المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : & نوادر وقطوف أدبية ج6&


ابومحمد الشامري
04-12-2005, 05:37 PM
http://www.alajman.net/vb/uploaded/825228123[1].gif

بنو نمير وجرير

هم بنو نمير بن عامر بن صعصعه وهم احدى جمرات العرب وأشرف بيوت قيس بن عيلان بن مضر. وجمرات العرب ثلاثة وانما سُمُّوا بذلك لانهم مُتَوافرون في أنفسهم لم يُدخِلوا معهم غيرهم والتجمير في كلام العرب : التجميع.

من هم جمرات العرب؟
هم : بنو نمير بن عامر ، وبنو الحارث بن كعب ، وبنو ضبة بن أد. فطفئت جمرتان وهما بنو ضبَّة لانها حالفت الرباب ، وبنو الحارث لانها حالفت مَذحج وبقيت نمير لم تحالف ، فهي على كَثرتها ومنَعَتِها .
وكان الرجل منهم إذا قيل له : ممَّن انت ؟ قال : نميري كما ترى ! إدلالاً بِنَسَبِه وافتخاراً بمنصبه ، حتى قال فيهم الشاعر الفحل جرير بن عطية الخطفي لعبيد بن حُصين الملقب بالراعي النميري فقال :


فَغُضَّ الطَّرفَ إنَّكَ من نُمَير(ن) = فلا كَعبا بَلغتَ ولا كِلابا

كعب وكلاب ابنا ربيعة بن عامر بن صعصعه، فصار الرجل منهم إذا قيل له : ممن أنت؟ يقول: عامري ويكنى عن نمير.
ومرَّت إمرأة بقوم من بني نمير فأحَدُّوا النظر إليها ، فقال منهم قائل: والله إنها لرشحاء وتعني كثيرة العرق وذلك من عيوب النساء.
فقالت: يا بني نمير والله ما امتثلتم في واحدةً من اثنتين لا قول الله عز وجل:
( قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ) ولا قول الشاعر:
فَغُضَّ الطَّرفَ إنَّكَ من نُمير(ن)
فافحمتهم في ردها.
وقال بعض النميريين يجيبُ جريرا عن شعرهِ:


نُميرٌ جمرةُ العربِ التي لم= تَزل في الحرب تلتهِبُ التهابا
وإني إذ أَسُبُّ بها كُلبياً= فَتحتُ عليهمُ للِخَسفِ بَابا
ولولا أن يقال هَجا نُميراً= ولم يسمع لِشاعرهم جوابا
رَغِبنا عن هِجاءِ بني كليبٍ= وكيف يُشاتمُ الناسُ الكِلابا


فما نفع نميراً ولا ضرَّ جريراً بل كان كما قال الفرزدق :


ما ضَرَّ تَغلبَ وائل(ن) أهجوتها= أم بُلتَ حيثُ تَناطَحَ البَحرانِ


http://www.alajman.net/vb/uploaded/825228123[1].gif

توبة الحميري وليلى الاخيلية

في امالي ابي القاسم الزجاجي ص50 :

أخبرنا ابو الحسن على بن سليمان وابو اسحاق الزجاج عن ابي العباس محمد بن يزيد المبرد قال: ثبتت الروايات والاخبار أن ( ليلى الاخيلية ) لم تكن امراة توبة الحمير ولا اخته ولا كان بينهما نسب شابك ، الا انهما كانا جميعا من بني عقيل بن كعب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة.
وكان يحبها وتحبه فأقاما على حب عفيف طاهر دهرا وتلك هي السنة في عشاق بني عذرة وغيرهم الى ان قتل توبة.
وكان سبب قتله أنه كان يطلبه بنو عوف فاحسوا قدموه من سفره فأتهوه طروقا وبينه وبين الحي مسيرة ليلة ومعه اخوه عبدالله ومولاه قابض فهربا وأسلماه ففي ذلك تقول ليلى:

دَعا ( قابضاً ) والمرهفاتُ تنوشُهُ= فَقُبِّحتَ مَدعوا ولُبِّيتَ داعيَا
فياليت عبدالله حَلَّ مكانهُ= فأودى ولم أسمع لتوبةَ ناعِيَا

ومن جيد ما ترثيه به قولها:


فأقسمتُ أبكي تَوبةَ هالكاً= واحفلُ من دارت عَلَيهِ الدوائرُ
لعَمركِ ما بِالموتِ عارٌ على الفَتَى= إذا لم تصبه في الحياة المغايِرُ
فلا الحَيُّ مِمَّا يُحدثُ سالمٌ= ولا الميتُ إن لم يصبر الحي ناشرُ
وكل شبابٍ أو جديدٍ الى البلى= وكلّ امرئٍ يوماً الى اللهِ صَائرُ
فلا يبعدنكَ اللهُ توبةَ هالكاً= أخا الحربِ إذ دارت عليه الدّوائرُ
واقسمتُ لا أنفكُّ أبكيكَ ما دعت= على غُصن(ن) وَرقاءُ أو طارَ طائرُ
قتيلُ بني عوفٍ فيا لهفَتا لهُ= وما كنت إيَّاهم عليهِ أحاذرُ

قولها : أقسمت أبكي بعد توبه هالكا اي : لا أبكي بعد توبة هالكا. والعرب تضمر ( لا ) في القسم مع المعنى لان الفرق بينه وبين الموجب قد وقع بلزوم الموجب اللام والنون كقولك والله لاخرجن.
وقال الله عز وجل ( تالله تفتأ تذكر يوسف ) أي : لا تفتأ تذكر يوسف.
وقولها : ( ولا الميت ان لم يصبر الحي ناشر ) يقال : نشر الله الموتى فنشروا أي: احياهم الله فحيوا.
قال الشاعر:

لو اسندت ميتاً الى نحرها= عاش ولم ينقل الى القابرِ
حتى يقولَ الناسُ رأوا= يا عجباً للمِيِّتِ النَّاشِرِ

وروي من ان ليلى الاخيلية مرت مع زوجها في بعض نجعهم بالموضع الذي فيه قبر توبة وكانت متزوجه في بني الالكح بن عبادة بن عقيل. فقال لها زوجها : لابد ان أعرج بكِ الى قبر توبة كي تسلمي عليه أرى هل يجيب صداه كما زعم حيث يقول:

ولو ان ليلى الاخيليةَ سلَّمت= عليَّ ودوني جَندُلٌ وصَفَائِحُ
لَسَلَّمتُ تسليمَ البشاشةِ او دعا= اليها صدىً من جانبِ القبرِ صائحُ

فقالت له : وما تريد من رمةٍ واحجار؟! فقال: لابد من ذلك . فعدل بها عن الطريق الى القبر وذلك في يوم قائظ فلما دنت راحلتها من القبر ورفعت صوتها بالسلام عليه ، إذا بطائر قد استظل بحجارة القبر من فيح الهاجرة فطار فنفرت راحلتها ووقعت فماتت.!

http://www.alajman.net/vb/uploaded/825228123[1].gif


( الرصافة وعيون المها )
لعلي بن الجهم
190هـ - 252هـ



عيون المها بين الرصافة والجسرِ= جلبن الهوى من حيث ادري ولا أدري
أعدن لي الشوق القديم ولم اكن= سَلوتُ ولكن زدن جمراً على جمري
وقلن لنا نحن الاهلة إنما= تضيء لمن يسري بليل ولا تقري
إذا نحن شبهناهُ بالبدرِ طالعًا= وبالشمسِ قالوا حُق للشمسِ والبدري
أزحن رسيس القلب عن مستقره= وألهبن ما بين الجوانح والصدري
رسيس القلب: اول الحب
خليليّ ما أحلى الهوى وأمّره= وأعلمني بالحلو منه وبالمري
كفى بالهوى شغلاً وبالشيب زاجراً= لو أن الهوى مما ينهنه بالزجري
بما بيننا من حرمة هل رأيتما= ارقَّ من الشكوى وأقسى من الهجري
وأفضح من عين المحب لسرهِ= ولا سيما إن أطلقتِ عبرة تجري
فقلتُ فتىً إن شئتما كتم الهوى= والا فخلاع الاعنّةِ والعذري
على أنه يشكو ظلوماً وبخلها= عليهِ بتسليم البشاشةِ والبشري
وما انا ممن سار بالشعر ذكره= ولكن اشعاري يُسيِّرها ذكري
وما الشعر مما استظل بظلهِ= ولا زادني قدراً ولا حطّ من قدري
وللشعر اتباعٌ كثير ولم اكن= له تابعاً في حال عسر ولا يسري
وما كل من قاد الجياد يسوسها= ولا كل من اجرى يقال له مجري
كتبه ابوحمد الشامري

http://www.alajman.net/vb/uploaded/825228123[1].gif

محمد المحيريق
06-12-2005, 01:34 AM
الله لا يهينك يابو حمد على هالمقتطفات الرائعه وقصيدة علي بن الجهم الاروع تقبل تحياتي

ابومحمد الشامري
06-12-2005, 08:41 AM
مرحبا الف بالاخ العزيز محمد ولا انت طال عمرك ما قصرت يا السنافي