المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : المهيمن سبحانه عندما يحب ويكره|سبيل المؤمنين|رائع


سمو الرووح
13-10-2012, 12:44 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


المهيمن سبحانه عندما يحب ويكره|سبيل المؤمنين|رائع

سمو الرووح
13-10-2012, 12:53 PM
الرب سبحانه عندما يحب ويكره|سبيل المؤمنين|رائع


إن للمؤمنين سبيلا قويما ، ومنهجا واضحا ، ليس دربا مشقوقا ،
أو طريقا مطروقا ، بل سبيلا دكّته أقدام السابلة ، ممتلئ بحشود المؤمنين الغفيرة،
وبجماعات الصالحين الوفيرة ، طريق مكتظ بالزحام ، شبيه بالسبل الموصلة إلى الجنّة،
التي يتزاحم عليها العباد .
والله تعالى يكره أمورا ، ولكنه يحبّها في مواطن : فيكره القتل ، وإزهاق الدم ،
ولكنّه يحبّها في سبيله ! ويكره الخيلاء ، ومشية التغطرس ، ولكنّها يحبها عند
التقاء الصفوف .

ويكره سبحانه العجلة ، لأنه يحب الأناة ، ولكنّه يحب العجلة للخير ،
والتي تعني المسارعة ، والمسابقة في أعمال البر .

ويكره سبحانه المزاحمة ، ويحب اللين بأيدي الضعفاء ، ولكنّه يحب الزحام
على أبواب الخير ، يحب الزحام عند الحجر ، وعند أبواب الجنة ،
ويحب الزحام في سبيل المؤمنين ! لذلك فقد آوى من أوى إلى حلقة الذكر ،
مع الزحام الحاصل فيها ، فقال عنه النبي صلى الله عليه وسلم :
" رجل أوى إلى الله فآواه الله " ، ثم قال : " هم القوم لا يشقى بهم جليسهم ".

فعلى المؤمن أن يأطر نفسه على هذا السبيل القويم ، وأن يتتبع مواطن زحام المؤمنين،
فإنْ تزاحم السلف والخلف على حكم شرعي ، وتلقّته جمهرتهم بالقبول ، فهو
بإذن الله من مواطن المزاحمة المحبوبة لدى الله ، لأنه سبحانه لن يهدي خير أمّة إلى خير
رسول ، وخير كتاب ، وخير هدي ، ثم يجعل غالبيّتهم يتنكّبون الحق القويم
ولو في مسألة قص ظفر ، أو تشميت عاطس ، فكيف بمسائل عظام ، تدور حولها
مصالح الفئام.

سيأتي متفيهق ليقول : لم يتعبّدنا الله إلا بما في كتابه أو سنّة رسوله ، وكأن السير
على نهج المؤمنين لم يأت في كتاب ولا سنّة !
وهذا والعلم عند أهل العلم من ضرب الكتاب بعضه ببعض ، والدخول إلى الحق بنيّة
الخروج منه.

ورحم الله أبا تراب ، علي بن أبي طالب عندما جعلها حكمة سائرة ،
وحجة ظاهرة فقال لمن قال لا نحكم إلا كتاب الله : " كلمة حق أريد بها باطل "
بل للمؤمنين نهج مضيء ، وهدي وضيء ، سمّاه الحق سبحانه في سورة الفاتحة
بــ"صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ " فأمرنا أن نسأل المولى الهداية لهذا الصراط المستقيم،
في صلاتنا سبعة عشرة مرّة وأكثر ، لأننا سنواجه سبعة عشر شبهة وأكثر تحاول صدّنا
عن هذا الصراط .

يشعر سالك هذا النهج ، والعامل بهذا الهدي بانشراح ، وكأنه حين يسير مع السائرين
في خُرفة من خرف الجنة ، يستروح نسائمها ، ويجد ريحها دون عمل الخير الذي يقوم
به ، وكأن الحق المطلق أقرب إلى أحدهم من شراك نعله .

يكاد السائر في هذا الطريق أن يسمع صوت رسول الله ، ويلمح طيف أبي بكر ،
ويرى هيئة عمر ، ويشعر بهيبة ابن المسيب ، ويلمس كف الزهري ، ويسمع
همس ابن حنبل ، ويحسّ بحضور ابن تيمية ، نعم فهو يستنشق عبير الأتقياء ،
ويسمع خفق نعالهم في هذا السبيل القويم ، وهذا الصراط المستقيم .

لا يجوز لإنسان علم عن هذا السبيل ولو بالظن أن يغادره ، أو يتنكّبه ،
أو يتردد في السير عليه ، لأن عاقبة هذا التردد وخيمة ، وأثرها على القلب شديد!
إن كل انصرافة ينصرفها قلب المؤمن عن سبيل المؤمنين ، تجلب له قشّة من هشيم
المنافقين ، إلى أن يمتلئ ذلك القلب بالهشيم ، فتأكله النار .

إن من يذهب اليوم إلى القول بجواز الاختلاط المحرّم ، ويقول في الغد بجواز الغناء،
ثم يتسامح بعد غد مع المنافقين ، ثم يزعم أن الإصلاح السياسي أولى من العقدي،
ثم يمسي على لمز صالح ، ويصبح على طعن عالم ، إن هذا الإنسان لم ينتهج سبيل
المؤمنين ، ولم يتولّهم ، ومن لم يتوّلهم يولّه الله ما تولّى.

إن من حقوق هؤلاء المؤمنين الموالاة ، وهي تقتضي المحبة والنصرة ،
ولا والله ما تولّى المؤمنين من قسم لهم من قلبه البغض ،
ولمن لسانه المعاداة تلو المعاداة ، والتي تبدأ بالسخرية ، وتثنّي بتشويه السمعة ،
وتثلّث بالاستعداء الثقافي.

إن من أعظم أبواب الخير التي يرزقها العبد ، الذلة لإخوته المؤمنين ،
واستشعار أن رحمة ما تحف به إن كان بحضرتهم ، حتى لقد صرّح الأول
بأن خطأ الجماعة أحب إليه من صواب الفرد .

إنك عند الله عظيم عندما ترى مؤمنا قد أعفى لحيته ، أو قصّر ثوبه ،
أو تمسّك بما صرنا نظنّه من قشور الدين ، في زمن كل ما فيه يدعوا
إلى ترك ذلك التمسّك ، زمن صار إعلامه ، وصحفه ، ومثقفوه ، وأستاذته ،
وحتى بعض علمائه ، يدعون إلى التخفف من مظاهر الالتزام الظاهري ،
بحجّة التركيز على الالتزام الباطني ، وكأنّهما ضدّان.

أقول إنك عند الله عظيم عندما ترى هذا المتمسّك، فتخضع خضوعا ما لا لشخصه،
بل لتلك السنّة التي ارتضاها رب العالمين لسيّد المرسلين ، فتخضع وتذل ، حتى
وإن كنت مقصرا ، ولكنّ قلبك يكبر هذا الرجل المتمسّك بالسنّة .

بل لو تدبّرنا أمر الله تعالى للنبي الكريم بأن يعامل المؤمنين معاملة خاصة
فقال سبحانه "وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِلْمُؤْمِنِينَ " ! لعلمنا أين مكان أولئك
الذين صارت أعراض أهل الخير غبوقهم وصبوحهم ، والله المستعان على ما يصفون.

حاصل الكلام ، هو أنّ للمؤمنين سبيلا ، أُمرنا بالسير عليه ، بل توعّدنا بالإضلال
إن لم نسر عليه ، فيجب علينا أن نبحث عنه ، وهو في الحقيقة لا يحتاج إلى بحث ،
بل هو ما عليه عامّة المؤمنين ، وما ارتضته قلوب روّاد المساجد ، وما ذربت به
ألسنة أهل العلم ، هذا هو سبيل المؤمنين ، يقول الحق سبحانه : " وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ
مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ
مَصِيرًا" .



مما قراءة واعجبني .. نسئل الله الثبات على الدين الحق.

أبو دمـعـه
13-10-2012, 07:39 PM
الله يجزاش خير خاطرة ايمانية طيبة

سمو الرووح
13-10-2012, 11:18 PM
ويجزاك بالمثل وزيادة أبو دمعه كل الشكر على المرور الكريم.

غصون
15-11-2012, 03:32 AM
http://t3.gstatic.com/images?q=tbn:ANd9GcSanvBUSz3ceNPdAMZGtTyJvCSefe74X xMUIzZEmLjJYgkTpG6_

سمو الرووح
15-11-2012, 02:50 PM
وجزيتي برضى الله والجنة

غصــون

كل الشكر والتقدير والاحتراااام.