المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الشهوات


حسين علي احمد ال جمعة
05-09-2012, 02:17 PM
الشهوات

العناصر
1- أنواع الشهوات.
2- امتحان واختبار.
3- التقليل من شأنها.
4- الترغيب فيما عند الله للمتقين.
5- ماذا عنده سبحانه..؟


الحمد لله ، والصلاة والسلام علي رسول الله صلي الله عليه وسلم .

وأشهد ان لاإله إلا الله وحده ، صدق وعده ، ونصر عبده ، وأعز جنده ، وهزم – ويهزم – الأحزاب وحده ، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله ، جاهد في الله حق الجهاد ، وبلغ الرسالة ، وأدي الأمانه ، صلوات ربي وتسليماته عليه وعلي آله الطيبين الطاهرين .

أما بعد : فموضوعنا اليوم عن (الشهوات)

والشهوات : جمع شهوة ، وهى معروفة.

واتباع الشهوات : مرض ، وطاعتها مهلكة.

وفي صحيح مسلم: "حفت الجنة بالمكاره وحفت النار بالشهوات "

وفائدة هذا التمثيل : أن الجنة لا تنال إلا بقطع مفاوز المكاره وبالصبر عليها.

وأن النار لا ينجى منها إلا بترك الشهوات وفطام النفس عنها.

والشهوات أيها المؤمنون : ثلاثة أنواع .

أولاً: نوع : محرم، مجرم, مذموم.

وهو المشار إليه في مثل قوله تعالي: (وَلُوطاً إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَتَأْتُونَ الفَاحِشَةَ مَا سَبَقَكُم بِهَا مِنْ أَحَدٍ مِّنَ العَالَمِينَ إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ شَهْوَةً مِّن دُونِ النِّسَاءِ بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ مُّسْرِفُونَ) [الأعراف: 80 - 81]

و في مثل قوله تعالي : (أُوْلَئِكَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ مِن ذُرِّيَّةِ آدَمَ وَمِمَّنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ وَمِن ذُرِّيَّةِ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْرَائِيلَ وَمِمَّنْ هَدَيْنَا وَاجْتَبَيْنَا إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُ الرَّحْمَنِ خَرُّوا سُجَّداً وَبُكِياًّ فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَياًّ)[مريم: 58 - 59]

و في مثل قوله تعالي : (وَاللَّهُ يُرِيدُ أَن يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَن تَمِيلُوا مَيْلاً عَظِيماً)[النساء: 27]

ثانياً: نوع محمود مرغوب.

وهو المشار إليه في مثل قوله تعالي : (إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ المَلائِكَةُ أَلاَّ تَخَافُوا وَلاَ تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ نَحْنُ أَوْلَيَاؤُكُمْ فِي الحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ نُزُلاً مِّنْ غَفُورٍ رَّحِيمٍ )[فصلت: 30 -32]

و في مثل قوله تعالي : ( يَا عِبَادِ لاَ خَوْفٌ عَلَيْكُمُ اليَوْمَ وَلاَ أَنتُمْ تَحْزَنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِآيَاتِنَا وَكَانُوا مُسْلِمِينَ ادْخُلُوا الجَنَّةَ أَنتُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ تُحْبَرُونَ يُطَافُ عَلَيْهِم بِصِحَافٍ مِّن ذَهَبٍ وَأَكْوَابٍ وَفِيهَا مَا تَشْتَهِيهِ الأَنفُسُ وَتَلَذُّ الأَعْيُنُ وَأَنْتُمْ فِيهَا خَالِدُونَ وَتِلْكَ الجَنَّةُ الَتِي أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ لَكُمْ فِيهَا فَاكِهَةٌ كَثِيرةٌ مِّنْهَا تَأْكُلُونَ )[الزخرف: 68 - 73]

ثالثاً: نوع جعل فتنة للناس واختبارا ، مصداقا لقوله تعالي ( إِنَّا جَعَلْنَا مَا عَلَى الأَرْضِ زِينَةً لَّهَا لِنَبْلُوَهُمْ أَيُّهُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً)[الكهف: 7]

وهذا النوع الثالث: هو موضوع حديثنا، وقد فصل القرآن فيه تفصيلا لا يخفى علي عاقل؛ تنبيها وتحذيرا، ودعوة لحسن التعامل معه.

وهو المذكور في الآية الكريمة التي نحن بصددها ..

إذ أنه : بعد بيان المولى – في قوله تعالي (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَن تُغْنِيَ عَنْهُمْ أَمْوَالُهُمْ وَلاَ أَوْلادُهُم مِّنَ اللَّهِ شَيْئاً وَأُوْلَئِكَ هُمْ وَقُودُ النَّارِ (١٠)) بسورة آل عمران - لعدم نفع الدنيا ، وما فيها من أموال ، وأولاد ، للكفار .. كانوا – وما يزالون - يغترون بها ، ويعتزون ، ويفترون ..!!

ينبه سبحانه علي : حقارة شأن الحظوظ الدنيوية، بأصنافها، تزهيداً للمؤمنين فيها، وتوجيه رغباتهم إلى ما عند الله من النعيم المقيم .

حيث يقول :

(زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاء وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللّهُ عِندَهُ حُسْنُ الْمَآبِ) [آل عمران: 14]

نلاحظ جيداً .. أيها الأحبة الكرام: أن الله تبارك وتعالى - بالرغم من تزهيده لنا فى هذه الحظوظ الدنيوية - قد زينها للإنسان ..

وزين من التزيين.

- واختلف الناس حول : من المزين ..؟

- فقالت فرقة : الله زين ذلك..

- وقالت فرقة: المزين هو الشيطان.

- وقالت فرقة : الله زين الحلال ، والشيطان يزين الحرام.

وعلي هذا :

فتزيين الله تعالى إنما هو بالايجاد والتهيئة للانتفاع وإنشاء طبيعة الإنسان على الميل إلى هذه الاشياء.

وتزيين الشيطان إنما هو بالوسوسة والخد يعة وتحسين أخذها من غير وجوهها.

والاية : وعظ لجميع الناس..

وعلى كل فالله تعالى زينها : من أجل أن تعمر الحياة الدنيا .

ولذلك : إذا استعمل الإنسان هذه الأشياء المذكورة ضمن ما حدَّد الله فى كتابه ، وبين رسوله صلى الله عليه وسلم فى سنته .. يكون قد حقق الحكمة من التزيين ، وعمرت الحياة ، ولم تفسد الأرض ، وأرض الله عز وجل فى ذات الوقت .

وأما إذا تجاوز الإنسان فى استعمالها ما حدد الشرع : فقد أفسد الأرض ، وأسخط الله تعالى .



- وبدأ سبحانه في ذكر الشهوات بالنساء : لكثرة تشوف النفوس إليهن ؛حيث يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ما تركت بعدى فتنة أشد على الرجال من النساء " أخرجه البخاري ومسلم.

الذهب والفضة.

الذهب : مأخوذ من الذهاب، والفضة مأخوذة من انفض الشئ تفرق، ومنه فضضت القوم فانفضوا، أي فرقتهم فتفرقوا.

وهذا الاشتقاق يشعر بزوالهما وعدم ثبوتهما كما هو مشاهد في الوجود.

ومن أحسن ما قيل في هذا المعنى قول بعضهم:


النار آخر دينار نطقت به والهم آخر هذا الدرهم الجاري
والمرء بينهما إن كان ذا ورع معذب القلب بين الهم والنار

وقد ذكر الله تعالى أربعة أصناف من المال، كل نوع من المال يتمول به صنف من الناس.

أما الذهب والفضة : فيتمول بها التجار.

وأما الخيل المسومة : فيتمول بها الملوك.

وأما الانعام : فيتمول بها أهل البوادي.

وأما الحرث : فيتمول بها أهل القرى.

فتكون فتنة كل صنف : في النوع الذي يتمول به.

وأما النساء والبنون : ففتنة للجميع.

وفى الأول الآخر : فهذه الأشياء كلها .. متاع الحياة الدنيا ..!!

يتمتع الإنسان به فى الدنيا ، ثم يفنى ، ولكن ما عند الله .. هو الحسن كله ، وهو الجنة .

ولذا : فينبغى توجيه الرغبة فيما عند الله دون غيره ، والعمل الجاد لنواله ؛ والفوز به .

وقد سئل أحد الصالحين : بم يسهل على العبد ترك الدنيا وكل الشهوات ؟

قال : بتشاغله بما أمره الله به.

ندعو الله تعالي أن ينجينا من فتن : الشهوات والشبهات , وكل فتن الحياة الدنيا.

واسألوا الله من فضله واستغفروه ، إنه هو الغفور الرحيم.


المصدر الموقع


http://www.hadielislam.com/arabic/index.php?pg=articles%2Farticle&id=28049

مقبل العرجاني
05-09-2012, 05:33 PM
الله يجزاك الخير ع الموضوع القييم

حسين علي احمد ال جمعة
06-09-2012, 08:07 AM
ليت العرب مثلي جزاك الله الخير على المرور

سمو الرووح
06-09-2012, 01:29 PM
سبحانه وتعالى اسمه ولا إلهَ غيره

وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيرا

وشكرا لك على الموضوع الهام وبميزان حسناتك ولاهنت


حفظك الله.

حسين علي احمد ال جمعة
09-09-2012, 07:55 AM
سمو الرووح جزاك الله الخير على المرور