائل صار لها ساحة لا حدود لها وميدان لنشر دعوات والترويج لاتجاهات والحث على مسيرات ومايسمى تظاهرات واعتصامات يستيقن كل عاقل مخلصٍ لله ناصح لعباده محبا لهم عظيم الشفقة عليهم مريد الخير بهم أنها باب شر عاجل وبعث فتنة نائمة وسبيل فرقة مائجة وطريق فوضى عارمة وتعطيل مصالح لازمة وعبث بأمن راسخ لاغنى عنه ولابديل فإن شأن الفتنة أن ضررها يعم ولايخص وأن من استشرف لها استشرفته.

وأكد فضيلته أن كل من أوتي الحكمة ورزق حظا وافرا من ذكاء الحس وكمال الوعي وسداد الرأي ونظر في العواقب واتقى الفتن ووازن بين المصالح المتوهمة الظنية والمفاسد المحققة القطعية لن يكون أبدا إلا مجانبا لهذا النكر رافضا هذا الفكر معرضا عن هذا الطرح سباقا إلى الدعوة إلى ائتلاف القلوب واجتماعها ونبذ أسباب الفرقة والحذر من كل سبيل يفضي إليها أو يعين عليها باذلا وسعه في البيان والنصح صارفا همته إلى التحذير وفي تضافر جهده وجهد كل الحكماء والعقلاء مايسدد الله به الخطى ويبارك به السعي وتحفظ به الحوزة وتطفأ به الفتنة وتحسن به العاقبة.

وأوضح فضيلته أن الله عزوجل من على عباده بنعم كثيرة لاتعد ولاتحصى ومن تلك النعم نعمتي الشبع والأمن وأن هاتين النعمتين الجليلتين هما الغاية القصوى للحياة على ظهر الأرض فالشبع هو ملاك الحريات الاقتصادية والأمن هو ملاك الحريات السياسية وبهما يبسط العدل الاجتماعي والعدل السياسي ظلالهما اللذان تهفو إليهما الأمم كافة وتسعد بهما الشعوب فإذا ظفر بهما أي بلد من بلاد الله كان لزاما عليه أداء حق الله عليه بالإيمان به والمسارعة إلى طاعته وابتغاء مرضاته بتحليل حلاله وتحريم حرامه فإذا نسيت الأمم هذا الخير كله وتمردت على ربها حرمت مايسر لها من ضروريات ومتع ، مختتما فضيلته خطبته داعيا إلى تذكر نعم الله والعمل على شكره سبحانه وتعالى في السر والعلن.

الغروب 18-03-2011 06:27 PM

رد: ۩۞۩ من مـنبر الحــرم (تحديث اسبوعي) ۩۞۩
 
إمام المسجد النبوي: أعظم سبيل لتحصيل الأمن هو تحقيق التوحيد الخالص والالتزام بالعقيدة الصحيحة



مكة المكرمة / المدينة المنورة : واس
قال فضيلة إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ حسين آل الشيخ في الخطبة التي ألقاها اليوم: إن الأمن من أهم مطالب الحياة الطيبة المطمئنة وان الأمن يعني السلامة من الفتن والشرور ، ويعني كذلك الاطمئنان والاستقرار والرخاء والازدهار ، فحقيقة الأمن انكفاء الخوف على حياة الإنسان وعرضه وملكه ومكتسباته ، فالأمن نعمة عظمى ومنة كبرى ، ولا يعرف كبير مقداره وعظيم أهميته إلا من اكتوى بنار فقده ، فوقع في الخوف والقلق والذعر والاضطراب ليلا ونهارا سفرا وحضرا ، مشددا فضيلته على أن الأمن هدف نبيل تنشده المجتمعات البشرية وتتسابق إلى تحقيقه الشعوب العالمية.
وأوضح إمام وخطيب المسجد النبوي أنه لأهمية الأمن وعظيم مكانته كان من دعائه صلى الله عليه وسلم "" اللهم استر عوراتي وآمن روعاتي "" ، داعيا الله سبحانه وتعالى أن يستر عورات المسلمين وأن يؤمن روعاتهم أجمعين.
وبين أنه إذا اختل نظام الأمن وزعزعت أركانه واخترق سياجه فكم يقع حينئذ من الفتن العريضة والشرور المستطيرة ، إذ لا يأتي من فقد الأمن إلا سفك الدماء وقتل الأبرياء وتناثر الأشلاء وإثارة الفتن العمياء والجرائم الشنعاء والأعمال النكراء ، موضحا فضيلته في هذا السياق أن الأمن في الإسلام مقصد عظيم شرّع الله له من الأحكام ما يكفله ويحفظ سياجه ويدرأ المساس بجانبه ، فقد تضافرت النصوص القطعية على وجوب المحافظة على الضروريات الخمس وهي الدين والنفوس والعقول والأعراض والأموال ، كما حرّمت الشريعة كل وسيلة إلى النيل من هذه المقاصد أو التعرض لها ، وشرّعت من الأحكام الزاجرة ما يمنع التعرض لها أو يمس بجوهرها ، بل إن الإسلام حرّم كل فعل يعبث بالأمن والاطمئنان والاستقرار ، وحذر من كل عمل يبث الخوف والرعب والاضطراب ، من منطلق حرصه على حفظ أجل النعم (الأمن والأمان) ، ومن هذا المنطلق نهى النبي صلى النبي صلى الله عليه وسلم أن يتسبب الإنسان إلى فعل يؤدي إلى المساس بالأمن والاستقرار ، ويقول رسول الله صلى الله عليه وسلم "" لا يحل لمسلم أن يروع مسلما "" .
ومضى الشيخ آل الشيخ يقول : إنه قد بلغت عناية الإسلام ونصوصه أن جاءت بالنهي عن كل ما يؤذي المسلمين في طرقاتهم وأسواقهم ومواضع حاجاتهم ، كما أن الإسلام جاء لتحقيق المصالح وتكميلها ، ودرء المفاسد وتقليلها ، فإن أحكامه الغراء تعد أي فعل أو تصرف أو دعوة لزعزعة أمن المجتمع جريمة كبرى وجناية عظمى ومفسدة جلى ، فالله سبحانه وتعالى يقول (( ولا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها )) فأي بيان أوضح من هذا البيان .
وأضاف إمام وخطيب المسجد النبوي يقول : إن أعظم سبيل لتحصيل الأمن بجميع صوره هو تحقيق التوحيد الخالص والالتزام بالعقيدة الصحيحة والتعلق الكامل بالله عز وجل ، وإن الأمن بأشكاله المختلفة لا يتحقق إلا بطاعة الله جل وعلا والتقيد بشرعه ومنهجه مع الحفاظ على سنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم .
وأوضح الشيخ آل الشيخ في خطبته أن من أسباب تحقيق الأمن الحرص على رد كل تنازع في أمور الدين والدنيا إلى الأصلين العظيمين والوحيين الكريمين ، ويتبع هذا الأصل أن يرجع الناس خاصة في أزمان الفتن إلى علماء الشريعة الراسخين الذين ينظرون إلى الأمور بفهم دقيق واستنباط عميق وخبرة طويلة.

وشدد إمام وخطيب المسجد النبوي أن من أسباب توفر الأمن السمع والطاعة لولاة الأمر في المعروف ، الذي هو أصل من أصول الواجبات الدينية وعقيدة من عقائد أهل السنة والجماعة ، وبهذا الأصل تنتظم مصالح العباد في معاشهم ، وتسلم من الشرور والويلات ، كما أن من أعظم الأسباب إلى تحقيق الأمن الاعتصام بحبل الله جل وعلا والاجتماع على دينه والتعاون على البر والتقوى استجابة لقوله تعالى (( واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا )) ، ومن هذا التناصح والتراحم فيما بين الحاكم والمحكومين وفق المنهج النبوي المؤصل على الإخلاص لله جل وعلا والتعاون على الحق مع مراعاة مباديء الرفق والحكمة واللطف ووفق ما يجمع الكلمة ويؤلف القلوب ويوحد الصف ، فالتناصح الذي يجلب المصالح ويدرأ المفاسد بكلمة طيبة وأسلوب حسن وتوجيه سديد يقود الحاكم والمحكوم إلى الخير والصلاح والازدهار وينأى بالناس عن التفرق والتشتت والعبث والفوضى.
وأضاف الشيخ آل الشيخ أن من أعظم أسباب فقدان الأمن وحدوث الكوارث والخطوب الإعراض عن طاعة الله جل وعلا وعن طاعة رسوله صلى الله عليه وسلم ، موضحا فضيلته أن من أعظم أنواع الأعراض التي بسببها انتشار الفتن والقلاقل وفقد الأمن والأمان في بعض مجتمعات المسلمين نتيجة التولي عن تحكيم شريعة الله جل وعلا واستبدالها بالقوانين الوضعية والدساتير البشرية ، فمنذ قرن أو أكثر ومجتمعات المسلمين تعيش بين برهة وأخرى من البأساء والضراء وتفرق الكلمة ما الله به عليم ، وذلك بسبب الإعراض عن شريعة رب العالمين ، كما أن من أسباب زعزعة الأمن التفرق والاختلاف بين المسلمين ، فكم جرّ ذلك من فساد الأحوال الدينية والدنيوية مما لا يحصى من الشرور والآلام ، وإن أقبح صور التفرق الاختلاف على ولي الأمر الذي يحكّم شرع الله جل وعلا وعدم الالتزام بطاعته في غير معصية الله ، ولقد سطّر النبي صلى الله عليه وسلم العلاج الناجع الذي إذا سلكه المسلمون في مثل هذه الفتن الحاضرة الآن فإنهم سيعيشون حينئذ بأمن وأمان واستقرار ورخاء.




وأوصى فضيلة إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ الدكتور عبد الرحمن السديس المسلمين بتقوى الله عز وجل.
وقال في خطبة الجمعة التي ألقاها اليوم : إن مَنْ أمْعنَ النَّظر في آفاق التَّاريخ ، واسْتقرَأ أحوال الأُمَمْ، ومَا نَابَها مِنْ الدُّثُور بعد الاستقرار والظُّهور، استيقن أنَّ ما أصابَها من التشرذم أو الفَنَاء، والهَلَكة والانْمِحَاء، إنَّمَا سَبَبُه التَّنَازُع والشِّقاق، والتَّخَالُف والافترَاق، فإنها ما زحَفَتْ أصْلالُهَا في مجتمَعٍ إلاَّ مَزَّقته شذر مَذَرْ، وأرْدته حديثًا لِمَن غَبَر، وعبْرَةً لِمَنِ اعتبرْ. وفي ديار الإسلام أناخت تلك الرزية بقدر. ولَن يَصُدَّ تَيَار التَّشَتُّتِ ، ولَنْ يُقوِّم مُعوَجَّه وعَصِيَّه، إلاَّ اتِّحاد المُسْلِمين وتلاحُمُهم، وتَرَابط أوَاخِيهِم وتَرَاحُمُهُم، وتِلكم هي الشعيرة التي احْتَفَى بِها الإسلام أيَّمَا احْتِفاءٍ فوَطدَها، وعَزَّزَهَا ووتَّدَها، قال جل جلاله: (?وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْن قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا )?، وذلك لِمَا يَتَرَتَّبُ عَنِ الاتحادِ، مِن المَحَبَّة والوِدَاد، واستئصال السخائم والأحقاد.
وأضاف فضيلته يقول : فإذا انقادَت الأمَّة فِكرِيًّا وسِيَاسِيًّا وثقافيًّا واجتمَاعِيًّا للائتلاف، ونبذت ظِهريًّا الاختلاف، واستمسكت بالحَق ولازِمَّته، وانْقادَت للدِّين وشرّْعته، قرَّت مِنها العَيْن وفازت بالحُسنيين، وانْدَفَعَتْ عنها الشرور، وانْقمع الثُّبُور، وأحْرَزَت في العَالمين توقيرًا وهَيْبةً واحْتِرَامَا، ولَم يَنَلْ مِنْها المُترَبِّصُون مَرَامَا، قال صلى الله عليه وسلم : "يد الله مع الجماعة، ومن شَذّ شَذَّ في النَّار" أخرجه الترمذي.
ومضى فضيلته يقول : ولئن اصطلحَت على أُمَّتِنا الأبِيَّة ـ مع الأسى والأسف ـ أعْضل أدواء التَّنَافُر، والشَّتاتِ والتَّنَاثر، فأرَاقوا الدِّماء جرَّاء الرُّعونَة العَمْياء، وكانوا أنْكى في الإسلام من أعْدَائه، وأشدُّ ضَرَاوَةً على أوْلِيائه، وتَشَفِّياً مِن أبْنائه، فَلْيَتذكَّرُوا أنَّ الظُّّلم قصير المُدَّة، فَلِيل العُدَّة، وإن تناهَى في البطش والشدَّة، وتظاهر بالسَّطْوَةِ والحِدَّة. وفي مَسْطور الحِكم: مَن طال تعَدِّيه، كثرت أعَادِيه.
وزاد يقول : إنه تِلقاء هذه المرحلة العصيبة في الأمة، من التَّنَصُّل مِن الجماعة ، التي تدُكُّ صَرْح الأمَّة، لَزِم اسْتِنْبَاء الأحْدَاث، واسْتِشفاف العِبَر وتقويم قضايانا الإسلاميَّة، بِمِسْبَار الشفافية والاستِهْدَاء، ودِقَّة المُوَازنة في جَلْبِ المَصالح ودَرْء المَفاسِد .
وأردف فضيلته يقول : ومن مناهج الوسطية والاعتدال، التي تحقق النّموذج والمثَال في التآلف وبديع الامتثال. وأنْ تُبْنَى النُّفوس، ويُرَبَّى شبَابُ الأمَّةِ على ثقَافة الحِوَار والائتلاف، والتَّرَابُط وذمِّ الاختِلاف، في سُمُوٍّ للنِّيات بعيداً عن الأنانِيَّات، ومقيت الحِزْبيَّات، وآسِن العَصَبيَّاتِ، ووبيل الأفكار الهَادِمات التي تجُرُّ المَآسِي ، مع الرجوع لأعلام الهدى الرَّبَّانِيين، وبذلك تَسْتأنِفُ أمَّتنا العتيدَة، مكانتها المشرقة، وتماسُكُها واتحادَها، واسْتقرَارَها واعْتِدَادَها، فيرهبها الجافي، وينعطف إليها المُوافي فَتُراها قوية الكيان،متراصة البنيان، حول الكتاب والسنة ملتفَّة، وبالجماعة معتصمة ، وما ذلك على الله بعزيز.

وقال فضيلته : ولمَّا كانت بلاد الحرمين الشريفين المملكة العربية السعودية -حرسها الله- قِبْلة الأوطان، ومنها تَسْتَقِي الدُّنيا والتاريخ والحضارات رحيق المجد والسَّلام، والاتحاد والوِئام، فإنها لم تفتأ محسودة، وبالأذى مقصودة. فكم مِن أرْعن ضَحِل المروءة والهمَّة، يزيِّن الباطلَ للتفريق، ويشوِّه الحق للتمزيق، ويُغري بالفوضى لتزل، وبالفتن لتذل، عبر أفكار دخيلة هوجاء، ومسارب كالحة رعناء، ليس لها من الهدى المحمدي أثر، بل ادَّاركت فيما زاغ عنه الفِكْر وعَثر ، أوما درى من يذكي الفِتن، ويزرع الإحن، وكل حاسد مارق أنَّ هذا الوطن مُتفرِّد عن سائر الأوطان، بخطائصه وميزاته، وأصوله ومُسَلَّماته، فقد قام منذ عهد المؤسس ~ على نور الكتاب والسنَّة، ومنهج سَلَف الأمَّة، القاضِين بِلُزوم الجماعة، والبيعة على السَّمع والطَّاعة، وما خصَّه المولى -سبحانه- بإمام قدِ انْبَلج صبح صلاحه، وأشرقت شموس بِرِه وإصلاحه. أوما دروا أن المسلم الصالح، يقتضيه صلاحه: الوفاء للوطن، والصدق في السِّر والعلن، وصونه عن الإحن، في بعد عن مظاهر الفوضى والاضطراب، من مظاهراتٍ ومسيراتٍ تخريبية، واعتصامات وتجمعات كيدية،ودعاوى وبياناتٍ تحريضية، ولكن (بحمد) الله حق حمده، تقشَّعت دعاواهم وأظهر المجتمع المتماسك عن قِمَّة التلاحم والالتفاف حول قيادته وولاته، وكان شعارهم: اللُّحمة والتلاحم، عُدَّتنا زمن الفتن والملاحم ، فهنيئا لقيادة هذه البلاد المباركة شعبها الواعي الأبي، اليقظ الوفي، الذي زمجر في وجه الكائدين وما لبىَّ، واستعصى عليهم وتأبىَّ، ويا دُعاة الفتنة، كفُّوا وأقصروا، وانظروا في عواقب أموركم واستبصروا، وهيهات هيهات أن تجد دعواتكم الباطلة بين أبنائنا رواجًا، وفي ربوع بلادنا نتاجًا.
ودعا فضيلته عموم المسلمين إلى طاعة ولي الأمر، في صالح الأمور، في الغَيْبة والحضور، وشدِّ أزره، وتعزيز أمره، وحمده على جميل مَسْعاه، وشكره على ما أولاه.

الغروب 25-03-2011 06:34 PM

رد: ۩۞۩ من مـنبر الحــرم (تحديث اسبوعي) ۩۞۩
 
إمام الحرم: أوامر المليك الأخيرة جاءت تأكيدا لما صار عليه حكام هذا البلد من نشدان رغد للناس وحفظ أديانهم وحراستها


مكة المكرمة ,المدينة المنورة: واس
أوصى فضيلة إمام وخطيب المسجد الحرام بمكة المكرمة الشيخ صالح بن محمد آل طالب المسلمين بتقوى الله عز وجل فهي الحرز المكين والحبل المتين .

وقال في خطبة الجمعة بالمسجد الحرام"ونحن في منزلخ الثلث الأول من القرن الخامس عشر من الهجرة وفي وسط جزيرة العرب وقصبة بلاد المسلمين على هذه الأرض حيث انزلقت من ها هنا أزمنة وقرون مرت ثم لحقت بالماضي البعيد طوت تلك الأزمنة والقرون أمما ودولا وأحداثا وحروبا وغنى وفقرا وأمنا وخوفا ثم انتهت تلك الأزمنة وانطوت تلك القرون لتولد هنا على هذه الأرض بلاد شعارها التوحيد ونظامها الشريعة وتحمل اسم المملكة العربية السعودية .

وأوضح أن هذه البلاد قامت في زمن غربة الدين وتقهقر شأن المسلمين في زمن كانت أكثر دول الإسلام تحت نيل الاستعمار وسيطرة فكر المستعمر , قامت باسم الله والتزمت بشرع الله وحملت على عاتقها هم الدعوة إلى الله والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر , ولم تنس نصيبها من الدنيا , ورماها الشرق والغرب بكيده على مدى ثلاثة قرون وفي مراحلها الثلاث فتعود في كل مرة أقوى مما كانت وأكثر عزيمة وإصرارا على تمسكها بمبادئها التي قامت عليها وخلال فترة حكمها الطويل كتب من كتب وأرجف من أرجف وراهن من راهن على عدم امتلاكها لمقومات البقاء وما مقومات البقاء مقومات البقاء عندهم تنحية الدين وتعدد الأحزاب والحريات المتجاوزة حدود الشريعة وحقيقتها فوضى دينية وأخلاقية توصف بالحرية ليس إلا .

وأضاف أن الله جل وعلا شاء في هذه الأيام أن تهب العواصف على بلاد العرب وتميل بمن تميل ولما اقتربت العاصفة من حمى هذه البلاد إذا هي نسيم رقراق رخي وإذا أهل هذه البلاد أشد لحمة وأقوى تماسكا ويفخر حاكمها بشعبه ويغتبط الشعب بحاكمه وفي صحيح مسلم//خيار أئمتكم الذين تحبونهم ويحبونكم ويصلون عليكم وتصلون عليهم وشرار أئمتكم الذين تبغضونهم ويبغضونكم وتلعنوهم ويلعنونكم // ويخطب الملك ويبتدئ بعد شكر الله بشكر العلماء وطلبة العلم , العلماء وطلبة العلم تلك الحلقة التي وصلت دوام الدولة بابتدائها وثباتها بنشأتها , حيث قامت هذه الدولة أول ما قامت بقيام عالم وثبتت بثبات علماء والحكام فيما بين ذلك يقومون بدورهم على بصيرة من الله وعلى هدى من كتابه .

وتابع بقوله // بعد ثلاثة قرون من قيام الدولة السعودية هلم نتساءل لماذا بقيت هذه البلاد آمنة في زمن فيه الخوف ولماذا اغتنت وهي في صحراء قفر وأرض فقر ولماذا اجتمع الناس فيها والتفوا في زمن التفرق والخلاف , إن لذلك أسبابا شرعية تردفها أخرى دنيوية , // الذين آمنوا ولم يلبسوا أيمانهم بظلم اولئك لهم الأمن وهم مهتدون // الذين إن مكناهم في الأرض أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر ولله عاقبة الأمور // .



وأفاد فضيلته أن الله وفق هذه البلاد ومنذ أن قامت في دورها الأول بلزوم جماعة المسلمين والتمسك بالإسلام الذي جاء به نبينا محمد صلى الله عليه وسلم عن رب العالمين , مما جعل للإسلام في هذه الديار بقاء بنقاء وهيمنة بصفاء وستبقى هذه البلاد قائمة ما أقامت التوحيد منصورة ما نصرت السنة عالية ما أعلنت العدل ولن نخاف عليها من نقص إلا إذا نقصت من عرى الدين ولن نخشى إلا ذنوبنا وتقصيرنا مع ربنا , إن الإسلام الذي قامت عليه هذه البلاد هو الإسلام الذي قبلته أجيال الأمة على مر القرون يسلمه سلفهم إلى خلفهم وعلماؤهم إلى متعلمهم نافين عنه تحريف الغالين وانتحال المبطلين ولأجل هذا كانت هذه البلاد بحكامها وعلمائها في مرمى سهام المتربصين وأفك الكاذبين , لقد نال علماء هذه البلاد الكثير من الطعن والتكفير كما نال حكامها صنوف من اللمز والتشكيك في المواقف السياسية والمبادرات والقرارات في محاولة للحد من تأثيرها الإيجابي في العالم ولإقصائها عن الريادة في أمور الدين وفضاء السياسة , وهو الأمر الذي هو قدرها ويمليه عليها مكانها ومكانتها وتتطلع إليه قلوب المستضعفين قبل عيونهم أملا في لملمة شمل وتطلع لمداواة جرح ورغبة في سد حاجة , ومواقفها وسيرتها شاهدة على الجمع لا على التفريق ورأب الصدع لا شق الصفوف وإن أي زحزحة لها عن هذا النهج هو إضافة إلى أنه خلل ديني فهو خيانة وطنية وتفكيك للعقدة التي ربطت الراعي بالرعية وهو توهية للحبل الممدود إلى السماء والى الله في عليائه حيث نستلهم منه الصبر والنصر والحفظ والعون في زمن كثرت عواصفه وحساده وأعاديه .فهل يعي ذلك من يريد تحريك مركب الوطن ليجافي شاطئ الاهتداء .حفظها الله قائمة بالإسلام منافحة عنه .

وبين أن دور العلماء وطلبة العلم يتأكد في استمرارهم في حراسة الدين والدولة ذلك أن أكثر ما بزغ من فتن داخلية على مدى القرن الماضي كان سببه انحراف في المعتقد تبعه ارتباط مشبوه بالخارج ثم يجد العدو في بعض ضعاف نفوس اولئك من يمتطيه ويستخدمه في زعزعة الأمن والاستنجاد بقوى أجنبية ويزين له الاستمداد من مرجعيات طامعة ببلاد العرب كارهة للعروبة , فعلى العلماء وطلبة العلم أن يقوموا بدورهم على الوجه الصحيح ليس في مناظرة اولئك والرد عليهم فحسب بل بدعوتهم وتألفهم وتبصيرهم بالهدى وكسبهم مواطنين صالحين , والصبر على ذلك وأن يتخصص علماء شرعيون في محاورتهم ودعوتهم , إن دعوة اولئك وهدايتهم للحق لولم يكن الإسلام يجبه ويقتضيه لكانت السياسة تطلبه وتستدعيه.

وأشار إلى أنه يزين للمغفلين تمزيق المجتمع إلى أشياع وأحزاب وفرق ومزع , ونحن في بلاد الحرمين الشريفين في المملكة العربية السعودية لسنا في معزل عن العالم ولا بعد عن الحساد والأعادي وليست الأحوال واحدة ولا المواطن متماثلة وإن كانت العامة من قد يجهل أو يستغل فإن هذه الظروف تستدعي الحزم والعزم والتصريح دون التلميح أن جناب الأمن والدولة والدين والوطن والاجتماع ووحدة الصف ليست مجالا للمساومة ولا عرضة للمناقشة إنها ليست مجرد خطوط حمراء بل هي خنادق من تعرض لها فيجب أن يحترق , فما دون الحناجر إلا الأيادي ولنا فيمن حولنا عبرة والعاقل من اتعظ بغيره , بلادنا بحمد الله أسست على تقوى من الله وشريعة من كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم , فهما دستورنا المسطور ومنهاجنا المأثور وفي كل مناسبة يؤكد ولاة أمرنا على التمسك بهما والالتزام بمنهاجهما , ولاشك أن الخطأ وارد والتقصير حاصل لكن الخطأ لا يعالج بالخطأ والمنكر لا يزال بما هو أشد منه نكرا , وقد من علينا برغد العيش والأمن في الأوطان والسلامة في الأديان وفجر كنوز الأرض وأسبغ علينا نعمه الظاهرة والباطنة بما لا يكاد يشبهه شيء على وجه الأرض .


وقال إمام وخطيب المسجد الحرام وتأسيسا على ما سبق فقد جاءت أوامر المليك الأخيرة تأكيدا لما صار عليه حكام هذا البلد من نشدان رغد للناس وحفظ أديانهم وحراستها على وجه لا يعرف له اليوم مثيل مما يستدعي تكرار الحمد والشكر لله المنعم ثم الشكر والدعاء لولاة أمر هذه البلاد وكيف وقد طلب خادم الحرمين الشريفين منكم الدعاء له فاللهم إرفع درجته وأعلي بالحق كلمته وأطل في طاعتك عمره وسدد رأيه وعمله وأتم عليه نعمتك وأسبغ عليه عافيتك.

وأفاد أنه لايخفى ما يمر به العالم اليوم وبلادنا الإسلامية خاصة من حركات سياسية واضطرابات شعبية وفتن متلاطمة تتشابه صورها وتختلف أسبابها وأهدافها , تتدافع الحوادث وتتساوق حتى يقضي الله أمرا كان مفعولا , والله وحده يعلم مآلات الأمور ومصائر الأمم وخبايا الدهور , ظروف وأحوال تتسارع أحداثها وتتسابق أخبارها وتدع الحليم حيرانا , والمعافى من عافاه الله , فتن لا يدري القاتل فيها لما قتل ولا المقتول فيما قتل هرج ومرج وخوف وقلق يستدعي من العقلاء حزما ومن العامة فطنة وفهما وكم من خائض بلا علم ومتكلم بلا فهم قد يذكي نار الفتنة وهو لا يشعر , الفتن تقبل أول ما تقبل ثائرة الغبار كثيرة الضجيج مشتبهة الحقائق مختلطة الوقائع لا يتبين فيها الطريق إلا من نور الله بصيرته وأصلح سريرته والتزم منهاج النبوة في التعاطي مع الأحداث , والله يحب البصر النافذ عند ورود الشبهات والعقل الكامل عند ورود الشهوات , وفي الفتن قال رسول الله صلى الله عليه وسلم // العبادة في الهرج كهجرة إلي //والدعاء مطلب ملح قال صلى الله عليه وسلم // تعوذوا بالله من الفتن ما ظهر منها وما بطن // وكان النبي صلى الله عليه وسلم إذا خاف قوما قال // اللهم إنا نجعلك في نحورهم ونعوذ بك من شرورهم // وقد نهى الله عن نشر الشائعات وأمر برد الأمور إلى الشريعة وإلى العلماء .

ودعا فضيلته أهل الحل والعقد من أهل الرأي والعلم والحلم والخبرة والدراية ممن تبين لهم وجه الصواب في هذه الفتن والنوازل إلى التدخل ليقولوا كلمتهم ويصدعوا برأيهم , لا ترهبهم سطوة السلاطين ولا ضغط الجماهير , يجب تلافي الأضرار والأخطار ومنع استشراء هذه الفتن واستمرارها والسعي إلى تحقيق المصالح ودرع المفاسد , وتقدير شر الشرين وخير الخيرين وعلماء كل بلد أدرى بحالهم , أما حين يعتزل العلماء والعقلاء الفتنة فلن تستقيم أمور الناس , صحيح أن من اعتزل الفتن سلم بيقين ولكن لمن يترك الناس ووسائل الإعلام تقود الأمة إلى مستقبل مجهول , الواجب الصبر والمصابرة ولزوم جماعة المسلمين والمحافظة على أمن بلاد المسلمين ووحدتها , وأن لا يكون المسلم معول هدم يوقع الفتنة من حيث يشعر أو لا يشعر , والله الله في الدماء إنها صيحة استنكار ونكير وتخويف بالله وتذكير من جوار الكعبة الشريفة وزمزم والمقام ألا يسفك دم ولا تثار فتنة واحذروا أن تتجه الرماح إلى صدور أهليكم ومواطنيكم , نداء إليكم من أمام الكعبة الشريفة حيث إهراق دم المسلم أعظم عند الله من هدمها , ولا يزال المسلم في فسحة من دينه ما لم يصب دما حراما , واعلموا أن أمة نزل البلاء في نواحيها واستهدفها العدو في دينها وأراضيها يجب أن تكون أبعد الناس عن اللهو والترف وأن تصرف جهودها وطاقتها للتقرب إلى خالقها وباريها وأن تخلص لله الدين وأن تقلع عن المعاصي والشهوات وتهجر الذنوب والمنكرات وأن تأخذ على يد السفهاء .






وفي المدينة المنورة أوضح فضيلة إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ عبدالمحسن القاسم أن من أعظم مداخل أهل الباطل على المسلمين زعزعة الأمن في بلدانهم ، فإذا فقدوه انطفأت السبل ، وتفرقت الكلمة ، وحل الفقر ، وانتشرت الأسقام ، وسلبت الأموال والممتلكات ، وهتكت الأعراض ، وسفكت الدماء ، فيعم الجهل والخوف ، وينشغل الناس عن دينهم ، ويظهر أرباب البغي والإفساد ، وكل ما ابتعد الناس عن زمن النبوة ظهرت الفتن والمحن ، قال عليه الصلاة والسلام // إِنَّ بَيْنَ أَيْدِيكُمْ فِتَنًا كَقِطَعِ اَللَّيْلِ اَلْمُظْلِمِ, يُصْبِحُ اَلرَّجُلُ فِيهَا مُؤْمِنًا وَيُمْسِي كَافِرًا, وَيُمْسِي مُؤْمِنًا, وَيُصْبِحُ كَافِرًا // والثبات في مدلهمات الحوادث والأزمان عزيز ، ولا تظهر فتنة إلا ويسقط فيها رجال ، وقد أمر الرسول صلى الله عليه وسلم أمته بالتعوذ من الفتن قبل ظهورها وعند نزولها .

وقال الشيخ القاسم في خطبة الجمعة التي ألقاها في المسجد النبوي إن من دواء الفتن عدم الخوض فيها وترك الأمر لأهله من الولاة والعلماء لعرضها على الكتاب والسنة ، قال تعالي // وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِّنَ الأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُواْ بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلاَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لاَتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلاَّ قَلِيلاً // مبيناً أن الفتنة إذا أقبلت عرفها العلماء ، فإذا أدبرت عرفها العامة ولكن بعد الفوات ، والعلماء هم ورثة الأنبياء ولا غنى للحاكم والمحكوم عنهم في السراء والضراء ، والشدة والرخاء ، فالله أمر بسؤالهم في جميع الأحوال ، فهم بأمر الله أمان للمجتمع من الفوضى والتطاول على الحاكم ، وهم الناصحون لولي الأمر المذكّرون له بما يرضي الله ، فمن أسس هذا الدين النصيحة لكل فرد وإن علا ، قال صلى الله عليه وسلم // الدين النصيحة قلنا لمن يا رسول الله قال لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم // وقد سلك السلف الصالح السبيل الأقوم في النصح للحاكم على ما جاء به الكتاب والسنة من غير تشهير به ولا تنقيص ، فهكذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يخاطب رؤساء العشائر والقبائل .

وبين إمام وخطيب المسجد النبوي أن من تعظيم الإسلام للجماعة أنه أمر بقتل من أراد تفريقها ، ولا دين إلا بجماعة ، ولا جماعة إلا بإمامة ، ولا إمامة إلا بسمع وطاعة ، وقد أدرك الصحابة رضي الله عنهم ذلك ، فلما توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ذهبوا إلى سقيفة بني ساعدة لاختيار خليفة له عليه السلام ، ولما بايعو أبابكر رضي الله عنه عادو إلى تجهيز الرسول صلي الله عليه وسلم من غسل وتكفين ودفن ، فقدموا اختيار الخليفة على دفنه صلى الله عليه وسلم لعلمهم أن المجتمع لا يصلح ولو ساعة بلا وال ، موضحاً في ذات السياق أن من معتقد أهل السنة والجماعة طاعة ولي الأمر بالمعروف وإن كان ظالماً ، ومن رأى من وليه تقصير أو ظلم فهو مأمور بالصبر على بغيه ، منهيّاً عن معصيته والخروج عليه ، وعلى هذا النهج العظيم سار سلف هذه الأمة .



وأضاف إمام وخطيب المسجد النبوي أن الإسلام جاء بدرء كل مفسدة عن الأفراد والشعوب ليبقى الجميع يداً واحدة متلاحمة ، نابذين كل فرقة واختلاف ، فأخذ بهذه القاعدة علماء أهل السنة والجماعة ، فاجتنبوا الشذوذ والخلاف والفرقة ، ونهوا عن كل وسيلة تدعو إلى منابذة السلطان أو الخروج عليه ، والصحابة رضي الله عنهم أجمعو على تحريم هذا ، فكل تظاهر ، سواء كان بسلاح أو خلا من سلاح ، فهو محرم في ديننا ، وأجمع العلماء على تحريم الخروج علي ولاة الأمر وإن بدر منهم ظلم أو قصور ، مشيرا إلى أنه لم يخرج أحد على إمامه إلا وقد ندم ، وكان مفسدة خروجه أعظم من الصبر عليه ، وما خرج أحد على إمام ذي سلطان إلا كان ما تولّد على فعله من الشرّ أعظم من مما تولّد من الخير .

ومضى الشيخ القاسم يقول إنه في حشد الناس والتنادي بجمعهم والتكالب ضد إمامهم شتات لشمل الأمة ، وتفرّق لكلمتها ، وإثارة للفتن والفساد ، ويوقعها في خنوع وكروب وجوع وحروب ونهب وسفك دماء وتحقيق لغاية الأعداء ، ومن يتحمّل إثم سفك الدماء والقتل وترمّل النساء وهتك الأعراض وسلب الأموال ونهب الخيرات ، فكل تظاهر على الحاكم فهو محرم وإن إذنت به أنظمة وضعية لمخالفتها لما جاء به الإسلام ، ولما كانت هذه البلاد بفضل الله محكّمة لشرع الله عز وجل ، مستنيرة بآراء العلماء , عم فيها بفضل الله الأمن والرخاء ، وخابت فيها ظنون الأعداء ، وتلاحمت فيها يد المحكوم مع الحاكم .

وفي نهاية خطبته خاطب إمام وخطيب المسجد النبوي المسلمين قائلا / أيها المسلمون إن دين الإسلام دين اعتدال وأمان ، موافق للفطرة والعقول ، ولا ينفع للشعوب سوى الإسلام ، فبه الأمان والسكينة وهو وقاية من الفرقة والاختلاف ، وإذا سلكت الشعوب منهج أهل السنة والجماعة في معتقداتها مع خالقها ومعاملتها مع الخلق اطمأن الراعي والرعية ، فلا خروج ولا فوضى ولا اضطراب ، وإذا ابتعد الناس عن الدين دخلت الأهواء في النفوس ، واختلفت الآراء ، وتفرقت الكلمة ، وعم البلاء ، وفي زمن الفتن يتأكد العلم الشرعي وتغرس العقيدة الصحيحة في نفوس الناشئة والشباب والكهول ، لتكون درعاً حصيناً في وجه أهل الباطل وشهوات الأعداء ، ومما يديم نعمة الأمن والرخاء لدى الشعوب الإكثار من أنواع الطاعات ، وأحب عبادة إلى الله عز وجل إفراده بالعبادة ونبذ الإشراك به ، وإن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من أسس إصلاح المجتمع وترسيخ هيبة السلطان في رعيته ، ومما ينزل السكينة على الشعوب ويجعلها تنبذ الفوضى والاضطراب قراءة القرآن الكريم / .

سمو الرووح 26-03-2011 12:42 AM

رد: ۩۞۩ من مـنبر الحــرم (تحديث اسبوعي) ۩۞۩
 
إمام المسجد النبوي:
أعظم سبيل لتحصيل الأمن هو تحقيق التوحيد الخالص الالتزام بالعقيدة الصحيحة

جزاه الله خير وهذا هو المطلوب من كل مسلم عاقل وفاهم .

إمام الحرم: أوامر المليك الأخيرة جاءت تأكيدا لما صار عليه
حكام هذا البلد من نشدان رغد للناس وحفظ أديانهم وحراستها

حفظ الله الملك والمملكة العربية السعودية وشعبها الشقيق
وجميع البلاد العربية والإسلامية بكل مكان وزمان ورد كيد المعتدي
في نحره اللهم:آآمين.

الغـــروب

لاهنتي على المتابعة والنقل المفيد بارك الله فيك

وفي ميزان حسناتكِ إن شاء الله

تقديري وحترامي ،،

الغروب 26-03-2011 03:24 PM

رد: ۩۞۩ من مـنبر الحــرم (تحديث اسبوعي) ۩۞۩
 
سموالرووح
تشرفت بمرورك الذي عطر متصفحي
وشكرا على تعقيبك الاخوي المميز
دمتي بقرب الرحمن.

عبدالله العظيمان 26-03-2011 06:52 PM

رد: ۩۞۩ من مـنبر الحــرم (تحديث اسبوعي) ۩۞۩
 
الله يجزاش الخير


على دروب الغانمين 26-03-2011 08:40 PM

رد: ۩۞۩ من مـنبر الحــرم (تحديث اسبوعي) ۩۞۩
 
الله يجزاش خير على الموضوع المتجدد والفوائد اللي فيه

والله يجزاء مشايخنا خير الجزاء على ماقدموا لنا من نصح وتذكير

الغروب 26-03-2011 11:41 PM

رد: ۩۞۩ من مـنبر الحــرم (تحديث اسبوعي) ۩۞۩
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبدالله العظيمان (المشاركة 1302925)
الله يجزاش الخير


عبدالله العظيمان

حياك الله

وياك يارب.

الغروب 26-03-2011 11:43 PM

رد: ۩۞۩ من مـنبر الحــرم (تحديث اسبوعي) ۩۞۩
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة لليمين در (المشاركة 1302994)
الله يجزاش خير على الموضوع المتجدد والفوائد اللي فيه

والله يجزاء مشايخنا خير الجزاء على ماقدموا لنا من نصح وتذكير

امين يارب
لليمين در
اشكرمرورك الكريم
وجزاك الله خير.

الغروب 01-04-2011 03:48 PM

رد: ۩۞۩ من مـنبر الحــرم (تحديث اسبوعي) ۩۞۩
 
إمام المسجد النبوي: أسباب سوء الخاتمة ترك الفرائض وارتكاب المحرمات وترك الجمع والجماعات

مكة المكرمة/ المدينة المنورة : واس
أكد فضيلة إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ علي الحذيفي في المدينة المنورة في خطبة جمعة اليوم أن الله سبحانه وتعالى غني عن عباده لاتضره معصيتهم ولاتنفعه طاعتهم كما قال سبحانه وتعالى في الحديث القدسي يا عبادي إنكم لن تبلغوا ضري فتضروني ولن تبلغوا نفعي فتنفعوني وأن الاعمال الصالحات سبب كل خير في الدنيا والاخرة وأن أعظم الأعمال وأفضلها أعمال القلوب كالإخلاص وكالإيمان والتوكل والخوف والرجاء والرغبة والرهبة وحب ما يحب الله وبغض ما يبغض الله عزوجل وتعلق القلب بالله وحده في جلب كل نفع ودفع كل ضر كما أن أعمال الجوارح الصالحة تابعة لأعمال القلوب والأعمال السيئة الشريرة سبب لكل شر في الدنيا والآخرة والعبد مأمور بالطاعات ومنهي عن المحرمات في جميع الأوقات ولكنه يتأكد الأمر بالعمل الصالح في آخر العمر وفي آخر ساعة من الأجل لقول النبي صلي الله عليه وسلم إنما الأعمال بالخواتيم فمن وفقه الله عزوجل للعمل الصالح في آخر عمره وفي آخر ساعة من الأجل فقد كتب الله له حسن الخاتمة ومن ختم ساعة أجله بعمل شر وذنب يغضب الرب فقد ختم له بخاتم سوء والعياذ بالله وقد حث الله تعالى عباده وأمرهم بالحرص علي نيل الخاتمة الحسنة .

وأوضح الشيخ الحذيفي أن السعي لحسن الخاتمة غاية الصالحين وهمة العباد المتقين ورجاء الأبرار الخائفين فمن وفقه الله عز وجل لحسن الخاتمة فقد سعد سعادة لا يشقى بعدها أبدا ولا كرب عليه بعد ذلك التوفيق ومن ختم له بسوء خاتمة فقد خسر في دنياه وآخرته وقال : الصالحون تعظم عنايتهم بالأعمال الصالحة السوابق للخاتمة كما أنهم يجتهدون في طلب التوفيق للخاتمة الحسنة فيحسنون الأعمال ويحسنون الرجاء والظن بالله تعالى ويسيؤون الظن بأنفسهم فمن صدق الله في نيته وعمل بسنة رسول الهدى صلى الله عليه وسلم واتبع هدي أصحابه فقد جرت سنة الله تعالى أن يختم له بخير وأن يجعل عواقب أموره إلى خير" .

وبين فضيلته أن من أسباب التوفيق إلى حسن الخاتمة النية الصالحة والاخلاص لله والمتابعة لسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم لان النية والاخلاص شرط الأعمال المقبولة ومن أسباب الخاتمة الحسنة المحافظة على الصلوات جماعة والايمان والاصلاح و تقوى الله بالسر والعلن بامتثال أمره واجتناب نهيه والدوام على ذلك و اجتناب الكبائر وعظائم الذنوب و لازم هدي النبي صلى الله عليه وسلم واتباع طريق المهاجرين والانصار والتابعين رضي الله عنهم والبعد عن ظلم الناس وعدم البغي والعدوان عليهم في نفس أو مال أو عرض والاحسان إلى الخلق والسخاء وسماحة النفس مع الاسلام و العافية من البدع وقال : فالبدع هي التي تفسد القلوب وتهدم الدين وتنقض الاسلام عروة عروة ومن أسباب حسن الخاتمة الدعاء للنفس بحسن الخاتمة فالدعاء ينفع مما نزل ومما لم ينزل فدعاء المسلم لاخيه المسلم بحسن الخاتمة مستجابا " .



وحث الشيخ الحذيفي المسلمين إلى السعي لتحصيل أسباب حسن الخاتمة ليفوفقهم الله إليها وإلى الحذر من أسباب سوء الخاتمة وقال : إن الخاتمة السيئة هي المصيبة العظمى والداهية الكبرى والكسر الذي لا ينجبر والخسران المبين والعياذ بالله فقد كان السلف الصالح يخافون من سوء الخاتمة أشد الخوف فكان مالك بن دينار يقوم طول الليل ويقول : رب قد علمت ساكن الجنة والنار ففي أي منزل مالك .

وبين فضيلته أن من وقف على أخبار المحتضرين عند الموت وشاهد بعض منهم اشتدت رغبته في تحصيل أسباب حسن الخاتمة ليكون مع هؤلاء الموفقين لحسن الخاتمة فقد شوهد من المحتضرين من يلهج بلا إله الا الله ومن كان آخر كلامه من الدنيا لا اله الا الله دخل الجنة وشوهد بعضهم يتلو القران .

وفي نهاية خطبتة بين إمام وخطيب المسجد النبوي أن أسباب سوء الخاتمة كثيرة ومنها ترك الفرائض وارتكاب المحرمات وترك الجمع والجماعات وقال : إن الذنوب ربما غلبت على الانسان واستولت على قلبه بحبها فيأتي الموت وهو مصر على المعصية فيستولي عليه الشيطان عند الموت وهو في حالة ضعف ودهشة وحيرة فينطق بما ألفه وغلب على حاله فيختم له بسوء الخاتمة ومن الأسباب البدع التي لم يشرعها الرسول صلى الله عليه وسلم فالبدع أعظم من الكبائر وظلم الناس والعداون عليهم في الدم أو المال أو العرض والزهد في بذل المعروف وعدم نفع المسلمين والزهد في الدعاء والركون إلى الدنيا وشهواته وزخرفها وعدم المبالاة بالاخرة وتقديم محبة الدنيا على محبة الاخرة و أمراض القلوب من الكبر والحسد والحقد والغل واحتقار الناس والغدر والخيانة والمكر والخداع والغش وبغض ما يحب الله عز وجل وحب ما يبغض الله عز وجل وأن من أسباب سوء الخاتمة عقوق الوالدين وقطيعة الأرحام والوصية الظالمة المخالفة للشرع الحنيف .



وفي مكة المكرمة أوصى إمام وخطيب المسجد الحرام فضيلة الشيخ الدكتور سعود بن إبراهيم الشريم المسلمين بتقوى الله عز وجل في السر والعلن ومراقبته في الأمور كلها .

وقال في خطبة الجمعة اليوم بالمسجد الحرام " هناك كلمات يسيرة المبنى واسعة المعنى إنها تلكم الكلمات المشهورة التي أثرت عن ابن عباس رضي الله عنهما وعن مجاهد و الإمام مالك رحمهم الله وهي قولهم / ليس أحد بعد النبي صلى الله عليه و سلم إلا يأخذ من قوله و يترك إلا النبي صلى الله عليه و سلم / موضحا أنها نعم لميزان والقسط و الحكم وبين إننا نعيش زمنا ملتهبا من أبرز معالمه الفورة الإعلامية الظاهرة التي قربت البعيد وأدنت النائي وبلغت مبلغا أضحت به منظارا أو حلبة للمطارحات الفكرية والعلمية و السياسية و الاقتصادية و الاجتماعية وعند النظر الثاقب والعقل المتيقظ يتضح جليا ما يكتنف تلك الفورة من الدور البارز في التأثير الآني في المتلقي وإثارة المشاعر و الاعتماد على التعبيرات العاطفية حتى وإن كانت عارية عن الأدلة الشرعية الصحيحة والمقدمات العقلية الصريحة وهي مبنية في الغالب على الظن الكاذب و التهويل الزائف و الهوى و التحيز الجاثمين على أفئدة جملة من ذوي الأقلام السيالة و المطارحات الميالة و الكر و الفر الصحفي رائدهم في ذلك السبق في الطرح وكسب القراء و المشاهدين و المستمعين و التلبيس و خلط الأوراق على العامة وذلكم من خلال تمثيل وجه نظر واحدة وهي وجه نظر الغالب أو المسيطر في حين أنها انتقائية موجهة لا تخضع لقوة منصفة ولا لوازع مهيب وهذا ما يؤسف ذوي الألباب وأصحاب الفطر السليمة" .

وأضاف فضيلته يقول : " ومن هنا تبرز الانتقائية الباطشة فتنهش العدل و الإنصاف و الوسطية التي هي الحق أيا كان لا الوسطية التي هي وسط بين طرفين كما يفهم ذلك بعض من لم ترتق افهامهم لحقيقة الوسطية و المراد بها وأن من الانتقائية تضخيم الجانب الأقل خطرا على حساب القيمة الحقيقية عن الجانب الأخطر أو هي التمسك بالحقيقة فيما يوافق هوى النفس و النأي عنها وتهميشها فيما لا يوافق ذلك وقد تكون أحيانا أخرى في التمسك بما يوافق الهوى و المصالحة الذاتية وإن كان لا قوة له في الشرع و المنطق أو التهوين لما يخالف الهوى و المصالحة وإن كان قويا في الدلالة صريحا في المنطق " ؛ مؤكدا أن هذه الصفة هي سبب مقت الله لأمم تدثرت بها كما قال تعالى / أفتؤمنون ببعض الكتاب و تكفرون ببعض / .




وشدد إمام و خطيب المسجد الحرام أن الانتقائية صفة مذمومة وعوار مشين قائلا : إذ هي تفقد المصداقية و التوازن وحينما يتصف بها شخص ما فكأنما يحكم على نفسه بالسقوط و الحطة من أعين ذوي الافهام السليمة فلن ينجح أو يفلح والد انتقائي ولا صديق انتقائي ولا معلم انتقائي ولا طالب العلم و المفكر و الكاتب والناصح و السياسي ومن حاله ملتاثة بالانتقائية فستكشفه الصروف لا محالة لأن من أستطير وراء لهب الانتقائية فقد يصدم غدا بنقيض حاله حينما يحتاج إلى ضد انتقائيته الأولى ولات ساعة استطاعة ؛ ولأجل هذا كان مما أوصى به الرسول صلى الله عليه و سلم أحد صحبته أن قال له / ولا تكلم بكلام تعتذر منه غدا / .

ولرفع الانتقائية عن واقعنا قال الدكتور الشريم : يجب علينا استحضار أمرين مهمين أحدهما توفير المنظور السليم في العرض وثانيهما شمول الرؤية في العرض حيث حرص سيدنا محمد صلى الله عليه و سلم على تأكيد هذين الأمرين في الشاب الذي جاء إليه وطلبه أن يأذن له بالزنا فقل له النبي صلى الله عليه و سلم أتحبه لامك قال لا والله جعلني الله فداك قال و لا الناس يحبونه لأمهاتهم ثم سأله بعد ذلك هل يحبه لابنته ولأخته ولعمته و لخالته ومن هذه القصة يؤصل موقف النبي صلى الله عليه و سلم في نفوسنا منهجا في الحكم على الأشياء و التعامل معها وذلك من خلال توفر عنصرين أساسين وهما عنصر العدل و عنصر العلم لأنه ينبغي علينا في جميع شؤوننا أن نستهدف الهداية لا الإغاضة و التوجيه لا الإثارة و النصح لا التعيير و التبيين للناس لا التنفيس عن المشاعر الذاتية و الغيرة للحق لا الانتصارللنفس ولا شك أن أثر النفع من أثر القصد وإذا اختل القصد فإنها الانتقائية ما منها بد

vip-534 06-04-2011 04:40 PM

رد: ۩۞۩ من مـنبر الحــرم (تحديث اسبوعي) ۩۞۩
 
جزاك الله خير

الغروب 06-05-2011 11:29 PM

رد: ۩۞۩ من مـنبر الحــرم (تحديث اسبوعي) ۩۞۩
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة vip-534 (المشاركة 1307315)
جزاك الله خير

وياك

وشكرا لكرم المرور.

الغروب 06-05-2011 11:31 PM

رد: ۩۞۩ من مـنبر الحــرم (تحديث اسبوعي) ۩۞۩
 
إمام الحرم: (الشيخ الدكتور سعود بن إبراهيم الشريم )

شريعتنا الغراء جاءت حاضة على المبادرة والمسارعة بالأمور الدافعة للمكاره



مكة المكرمة , المدينة المنورة : واس

أوضح إمام وخطيب المسجد الحرام في مكة المكرمة فضيلة الشيخ الدكتور سعود بن إبراهيم الشريم إن هذه البلاد حرسها الله قد ضربت مثلا في الصلة والتلاحم بين قيادتها وعلمائها وأفرادها ووقفت في خضم الأحداث موقف المسؤولية والشعور بالخطر فيما لو أهمل كل واحد منا مسؤوليته فكان ذلك البيان الشافي من هيئة كبار العلماء في هذه البلاد حرسها الله وكانت تلكم القرارات المشهودة الصادرة عن ولي أمرنا - حفظه الله - التي أكد من خلالها أن الشريعة الإسلامية هي قدر هذه البلاد وأكد من خلالها أيضا مكانة العلماء وأثرهم في المجتمع بقيادتهم العلمية الداعمة للقيادة السياسية كما لامست تلك القرارات احتياجات المجتمع والمواطن التي تفتقر إلى إصلاح وتجدد .

ودعا الله أن يجعل ذلك في ميزان الحسنات وأن يوفق هذه البلاد قيادة وعلماء وشعبا إلى البر والتقوى وأن يقيهم كل سوء وفتنة وأن يقى جميع بلاد المسلمين شر الفتن ما ظهر منها وما بطن .

وقال في خطبة الجمعة التي ألقاها بالمسجد الحرام : أيها الناس من رحمة الله على عباده أن بعث رسول الهدى شاهدا ومبشرا و نذيرا وداعيا إلى الله بإذنه و سراجا منيرا ولقد لقي صلوات الله و سلامه عليه خالقه و مولاه وهو لم يدع خيرا إلا دل الأمة عليه ولا شرا إلا حذر الأمة منه.

وأضاف يقول : إن مما حذر منه أمته الفتن التي تكون في آخر الزمن و تكاثرها و ترادف حلقاتها والغواسق التي تحيط بالناس و المجتمعات من كل جانب فتموج بهم كموج البحر وتقع القوارع في دارهم او قريب من دارهم على حين غرة لم تخطر على بال آمن ولم تلح له في أفق فتحل الفجأه وتعظم الدهشة والذهول لهول الأحداث والمستجدات وسرعتها حتى يتلقاها السامع والمشاهد ولا يكاد يسيغها لأنها لم تدر بخلده أو تقع في ظنه أن أحداثا كونية واجتماعية وسياسية وفكرية ستحل فجأة على وجه التسارع والتدافع وهذا ما يذكرنا بما اخبرنا به المصطفى صلى الله عليه وسلم عن اشتراط الساعة وقيامها في سرعة لم تخطر على بال الأحياء إبانها كما جاء في الصحيحين أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : لتقومن الساعة وقد نشر الرجلان ثوبهما بينهما فلا يتبايعانه ولا يطويانه ولتقومن الساعة وقد انصرف الرجل بلبن لقحته فلا يطعمه ولتقومن الساعة وهو يليط حوضه فلا يسقي منه ولتقومن الساعة وقد رفع أكلته إلى فيه فلا يطعمها.



وأوضح فضيلته أن كل ذلك دليل على سرعة وقوع الحدث وما يحمله من مفاجآت وأن نفسا لا تدري ماذا تكسب غدا ولا بأي ارض تموت وان تعاقب الأحداث وترادفها وطلب بعضها بعضا طلبا حثيثا لهو من سمات هذه البرهة من الزمن الحاضر الذي بلغت فيه الحضارة المادية أوجها والغليان المعرفي والتقني قمته ويخلق الله مالا تعلمون , ولقد صار من سرعة الأحداث والمدلهمات ان رياحها لا تتيح لأي رماد أن يجثم مكانه ولا لأي جمرة أن ينطفئ وميضها فتتراكم التداعيات بعضها على بعض ليخر سقف الهدوء وتقبل فلول الطوارق والمفاجات في عسعسة الليل أو تنفس الصبح غير أن هذا كله لم يأت طفرة دون مقدمات أو مسببات مع اتفاقنا جميعا أن ساعة الحدوث تعد مفاجاة بسبب شرر وميض جمر خلل الرماد اشتدت به الريح في يوم عاصف فتطاير شرره إلى قش يباس فما هو إلا الضرام ما منه بد مع أن أصوات صادقة وصيحات ناصحة قد سمعت فلم تلق رجع الصدى ولم يستبن السامعون ذلك النصح إلا ضحى الغد ولات حين مناص.

وقال إمام وخطيب المسجد الحرام : إننا في الوقت الذي يحمد الله فيه كل مسلم او مجتمع لم تنله تلكم الأحداث والمستجدات ولم تحل بدارهم يجب أن لا يبخلوا على أنفسهم من سؤال الله العافية والسلامة وأن لا تمر عليهم تلكم الخطوب دون أخذ الدروس والعظة والعبرة فالنبي صلى الله عليه وسلم يقول : السعيد من وعظ بغيره والشقي من شقي في بطن أمه .

ومضى الدكتور الشريم يقول : إن أحسن أحول العظة والعبرة ما كان متزامنا مع سببها لكون الاستعداد النفسي ابلغ في مقابل قوة الحدث وإلا وقع السهو والنسيان , كل ذلك لتكون العظة والعبرة داعية إلى الاستباق الأمن من الوقوع في مثلها أو بعبارة العصريين الوقاية خير من العلاج أو ما يسمى بالأمن الوقائي أو بالعبارة الشرعية الأصيلة الدفع أولى من الرفع وأن مما يتفق عليه العقلاء جميعا ان منع وقوع الشيء المكروه خير وأولى من رفعه بعد وقوعه.

وبين أن شريعتنا الغراء جاءت حاضة على المبادرة والمسارعة بالأمور الدافعة للمكاره قبل ان تحل بالمرء والمجتمع فمن ذلك قوله تعالى // وأنيبوا إلى ربكم واسلموا له من قبل أن يأتيكم العذاب ثم لا تنصرون // .

وأرجع الدكتور الشريم يقول ومما يدل على رعاية الشريعة وحضها للوقاية والمبادرة والحذر ما جاء من قول النبي صلى الله عليه وسلم : "لايورد ممرض على مصح " , لأن مبدأ الوقاية خير من العلاج ولأنه مبدأ شامل لكل شؤون الحياة وأن من الخطأ الصريح قصره على المجال الصحي فحسب بل إنه يمتد إلى المجال الغذائي والعلمي والفكري و الإعلامي و الاقتصادي و السياسي على حد سواء وأن الجهد الذي يبذل في الوقاية ينبغي أن يكون اسبق وان ينال اهتمام جميع الفئات في المجتمع بصورة أكبر مما يبذل في العلاج وهنا مكمن شعور كل فرد مسلم وإدراكه للعواقب والتوجس من المدلهمات.وأفاد إمام وخطيب المسجد الحرام أن الشريعة الغراء إذا كانت قد حضت على المبادرة بالأعمال فإن هذا لم يكن قاصرا على جهة دون أخرى بل إنه يشمل الفرد و الأسرة والعامي والعالم والسياسي والمفكر وأمثالهم ممن هم صورة المجتمع وتكوينه إذ من الخطأ قصره على جهة دون أخرى كأن يقصر على القيادة فقط أو العلماء فحسب كلا فلحمة المجتمع والشعور بالواجب تجاهه مهمة الجميع والحرص على حمايته من أي داخلة فيه انتماء ايجابي يدل على الأمانة الحقة في سيبل الاجتماع على الحق والخير والتعاون على البر والتقوى لا على الإثم والعدوان ليتم السير بسفينة المجتمع إلى بر الأمان بعد الخروج بها من ظلمات البحر اللجي الذي يغشاه موج من فوقه موج من فوقه سحاب.

وأردف يقول : إن ذهول الكثيرين منا تجاه ما يقع في هذه الآونة من مستجدات لم يكن عائدا إلى تدني في مستوى ذكاء عموم المجتمعات أو لضعف في آليات الإنذار المبكر بقدر ما كان سبب إهمال مبدأ الوقاية وتوفير أسبابها واستحضارها واستحضار حكمها لأن الإفراط في الأمن من المتغيرات هو مكمن الخوف والخطر كما أن الحذر المفرط مكمن للجمود والبلادة وتأخر المسير وخير الأمور في ذلكم الوسط .


وأكد الدكتور الشريم أن عدم الوعي التام بقيمة الوقاية من قبل العموم ومدى تقديرهم لحجم وطبيعة متطلبات الوقاية هو سبب تحمل وقوع الشيء ومن ثم علاجه وكلا الأمرين بعد عن الواقع وبرود في التعامل مع المتغيرات بما من شأنه دعم عجلة المدلهمات عن الوقوع أو على أقل تقدير الإبطاء بها إلى حين وضع السياج الأمن الذي يحمي من خطر وقوعها إن هي وقعت فضلا عن أن الشعور بوجود عصا سحرية لديها الاستعداد على دفع كل شيء إنما هو شعور متولد من لا شعور لان الفائدة من الوقاية هي التطلع إلى وضع أفضل أو التخلص من وضع أسوء لأن أي أحد منا لن يستطيع إصلاح عجلة الطائرة بعد إقلاعها .

وبين إمام وخطيب المسجد الحرام أنه إذا اتفقنا على ضرورة الأخذ بمبدأ الوقاية و الإقرار به فإن المشكلة حين إذ لن تكون في كيف نقي أنفسنا وإنما هي في متى نقي أنفسنا ومجتمعنا لأنه متى دب في النفوس داء التسويف والتأجيل فإن القابلية للمفاجآت والطوارق أشد تواجدا .

وحذر من أن يتسلل البعض لواذا بداء التسويف في زمن يتحتم فيه العزم والعمل على التهذيب والتربية على مبدأ الوقاية الذي ينقل من السوء إلى الحسن ومن الحسن إلى الأحسن وإذا كانت الغاية نبيلة فان مبدأ الوقاية سيكون محوره العدل في جميع السبل فلا يمكن أن يتجاوز جمهور الناس في عملهم ما يسمون به حق للغير وسيكون المصب الأخير في القيمة المطلقة التي تؤلف بين أفراد المجتمع الواحد في منظومة واحدة يعمها معيار واحد ليؤدي كل منهم عمله لبقاء البنية الجامعة للمجتمع الواعي بلا فتوق كل في مجال عمله وتخصصه وما انتهى إليه علمه .

واختتم الدكتور سعود الشريم خطبته بالقول : إن أي أمة يكون الواقي والدافع فيها بنوها من أفرادها إلى قادتها ويكون كل واحد منهم آخذا بحق الكل لا يقصد مقصدا بعكس مقصد السواد الأعظم و لا غاية تميل به عن غايتهم فهي الأمة التي علا فيها التكامل وحسن الانتماء وتحقيق المصلحة المشتركة التي يسعى بذمتهم فيها أدناهم .

سمو الرووح 07-05-2011 04:24 PM

رد: ۩۞۩ من مـنبر الحــرم (تحديث اسبوعي) ۩۞۩
 
جزاهم الله خير علماؤنا وحفظهم الله وأدامهم ذخر للأسلام والمسلمين اللهم:آآمين

وجزاكِ الله خير الغـــروب وشكرا لكِ على المجهود المبذوول في نقل خطب المسجد الحرام

تقديري وحترامي لشخصكِ الكريم.

فهد ابن نورة 08-05-2011 01:24 AM

رد: ۩۞۩ من مـنبر الحــرم (تحديث اسبوعي) ۩۞۩
 
جزالك الله الف خير

الغروب 03-06-2011 06:59 PM

رد: ۩۞۩ من مـنبر الحــرم (تحديث اسبوعي) ۩۞۩
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سمو الرووح (المشاركة 1317536)
جزاهم الله خير علماؤنا وحفظهم الله وأدامهم ذخر للأسلام والمسلمين اللهم:آآمين

وجزاكِ الله خير الغـــروب وشكرا لكِ على المجهود المبذوول في نقل خطب المسجد الحرام

تقديري وحترامي لشخصكِ الكريم.

سموالرووح

حياك الله

اسعدني مرورك المميز

وجزاك الله خير.


الوقت في المنتدى حسب توقيت جرينتش +3 الساعة الآن 11:32 PM .

مجالس العجمان الرسمي