محمود المختار الشنقيطي
22-05-2014, 12:24 PM
على هامش تغريدة حول"طرابيشي"
دار حوار – عبر تويتر – حول قول الأستاذ جورج طرابيشي .. (السقف الأعلى للعقل الديني في الثقافة العربية السائدة لا يزال هو العقل الفقهي.)،ثم لفت نظري تعليق aaj Mr. @jersana1 :
(ولكن هذا رأي جورج وليس رأي محايد فشهادته مضروبة أين عقولنا مما يدسه المستشرقون من أفكار تدلس على دين الإسلام المعادين له))
أولا : في الهامش "طرابيشي"له مشروعه الخاص .. وعلى رأسه رده على "الجابري"وهو يطرح وجهة نظره وقناعاته .. ونحن نقبل أو نرفض .. وأهل "الفكر"- ولست منهم للأسف – يحاورونه.
ثانيا : ما جاء في التعليق الكريم حول "دس"المستشرقين قذف بي إلى (أرشيفي) فوجدت هذا الكلام :
( ولو عدنا لروح اللغة العربية فإننا نجد أن جاك بيرك كان مصيبا تماما عندما لاحظ أن "بنيتها مصممة لإخفاء الواقع لا لفهمه"){ من : عرض كتاب("الفصام الثقافي": المجتمعات الإسلامية في مواجهة الغرب) لمؤلفه / درايوش شايجان/ عرض : عبد السلام رشوان / مجلة العربي الكويتية العدد 418 / سبتمبر 1993}.
والحقيقة أن "بيرك"الذي صدعونا به .. هو الذي تعمد إخفاء مفردة"الجهاد"عند ترجمته لمعاني القرآن الكريم،وترجمها بالحرب أو شيء بهذا المعنى،حسب ما جاء في دراسة مطولة للدكتورة زينب عبد العزيز.
ومن "بيرك"إلى "طرابيشي" مرة أخرى .. وهو الذي كتب :
( وربما كمنت هنا تحديدا العلامة الفارقة للحداثة : تنسيب جميع القيم. فجميع أشكال الحضارة السابقة كانت تتوهم نفسها مطلقة وتتخذ من المطلق بما هو كذلك ركيزة لسلم قيمها.
أما الحضارة الحديثة فلا ترى – على حد التعبير المشهور لسارتر – أن ثمة مطلقا آخر غير النسبي. ومن هنا نزوع الحضارة الحديثة إلى استبدال فلسفة الأخلاق بعلم الاجتماع. فالفلاسفة الأخلاقيون ينطلقون من فكرة المطلق،وإن اختلفوا في تحديد طبيعته وهويته،أما العلماء الاجتماعيون فيتعاملون مع الأخلاق ومع القيم بوصفها ظاهرة نسبية ويقرءونها لا على ضوء المفاهيم المجردة والمتعالية،بل على ضوء المعطيات الإحصائية التي ترصدها في تصورها الكمي.){ عن مقال"الكنسية والوطن والحزب لا تني تتراجع" قراءة في كتاب"بلا عقيدة ولا شريعة" : قرأه / جورج طرابيشي / جريدة الحياة العدد 11770 في 14/12/1415هـ = 14/5/1995}.
إذا .. فـ"طرابيشي" معادي لكل من يستقي من فلسفة الأخلاق .. و(المفاهيم المجردة والمتعالية" .. سوء كان من يفعل ذلك (مسلما) .. (مسيحيا) .. (يهوديا) ..
وذلك التعامل عل ضوء المعطيات الإحصائية التي يتم رصدها في تصورها الكمي .. والتي يعتمد عليها (علم الاجتماع) البديل لـ(علم الأخلاق) .. ذلك هو الذي جعلنا نرى الحضارة الحديثة .. تشرع (زواج الشواذ) .. وغيره مما ينظر إليه علم الأخلاق، على أنه من"الموبقات".
أبو أشرف : محمود المختار الشنقيطي المدني.
دار حوار – عبر تويتر – حول قول الأستاذ جورج طرابيشي .. (السقف الأعلى للعقل الديني في الثقافة العربية السائدة لا يزال هو العقل الفقهي.)،ثم لفت نظري تعليق aaj Mr. @jersana1 :
(ولكن هذا رأي جورج وليس رأي محايد فشهادته مضروبة أين عقولنا مما يدسه المستشرقون من أفكار تدلس على دين الإسلام المعادين له))
أولا : في الهامش "طرابيشي"له مشروعه الخاص .. وعلى رأسه رده على "الجابري"وهو يطرح وجهة نظره وقناعاته .. ونحن نقبل أو نرفض .. وأهل "الفكر"- ولست منهم للأسف – يحاورونه.
ثانيا : ما جاء في التعليق الكريم حول "دس"المستشرقين قذف بي إلى (أرشيفي) فوجدت هذا الكلام :
( ولو عدنا لروح اللغة العربية فإننا نجد أن جاك بيرك كان مصيبا تماما عندما لاحظ أن "بنيتها مصممة لإخفاء الواقع لا لفهمه"){ من : عرض كتاب("الفصام الثقافي": المجتمعات الإسلامية في مواجهة الغرب) لمؤلفه / درايوش شايجان/ عرض : عبد السلام رشوان / مجلة العربي الكويتية العدد 418 / سبتمبر 1993}.
والحقيقة أن "بيرك"الذي صدعونا به .. هو الذي تعمد إخفاء مفردة"الجهاد"عند ترجمته لمعاني القرآن الكريم،وترجمها بالحرب أو شيء بهذا المعنى،حسب ما جاء في دراسة مطولة للدكتورة زينب عبد العزيز.
ومن "بيرك"إلى "طرابيشي" مرة أخرى .. وهو الذي كتب :
( وربما كمنت هنا تحديدا العلامة الفارقة للحداثة : تنسيب جميع القيم. فجميع أشكال الحضارة السابقة كانت تتوهم نفسها مطلقة وتتخذ من المطلق بما هو كذلك ركيزة لسلم قيمها.
أما الحضارة الحديثة فلا ترى – على حد التعبير المشهور لسارتر – أن ثمة مطلقا آخر غير النسبي. ومن هنا نزوع الحضارة الحديثة إلى استبدال فلسفة الأخلاق بعلم الاجتماع. فالفلاسفة الأخلاقيون ينطلقون من فكرة المطلق،وإن اختلفوا في تحديد طبيعته وهويته،أما العلماء الاجتماعيون فيتعاملون مع الأخلاق ومع القيم بوصفها ظاهرة نسبية ويقرءونها لا على ضوء المفاهيم المجردة والمتعالية،بل على ضوء المعطيات الإحصائية التي ترصدها في تصورها الكمي.){ عن مقال"الكنسية والوطن والحزب لا تني تتراجع" قراءة في كتاب"بلا عقيدة ولا شريعة" : قرأه / جورج طرابيشي / جريدة الحياة العدد 11770 في 14/12/1415هـ = 14/5/1995}.
إذا .. فـ"طرابيشي" معادي لكل من يستقي من فلسفة الأخلاق .. و(المفاهيم المجردة والمتعالية" .. سوء كان من يفعل ذلك (مسلما) .. (مسيحيا) .. (يهوديا) ..
وذلك التعامل عل ضوء المعطيات الإحصائية التي يتم رصدها في تصورها الكمي .. والتي يعتمد عليها (علم الاجتماع) البديل لـ(علم الأخلاق) .. ذلك هو الذي جعلنا نرى الحضارة الحديثة .. تشرع (زواج الشواذ) .. وغيره مما ينظر إليه علم الأخلاق، على أنه من"الموبقات".
أبو أشرف : محمود المختار الشنقيطي المدني.