المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الدكتور!


فارس
12-02-2005, 02:02 AM
الدكتور!



حتى لا تذهب الظنون بعيداً بالقارئ العزيز فإن دكتورنا هنا لا يشتغل بالسياسة ولا يحمل شهادة الدكتوراه الأكاديمية أصلاً، وياليته عمل بالسياسة، فعلى الأقل ربما كان أكثر ثباتاً والتزاماً بمواقفه ومبادئه من كثير من دكاترتنا المتقلبين، ولكنه وللأسف مجرد دكتور في جامعة الحياة والتجارب، له وجهة نظر ورؤية في كل شيء وأي شيء، فلسفته في الحياة عمادها «اعمل لدنياك كأنك تعيش أبدا واعمل لآخرتك كأنك تموت غداً» لكنه يطبق الشق الأول بتطرف واندفاع لا مثيل له وينفذ الشق الآخر بهدوء وروية واستكانة و«الهون أبرك يا يكون»، عاشق نهم للحياة رغم خياناتها وصفعاتها المتكررة له، وعشقه هذا وأسلوب حياته الغريب ولامبالاته المميزة أوصلته بجدارة للقب الدكتوراه.
حباه الإله بذاكرة حديدية تختزن أبسط تفاصيل التفاصيل لأحداث ووقائع لا تعد ولا تحصى، ناهيك عن خفة دمه وروحه الساخرة وطرافته الفطرية وأسلوبه المميز في السرد وإطلاق الصفات والتشبيهات، مما يعطي لحكاياته حتى لو كانت عادية في حقيقتها متعة ونكهة خاصة فريدة من نوعها، لذلك فإن علاقاته ومعارفه ممتدة في طول المجتمع وعرضه، يعرف التاجر فاحش الثراء ويعرف الفقير «الطرار»، يعرف القاضي ويعرف المتهم.
يستقبلك مبتسماً بشوشاً ويجالسك ضاحكاً طريفاً كأنه يملك الدنيا وما فيها ولا هم يشغله، لذا فهو يبدو أصغر من سنه الحقيقية.
أحواله المادية لا تحسنها الظروف أو المتغيرات، فهو لا يجيد استغلال الفرص، فلم يستفد من تثمين ولا من مناخ ولا من غزو ولا من تعويضات ولن تفلح المنحة بالطبع في إصلاح ما أفسده الدهر والدكتور معه، يتمنى لو كان يملك عوضاً عن ذاكرته الحديدية المليئة بكنوز تجاربه في الحياة وخبرته بمعادن الرجال خزانة حديدية مملوءة «بالكاش» ومعدن الذهب ولا يريد حينها معرفة أحد، فرغم أن الحياة أسبغت عليه لقب الدكتور إلا أن رصيده البنكي مازال يعاني من الأمية,,.

ابن وعيل
12-02-2005, 01:51 PM
هلا وغلا

اخوي فارس

صاحبك الدكتور اعتقد انه من اغنى الناس ولكن ليست ثروة ماديه

وانما ثروة من نوع اخر عباره عن معلومات وخبرات وتجارب

ولم يشغل باله بالدنيا ومافيها وانما عاش لما يريد ولم يعش لما خطط له غيره

فقد اختار مسار حياته بنفسه ولم يسر مع الاخرين في مسارهم

ولا اعتقد انه نادم لما هو فيه لان صاحب الخبره والتجربه

لايندم لما هو فيه بل يستفيد من ويغير من استراتجيته ويواصل السير

اشكرك على الطرح الرائع والجميل