المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : العراقيات بين"السفور"وحق التصويت


محمود المختار الشنقيطي
29-10-2012, 08:31 AM
العراقيات بين "السفور"والحصول على حق التصويت :
لمحة من التأريخ
مصادفتان: المصادفة الأولى استمعت إلى الحلقة التي قدمها الدكتور محمد العوضي تحت عنوان (الحجاب الزائف) .. أما المصادفة الثانية فقد كنت أراجع سياحتي في كتاب (الملك عالية) .. فلفت نظري حرص بعض السيدات - اللائي صفهن المؤلف بأنهن (ممن تثقفن بالثقافة الأجنبية) - على سفور المرأة العراقية .. ظنت الملكة أنهن يطالبن للمرأة العراقية بحق الانتخاب .. فإذا بالأمر لا يخطر لهن في بال .. قضية واحدة تشغلهن .. نزع الحجاب أو(السفور) !!! علما أن حصول المرأة على حق الانتخاب .. سوف يسهل الدعوة إلى السفور .. كيف نعرف أن المرأة التي ذهبت للتصويت هي نفسها صاحبة الاسم؟ كيف نتأكد أن المرأة التي جاءت متلفعة بحجابها وصوتت ليست رجلا يرتدي عباءة؟ حاصل القول أن حق التصويت كان له أن يسرع عملية السفور .. ولكن أولئك المتشربات بالثقافة الغربية .. كان السفور فقط هو الذي يشغلهن!!! وهذا نص الحور الذي دار بين الملكة والسيدات .. على ما فيه من اضطراب :
( في عام 1944، ذهبت ثلاث سيدات، فأبدين لجلالتها بأن لديهن فكرة، يرغبن في عرضها عليها، فابتسمت قبل أن تفهم مضمون الفكرة، وكن ممن تثقفن بالثقافة الغربية، وقالت جلالتها : ربما ترغبن في إعطاء المرأة حق الانتخاب؟ : كلا يا سيدتي، بل شيء أبسط من هذا بكثير، إننا نرغب في إعلان السفور، فأجابتهن قائلة : "وهل بقي شيء يسمى بالحجاب حتى ترغبن بالسفور"، فأجبنها : "نعم، إن الكثيرات من العقائل يرغبن في السفور، ولكنهم ينتظرن؟". فأجابتهن{المفترض : فسألتهن!!}الملكة: ينتظرن ما؟{هكذا في الأصل}. فقالت السيدات : ينتظرن أن تسفري جلالتك. فأجابتهن الملكة : أيتها السيدات، إني أعطف على النهضة النسائية كل العطف، وبودي أن تنال المرأة كل حق من حقوقها، ولكنكن لا تنسين بأنني أرملة، وأم، والملك لا يزال دون سن الرشد، وفي بلاد كلها محافظة، فاسمحن لي أن أكون آخر من تسفر بينكن، ولا تقتدين بي فيما ترونه يتفق وروح العصر){ ص 190(عالية الهاشمية ملكة العراق سيرة وأحداث) / الدكتور محمد حمدي صالح الجعفري / منشورات الأوائل للنشر والتوزيع}.
ثم استمر النضال نحو خلع الحجاب .. ونترك الأستاذ خالد القشطيني، يحدثنا على أيام خلع العراقيات، لحجابهن:
( ما من أيام تعتز بها البشرية كالأيام التي يخوض فيها الإنسان معارك الحرية وينتصر. وفي تاريخنا المعاصر كان من أروع هذه الأيام يوم سعت المرأة العراقية للحصول على حقوقها في اختيار نمط الحياة التي تريدها. شهد العراق أياما خالدة خضناها من أجل السفور ونزع العباءة والفوطة. (..) التسابق في عراق الأربعينات والخمسينات كان منصبا على نزع الحجاب. عرفت شيئا من ذلك حين قامت طالبات ومعلمات ثانوية الأعظمية بحملة لإقناع الفتيات بنزع الحجاب،وكلما استطعن إقناع إحداهن بذلك اجتمعن في مدخل المدرسة انتظارا لها. كانت أحيانا تجبن الفتاة أو تستسلم لضغط والديها فتخيب زميلاتها وتستمر كما كانت بعباءتها. فيسخرن منها ويعيرنها على جبنها. ولكن من تنجح في عملية التحدي والتحرر وتجتاز الباب سافرة،كانت تقابل بعاصفة من التصفيق والتشجيع. مبروك سميرة،وأحسنت يا فاطمة،وهكذا. يقبلن إليها ويعانقنها ويغمرنها بالقبلات.
تروي الفنانة نزيهة الحارثي، فتصف كيف أنهن في تلك الأيام وبسبب الضغوط العائلية كن يخرجن من البيت متسترات بالعباءة والحجاب حتى إذا ابتعدن عنه المسافة الكافية، كن ينزعن العباءة والحجاب ويضعنها في شنطة صغيرة تُحمل لهذا الغرض. (..) وكان الشباب يعرفون الشنط وما فيها عندما يرون فتاة سافرة تحملها. كانوا أحينا يعاكسون البنت ويتحدونها بأن تفتح الشنطة وتكشف عما فيها. (( شوفينا عباتك))!
كان الأمر سهلا للتلميذات الصبيات. ولكنه لم يكن بهذه السهولة بالنسبة للمعلمات (..) حدث هذا المأزق بالنسبة لمعلمة اللغة العربية عاتكة وهبي الخزرجي، الشاعرة والأديبة المعروفة. (..) ظل الجميع يتساءلون، متى تنفض عاتكة العباءة عن رأسها وتخرج سافرة ولكن السؤال لم يدم طويلا. ففي يوم مشهود من تاريخ المدرسة، شاع الخبر في سائر الصفوف وغرف الإدارة والمعلمات بأن الأستاذة عاتكة قررت أخيرا نزع العباءة والمجيء سافرة للمدرسة. تروي إحدى طالباتها فتقول أنه كان يوما مشهودا عندما تزاحمت الطالبات في باب المدرسة وساحاتها صباح ذلك اليوم انتظارا لوصول عاتكة وهبي الخزرجي سافرة بفستان عصري جميل يعرض قوامها الرشيق و قامتها الطويلة الفارعة.
فتح الفراش أبو حسين الباب الخارجي لها فمسكت – هكذا - الطالبات أنفاسهن إذ لاحت أمامهن معلمتهن الفاضلة،ليست سافرة فقط، بل وضعت على رأسها بدلا من العباءة، قبعة عصرية جميلة. همست الطالبات بصوت واحد :
(( يا ويلي!)). وكانت أيام وفاتت،وهات يا عمي من يرجعها){ جريدة الشرق الأوسط العدد 10663 في 29/1/1429هـ = 7/2/2008م.}.
حقيقة لم أفهم لماذا يبكي على أيام النضال تلك .. مادام الهدف قد تحقق؟!! وربما يكون قد تجاوز ما كان مرجوا منه!! أخبرني أحد إخوانا،وقد كان يدرس في العراق،نهاية السبعينات وأوائل الثمانينات .. أنه لم يكن من النادر مشاهدة – في الأشهر التي تهب فيها الرياح – الملابس الداخلية لفتيات المدارس ... لقصر ما يرتدين!! ويبدو أن ذلك الأمر قد لفت نظر وزير الداخلية العراقي الفريق "عماش" ... لنترك شاعر العراق الكبير"الجواهري" يخبرنا بالأمر .. فبعد أن علم أن الفريق "عماش"
(قد أمر بتطويل بدلات الطاليات الجامعيات من فتيات العراق –ويا الله ما أجملهن – بذريعة المحافظة على الأخلاق{فكتب له :}
أترى العفاف مقاس أقـــــــــــــــــــــــمشة ؟ ظلمت إذن عفافا
هو في الضمائر لا تخا****** ط ولا تقص،ولا تكافى
من لم يخف عقبى الضميـــــــــــــــــر فمن سواه لن يخافا
إلى أن يقول :
والناعسات فما تحس ******* الطرف أغفى،أم تغافى
والناهدات يكاد ما ********* في الصدر يُقتطف اقتطافا.)
{ص 323 – 324جــ 2 (مذكرات محمد مهدي الجواهري) /بيروت / دار المنتظر / الطبعة الأولى / 1999م}.
نتوقف هنا .. على وعد بأن نعود إلى الأرشيف لإعادة حديث سابق عن حجاب المرأة السعودية .. إذا أذن الله.

أبو أشرف : محمود المختار الشنقيطي – المدنية المنورة في 13/12/1433هـ

سمو الرووح
29-10-2012, 01:53 PM
يالله بسترك وعسانا نموت ونحن ما خلعنا الحجاب والستر عنا يارب

قراءت ما كتب هنا وهذا اصلاً ما يريد الغرب وأهل الغرب وإقامة هذه الحروب كلها من اجل
خلع الحجاب والسفور والزنا والمنكر وخلافه ..

ونسئل الله الثبات على الدين والنصر من عنده اللهم : آآآآمين.

محمود المختار الشنقيطي شكرا لك ولاهنت


ووفقك الله.

محمود المختار الشنقيطي
29-10-2012, 03:12 PM
السلام عليكم أختي الفاضلة (سمو الروح) .. واللهم آمين زينكن الله بزينة الحجاب .. والعجيب أن المسملة - جدة عن جدة في بلاد الإسلام - تتفلت من حجابها .. بينما تجاهد المسملة في الغرب لتحتفظ به!! وقبل أيام كتبتُ تغريدة في حسابي في (توتر) عبارة رائعة لنجمة الراب الفرنسية التي أسلمت ..وهذه هي التغريدة
(‎@Dr_NoraAlsaad‏ (إن خالق البحر والشمس هو من أمر بارتداء الحجاب، فكيف أعصيه، ومباشرة قررت ارتداء الحجاب".) نجمة "الراب" الفرنسية، ديامز،)
لاهنتِ أختي الكريمة.

سمو الرووح
29-10-2012, 07:04 PM
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

أخي القدير / محمود المختااار الشنقيطي

نعم بارك الله فيك قراءة عنها بعد ما سمعته فهالني ماقرءته وبنات الاسلام ابٍ عن جد يتخلن عن الحجاب
والعباءة التي تستر الجسد ويتبعن كل ما نعق لهُ الغرب حتى وإن كان مخالف للشريعة الاسلامية والعادات
العربية الاصيلة.. فالله العجب في ذلك


نسئل الله الهديه للجميع والرجوع لتعاليم الاسلام واتباع سنة خير الأنام عليه الصلاة والسلام

وكل عام وأنت بخير - وعيدك مبارك بمناسبة عيد الأضحى المبارك

تقبل فائق لتقدير والاحترام لشخصك الكريم

محمود المختار الشنقيطي
30-10-2012, 09:20 AM
السلام عليكم - مرة أخرى - أختي الفاضلة (سمو الروح) .. وكل عام وأنتِ - والأسرة الكريمة - بخير .. عيدكم مبارك وأعاده الله علينا وعليكم باليمن والمسرات,.. وهداية وصلاح المسلمين والمسلمات.
دمتِ بخير.