المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : هامش على (امرأة تعرضت للتحرش 108 مرات)


محمود المختار الشنقيطي
06-11-2014, 08:40 AM
هامش على (امرأة تعرضت للتحرش 108 مرات)

سبحان الله! كلما ظننت أنني لن أكتب عن قضية المرأة .. ورد ما يدعو لذلك!! وآخره الرسالة الواردة من مجموعة رسائل الدكتور عبد العزيز قاسم البريدية،أعني ماء جاء تحت عنوان ( امرأة تعرضت للتحرش 108 مرات) .. (في أحد أيام شهر أغسطس في مدينة نيويورك تعرضت شوشاتا روبرتس للتحرش 108 مرات){ الرسالة رقم 3461}.

أذا كانت المرأة تشتكي من تحرشات الرجال فإنني أشتكي من تحرشات قضية المرأة!!

لا يخفى على المتابع أن سيل من الكتابات تجري به أودية صحافتنا المحلية – ووسائل التواصل الاجتماعي – للحض على إنجاز (قانون تجريم التحرش بالمرأة)،وهي محل أخذ ورد لا اختلافا على المبدأ وإنما على المآل .. فهناك من يرى أن إنجاز ذلك القانون سوف يمنع آليا من التحرش بالمرأة السعودية .. وعليه لا خوف عليها من العمل المختلط!!

كتبت حول الموضوع أكثر من مرة .. { مكافحة التحرش أم مكافحة التغزل والملاطفة؟ : الرابط : } وكذلك { همسة في أذن المرأة : الرابط : }.

في الكُليمة الأولى تساءلت ،بعد عرض شكوى امرأة تعمل في أحد البنوك من تأثرها من عبارات مثل ( هل أنت متزوجة ؟ خسارة!) وسؤالها ( هل تضعين عدسات؟) تساءلت : هل هذا تحرش أم خطبة أم ملاطفة ؟! ووجدت هنا في الخبر المنشور قول صاحبة التجربة :

( " أهلا ليست ودية دائما على ما يبدو، أتحدث عن مرحبا التي تنزلق إلى أسفل، كصدى صافرة الذئب،))

تجنبا للإطالة .. نستطيع أن نقول أن المرأة الغربية مرت بعدة مراحل في علاقتها بتحرشات الرجل :

المرحلة الأولى : كانت أشبه بالمشاعة .. أذا انفرد بها الرجل .. (قرصها)!! وتوجد صورة نشرتها وكالة أنباء (أسوشيتدبرس) بمناسبة مرور خمسين سنة على إنشائها ضمن مجموعة من الصور .. وبينها صورة (موسيقار) مشهور يقرص امرأ في ظهرها .. أثناء إحدى الحفلات!!

المرحلة الثانية : صراع المرأة لتحصل على حقوقها من الرجل .. وكان القانون – الأمريكي مثلا – متحيزا ضد المرأة تقول

سوزان جرين : ( إن المرأة المغتصبة تواجه في المحاكم معيارا مزدوجا وذلك لأن إدانة الجاني تتوقف في حالات كثيرة على السمعة الطيبة للمجني عليها،فإذا كان لها علاقة عاطفية برجل خارج إطار الزواج فإن المحكمة تتخذ من تلك العلاقة ذريعة لعدم إدانة الجاني على اعتبار أن امرأة كهذه لابد أنه كان لها دور في وقوع الجريمة،في حين أنه إذا كانت للجاني علاقة بامرأة غير زوجته فإن المحكمة تعتبرها قرينة على أن الرجل في غنى عن الاغتصاب،للهم إلا إذا كانت المجني عليها قد أغوته){ص 142 ( اغتصاب الإناث في المجتمعات القديمة والحديثة) / د. أحمد علي المجذوب / الدار المصرية اللبنانية }.

لم يخل بحث المرأة عن حقوقها من (عنف) مثل (.. إنشاء w.I.T.C.H أي"المؤامرة الجهنمية الإرهابية النسائية الدولية"التي كان هدفها الدعاية عن طريق الفضيحة. وقد كان لتظاهرات إحراق مشدات الصدور وتحطيم نماذج مصغرة لمبنى تشيز منهاتن بنك واقتحام مخازن بريد فير ماديسون سكوير غاردن من قبل نساء متنكرات في ملابس ساحرات وممتطيات مقابض مكانس،نجع كاف في ظل نظام قابل للتأثر والانجراح بطرائقه العنيفة الخاصة،مما أدى إلى تدهور أسعار الأسهم في البورصة بنسبة خمس نقاط.لكن الخوف من "القوة البوليسية التكتيكية"ومن أشكال القمع الأخرى أرغمت اليوم تلك الحركة الإعلانية على التخفي والعمل في السر. ص 138 (..) ثمة حركات تحرر نسوي كثيرة أخرى في الولايات المتحدة تضم خريجات الجامعات وينوف عددها على خمس وعشرين،لكنها منظمات محلية لا تهتم بغير شؤونها. ومنها جماعة الجوارب الحمر (..) وهناك حركة 17 أكتوبر التي من أعضائها آن كودت (..) والخلية 55،والحركة البوسطنية للتحرر النسائي بزعامة آبي روكفلر التي ألقت محاضرة حضرتها خمسمائة امرأة من اللاواتي يتدربن على الكاراتيه ، ومؤتمر وحدة النساء الذي لا يضم – للأسف - سوى خمسة مائة عضوة ){ ص 140 ( قضية النساء ) / لمجموعة من الكاتبات / ترجمة : جورج طرابيشي / بيروت / دار الطليعة }

و في خضم هذه الثورة .. وإنشاء جمعية (تقطيع أوصال الرجال) .. أصبحت القوانين صارمة .. لدرجة أن الرجل أصبح يخشى الانفراد مع امرأة في مصعد – مثلا – لكي لا تدعي أنه تحرش بها!! وأصبحت الجامعات تنصح الأساتذة بعدم قول كلمة مجاملة لطالبة .. كي لا تدعي أنه تحرش بها!!

المرحلة الثالثة : دار الزمان دورته .. ودب الخلاف بين الأنثويات أنفسهن .. وتراجعت بعض الأنثويات عن بعض آرائهن الحادة .. حتى أن جرمين غرير،التي كانت ترى أن الأطفال(عقبة) وضعها الرجل في طريق تقدم المرأة .. تمنت أن تحصل على طفل .. بعد أن تجاوزت سن الإنجاب!!

بدورة الزمن هذه .. عادت الأمور إلى مرحلة بين المرحلة الأولى ( المشاعة) والمرحلة الثانية (التشدد) .. أصبح الأمر في إطار الحرية الشخصية،وحرية التصرف بالجسد – حسب تعبير الأمم المتحدة الذي تروج له من سنوات – وهاهو الرجل – حسب تجربة السيدة التي تم التحرش بها 108 مرات – يحاول أن يعيد المرأة إلى أن تكون (مشاعة) !!

ومن اللافت أن السيدة صاحبة التجربة،بعد نشر تجربتها تلقت تهديدات بالاغتصاب .. كما أن (معلقين آخرين ألقوا باللائمة على روبرتس لارتدائها الملابس الضيقة،وقالوا أن على النساء أن يتحملن مسؤولية ما يقوله الرجال) !! هكذا قيل لامرأة أمريكية في القرن الحادي والعشرين!!

والأكثر إثارة للعجب أن الأديب الشهير مصطفى صادق الرافعي ( 1880 – 1937 – كان ينبه المرأة المصرية،التي بدأت حينها تقلد المرأة الغربية،في العري،أن ارتداء الملابس العارية يجذب الرجال .. ولعله شبه ذلك باللحم المكشوف .. الذي يجذب الذباب!!

أبو أشرف : محمود المختار الشنقيطي المدني
واشنطن بوست

امرأة تعرضت للتحرش 108 مرات بينما كانت تسير في شوارع نيويورك


الاثنين 10 محرم 1436

في أحد أيام شهر أغسطس في مدينة نيويورك تعرضت شوشانا روبرتس للتحرش 108 مرات.

لقد رصد كل ما حدث بواسطة فيديو قامت بتسجيله منظمة هولاباك Hollaback، وهي جماعة ضغط لمكافحة التحرش في الشوارع، وتم تحريره في إعلان خدمة عامة لمدة دقيقتين. تتجول روبرتس في شوارع نيويورك لمدة 10 ساعات وهي ترتدي الجينز وقميصا أسود، وهي تسير خلف المخرج السينمائي روب بليس، الذي كان يحمل كاميرا مخبأة في حقيبة ظهره.

يقول أحد الرجال "أهلا، صباح الخير،" ثم يتبع روبرتس لمدة خمس دقائق. ويقول آخر: "ما أخبارك يا فتاة؟ كيف حالك "وعندما لا تتجاوب معه يلجأ إلى تأنيبها:" شخص ما يعترف لك بأنك جميلة".

تمشي ..

"اللعنة"..."اللعنة"

"يا حبيبتي"...

"حماك الله عزيزتي"..

وهكذا

يقول لها أحدهم "ابتسمي".. فلا تبتسم. فيقول لها مرة أخرى: "ابتسمي".

تقول روبرتس لـ محطة NBC "لا يمر يوم دون أن أواجه مثل هذه المواقف".

تجربتها هذه ليست مستغربة، الكثير من النساء تعاني من التحرش في الشوارع في شكل صيحات، وغمزات أو حتى بتحية بسيطة مثل "مرحبا" التي تحمل معنى مختلفا عندما تأتي من شخص غريب يحدق في ثدييك.

يحدث هذا خلال النهار. ويحدث في الليل. يحدث أثناء المشي إلى العمل، وأثناء المشي في الحديقة أو التسوق في المركز التجاري. وفي مقطع لـ "ذا ديلي شو The Daily Show"، جيسيكا ويليامز تستكشف مشكلة التحرش في الشوارع وهي تسير إلى العمل.

ووفقا لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، أن هناك واحدة من كل ثلاث نساء تتعرض لما يسمونه "بالتجارب الجنسية غير المباشرة وغير المرغوب فيها" ويشمل ذلك التحرش في الشوارع، وهناك دراسة أخرى أجريت حديثاً بواسطة مجموعة تسمى أوقفوا التحرش في الشوارع، وجدت أن الثلثين من مجموعة تتكون من 2000 امرأة شملهن الاستطلاع الذي تم تنظيمه على مستوى البلاد تعرضن للتحرش في الشوارع. وأن 23% منهن تعرضن للمس ممن يتحرش بها، بينما 20% تعرضن للملاحقة.

البعض يشك في هذه التقديرات ويتوقع أنها أعلى من ذلك. كتب جيسيكا فالنتي عن الدراسة في صحيفة الغارديان: "فوجئت فعلا بأن عدد النساء اللائي تعرضن للمضايقات لم يكن أعلى بكثير مما جاء في الدراسة.. ربما ما نعرفه أن التحرش الآن أصبح من الأمور المتوقعة والمألوفة جداً نحن تقريبا لا نقوم بتعريفه على أنه أمر مثر للانتباه بعد الآن".

وتضيف مدونة Feministing التي تتبع لمنظمة تعنى بحقوق المرأة "نصف النساء اللائي تعرضن للتحرش قلن أنهن مررن بأول تجربة من هذا النوع قبل سن السابعة عشرة، وربما تعلمنا منذ نعومة أظافرنا أن بعض هذه التحرشات ليست سوى الثمن الذي ندفعه للخروج من بيوتنا إلى العام الخارجي".

كتبت منظمة هولاباك في حسابها على تويتر أنه بعد ساعات من نشر الفيديو على الانترنت، تلقت روبرتس، المرأة التي ظهرت في شريط الفيديو، تهديدات بالاغتصاب وطلبت من متابعيها مساعدة الشرطة في التبليغ عن تعليقات التهديدات الموجهة إليها عبر يوتيوب.

معلقين آخرين ألقوا باللائمة على روبرتس لارتداء الملابس الضيقة، وقالوا أن على النساء أن يتحملن مسؤولية ما يقوله الرجال.

واتفق العديد من المعلقين على يوتيوب، وتويتر ومواقع الانترنت التي نشر فيها الفيديو أعربوا عن شكوكهم من عبارات مثل "طاب يومك" أو "صباح الخير"، والتي اعتبرتها روبرتس التحرش، أنها توافق هذا التعريف.

كتب أوتمن إيتفيلد في مدونة Feministing " أهلا ليست ودية دائما على ما يبدو، أتحدث عن مرحبا التي تنزلق إلى أسفل، كصدى صافرة الذئب، ولهجته تشير إلى شيء آخر. أتحدث عن أهلاً التي تسمعها عندما تمر على رجل في الشارع، أهلاً هذه ليست تحية، لكنه همس hellothat يضعني في موقف المتجاوب –فأقوم بتحويل رأسي بحسن نية للاعتراف بوجود أحد من بني البشر ... أو أحث الخطى وأمضي على عجل، لعلمي بأن هناك احتمال كبير أن المقصود هنا ليس إنسانيتي، ولكن أنوثتي هي المقصودة".

ولكن رد التحية أيضاً ينطوي على مخاطرة خاصة. "علمتني الأيام والسنين أن "أهلاً" في بعض الأحيان تشير إلى أنك على استعداد لإجراء محادثة طويلة – وفي الغالب الأعم، سرعان ما تنزلق المحادثة إلى عالم التحرش في الشوارع.

وهناك تحفظ آخر كان مشترك بين الكثير من المعلقين هو أن روبرتس كانت يجب أن تتعامل التعليقات المتطفلة على أنها مجاملات.

كتبت دوري ليوارك في صحيفة نيويورك بوست: "بعض النساء تعتبرن صيحات وتعليقات الغرباء مجاملات. وقال "عندما أدرك أنني أبدو جميلة، أسرع الخطي عندما أمر بالقرب من موقع بناء، وأتوقع أن التصفير وعبارة "يا عزيزتي! تسمع كثيراً في مثل هذا المكان! – أنا وغروري لا نناسب المكان الأنا وأنا لا يمكن أن يصلح من خلال الباب. فعندما ينظر إليك شخص غريب، هذا يعني أنه يريد التحقق منك".

كتب سارة جيزيور عبر مدونة Hello Giggles في رسالة مفتوحة بعنوان (إلى المتحرشين بي في الشوارع) "الإطراء يقصد به إشعار المتلقي بمجاملة طيبة وثقة وسعادة. تعليقاتكم تجعلني أشعر بالتوتر والضعف والغضب".

وأضافت جيزيور: الفرق بين التحية العابرة، والمجاملات والتحرش في الشوارع على صلة وثيقة بديناميكيات السلطة. "التحرش الجنسي يتعلق بالسلطة والسيطرة"،. وقالت عمن يعتدي عليها "يريد أن يذكرني بأنه يمكنه أن يقول ما يريد عن جسدي، ولا أحد يمكنه أن يفعل أي شيء حيال ذلك، يريد أن يذكرني بأنني كائن جنسي، ولست إنسانة لديها مشاعر وأفكار".

التحرش في الشوارع ينطوي أيضا على الخوف - الخوف من أن تتطور الكلمات والصفارات إلى هجوم. في عام 2011، نشرت مجلة علم النفس اليوم أن طفلة تبلغ من العمر 14 عاما تخشى مغادرة المنزل لوحدها لأنها في كثير من الاحيان كانت تتعرض للمعاكسة من قبل الرجال.

ومن خلال الاستطلاع الذي أجرته الباحثة والناشطة هولي كيرل لكتابها، "أوقفوا التحرش في الشوارع: واجعلوا الأماكن العامة آمنة وترحب بالمرأة،" وجدت أن واحدة من كل 10 نساء غيرت مكان عملها لتجنب التحرش وهي في طريقها إلى العمل.

التحرش في الشوارع بات شائعاً لدرجة أنه أصبح أمراً طبيعيا تقريبا. النساء في كثير من الأحيان لا يعرفن كيفية الرد. لكن بعض الفنانين وجماعات الدعوة وجدت وسائل خلاقة لمواجهة هذه المشكلة.

الفنانة تاتيانا فضل علي زادة ترسم لوحات عن النساء تحمل رسائل مثل "لا تنادوني بيبي" و"المرأة ليس مدينة لك بوقتها ومحادثتها" ثم تقوم بنشرها في الأماكن العامة. هذا جزء من مشروعها "أوقفوا مطالبة المرأة بالابتسامة"، وهذه اللوحات تهدف إلى رفع مستوى الوعي حول التحرش في الشوارع. المسؤولون في مدينة نيويورك استثمروا مبلغ 20 ألف دولار في التطبيق الذكي هولاباك الذي يسمح للمستخدمين بالإبلاغ عن حوادث التحرش. والمراد هنا تبسيط عملية الشكوى ومساعدة المسؤولين على فهم أفضل للمشكلة.

لمشاهدة الفيديو http://www.youtube.com/watch?v=OmD2nozwNcI

المصدر: واشنطن بوست