المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الخنساء وحزنها على اخيها صخر ( يذكرني طلوع الشمس صخرا )


ابومحمد الشامري
05-12-2005, 10:16 AM
هي ام عمرو تماضر بنت عمرو بن الحارث بن الشريد السُلمي ولدت عام 575م وتوفيت عن عمر يقارب التسعين والخنساء لقبها وقد تغلب عليها وهو يعني ( الظبية ) وكان اهلها آل الشريد من أشهر السلميين في الجاهلية وبنو سليم عشيرتها ومعروفون بين العرب بالفروسية والشعر ولهم من مشاهير شعرائهم حيان بن حكيم وخفاف بن ندبة وضمضم بن الحارث السلمي وكان والدها شاعرا وكذلك اخيها صخرا شاعر ايضا.
شبت الخنساء في بيت نفوذ وثروة وسط أسرة كريمة عريقة وكان أبوها ذا هيبة ومال ونفوذ في قومه .. فهو فارس لا يشق له غبار وكان يقول عن نفسه مفتخرا بولديه معاوية وصخر:
- انا ابو خيري مضر!..
وكانت الخنساء هي البنت الوحيدة في هذا البيت العريق ولقد وصل إلينا معظم شعرها وهو خال من ذكر اخوات لها حيث نراها لا تستنجد باختٍ لها تعينها على بكاء اخويها وتشاركهما البكاء والنحيب عليهما اللهم الا استنجادها بعينيها اللتين لم تدخرا دمعةً في الانهمال :

أمن حدث الايام عينيك تهمل= وتبكي على صخر وفي الدهر مذهلُ
وقالت:
ألا ما لعينيك ام مالها= لقد أخضل الدمعُ سربالها
بكت الخنساء اخويها صخراً ومعاوية وهما سادات بني سُليم وقد قُتلا فجزعت عليهما جزعاً شديدا لكنها قد أحبت صخرا وهو اخوها لابيها لانه كان يقف دائما الى جانبها يمد لها يد العون ويرعاها بحب شديد وما من مرة تطلب مالاً منه الا اعطاها لقد قدم لها ما تريد عن نفس راضية وقلب طيب مخلص ويروى : ان امراته قد عذلته في ذلك قائلة: أإذا كان لابد من صلتها فلتعطها أخسَّ مالك فإن زوج أختك مقامر وهذا لايقوم له شيء فإنما هو متلف والخيار والشر سيان …
ما كان رد صخر ؟ … لقد قال:

والله لا امنحها شرارها= وهي حَصَانُ قد كَفتني عَارَها
ولو هَلكت مَزّقتث خِمارها= واتخذت من شعرِ صدارها

وكان إذا شطر ماله اعطى الخنساء أفضل شطرين كان صخر في نظرها هو الجواد الشهم زين شباب سُليم واولهم شجاعة وجمالاً وحلماً.
يقص علينا ابو فرج الاصفهاني في كتابه الاغاني قصة موت معاوية وصخراً أخوي الخنساء في قصة مؤثرة:
كان معاوية في سوق عكاظ يطوف هنا وهناك وهو يختال فخورا بجماله وفروسيته ووقعت عينه على ( أسماء المُرّية ) فاخذه حسنها وجمالها فلحقها وبدأ يدعوا إليه فصاحت به : أما تعلم اني عند سيد العرب هاشم بن حرملة الغطفاني ؟ ..
فاجابها معاوية متحديا ساخرا: اما والله لاقارعنه عنك فقالت أسماء وهي تهز كتفها استخفافا: شأنك وشأنه.
وعادت لهشام وأخبرته بمن تعرض لها فانطلق غاضبا حتى لقى معاوية فوقف منهما الاخر وكان بينهما تهديد ووعيد ولم يخرجا من سوق عكاظ حتى تهيأ كلاهما للغزو وعلى الرغم من نصح صخرا لاخيه معاوية لكنه ابى إلا ان يخرج مع فرسان سليم لغزو بني مرة قوم هشام وكان لقاء سريع أسفر عن مقتل معاوية وفي العام التالي غزا صخر بني مرة وهو على فرس اخيه ( الشماء ) فقتل دُريد اخو هاشم وأدرك ثأره.
ولكن القدر لم يُهمل صخراً عاما اخراً بعد فقد اصيب بجرح بليغ واسع الجوف وهو على رأس فرسان من عشيرته يغزو بني أسد فمرض منه وطال مرضه حتى ملته زوجته وكانت إذا سألها أحد العُواد كيف أصبح صخرا الغداة وكيف بات البارحة؟
تقول: ( لا هو حي فُيرجى ولا هو ميت فيُنعى ) وأمّا أمه فقد كانت تقول ( ارجى له منا يومنا ولا نزل بخير ما رأينا سوارده فينا ) .
وقد قال صخر ابياتا في هذا الموقف الحزين :

أرى أمَّ صخر(ن) لا تمل عيادتي= وملّت سُليمى مضجعي ومكاني
وما كنت أخشى أن أكون جنازةً= عليك ومن يغترّ بالحدثان؟
لعمري لقد نبهت من كان نائما= وأسمعت من كان له أُذُنانِ
أهمُّ بأمر الحزمِ لو أستطيعه= وقد حِيل بين العِير والنزواني
وللموتِ خيرٌ من حياة كأنها= معرسُ يعسوبٍ برأسِ سِنانِ
وايُّ امريءٍ ساوى بأم(ن) حليلةٍ= فلا عاشَ الا في شقا وهوانِ

ولما طال عليه البلاء أحموا له شفرة وقطعوا له مانتأ من جيبه موضع الجرح ولم تستطع أخته الخنساء أن تشهد بعينها بل انتظرت بعيدا وهي تسأل : كيف صبره ؟ ولما سمع صخر سؤالها قال:

أجارتنا إن الخطوبَ تنوب= على النّاس كل المُخطئينَ تُصيبُ
فإن تساليني: هل صبرت فإنني= صبور على ريب الزمان صليبُ
كاني وقد دَنُّوا لإلى شِفارهم= من الصبر دامي الصفِحتين ركوبُ
أجارتنا لستُ الغداةَ بظاعن= ولكن مُقيم ما أقامَ عسيبُ

وفي نهاية موضوعي هذا بودي لو اسهبت فيه ولولا خشية الاطالة والملل للقارئ لكنت ذكرت سيرة الخنساء شاملة وختاماَ لحديثي انهي هذا الموضوع بمحاسن شعر الخنساء عامة فهي قصيدتها في اخيها صخر ورثاءها له وهي من مفاخر شعرها حقا ..
قالت :




يؤرقتي التذكر حين امسي= فأصبحُ قد بُليت بفرط نكسِ
على صخر وايُّ فتىً كصخر(ن)= ليوم كريهةٍ وطعان خُلسِ
فلم أرا مثله رُزءاً لِجنِّ= ولم ارا مثله رُ زءاً لأنسِ
أشدَّ على صُروف الدهر أيدا= وأفضلُ في الخُطوب بغير لُبسِ
وضيفُ طارق او مستجد= يُروّع قلبُه من كل جرس
فأكرمه وأمنّه فامسي= خَلياً بالهُ من كل بؤسِ
يذكرني طلوع الشمسِ صخراً= وأذكره لكل غُروب شمسِ
ولولا كثرةُ الباكين حولي= على أخوانهم لقتلتُ نفسي
ولكن لاأزل أرى عجولا= وباليةً تنوحُ ليوم نحسِ
أراها وآلها تبكي أخاها= عشيةَ رُزئةِ أو غَبَّ أمسِ
وما يبكون مثل اخي ولكن= أعزي النفس عنه بالتأسي
فلا والله لا انساك حتى= افارق مُهجتي ويُشقُّ رَمسي
فقد ودعتُ يوم فُراقِ صخرا= أي حسان لذّاتي وأنسِ
فيا لهفي عليه ولهف أمي= أيصبح في الضريح وفيه يُمسِ





كتبه ابو حمد الشامري

محمد المحيريق
06-12-2005, 01:21 AM
ابو حمد الله لا يهينك على هالموضوع الجميل عن الشاعره تماضر(الخنساء)

تحياتي

ابومحمد الشامري
06-12-2005, 08:42 AM
مرحبا الف بالاخ العزيز محمد ولا انت طال عمرك ما قصرت يا السنافي

فهد بن محسن
10-12-2005, 11:58 PM
تسلم اخوي ابو حمد على هذه المعلومات والماده الجميله

تحياتي لك

ابو فيصل

ابومحمد الشامري
29-12-2005, 12:08 AM
مرحبا الف بالاخ العزيز فهد بن محسن ولا انت طال عمرك ما قصرت يا السنافي

هديل
22-04-2006, 05:40 AM
تلك هي الاشعار نريدها ولى الزمان ونسيها شاكرة لك الاميرة هديــــــــــــــــل

بدر العرجاني
23-04-2006, 05:32 PM
تسلم اخوي ابو حمد على هذه المعلومات والماده الجميله

الطويل
24-04-2006, 12:15 PM
موضوع قيم بارك الله فيك
ولكن لو اطلت قليلا لكان اكمل وذكرت سيرتها الى اسلامها وكيف قدمت ابنائها للجهاد ولم تبك عليهم مثل بكائها على اخيها وحتى وفاتها ولو اختصارا
على العموم افدتنا جزاك الله خيرا