أضاعوني وأي فتىً أضاعوا=ليوم كريهـةٍ وسَـدادِ ثَغـرِ
وخَلَّوني ومعتـرك المنايـا=وقد شُرعت أسنَّتُهم لنحـري
كأني لم أكن فيهـم وَسيطـاً=ولم تَكُ نِسبتي في ال عمروِ

وأجهشتُ للتوبـادِ حيـن رأيتـهُ=وهَلَّـلَ لرحمـنِ حيـن رآنــي
وأذرفتُ دمع العيـنِ لمـا رأيتـهُ=ونادى بأعلى صوتـهِ ودعانـي
فقلتُ لـه أيـن الذيـن عَهِدتُهـم=حواليكَ في خصبٍ وطيبِ زماني؟
فقال: مَضَوا واستودعوني بلادهُم=ومن ذا الذي يبقى معَ الحَدثـانِ؟

إذا شئتَ أن تحيا سليماً من الاذى=وحظُّكَ موفورٌ وعِرضُكَ صَيَّنُ
لسانُكَ لا تذكر به عورةَ امـرئٍ=فكلُّك عَـوراتٌ وللنـاسِ ألسُـنُ
وعينُكَ إن أَبدَت إليـكَ معايبـاً=فدعها وقل يا عينُ للناسِ أعيـنُ

ليس من ماتَ فاستراحَ بميتٍ=إنما الميتُ ميـتُ الاحيـاءِ
إنما الميتُ من يعيشُ ذليـلاً=كاسفاً بالـهُ قليـلُ الرجـاءِ

هلاوغلا
كل عام وانتم بخير وعساكم من العايدين السعيدين
ومشكور يابو حمد على هالموضوع وتسلم
.
.
.

أفادتني القناعة كل عزٍ = وهل شي أعز من القناعة
فصيّرها لنفسك رأس مالٍ = وصيّر بعدها التقوى بضاعه
تحز ربحاً وتغني عن بخيلٍ = وتنعم بالجنانِ بصبرِ ساعة

ان العيون التي في طرفها حور= قتلننا ثم لم يحينا قتلانا
وأمطرت لؤلؤ من نرجس وسقت= ورداً وعضت على العناب بالبرد
والله ما حزنت أخت لفقدأخٍ = حزني علية ولا أم على ولد
هم يحسدوني على موتي فوأسفي= حتى على الموت لا أخلو من الحسد
وطني لو شغلت عنه =نازعتني اليه في الخلد نفسي
واغض طرفي مابدت لي جارتي =حتى يواري جارتي مأواها
وقفت وما في الموت شك لواقف=كانك في وجه الردى وهونائم
إذا غضبت عليك بنو تميم= حسبت الناس كلهم غضابا
ألستم خير من ركب المطايا= واندى العالمين بطون راحِ
يذكرني طلوع الشمس صخرا= واذكره لكل غروب شمس

( عمر أبو ريشة )

إني وإن خانوا عهودي وانثنوا=عن بيعتي خوف العدا لا أخملُ
لا سيما إن عضني دهرٌ فقد=لاقى الخطوب الفادحات المرسلُ

ولدتك امك يابن ادم باكيا=والناس حولك يضحكون سرورا
فاجهد لنفسك ان تكون اذا بكوا=في يوم موتك ضاحكا مسرورا

ترى أيامهم أعوام قومٍ=وساعات الفتى منهم شهورا
فلا يبعُدُ حبيبٌ بان عنا=وإن كان البعاد به جديرا

هَلْ غَادَرَ الشُّعَرَاءُ مِنْ مُتَـرَدَّمِ = أَمْ هَلْ عَرَفْتَ الدَّارَ بَعْدَ تَوَهُّمِ
أَعْيَاكَ رَسْمُ الدَّارِ لَمْ يَتَكَلَّـمِ = حَتَّى تَكَلَّمَ كَالأَصَـمِّ الأَعْجَـمِ
وَلَقَدْ حَبَسْتُ بِهَا طَوِيلاً نَاقَتِي = أَشْكُو إلى سُفْعٍ رَوَاكِدِ جثَّـمِ
يَا دَارَ عَبْلَـةَ بِالجَوَاءِ تَكَلَّمِي = وَعِمِّي صَبَاحَاً دَارَ عَبْلَةَ وَاسْلَمِي

إحذر الأحمق واحذر ودُه =إنما الأحمقُ كالثوبِ الخلِق
كلما رقَعتهُ من جانبٍ = زعزعتهُ الريحُ يوما فانخرق

لعمرك ما الرزية فقد مال=ولا شاة تموت ولا بعير
ولكن الرزية فقد حُرٍّ=يموت بموته خلق كثير

نحن قوم تذيبنا الأعين النّجل=على أننا نذيب الحديدا

سَيعْلَمُ الجَمعُ مـمّنْ ضَـمّ مَجلِسُنـا=بأنّني خَيـرُ مَنْ تَسْعَـى بـهِ قَـدَمُ
أنَا الذي نَظَـرَ الأعْمَـى إلى أدَبـي=وَأسْمَعَتْ كَلِماتـي مَنْ بـهِ صَمَـمُ
أنَامُ مِلْءَ جُفُونـي عَـنْ شَوَارِدِهَـا=وَيَسْهَـرُ الخَلْـقُ جَرّاهَـا وَيخْتَصِـمُ

يَا مَـنْ يَعِـزّ عَلَيْنَـا أنْ نُفَارِقَهُـمْ=وَجدانُنا كُلَّ شـيءٍ بَعدَكـمْ عَـدَمُ
مَا كـانَ أخلَقَنَـا مِنكُـمْ بتَكرِمَـةٍ=لَـوْ أنّ أمْرَكُـمُ مِـن أمرِنَـا أمَـمُ
إنْ كـانَ سَرّكُـمُ ما قالَ حاسِدُنَـا=فَمَـا لجُـرْحٍ إذا أرْضـاكُـمُ ألَـمُ
وَبَيْنَنَـا لَـوْ رَعَيْتُـمْ ذاكَ مَعـرِفَـةٌ=إنّ المَعارِفَ فِي أهْـلِ النُّهَـى ذِمَـمُ

وظلم ذوي القربي اشد مضاضةً=واشد من وقع الحسام المهندي

لا تظلمن إذا ماكنت مقتدرا= فاظلم مصدره يفضي إلى الندم
تنام عيناك والمظلوم منتبه = يدعو عليك وعين الله لم تنم