مجالس العجمان الرسمي

مجالس العجمان الرسمي (http://www.alajman.ws/vb/index.php)
-   مجلس الدراسات والبحوث العلمية (http://www.alajman.ws/vb/forumdisplay.php?f=41)
-   -   الابداااااااااااااااااااع (http://www.alajman.ws/vb/showthread.php?t=2248)

د.فالح العمره 03-04-2005 12:22 PM

الابداااااااااااااااااااع
 
الإبداع في العملية التربوية
وسائله ونتائجه

د. يسري مصطفى السيد
جامعة الإمارات ـ كلية التربية ـ مركز الانتساب الموجه بأبو ظبي

* الهدف القريب:

* تقبُّل التفكير الإبداعي وتعديل الاتجاهات الإبداعية والتسامح مع الاختلاف العقلي وتقبُّله والتعرف على ماهيته ومراحله وأساليب تنميته، ومعوقاته.

* الهدف الوسيط:

* توفير مناخ تعليمي يساعد الطلاب على تفجير طاقاتهم الإبداعية وتنميتها.

* الهدف البعيد:

* ممارسة المعلم والمتعلم العملية الإبداعية ومهارات التفكير الإبداعي.

( المحاضرة تتناول قضايا الإبداع بعامة وكل معلم يستفيد بالتطبيق على قضايا ومفاهيم تخصصه الدقيق بالبحث في المفاهيم والمعارف والمهارات وجوانب الميول .. في تخصصه).

* اهتمام مُبرر:

1 ـ يعتبر الإبداع والتفكير الإبداعي من أهم الأهداف التربوية في التربية.

2 ـ تربية وتعليم التلاميذ المبدعين في الدول المتقدمة كان من العوامل الأساسية التي أدت إلى التقدم العلمي والاقتصادي في العصر الحديث.

3 ـ إذا كان الإبداع والاهتمام بالمبدعين مهماً بالنسبة للمجتمعات المتقدمة صناعياً، فإنه ينبغي أن تتزايد أهميته في الدول النامية، بل وتتفوق عليها في اهتمامها به.

* افتراضات:

1 ـ هل الإبداع صفة جسمية وراثية في المتعلم؟

* إن كانت الإجابة نعم ! فمن الصعب إثارته وتحسينه بالتعليم.

* أدب الإبداع يؤكد الآن إنه شكلاً من أشكال النشاط العقلي يمارسه المتعلم، ويتمتع جميع الطلاب بدرجة معينة من الإبداع، ولو أنهم يختلفون في الكم وليس في النوع في هذه الصفة، وهذا يعني إمكانية تعليم الإبداع والتدريب على ممارسته.

2 ـ هل بيئة التعلم الشائعة تنمي القدرة على الإبداع؟

* تنمية القدرة على الإبداع والتفكير الإبداعي رهن اقتناع المعلمين والمسئولين عن المؤسسة التربوية بأهمية الإبداع والمبدعين وتنمية قدراتهم الإبداعية.

* إخلاص المعلم وحماسه لإفادة الطلاب ورعاية المبدعين لا يقل أهمية في التدريس من أية عوامل أخرى تتعلق بالعملية التدريسية.

3 ـ هل يمكن إكساب المتعلم القدرات الإبداعية بدون توافر الاستعدادات والاتجاهات اللازمة للإبداع؟

* المتعلم بما يملك من قدرات عقلية واتجاهات إيجابية إبداعية، فإنه يمكنه تقبُّل وممارسة العملية الإبداعية من خلال ممارسة النشاطات التدريسية التعلمية التي تُعرّضه لمشكلات تستثير وتتحدى قدراته العقلية، وبدون توافر هذه القدرات تُصبح مشاركة المتعلم وانغماسه في العملية الإبداعية أمراً مشكوكاً فيه.

* ما الإبداع ؟ (Innovation - Creativity)

* تحديد المفهوم الدقيق للإبداع يساعد المعلمين على التعرف إلى الطلاب المبدعين، أو ذوي القدرات والاتجاهات الإبداعية.

* مراجعة البحوث والدراسات التربوية والنفسية أظهرت أن الإبداع متعدد المناحي، ويمكن النظر إليه من خلال أربعة مناحي هي:

1 ـ المنحى الأول: مفهوم الإبداع بناءً على سمات الشخص المبدع Creative Person:

هو المبادأة التي يبديها المتعلم في قدرته على التخلص من السياق العادي للتفكير وإتباع نمط جديد من التفكير، ويذكر جيلفورد Guilford أن المتعلم المبدع يتسم بسمات عقلية أهمها: الطلاقة Fluency والمرونة Flexibility والأصالة Originality .

2 ـ المنحى الثاني: مفهوم الإبداع بناء على أساس الإنتاج Creative Product:

يلخص خير الله الإبداع بأنه "قدرة المتعلم على الإنتاج إنتاجاً يتميز بأكبر قدر من الطلاقة الفكرية، والمرونة التلقائية والأصالة وبالتداعيات البعيدة وذلك كاستجابة لمشكلة أو موقف مثير".

وهكذا يعبّر التفكير الإبداعي عن نفسه في صورة إنتاج شيء جديد، أو التفكير المغامر، أو الخروج عن المألوف، أو ميلاد شيء جديد سواء كان فكرة أو اكتشافاً أو اختراعاً بحيث يكون أصيلاً Original وحديثاً Novel .

ويؤكد بعض المربين على أن الفائدة شرط أساسي في التفكير والإنتاج الإبداعي. وبالتالي فإن إطلاق مفهوم الإبداع لا يجوز على إنتاج غير مفيد، أو إنتاج لا يحقق رضا مجموعة كبيرة من الناس في فترة معينة من الزمن.

3 ـ المنحى الثالث: مفهوم الإبداع على أنه عملية Creative Process :

يُعرّف تورانس Torrance الإبداع بأنه "عملية يصبح فيها المتعلم حساساً للمشكلات، وبالتالي هو عملية إدراك الثغرات والخلل في المعلومات والعناصر المفقودة وعدم الاتساق بينها، ثم البحث عن دلائل ومؤشرات في الموقف وفيما لدى المتعلم من معلومات، ووضع الفروض حولها، واختبار صحة هذه الفروض والربط بين النتائج، وربما إجراء التعديلات وإعادة اختبار الفروض".

4 ـ المنحى الرابع: مفهوم الإبداع بناءً على الموقف الإبداعي أو البيئة المبدعة Creative Situation:

يُقصد بالبيئة المبدعة المناخ بما يتضمنه من ظروف ومواقف تيسر الإبداع، أو تحول دون إطلاق طاقات المتعلم الإبداعية. وتُقسّم هذه الظروف إلى قسمين هما:

أ ـ ظروف عامة: ترتبط بالمجتمع وثقافته، فالإبداع ينمو ويترعرع في المجتمعات التي تتميز بأنها تهيئ الفرص لأبنائها للتجريب دون خوف أو تردد، وتُقدم نماذج مبدعة من أبنائها من الأجيال السابقة كنماذج يتلمس الجيل الحالي خطاها، وبالتالي تُشجّع على نقد وتطوير الأفكار العلمية والرياضية والأدبية ...

وقد أعد تورانس تقريراً حول زيارته لليابان للمقارنة بين تأثير كل من الثقافتين اليابانية والأمريكية على الإنجاز الإبداعي، وقد ذكر أنه وجد في اليابان 115 مليوناً من فائقي الإنجاز ـ وهم جميع سكان اليابان ـ بعكس أمريكا. ويفسر تورانس ذلك في ضوء ثقافة المجتمع الياباني الميسر للإبداع والتفكير الإبداعي، ومظاهر الجد والدقة والنظام والصرامة والجهد المكثف، والتدريب على حل المشكلات بدءاً من مرحلة رياض الأطفال.

ب ـ ظروف خاصة: وترتبط بالمعلمين والمديرين والمشرفين التربويين وأدوارهم في تهيئة الظروف والبيئة الصفية والمدرسية لتنمية الإبداع لدى الطلاب.

* تعددت وسائل قياس الإبداع والمقاييس المستخدمة للتعرف على الطلاب المبدعين وعليه ظهرت مقاييس لسمات الشخصية مثل قائمة سمات التفكير المبدع (Torance) ومقاييس القدرة على التفكير الإبداعي، وقائمة السمات للشخصية المبدعة (خير الله 1981) ومقاييس الاتجاه نحو الإبداع (زين العابدين درويش 1983) ... الخ.

* مكونات الإبداع والتفكير الإبداعي:

يتضمن الإبداع والتفكير الإبداعي يتضمن مجموعة من القدرات العقلية تحددها غالبية البحوث والدراسات التربوية والنفسية بما يلي:

أولاً : الطلاقة (Fluency)

تتضمن الطلاقة الجانب الكمي في الإبداع، ويُقصد بالطلاقة تعدد الأفكار التي يمكن أن يأتي بها المتعلم المبدع، وتتميز الأفكار المبدعة بملاءمتها لمقتضيات البيئة الواقعية، وبالتالي يجب أن تُستبعد الأفكار العشوائية الصادرة عن عدم معرفة أو جهل كالخرافات.

وعليه كلما كان المتعلم قادراً على إنتاج عدد أكبر من الأفكار أو الإجابات في وحدة الزمن، توفرت فيه الطلاقة أكثر.

وتُقاس الطلاقة بأساليب مختلفة منها على سبيل المثال:

1 ـ سرعة التفكير بإعطاء كلمات في نسق محدد، كأن تبدأ أو تنتهي بحرف أو مقطع معين (هراء، جراء ..) أو التصنيف السريع للكلمات في فئات خاصة. (كرة، ملعب، حكم ..).

2 ـ تصنيف الأفكار وفق متطلبات معينة، كالقدرة على ذكر أكبر عدد ممكن من أسماء الحيوانات الصحراوية أو المائية، أو أكبر قدر من الاستعمالات للجريدة، أو الحجر، أو العلب الفارغة .. الخ.

3 ـ القدرة على إعطاء كلمات ترتبط بكلمة معينة، كأن يذكر المتعلم أكبر عدد ممكن من التداعيات لكلمة نار، أو سمكة، أو سيف، أو مدرسة .. الخ.

4 ـ القدرة على وضع الكلمات في أكبر قدر ممكن من الجمل والعبارات ذات المعنى.

ثانياً : المرونة (Flexibility)

* تتضمن المرونة الجانب النوعي في الإبداع، ويُقصد بالمرونة تنوع الأفكار التي يأتي بها المتعلم المبدع، وبالتالي تشير المرونة إلى درجة السهولة التي يغير بها المتعلم موقفاً ما أو وجهة نظر عقلية معينة.

فالتلميذ على سبيل المثال، الذي يقف عند فكرة معينة أو يتصلب فيها، يُعتبر أقل قدرة على الإبداع من تلميذ مرن التفكير قادر على التغيير حين يكون ذلك ضرورياً.

ومن أمثلة الاختبارات الشائعة للمرونة اختبار إعادة ترتيب إعادة عيدان الكبريت، أو الاستعمالات غير المعتادة لأشياء مألوفة .. الخ.

ثالثاً : الأصالة (Originality)

يُقصد بالأصالة التجديد أو الإنفراد بالأفكار، كأن يأتي المتعلم بأفكار جديدة متجددة بالنسبة لأفكار زملائه. وعليه تشير الأصالة إلى قدرة المتعلم على إنتاج أفكار أصيلة، أي قليلة التكرار بالمفهوم الإحصائي داخل المجموعة التي ينتمي إليها المتعلم. أي كلما قلت درجة شيوع الفكرة زادت درجة أصالتها. ولذلك يوصف المتعلم المبدع بأنه الذي يستطيع أن يبتعد عن المألوف أو الشائع من الأفكار.

* تختلف الأصالة عن عاملي الطلاقة والمرونة فيما يلي:

1 ـ الأصالة لا تشير إلى كمية الأفكار الإبداعية التي يعطيها الفرد، بل تعتمد على قيمة ونوعية وجدة تلك الأفكار، وهذا ما يميز الأصالة عن الطلاقة.

2 ـ الأصالة لا تشير إلى نفور المتعلم من تكرار تصوراته أو أفكاره هو شخصياً كما في المرونة، بل تشير إلى النفور من تكرار ما يفعله الآخرون، وهذا ما يميزها عن المرونة.

وعليه يمكن قياس الأصالة عن طريق:

1 ـ كمية الاستجابات غير المألوفة والتي تُعتبر أفكاراً مقبولة لمشاكل محددة مثيرة.

2 ـ اختيار عناوين لبعض القصص القصيرة المركزة في موقف مكثف قد يكون درامياً أو فكاهياً. ويُطلب من المتعلم أن يذكر لها عناوين طريفة أو غريبة بقدر ما يستطيع في وقت محدد، مع احتمال استبدال القصة بصورة أو شكل.

رابعاً : التفاصيل (الإكمال) (Elaboration)

يُقصد بالتفاصيل (أو الإكمال أو التوسيع) البناء على أساس من المعلومات المعطاة لتكملة (بناء) ما من نواحيه المختلفة حتى يصير أكثر تفصيلاً أو العمل على امتداده في اتجاهات جديدة. أو هو قدرة المتعلم على تقديم إضافات جديدة لفكرة معينة، كما يمكنه أن يتناول فكرة بسيطة أو رسماً أو مخططاً بسيطاً لموضوع ما ثم يقوم بتوسيعه ورسم خطواته التي تؤدي إلى كونه عملياً.

وقد أشارت ملاحظات تورانس في بحوث الإبداع إلى أن التلاميذ الصغار الأكثر إبداعاً يميلون إلى زيادة الكثير من التفصيلات غير الضرورية إلى رسوماتهم وقصصهم.

^ مراحل العملية الإبداعية ( عملية الإبداع Creative Process ):

ما زال فهم عملية الإبداع ومراحلها من أكثر القضايا الخلافية بين التربويين وعلماء النفس وطرائق التدريس، ويذكر والاس وماركسبري Wallas & Marksberry أن عملية الإبداع عبارة عن مراحل متباينة تتولد أثناءها الفكرة الجديدة المبدعة، وتمر بمراحل أربع هي:

1 ـ مرحلة الإعداد أو التحضير Preparation :

في هذه المرحلة تُحدد المشكلة وتُفحص من جميع جوانبها، وتُجمع المعلومات حولها ويُربط بينها بصور مختلفة بطرق تحدد المشكلة. وتشير بعض البحوث إلى أن الطلاب الذين يخصصون جزءاً أكبر من الوقت لتحليل المشكلة وفهم عناصرها قبل البدء في حلها هم أكثر إبداعاً من أولئك الذين يتسرعون في حل لمشكلة.

2 ـ مرحلة الاحتضان (الكمون أو الاختمار Incubation ):

مرحلة ترتيب يتحرر فيها العقل من كثير من الشوائب والأفكار التي لا صلة لها بالمشكلة، وهي تتضمن هضماً عقلياً ـ شعورياً ولا شعورياً ـ وامتصاصاً لكل المعلومات والخبرات المكتسبة الملائمة التي تتعلق بالمشكلة.

كما تتميز هذه المرحلة بالجهد الشديد الذي يبذله المتعلم المبدع في سبيل حل المشكلة. وترجع أهمية هذه المرحلة إلى أنها تعطي العقل فرصة للتخلص من الشوائب والأفكار الخطأ التي يمكن أن تعوق أو ربما تعطل الأجزاء الهامة فيها.

3 ـ مرحلة الإشراق (أو الإلهام Illumination):

وتتضمن انبثاق شرارة الإبداع (Creative Flash) أي اللحظة التي تولد فيها الفكرة الجديدة التي تؤدي بدورها إلى حل المشكلة. ولهذا تعتبر مرحلة العمل الدقيق والحاسم للعقل في عملية الإبداع.

4 ـ مرحلة التحقيق (أو إعادة النظر Verification ):

في هذه المرحلة يتعين على المتعلم المبدع أن يختبر الفكرة المبدعة ويعيد النظر فيها ليرى هل هي فكرة مكتملة ومفيدة أو تتطلب شيئاً من التهذيب والصقل. وبعبارة أخرى هي مرحلة التجريب (الاختبار التجريبي) للفكرة الجديدة (المبدعة).

ويلخص الألوسي (1981) مراحل عملية الإبداع في المراحل الخمس التالية:

1 ـ مرحلة الإحساس بالمشكلة.

2 ـ مرحلة تحديد المشكلة.

3 ـ مرحلة الفرضيات.

4 ـ مرحلة الولادة للإنتاج الأصيل.

5 ـ مرحلة تقويم النتاج الإبداعي.

^ ملاحظات على مراحل عملية الإبداع:

* لا يوجد اتفاق تام بين الباحثين على خطوات العملية الإبداعية أو مراحلها، وبالتالي فإن مراحل عملية الإبداع ليست خطوات جامدة ينبغي إتباعها بالتسلسل الجامد السابق الذكر.

* مراحل عملية الإبداع مراحل متداخلة ومتفاعلة مع بعضها، وبالتالي فإن فكرة المراحل كما يراها بعض الناقدين هي فكرة تحليلية تعمل على تجزئة السلوك الإبداعي.

* يرفض بعض الباحثين استخدام كلمة مراحل أو أطوار، ويفضلون الحديث عن جوانب أو أوجه العملية الإبداعية.

* يرى بعض الباحثين في موضوع الإبداع اختصار مراحل عملية الإبداع إلى مرحلة واحدة هي لحظة الإشراق أو الإلهام (الخلق Moment of Creation) وبالتالي فإن دراسة الإبداع تكون أكثر فائدة في ضوء النتاج الإبداعي بدلاً من عملية الإبداع.

^ خصائص المبدعين:

يتمتع المبدعون بصفات شخصية وعقلية ونفسية متنوعة، لكن أهم السمات العامة المشتركة بينهم تدل ـ بدرجات متفاوتة ـ على أنهم يمتلكون قدرات إبداعية. ومن هذه الخصائص كما يوثقها أدب الإبداع ما يلي:

1 ـ حب الاستطلاع والاستفسار والحماس المستمر والمثابرة في حل المشكلات.

2 ـ الرغبة في التقصي والاكتشاف، وتفضيل المهمات العلمية والرياضية والأدبية والفنية الصعبة.

3 ـ البراعة والدهاء وسعة الحيلة، وسرعة البديهة وتعدد الأفكار والإجابات، وتنوعها بالمقارنة بأقرانهم.

4 ـ إظهار روح الاستقصاء في آرائهم وأفكارهم.

5 ـ القدرة على عرض أفكارهم بصور مبدعة، والتمتع بخيال رحب وقدرة عالية على التصور الذهني، والتمتع بمستويات عقلية عليا في تحليل وتركيب الأفكار والأشياء.

6 ـ تكريس النفس للعمل الجاد بدافعية ذاتية، ويهبون أنفسهم للعمل العلمي أو الأدبي ... لفترات طويلة، ويميلون للمبادأة في أنشطتهم الإبداعية، ويثقون في أنفسهم كثيراً.

7 ـ امتلاك خلفية واسعة وعميقة في حقول علمية وأدبية ولغوية وفنية .. مختلفة ، كما أنهم كثيرو القراءة والإطلاع.

8 ـ المتعلم المبدع يسأل أسئلة إبداعية (مفتوحة النهاية) أعلى في المستوى العقلي وأكثر عدداً من غير المبدع.

9 ـ الاستقلالية في الفكر والعمل، وكثيرون منهم يميلون للانعزالية والانطواء.

10 ـ انخفاض سمات العدوانية، أكثر تلقائية من الأقران، وأكثر استقلالاً في الحكم، معارضون بشدة لرأي الجماعة إذا شعروا أنهم على صواب، أكثر جرأة ومغامرة وتحرراً، وأكثر ضبطاً للذات وسيطرة عليها.

ويتضح من السمات النفسية والعقلية السابقة أن الفرد المبدع يعاني توتراً شديداً للتوفيق بين المتعارضات الكامنة في طبيعته مع محاولة تحمل ذلك التوتر والتكيف معه والحد منه

^ الإبداع والذكاء:

تضاربت آراء علماء التربية وعلم النفس في علاقة الذكاء بالإبداع، وتذكر أدبيات الإبداع أن هناك رأيين في هذا المجال هما:

* الأول: أن الإبداع في مجالاته المختلفة، مظهر من مظاهر الذكاء العام للفرد، أو أن الإبداع عملية عقلية ترتبط بالذكاء، ولذلك يقررون أنه ما لم يكن ذكياً فلا يستطيع أن يُبدع شيئاً، وعليه فليست هناك قدرة خاصة للإبداع.

* الثاني: أن الإبداع ليس هو الذكاء، وبالتالي فإنهما نوعان مختلفان من أنواع النشاط العقلي للإنسان. فقد تجد تلميذاً مُبدعاً ولكنه لا يتمتع بمستوى عالٍ من الذكاء، والعكس وارد أيضاً. أي أن الذكاء والإبداع قدرتان منفصلتان. وبالتالي هناك قدراً من التمايز بينهما وإن لم يكن تاماً بين هذين النوعين من القدرات.

وبناء عليه، يُنظر للذكاء كما تقيسه اختبارات الذكاء بأنه تفكير تقاربي Convergent Thinking يتطلب تقديم إجابات صحيحة معينة. بينما التفكير الإبداعي هو تفكير تباعدي متشعب Divergent Thinking يتطلب تقديم عدة حلول مناسبة ومتنوعة، وبالتالي يتميز بالتعبير الحر غير المُقيد لاستعمال القدرات العقلية.

وفي هذا الصدد، تؤكد بحوث تيلر Taylor وبحوث ماكينون Mackinnon إلى أن مقاييس واختبارات الذكاء تخفق في تمييز التلاميذ المبدعين، وقد يرجع ذلك إلى أن تلك الاختبارات تتضمن بدرجة كبيرة أعمالاً تحتاج إلى التذكر والتفكير المتقارب وتهتم بتقديم إجابة واحدة صحيحة. ونادراً ما تقيس شيئاً من التفكير التباعدي المتشعب، والذي يتميز بالاتجاه إلى عدة حلول مناسبة متنوعة.

هذا، وعلى الرغم أنّ الإبداع والذكاء ليس من الضروري أن يرتبطا بعلاقة عالية، إلا أن خلاصة البحوث تشير إلى أن العلماء المبدعين يمتلكون مستوى عالياً من الذكاء.

وقد أكدت دراسات حديثة وجوب توفر درجة معينة أو حد أدنى من الذكاء (حوالي 120) في المتعلم المبدع، دونه ما أمكن له أن يكون مبدعاً. كما أوضحت معظم الدراسات عدم وجود فروق بين الذكور والإناث بالنسبة للإبداع والذكاء.

^ الإبداع والتحصيل:

أشارت دراسات عديدة إلى وجود علاقة ضعيفة بين الإبداع والتحصيل الدراسي، أو سالبة أحياناً. وهذا يعني أن الكفاءة العالية في التحصيل ليس شرطاً أساسياً لتحقيق الإبداع، وهذا يؤكد ما يقوله تورانس بأن تعلم المعلومات واسترجاعها يعتبر مؤشراً غير كافٍ للإبداع.

وهذا قد يفسر: لماذا لم يتوصل كثير من العلماء المبدعين إلى مكانتهم المرموقة في البيئة المدرسية الشائعة. وفي هذا الصدد نُقل عن إينشتين Einstein قوله: "إنني لا أكدس ذاكرتي بالحقائق التي أستطيع أن أجدها بسهولة في إحدى الموسوعات". وعليه فإن المدارس (والمعلمين) لم تكافئ كثيراً الطلاب المبدعين.

وتؤكد نتائج البحوث أن معظم الطلاب المبدعين حصلوا على تقديرات متوسطة أو ضعيفة في التحصيل الدراسي، وترد ذلك لأحد سببين: إما إن المدارس بمراحلها التعليمية المختلفة لم تستطع تمييز المبدعين وقدراتهم الإبداعية! ، أو لم تستطع مكافأة هؤلاء المبدعين وإشباع حاجاتهم وقدراتهم التفكيرية الإبداعية.

^ الإبداع والمعلم:

ترى الغالبية العظمى من التربويين أن التعلم الإبداعي لن يتم في ظروف صفية أو بيئة تعلم لا يتوفر فيها التدريس الإبداعي. وهذا يطرح سؤالاً حرجاً: كيف يكون المعلم معلماً مبدعاً؟ أو إلى أي درجة نستطيع إدخال وتبني التدريس الإبداعي في مدارسنا بمختلف مراحلها؟

لأغراض تعليم الإبداع والتفكير الإبداعي يُعرّف رومي Romey الإبداع بكلمات بسيطة، بأنه القدرة على تجميع الأفكار والأشياء والأساليب في أسلوب وتقنية جديدة . وبالتالي فالمعلم إذا استخدم أسلوباً أو تقنية جديدة تساهم في تفجير قدرات المتعلمين الإبداعية (حتى لو كان هناك من استخدم هذا الأسلوب ، أو تم وصفه في مرجع ما) يكون المعلم عندئذ معلماً مبدعاً. لذا يُنظر للمعلم باعتباره المفتاح الأساسي في تعليم الإبداع وتربيته.

ويرى المتخصصون في الإبداع أنه ما لم يمتلك المعلم حداً أدنى من معامل الإبداع Creativity Quotient على حد تعبير رومي فإن ذلك قد ينعكس سلبياً على التلاميذ بعامة وعلى المبدعين منهم بخاصة.

ولكي يحدد المعلم معامل الإبداع لديه، فإن عليه أولاً أن يحدد مدى إبداعه في النشاطات التدريسية التالية:

أولاً: الإبداع في ترتيب وتنظيم الموضوعات الدراسية:

* أسهل طرق التدريس إتباع المعلم والتزامه بتدريس الموضوعات كما هي مرتبة في الكتاب المقرر، أو في خطة المنهاج المدرسي.

* ترتيب الموضوعات والنشاطات التدريسية حسب اعتبارات معينة له دور مهم في إبداع المعلم، فمثلاً: حدوث هزة أرضية في المنطقة، أو ثوران بعض البراكين، أو غرق باخرة بالقرب من سواحل الدولة، أو خروج رحلة فضاء، أو نزول المطر .. الخ، يمكن للمعلم المبدع الاستفادة من هذه الأحداث وغيرها في إعادة ترتيب بعض الموضوعات بمرونة إبداعية، وهكذا يخرج عن الروتين التدريسي، ويتحرر من جمود الكتاب، وهذا ينطبق بالطبع بغض النظر عن التخصص الأكاديمي للمعلم (لغة عربية، علوم، رياضيات .. الخ).

* كم تقوم، كمعلم، بذلك؟ وكم يقوم المعلمون في مدارسنا بذلك؟

ثانياً: الإبداع في إثارة المشكلات:

ينبغي أن تُقدم الموضوعات على صورة مشكلات، أو أسئلة تتطلب الإجابة عنها. وكل طالب أو مجموعة من الطلاب يرى المشكلة برؤية قد تختلف عن رؤية الآخرين. وعلى المعلم أن يثير المشكلات بطرق إبداعية بدرجات متفاوتة بحيث تستفز وتلبي قدرات الطلاب وتُفجّر طاقاتهم الإبداعية.

ومن أمثلة المشكلات التي يمكن للمعلم إثارتها في صورة أسئلة إبداعية:

1 ـ كيف ينتقل الماء من التربة إلى قمة الشجرة ضد الجاذبية الأرضية؟

2 ـ لماذا خلق الله البشر بزوج من العيون، لا بعين واحدة؟

3 ـ ماذا يحدث لو دارت الأرض حول نفسها بسرعة تعادل 24 مرة سرعة دورانها الحالية؟

5 ـ كيف يمكنك الاستفادة من الزجاجات الملقاة في صندوق القمامة؟

6 ـ لماذا تتدلى سيقان نبات التين البنغالي وتنغمس في التربة؟

7 ـ اكتب قصة قصيرة لا تزيد كلماتها عن خمس كلمات.

8 ـ عبّر فنياً بالرسم عن علاقة القط بالفأر.

9 ـ كيف يمكنك قياس مساحة دائرة دون استخدام أية قوانين هندسية؟

10 ـ ماذا تتوقع أن يحدث لو انعدمت الجاذبية الأرضية؟

ثالثاً: الإبداع في تخطيط الدروس:

يُنظر إلى التخطيط الدراسي باعتباره خطة مرشدة وموجهة لعمل المعلم، وهذه الخطة ليست قواعد جامدة تُطبق بصورة حرفية، بل هي وسيلة وليست غاية، تتسم بالمرونة والاستعداد للتعديل والتطوير والتحسين في ضوء المتغيرات المستجدة.

وهذا يعني أن إتباع المعلم لخطة دراسية جامدة لعدة حصص دراسية، يعني أنه يبتعد عن الاتجاهات الإبداعية في التدريس. وهذا يعني أن التدريس الإبداعي يتطلب عدة خطط للحصة الواحدة بحيث تلائم حاجات واستعدادات الطلاب العاديين والمبدعين.

* إلى أي درجة يبتعد المعلمون عن الخطط الدراسية التقليدية؟ وإلى أي مدى يخرجون بشكل جذري عن الخطط اليومية؟ وهل يتم هذا الخروج بتقديم نشاطات تدريسية إبداعية للطلاب لحث أفكارهم وطاقاتهم الإبداعية؟

رابعاً: الإبداع في السلوك التدريسي الصفي:

المعلم المبدع يمكن أن يعوض أي نقص أو تقصير مُحتمل في النشاطات التدريسية والإمكانات المادية الأخرى. والسلوك التدريسي الصفي للمعلم يتطلب إبداعاً في إدارة الصف من جهة، ومرونة وحساسية للأنماط التعلمية للطلاب فرادى وجماعات. والمرونة تعني انتقال المعلم من دور الملقن للمعلومات إلى دور المستمع المناقش الموجه للنشاطات الميسر للتعلم المرافق في البحث والاستقصاء، المشجّع لأسئلة ونشاطات وإجابات طلابه على تنوعها وجدتها.

* إلى أي درجة، كمعلم، تعتبر سلوكك التدريسي إبداعياً؟ وإلى أي درجة أنت مرن في إدارة الصف؟ وإلى أي مدى تتصلب في إدارته؟ وكيف هي علاقاتك بطلابك؟

خامساً: الإبداع في النشاطات المخبرية:

يعتبر المعمل وما يصاحبه من نشاطات مخبرية القلب النابض في التدريس الإبداعي وتدريس العلوم بخاصة، وينبغي أن يتضمن التدريس الإبداعي نشاطات مخبرية ومشاكل علمية تتطلب فرض الفروض وطرح الأسئلة والتقصي والتجريب، على أن تُقدم هذه النشاطات بأفكار وأساليب مبدعة.

وتنمو المواهب الإبداعية لدى المتعلم إذا أُعطي الفرص لأن يعمل وينقب بنفسه، ويسجل ملاحظاته، ويقيس، ويصنف، ويستنتج، ويتنبأ، ويضع الفرضيات، ويصمم التجارب، وينفذها، وهكذا ينمو التفكير الإبداعي للمتعلم، ويقوم بدور المكتشف.

وعليه، إلى أية درجة، كمعلم علوم، تُقدم النشاطات المخبرية بطرائق غير تقليدية، وهل تسمح نشاطاتك المخبرية لتطبيق عمليات العلم الأساسية والتكاملية؟

سادساً: الإبداع واستراتيجية توجيه الأسئلة:

لكي يطرح المعلم أسئلة إبداعية، أسئلة تتطلب صياغة للفروض والتفكير والتقصي والتجريب، عليه أن يسأل أسئلة متنوعة المستويات العقلية للطلاب المختلفين، فليس جميع الطلاب يُحث تفكيرهم أو تُفجّر طاقاتهم الإبداعية بنفس النوع والمستوى من الأسئلة، ويتطلب ذلك الاحتفاظ بسجل دراسي يوضح مراحل التطور التي تطرأ على تفكير كل طالب؟

والآن حدد المستويات العقلية التي تخاطبها أسئلتك لدى طلابك؟ ونوعية الأسئلة التي توجهها لطلابك خلال المواقف التدريسية المختلفة؟ وإلى أي مدى تراعي توافق الأسئلة مع المستويات العقلية والإبداعية لطلابك؟



سابعاً: الإبداع في التقويم:

يهدف التقويم الإبداعي إلى مقارنة أداء الطلاب بالأهداف الإبداعية التي يسعى المعلم إلى تحقيقها لدى الطلاب، ولكي يكون التقويم شاملاً ينبغي تقويم تعلم الطلاب من جميع الجوانب، وهذا يشمل تقويم مدى كسبهم للمعارف وعمليات العلم ومهارات التفكير الإبداعي، واستخدام الأسلوب العلمي في حل المشكلات، ومدى كسبهم للميول والاتجاهات الإبداعية الإيجابية.

ثامناً: التقدير العام لإبداع المعلم:

يمكن تقدير إبداع المعلم (مع أخذ المعايير السبعة السابقة) من خلال إبداع طلابه، فالطلاب المبدعون بصورة أو بأخرى يعكسون لحد كبير درجة إبداعية المعلم.

وأخيراً يتسم المعلم المبدع بأنه: لا يرى نفسه المصدر الوحيد لمعارف طلابه، ويقدر الطلاب المبدعين، ويتمتع باتجاهات إيجابية نحو الإبداع والمبدعين، ويسمح لطلابه بالحرية في العمل والتفكير واختيارات نشاطات التعلم، وقادر على توفير بيئة تعلم إبداعية، ويشجع الأفكار الغريبة والجديدة والمبادأة الذاتية لطلابه.

ولضمان المناخ الإبداعي في المدرسة وبالتالي تنمية الإبداع وتفجير الطاقات الإبداعية، فإنه يتطلب من مدير المدرسة ومساعدوه مساعدة المعلمين على ممارسة التدريس الإبداعي وتوفير متطلبات ممارسته في الصفوف، وعليه أن يُشعر معلميه بأنه يقدّر الإبداع وتدريسهم عندما يُبدعون، ويستعد لتقبُّل الأفكار المخالفة لرأيه، ويهيئ جو المدرسة مادياً وعقلياً ووجدانياً للطلاب المبدعين، ويشجّع أعمال الطلاب ومعلميهم التي تتصف بالإبداعية ويفخر بها أمامهم في وجود المسئولين عن المؤسسة التعليمية كلما أمكن.

* معوقات الإبداع والتفكير الإبداعي:

مراجعة البحوث التربوية أوضحت أن من معوقات الإبداع ما يلي:

أولاً : نقص البحوث في مجال الإبداع العلمي:

نقص البحوث التربوية التي تتناول قضايا الإبداع في التخصصات المختلفة، وبخاصة في الماضي، كان له دور في إهمال المعلمين للقدرات الإبداعية لطلابهم والفشل في التعامل معهم. لكن هذا الأمر تغير كثيراً في السنوات الأخيرة عالمياً وإن ظل معلمينا للأسف في دولنا النامية غير واعين لهذه الدراسات ومضامينها التربوية، أو لا تهمهم نتائجها، ولذلك كثرة منهم يتمسكون بأفكار تقليدية أو غير واقعية عن تعليم الإبداع أو تنمية التفكير الإبداعي!! .

ثانياً : التدريس التقليدي :

* التدريس التقليدي في مدارسنا والذي يتمثل في بعض جوانبه الطلب من الطلاب وبإصرار أن يجلسوا متسمرين في مقاعدهم، وأن يمتصوا المعرفة الملقاة لهم كما يمتص الإسفنج الماء يعوق النشاط الإبداعي ونمو القدرات الإبداعية.

* ربما ساهم نمط القيادة التربوية لدى مديري المدارس الإتباعي المُقلد في الحفاظ على هذا النمط الشائع من طرائق التدريس حيث يرون انحصار دورهم في تنفيذ توجيهات رؤسائهم حرفاً بحرف.

* يرى بعض المدرسين وقد يشاركهم في ذلك مديرو المدارس أن تنمية قدرات الطلاب الإبداعية عملاً شاقاً ومضنياً، فالطالب المبدع لا يرغب في السير مع أقرانه في مناهج تفكيرهم، وقد يكون مصدر إزعاج للمعلم والمدير على السواء، وغالباً ما يرفض التسليم بالمعلومات السطحية التي ربما تُعرض عليه، كما يسبب بعض هؤلاء الطلاب حرجاً لبعض المعلمين بأسئلتهم غير المتوقعة، والحلول الغريبة التي يقترحونها لبعض المشكلات، ويعتقد تورانس أن هذا كله ربما يؤثر على الصحة العقلية للمبدع.

* كما أن المدرسة التي يسيطر عليها جو الصرامة والتسلط هي غالباً ما تكون أقل المدارس في استثمار الإبداع وقدرات التفكير الإبداعي لدى طلابها.

ثالثاً : تغطية المادة التعليمية مقابل تعلمها:

تكدس المنهج يعوق غالباً المعلمين عن تنمية القدرات الإبداعية لدى الطلاب، خاصة عندما يشعرون بأنهم مُلزمون بإنهاء المادة من ألفها إلى يائها. وبخاصة أنه لا يوجد في الأدب التربوي ما يؤكد أن تغطية المادة وقطعها بالكامل تعني أن الطلاب قد تعلموها. وعلى المعلم الذكي المبدع أن يدرك هذه الحقيقة. وعلى الرغم أن المعلمين المبدعين قد لا يُغطون مادة علمية كثيرة ، إلا أن طلابهم يحتفظون بالمعلومات والمهارات التي كانوا قد تعلموها، علاوة على نمو مواهبهم وقدراتهم التفكيرية الإبداعية.

رابعاً : المناهج والكتب الدراسية :

تشير الدراسات التقويمية لمناهجنا إلى أنها لم تُصمم على أساس تنمية الإبداع. والأدب التربوي في مجال الإبداع يؤكد على الحاجة إلى مناهج تدريسية وبرامج تعليمية هادفة ومصممة لتنمية التفكير الإبداعي لدى الطلاب.

لذا ينبغي تطوير مناهجنا بحيث تسمح بإعطاء فرص التجريب العلمي والرياضي والأدبي والفني ..، وتتضمن نشاطات مخبرية مفتوحة النهايات، وتشجع أسئلة الطلاب وتقدم لهم الفرص لكي يصوغوا الفرضيات ويختبروها بأنفسهم.

خامساً : الاتجاهات نحو الإبداع

* يعتقد بعض المعلمين أن القدرات الإبداعية لدى الطلاب موروثة وأن بيئة التعلم لها أثر قليل في تنمية هذه القدرات الإبداعية، ويرى البعض الآخر أن الموهبة تكفى دون تدريب للإبداع، وهما معتقدين خطأ.

* كذلك، فإن هناك عدد غير قليل من المعلمين وبخاصة ذوي الاتجاهات السلبية نحو الإبداع لا يعرفون كيفية تديل الطرق التي يتبعونها، والمواد التعليمية التي يستعملونها لتشجيع الإبداع.

* كما إن الامتثال لاتجاهات وضغوط مجموعات الرفاق على الطالب المبدع للمواءمة والتكيف مع زملائه يؤثر على إبداعه.

سادساً : عوامل أُخرى متصلة بالنظام التربوي

1 ـ التدريس الموجه فقط للنجاح والتحصيل المعرفي المبني على الاستظهار.

2 ـ الاختبارات المدرسية وأوجه الضعف المعروفة فيها.

3 ـ النظرة المتدنية للتساؤل والاكتشاف، واللذان يُقابلان بالعقاب أحياناً من قِبل المعلمين.

4 ـ الفلسفة التربوية السائدة في المجتمع ونظرته ومدى تقديره للمبدعين.

نتائج بحثية هامة :

1 ـ جميع الطلاب على اختلاف أعمارهم وعروقهم، مبدعون لحد ما، بمعنى أن قدرات التفكير الإبداعي موجودة عند جميع الطلاب مهما اختلفت أعمارهم وعروقهم وجنسهم.

2 ـ الطلاب متفاوتون في القدرات الإبداعية، بمعنى أن الفروق الموجودة بينهم هي فروق في الدرجة لا في النوع، أو فروق كمية لا كيفية، وعليه، يتوزع الطلاب بالنسبة لصفة الإبداع توزيعاً طبيعياً.

3 ـ للبيئة أهمية كبيرة في تنمية الإبداع والتفكير الإبداعي، وبالتالي تؤثر على الصحة العقلية والقدرات الإبداعية للطلاب.

4 ـ يتعلم المتعلمون بدرجة أكبر وفاعلية أعلى في البيئات التي تهيئ شروط تنمية الإبداع. فقد تتوفر عند المتعلم القدرات العقلية التي تؤهله للإبداع، إلاّ أن البيئة (البيت، المدرسة، مجموعة الرفاق، المجتمع) قد لا يتوفر فيها التربة الصالحة للإنتاج الإبداعي الخلاق.

مقترحات لإزالة المعوقات التي تواجه تنمية التفكير الإبداعي:

1 ـ تعليم الإبداع والتحريض على ممارسته من خلال برامج تعليمية تُعد لهذا الغرض في جميع مراحل التعليم، وذلك يستند إلى كون الإبداع ظاهرة يمكن تعليمها وتعلمها.

2 ـ تعديل وتطوير المناهج الدراسية لتصاغ بطرق تفجر وتنشط القدرات الإبداعية لدى الطلاب، ولحدوث ذلك لا بد من اقتناع الجهات الرسمية المشرفة على وضع البرامج الدراسية والمناهج التعليمية.

3 ـ توفير مناخ تعليمي تعلمي اجتماعي يشجع على تنمية القدرات الإبداعية بين المعلم وطلابه، وبين المعلم والإدارة التربوية، وبين المدرسة والمنزل.

4 ـ تطوير برامج خاصة لإعداد المعلمين المبدعين والاستمرار في تدريبهم ونموهم المهني، وتطوير وتعديل اتجاهات المعلمين نحو الإبداع والمبدعين.

تنمية الإبداع والتفكير الإبداعي

ترى غالبية التربويين المختصين بعلم النفس وطرائق التدريس، أنه يمكن تنمية الإبداع داخل المدرسة إما:

1 ـ بطريقة مباشرة: عن طريق تصميم برامج تدريبية خاصة لتنمية الإبداع والتفكير الإبداعي. أو :

2 ـ باستخدام بعض الأساليب والوسائل التربوية مع المناهج المستخدمة بعد تطويرها، ومنها :

أ ـ استخدام النشاطات مفتوحة النهاية.

ب ـ طريقة التقصي والاكتشاف وحل المشكلات.

ج ـ استخدام الأسئلة المتباعدة (المتشعبة)، والتحفيزية؟ (مثل: ماذا تعمل لو نزلت على سطح القمر؟ أو لو قابلت إديسون؟

د ـ الألغاز الصورية: وهي شائعة في اللغة العربية والعلوم والرياضيات ..(كعرض صورتين إحداهما للحمامة، والأخرى للخفاش للمقارنة بينهما).

هـ ـ العصف الذهني: وهذا يتطلب من المعلم إرجاء نقد وانتقاد أفكار الطلاب إلى ما بعد حالة توليد الأفكار، والتأكيد على مبدأ "كم الأفكار يرفع ويزيد كيفها، وإطلاق حرية التفكير، والترحيب بكل الأفكار مهما كانت غرابتها وطرافتها، والمساعدة في تطوير أفكار الطلاب والربط بينها.

و ـ اختلاق العلاقات: باختلاق علاقة بين شيئين أو أكثر (صور، كلمات، أشياء ..) كأن يُسأل الطالب عن ماهية العلاقة بين الورق والقماش مثلاً، أو القمر والبحر.. .

ز ـ تمثيل الأدوار : حيث يقوم الطلاب بتمثيل أدوار شخصيات معينة لدراسة موضوعات أو قضايا اهتموا بها دون الالتزام بحفظ نص معين، بل يُترك المجال لإبداعاتهم وما يفكرون فيه .

مصادر للاستزادة حول قضايا الإبداع والتفكير الإبداعي

1 ـ عناوين لمواقع شبكية تتناول قضايا الإبداع والتفكير الإبداعي

1 ـ الإبداع والابتكار ضرورة حتمية

http://www.qcharity.org/maga/mag_0899/mag_free_page.htm

2 ـ اساليب تنمية التفكير الإبداعي

http://www.edueast.gov.sa/asaleeb.htm

3 ـ التفكير الابداعي

http://www.e-wahat.8m.com/altafkeer%20al%20ebdaey.htm

4 ـ تقنية القبعات الست للتفكير

http://www.e-wahat.8m.com/alqubat%20...20ltafkeer.htm

5 ـ مصادر للإبتكارية والإبداع (E)

http://members.ozemail.com.au/~cavem...ve/index2.html

6 ـ الإبتكارية والإبداع وحل المشكلات

http://www.quantumbooks.com/Creativity.html#0

7 ـ الإبداع والإبتكار

http://www.teamspinnaker.net/creative.htm

8 ـ وصلات للإبتكارية

http://www.j4.com/Psychology/Creativity.htm

9 ـ مصادر للإبتكار والإبداع

http://www.au.af.mil/au/awc/awcgate/awc-thkg.htm

http://www.buffalostate.edu/orgs/cbir/

10 ـ مشروع لمنهج التفكير الإبداعي

http://www.uspto.gov/web/offices/ac/...k/invthink.htm

11 ـ جريدة الإبداع

http://www.innovation.cc/whatsnew.htm

12 ـ مراكز عالمية للتفكير الإبتكاري

http://www.usd.edu/thinking/CreativeThinking.html

13 ـ التعلم الإبتكاري

http://www.creativelearning.com/

14 ـ Creativity and Innovation in Instructional Design and Development: The Individual in the Workplace !!!!

http://www.k12.com.cn/k12etc/article...0Workplace.htm

15 ـ التدريس الإبتكاري !!!

http://www.goshen.edu/~marvinpb/arted/tc.html

16 ـ Interactive Instruction

http://www.sasked.gov.sk.ca/docs/entre36/atien6.html

2 ـ كتب وبحوث

1 ـ عبد الستار إبراهيم. "ثلاثة جوانب من التطور في دراسة الإبداع"، عالم الفكر، المجلد 15، العدد 4 ، 1985 .

2 ـ ـ عبد الستار إبراهيم. "التوجيه التربوي للمبدعين"، مجلة العلوم الاجتماعية . جامعة الكويت، العدد 1 ، 1979.

3 ـ أحمد أبو زيد . "الظاهرة الإبداعية". عالم الفكر ، المجلد 15 "، العدد 4، 1985.

4 ـ صائب أحمد الألوسي. "أساليب التربية المدرسية في تنمية قدرات التفكير الإبتكاري". رسالة الخليج العربي. المجلد 5، العدد 15، 1985.

5 ـ بول أ. تورانس . دروس عن الموهبة والابتكار نتعلمها من أمة ذات 115 مليون فائقي الإنجاز. ترجمة عبد الله محمود سليمان. مجلة العلوم الاجتماعية، جامعة الكويت. المجلد 8، العدد 3، 1980.

6 ـ سيد خير الله، بحوث نفسية وتربوية: اختبار القدرة على التفكير الابتكاري، دار النهضة العربية للطباعة والنشر، بيروت، 1981.

7 ـ سيد خير الله، بحوث نفسية وتربوية: قائمة السمات الشخصية المبتكرة، دار النهضة العربية للطباعة والنشر، بيروت، 1981.

8 ـ زين العابدين درويش. تنمية الإبداع: منهجه وتطبيقه. دار المعارف، القاهرة، 1983.

9 ـ حسين الدريني. الابتكار: تعريفه وتنميته. حولية كلية التربية، جامعة قطر، المجلد 2، العد 1، 1982.

10 ـ عايش محمود زيتون. تنمية الإبداع والتفكير الإبداعي في تدريس العلوم. عمان: الجامعة الأردنية، 1987.

إعداد

د. يسري مصطفى السيد

جامعة الإمارات العربية المتحدة ـ كلية التربية

http://yousry.Bravepages.com/index.htm

http://yomoal.members.easyspace.com/index.htm

http://khayma.com/yousry/index.htm

E-Mail : yomoal@hotmail.com

Yousry62@emirates.net.ae

د.فالح العمره 04-04-2005 10:31 AM

الإبداع كمفهوم ورؤى

مفهوم الإبداع:لا يوجد تعريف جامع مانع لمفهوم الإبداع واختلاف العلماء في تحديد مفهوم الإبداع وبالتالي عدم اتفاقهم على تعريف واضح محدد له هو في حد ذاته مؤشر على تعقد هذا المفهوم (الإبداع ) فهناك عدد كبير من التعريفات التي اقترحها الباحثون والدارسون للإبداع من تحديد هذا المفهوم لأن له تعريفات مختلفة من جهة ويساعد المربين على التعرف إلى الأفراد التلاميذ المبدعين أو ذوي القدرات والاتجاهات الإبداعية من جهة أخرى ومن استعراض التعريفات المختلفة المنشورة في أدبيات الإبداع نجد أن الباحثين يختلفون في تحديد هذا المفهوم من جهة وإلى مناهج الباحثين واختلافاتهم واهتماماتهم العلمية والثقافية ومدارسهم الفكرية من جهة ثانية وتعدد الجوانب هذه الظاهرة وتعقدها من جهة ثالثة .
يتفق الكثيرون على أن الإبداع هو نوع من التفوق العقلي وقد اختلف العلماء والباحثين في تعريف الإبداع ولعل اختلافهم راجع إلى اختلاف في طبيعة المعايير المستخدمة في تحديد الإبداع وكذلك في الطرق المستخدمة في دراسته ومهما يكن من أمر هذا الاختلاف الذي يعتبر دلالة سوية وصحية ولا يعتبر مؤشرا سلبيا فإن وجود عدد كبير من التعريفات يؤدي في النهاية إلى وضوح وتحديد دقيق لهذه الظاهرة النفسية ومن التعريفات :
- فروم (1959) الإبداع هو إنتاج شيء جديد
- كارل روجرز (1951) : ظهور إنتاج جديد في العمل نتيجة تفاعل الفرد
-جيلفورد (1950 ) قدرة عقلية مركبة من عدد القدرات كالطلاقة والمرونة الأصالة والتأليف .
ومن هذه التعريفات المختلفة يستخلص بعض الملامح المميزة للإبداع :فمن المعايير المستخدمة في تحديد الإبداع وتعريفه:النتاجات غير العادية للفرد المبدع والأصالة والجدة,القبول الاجتماعي للنتاجات الإبداعية الفائدة الاجتماعية .
هناك ثلاث طرق لدراسة الإبداع,أولها تركز على الطريقة,وثانيها تركز على الإنتاج,وثالثها تركز على الشخص نفسه،والإبداع هو إيجاد حل جديد أو أصيل لمشكلة ما في أي مجال؛ سواء العلمي أو الاجتماعي أو الفني .
الإبداع يستهدف إنتاج شيء جديد أو أداة جديدة عادية كانت أم معنوية،فاختراع الميكروسكوب ومقياس بينية للذكاء يعتبر ابتكارات فالهدف الأساسي للإبداع هو خلق أشياء جديدة أو حل مشكلة جديدة أو علاقات جديدة لم تكن موجودة أصلا .
في الإبداع يتحرر الفكر من قيود الماضي ولا يتقيد بالواقع ومتى تحرر الفكر منها يستطيع أن يفرغ على عناصر المشكلة معاني جديدة ووظائف جديدة .
الإبداع القدرة على إدراك الوحدة بين الأشياء التي لم يتوقع احد إن تكون بينها وحدة وكما يقول الفيلسوف (شوبنهاور ) ليس المهم أن نرى شيئا جديدا بل الهم أن نرى في شيء يراه كل الناس .
الذكاء شرط أساسي للإبداع ولكنه غير كاف إذ لابد أن يتوافر لدى الفرد القدرات الإبداعية المتنوعة وبعض الصفات الشخصية الأخرى
يرى بعض المهتمين في مجال الإبداع كأمثال جيلفورد ومالتزمان وميدينيك وتورانس وروجرز … يرى هؤلاء الباحثين وغيرهم أن الإبداع يعتمد على الأصالة والجدة وعلى القبول الاجتماعي والمفيد للنتاجات الإبداعية بمعنى آخر أن الإبداع لا يعتمد على الأصالة فقط إنما يجب أن يكون مفيد لأفراد المجتمع ويقوم على التقبل والاستحسان الاجتماعي لأن الإبداع يعتمد على رضا المجتمع وتقديره للنتاجات الإبداعية.
أبعاد الإبداع الأساسية:تتمثل في الإنسان المبدع,العملية الإبداعية,الإنتاجية المبدعة,الموقف الإبداعي.
الإنسان المبدع (Creative person) :مفهوم الإبداع بناء على سمات الشخصية أو الشخص المبدع وكنموذج لتحديد مفهوم الإبداع وفق هذا المنحى يعرف سيميسون الإبداع بأنه المبادأة التي يبيدها الفرد بما فيه الفرد المتعلم في قدرته على التخلص من السياق العادي للتفكير وإتباع نمط جديد من التفكير ومن هنا ينادي سيمبسون في البحث عن الأفراد المبدعين بما يسميه ( نمط العقول) التي تستقضي وتكتشف وتركب وتؤلف ولهذا اعتبرت بعض المفاهيم ذات الصلة كما في مفاهيم حب الاستطلاع والاكتشاف والاختراع والخيال هي مفاهيم أساسية في مناقشة مفهوم الإبداع أما جيلفورد فيعرف الإبداع بأنه تفكير في نسق مفتوح يتميز الإنتاج فيه بخاصية فريدة هي تنوع الإجابات المنتجة والتي لا تحددها المعلومات المعطاة وعليه يذكر جيلفورد أن الإبداع يتضمن عدة سمات عقلية أهمها الطلاقة والمرونة والصالة كما إن الإبداع وفق هذا المنحى يلاحظ انه يتضمن بعض السمات عقلية أم وجدانية .
عرف ماسلو الإنسان المبدع بأنه من يصل إلى مرحلة تحقيق الذات وأردف البعض على تعريف ماسلو بأن المبدعين الذين يحققون ذواتهم هم الأصحاب عقلينا والمتكيفون بصورة حسنة من جميع الجوانب في الحياة بصورة ابداعية غلا أنهم قد يمتلكون أو لا يمتلكون الموهبة الإبداعية وعلى الرغم من اختلاف المبدعين في أنواع إبداعاتهم واختلاف الظروف البيئية المشكلة لشخصياتهم إلا أن هناك جوانب مشتركة بين المبدعين فهناك خصائص متسمة بالدافعية مع أنها لا تنطبق بشكل دقيق على جميع المبدعين في حين أنها تؤخذ على أنها خصائص يجب العمل على ملاحظتها حيث أنها تساعد في معرفة الأفراد المبدعين وبالتالي يجب العمل على تنميتها .
هناك خصائص شخصية سلوكية وخصائص معرفية وردت في دراسات كل من (ank mackinnon barron Torrance ) مثل الاستقلالية حب المغامرة المخاطرة الطاقة العالية حب الاستطلاع العمل المنفرد استخدام جميع الحواس في الملاحظة الميل للفن والجمال عدم الخوف من النتائج المختلفة الانجذاب للأمور الجديدة والمعقدة والاستعداد الكلامي العالي تحمل الغموض قدرات عالية في التخيل والتحليل والتركيب والتقييم وبعد الرؤيا
والتميز بالتفكير المجازي قدرة على التجول والتوسع في الحدود تركيز على الاتقأن حساسية عالية للمشكلات تنبؤ وحدس كما يتميز المبدعون بأن لديهم اهتمامات كثيرة بشكل خاص ويتميزون بالقدرة على رؤية أكثر من وجهة أشياء وينقذون الأفكار الغبية ويتميزون بروح الفكاهة .
وأكدت فريمان أن التميز اللغوي والمعاناة الاجتماعية من خصائص المبدعين كما اكتشفت أيضا أن هناك تعارض بين النجاح الأكاديمي العالمي والإبداع وان هناك 23% من الطلبة في دراستها يجدون في التحصيل الأكاديمي منتهى السعادة والسرور وهم المنجزون الأكاديمي ونفي حين 7% منهم وجدوا سعادتهم في النشاطات الإبداعية وهم المبدعون .كما وضح ross parker 1980 أن مفهوم الذات الأكاديمي أعلى من مفهوم الذات الاجتماعي عند الطلبة المتميزون أكاديميا وان مفهوم الذات الاجتماعي عامل مهم في حفز الإبداعية
إن الأطفال المبدعين في سن ما قبل المدرسة كما يصفهم rank يظهرون في الغالب ميلا لتشكيل أصدقاء لعب خياليين ويميلون إلى التمثيل إلا أن المبدع بشكل عام لديه شخصية قوية وايجابية ومتكاملة مع نفسه ويعمل بانسجام كامل مع قدراته وأفكاره ولا يقدم إلا الإنتاج القيم مع كل ما سبق من وصف للمبدعين إلا أن torrance1981 smith 1966 يذكرون جملة خصائص سلبية تظهر لدى المبدعين مثل عدم المبالاة بالتقاليد والمجالات العناد حب السيطرة أو الهيمنة اهتمام متدني في التفاصيل شرود الذهن السخرية عدم الرغبة في التواصل مع الآخرين المزاجية مفرطين في العاطفة والشعور والفوضى ويذكر رانك أن المبدعين يمتازون بتناقضات عصابية أحيانا إلا أن آخرين أكدوا بأن المبدعين وأدرجها ضمن 12 بعد هي على التوالي الصالة الحدس الفن تفكير منفتح المغامرة حيوي فضولي مستقل روح الدعابة والمرح والسخرية منجذب نحو التعقيد ويحتاج وقت للانعزال مدرك للإبداعية لعل جميع ما ذكر يلخصه torrance1964 بقوله أن الشخص المبدع الحقيقي هو أول من يعطي للموضوع وينتج به وهو آخر المقلعين والمتراجعين عنه .
العملية الإبداعية (Creative Process :وكنموذج لتحديد مفهوم الإبداع وفق هذا المنحى يعرف ماكينون الإبداع بأنه عملية تمتد عبر الزمان وتتميز بالأصالة وبالقابلية للتحقق ويعرف ميدنك الإبداع بأنه عملية صب عدة عناصر متداعية في قالب جديد يحقق احتياجات معينة أو فائدة ما وتعد هذه العمليات عمليات ابتكارية بمقدار أصالة العناصر التي يشملها هذا التركيب أما بول تورانس فيعرف الإبداع بأنه عملية يصبح فيها الفرد المتعلم حساسا للمشكلات وبالتالي هو عملية إدراك الثغرات والاختلال في المعلومات والعناصر المفقودة وعدم الاتساق الذي لا يوجد له حل متعلم ثم البحث عن دلائل ومؤشرات في الموقف وفيما لدى الفرد من معلومات ووضع الفروض حولها واختيار صحة هذه الفروض والربط بين النتائج وربما إجراء التعديلات وإعادة اختبار الفروض ثم يقدم نتائجه في آخر الأمر
لقد كثرت الأبحاث والتحليلات للعملية الإبداعية رغم غموضها كمحدثات عقلية حيث وصف Torrance 1977 العملية الإبداعية بأنها الشعور بالوحدة والأقلية والشعور بعدم الارتياح وهذا يتطلب الشجاعة ووصفها البعض بخطوات حل المشكلة أو الاختراع عن طريق مطابقة الأفكار والقدرة على ربط وتوصيل الأشياء الغريبة مع الشيء السائد وإنتاج المعاني وتبلور تفسير العملية الإبداعية بأنها الفهم لعلاقتين متبادلتين لعمل ومضة من خلال تجاوز هاتين العلاقتين وما هذه التفسيرات المتشابكة إلا خلاصة لأفكار العلماء التي استعرضها كل من davis 1988 Rothenberg ..
رأى Ehrenberg العملية الإبداعية على أنها شبكة ملتوية معقدة الطرق ومعرفة المسار الأفضل عبرها دون امتلاك جميع المعلومات الكاملة للاختيار وظهرت العملية الإبداعية للآخرين على شكل سلسلة من الخطوات يقوم بها الشخص المبدع وتحدث بمجملها تغيرا ادراكيا سريعا نسبيا وعرفها ديوي بأنها ظهور حالة من الشك والحيرة ينشأ معها التفكير وتتبع الحالة بالبحث لإيجاد مواد تبدد الشك وتهدى الحيرة وتشير إلى مقومات العملية الإبداعية حيث تتطلب البعد المعرفي والتدريب والخبرة والخصائص الشخصية والدافعية والمثابرة وبالتالي فهي قدرة الفرد على الحضور في البيئة الاجتماعية بمستوى من الدافعية يوجه نحو المهمة وبناء التصورات لأداء المهمة إن أكثر الباحثين شهرة في معرفة وتحليل العملية الإبداعية هم Catherine Patrick wallas حيث صنفوها الأربع مراحل هي :
1. مرحلة التحضير أو الإعداد preparationوهي الخلفية المعرفية الشاملة والمتعمقة في الموضوع الذي يبدع فيه الفرد وفسرها Gordon بأنها مرحلة الإعداد المعرفي والتفاعل معه
2. مرحلة الكمون أو الاحتضان incubation وفسرها Gordon بأنها حالة من القلق والخوف اللاشعوري والتردد بالقيام بالعمل والبحث عن الحلول وركز تور انس على عملية الاحتضان كأصعب مراحل العملية الإبداعية وقدم بالتعاون مع سمنتر تدريبيا موجها للتدريب على الإبداع منطلقا من مرحلة الكمون حيث أنها تحتاج لمقومات أساسية وخاصة .
3. مرحلة الإشراف illumination وهي الحالة التي تحدث بها الومضة أو الشرارة التي تؤدي إلى فكرة الحل والخروج من المأزق وهذه الحالة لا يمكن تحديدها مسبقا فهي تحدث في وقت ما في مكان ما لدى الفرد دون سابق إنذار وربما تلعب الظروف المكانية والزمان والبيئة المحيطة بتحريك هذه الحالة ووصفها الكثيرون بلحظة الإلهام وميزOsborn بين الإشراف والإلهام وحيث إن الإشراف يأتي مصادر غير معروفة أما الإلهام فيأتي من مثيرات يمكن تتبعها ونحن بحاجة إلى قادة يملكون الأفكار ويعلمون كيف يستخدمونها ويبدعون فيها .
4. مرحلة التحقيق verification وهي مرحلة الحصول على النتائج الأصلية المفيدة والمرضية وحيازة المنتج الإبداعي على الرضا الاجتماعي .
وبينت freeman أن العملية الإبداعية مبنية على أساس الشعور والسببية حيث إن الشعور يقترح الاتجاه وما نشعر به أنه صحيح وذو قيمة أما السببية فترشد وتوجه القرارات وتختبر ما أملاه الشعور فيما إذا كان مناسبا وفعالا وله نتيجة أم لا لقد ركزت فريمان على القلق الذي يلف الموضوع بأكمله عندما يقوم الإنسان بالعمل الإبداعي حيث يبحث عن المخارج للخلاص من القلق المرغوب باحثا عن إجابات أو حلول والانتهاء بنتائج أصلية مرضية إلا أن الأهمية تكمن في التنسيق بين الشعور والسببية حيث إن التنسيق ينمو ويتطور بالخبرة والحساسية العالية للعمل وبالتالي فان فريمان ترى إن العملية تمثل مرحلة حل الصراعات حيث يرى المبدع متناقضين يضعهما في وحدة عمل اعتمدت فريمان أيضا في تفسيرها للعملية على التفكير الاستبصاري كأساس وشبهة بالومضة أو الشرارة التي ندركها وبشكل كبير غير مباشر حيث تأتي هذه الومضة بسرعة وبشكل مرض وساحر وهي مهمة لكل أبعاد الحياة وربما تشكل خبرة عميقة تساعد في الاندماج نحو الإنجازات المبدعة .
إن مراحل العملية الإبداعية كما يقترحها تشاين تمر بثلاث خطوات هي :
1. مرحلة تكوينات الفرضية hypothesis formation وتبدأ هذه المرحلة بعد مرحلة الاستعداد وتنتهي بفكرة أو خطة جديدة
2. مرحلة اختبار الفرضية hypothesis testion وتتضمن هذه المرحلة فحص واختبار الفكرة الفرضية )بدقة
3. مرحلة توصيل النتائج communication of results وهي المرحلة التي يحدث فيها تبادل المعلومات والخبرات وبالتالي عرض الصورة للآخرين .
كما يرى كالفن تيلر calvin taylor أن عملية الإبداع تمر في فترات تتفق إلى حد كبير مع المراحل (والاس وماركسبري ) الأربع المقترحة وهذه الفترات كما يراها تيلر taylor ووثقها رومي romey هي :
1. فترة العمل العقلي Mental lab our والاستغراق والاندماج العميق في المشكلة
2. فترة الاحتضانincubation period
3. فترة الإشراق illumination period
4. فترة التفاصيل elaborations وتنقية الأفكارrefinement
أما هاريسHarris فيرى إن عملية الإبداع تتكون من ست خطوات ذكرها حلمي المليجي 1968 كما يلي :
أ – وجود الحاجة إلى حل مشكلة
ب- جمع المعلومات
ج- التفكير في المشكلة
د- تمثيل الحلول
هـ- تحقيق الحلول أي إثباتها تجريبيا .
و- تنفيذ الأفكار وعليه يرى ها ريس أن الفرق بين العقول البصيرة الوقادة لبعض العباقرة والعمليات العقلية لدى الأفراد العاديين هو السرعة التي ينتقلون بها من الخطوة إلى الخطوة
وكخلاصة لمراحل العملية الإبداعية وتوفيق المراحل السابقة يلخص صائب الألو سي 1981 خطوات ومراحل عملية الإبداع في المراحل الخمس التالية :
1.مرحلة الإحساس بالمشكلة: شعور أو إحساس عام لدى الفرد المتعلم بوجود مشكلة ما تتطلب حلا .
2.مرحلة تحديد المشكلة : تفرض المشكلة نفسها على الفرد المتعلم للبحث في جوانب المشكلة وعناصرها .
3.مرحلة الفرضيات: وفيها تقترح الحلول المناسبة للمشكلة المبحوثة .
4.مرحلة الولادة: هذه المرحلة يظهر الحل على شكل إنتاج فريد وجديد وذلك من بين الحلول المقترحة في المرحلة السابقة.
5.مرحلة التقويم:وتتضمن هذه المرحلة الإضافات الضرورية إلى الولادة الجديدة لتفي بمتطلبات الحاجة التي جاءت من اجلها العملية الإبداعية.
و بناء على العرض السابق لمراحل وخطوات عملية الإبداع يمكن استنتاج وإبداء
بعض الملاحظات على مراحل عملية الإبداع وهي :
1. لا يوجد اتفاق تام بين الباحثين على خطوات العملية الإبداعية أو مراحلها وبالتالي فان مراحل عملية الإبداع ليست خطوات جامدة ينبغي إتباعها بالتسلسل السابق الذكر وبخاصة أنها أعقد مجالات دراسة الإبداع وأكثرها صعوبة.
2. مراحل عملية الإبداع مراحل متداخلة ومتفاعلة مع بعضها وبالتالي فان فكرة المراحل كما يراها بعض الناقدين ما هي إلا فكرة تحليلية تعمل على تجزئة السلوك الإبداعي.
3. ينتقد كثير من الباحثين فكرة المراحل في عملية الإبداع فيرى جيلفورد على سبيل المثال إن تقسيم الإبداع إلى مراحل هو تقسيم مفتعل لصالح فكرة قياس مراحل أداء الأفراد المبدعين أثناء حلهم لبعض المشكلات كما يرفض بعض العلماء استخدام كلمة مراحل أو أطوار ويفضلون الحديث عن أوجه أو جوانب العملية الإبداعية وبخاصة أن العملية قد تحدث في فترة وجيزة حيث يصعب الفصل فيها إلا نظريا وعليه إن العملية الإبداعية تشير إلى تعقدها وأنها تتألف من مجموعة متشابكة من العمليات المعرفية و المدافعية التي تتضمن كثيرا من عناصر الإدراك والتذكر والتخيل الخ.
4. يرى بعض الباحثين في موضوع الإبداع إلى اختصار مراحل عملية الإبداع إلى مرحلة واحدة هي لحظة الخلق moment of creation وبالتالي فان دراسة الإبداع تكون أكثر فائدة في ضوء النتائج الإبداعي بدلا من عملية الإبداع ونقد ذكر عن فوكس بأنه لا يعترف مطلقا بوجود أي خطوات لعملية الإبداع .
5.يطالب بعض الباحثين أمثال فبناك وهو من أشد المعارضين لفكرة المراحل بإعادة النظر في مراحل عملية الإبداع والتفكير الإبداعي ويقترح تصورها على أنها عمليات لا محل للتسلسل في حدوثها وبالتالي فان التفكير الإبداعي هو نوع من النشاطات العقلية المتضافرة أكثر من مراحل تتفاوت درجة الانفصال والتقطع فيها وان هذه النشاطات تتداخل وتمتزج مع بعضها وأن العمل الإبداعي لا يبزغ فجأة بل يكتمل بالتدرج ويمر بتناول من الاحتضان والإشراق.مما تقدم ونظرا لصعوبة الاتفاق على مراحل عملية الإبداع أو عملياتها لجأ الباحثون وبخاصة الجدد إلى التركيز على دراسة الإنتاج الإبداعي وذلك باعتباره نتاجا ملموسا للعملية الإبداعية والذي يمكن الاتفاق بشأنه إلى حد كبير كما أنه يمثل محكما واضحا للإبداع ومن المحكمات والمعايير التي استخدمت في هذا الصدد وكما يوثقها أدب الإبداع ما يلي :
أ عدد البحوث والتقارير والمنشورات العلمية
ب- العضوية في الجمعيات المهنية
ج- الجوائز العلمية أو الأدبية
د- عدد براءات الاكتشاف والاختراع المسجلة
هـ- تقديرات الكفاية الإنتاجية من المشرفين .
الإنتاج الإبداعي ( المحصلة الإبداعيةCreative Product):وكنموذج لتحديد مفهوم الإبداع وفق هذا المنحى يعرف بيرس الإبداع بقدرة الفرد على تجنب الروتين العادي والطرق التقليدية في التفكير مع إنتاج أصيل جديد أو غير شائع يمكن تنفيذه وتحقيقه كما يعرف روجز الإبداع بأنه ظهور لإنتاج جديد نابع من التفاعل بين الفرد أو التلميذ ومادة الخبرة أما شتاين فيعرف الإبداع بأنه إنتاج جديد مقبول ونافع يحقق رضا مجموعة كبيرة في فترة معينة من الزمن وبناء عليه فان هذه التعريفات وفق هذا المنحى تؤكد على أهمية توافر خصائص وصفات معينة في الإنتاج الإبداعي كالأصالة والجدة والواقعية والقابلية للتعميم وإثارة الدهشة وفي هذا الصدد يلخص سيد خير الله 1981 تعريف الإبداع بأنه قدرة الفرد المتعلم على الإنتاج إنتاجا يتميز بأكبر قدرة من الطلاقة الفكرية والمرونة التلقائية والأصالة وبالتداعيات البعيدة وذلك كاستجابة لمشكلة أو موقف مثير .
وصف كل منfox wallas marry barronكما ورد عن (davis 1986) أن الإنتاج الإبداعي هو الإتيان بالشيء الجديد أو تركيب وتطوير الجديد ذي القيمة أو الأفكار ذات القيمة أو قد يكون الحل الناجح للمشكلة بطريقة مفيدة وأصيلة وركز (renzulli 1985) على أهمية الإنتاج الإبداعي في تقييم الإبداعية على أساس نتائج أدوات تقييم الإنتاج الإبداعي وذكر رينزولي أن الإنتاج يسجل الأشخاص المبدعين والمنتجين في العالم ولا يسجل أولئك الذين يحققون درجات عالية على اختبارات الذكاء أو الذين يحفظون دروسهم جيدا .
العوامل المؤثرة في الإنتاجية الإبداعية :يرى (gordon1995) أن الإبداع هو الموهبة للإنتاج ويحدث التغيير القوي والمفيد في حل أقوى المشكلات.ووضع(stenberg1993) إن الإنتاجية الإبداعية عند الأفراد المبدعين تتطلب وتعتمد على ستة أسس رئيسية هي :
- الذكاء أو العمليات الفكرية وخاصة الاستبصار وأن اختبارات الذكاء التقليدية لا تقيس عمليات المعرفة المتضمنة في الإبداع لذا فهي أدوات ضعيفة للشف على المتميزين المبدعين .
- المعرفة
- أساليب التفكير
- الشخصية
- الدافعية
- البيئة / محتوى البيئة
أما (kogan1996) فقد وجد في دراسة غزيرة أن الإنتاجية الإبداعية في الفنون مرتبطة بالموهبة الوراثية والخصائص الجسمية والشخصية للفرد والحساسية الفنية وحب المشاركة في أنشطة الأدوار التخيلية والاهتمام المسرحي المبكر والتأثر بالأهل والتعرض للأشكال الفنية وتأثيرات البيت .هذا وأكد (0sborn 1991) على أهمية الخيال والمثابرة والاسترخاء في الإنجاز الإبداعي والتطور الإبداعي وأشارت (parnes1981) إلى أهمية تسريع التفكير والحكم المؤجل وكم الأفكار والربط بين الأفكار ورؤية العلاقات ودورها في الإنتاجية المبدعة خاصة فيما يتعلق بحل المشكلة كما قدمت اقتراح ميزان الحكم على سلامة الحلول المناسبة لمشكلة ما إلا أن(delcourl1981) بحثت بالحقائق المرتبطة بالسلوك الإنتاجي المبدع عند الأطفال الملتحقين في برنامج الثالوث لرينزولي وتبين أن العوامل المؤثرة في الإنتاج الإبداعي هي :
o الوعي الأبوي .
o تميز مبكر في القراءة والموسيقى اهتمامات الطفولة المبكرة
o اهتمامات علمية مبكرة
o اهتمامات بالتكنولوجيا
o خلفية الأسرة / الأهالي تعليم متوسط وأعمالهم جيدة
o الاهتمام بالتخيل والمغامرة .
الموقف الإبداعي :مفهوم الإبداع بناء على الموقف الإبداعي أو البيئة المبدعة :وهو الحالة والظروف البيئية التي تلف عملية الإنتاج العقلي المبدع في الكشف عن لغز ما أو بزوغ حل ما أو ولادة فكرة ما أو شعور الشخص في استعداده أو مقدرته على الشروع في الإنتاج المبدع ويقصد بالبيئة المبدعة أو المبتكرة المناخ بما يتضمنه من ظروف ومواقف مختلفة تيسر الإبداع العلمي أو تحول دون إطلاق طاقات الأفراد الإبداعية وتقسم هذه الظروف كما حددها الدريني 1982 إلى قسمين هما :
ظروف عامة ترتبط بالمجتمع وثقافته بصفة عامة فالإبداع العلمي أو الأعمال الإبداعية ينمو ويترعرع في المجتمعات التي تتميز بأنها تهيئ الفرصة والتربية المناسبة لأبنائها للتجريب دون خوف أو تردد وتسمح بمزيد من الاحتكاك الثقافي والخد والعطاء بين الثقافات المختلفة وتقدم نماذج مبدعة من أبنائها من الأجيال السابقة كنماذج يتلمس الجيل الحالي لخطاهم كما يتميز المجتمع بروح العصر أو الطابع الفعلي والثقافي للعصر التي تسمح بتعريض الفرد للعديد من المؤثرات الثقافية والعلمية وبالتالي تشجع على نقد وتطوير الأفكار العلمية وتكافيء الإبداع والمبدعين والعمال الإبداعية وتسمح بالتجريب العلمي وتشجع عليه ولضمان ذلك لابد لأفراد المجتمع إن يمتلكوا اتجاهات ايجابية نحو الإبداع والعملية الإبداعية والمبدعين وفي هذا الصدد يذكر حنورة وعيسى 1984 عن تقرير أعده تور انس 1980 عن زيارة قام بها إلى اليابان يقارن بين تأثير كل من الثقافتين الأمريكية واليا بانية على الإنجاز الإبداعي أن تور انس قد توصل إلى إن هناك 115 مليونا من فائقي الإنجاز وهم جميع سكان اليابان وبعبارة أخرى يرى تور انس إن جميع سكان اليابان منجزون على عكس سكان الولايات المتحدة الأمريكية وعليه أصبحت اليابان الدولة الأولى في عدد كبير من مظاهر الإنجاز الإبداعي ويفسر الباحث تور انس ذلك على أساس الظروف التي ترتبط بالمجتمع الياباني وثقافته والذي يتمثل في المناخ الثقافي وكما يتمثل في مظاهر الجدة والدقة والنظام والصرامة والجهد المكثف وزيادة الكفاءة منذ الصغر وتعميق الانتماء للجماعة واحترام روح الفريق منذ بداية العمر والتدريب على حل المشكلات الذاتي والتركيز على تنمية المهارات الحسية والإنتاج ومهارات التعاون في الجماعة لدى التلاميذ الصغار بدءا من مرحلة رياض الأطفال.
القدرات الإبداعية :لقد لجأ الكثير من الباحثين والتربويين على تسميتها بالمهارات الإبداعية كما يمكن التعامل مع القدرات الإبداعية على أنها سمات شخصية إبداعية مثل الدعابة والسخرية الأصالة والطلاقة والمرونة والاهتمام الفني .إلا أن (Barron 1988) تجنب الخلط بين السمات والقدرات واكتفى بمجموعة خصائص أسماها مقومات الإبداع هي :إدراك النماذج عمل الارتباطات تحدي الافتراضات انتهاز أفضل الفرص النظر بطرق جديدة وفي الخلاصة من المهم أن نؤكد على أهمية النظر إلى الأداء الإبداعي على انه قدرات وليس مهارات وفيما يلي توضيح لبعض هذه القدرات :
أولا: الطلاقة ( Fluency):ويقصد بها تعدد الأفكار التي يمكن أن يأتي بها الفرد أو التلميذ المبدع وتتميز الأفكار والإجابات المناسبة بملاءمتها لمقتضيات البيئة الواقعية .هذا وتقاس الطلاقة بأساليب مختلفة منها على سبيل المثال :سرعة التفكير بإعطاء كلمات في نسق محدد كأن تبدأ أو تنتهي بحرف معين
تصنيف الأفكار وفق متطلبات معينة كالقدرة على ذكر اكبر عدد ممكن من أسماء الحيوانات الصحراوية أو المائية
القدرة على إعطاء كلمات تربط بكلمة معينة كان يذكر التلميذ اكبر عدد ممكن من التداعيات لكلمة نار الخ..
القدرة على وضع الكلمات في اكبر قدر ممكن من الجمل والعبارات ذات المعنى .
وتفسير خلاصة بحوث جيلفورد (Guilford) إلى وجود أربعة عناصر أو عوامل للطلاقة هي :
الطلاقة اللفظية :ويقصد بها قدرة الفرد المبدع على إنتاج اكبر عدد ممكن من الألفاظ أو المعاني
الطلاقة الفكرية وهي قدرة الفرد أو التلميذ المبدع على ذكر عدد ممكن من الأفكار في وقت محدد .
طلاقة التداعي : وهي قدرة الفرد (التلميذ) المبدع على إنتاج اكبر عدد ممكن من الألفاظ.
الطلاقة التعبيرية :وهي القدرة على التفكير السريع في الكلمات المتصلة والملائمة لموقف معين ويمكن تظهر هذه في صور كما ذكرها حسن عيسى 1979في صور أخرى
ثانيا : المرونة(Flexibility:ويقصد بها ( المرونة) تنوع أو اختلاف الأفكار التي يأتي بها الفرد ( التلميذ ) المبدع وفي هذا الصدد تشير البحوث التربوية النفسية إلى وجود عاملين للمرونة هما:
المرونة التكيفية وتشير على قدرة الفرد التلميذ على تغيير الوجهة الذهنية (العقلية ) وبعبارة أخرى تحتاج المرونة التكيفية إلى تعديل مقصود في السلوك يتفق مع الحل السليم
المرونة التلقائية :وتشير إلى سرعة الفرد التلميذ على إنتاج أكبر عدد ممكن من أنواع مختلفة من الاتجاهات الأفكار التي ترتبط بمشكلة أو مواقف مثيرة وتتمثل المرونة التلقائية في قدرة التلميذ على أن يعطي تلقائيا عددا متنوعا من الإجابات كما تتمثل المرونة التلقائية لدى الأدباء والفنانين لا تنتمي إلى إطار أو شكل واحد .
ثالثا :الأصالة (Originality) :يقصد بها التجديد أو الانفراد بالأفكار كأن يأتي الفرد التلميذ بأفكار جديدة متجددة بالنسبة لأفكار زملائه .هذا وتختلف الصالة عن عاملي الطلاقة والمرونة بما يلي :
أ)- الأصالة لا تشير إلى كمية الأفكار الإبداعية التي يعطيها الفرد
ب)- الصالة تشير إلى النفور أو الابتعاد من تكرار ما يفعله الآخرون وهذا ما يميز الأصالة عن المرونة ويمكن قياس الأصالة عن طريق .
1- كمية الاستجابات غير الشائعة
2- اختيار عناوين لبعض القصص القصيرة مع احتمال استبدال القصة بصورة أو بشكل .
رابعا:التفاصيل (الإكمال) (Elaboration):يقصد بالتفاصيل\"البناء على أساس من المعلومات المعطاة لتكملة(بناء ما) من نواحيه المختلفة\"،وتتضمن اقتراحات ومكملات وزيادات قد تقود بدورها إلى تنمية أخرى.والتلميذ المبدع ذو القدرة على التفصيل تتناسب درجته مع مقدار التفصيلات التي يعطيها.
خامسا:التأليف (Synthesis):ويقصد بها القدرة على دمج أجزاء مختلفة في وحدات جديدة .
سادسا:الحساسية للمشكلات (Problem Sensibility):ويقصد بها قدرة الفرد على إدراك الثغرات أو مواطن الضعف في الظاهرة أو الموقف المثير .

ليلى الصم

د.فالح العمره 04-04-2005 10:49 AM

قوانين الإبداع

1 - أفضل طريقة للحصول علي أفكارا رائعة هو الحصول علي أفكار كثيرة ثم تلغي الأفكار السيئة منها .

2 - احرص أن تكون أفكارك الإبداعية متقدمة علي زملائك بربع ساعة ساعة وليس بسنوات ضوئية .

3 - ابحث دوما عن الجواب الصحيح الآخر .

4 - إذا لم تنجح في البداية .. خذ فترة راحة .

5 - اكتب أفكارك قبل أن تنساها .

6 - إذا قال الجميع بأنك مخطيء فأنت خطوت خطوة إلي الأمام وإذا ضحك عليك الجميع فقد خطوت خطوتين إلي الأمام .

7 - الحل لأي مشكلة موجود مسبقا كل ما علينا أن نسأل الأسئلة الصحيحة التي تكشف الإجابة .

8 - عندما تسأل سؤالا غبيا تحصل علي إجابة زكيه .

9 - لإيجاد الحل للمشكلة لا تنظر إليها من نفس الزاوية التقليدية .

10 - حاول أن تتخيل الوضع عند حل المشكلة قبل أن تبدأ بحلها .

صفات الشخص المبدع :

‎ 1- لديه خيال واسع
‎ 2- غزارة أفكار
‎ 3- قدرة عالية علي التركيز
‎ 4- قوة ملاحظة
‎ 5- خروج عن المألوف
‎ 6- الدقة
‎ 7- الثقة
‎ 8- نظرة متعمقة
‎ 9- ينظر للمشكلة بنظرة خارجية
‎ 10- المثابرة
‎ 11- المرونة

إعداد
اشرف أنور جرجس
هيئة كير الدولية- مصر
برنامج المدارس الجديدة – مكتب بني سويف

البركان الثائر 04-04-2005 10:52 AM

لا هنت يا فالح وبيض الله وجهك

د.فالح العمره 04-04-2005 11:46 AM

ارحب يا البركان الثائر ولا هنت على الحضور يا السنافي

د.فالح العمره 04-04-2005 02:24 PM

في بيتنا مبدع

نعم الله سبحانه وتعالى على عباده لا تعد ولا تحصى ، ونعمة الأبناء من النعم الجليلة فهم زينة الحياة الدنيا . وأن يتوج الله سبحانه وتعالى هذه النعمة بأن يكون منهم الذكي ، أو المبدع ، أو العبقري ،أو الموهوب فأكيد أن الوالدين لان تسعهما الدنيا على ما فيها لفرحتهما .
فأي شيء يعنيه الإبداع ؟
قد يزج البعض بالإبداع في تعريفات كثيرة ، وقد يظن البعض أنه الإتقان في كل علم من العلوم الإنسانية أو فن أو أحدهما .
ولكن يصعب تحديد معنى ثابت ودقيقاً للإبداع كما يصعب وضع معيار ثابت لهذه الكلمة وذلك لارتباط معناها بخصوصية الحقل المعرفي الذي تستخدم فيه ارتباطاً أساسياً .حيث تعد انعكاساً للأسس والمفاهيم التي يقوم عليها هذا الحقل ، ولكن في الحقيقة أن مفهوم كلمة الإبداع تولد الكثير من الغموض والحيرة لمن أراد ربطها بحقل واحد من حقول المعرفة ، أو الفلسفة.
فكيف تعرف أن في بيتك مبدع ترقبه ستعرف أنه هو الذي يرى مالا يراه الآخرين ، أو أن يرى المألوف بطريقة غير مألوفة ، أو أن ينظم الأفكار فتظهر بصورة جديدة ، أو الذي لديه القدرة على حل المشكلات بأساليب جديدة .
وقال : ( الكسندر روشكا ) عن الإبداع بأنه القدرة على تكوين وإنشاء شيء جديد ، أو دمج الآراء القديمة أو الجديدة في صورة جديدة أو استعمال الخيال لتطوير وتكييف الآراء حتى تشبع الحاجيات بطريقة جديدة أو عمل شيء جديد ملموس أو غير ملموس ، بطريقة ، أو بأخرى .فالإبداع عبارة عن الوحدة المتكاملة لمجموعة العوامل الذاتية والموضوعية التي تقود إلى تحقيق إنتاج جديد وأصيل ذو قيمة من الفرد والجماعة ، والإبداع بمعناه الواسع يعني إيجاد الحلول الجديدة للأفكار والمشكلات والمناهج .
فما صفات أبنك المبدع ، هو المثقف ولديه معرفة واسعة ، ويمتلك ذاكرة قوية في بعض الأمور ، ويعتمد على الملاحظة ، و يفضل التعامل مع الأشياء المعقدة ، ولديه قدرة على تلخيص الأشياء ، ويحب البحث والتفكير والتأمل ، و يركز على النقد البناء، ودائم التساؤل ، ومتعدد الميول ، والاهتمامات ، و يقترح أفكار غير معقولة أحياناً ، ويتمتع باستقلالية في التفكير والرأي ، ويحب الأمور الغربية والجديدة ، ويفكر بشكل أفضل في فترات الهدوء والفراغ ، بطئ في تحليل المعلومات سريع في الوصول إلى الحل .
إذاً ماذا يحتاج أبنك منك ؟ يحتاج إلى الكثير من الدعم والتشجيع بل يحتاج إلى توفير بيئة إبداعية .
فلابد أن يهيئ له الجو المناسب ، والظروف الجيدة حتى يكون مبدعاً ، وذلك باحترامه واحترام أراءه والتقدير له ، و القبول بمبدأ المجازفة لتجريب أفكاره الجديدة ، وتقديم الحوافز المادية والمعنوية ، وبناء شخصيته على احترام النفس والتقدير للآخرين ، والأيمان بقدرة الله ، وأنه من أودع فيه هذا الإبداع ، وتوفير كل جو يهيئ له التفكير والتجربة والتأمل والمناقشة والحوار والقراءة والإطلاع والمشاهدة والاستماع التي تنمي فيه هذه القدرات . الاستعانة بعد الله بذوي الخبرة والدراية من تربويين ، ومراكز لرعاية الموهوبين .
وحذاري من التقريع في أن أفكاره غير مسموعة أو أن لا رأي له لأنه صغير ، وهناك من يبدي رأيه فلا مانع من الاستماع وطرح باب المناقشة ، ولا تضعه في دائرة الخجل .
وعود أبناءك أن هناك يوم تجتمع فيه الأسرة لطرح موضوع معين وعليهم البحث فيه لإيجاد حل لمشكلة ما. ودربهم على العصف الذهني .وعودهم على الجرأة الأدبية حتى يشقوا غمار التفوق والتميز .
همسة :
أيها الأب وآيتها الأم إذا كان في بيتكم مبدع فبالتأكيد هو فرع منكما وأنتما الأصل فإذاً أنتما مبدعان فحافظا على ما منحه لكم الله .
وقفة :
المبدع درة غالية في جبين الوطن . تحتاج إلى يد بانية ، حانية حتى ينتشر ضيائها في أرجاء الكون .

إعداد / شيماء شاكر

د.فالح العمره 04-04-2005 02:25 PM

إنماء الكفاءات الإبداعية

العقل العربي يعاني الكثير من الإحباطات في العصر الراهن وخاصة بسبب أصحاب الأقلام والأفكار التشاؤمية والرؤية الضبابية للمستقبل . لذا كانت ضرورة غرس الثقة بالعقل العربي حتى يمكن أن نملك زمام إرادتنا أولاً والقدرة على خوض غمار المعرفة بثقة مبدعة ثانياً ، وبالتالي امتلاك ناصية التقدم العلمي والحضاري .
العملية الإبداعية هي التي خلقت الحضارة الإنسانية والانتصارات العلمية، وتسعى المجتمعات المتقدمة إلى العناية بإنماء الكفاءات الإبتكارية . فكانت الحاجة في تنمية السمات الإبداعية وتشجيعها في مجتمعنا الناهض أن نراعي الجوانب التطبيقية في مثل هذه الدراسات أو الكتابات المقالية ، لتنشئة جيل ابتكاري مسهم في بناء مجتمعه والنهوض به . ويأتي دور الأسرة والمدرسة في إنتاج المبدعين : بأن يسود الأسرة مناخ من الحرية والحوار والديمقراطية. وأن يضفي على الجو العائلي روح التسامح مع الحوارات الناقدة ، والأفكار غير المألوفة ، وإتاحة الفرصة للتحرر المنضبط . فالمبدعون لا ينحدرون من أسر تعاني من الضغوط والصراعات والمشاكل العائلية. أما المدرسة فقد تعمل على خنق القدرة الإبداعية ، يشير تورانس إلى \\\\\\\" أن المدرسين والزملاء قد يعاملون الطفل المبدع على أنه يملك أفكار ساذجة وغير مألوفة \\\\\\\" ويميل المعلمون إلى الإعلاء من قيمة الناتج الجاهز التقليدي والاستهانة بالنواتج المستجدة المبدعة .
خصائص صاحب القدرة الإبداعية:
التفكير الإبداعي ويعني \\\\\\\" كشف علاقات جديدة في تنظيمه للموقف المشكل وحله ولا يقوم على المحاكاة والتقليد \\\\\\\" وبصورة أكثر تفصيلاً يمكن التعرف على الشخص صاحب القدرة الإبداعية من جملة خصائص نذكر منها :
1- عدم النظرة الجامدة للحياة : فأحكامه ليست بصورة حادة على الأشخاص والمواقف ، ولا يعمل على التمييزات الحاسمة ، فالحكم لا ينطلق من نظرة جزئية وذاتية بل النظر إلى الأشياء من عدة زوايا وبمنظور الآخر، إلى جانب الاستقلالية في الأحكام أكثر من كونها أنماط مكتسبة .
2- التفكير المنطلق : حيث يستطيع الفرد أن يغير في طريقة تفكيره حسب ما تمليه الظروف ، ومعالجة الموقف المشكل من عدة جهات ، وعرض حلول كثيرة ، لقدرته على توجيه فكره على اتجاهات متشعبة لما يتمتع به من مرونة فكرية .
3- كثير المحاولة والخطأ : المبدع ليس شخصية إسفنجية بل يبحث ويحاول فيصيب أو يخطأ ، ولا يتوقف عن الممارسات ، فأي جهاز أو آلة يحاول العبث بها حتى يستطيع فهم استخدامها ، والطفل يفكك ألعابه .. يصلحها .. يكتشفها . \\\\\\\" فالتخريب ربما طبيعة في الطفل المبدع !! \\\\\\\" .
4- العناد في مواجهة الإحباطات : فهو لا يتأثر بالذي يوجه إليه من نقد وتثبيط للهمة ، بل لا يعبأ بالتعليقات الساخرة المحبطة ، لأن الإبداع في ذاته يعني الإتيان بالجديد على المجتمع .
5- إنجاز العمل المبدوء وإتمامه : بحيث لا ينقطع عن عمل ثم ينتقل إلى عمل آخر بل يكثف جهده في عمل معين ويستمر في إتمام العمل وإكماله.
6- الرغبة في تحدي المجهول والكشف عن الأشياء الجديدة : لذا تدفعه في كثير من الأحيان للبحث والتنقيب وبذل الجهد إلى جانب الإرادة الثابتة والعزيمة القوية .
7- العصيان الاكتشافي : في الأسرة الطفل المبدع لا ينصاع لجميع الأوامر فلا يسير على ما يرسم أمامه من خطوات ، بل يدأب على الكشف عن أساليب جديدة في تنفيذه الأوامر ويتخلص من الأنماط التقليدية في التفكير والتنفيذ ، فهو يتمكن من الأداء وبدقة ويبدع في أداءه غير أنه لا يتقيد بالقوالب التقليدية في الأداء بل يغير في الوسائل القديمة ويسقط بعضها ، ويضيف عليها .
تحديد العلاقة بين الذكاء والإبداع:
نقف أولاً عند تعاريف الذكاء : \\\\\\\" فهو القدرة على تحقيق التكيف مع المواقف الجديدة التي يوضع فيها الفرد\\\\\\\" وأيضاً \\\\\\\" هو القدرة على القيام بالعمليات العقلية العليا ولاسيما التفكير المعنوي المجرد أو الرمزي\\\\\\\". كما يعرفه سبيرمان \\\\\\\" أنه القدرة على إدراك العلاقات واستنباط المتعلقات\\\\\\\". ومن ناحية إجرائية هو ما تقيسه اختبارات الذكاء ، وقد أثبتت الدراسات أن اختبارات الذكاء لا تحدد المبدع من غيره ، لأنها تتطلب القدرة على الاستدلال وليس فيها ما يتطلب الإتيان بالجديد . فالفرد الذكي ربما لا تتكون لديه مهارة القدرة على الإبداع والابتكار، إلا أنه يشترط في المبدع توفر حد أدنى من الذكاء العام . فالذكاء في علم النفس قدرة يولد بها الفرد ولا يكتسبها من بيئته،ومن خصائص الفرد الذكي القدرة على الفهم والتعلم..وأقدر على الإبداع. إلا أن الإبداع لا يتطلب درجة عالية من الذكاء بل يكفيه أن يتمتع بدرجة أعلى من الذكاء المتوسط حتى يمكنه أن يكون مبدعاً .
تنمية التفكير الإبداعي :
كغيره من ضروب التفكير يتأثر بالدوافع والمؤثرات المحيطة إلى جانب التشجيع والتدريب عليه ، وفي تنميته نذكر بعض التطبيقات المساعدة في إنمائه ، منها ما يلي :
1-دعوة الناشئة أن يقتحموا مسالك المعرفة: والتخلص من عادة تقديم الغذاء العلمي بالمعلقة، وتشريب المعرفة، واعتبار ذلك هو الغاية التربوية . فممارسة المعرفة سلوكياً شئ يختلف عن تشريبها ، والمهارة العلمية يستحيل حقنها . لذا كانت ضرورة دعوته لتحرير المضامين المعرفية لا أن تقدم إليه كبيضة مقشرة دون عناء تقشيرها ! .
2- توجيه الطالب إلى القراءة والإطلاع : حيث تتاح له الفرصة للبحث في المكتبة مع تعويده على أن يبحث في موضوعات الدراسة من كتب يختارها من المكتبة في البيت والمدرسة حتى تتكون لديه ثقافة الإطلاع والبحث والوصول إلى المصادر الموثوقة بنفسه .
3- تشجيع الإيجابية والدور الفاعل : الطالب في المدرسة يستمع دون أن يقاطع .. ويتلقى دون أن يحاور ، حتى إذا ما نضج متلقياً أصبح في أحسن أحواله قارئ غير منتج ، متأثر بالإعلام والغزو الفضائي دون أن تكون لديه المناعة ضد الأوبئة الإعلامية !
4- تطبيقات مبادئ العلم : التربية الحديثة عليها أن تعي التطبيقات العلمية في تلقينها النظريات ، بأن تربطها بالحياة اليومية والاجتماعية والنفسية للطلاب ، لا أن تقدم على شكل حقائق جافة . فمثلاً قواعد اللغة العربية تقدم للطالب لمجرد الإجابة على أسئلة الامتحان . وفي ممارسته اللغوية في الحياة العادية يتشبت باللهجة العامية الصرفة ، وإن كان من الصعب على الطفل أن يتخلص من اللهجة المحلية إلى أنه يمكن النهوض بأسلوبه في الحديث إلى مستوى قريب من الفصحة على الأقل .
5- العناية بإعداد المعلم الواعي : على المعلم أن يوزع دوره بين الشرح النظري التلقيني إلى جانب التوجيه على الاستكشاف والعمل والإطلاع . والموجهون غالباً ما يحوز رضاهم ذلك المعلم الذي يبذل الجهد المخلص في تلقين الطلاب ، ويعيبون على المعلم الصامت الذي يكتفي بتوجيه الطلاب للتفكير والمشاركة . بينما الحاجة لتطوير الكفاءات الإبداعية تدعو للموازنة في العملية التعليمية بين دور الإلقاء والشرح والتفصيل ، وبين التشجيع على الأداء الفاعل والمشاركة في الشرح والتعليق ؛ لاستنهاض العبقريات الكامنة ، وصهر المعرفة الادائية في بوتقة الشخصية الإبداعية . يبدأ المعلم الفاعل في تشجيع الفكر الاكتشافي ، و إثارة الأسئلة المتشعبة لدى الطلاب لما فيه تحرير طاقاتهم الإبتكارية الإبداعية .

بقلم / فؤاد احمد البراهيم

د.فالح العمره 04-04-2005 02:27 PM

قصة وأسئلة إبداعية

يمكن أن نقدم للطفل قصة بسيطة ولكن تلك القصة يمكن أن تثير بعض جوانب الإبداع من خلال بعض الأسئلة التي تلي القصة وفيما يلي نموذج لقصة يمكن أن تقدم لطفل الصف الرابع الابتدائي
اقرأ القصة التالية بعناية وتركيز ، ثم أجب عن الأسئلة التي تليها :
جزاء الإحسان
في بيت من البيوت تظهر عليه البساطة والفقر ، جلس رجل اسمه حسان مع زوجته إحسان يتحدثان ، وقد ظهر على وجهيهما الحزن .
قالت إحسان : لم يعد معنا شيء بعد أن أنفقنا كل شيء أثناء فترة مرضك يا حسان . قال لها حسان : لا تحزني يا زوجتي سيجعل الله بعد عسر يسرا .
أدى حسان وزوجته إحسان صلاة العشاء معا .. بعدها نظرت إحسان إلى مغزلها وفكرت .. ثم قامت إليه وجهزته وجلست تغزل .
انبرت قائلة : سوف أغزل ثوبا وفي الصباح خذه وبعه في السوق . قال حسان : فكرة صائبة من الصباح الباكر سأذهب بالثوب إلى السوق .
في الصباح أخذ حسان الثوب إلى السوق .. وكان ثوبا جميلا فتمكن من بيعه بثمن طيب .
أثناء عودته قابل في الطريق امرأة فقيرة جدا معها ابنها المريض ، فرق قلبه وأعطاها النقود التي باع بها الثوب حتى تعالج ابنها .
ما أن وصل إلى البيت حتى سألته إحسان : ماذا فعلت ؟ فحكى لها ما حدث .
قالت له : خيرا فعلت لا شيء يضيع عند الله .. ولكن ماذا نفعل ؟
ليس عندي ما تبيعه سوى هذا الثوب القديم البالي فخذه وبعه لنأكل بثمنه . قال حسان : هذا ثوب بال من يشتريه بحالته هذه ، قالت إحسان : توكل على الله وسوف يرزقك .
وفي السوق جلس حسان يعرض الثوب البالي ، ولكن اليوم أوشك على الانتهاء ولا أحد يريد أن يشتريه .
وفي نهاية اليوم .. مر رجل يحمل في يده سمكة كبيرة . وقال له : أراك من الصباح تعض الثوب الذي معك ولا يشتريه منك أحد ، وكذلك حدث معي .. فأنا من الصباح حتى الآن لا أستطيع بيع سمكتي فما رأيك هل تقبل المبادلة تأخذ سمكتي وآخذ ثوبك ؟
نظر حسان إليه بدهشة وقال له : هل تريد حقا أن آخذ سمكتك وتأخذ هذا الثوب ؟ قال الرجل : نعم .
أخذ حسان السمكة وهو فرح وانطلق بسرعة إلى البيت .
أمسكت إحسان بالسكين ، وشقت بطن السمكة لتنظيفها وتجهيزها . وفجأة وجدت إحسان شيئا يلمع داخل السمكة .
فلما أخرجته وجدته لؤلؤة جميلة . أخذ حسان اللؤلؤة وقال : أهذه لؤلؤة حقا .. قالت إحسان : ولم لا ؟ إن فضل الله عظيم .
ذهب حسان إلى بائع الذهب وعرضها عليه ، فأعجب بها الصائغ واشتراها منه بمبلغ كبير .
عاد حسان إلى البيت .. وأعطى المال لإحسان ، ففرحت به وسجدت هي وهو شكرا لله – عز وجل - ، ورفعا أيديهما بالحمد والدعاء لله .
قالت إحسان : ألم أقل لك إنه لا شيء يضيع عند الله – عز وجل – ؟ قال لها حسان : صدق رسولنا الحبيب -صلي الله عليه وسلم -الذي قال : \" ما نقص مال من صدقه \" .
أسئلة
س1 : هات أكبر عدد من الكلمات المكونة من أربعة حروف وتبدأ بحرف \" ط \" .
الإجابة : الكلمات المكونة من أربعة حروف وتبدأ بحرف \" ط \" هي :

س2 : أعطِ أكبر عدد ممكن من العناوين المناسبة لموضوع القصة .
الإجابة : العناوين المناسبة لموضوع القصة ما يلي :

س3 : هات أكبر عدد ممكن من النتائج المترتبة على الكرم .
الإجابة : النتائج المترتبة على الكرم ما يلي :

س4 : ابتكر نهاية للقصة غير النهاية التي قرأتها في القصة .
الإجابة : النهاية التي أقترحها للقصة هي :

س5 : لو كنت مكان إحسان وحسان ، ماذا تفعل للتغلب على مشكلة عدم وجود المال ؟
الإجابة : لو كنت مكان إحسان وحسان لتغلبت على مشكلة عدم وجود المال ما يلي :

المصدر
د/عبدالرلزق مختار محمود
القدح الدهني والقراءة الإبداعية
بحث منشور

د.فالح العمره 04-04-2005 02:28 PM

نظرية القدرات المتعددة
Multiple Intelligences Theory

إن نظرية القدرات المتعددة طورها د. هاورد جارويز عالم النفس وبرفيسور- علم الأعصاب في جامعة هارفرد. و لاقت هذه النظرية ترحيباً كبيراً من علماء النفس التربويين في جميع أنحاء العالم. وبنيت هذه النظرية على أساس الاعتقاد بأننا جميعاً نملك على الأقل تسعة قدرات مميزة والتي من خلالها نكون قادرين على تعليم وتعلم معلومات جديدة. وبالرغم من أن كل منا يملك التسعة قدرات، لا يوجد اثنان يملكانها بنفس القدر وذلك مثل بصمات أصابعنا تماما.
وفيما يتعلق بتعليم الطلاب، يجب علينا (كمعلمين) تعديل أنماط تدريسنا حتى نلبي حاجات طلابنا بشكل أفضل. إن دور المعلمين في برنامج M I Smart هو مساعدة كل التلاميذ في تحديد وتقوية مواهبهم و نماذج تعلمهم.
على المعلم على مدار عمله الصفي اليومي أن يتعاون مع الزملاء الآخرين في موائمة المنهاج الذي يتيح الفرصة للتلاميذ في تعلم المفاهيم من خلال استراتيجيات مختلفة متنوعة. وهكذا يمكن لتلاميذك التعبير عن معرفتهم بطرق عده : عمل دُمى، نماذج العروض الصفية، أغاني منهجية، مسرحيات ...الخ.
إن التعلم من خلال خبرات متميزة ومختلفة يتيح فهماً أفضل للتلاميذ أنفسهم كمتعلمين مدى الحياة ولرؤية كيف يكتسب الآخرون المعرفة وتطبيق مهاراتهم.
إن برنامج القدرات المتعددة يعزز احترام الذات حيث يدرك التلاميذ بطريقة أفضل قدراتهم ومواهبهم المميزة تماماً مثل إدراكهم لتلك التي يمتلكها أقرانهم.

تعليم التلاميذ نظرية القدرات المتعددة
إن عقل الطالب مثل النجفة (الثريا) حيث يوجد عشرة مصابيح بقوى مختلفة ويستطيع التلاميذ فهم فكرة ما حيث إنهم يمتلكون قدرات كثيرة متنوعة بطرق عدة إذا أنت (المعلم) استخدمت ما اسميه (تمثيل الثريا). اطلب من تلاميذك رفع أياديهم وأصابعهم إلى أعلى وأن يتصوروا بأن أصابعهم هي مصابيح الثريا فهنا كل مصباح يمثل قدرة:
• البارع بالفن - القدرة الفنية
• البارع بالكلمات - القدرة اللغوية
• البارع في الرياضيات- القدرة الرياضية (المنطقي)
• البارع جسمياً - القدرة الرياضية
• البارع بالموسيقى - القدرة الموسيقية
• الميال للطبيعة - المحب للطبيعة
• الذاتي - القدرة الذاتية
• الاجتماعي - الميل الاجتماعي
• الوجودي - المتسائل/المتعجب
• العاطفي - التعبير عن المشاعر

وهكذا يستطيع التلاميذ تصور قدرة / قدراتهم القوية مثل أسطع مصباح في قنديلهم (عقولهم) ، دعنا نقول بأن تلميذاً ميال للرياضيات، عليك أن تشرح لذلك التلميذ بأن الضوء الغامر في نجفته يكون حين التعامل مع درس الرياضيات.
أنا شخصياً (الكاتب) ضعيف في الرياضيات فيجب علي أن أخبر طلابي أن مصباح الرياضيات عندي مثل النواسة (الضوء الخفيف ليلاً).

إننا جميعاً نمتلك مواطن قوة وضعف في قدراتنا ، فعليه فان( نجفاتنا) تضيء/تسطع بمصابيح مختلفة. إن هذا التمثيل يساعد التلاميذ في تصور كيف يكونوا هم أذكياء وبارعون وأن يدركوا بأنهم لا يسطعون في ناحية معينة ، ولكنهم يسطعون في نواحٍ أخرى ومن خلال ذلك يمكنهم أن يتعلموا كيفية رؤية وتقبل الفروق الفردية عند أقرانهم ويدركون أنه لا يوجد شخص أفضل من الآخر وأن قدرات كل واحد منا تحدد من هو وتمكننا من إلقاء الضوء على حياة أصدقائنا وزملائنا في الفصل.

ترجمة وبتصرف/ د. محمد يوسف ابو ملوح
مركز القطان للبحث والتطوير التربوي
غزه - فلسطين

د.فالح العمره 04-04-2005 03:07 PM

طقوس الإبداع

يحتاج المبدع في سيّاق صناعته للفكرة المتألقة والقصيدة المتألقة والرواية اللامعة والقصة البناءة إلى حافز روحاني يدفعه باتجاه صقل إبداعه بكثير من السمو والرفعة الأدبيّة، وربّما المنفى هو ذروة هذا الحافز وقمتّه، فالمنفى يجعل النفس مهيأة للحديث ويجعل الروح مستعدة للبوح على الدوام ويجعل القلب قادرا على تحويل المخزون الداخلي إلى كمّ رائع من الكلمات العذبة الجميلة.
ومثلما يحتاج العارف بالله إلى ما يفعّل العشق الإلهي داخله، كذلك يحتاج المبدع إلى ومضات المنفى، قسوة المنفى، حنين المنفى، عزلة المنفى، الابتعاد عن المكان المغروس في الشعور و اللاشعور، عن الأشياء التي نشأت معنا وترعرعت في ذاكرتنا، كل ذلك يفعّل الإبداع ويهيئ المناخ المناسب له، فيأتي هذا الإبداع صادقا، صافيّا ورومانسيا أو دراميّا لا فرق، وقد يكون هذا الإبداع مصبوغا بدموع المآقي لا فرق أيضا.
وخلال تجوالي في الأرصفة وفي القارات الخمس من وطن إلى وطن بحثا عن وطن، اكتشفت أنّ لكل محطة ميزة ولكل رصيف رونق خاص، حتى أنني كتبت مجموعة من الخواطر من وحي الأرصفة ومن وحي المطارات التي كانت تشددّ الرقابة علينا بشكل يدعو إلى ازدياد مضطرد في نبضات القلب.
والمنفى السويدي حيث أقيم فيه خصوصيّة تختلف عن خصوصيات المنافي التي ولجت بحارها، فهذا المنفى مفتوح للغاية لا قيود فيه،و لا حدود، بإمكانك أن تذهب بعيدا مع الكلمة التي تطلق لها العنان. والمفارقة التي يكتشفها المرء وهو في خضمّ المنفي السويدي أنّه يمارس لعبة الإبداع وهو يعيش في ذروة جمال المنفى لكن بنفس حزينة، وفي أوج الحرية والانطلاق يعيش المبدع بنفس مقيدة و مصفدّة.
يحاول المبدع في المنفى السويدي أن يستكشف نكهة الوطن ولذة الوطن، خصوصا من عاش ردحا من العمر بلا وطن، بلا أمان وبلا سلام داخلي أو خارجي.
عشنا سنوات نبحث عن المرفأ، عن الشاطئ، غرقنا مرّات ومرّات وفي كل مرة بعد الغرق كنّا نحاول السباحة عسانا ندرك الشاطئ أو هو يدركنا.
سنوات انقرضت ولم يتحقق الحلم، وكلما كنّا نكبر كان حلمنا يصغر، وكلما كنّا نقطع مسافة كانت طموحاتنا تتراجع، وبدون ميعاد أبصرنا شاطئا مخضوضرا رائع الحسن والجمال، ظاهره كباطنه، وقد أدهشنا جماله. وفي غمرة السباحة، تسألنا أهذا هو الوطن الذي نبحث عنه منذ زمن ولم نعثر عليه! وصلنا مشدوهين إلى هذا المنفى الوطن.
ومن علامات الوطن أنّه يحتضن ولا يرمي بنيه في الأرصفة، لقد احتضننا هذا الوطن السويدي من أول لحظة، وهبنا أوراقا وهويات وراية دولة تحمينا بل لقد وضعت قوانين لحمايتنا. وقد تنفسنّا نحن السابحون الصعداء، وربمّا حتى هذا الوطن تنفسّ الصعداء باعتبار أنّه مدّ يد العون لملهوف قضى نصف عمره مطاردا من قبل بعض الأنظمة العربية، لقد أرخى هذا المنفي السويدي العنان لأفكاري وجعلها تحلّق في فضاءات جديدة ومناخات جديدة، جعلني أجمع بين سحر الشرق وروحانيته وحضارية الغرب وتقنيته في محاولة لرسم رؤية جديدة، أطروحة جديدة، منهج جديد !!

يحي أبوزكريا


------------
عن موقع إيلاف .

د.فالح العمره 04-04-2005 03:10 PM

الكاتب والإبداع والهوية الثقافية


أدب بلد ما هو الذى يعزز هويته الثقافية مثلما تشكل هوية البلد الثقافية ملامح ذلك الأدب وخصائصه وتوجهاته.. وطالما هناك لغة حية ثرية محملة بموروث ثقافى وقيمى هائل مثل لغتنا العربية، فهناك هوية ثقافية، تطبع حياتنا وسلوكنا الاجتماعى ونظرتنا للإنسان والحياة، إنما لا تبرز الهوية أو الهويات الثقافية عموماً ولا تتعالى نبرتها إلا عندما يتعرض البلد والهوية لخطر التغييب أو محاولات الإلغاء من قبل ثقافة غازية أو ثقافة مهيمنة.
وعندما يتهدد الوجود الإنسانى والوجود الثقافى بالتالى فإن الأدب فى مستوياته الإبداعية العالية التى ينجزها الأفراد المميزون فى إبداعهم، يؤدى دوره فى التصدى والمجابهة ليحمى مكونات هويته وهوية بلده الثقافية دون أن يكون أدباً مباشرا أو شعاريا، بل إن الإنجاز الإبداعى الرفيع فى مستوياته ومشكلاته الراهنة وتطلعاته هو الأدب الذى يعزز الهوية الثقافية ويبلورها ويحافظ على قيمها، وهذا هو ما يقوم به الأدب العراقى الذى يعى معظم مبدعيه مسؤولية انتمائه للعصر من غير افتراق عن الجذور أو تقليد لأشكال إبداعية أنتجتها ثقافات أخرى نتيجة معطيات وبيئات وموروث ومؤثرات مختلفة، يحدث الآن هذا فى العراق وفلسطين تحديدا، حيث يتعرض كلا الشعبين لمحاولات الاختراق والإبادة العنصرية فى محاولة لتدمير الهوية والثقافة التى تمثل وعاء الحفاظ على خصوصية كل منهما، قد تبدو الهوية الثقافية كمرجعية مجرد مفهوم خيالى يصعب تحديده أو حصره أحياناً، لكنها معطى يتيح للفرد المبدع أن يتصور نفسه أو يأخذ نفسه باعتباره ذاتا مستقلة وهذا الناتج الإيجابى لاكتساب هوية ثقافية ما، ومنه تنبثق ضرورة الدفاع عنها والتمسك بها، فمن يدافع عن هوية بلده الثقافية فإنما يضمن الحفاظ على ذات مستقلة وذاكرة بلد ومستقبل ثقافة.
وتختلف طروحات الهوية الثقافية الآن فى الغرب المنتج للمفاهيم والمصطلحات عبر منظمات الأمم المتحدة المتخصصة وأدبياتها وأنشطتها فثمة هوية الجنس (ذكر.. أنثي) التى تطرح فى المؤتمرات والملتقيات والندوات والحلقات الدراسية منذ العقد الثمانينى من القرن العشرين وتبنتها الأنشطة النسوية والتنظيرات النقدية بخاصة النقد النسوى (الجينوكريتك) إذ قدمت هذه الهوية (ذكر.. أنثي) كبديل ومكافئ للهوية الثقافية فى مسعى لتفكيك البنى الاجتماعية والثقافية فى بلدان العالم المختلفة ضمن حركة متفرعة عن حركة عولمة العالم وتجليها الثقافى المتمثل فى نزعة ما بعد الحداثة، إذ يجرى تفكيك خطير للبنى لمحو الذاكرات الثقافية للشعوب، وجعلها فى وضع مبعثر مفكك إلى تشكيلات صغيرة؛ بين هويات جنسية ودينية وعرقية، بينما لا تقوم فكرة الهوية الجنسية إلا على مرجعية بيولوجية، ولا يمكن إدراجها ضمن الهويات الثقافية والوطنية لبلد ما رغم الزعم بوجود ثقافة نسوية وثقافة ذكورية، لكن تنامى الأنشطة ذات النزعة النسوية فى أوروبا وأمريكا عزز هذا الطرح للهوية الذكرية والأنثوية وعقدت الندوات وصدرت الدراسات ومولت المؤسسات العولمية هذه المساعى خلال العقدين الماضيين وظهرت جمعيات ومؤسسات فى بلاد عربية منها مصر والأردن ولبنان والمغرب تمولها مؤسسات غربية مثل مؤسسة "فورد" الأمريكية ومؤسسة "كونراد أديناور" الألمانية وسواهما وفرضت صيغاً محددة ورؤى وأساليب عمل تعزز النزعة النسوية المتطرفة لتفكيك البنى السياسية الفاعلة أو الاجتماعية الراسخة واختراقها عبر هذه الصيغ التى تجعل المجتمع فى حالة سائلة مبعثرة لا ركيزة لها، وبدأت أنظمة الغرب وسياساتها تطالب الدول علانية أو ترغمها بالأخذ بهذه الأنشطة التفكيكية وتحويل المجتمعات إلى تكوينات متحركة لا رابط بينها ولا جذور لها.
وهكذا وجدنا حركة أدبية مجاورة لهذه الطروحات تستجيب للدعوة وتقدم النساء فى النصوص معزولات عن هوياتهن الثقافية الوطنية، وبدأت كاتبات عربيات يتصدين للهيمنة الذكورية عن طريق طرح الجسد فى الأعمال الأدبية مهدهدات الرغبة البدائية فى الإعلان عن حضورهن الجسدى بعد أن كانت الحركات النسوية التقدمية تدين كتابات الرجال التى تعامل المرأة كوجود جنسى مستهينة بأبعادها الإنسانية، وجدنا بعض الروائيات وكاتبات القصة العربيات يستخدمن الجسد كموجه قرائى وفخ شبقى لقراء مكبوتين، وهكذا وقعن ثانية فى عبودية الاستهلاك وتحولت المرأة فى نصوصهن إلى "شيء" لا يرقى إلى مستوى "الذات الفاعلة" فى حين تدعو القيم الأنوثية الثقافية إلى احترام الجسد والجنس وتعاملهما بوصفهما ميزتين لتجليات الحياة المشتركة بين الرجال والنساء.
وروجت دور النشر والجمعيات والندوات لهذا النتاج الذى أعده استجابة لعبودية مستعادة بدل أن تتحرك هؤلاء الكاتبات ونصوصهن فى مجال مفهوم الحرية فى الأدب الذى لا ينفصل عن المسؤولية الإنسانية إزاء مفهوم الحرية؛ أى التحرر من والتحرر لأجل .. أى وجود موقف من كل شيء يستند إلى الوعى لا إلى الاستعرائية لذلك منحت جهات أمريكية وأوروبية بعض كاتبات هذه الموجة جوائز وزمالات دراسية وزيارات سنوية لمؤسسات ثقافية غربية.
فى حين تجد أن الكاتبات الفرنسيات منذ بداية التسعينيات قد تخلين عن هذا التوجه وانصرفن لمخالجة قضايا المرأة ضمن التوجه الإنسانى بكل سعته ومعطياته وتحررن من قبضة النزعة النسوية المتطرفة التى تحاول مجاهدة التمركز الذكورى بإعلان الجسد فى النصوص لتعود النساء إلى عصر التشيؤ وتدمير الذات باعتبار المرأة مادة للاستهلاك.
حضرت خمسة ملتقيات للإبداع النسائى ما بين الأردن والمغرب وتونس ووجدت التوجهات ذاتها والصراعات عينها وكأن المؤسسات النسوية تسير حسب توجيهات محددة بعينها فى طروحتها عن الإبداع النسائى ودوره فى تحرير المرأة، وجدت خلطاً وتشوشاً والتباساً فى المفاهيم وبخاصة مفهوم الحرية والهوية.. فأنا أرى أن إبداع النساء هو فى حقيقته مسعى لإثبات الذات وتحقيق الهوية والتحرر من كون المرأة موضوعا ًجنسيا محضاً، ولذا فإن حضور الذات الفاعلة المستقلة يستدعى إزاحة أو استبعاد الشبقية والاستعرائية لصالح الجدل الواعى مع حاجات الإنسان وحريته مما يعزز فكرة الذات والهوية وينأى بالإنسان رجلاً وامرأة عن موضوع كونه مادة للشهوة المجردة التى تعيد الجميع إلى عصور النخاسة والعبودية القديمة والبدائية الفجة التى رحبت بها بعض الكاتبات ذوات النصوص الهشة.
من هنا لا أعتد بهذا التقسيم للهوية إلى ذكر وأنثى رغم طغيان هذا التقسيم حاليا فى الأدبيات والدراسات والندوات المتخصصة، ولذلك أيضا آثرت أن أحضر هذا الملتقى العربى للرواية، على حضور مؤتمر المرأة والإبداع فى القاهرة الذى يعقد هذا اليوم بالذات واعتذرت عنه لأننى قررت عدم الإسهام فى مثل هذه الملتقيات المتبنية لحركة عولمة العالم عبر تفكيك البنى الثقافية والاجتماعية إلى جزئيات ومستويات سائلة متحركة لا تملك ثباتا ولا جذور لها، وبالتالى ليست مؤهلة لولوج المستقبل، هذه هى النزعة ما بعد الحداثية التى تنادى بالمثلية الجنسية وإلغاء كل التشكلات الاجتماعية بدءاً بالأسرة وتحويل الإنسان إلى مادة وأداة لا ذات ولا وعى ولا موقف لها وتحويله عن مشكلاته الإنسانية والاقتصادية والسياسية ليصبح ضمن قطيع هائم عائم فى سيولة الحالة ما بعد ــ الحداثية وهذا أقصى ما تريده المؤسسات العولمية لتسهل هيمنتها على شعوب مفككة ومنشغلة بأهوائها البدائية ومتجاوزة مفهوم الحرية المقاوم للاستعباد والذى نادت به حركات التحرر فى العقود السابقة.
من هذا المنطلق والفهم لموضوعة الهوية الثقافية والحرية المسؤولة والنظرة المتشككة بطروحات النزعة النسوية أشتغل فى مشروعى الأدبي، ولا يقتصر عملى على القصة والرواية والمسرحية، بل يتعداه إلى دراسات تقدم رؤى عن هذه الطروحات ومواقفى إزاء التطرف النسوى الذى يجتاح المجتمعات العربية الآن.
أتحدث عن علاقتى بالكتابة وثقافة بلدى العراق ومعطيات موروثه الحضارى الغنى وحاضره ورؤى المستقبل باعتبارى هذه الذات المستقلة الفاعلة والمتفاعلة مع الأحداث والمستجدات، وبهذا أرفض انتمائى للطبيعة بدلالة جنس الأنثى لأن فى ذلك عودة إلى التقسيم البدائى وحصرا للنتاج الإبداعى ضمن جيتو النسوية المؤدلج أو فى خانة الأنوثة الهشة المهمشة، فلا يمكن أن تتسيد الطبيعة على المكتسبات الثقافية والإنسانية التى حصلنا عليها خلال التراكم الحضارى الطويل.
الكتابة هى فعل هويتى الراهنة وبغداد هى هويتى المكانية وأعدها الذات الأخرى التى أتماهى معها وتضعنى كل آونة فى مركزية عصورها العظمى لتعيد تشكيل وجودى من إيقاع قصيدة عباسية أو ملحمة سومرية أو من تجل حلاجى أو مقطوعة ساخرة للجاحظ أو إشارة من إشارات التوحيدى الإلهية، بمعنى أن هويتى الثقافية هى كل هؤلاء وكل خلاصات حضارة بلدى فكأنى ببغداد المباركة تشكلنى فى تنوعات لا نهاية لها وتلدنى وتحرقنى وتصهرنى حتى تبلغ بى مقامات المعرفة ومواقف الجمال ومخاطبات الحقيقة. مقابل هذا أدع بغداد تحتل فضاءات نصوصى فتكون هى المدن المستحيلة والمدن المتخيلة أو المدن المسماة، فهى جامعة الأمكنة وسرة الزمان وهى كل النصوص وما تلاها والوجود وما تناهي.
هكذا من أجل الهوية والذات الفاعلة الواعية يحتاج الكاتب إلى ألف ميتة علنية أو سرية ليقول بالصوت الجريء أو الصمت البليغ سؤال الحياة والوجود ويؤشر تناغم الأشياء أو تناقضاتها بينما لا تحتاج الحياة إلا لولادة طفل واحد لتقول معجزتها أمامنا فى تواضع الحقيقة الحاسمة.
نشارك الحياة فى عملية الحذف والإلغاء، الحياة لا تحتفظ إلا بالجوهرى من الأشياء والكتابة التى هى فعل اختصار للوجود فى الجوهرى من المقولات تقوم على الحذف والإلغاء للإبقاء على الخلاصات، ومعنى هذا أن خسائر الكاتبة الدنيوية التى تحذفها من أفق العبثى نتيجة خيار الإبداع الجاد الواعي، تشكل لها ــ أى الخسائر ــ منصة فوز تقف فوقها وتعرف أن الخسائر هى فقدان ما لا جدوى ولا قيمة له فى الحياة والنصوص.
قدر الكاتبة التى كرست حياتها للكتابة هو الصمت والتأمل والعزلة المنتجة وبغير الصمت والتأمل لن ينجح كاتب ما فى إدارة مملكة المخيلة واعتلاء عرش اللغة والإمساك بجماليات الوجود.. المتأملون الصامتون المنسحبون من الضوء والضوضاء يدركون أن النص هو الذى سيبقى إذا كان جديرا بالبقاء بعد انحسار الضوء والشهرة وخمود الضجة ويعرفون أن الدوى المرتفع هو شأن الطبول والمدافع.
ينتظم مشروعى الإبداعى هم جمالى وإنسانى يشكل عصب نصوصى كلها فتبدو مثل وحدات متصلة فى منظومة متكاملة، حيث يكمل النص المقالة، والقصة تمتد فى الرواية، والمسرحية تقول ما لا تطرحه الأقصوصة، إنما تتلاقى جميعها فى فضاء انشغالاتى الفكرية ومواقفى ولكنها لا تتكرر ولا تتشابه، وعلى المستوى الفنى تتلاشى أحيانا الحدود بين الأجناس الأدبية لتظهر نصوص لا يمكن إخضاعها للتجنيس التقليدى وتستند هذه الأعمال إلى مقومات أساسية مشتركة أوجزها بهذه النقاط:
1 ـ الخصوصية المحلية فى أفقها الإنسانى الواسع وانتمائها العربي.
2 ـ الهم المعرفى الذى يشكل الوعاء الفكرى والإطار المفهومى للحياة والإنسان والأحداث وحركة الوجود.
3 ـ الاشتغال اللغوى الجمالي، أى السياق المقالى الذى يشكل أحد عنصرى السياق الدلالى حيث تميز جمالية اللغة وموسيقاها معظم أعمالى الإبداعية.
4 ـ الاشتغال الأسلوبي، وقدمت فيه تجارب متنوعة فى القصص والروايات والنصوص.
5 ـ موضوعة اللاتناهي، بمعنى التجدد المستمر ضمن أقنومى الزمان والمكان وتغير البناء الفنى من نص لآخر حسب مقتضيات السياق المقامى (المناخ النفسى والاجتماعى والتاريخي.. إلخ) للنص.
خلال سنوات الحصار الإحدى عشرة تعاملت مع واقعة الحصار الاستثنائية، الفوق ــ غرائبية على أنها معطى إبداعى خارق إذ تركت آثارها فى حياتنا وآمالنا وإبداعنا وغيرت من نظرتنا لأنفسنا وللعالم وحاضرنا ومستقبل الإنسان فى بلدنا وأعد نفسى من أكثر الكتاب العراقيين إنجازاً ونشاطاً فى هذه الفترة، فكأنى أواصل الرد على تدابير الموت والفناء بتدابير الإبداع والحياة.
موضوعة الحصار قدمت لنا مواضيع ساخنة واستثنائية استدعت بالتالى أشكال تعبير وبنى فنية جديدة بإمكانها استيعاب الغرائبية الحصارية التى نكابد آثارها وكأنها ضرب من الخرافة، وكأننا ضرب من الكائنات الأسطورية فى بلد هو أسطورة الحضارة والمقاومة والبقاء والإبداع.
مثالى على البنى الجديدة غير المسبوقة كتابى "ضحكة اليورانيوم" الذى أطلقت عليه اسم "مروية" وهى تسمية أشمل من مسمى رواية وتمنحنى حرية التحرك فى المجال الرؤيوى والوثائقى ومجال حضور صوت المؤلفة الذى هو أسلوب عربى سائد فى المرويات الجاحظية وغيرها، والعمل ــ المروية يستدعى علامات الموروث الإسلامى والرافدينى وشفرات العصر الراهن استخدمت فيه الشهادة الشخصية والوثيقة والرؤى والأحلام وكنت مشاركة فى الحدث وشاهدة، وهذه إحدى ميزات الإبداع العربى فى عصوره النيرة بخاصة فى القرنين الثالث والرابع الهجريين. أردت فى هذا الكتاب الذى يدون واقعة "العامرية" من خلال أحلام ثلاثة عشر طفلاً من الضحايا أن أرد على الموت الأمريكى الحضارى بصيغة نص يمزج بين معطيات الحضارات العراقية كلها مستخدمة رمزية الأعداد والأسماء فى تراثنا الإسلامى والرافديني، حيث وضعت على لسان الضحايا أحلاما يقاومون بها الموت بإدامة حلم الحياة كرد على مقولة منظرى الثقافة الغربية عن موت الحلم الإنسانى والتبشير بالعدم.
يتواشج فى نصوصى كلها الشعرى مع السردي، والرؤيوى مع الواقعي، وهذه أهم سمات كتابتى ، شعرية اللغة التى أتحدى بها اللغة المحايدة الجافة السائدة فى النثر القصصى المتأثر بالترجمات عن النصوص العالمية لأقدم لقرائى جمالية لغة عربية فذة أنا وريثتها التى استفادت من ثراء هذه اللغة وكنوزها التعبيرية الهائلة، فلماذا أجعل نصوصى شبيهة بنصوص الآخر الذى دوّن تجربة عيشه وانعكاسات بيئته ومقومات ثقافته المختلفة بلغة تخصه لا يمكن أن تنتمى إلى المزاج العراقى أو العربى ولا تقدم النشوة الجمالية التى لا يعرفها من لا يعرفون اللغة العربية وعبقريتها.
فمثلما ينتمى نص يابانى إلى طريقة التعبير اليابانية، والفرنسى إلى أساليب القول الفرنسية، والألمانى إلى طرائق التعبير والفهم الألمانية، لذلك ينبغى لنصى أن ينتمى إلى طرائق التعبير العربية الجمالية الساحرة ويغترف من تراكيب العبارة والعلامات المقامية والدلالية ليعرف القارئ أنه انعكاس لبيئة الكاتبة وموروثها وتجاربها، كاتبة تعيش فى مكان محدد وتنتمى لثقافة معينة لها خصوصيتها وفاعليتها وسعيها لبلوغ المستقبل.
وهذا المسعى هو انشغالى الدائم فى سبيل الحفاظ على هوية إبداعية منتمية إلى بيئتها وعصرها لمواجهة طغيان ثقافة الآخر على البنى الثقافية فى بلدان جنوب الأرض ومحاولة تسييد أساليب عيش وطرئق تفكير بالقوة على شعوب هذه البلدان.
ومن هنا لا يجد المبدعون والأدباء بخاصة فى بلادنا إلا أن يعوا ذواتهم وهويتهم ويمسكوا بشروط الوجود وعلامات المستقبل دون تمجيد مطلق للموروث، بل استفادة واعية من بؤره المضيئة، ودون قبول بالحاضر من غير نقد وتحليل وانتقاء، وبهذا نتشارك ونعمل معاً لقول هويتنا الثقافية بوجه الجائحة التى تهدد عالمنا بصيغة وحش هائج اسمه أمريكا وطرائق أمريكا فى العيش والحكم والثقافة واستغلال ثروات الكوكب الأرضى واستعباد شعوبه.
لطفية الدليمي

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ہ شهادة ألقيت فى ملتقى الإبداع العربى "قضايا الرواية والهوية" الذى عقد فى بغداد أواخر أكتوبر 2002.

د.فالح العمره 04-04-2005 09:06 PM

الإبداع جِبِلّةٌ أم اجتهاد ؟

يعيب الناس على القادر حينما لا يبادر ، وعلى الغني حينما يبخل ، وها نحن اليوم قادرون على أن ندفع عن أنفسنا عار التهمة : " بأن العرب لا يقرأون ، وإذا قرأوا لا يفهمون ، وإذا فهموا لا يطبقون ، وإذا طبقوا لا يحسنون " !! ولكننا وللأسف لم نبادر !

إن الذين قالوا فينا ما قالوا إنما قاسوا واقعنا بواقعهم ، ولم يقيسوا ماضينا بماضيهم ، فظنوا أن هذه الأمة عقيمة في إنجاب النوابغ ، والمفكرين والمكتشفين ،والمخترعين ، والمتنورين ، والمبدعين .. ونسوا أن هذه الأمة هي التي أبدعت " القانون " في الطب ، و " الإسطرلاب " في الجغرافيا ، و " الأزياج " في علم الفلك ، و " المقدمة " في علم الاجتماع ، و " الجبر والمقابلة ً في الرياضيات ، و" ساعة البندول " وهي أول أداة لحساب الزمن من نوعها ، ... يوم أن كان للعرب أعظم حضارة في تاريخ الإنسانية .

ونسوا كذلك مصطفى مشرفة ، وفاروق الباز ، وأحمد زويل ،.... وغيرهم كثير من علماء هذا العصر الذين أذهلوا العالم بإبداعاتهم في مجالات الفيزياء والجيولوجيا والكيمياء ، .... لقد خرج هؤلاء من رحم هذه الأمة ، وهي أمة قادرة ومقتدرة إن أرادت ، ولكنها لِعلِّة – غير عضوية – بخلت فتخلفت !

انظر لليابان ، فقد كانت قبل الامبراطور " فيجي " نسياً منسياً ولكن ذلك الامبراطور حينما أعلن عن قداسة العلم ، وحينما كرّم العلماء واحتضنهم ، وأرسل البعثات لتنهل من منابع العلم في أوربا ، وفي مصر (محمد علي ) في حينه عاد المبعوثون إلي البناء والإعمار في بلادهم ، كان " فيجي " قادراً وغنياً فبادر ولم يبخل ، فكانت علي يديه نهضة اليابان الحديثة التي لا تنكر.

إن هذا وذاك يؤكد أن الإبداع الفردي أو الإبداع الأممي ليس جِبِلّةً ، إذا لو كان كذلك لبقي النبوغ في أحفاد الفراعنة أو في أحفاد كونفو شيوس أو في أحفاد نبوخذ نصر ، وهم أصحاب أقدم الحضارات الإنسانية ، أما وقد تحركت مراكز الحضارة الإنسانية من ضفاف الأنهار إلي شواطئ المحيطات ، ومن الشرق إلي الغرب فإنما هذا بفعل عوامل أخرى ، إنه الاجتهاد ، والرغبة في التجديد والتطوير ، والجو الأمن والإمكانيات المادية المسخرة لدعم العلم والعلماء والبحث النظري والتطبيقي .

ويقول ( توينبي ، 1964 ) : " إن توفير الفرص الكافية لانطلاق الطاقات الإبداعية الكامنة من عقالها أصبح قضية حياة أو موت لأي مجتمع "

يقول ( جروان ، 1997 ) : " الإبداع ليس سحراً أو إلهاما ً أو قوة خارقة تملكها قلة من البشر ، ولكنه مزيج من القدرات والاستعدادات والخصائص الشخصية التي توجد لكل فرد سوي بدرجة ما "

فهل طاقاتنا الإبداعية ، وقدراتنا واستعداداتنا ، بدأت تعمل وتنتظر الإشراق للمشاركة في توسيع دائرة الحضارة الإنسانية أو في تحريك مركزها ؟ وهل قدحنا الزناد لطاقات أبنائنا الكامنة حتى تضيء لنا ؟ أم أنه ليس بالإمكان أبدع مما كان - وفي هذا الهوان والخسران ؟!
الهمة ! الهمة ! يا رجال العلم ، فالإبداع 99% منه مثابرة واجتهاد ، 1 % فقط منه حظ وإلهام ، فهلا اجتهدنا ولو 1 % حتى نرفع عن أنفسنا التهمة والحرج ! ؟

محمد أحمد مقبل
رئيس مركز التطوير التربوي
mamoqbel@yahoo.com

د.فالح العمره 06-04-2005 11:28 PM

--------------------------------------------------------------------------------

صفات المبدع

[align=justify][align=right]1)صفات ذهنية:
يمتلك قدرة عالية على التفكير الإبداعي ويحب التجديد
يمتلك ذاكرة قوية في بعض الأمور,وقاد ر على الإلمام با التفاصيل
مثقف ولديه معرفة واسعة
يحتاج إلى فترات تفكير طويلة
يفضل التعامل مع الأشياء المعقدة والمتنوعة والتي تحمل أكثر من تفسير
يعتمد على الملاحضة الشديدة لكل المسارات والأساليب للموضوع الذي يهمة
لديه قدرة عالية على تلخيص الأراء
يحب البحث والتفكير والتامل الذهني
يركز على النقد البناء
دائم التساؤل
يقترح أفكارا قد يعتبرها الغير غير مقبولة
يتمتع بالاستقلالية في التفكير والرأي
يفكر بشكل أفضل في فترات الهدوء والفراغ
بطيء في تحليل المعلومات سريع في الوصول إلى الحل

2)صفات نفسية:
قادر على التكيف بسرعة مع المتغيرات
يحب التميز بعمله ولا يحب التقليد
متفائل بطبيعته
يعتمد كثيرا على احاسيسه ومشاعره
لاينهزم ولا يهرب من المشكلة بسرعة
يهتم ويتحمس لأفكاره ومشروعاته الشخصية ويثبت وراءها حتى ينتهي من تنفيذها
الثقة في النفس,والشعور بالقدرة على تنفيذ ما يريد
قوة الإرادة
عنيد لا يتخلى عن رأيه بسهولة
يتميز بطموح عالي جدا
لديه شعور بأن عنده مساهمات خاصة
له قدرة كبيرة على تحمل المسؤولية

3)صفات عملية:
لا يحبذالقيام بأعمال روتينية
يفضل القيام بالأعمال التي تنطوي على التحدي
يميل إلى المغامرة ويحب التجريب
يثابر على عمله ويتابع أفكاره بجدية باالرغم من معارضة الاخرين
يسعى دائما إلىتحسين عمله
لايهتم كثيرا بالرسميا ت التنظيمية ويكره العمل في مواقف تحكمها قواعد وتنظيمات صارمة
أوراقه فيها فوضى وعدم ترتيب
يحب السفر والتجوال
لايحب هواية جمع الأشياء (طوابع,نقود...)
من المهم أن يتناسب عمله مع رغبته وليس العكس
يؤدي التكاليف في الوقت والكيفية التي تناسبه

4)صفات إنسانية:
حساس ولديه روح الدعابة والفكاهة
مهذب ولكنه صريح ومستقل ولا يحبذ السلطة او التسلط
قادر على مقاومة ضغوط الجماعة
يفضل العمل في بيئة تنطوي على عناصر دعم وتحفيز
يحب الثناء والمدح
شجاع ومقدام
يشعر بقدر من الغبطة والسرور عندما يمارس العمل الذي يبدع فيه
يستمتع بالجمال
صبور

د.فالح العمره 14-04-2005 01:33 PM

الإبداع
طريقك نحو قيادة المستقبل
المراجع:

سلسلة الإبداع والتفكير الابتكاري د. علي الحمادي.
الخروج من الصندوق فرانك برنس ترجمة: نسيم الصمادي.
إعداد: عبد الله المهيري

قبل أن نبدأ
أنوه إلى أن مادة هذا الملف تم تجميعها وترتيبها من المراجع المكتوبة أعلاه، واجتهدت أن أختصر بقدر الإمكان في هذه المادة وكتابة الخلاصة المفيدة ورتبت الملف بحيث يعرف الفرد كيف الإبداع ومعوقاته والطرق التي تجعلك أكثر إبداعاً، وأساليب توليد الأفكار وأخيراً بعض التطبيقات.

ما هو الإبداع؟ وماذا نقصد بالإبداع؟
في الحقيقة هناك تعاريف كثيرة للإبداع، لذلك سنذكر بعض التعاريف، من أيسر هذه التعاريف التعريف التالي "العملية التي تؤدي إلى ابتكار أفكار جديدة، تكون مفيدة ومقبولة اجتماعياً عند التنفيذ" وهناك تعريف شامل للدكتور على الحمادي، أورده ضمن كتابه الأول من سلسلة الإبداع وهو التعريف التالي "هو مزيج من الخيال العلمي المرن، لتطوير فكرة قديمة، أو لإيجاد فكرة جديدة، مهما كانت الفكرة صغيرة، ينتج عنها إنتاج متميز غير مألوف، يمكن تطبيقه واستعماله" وأعتقد بأن هذا هو التعريف الشامل.

إذاً الإبداع هو إنتاج أفكار جديدة خارجة عن المألوف، على شرط أن تكون أفكار مفيدة، وقد يكون الإبداع في مجال يجلب الدمار والضرر وهذا لا يسمى إبداع بل تخريب، فلو قلنا أن موظف ابتكر طريقة جديدة لتخفيض التكاليف أو لتعزيز الإنتاج أو لمنتج جديد، فتعتبر هذه الفكرة من الإبداع.

ويمكنك الرجوع إلى كتاب "شرارة الإبداع" د. علي الحمادي حيث ستجد تعريف شامل للإبداع والمفاهيم المتصلة به. وهذا الملف هو تعريف مختصر جداً للإبداع ولا أود الإطالة.

من هو المبدع؟
يظن بعض الناس أن الإنسان المبدع ولد هكذا مبدعاً، وهو مفهوم غير صحيح، وللاختصار أقول كل شخص يستطيع أن يبدع ويبتكر إلا من يأبى!

كان أحد رجال الأعمال يقف في طابور طويل في إحدى المطارات، لاحظ الرجل أن أغلفة تذاكر السفر بيضاء خالية، ففكر في طباعة إعلانات على هذه المغلفات وتوزيع هذه الأغلفة مجاناً على شركات الطيران، وافقت شركات الطيران على هذا العرض، وتعاون رجل الأعمال مع مدير إحدى المطابع وتم هذا المشروع، والنتيجة أرباح بملايين الدولارات! الفكرة إبداعية وصغيرة، لكنها جديدة ولم يفكر فيها أحد من قبل، وصار لهذا الرجل زبائن من الشركات الكبرى في الولايات المتحدة.

الإبداع الفردي

نستعرض في هذا القسم خصائص الشخص المبدع، معوقات الإبداع لدى الأفراد، طرق وأساليب لتصبح أكثر إبداعاً، طرق توليد الأفكار، ثم بعض الأمثلة والمجالات التي يستطيع الفرد أن يبدع فيها.

صفات المبدعين
هذه بعض صفات المبدعين، التي يمكن أن تتعود عليها وتغرسها في نفسك، وحاول أن تعود الآخرين عليها أيضاً.

يبحثون عن الطرق والحلول البديلة ولا يكتفون بحل أو طريقة واحدة.
لديهم تصميم وإرادة قوية.
لديهم أهداف واضحة يريدون الوصول إليها.
يتجاهلون تعليقات الآخرين السلبية.
لا يخشون الفشل ( أديسون جرب 1800 تجربة قبل أن يخترع المصباح الكهربائي ).
لا يحبون الروتين.
يبادرون.
إيجابيون ومتفاؤلون.
وإذا لم تتوافر فيك هذه الصفات لا تظن بأنك غير مبدع، بل يمكنك أن تكتسب هذه الصفات وتصبح عادات متأصلة لديك.

معوقات الإبداع
معوقات الإبداع كثيرة، منها ما يكون من الإنسان نفسه ومنها وما يكون من قبل الآخرين، عليك أن تعي هذه المعوقات وتتجنبها بقدر الإمكان، لأنها تقتل الإبداع وتفتك به.

الشعور بالنقص ويتمثل ذلك في أقوال بعض الناس: أنا ضعيف، أنا غير مبدع ... إلخ.
عدم الثقة بالنفس.
عدم التعلم والاستمرار في زيادة المحصول العلمي.
الخوف من تعليقات الآخرين السلبية.
الخوف على الرزق.
الخوف والخجل من الرؤساء.
الخوف من الفشل.
الرضى بالواقع.
الجمود على الخطط والقوانين والإجراءات.
التشاؤم.
الاعتماد على الآخرين والتبعية لهم.
طرق وأساليب لتصبح أكثر إبداعاً

مارس رياضة المشي في الصباح الباكر وتأمل الطبيعة من حولك.
خصص خمس دقائق للتخيل صباح ومساء كل يوم.
ناقش شخصاً آخر حول فكرة تستحسنها قبل أن تجربها.
تخيل نفسك رئيس لمجلس إدارة لمدة يوم واحد.
استخدم الرسومات والأشكال التوضيحية بدل الكتابة في عرض المعلومات.
قبل أن تقرر أي شيء، قم بإعداد الخيارات المتاحة.
جرب واختبر الأشياء وشجع على التجربة.
تبادل عملك مع زميل آخر ليوم واحد فقط.
ارسم صوراً وأشكالاً فكاهية أثناء التفكير.
فكر بحل مكلف لمشكلة ما ثم حاول تحديد إيجابيات ذلك الحل.
قدم أفكاراً واطراح حلولاً بعيدة المنال.
تعلم رياضة جديدة حتى إن لم تمارسها.
اشترك في مجلة في غير تخصصك ولم يسبق لك قراءتها.
غير طريقك من وإلى العمل.
قم بعمل السكرتير بنفسك، وأعطه إجازة إجبارية!
قم بترتيب غرفتك، وغسل ملابسك وكيها لوحدك.
غير من ترتيب الأثاث في مكتبك أو غرفتك.
احلم وتصور النجاح دائماً.
قم بخطوات صغيرة في كل عمل، ولا تكتفي بالكلام والأماني.
أكثر من السؤال.
قل لا أعرف.
إذا كنت لا تعمل شيء، ففكر بعمل شيء إبداعي تملء به وقت فراغك.
ألعب لعبة ماذا لو ..؟
انتبه إلى الأفكار الصغيرة.
غير ما تعودت عليه.
احرص أن يكون في أي عمل تعمله شيء من الإبداع.
تعلم والعب ألعاب الذكاء والتفكير.
اقرأ قصص ومواقف عن الإبداع والمبدعين.
خصص دفتر لكتابة الأفكار ودون فيه الأفكار الإبداعية مهما كانت هذه الأفكار صغيرة.
افترض أن كل شيء ممكن.
طرق توليد الأفكار
وصلنا إلى التطبيق العملي، كيف نولد ونبتكر افكار وحلول جديدة، إليك هذه الطرق:

حدد هدفاً واضحاً لإبداعك وتفكيرك.
التفكير بالمقلوب، أي إقلب ما تراه في حياتك حتى تأتي بفكرة جديدة، مثال: الطلاب يذهبون إلى المدرسة، عندما تعكسه تقول: المدرسة تأتي إلى الطلاب، وهذا ما حدث من خلال الدراسة بالإنترنت والمراسلة وغيرها.
الدمج، أي دمج عنصرين أو أكثر للحصول على إبداع جديد، مثال: سيارة + قارب = مركبة برمائية، وتم تطبيق هذه الفكرة!
الحذف، احذف جزء أو خطوة واحدة من جهاز أو نظام إداري، فقد يكون هذا الجزء لا فائدة له.
الإبداع بالأحلام، تخيل أنك أصبحت مديراً لوزارة التعليم مثلاً، مالذي ستفعله؟ أو تخيل أننا نعيش تحت الماء، كيف ستكون حياتنا؟
المثيرات العشوائية، قم بزيارة محل للعب الأطفال، أو سافر لبلاد لم تزرها من قبل، أو امشي في مكان لم تراه من قبل، ولا تنسى أن تحمل معك دفتر ملاحظات وقلم لكي تسجل أي فكرة أو خاطرة تخطر على ذهنك.
الإبداع بالتنقل، أي تحويل ونقل فكرة تبدو غير صحيحة أو معقولة إلى فكر جديدة ومعقولة.
زاوية نظر أخرى، انظر إلى المشكلة أو الإبداع أو المسألة من طرف ثاني أو ثالث، ولا تحصر رؤيتك بمجال نظرك فقط.
ماذا لو؟، قل لنفسك: ماذا لو حدث كذا وكذا .. ستكون النتيجة .....
كيف يمكن؟ استخدم هذا السؤال لإيجاد العديد من البدائل والإجابات.
استخدامات أخرى، هل تستطيع أن توجد 20 استخدام آخر للقلم غير الكتابة والرسم؟ جرب هذه الطريقة وبالتأكيد ستحصل على أفكار مفيدة.
طور باستمرار، لا تتوقف عن التطوير والتعديل في أي شيء.
أمثلة وتطبيقات
1- تصور أن مؤسستك ققرت الاستغناء عنك، فماذا ستفعل؟ هل ستبحث عن وظيفة جديدة أو ستبدأ مشروعك الخاص، أو لن تفعل أي شيء بالمرة، فكر وابتكر فكرة إبداعية جديدة، وطبقها إذا أمكن، ولا تنسى أن الخوف على الرزق هو من معوقات الإبداع.

2- انظر إلى المخلفات والمهملات التي في المنزل، هل بإمكانك أن تستفيد منها؟ على طاولتي علبة لوضع الأقلام فيها، هذه العلبة كانت في الأصل علبة لطعام!! لكن تم تنظيفها وتزينها حتى أصبحت جميلة ومفيدة.

3- تود أن تذهب مع عائلتك في رحلة إبداعية، كيف ستكون هذه الرحلة؟

4- غرفتك غير منظمة، كيف سترتبها بحيث توفر مساحة كبيرة، ويكون هذا الترتيب عملي أيضاً.

5- سيزورك بعض أصدقائك في المنزل، كيف ستسقبلهم بطريقة إبداعية؟

6- رغبت في تنشيط أفراد أسرتك بنشاط إبداعي جديد، كيف سيكون هذا النشاط؟

7- قررت أن تزرع حديقة منزلك بنباتات الزينة، كيف ستزرعها وكيف سيكون شكلها؟

8- لاحظت أن النفقات المالية كثيرة في منزلك، كيف ستقلص هذه النفقات؟

9- تود أن تتعلم وتزيد ثروتك المعرفية، ابتكر 10 طرق لتزيد من معرفتك.

10- إذا كنت تعتمد على الخادمة في أعمال المنزل، تصور أنك تخليت عنها لمدة اسبوع، كيف ستدبر أعمال المنزل؟ وطبق هذا التمرين عملياً وتخلص من الخادمة ومن سلبيات الخدم.

الخاتمة
كن شخصاً مبدعاً ولا تلتفت إلى ما يقوله غيرك من تعليقات سلبية ومثبطة، وحاول أن تنمي مهارة الإبداع لديك واعلم أنها مهارة تستطيع أن تكتسبها، والإبداع ضروري لحياة الفرد لكسر الروتين والملل، ولتطوير مهاراته ومعارفه، ولإثراء حياته بالتجارب والمواقف الجميلة، لذلك فكر في كل حياتك الشخصية وحاول أن تبدع ولو قليلاً في كل مجال.



من موقع عالم النور

ajma20055 14-04-2005 02:59 PM

استاذ الفاضل الابداع هل هو نفس الطموح او غير

د.فالح العمره 14-04-2005 03:19 PM

مرحبا بك اخي الفاضل

الابداع يختلف عن الطموح فالابداع واضح في المواضيع التي سبقت

اما الطموح فهي الهمه التي تدفع الشخص للابداع

والله اعلم

ajma20055 14-04-2005 09:42 PM

يا حضرت سمو الامير لاحظ ان النتيجه تكون واحده ويكون الابداع مساوي لطموح والله اعلم

د.فالح العمره 16-04-2005 05:31 PM

الإبداع كلمة محبوبة إلى معظم الناس ، فنحن نؤمن إيمانا كاملا بأهميتها ، وأهمية تعلمها و العمل بها ، بل وتصل بنا الرغبة إلى احتكارها و إحكام السيطرة عليها . وعلى الرغم من ذلك نجد أنفسنا غير قادرين على ذلك . فيعمد البعض أن يسأل عن أسباب عدم قدرتنا على الإبداع ، لذا نجد أنفسنا بحاجة على أن نتعرف على تلك الأسباب ولعل من أهمها :





أولا المسببات الحسية :

وهي معوقات تنتج من مشكلات تتعلق بالشخص نفسه ، مثل :

1-حصر معنى أو تفسير لغوي واحد لمفهوم واحد : إن حصر المفاهيم ضمن معنى واحد يسبب محدودية لإدراكات و مفاهيم المرء نحو ما حواه بالبيئة ومنها المفاهيم اللغوية، ومن أمثلة ذلك أن يعمد المرء إلى وضع معنى واحد باللغة العربية لكل مفردة باللغة الأجنبية (الإنجليزية مثلا) ، وهذا خطأ فادح يقع فيها أبناؤنا الطلبة حيث إنه قد يحد من حلاوة اللغة العربية و الأجنبية أيضا، والمضحك في الأمر أنه عندما يتوسع في دراسة اللغة ويعود إلى ترجمته المبتدئة ، يكاد البعض أن يجعل من هذا الموقف نكتة يضحك منها .



2-عدم القدرة على تشخيص المشكلة : يشكو معظم الناس من مشكلات تواجههم في الحياة ، بيد أن معظمهم لا يستطيع أن يشخص المشكلة الرئيسة من سمات المشكلة أو المواصفات الجانبية التابعة لها . كأن يشكو المرء من خروج دخان من سيارته، هذا الدخان سمة جانبية لمشكلة في محرك السيارة ، إن معظم الاخوة لا يستطيع تحديد سبب هذه المشكلة ، المشكلة الأكثر تعاسة أن معظم (من يتسمون بـ) الميكانيكيين، يلجأون إلى تغيير القطعة كاملة بدلا من إصلاح موضع العطب .



3-محدودية الخبرة : إن محدودية خبرة المرء تجعله لا يرى المشكلة إلا من زاوية واحدة، وفي معظم الأحيان حسب ما تقع عليه عيناه فقط ، لذا قد يخطئ المرء في تقديراته ، وهنا نلاحظ حكمة المولى جلت قدرته حين أوصى بالشورى حتى تتعدد الفِكَرْ و زوايا مناقشة المعضلة.





4- مشكلة التشبع/ التعود : وهي تعود الفرد على منظر الأشياء من حوله لدرجة أنه لا يعطي لها بالا و لا اهتماما ، وقد تكون من ضمن هذه الأشياء الحل الذي يبحث عنه. فمثلا تعود معظمنا الذهاب إلى عمله و العودة من طريق محدد ، لدرجة انه يقول "أن سيارته تعرف طريقها بنفسها" ، الطريف في الأمر أن صاحبنا هذا لا يعطي بالا لأمور في الطريق قد تخدمه وقت الحاجة ، فنلاحظ انه يذهب إلى أماكن بعيدة لشراء أشياء في حين أن هذا الشيء متوافر في أحد المحلات التي على طريق عمله (مثلا ).



5-عدم استعمال الحواس "الخمس" بالطريقة السليمة: إن تعود المرء على السرعة في أمره (وخصوصا في هذه الأيام) التي تجعله دائما مستعجلا ، لا تمنحه الوقت للتجريب و استخدام كافة الحواس الخمس لحل مشكلاته . فتكثر عمليات الغش والخداع ويقع صاحبنا فريسة لهذه العمليات .

ثانيا : المسببات النفسية :

إن طبيعة المرء و تربيته تؤثر تأثيرا سلبيا على إبداعاته ، وخصوصا إذا لم يتم إرشاده نحوها ، فمثلا تعود أحدنا على إن يكون دقيقا جدا في عمله ، فنجده يتعامل معاملة صارمة تقتل كافة سبل الإبداع ، و تكون حياته خالية من المرونة بل وقاسية قسوة الصحراء .

كما تعودنا على الكسل ، فبدلا من أن ندقق في مسببات الأشياء قبل الحكم على المواقف ، نلاحظ أن البعض يأخذ بحكم الآخرين على الأشياء كشراء سيارة معينة أو شماغ معين وما شابه، من جهة أخرى (وهذا قد يؤرق الأخوة الأطباء) نلاحظ أن بعض المرضى يتناصحون ببعض الأدوية دون استشارة الطبيب ، وقد تصيب تارة وتخطئ تارة أخرى، المشكلة إنها قد تكون مميتة أحيانا (هل هذا إبداع للموت ؟ حمانا الله جميعا من كل مكروه). فهل يكون سبب ذلك هو عجزنا عن التفكير بشكل صحيح و متمرس؟



ثالثا : المسببات الاجتماعية و البيئية :

إن مجتمعنا قد يكون عائقا كبيرا للإبداع . فمثلا

1- عدم إعطاء الخيال حقه من الممارسة والاهتمام بحجة أن الخيال سمة من سمات الطفولة ، تكون عيبا في حق الكبار ، بل والأمر ينطبق حتى على اللهو واللعب .

2- إن سيادة مفهوم حل المشكلات بين معظم الناس وحصرها في الجدة بالعمل و عدم الهزل ، في حين أن سمة الهزل و خفة الظل سمة شخصية من سمات المبدعين.

3- طغت على الغالبية العظمى من البشر لغة الأرقام ومنطقها (كأسلوب مثمر للحياة) وغدت الإنسانيات لغة غير محببة وتحولت الحياة إلى عمل دون راحة .

4- لا يستسيغ الكثير عمليات التغيير ، بل يعتبرونها مشكلة و مضيعة للوقت ، بل و يحبذون النمط المألوف للحياة اليومية بالنسبة لهم وصار الأفراد آلات لا تتوقف.

5- من جهة أخرى نلاحظ عدم التعاون بين أعضاء الفريق الواحد مما يسبب مضيعة الوقت والجهد.

6- التسلط بين الأفراد ، و الخوف من المسئولية ، والحرص الشديد جدا على الانضباط .

7- الإفراط والتفريط في استخدام التقنية دون حاجة ماسة اليها.



رابعا : المسببات الذهنية :

العقل هو مركز التفكير ، لكنه يكون معوقا أحيانا وخصوصا أن :

1- الإصرار على استخدام التقنية وبخاصة إن كانت بشكل خاطئ . فالحمد لله وصلت التقنية إلى منازلنا بشكل ميسر ، وجميل جدا أن يُسخّر المرء التقنية لخدمته ، لكن حينما تكون هذه التقنية سببا لتعاسته ، فنحن بحاجة إلى وقفة تأملية لهذه التقنية ونسأل أنفسنا "لماذا حصلنا على هذه النتيجة السلبية من هذه التقنية ؟".

2- عدم الإلمام بأسلوب حل المشكلات بشكل صحيح وعلمي ، فإن أساليب حل المشكلات تأخذ مراحل محددة ، و بسبب طبيعة البشر (وهي العجلة في الأمور كلها ) نلاحظ عدم اكتراث المرء (وخصوصا أثناء تفكيره) في اتباع هذه المراحل ، فمثلا في التجارب الكيميائية يضطر الكيميائي إلى اتباع عمليات الكشف عن المحاليل مجهولة التركيب في مراحل متدرجة للكشف عن تركيباتها، إن تخطي أي مرحلة تعني عدم دقة النتائج . ويضطر الفرد أحيانا إلى استعمال استراتيجية لم يتعود عليها ، فيضطر إلى معاملة هذه الاستراتيجية بنفس المعاملة التي يعامل بها الاستراتيجيات التي كان يتعامل معها ، دون مراعاة لخصائص هذه الاستراتيجية ( كأسلوب المحاولة و الخطأ) .

3- عدم تكامل البيانات والمعلومات الرئيسة لتكوين خلفية علمية متكاملة وهذا أحد أسباب عدم اكتمال الحلول ، فمثلا يقضي المحققون في العلوم البوليسية وقتا كبيرا في البحث عن أدلة إضافية تساعدهم على حل المشكلة، و أنت عزيزي المبتكر عليك التفكير بتمعن، واستخدام كافة الوسائل لجمع البيانات ، و تقييم هذه البيانات فمعظم الأحيان نخفق في النتائج بسبب عدم اكتمال هذه البيانات بشكل صحيح .

4- عدم توافر المسببات و القدرات الرئيسة ( كالقراءة و الكتابة والأدوات … الخ) وهي ما تعرف باسم الإمكانات ، لكن هذا ليس عذرا في عدم حلنا للمشكلة ، فعلينا إيجاد البدائل ، مثلا إن كانت اللغة حاجزا ، فنحن بحاجة إلى تعلم هذه اللغة ، أو إحضار مترجمين وما شابه ، كذلك إيجاد كل ما من شأنه تذليل وتوفير هذه المتطلبات .

5- قلة الثقة بالنفس أو الإفراط في الثقة بالنفس : الثقة بالنفس للدرجة المطلوبة أمر مطلوب وخصوصا أثناء المواجهات أو التطبيقات العملية ، بيد أن الأمر غدا بين إفراط وتفريط لا يتلاءم و القدرات الموجودة ، فان تم تحديد هذه القدرات فلعل أفضل حل بعدها ما تقوله هذه الآية الكريمة: "فإذا عزمت فتوكل على الله " . فإن الغرور مشكلة وكذلك التردد.

6- عدم تقبل النقد الهادف : لقد جعل الله سبحانه الشورى مبدءا إسلاميا مهماً حيث يتم من خلاله رؤية المشكلة من عدة زوايا ينقد من خلالها الجميع فكرة حل معينة ويتم من خلالها بناء فكرة جديدة ، و هنا تتضح عملية النقد الهادف و تقبل هذه الانتقادات بروح طيبة.

د.فالح العمره 17-04-2005 04:37 PM

النهوض الابداعي...للفرد...

كيف تسير في طريق الابداع...
أولا: عدم الاعتماد على الحلول الجاهزة

يعتمد الأفراد ـ غالباً ـ عند مواجهة أي طارئ أو بحث أية مسألة مستجدة على مخزون ذاكرتهم من نظريات وحلول مماثلة أو مشابهة لما يحدث لهم، ونقل التجربة السابقة كاملة أو مبتورة لمعالجة الطارئ الجديد أو القادم باعتبار هذه الطريقة افضل الخيارات وأسرعها في حل المشاكل وإنهاء الأزمات. ونجاحها مرة لا يعني بأي حال من الأحوال اعتمادها مرهماً لكافة الجروح، فقد أثبتت التجارب أن التكرار ممل وقاتل وخصوصاً في المسائل الاستراتيجية والعسكرية، لذلك يلزم ترك الماضي وما يحمل من نجاحات واخفاقات، والتنقيب عن حلول جديدة تفاجئ الجميع.

ثانياً: التأني في حسم المواقف

لا شك أن السرعة مطلوبة في الكثير من القضايا، ولكن لا على حساب الجودة والنوعية أو الإحاطة والإلمام بجوانب الموضوع المختلفة، فالبعض من الناس بحجة ضيق الوقت والإسراع في إنجاز المهمة والبرنامج يتوقف عند حدود معينة ويكتفي بما حصل عليه من نتائج متواضعة أو جزئية، في حين يتطلب الموقف ضغطاً اكبر على العقل لا خراج كل ما لديه من إبداعات مع مراعاة عنصر الزمن ـ طبعاً للطوارئ أحكام ـ واكتشاف ارقى الرؤى وانضج الحلول.

ثالثاً: زرع الثقة بالنفس.

الحياة تجارب، والتجارب قد تصيب حيناً، وتخطأ حينا آخر، (وفي التجارب علم مستأنف) كما قال أمير المؤمنين…، والعاقل من اتعظ من هفواته وأخطاءه، ونهض مسرعاً لتقديم المزيد من النتاجات للوصول للهدف المنشود، ودون أن يعيق توقفه عمليات نمو تفكيره الإبداعي. وينقل عن الكاتب البريطاني (شكسبير) أنه لم يصل إلى قمة المجد والشهرة إلا بعد نكسات غير عادية مرّ بها في مشواره الأدبي، ربما تخطت ألف رفض لنتاجاته الأدبية من قبل الصحف البريطانية، وبمواصلة الطرق المتواصل للعقل استطاع أن يقدم أعمالاً إبداعية فريدة خلدت اسمه إلى اليوم.

ثم أن الفشل في جانب معين لا يعني بأي صورة عدم طرق الجوانب الأخرى فالإنسان لم يخلق ليبدع في هذا الجانب دون ذاك، وإنما عليه بذل الجهود للوصول إلى الحالة التي تفتق عقله وترفع مستوى تفكيره.

رابعاً: رفع المستوى الثقافي والعلمي

العقل يحتاج إلى إمداد ثقافي وعلمي رفيع وغير منقطع، حتى يتمكن من طرق الجديد وفتح نوافذ غير معروفة أما الجمود على المخزون الماضي وقطع التواصل مع العلوم المستجدة يضيّق عمليات تحرك العقل ويقتل محاولات انطلاقته في آفاق الدنيا الواسعة. وخطاب الحق تعالى إلى نبيه( (وقل رب زدني علماً( يشير إلى مسألة استمرارية طلب العلم والتواصل مع الثقافات الأخرى.

خامساً: الانفتاح على الآخر

الاختلاف سنّة الحياة، والانفتاح على الآخر المختلف حالة حضارية تفرضها آليات الإبداع، لأن وجود الآخر مفروض منه، ومعرفته تتطلب جهداً غير بسيط لرفع المسبقات الفكرية عنه وعن فكره، وقراءته قراءة منطقية مجردة عن كل التأثيرات.

وسواء كنا في حوار أو مواجهة مع الآخر ينبغي لنا أن نكون على دراية تامة واطلاع دقيق بما يفكر ويخطط ويعمل حتى نكون بمستوى الحوار والمواجهة. أما التمحور على الذات وتحريم القرب من الآخر وما يتعلق ويتصل به لا يمكن أن يعطي نتائج طيبة أو حقيقية والحكم على الشيء قبل معرفته خطأ قاتل.

ثم أن مسألة رفض الآخر أو قبوله لا تخضع لقواعد ثابتة أو محددات علمية واضحة، ولو تركت للبعض لعممها على كل من خالفه الرأي قريباً كان أو بعيداً، صديقاً أو عدواً، وحسمها بالانفتاح عليه يقطع تدخلات الأهواء والمصالح.



--------------------------------------------------------------------------------

سادساً: البرنامج المفتوح

من المسلّم به علمياً أن نمط العادات والتقاليد له تأثير سلبي كبير على مستوى التفكير العقلي، وبالتالي على نوعية الإنتاج الإبداعي المنبثقة من هذا التفكير، فالرتابة المملة والجمود النمطي يمنع الفرد من قبول غير المألوف ويعتبره خروجاً عن العادة والتقاليد المعروفة.

والبرنامج المفتوح الذي يعتمد على سلوك غير متعارف في طرق التفكير والعمل (مكاناً وزماناً) يقدم رؤى وتصورات غير مطروقة للفرد ويطلقه في رحاب عالم وسيع.

سابعاً: احترام الوقت واستغلاله.

اغلب الناجحين والمبدعين أولئك الذين عرفوا كيف ينظمون أوقاتهم ويستغلون الزمن الضائع في تنمية مهاراتهم واستنهاض عقولهم، فالوقت عنصر هام في صناعة النهضة الفردية والاجتماعية، والمستقبل لمن استغل الوقت وبرمجه في عمليات التحول والانتقال من مرحلة إلى مرحلة، ودون ذلك ضياع وانقراض.

ثامناً: أوجد ملكة الإبداع في نفسك

فإن طرق حل المشاكل لا تتحدد في نمط معين، كما أن استنتاجات الإنسان لأية مسألة لا تتوقف على شكل خاص أو ثابت، فكلما عوّد الإنسان نفسه على إعمال عقله ورفع درجات توقد ذهنه وتفتقت لديه إبداعات لم يتوقعها أحياناً، لذا على الفرد أن لا يرضى بما وصل وحصل عليه العقل، وإنما عليه ـ في كل مسائل التفكير ـ أن يضغط على عقله بقوة للحصول على اكبر قدر من النتاجات غير المسبوقة، وبتكرار هذه العملية تتكون لدى الإنسان ملكة الإبداع الحاضرة في كل زمان ومكان.

تاسعاً: مواجهة التحديات

الظروف الطبيعية والعادية لا تخلق رجالاً مبدعين ولا تصنع عقولاً مفكرة، وإنما التحديات الكبرى والمواجهات الشرسة هي التي تصقل المواهب وتنمي الإبداع وتطلقه في آفاقها الواسعة، أما الانسحاب من المواجهة والاستجابة للتحديات أو مسايرتها ما هو إلا هروب من الواقع واستخفاف بالعقل البشري، بينما رفض الواقع ومقاومة الضغوطات والصبر عليها ومعالجتها بتأني وحكمه يكفل التغلب عليها وإيجاد أكثر من مخرج للخلاص منها فعند الامتحان يكرم المرء أو يهان.

عاشراً: التشكيك بالنتائج والنظريات

العقل السليم والمبدع لا يستسلم بسهولة للنظريات العلمية ولا يعتبرها حقائق ثابتة لا تقبل الخدش والتسقيط ما لم يمررها في مختبرات التشكيك والتدقيق والمناقشة، كما أن اعتبار أي خيارات خاتمة المطاف لأية فكرة هو خضوع وانقياد لما هو موجود ومتعارف.

والمبدع من يشكك بكل نتيجة ويمطرها بوابل من الأسئلة والاستفسارات، ويتوقع بطلانها ووجود بدائل أخرى افضل منها.

إحدى عشرة: ناقش ثم ناقش

تعوّد الفرد في مجتمعاتنا على تلقي التعليمات والحلول الجاهزة واطاعتها وتنفيذها دون زيادة أو نقصان، لأنه تعود المحاسبة والمعاقبة على أي تصرف في الفكرة ولو كان إيجابيا. لذلك تشاهد اغلب نتاجاتنا تكرارية خاوية من الإبداع والخلاقية، والسر في ذلك إننا ننفذ ولا نناقش في كل شيء ولا نرى في أن المخول إلينا مسؤولية علينا تفحصها ومناقشتها قبل التنفيذ وليحصل ما يحصل، ولو استدام كل فرد على عدم تقبل الأمر ـ تمرد ـ إلا بعد قناعة تامة به لرأيت الإثراء والإبداع مسيطراً على جميع مناحي الحياة وتشعباتها.
_________________

الخليجي 30-04-2005 08:56 PM

ماقصرت , جزاك الله خير

تحياتي

د.فالح العمره 17-05-2005 01:49 AM

مرحبا بك ولا هنت


الوقت في المنتدى حسب توقيت جرينتش +3 الساعة الآن 07:27 AM .

مجالس العجمان الرسمي