المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ماذا خسر العالم بهجر المرأة بيتها؟ نصوص من بعض الكتب (4)


محمود المختار الشنقيطي
16-01-2016, 01:43 PM
ماذا خسر العالم بهجر المرأة بيتها؟ (4)
من سيقف مع المرأة بين يدي الله؟!!
نصوص من بعض الكتب
( السلطانات المنسيات ) / فاطمة المرنيسي / ترجمة : عبد الهادي عباس،وآخر / دمشق / دار الحصاد / 1998م/ الطبعة الثانية }.

في مستهل هذه الحلقة نذكر بإلحاح المفكر – والفيلسوف – علي عزت بيجوفيتش – في النصوص التي نقلناها عنه،وغيرها – على مسألة انتشار "اللقطاء"في الحضارة الحديثة،وتأكيده ،وتأكيد غيره،على الدور الذي لعبه تغير الدور المرأة في المجتمع،وتآكل ما كانت تقوم به من "جمع"شمل الأسرة بعد تحولها إلى "كادحة" .. وفي إطار ظاهرة انتشار "اللقطاء" ،في العالم الإسلامي،والذي وصل إلى محاولة بعض الدول الإسلامية "دمجهم"مع شريحة أخرى هي"الأيتام"،وهي شريحة لها "قانونها"في الدستور السلامي – القرآن الكريم – والذي لا علاقة له بألئك الأبرياء "اللقطاء"على كل حالٍ في ظل انتشار تلك الظاهرة،وجدنا إحدى الأنثويات تكاد أن ترقص فرحا،بذلك!!
إنها الأستاذة فاطمة المرنيسي،والتي "رقصت"قائلة :
(( أشارت الإحصائيات الأخيرة حول العالم العربي أنه يعيش حاليا ثورة ديموغرافية حقيقية،والتي تعتبر إحدى سماتها الأبرز هي تراجع سن الزواج،سواء كان بالنسبة للرجال أم للنساء،ومن يقول بتراجع سن الزواج يقول بمضاعفة احتمالات الرؤية المتزايدة لعدد الأطفال غير الشرعيين،إذ أن حواجز المراقبة التقليدية المبكرة للجنسية لم تعد هنا. والحواجز التقليدية المعنية هنا كانت تتمثل بفصل الجنسين من كل طرف،ومراقبة الأهل لمرحلة النضوج الجسدي للبنات. وخارج تربية البنات المتشددة أكثر فأكثر فإن دخولهن مجال العمل المأجور يلغي جميع أنظمة الرقابة الموضوعة على إبقاء العنصر النسوي راكدا. نحن لا نعرف شيئا عن الأطفال غير الشرعيين لأن الأطباء والقضاة { ما دخل القضاة في الموضوع؟ - محمود} يحافظون على هذا السر العالي التوتر وذلك من أجل الذات الجماعية .)) { هامش : ص 253 – 254}.
في الهامش أشير إلى بعض ما ذكرته الأستاذة سهام القحطاني،في زاويتها " مدى" تحت عنوان : ( السباحة في بحيرة الشيطان "الحمراء" ) :
(( أؤمن يقينا أن على الكاتب أن يتسلل إلى المناطق الخطرة والمحرجة في حيز إشكالياتنا الاجتماعية،مهما كانت درجة منطقة الغور(..) لمرتين يتحدث الأستاذ (عبد الله الجفري) عن ظاهرة أبناء (الصناديق) ..(..) لم يصبح من الخفي على الجميع تصاعد ظاهرة الأطفال الذين ينبتون كبذور شيطانية بقرب المساجد أو قرب المستشفيات..)) { جريدة البلاد العدد 15298 في 28 / 1 / 1419هـ}.

إلى كتاب آخر :
كتاب (التنوير الزائف / د.جلال أمين / دار المعارف "سلسلة اقرأ"
سنختار نصا واحدا من هذا الكتاب :
(اكتشفنا – أو اكتشف بعضنا على الأقل – أن التقدم ليس حتميا،وأن التاريخ الإنساني ليس كالسلم الذي يقف البعض على درجاته العليا والبعض الآخر على درجاته الدنيا،ولا هو كالطريق الواحد الذي يتقدم فيه البعض خطوات على الآخرين،وإنما هو كمجموعة من الطرق المتشعبة،لكل طريق مزاياه وعيوبه،واختار الغرب أن يسير في أحدها فكسب أشياء وخسر أشياء،وأن هذا الاختيار كان تحكميا إلى حد كبير،ومحكوما بظروف اجتماعية وبيولوجية ونفسية مختلفة،ومن السخف محاولة إقناعنا بأن هذا هو"الطريق الوحيد"الذي يمكن السير فيه،ويجب السير فيه بسرعة،وإلا كنا متخلفين (..) أما التخلف فأنا أعرف الآن ما هو إنه ليس إلا هذا الشعور بالعار فأنت لست متخلفا إلا بقدر شعورك بالعار إزاء هؤلاء الذين يسمون أنفسهم"متقدمين"وسوف تظل متخلفا مهما زاد متوسط دخلك ومهما ارتفع معدل نموك ومهما زاد ما في حوزتك من سلع وخدمات طالما أنك تشعر بالعار لأنك لا تملك ما يملكون (..) نعم نريد إطعام الجوعى وتوفير الكساء والمأوى المناسب لمن لا كساء أو مأوى لهم ولكن هذا في حد ذاته ليس مبررا للشعور بالعار بل لعل أول شروط النهضة وزيادة السلع الضرورية هو التخلص من هذا الشعور بالعار وإلا كانت النتيجة إذا استمررنا نرفع شعار التنمية ونفهمه على النحو الذي نفهمه الآن إذا استمررنا نسمي أنفسنا متخلفين ونحدد هدفنا بأنه اللحاق بمستوى المعيشة في الغرب ستكون النتيجة أننا بعد خمسين عاما أخرى من"التنمية"سيكون لدينا محلات ماكدونالد أكثر وكوكاكولا أكثر ومخدرات أكثر وستكون المرأة المصرية خلال هذه الفترة قد حققت بالطبع نجاحا باهرا في الحصول على مساواتها بالرجل : كلاهما يتمتع بنفس المعيشة وبحرية الحصول على نفس الكمية من الماكدونالد والبلو جينز والمخدرات والإعلانات (..) لماذا يفرض عليّ أن أقبل أن زيادة نسبة النساء العاملات خارج المنزل بأجر "أي لدى الغير"هو دائما شيء أفضل من العكس){{ ص 9 - 15}

كتاب ( ليلى المريضة في العراق) : د.زكي مبارك / القاهرة / شركة نوابغ الفكر / القاهرة / الطبعة الأولى 2012

ونص واحد من هذا الكتاب أيضا. في لقائه مع أحد المسؤولين في التعليم :
(ثم ماذا؟ ثم ماذا؟
ثم انتقلنا إلى تعليم البنات فعرفنا – بعد الأخذ والرد – أن البنت في المدرسة المصرية تقتل بالدروس ،فلا تستطيع أن تكون بهجة البيت في المساء.
وقد لوحظ أن البنات في المدارس الأجنبية يعاملن معاملة تقوم على أساس العطف والرفق،والمفهوم عند الأجانب أن البنت إنما تتعلم لتصلح تمام الصلاحية لتكون ربة بيت){ ص 114 جـ3}.

كتاب (شوربة الدجاج : لحياة الآباء : قصص حب،وتعليم وأبوة) / مكبة جرير / الطبعة الأولى 2002

ونص واحد .. مرة أخرى :
("هل يوجد الآن شيء أشد حرجا من الارتباط بامرأة "لا تعمل"؟
إليك"جاكي"كمثال واضح على ذلك،فهي تنسج وتغزل الصوف وتحضر دروسها في كلية الفنون مرتين أسبوعيا،وتقوم حاليا بإعداد نسيج مزدان بالرسوم قامت بتصميمه لفرش حجرة المعيشة. بالإضافة إلى أنها تقوم أيضا بصنع مئات من الوجبات أسبوعيا،وكي كم هائل من الملابس وتنظيف الأرضيات،والخروج مع الكلب للنزهة،وإقامة حفل عشاء أسبوعيا. ورغم ذلك فهي"لا تعمل".
إنها تقوم بمداواة أطفالها،وتقوم برعايتهم الصحية،وتستمع إلى واجباتهم المدرسية التي تكفي للحصول على درجة علمية من جامعة"أكسفورد"وتتولى إدارة ميزانية الاسرة وتعثر على أشياء لا يتسنى لأحد العثور عليها بالدور السفلي،وتُذكر "ريتشارد"بتمشيط شعره كل صباح وتُروح عن"جين"عندما تظهر البثرات بوجهها،وتلمع الأثاث.
إنه تقوم بالتسوق وتُرتب المشتروات وتنظف الأدوات الرياضية وتعرف مكان متعلقات كل فرد في الأسرة وترد على البريد،وتتأكد أن أحدا لم يترك خاتمه أو نحو ذلك بجانب حوض الاستحمام،وتتدبر أمر المشاكل الطبية الصغيرة،ومع ذلك فهي"لا تعمل"
إنها تقوم بقص الشعر،وتنظيف فلتر الفرن (..) وتتولى تنظيف البيت بالمكنسة الكهربائية،وتضع الشطائر داخل حقائب أطفلها المدرسية لتناولها أثاء فترة الراحة،وتقوم بتعليق المعاطف وتدليك أقدام أطفالها عندما يشعرون بالبرد،وتحاول الترويح عن أفراد الأسرة طوال الوقت وتُزيل بقايا الأشياء المكسورة وتوضّح كيفية استخدام مساحيق ظل العين.
وتبتسم أثناء سرد قصص (..) الفكاهية ،وتقوم بحفظ الصور الفوتوغرافية في ألبوم،ولا تدع أحدا يغادر المنزل دون معانقته،وتُغطي ابنتها عند ذهابها للنوم كل ليلة "رغم أنها أصبحت في الرابعة عشرة من عمرها أي في حجم والدتها"وتعرف أسعار كل شيء حتى الكروت البريدية وتقوم بترتيب الأثاث،وتستمع بكل جدٍ واهتمام إلى طموحات الجميع سواء كانت تلك الطموحات مبالغا فيها مثل"رئيس الوزراء،بطل رياضي مشهور"أو بسيطة مثل"طموح رينشارد الحالي" في أن يصبح مخبرا سريا بارعا". إنها تقوم أيضا بتعليق الصور على جدران المنزل "ثمانين صورة على جدار واحد"إنها تقوم بتثبيت الأزرار والذهاب إلى قاعات الفنون،أما العمل،فلا أظن ذلك!.
وتقوم أيضا بإطالة بناطيل الجنز،وتسلك مواسير المياه،وتتذكر دائما تقديم طبق المكرونة الاسباجيتي"المفضل لدى الأطفال"مرة كل أسبوع،وتقوم بانتقاء الأخبار الصحفية التي قد تُشكل أعمدة،وتقوم بإجراء تمرين رياضي ثلاثين مرة كل صباح للمحافظة على رشاقتها،وتوضح لريتشارد – برحابة صدر – السبب في أنه لا يمكنه ارتداء القميص ثمانية أو عشرة أيام على التوالي،وتقوم بإرسال كروت المعايدة.
وما المانع في أن تكف الآن عن العدو ثلاث مرات أسبوعيا،أو العمل في فريق الإنقاذ بإحدى المنظمات الشبابية،أو تعلم اللغة الألمانية في مدرسة ليلية أو الانتهاء من دورة جامعية لدراسة أمهات الكتب.
ولكنها قامت بصنع نسيج لغرفة "جين"و"مائدة القهوة"من طقم غرفة طعام قديم،وقامت منذ أسبوع فقط بمعرفة كيفية استبدال المصباح الكهربائي بجهاز تسليط الصور على الشاشة"بروجكتور"عندما فشل والدي في استبداله.
ولسوء الحظ أن كل ما ذكر سابقا لا علاقة له بالنقطة الأساسية وهي أنها لا تعمل في مكتب و تجري جراحات في المخ،أو تقود شاحنة،أو تنتمي إلى نقابة معينة.،أو تطبع رسائل على الآلة الكاتبة أو تبيع العقارات أو تُقدم عرضا تلفزيونيا أو حتى تُمارس المصارعة أو باختصار"لا تعمل"){ ص 64 – 66 }.
في الحلقة القادمة .. نأخذ نصوصا أخر .. إذا أذن الله.


أبو أشرف : محمود المختار الشنقيطي المدني