المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ماذا خسر العالم بهجر المرأة بيتها؟ (2)


محمود المختار الشنقيطي
12-01-2016, 10:24 AM
ماذا خسر العالم بهجر المرأة بيتها؟: من سيقف مع المرأة بين يدي الله؟!! (2)
نصوص من بعض الكتب

نصوص حول المرأة .. وقضيتها .. وعملها .. خارج المنزل

هذه "نصوص"حول المرأة،أحببت أن أضعها كما هي في مكان واحد :
كتاب "هروبي إلى الحرية" : علي عزت بيجوفيتش / ترجمة : إسماعيل أبو البندورة {في الداخل كُتب :إبراهيم أبو البندورة!} / دمشق : دار الفكر / الطبعة الثالثة 1429هـ = 2008
1 – (الرجل والمرأة هما الخلية الأساسية للعالم والحياة. لن تغير الحياة الواقعية ولا الثورات ولا تغير الإمبراطوريات،وتغير القوانين وأصحاب الأملاك هذا العالم،إذا لم تتغير العلاقة بين الرجل والمرأة. والعكس،فإن أقل تغيير لهذه المادة الحياتية الأساسية،تقود إلى الانقلاب العام. الصورة الأولى له ولها أنها ما قبل الصورة المرتبطة بالجنة للخطيئة المسؤولية والعقاب. وكل ما حدث بعد ذلك،بدءا من السقوط الفريد المرتبط بآدم وحواء وعلاقتهما. كل شيء بينهما بدأ كميتافيزيقيا وبقى كذلك. هذا التاريخ البعيد تحدد بهذه المأساة الأولى والتي كان بطلاها : هو وهي!) {ص 49}
2 – (أحد حجج الحركة النسوية تبين أن المرأة خلال الفترة الماضية بأكملها،عرفت أما،وحان الوقت الآن لكي تعرف شخصية،وفي الحوار حولهما : الأم الشخصية،نجدهما مفهومين متناقضين. أحببت أن يوضح لي أحدهم ذلك! اعتقدت دائما بأنه لا يوجد ما هو أكثر ذاتية وغنى في الشخصية من الأم،وأن الأم شخصية سامية. ديالكتيك النساء يثير الارتباك!){ ص 60}
قلتُ : لعل"النسويات" أدق من"النساء".
3 – (هذا الضغط المتواصل من أجل تشغيل النساء خارج البيت،ومساهمتها في الإنتاج له شكل بسيكولوجي ،إنه يقوم على عدم معرفة كل تلك القيم الاقتصادية التي تحققها النساء في البيت،بالولادة،وتربية الأطفال،والمحافظة على الأمور البيتية. فربة البيت هي ذلك العامل الذي يعمل يوميا عشرة أو اثني عشرة ساعة ونَصفها في إحصاءاتنا بأنها شخص عاطل عن العمل،ونصفها في جدول"العناصر العاطلة عن العمل". نعرف جميعا جيدا،كم هي المرأة عاملة،ولكننا بالوقت نفسه نتظاهر بأننا لا نراه. هذا التجاهل لعمل المرأة هو أحد الضغوط،"وهذه المرة أخلاقيا – على المرأة لترك البيت،وإدارة الظهر للعائلة. الثقافة الإسلامية يجب حرفها باتجاه آخر،وبداية ذلك بالاعتراف بعمل الأم ربة بيت){ ص 126}.
4 – (وفقا لاختبارات الاقتصادية "روث سيفار" : "تمت الاختبارات عام 1984 – 1985 "،فإن قيمة عمل المرأة غير المدفوع،والذي يعني العمل المنزلي،يقدر سنويا بأربعة آلاف مليار دولار،مما يساوي ثلث الإنتاج العالمي الإجمالي. معظم دول العالم اليوم تعترف رسميا بالمساواة بين الرجل والمرأة. والنساء يؤلفن "ثلث"قوة العمل العالمية،ويحققن عشر الدخل الإجمالي. للنساء العاملات عمل يومي مضاعف،أحدهما في الشركة،والآخر في البيت. وتشير بعض الإحصائيات أن الأوربيات العاملات،يملكن أقل من نصف زمن العمل الحر،بالمقارنة مع أزواجهن. والأمر نفسه مع النساء العاملات في الدول الأخرى){ص 136}.
5 – (حصل في الدول الغربية طبقا للبيانات الإحصائية خلال السبعينات والثمانينات انخفاض عدد النساء في المراكز الهامة. ويوجد اليوم عدد قليل من النساء الوزيرات والسفيرات وأعضاء البرلمانات،بخلاف ما كان سائدا قبل ثلاثين أو أربعين عاما. الاستثناء فقط في السويد،حيث ارتفع عدد النساء اللاتي يتبوأن وظائف عالية){ص 140}
6 – (ينمو عدد الذين يطلبون الطلاق في تشيكوسلوفاكيا في معظم مرحلة ما بعد الحرب. ووفقا لبعض البيانات،فإن كل ثاني زواج ينهار،وبوجود القوانين نفسها فإن الأغلبية تطلق في تشيكيا البروتستانتية أكثر منها في سلوفاكيا الكاثوليكية. وهذا هو أحد أسباب قلة الخصوبة في التشيك،وتنحدر نسبة التشيك بالنسبة لعدد السكان العام في البلاد. ويعتقد أنه بالإضافة إلى أسباب أخرى،فإن السبب الرئيسي لانهيار العائلة الاستقلال الاقتصادي للمرأة. ثلث الأطفال في تشيكوسلوفاكيا هم أطفال لأبويون مطلقين."جريدة بوليتيكا - بلغراد 31 / 8 / 1986م"){ ص 174}.
7 – (يولد في الاتحاد السوفيتي وحده سنويا حوالي نصف مليون من اللقطاء. العائلة الروسية في أزمة،والسبب الرئيسي الموقع المتغير للمرأة،تهيمين المرأة في العائلة وفي بعض المناطق في المجتمع : مقابل كل عشر نساء متعلمات جامعيات هناك ستة رجال متعلمين جامعيين. والطلاق على قدم وساق. المشكلة الجديدة المنتشرة : عزلة المرأة،عنوسة النساء الشابات .. أريد أن أكون أما .. لا أريد أن أكون زوجة. ولأن الشباب يمضي،فإن هذه الرغبة تتغير. ""جريدة بوليتيكا بلغراد){ ص 182 - 183}.
8 – (هناك عاملان يقفان في علاقة متضادة العمل وخصوبة النساء. ويمكن أن تدفع بعض الأمم ثمنا عاليا في السباق من أجل زيادة الثروة الاجتماعية. ويمكن أن تتحقق نبوءات مشؤومة بأن تكون كل شيء. وألا يكونوا بشرا. ويمكن أن يطرح السؤال : كم هي الخيرات المادية،والفولاذ،والسيارات،والصواريخ – يمكن أن تعادل الطفولة السعيدة؟ هل يوجد للطفولة إلى جانب الأم ثمن؟ وهل يمكن أن تعوض بشيء آخر؟){ ص 189}.
قلتُ : الأصل ألا أدخل نصا من كتاب،في نص من كتاب آخر .. ولكن سؤال "بيجوفيتش"جعلني أكسر القاعدة. كتب الأستاذ صلاح الدين جوهر :
( أما أغرب علاج لتغيب الأم نجده هناك في الإمارات .. في مجلة"زهرة الخليج"الظبيانية بتاريخ 19 / 1 / 1980" : فإن معالجة غياب الأم يمكن أن تكون بتدريب الصغار على أساليب ذكية واجتماعية أفضل تجعل منهم جيلا أقل حاجة إلى الحنان!!"){ ص 88 (المرأة العربية المعاصرة إلى أين"! ) / صلاح الدين جوهر / القاهرة / دار آفاق }.
9 – (مشاركة النساء في برلمانات بعض الدول الغربية : إيطاليا 7% ،ألمانيا الغربية 15%،ايرلندا 8%،النرويج 30%. في البرلمان الأوربي 20%"الحالة عام 1986م". يوجد في إيطاليا من بين مجموع السكان 52% من النساء،و48% من الرجال،ويوجد نساء أكثر في الكليات والمدارس العليا. ولكن ليس في المواقع المؤثرة. أحد الأسباب : عندما تصوت النساء،فإنهن لا يصوتن للمرشحات من النساء وإنما للرجال){ص 197}.
10 – (بدأ يتضح بأن وضع المرأة فيما يسمى بالدول المتحضرة قد تغير حقا،ولكنه لم يتحسن. في السجل الطويل للفئات المسحوقة إلى جانب موظفي المناطق الصناعية التي لا مستقبل لها،والشباب بالمؤهلات المتدنية،كانت النساء على رأس القائمة،لأنه ترافق مع تحريرهن الارتفاع المتفاوت للواجبات والأهداف المهنية والاجتماعية){ ص 198 - 199}.
11 - (تكرس "مارجريت دوراس في كتابها"العالم الواقعي"أهم فصوله للبيت كعالم للمرأة){ ص 220}.
12 – (يريد البعض أن يساوي تماما بين الرجل والمرأة،ليس في الحق والكرامة الإنسانية،وإنما في طريقة الحياة،ونوع العمل،واللباس،والسلوك،أي في كل ما جعلته الطبيعة مختلفا بين الجنسين. ويثبت علماء النفس من ناحية ثانية أنه توجد طريقة كتابة نسائية ورجالية."كتب ميلوراد بافتش نصين لروايته : قاموس الجزر – نص نسائي ونص رجالي". عندما تسافرون بالقطار عبر الاتحاد السوفيتي وعلى طول الطريق،ومع العواصف الثلجية ودرجة حرارة 20 تحت الصفر ترون النساء العاملات المحمرات – ليس بشكل استثنائي – وإنما المئات منهن. وتلك هي المساواة!){ ص 217}.
إذا : مرة أخرى سنقطع بنص من كتاب آخر !!
(جاء في صحيفة الأهرام القاهرية – بتاريخ 27 / 5 / 1977 – مقال بعنوان"الأنوثة بمفهومها الحديث"،تقول فيه المحررة : "مع بداية غزو البنطلون والزي الرجالي لعالم أزياء حواء بدأت النساء في التشبه بالرجال في كل شيء ولم يكتفين بالمظهر الخارجي،فغيرت المرأة من طريقة كلامها وحركاتها التي أصبحت تتميز بالصراحة .. ووصل الأمر ببعض النساء إلى درجة الإحساس بالذنب عند التفكير في أنوثتهن.،فأصبحت الأنوثة أحدث ما أضيف إلى قائمة الممنوعات الاجتماعية ){ ص 120(المرأة العربية المعاصرة إلى أين"! ) / صلاح الدين جوهر )}
إذا كانت "المصرية"تشعر بالذنب حين تفكر في"أنوثتها"فإن أمريكية – هي لوسي الرهابية الخائفة – "تخجل من أنوثتها":
(وهكذا ساعدني جون على اكتشاف مسألة "زادتها وضوحا ذكريات طفولتي"مفادها أنني أخجل في أعماقي من كوني فتاة ولست صبيا. وهذا الخجل كان دافعي لأقلد الصبيان في طفولتي ولأعمل بالمساواة مع الرجال فيما بعد. ومن ثم فقد كان هذا الخجل من كوني فتاة هو الذي يمنعني من التفكير في الزواج الذي هو مصير كل أنثى .. وفيه ما فيه من الاستسلام للرجل)){ مجلة"الثقافة لنفسية" العدد الخامس المجلد الثاني كانون الثاني 1991}
13 – (تعالج الثقافة موضوعات خالدة. وعلى رأسها : الحب،الولادة،الزواج،الأمومة،التضحية،الموت. وهنا تناقض وواضح بين مبدأ الذكر والأنثى. في الثقافة الرجل هو الرجل،والمرأة هي المرأة. وعلى العكس من ذلك تعلن الحضارة محو الاختلافات بينهم،وهو يشكل أشد الأخطاء من وجهة نظر الثقافة،وفي تناقض تام مع صورة الطرد من الجنة){ ص 299}.
هذا هو النص الأخير من كتاب"هروبي إلى الحرية"،و نختم هذه الحلقة بنص يعضد النص السابق،والكلام لامرأة غربية أيضا :
يقول الأستاذ صلاح الدين : ( ومن ضمن من تطوعن لهذا العمل الدكتورة "أليس روسي"الأمريكية في مقال بعنوان"المساواة بين الجنسين" في كتاب جامع باسم "المرأة في أمريكا" صدر عام 1965،وفيه تقول إن المقصود بالمساواة بين الجنسين هو تخنيث أدوار النساء والرجال،بحيث تتشابه أدوار النساء والرجال في مجالات النشاط العقلي والفني والسياسي والمهني،ويتكاملان فقط في المجالات التي تفرضها الفروق التشريعية " لعلها : الفروق التشريحية – محمود " بين الجنسين،وتضيف الكاتبة توضيحا آخر فتقول إن المقصود بتخنيث الأدوار التي يلعبها كل من النساء والرجال هو أن يعمد كل جنس إلى تبني وتنمية الخصائص والصفات التي كانت تخص الجنس الآخر وحده){ ص 79 (المرأة العربية المعاصرة إلى أين"! ) / صلاح الدين جوهر )}.
هنا نستطيع أن نسأل .. هل كان "تخنيث الأدوار"هذا .. وتنمية كل جنس لخصائص الجنس الآخر "منزلقا" أدى إلى تشريع زواج الشواذ؟ أعتقد أن الأمر غير مستبعد،في ظل تنمية الذكر خصائص الأنثى،وتنمية الأنثى خصائص الذكر.

في الحلقة القادمة،نأخذ نصوصا أُخر من كتاب آخر لـ"بيجوفيتش" .. إذا أذن الله
أبو أشرف : محمود المختار الشنقيطي المدني