المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : طعام ... صلاة ... حُب : امرأة تبحث عن كل شيء"5"


محمود المختار الشنقيطي
22-11-2012, 04:27 PM
طعام ... صلاة ... حُب : امرأة تبحث عن كل شيء"5"
{"خلطة" كتب}
نبدأ هذه الحلقة من الحكاية الثانية عشرة من حكايات (ليز)،وتعلمها اللغة الإيطالية،والاهتمام ببابا الفاتيكان :
(12)
(من الأهمية بمكان أيضا،قراءة الجريدة كل يوم للاطلاع على حالة البابا. هنا في روما،تسجل صحة البابا يوميا في الجريدة،تماما كالطقس،أو برامج التلفزيون. البابا اليوم متعب.البارحة،كان البابا أقل تعبا مما هو عليه اليوم.غدا،من المتوقع ألا يكون البابا متعبا بقدر اليوم.(..) فبالنسبة إلى شخص أراد دوما تكلم الإيطالية،هل من مكان أفضل من روما؟ وكأن أحدهم أوجد مدينة حسب طلبي،حيث الجميع (حتى الأطفال،حتى سائقو التاكسي،حتى ممثلو الإعلانات!) يتحدثون هذه اللغة الساحرة.وكأن المدينة متآمرة لتعليمي الإيطالية. حتى أنهم ينشرون الجرائد بالإيطالية خلال وجودي هنا،لا يمانعون في ذلك!ولديهم مكتبات لا تبيع سوى الكتب الإيطالية! (..) ثمة دروس محادثة عفوية (..) كنت جالسة على مقعد في حديقة عامة حين أتت امرأة مسنة في ثوب أسود،وراحت تحدثني عن أمر ما. هززت رأسي مرتبكة وعاجزة عن الكلام.فاعتذرت بلغة إيطالية لطيفة جدا : "أنا آسفة،ولكنني لا أتحدث الإيطالية". فبدت وكأنها على وشك أن تضربني بملعقة من الخشب وأصرت قائلة : "أنت تفهمين!" (وكانت على حق في الواقع. فقد فهمت تلك الجملة). أصبحت تريد أن تعرف الآن أين ولدت.فأخبرتها أنني من نيويورك (..) ثم سألتني إن كنت متزوجة،فأخبرتها أنني مطلقة. سألتني بالطبع "Perche?" في الواقع "لماذا"هو سؤال تصعب الإجابة عنه في أي لغة كانت. تلعثمت،ثم قلت أخيرا :"Labbiemo rotto" (حطمنا زواجنا). هزت برأسها،ثم سارت عبر الشارع إلى محطة الباص،ولم تلتفت إليّ مجددا. هل غضبت مني؟ الغريب أنني بقيت منتظرة على المقعد لعشرين دقيقة،على أمل أن تعود لنتابع حديثنا،ولكنها لم تعد أبدا.){ص 45 - 47}.
كان يُفترض أن أميز عبارة (حطمنا زواجنا)،فهي تبدو معبرة جدا. ولكن غضب تلك العجوز الإيطالية أعجب!
يبدو أن الطعام الإيطالي ... ولا حتى اللغة الإيطالية الساحرة ... لم يستطيعا الوقوف سدا منيعا في وجه اتحاد (الكآبة) و(الوحدة) حيث هاجما المؤلفة عند الحكاية السادسة عشرة :
(16)
(لحق بي الاكتئاب والوحدة بعد عشرة أيام من وجودي في إيطاليا. كنت أمشي في فيلا بورغيز (..) استندت إلى الدرابزين أشاهد غروب الشمس،ورحت أفرط في التفكير،ثم توالدت أفكاري،وهنا أدركاني.
تقدما نحوي بصمت وتهديد و كأنهما المحققان بينكرتون،وأحاطا بي،الاكتئاب عن يميني والوحدة عن يساري.لم يكونا بحاجة إلى تقديم شارتيهما،فأنا أعرفهما جيدا. نحن نلعب لعبة القط والفأر منذ سنوات. مع ذلك،أقرّ بأنني تفاجأت لرؤيتهما في هذه الحديقة الإيطالية الأنيقة عند الغروب. فهما لا ينتميان إلى مكان كهذا.
قلت لهما : "كيف عثرتما عليّ هنا"من أخبركما بمجيئي إلى روما؟".
قال الاكتئاب،الأكثر مكرا : "ماذا،ألست سعيدة بلقائنا؟".
قلت : "ارحلا عنّي".
قالت الوحدة،وهي أكثر حساسية : "آسفة سيدتي.ولكن كان عليّ تعقبك طيلة سفرك.إنها مهمتي".
قلت لها : "أفضل حقا لو أنك لم تفعلي"،فهزت كتفيها معتذرة تقريبا،ولكن لتقترب أكثر.
ثم أفرغا جيوبي من أي فرح حملته معي إلى هناك.حتى أن الاكتئاب صادر هويتي،ولكنه يفعل ذلك دوما.ثم بدأت الوحدة تستجوبني،وهذا ما يثير رعبي،لأنها تستمر لساعات. هي مهذبة ولكنها لا تتعب،وفي النهاية يزل لساني دائما. تسأل إن كان لديّ أيّ سبب لأكون سعيدة (..) عدت إلى المنزل،على أمل إبعادهما عني،ولكنهما لحقا بي،الأحمقان. كان الاكتئاب يمسك بكتفي بقوة والوحدة تلاحقني بأسئلتها (..) قلت له : "ليس من العدل أن تأتيا إلى هنا.لقد سبق ودفعت للتخلص منكما.قضيت عقوبتي في نيويورك".
إلا أنه وجه إليّ ابتسامته القاتمة ثم جلس على سريري المفضل،ووضع قدميه على طاولتي،وأشعل سيجارا ملأ المكان برائحته المريعة. أما الوحدة فراقبت ما يجري وتنهدت،ثم استلقت على سريري وغطت نفسها بالملاءات،وهي بكامل ملابسها وحذائها. سوف تجبرني على النوم معها ثانية الليلة،أعرف ذلك. ).{ص 56 - 57}.
في الحكاية التالية مباشرة ،تتحدث (ليز) عن بعض الإجراءات التي اتخذتها للتخلص من معاناتها مع (الطلاق) :
(17)
(ابتعت جميع كتب العناية الذاتية ذات العناوين المحرجة (وحرصت دوما على تغطية الكتب بأغلفة آخر إصدارات هاستلر{هل هذا هو ناشرها - الذي مول الكتاب قبل تأليفه- تقدم له هنا دعاية غير مباشرة؟}،لكي لا يعرف الغرباء ماذا أقرأ). بدأت أحصل على مساعدة أخصائية في العلاج النفسي،كانت لطيفة ولكنها تفتقر إلى نفاذ البصيرة. توقفت عن أكل اللحم (لوقت قصير على أي حال) بعدما أخبرني أحدهم بأنني آكل خوف الحيوان لحظة موته.وأخبرني مدلك ينتمي إلى العهد الجديد أن عليّ ارتداء سراويل برتقالية اللون لإعادة التوازن إلى الشاكير (..) لديّ،وقد قمت بذلك بالفعل. شربت من شاي عشبة القلب تلك ما يكفي لإضفاء البهجة على جيش روسي،ولكن من دون جدوى.ومارست الرياضة،وعرّضت نفسي للفنون التي ترفع المعنويات،وتجنبت بعناية الأفلام والكتب والأغاني الحزينة (إن ذكر أحدهم كلمتي ليونارد وكوهين في جملة واحدة غادرت الغرفة).
بذلت جهدا لمقاومة البكاء المستمر. (..) مشيت تحت أشعة الشمس.اعتمدت على شبكة الدعم المحيطة بي،فتعلقت بعائلتي،وعززت صداقاتي الجيدة. وحين أصرت تلك المجلات النسائية على أن معنوياتي المنخفضة لا تساعد في مسائل الاكتئاب إطلاقا،غيرت قصة شعري،واشتريت مواد تجميل وفستانا جديدا.){ص 59 - 60}.
في الحكاية الحادية والعشرين،تحلل المؤلفة عدم قدرتها على الاستمتاع،وتعرج على المجتمع الأمريكي بالمرة!! :
(21)
(مع ذلك،فإن العقبة الأساسية أمام بحثي عن المتعة هو شعوري المتأصل بالذنب البيوريتاني. هل أستحق هذه المتعة؟ هذا إحساس أمريكي جدا أيضا،الشعور بعدم الأمان حول ما إذا كنا نستحق سعادتنا. فالإعلانات الأمريكية تتمحور كليا حول ضرورة إقناع المستهلك المتردد بأنه يستحق المكافأة. هذا لأجلك!أنت تستحق استراحة اليوم لأنك تستحقها!لقد مشيت طريقا طويلا!ويفكر المستهلك القلق في نفسه : أجل!شكرا!سأشتري رزمة الست قطع اللعنة!وربما أشتري رزمتين!وهنا تأتي ردّ فعل الإفراط في الاستهلاك،يتبعه الندم. غير أن هذه الحملات الإعلانية ليست فعالة في الثقافة الإيطالية على الأرجح،لأن الناس هناك يعرفون أساسا بأن لهم الحق بالاستمتاع بالحياة.){ص 75 - 76}.
أشرت في حكاية سابقة إلى أن المؤلفة (تطبطب) على نفسها .. ولكنها في الحكاية الثانية والعشرين،تتخطى تلك الهمسة لتضفي على نفسها الكثير من الصفات الطيبة :
(22)
( أما أنا فأختفي في الشخص الذي أحبه. أنا غشاء نفيذ،إن أحببتك،تحصل على كل شيء. تحصل على وقتي وإخلاصي ومالي وعائلتي وكلبي ومال كلبي ووقت كلبي تحصل على كل شيء.إن أحببتك،أحمل عنك كل عذابك،وأتحمل ديونك (بكل ما للكلمة من معنى)،أعطيك الحماية من مخاوفك،وأسقط عليك جميع أشكال المزايا الحسنة التي لم يسبق لك أن غذيتها فعلا في نفسك،وأشتري هدايا لك ولعائلتك بأكملها. أعطيك الشمس والمطر،وإن لم يكونا متوفرين،أعطيك شيك شمس وشيك مطر. أعطيك كل هذا وأكثر،إلى أن أصبح منهكة ومستنفذة إلى حد أن الطريقة الوحيدة لاستعادة طاقتي هي بأن أتيّم بشخص آخر.){ص 80}.
نستطيع أن نقول بالعامية أنها (خربتها) في ما ختمت به كلامها!!!
بعد أن (خربتها) المؤلفة .. يبدو أن سياحتنا في كتاب (بُقول) سوف تكون مناسبة للحديث عن مسألتين. الأولى :
نظرت (الأنثى) للتحرش ... كتبت كثيرا – جدا – عن التحرش بالنساء بصفته أقرب إلى الظاهرة العالمية،لكن ذلك الحديث كان في إطار محدد،هو تسليط الضوء على تلك الظاهرة،سعيا لتجنيب المرأة السعودية المرور بتلك التجربة في ظل الدعوات – الملحّة - إلى الاختلاط،وقد اقتضى ذلك التركيز على تفشي الظاهرة .. ولم أشر سوى مرة واحدة إلى نظرة المرأة إلى تلك الظاهرة السيئة. حتى تلك الإشارة – الوحيدة – كانت في إطار أقرب إلى (الفكاهة). في أحد البرامج والذي تقدمه نادين البدير،وقد استضافت سيدتين خليجيتين،للحديث عن (التحرش)،وطُرح سؤال عن السن الذي تتعرض فيه الأنثى للتحرش،فجاء الرد .. في سن الطفولة و ..و في الأربعين. فعلقت السيدة الأخرى – بالعامية – حتى من تجاوزن الأربعين (يا معودة) .. وأطلقتا ضحكة عالية!
حين أقول نظرة المرأة إلى تلك الظاهرة فأنا أعني أنه مع استهجان المرأة لذلك السلوك السيئ إلا أن هنالك زاوية أخرى للموضوع،وهي إحساس .. لنقل بعض النساء بأن (المتحرش) يقدم علة تلك الفعلة بعد أن يفقد (عقله) أو يفقده جمالها أو أنوثتها عقله ... وأنا هنا قطعا لا أعمم .. ولكنني أسعى لإلقاء الضوء على الموضوع من زاوية مختلفة.
في لقطة من مسلسل أمريكي،تدخل صديقتان إلى شقتهما،ويبدو أن أحدا في الخارج أطلق صافرة،أو قال كلمة إعجاب،فتقول إحداهما :
- هي تحرش إذا قالوها ... وإهانة إذا لم يقولوها!!!!!!! {هل هذا لغز؟ !!}
بعد هذه المقدمة الطويلة أعود إلى (ليز) وهي تتحدث عن موضوع التحرش .. مع تهنئتي للمرأة الإيطالية بذلك التحسن الذي طرأ على سلوك الرجل الإيطالي!!! تقول المؤلفة :
(مع ذلك،أقر بأمر ليس فيه إطراء كبير لي،وهو أن هؤلاء الرومان الذين ألتقي بهم في الشارع لا يعيرونني انتباها كبيرا،أو حتى أي انتباه أحيانا. وقد وجدت الأمر مثيرا للقلق في البداية. فقد زرت إيطاليا من قبل حين كنت في التاسعة عشرة،وأذكر أنني تعرضت للتحرش المستمر من الرجال في الشارع،وفي مطاعم البيتزا،وفي السينما و ... كان ذلك متواصلا وفظيعا. أمّا الآن،في سن الرابعة والثلاثين،أصبحت غير مرئية على ما يبدو. بالطبع،يحدث أحيانا أن يقول لي رجل بطريقة ودودة : "تبدين جميلة اليوم،سينيوريتا"،ولكن ليس غالبا،ولم يتخذ ذلك أبدا شكلا عدوانيا. ومع أنه من غير اللطيف التعرّض لمهاجمة غريب مثير للتقزز في الباص،إلا أنه لا يمكن تجاهل الغرور الأنثوي،ما يدفع إلى التساؤل : ما الذي تغير هنا؟ أهو أنا؟ أم هم؟
فسألت،واتفق الجميع على أن تحولا حقيقيا قد حدث في إيطاليا في السنوات الخمس عشرة الأخيرة. (..) باختصار،يبدو أن الرجال الإيطاليين يستحقون جائزة الشعب الأكثر تحسنا.
هذا ما أشعرني بالارتياح،لأنني خشيت ألا أحظى بالاهتمام لأنني لم أعد في سن التاسعة عشرة ولم أعد جميلة. وخشيت أن يكون صديقي سكوت على حق حين قال لي في الصيف الماضي :"آه،لا تقلقي ليز،هؤلاء الرجال الإيطاليون لن يسببوا لك الإزعاج بعد اليوم. فهم ليسوا كالفرنسيين،الذين يحبون التحرش بالنساء المتقدمات في السن.){ص 82 - 83}.
من المسلم به أن الحديث عن ردة فعل المرأة الغربية على التحرش أقل حرجا – بالنسبة لي طبعا - من الحديث عن المرأة العربية المسلمة!! أما النقطة الثانية التي أتاح لي كتاب (بُقول) الحديث عنها هي .. نقطة أظن أنها شديدة الجاذبية في الثقافة الغربية ... ولعلها تسحر المثقف – وقبله المثقفة – الشرقي أعني ما يمكن أن نسميه الصداقة البريئة مع المرأة. بطبيعة الحال لا لوم على من أصابه العجب من كتابة (شايب رجعي) عن صداقة الرجل بالمرأة !!! إلا أن قدرا لا بأس به من التعجب يمكنه أن يزول حين ننبه إلى أننا نلقي الضوء على نقطة براقة في الثقافة الغربية – دون أن ننسى الإحصاءات المفزعة للتحرش،ودون أن ننسى كذلك عبارات (ليز) التي نقلناها قبل قليل،وقلقها .. أو قلق الأنثى بداخلها من عدم تعرضها للتحرش،مهما صب ذلك في قالب من خفة الظل – وهي براقة لأنها تشي بتعامل مع المرأة بعيدا عن كونها مجرد (جسد) .. وكون الرجال لا ينظرون إليها في إطار ذلك (الجسد).
في الحكاية الرابعة والثلاثين تتحدث (ليز) حديثا طويلا عن حفلة ميلاد حضرتها مع خليط من الناس،ولكن ما يهمنا – هنا – هو سفرها مع ذلك الصديق .. فتقول :
(34)
(قدنا السيارة في ساعة متأخرة من المساء بعيدا عن جو التعب والتوتر الذي يسود روما وتوجهنا نحو الجبال. كانت موسيقى فرقة الإيغلز تصدح طيلة الطريق،فلوكا يحب الموسيقى الأمريكية،ما أضفى جوا كاليفورنيا على رحلتنا عبر كروم الزيتون والأقنية القديمة.){ص 136}.
ليكون الحديث متواصلا،لابد أن نقفز قفزة كبيرة،حتى نصل الحكاية الثامنة والتسعين.
في تلك الحكاية،تقص علينا المؤلفة قصة موسيقار إندونيسي،تعرفت عليه في بالي،وسردت حكايته وهجرته إلى أمريكا،وزواجه هناك،ثم وقوعه ضحية للقوانين التي أعقبت أحداث الحادي عشر من سبتمبر 2001م،حيث سلم الرجل نفسه للسلطات .. فتم ترحيله .. وهو (المسيحي) بصفته مسلم إرهابي!!!! نشأت بينه وبين (ليز) صداقة،وقررا القيام برحلة .. وقد وفت بوعدها بعد أن دخلت في علاقة (عادية) .. وكان يناديها دائما (يا صاح) ... كانت تحدثه عن زوجة جدها ..
(98)
(.. فنظرت إليّ زوجة جدي الرقيقة بخبث وأصبحت غاية في الإثارة وكأنها بيتي دايفس وقالت :
"كنت قد تعبت من النظر إلى دور العبادة في إيطاليا،ليز".
ضرب يوداي كفه بكفي ثم قال لي : "هيا،يا صاح".
انطلقنا في رحلتنا البرية الأمريكية المزيفة عبر بالي،أنا وذاك الموسيقار العبقري الشاب المنفي،وكان المقعد الخلفي من السيارة ممتلئا بالغيتارات والشراب والطعام الباليني الذي يشبه طعام الرحلات البرية الأمريكية (..) ما أذكره هو أننا تحدثنا أنا و يوداي بالأمريكية طيلة الوقت،وهي لغة لم أتحدث بها منذ وقت طويل. (..) فاستمتعنا بذلك طيلة الرحلة وتحولنا إلى مراهقين أمريكيين حديثهما حافل بكلمات على غرار يا صاح وبإهانات حنونة.
لم ندخل بالي،بل قدنا السيارة على الساحل،على طول الشواطئ لمدة أسبوع.وكنا نركب أحيانا زورق صيد صغيرا ونقصد إحدى الجزر لنرى ما يجري فيها. كانت بالي حافلة بأنواع عديدة من الشواطئ. فقضينا يوما على شاطئ كوتا الرملي الأبيض الطويل الشبيه بجنوب كاليفرونيا،ثم توجهنا إلى الشاطئ الصخري الأسود الكئيب للساحل الغربي الخلاب،وعبرنا الخط الباليني الفاصل غير المرئي الذي لا يجتازه أبدا السائح العادي ووصلنا إلى الشواطئ المقفرة للساحل الشمالي التي لا يطؤها سوى راكبي الأمواج (والمجانين منهم فقط) جلسنا على الشاطئ،وتفرجنا على الأمواج الخطيرة وهي تتكسر أمامنا فيما كان راكبو الأمواج ينزلقون ويختفون في قلب المحيط ليظهروا مجددا ويركبوا موجة أخرى،فنلتقط أنفاسنا قائلين : "يا صاح،هذا جنون تام".(..) كنا نقع في بعض الأحيان على شواطئ هادئة فنمضي اليوم في السباحة. صادقنا كل من القينا به. فيوداي من النوع الذي إذا كان يسير على الشاطئ ورأى رجلا يبني زورقا،يتوقف و يقول له : "كم هذا رائع! هل تبني زورقا؟". وهو بارع في كسب ود الناس إلى حد أن باني الزورق دعانا للعيش مع عائلته لمدة عام.){ص 356 - 358}.
ثم انتهت الرحلة. فقط. هل يوافقني أحد على أن التعامل مع (امرأة) بصفتها (إنسان) وليست مجرد (جسد) نقطة شديدة الجاذبية في الثقافة الغربية؟ أعتقد أن هذه النقطة أكثر جاذبية لدى المرأة،خصوصا من كانت تعاني في مجتمعها من سجن المرأة في زاوية (الجسد).
إلى اللقاء في الحلقة القادمة .. مع تكرار الشكر لكل من علق أو علقت .. فنحن قبل كل شيء – وبعده – نقوم بسياحة .. ولا بأس بحوار على هامش السياحة... إلى اللقاء ... إذا أذن الله.


أبو أشرف : محمود المختار الشنقيطي – المدينة المنورة

سمو الرووح
23-11-2012, 10:42 AM
هل يوافقني أحد على أن التعامل مع (امرأة) بصفتها (إنسان) وليست مجرد (جسد) نقطة شديدة الجاذبية
في الثقافة الغربية؟

أعتقد أن هذه النقطة أكثر جاذبية لدى المرأة،خصوصا من كانت تعاني في مجتمعها من سجن المرأة
في زاوية (الجسد).

نعم اوافقك الراي فكم من مراءة مسجونه فعلا ومحرومه حتى عن التعبير بما يجول في نفسها او خاطرها

كما نقول نحن ... والكلام كثير لو فتحنا المجال في ذلك.

كل الشكر محمود المختاار الشنقيطي ولاهنت

تقديري وحترامي.

محمود المختار الشنقيطي
24-11-2012, 08:30 AM
السلام عليكم .. ألف شكر أختي الفاضلة (سمو الروح) .. أصلح الله الأحوال.
لاهنتِ ... ودمتِ بألف خير.