المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : غزوة بدر الكبرى


مقبل العرجاني
06-08-2012, 10:13 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الحمد لله المتفضل بالجود والإحسان المنعم على عباده بنعم لا يحصيها العد والحسبان أنعم على هذه الأمة بإنزال القرآن هدىً للناس وبينات من الهدى والفرقان ونصر نبينا محمداً صلى الله عليه وسلم وأصحابه ببدر وسماه يوم الفرقان وأعزه بفتح مكة أم القرى وتطهيرها من الشرك والأوثان فيا له من عز ارتفع به صرح الإسلام واندك به بنيان الشرك والطغيان وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له الملك الرحيم الرحمن وأشهد أن محمداً عبده ورسوله أرسله بالهدى ودين الحق ليظهره على جميع الأديان صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه الذين نصروه وأعانوه فلنعم الأنصار والأعوان وعلى التابعين لهم بإحسان ما توالت الدهور والأزمان وسلم تسليما …
أما بعد
أيها الناس اتقوا الله تعالى واشكروه على ما أنعم به عليكم من نعم وافرة وآلاء سابقة خصوصاً في هذا الشهر الكريم شهر رمضان ففيه أنزل كتابه المبين رحمة للعالمين ونوراً للمستضيئين وهدىً للمتقين وعبرة للمعتبرين وآيات للعالمين كتاب أحكمت آياته ثم فصلت من لدن حكيم خبير لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد في هذا القرآن خبر ما قبلكم ونبأ ما بعدكم وحكم ما بينكم أخبار صادقة وقصص نافعة وأحكام عادلة (وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ صِدْقاً وَعَدْلاً لا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ) (الأنعام:115) إنه كلام الله بين أيديكم اليوم كما هو بين أيدي الصحابة في سلف الأمة حفظه الله عز وجل من التغير والتبديل من تمسك به نجا ومن طلب الهدى منه اهتدى ومن أعرض عنه وقع في الهلاك والرداء فبؤساً للمعرضين الهالكين أيها المسلمون وفي هذا الشهر أنعم الله على عباده بفرض الصيام وجعله أحد أركان الإسلام لتستكمل هذه الأمة ما حصل لغيرها من الفضائل ويتم لها تقوى الله ويحصل لمن صامه إيماناً واحتساباً مغفرة الذنوب والأثام وفي هذا الشهر الكريم عباد الله أنعم الله عليكم بمشروعية القيام لتعمر أوقات هذا الشهر ليلاً ونهاراً بطاعة الملك العلام فكما أن من صام رمضان إيماناً واحتساباً غفر الله له ما تقدم من ذنبه فإن من قام رمضان إيماناً واحتساباً غفر الله له ما تقدم من ذنبه ومن قام مع الإمام حتى ينصرف من صلاته كتب له قيام ليلة وإن كان نائماً في فراشه أيها المسلمون ما أكثر ذنوبنا وما أعظم سيئاتنا وما أحوجنا إلى مغفرة الله عز وجل وإن أسباب المغفرة في هذا الشهر متوفرة ولهذا من حرم الغفران في هذا الشهر فقد حرم خيراً كثيرا وفي هذا الشهر الكريم أيها المسلمون أنعم الله على هذه الأمة بفضيلة ليلة القدر التي هي خير من ألف شهر من قامها إيماناً واحتساباً غفر الله له ما تقدم من ذنبه وفي هذا الشهر ينعم الله على عباده بالرحمة والمغفرة والعتق من النار كما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أن أول الشهر رحمة وأوسطه مغفرة وآخره عتق من النار وفي هذا الشهر المبارك كانت غزوة بدر الكبرى التي سمى الله يومها يوم الفرقان حيث نصر الله فيها عساكر الإيمان وجنود الرحمن وهم محمد رسول الله والذين معه وأذل فيها جنود الشيطان وأنصار الشرك والطغيان وهم أبو جهل ومن معه من قريش فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم بلغه خروج أبي سفيان من الشام إلى مكة بعير قريش الذين صدوا رسول الله وأصحابه عن سبيل الله وأخرجوهم من ديارهم وأموالهم اعتدوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه فكانوا أهلاً لأن يحاربوا فندب رسول الله صلى الله عليه وسلم أصحابه ندبهم إلى تلك العير فخرجوا في رمضان في السنة الثانية من الهجرة خرجوا أذلة في ضعف من العدة وقلة من العدد ليسوا سوى ثلاثمائة وبضعة عشر رجلاً معهم يا عباد الله سبعون بعيراً يعتقبونها وفرسان اثنان لا ثالث لهما لأنهم لا يريدون إلا العير لا يريدون عدوهم ولكن الله عز وجل بحكمته جمع بينهم وبين عدوهم على غير ميعاد ليقضي سبحانه ما حكم به وأراد وتودون أن غير ذات الشوكة تكون لكم ويريد الله أن يحق الحق بكلماته ويقطع دابر الكافرين ليحق الحق ويبطل الباطل ولو كره المجرمون فإن أبا سفيان قائد العير لما علم بخروج النبي صلى الله عليه وسلم إلى عيره بعث صارخاً إلى أهل مكة يستنجدهم ليمنعوا عيرهم فخرجوا من ديارهم قريباً من ألف مقاتل خرجوا كما وصفهم الله عز وجل بطراً ورئاء الناس ويصدون عن سبيل الله يقول قائلهم والله لا نرجع حتى نقدم بدراً ونقيم فيها ثلاثاً ننحر الجزور ونطعم الطعام ونسقي الخمور وتسمع بنا العرب فلا يزالون يهابوننا أبدا قالوا ذلك أيها الناس قالوا ذلك ولكن الله عز وجل بما يعملون محيط وعلى رسوله صلى الله عليه وسلم وأنصاره رقيب حفيظ ( إِذْ يُوحِي رَبُّكَ إِلَى الْمَلائِكَةِ أَنِّي مَعَكُمْ فَثَبِّتُوا الَّذِينَ آمَنُوا سَأُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ فَاضْرِبُوا فَوْقَ الْأَعْنَاقِ وَاضْرِبُوا مِنْهُمْ كُلَّ بَنَانٍ * ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ شَاقُّوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَمَنْ يُشَاقِقِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ) (لأنفال:12-13) فقيد الله لرسوله وأصحابه من أسباب النصر ما به انتصروا ولأعدائه وحربه كسروا فقتلوا من صناديد قريش فريقاً وفريقاً أسروا وأبقي من جثثهم في قريب بدر أربع وعشرون جثة وقف النبي صلى الله عليه وسلم على هذه الجثث يدعوهم بأسمائهم وأسماء آبائهم يقول ( يا فلان ابن فلان أيسركم أنكم أطعتم الله ورسوله فإنا قد وجدنا ما وعدنا ربنا حقا فهل وجدتم ما وعد ربكم حقا ) قيل يا رسول الله كيف تكلم من أناس قد جيفوا أي صاروا جيفاً فقال صلى الله عليه وسلم ( والذي نفسي بيده ما أنتم بأسمع لما أقول منهم ) هكذا كانت هذه الجثث الخبيثة هذه الجثث المنتنة هذه الجثث التي رأت النار هكذا تسمع توبيخ رسول الله صلى الله عليه وسلم ولكنهم لا يستطيعون (فَلَمَّا رَأَوْا بَأْسَنَا قَالُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَحْدَهُ وَكَفَرْنَا بِمَا كُنَّا بِهِ مُشْرِكِينَ * فَلَمْ يَكُ يَنْفَعُهُمْ إِيمَانُهُمْ لَمَّا رَأَوْا بَأْسَنَا) (غافر:84-85) لم يكن هؤلاء الكفار حين حضرهم الموت وهم كفار لم يكونوا ينتفعون بكفرهم بل كان كفرهم وبالاً عليهم وعذبوا في نار جهنم والعياذ بالله أيها الأخوة قليلاً معي انظروا إلى قول قائلهم في أول الأمر لا نرجع حتى نرد بدراً نسقي الخمور وتعزف علينا القنن وتسمع بنا العرب ماذا كان أيها الناس كان حديث العرب بعد هذه الغزوة أن حدثوا بهزيمة هؤلاء الكفار وهؤلاء الطغاة وهؤلاء الذين خرجوا من ديارهم بطراً ورئاء الناس وبعد أن حصل ما حصل من القتل والأسر رجع فل قريش إلى ديارهم مهزومين موتورين خائبين فلله الحمد رب السماوات ورب الأرض رب العالمين وفي هذا الشهر فتح الله مكة البلد الأمين على يد خليله ونبيه أفضل النبيين وطهرها بذلك من الأصنام والمشركين فصارت بلاد إسلام وإيمان بعد أن كانت بلاد كفر وأوثان ودخل الناس بسبب هذا الفتح في دين الله أفواجا وأشرقت الأرض ضياءاً وابتهاجا فإن قريشاً لما نقضت الصلح الذي بينها وبين النبي صلى الله عليه وسلم في الحديبية خرج إليهم النبي صلى الله عليه وسلم في رمضان في السنة الثامنة من الهجرة يريد غزوهم لنقضهم الصلح وقال صلى الله عليه وسلم ( اللهم خذ العيون والأخبار عن قريش حتى نبغتها في بلادها ) فأعمى الله الأخبار عن قريش حتى وصلهم النبي صلى الله عليه وسلم فدخل مكة في أواخر هذا الشهر دخلها مؤزراً منصوراً ظافراً فاتحاً على إحدى مجنبتيه حواريه وابن عمته الزبير بن العوام رضي الله عنه وعلى الأخرى سيف الله خالد بن الوليد وأمر النبي صلى الله عليه وسلم عمه العباس بن عبد المطلب أن يوقف أبا سفيان في مضيق الوادي لتمر به جنود الله فيراها فمرت به القبائل على راياتها حتى مر رسول الله صلى الله عليه وسلم في كتيبته الخضراء فيها المهاجرون والأنصار لا يرى منهم إلا الحدق من الحديد فقال أبو سفيان للعباس من هؤلاء قال هذا رسول الله في المهاجرين والأنصار فقال ما لأحد بهؤلاء قبل ولا طاقة فدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة صبيحة يوم الجمعة في عشرين من رمضان سنة ثمانٍ من الهجرة ولم يكن صلى الله عليه وسلم حال دخوله أشراً ولا بطراً لم يعزف بين يديه ولم تغنه القيان بل كان صلى الله عليه وسلم خاضعاً لله مطأطئاً رأسه حتى إن جبهته لتكاد تمس رحله تعظيماً لله عز وجل وركزت رايته بالحجون ثم نهض صلى الله عليه وسلم وأصحابه المهاجرون والأنصار بين يديه وخلفه وعن يمينه وعن شماله فطاف بالبيت وكان على البيت وحوله ثلاثمائة وستون صنما فجعل النبي صلى الله عليه وسلم يطعنها بقوس في يدها ويقول ( جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا ) فلما أكمل طوافه دخل الكعبة فرأى فيها الصور فأمر بها فمحيت ثم أخذ بباب الكعبة وقريش تحته ينتظرون ماذا يصنع فأعلن صلى الله عليه وسلم كلمة التوحيد لا إله إلا الله وحده لا شريك له صدق وعده ونصر عبده وهزم الأحزاب وحده ثم قال ( يا معشر قريش ما ترون أني فاعل بكم ) قالوا خيرا أخ كريم وابن أخ كريم قال ( فإني أقول لكم كما قال يوسف لأخوته لا تثريب عليكم اليوم يغفر الله لكم اذهبوا فأنتم الطلقاء ) فمن النبي صلى الله عليه وسلم عليهم وأطلقهم أيها المسلمون وبقي النبي صلى الله عليه وسلم في مكة تسعة عشر يوماً يقصر الصلاة ويقول لأهل مكة ( يا أهل مكة أتموا فإنا قوم سفر ) كان هو الإمام وكان أهل مكة خلفه يصلون أربعا أما هو وأصحابه فكانوا يصلون على ركعتين ركعتين الظهر والعصر والعشاء بقي في مكة تسعة عشر يوماً يقصر الصلاة ولم يصم النبي صلى الله عليه وسلم بقية الشهر بل بقي مفطراً في مكة في العشر الأواخر من رمضان أيها المسلمون إن انتصار النبي صلى الله عليه وسلم في بدر وفي فتح مكة هو إنتصار لأمته إلى يوم القيامة فاشكروا الله على ذلك واسألوه أن يعيد للأمة الإسلامية نصرها وعزها وكرامتها بالرجوع إلى الله عز وجل وتحقيق عبادته وتحكيم شريعته وإقامة الجهاد في سبيله جهاد النفس أولاً ثم جهاد الغير لتكون كلمة الله هي العليا فيقوم العدل والصلاح في أرض الله وينتفي الظلم والفساد عن عباد الله اللهم أعد للأمة الإسلامية نصرها اللهم أعد للأمة الإسلامية نصرها وعزتها وكرامتها اللهم وفقها للرجوع إليك وتحقيق عبادتك وتحكيم شريعتك وإقامة الجهاد في سبيلك اللهم أجعل نيتهم خالصة لوجهك لتكون كلمتك هي العليا ليقوم العدل والصلاح في أرضك وينتفي الظلم والفساد عن عبادك يا رب العالمين أيها المسلمون إن نعم الله علينا في هذا الشهر الكريم كثيرة وإن خيراته وافرة غزيرة فتعرضوا لنفحات جوده وكرمه ولاسيما في العشر الأواخر من هذا الشهر وأسألوه المزيد من فضله ورحمته فإن الله تعالى يقول (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ) (البقرة:186) اللهم ألهمنا الدعاء وامنن علينا بالإجابة وارزقنا الإيمان بك والإستجابة لدعوتك والرشد والفلاح في الدنيا والآخرة إنك سميع قريب أيها الأخوة إننا تلونا قول الله عز وجل (فَلَمَّا رَأَوْا بَأْسَنَا قَالُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَحْدَهُ) (غافر:84) تلوناه عند ذكر أولئك القوم الذين قتلوا من قريش لا تظنوا أن هؤلاء قد أمنوا ولكنني تلوته ليتبين أن عاقبة الكافر هي الخسار حتى لو أمن عند موته فإنه لن يربح لأن الله يقول (وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّى إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الْآنَ وَلا الَّذِينَ يَمُوتُونَ وَهُمْ كُفَّارٌ أُولَئِكَ أَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَاباً أَلِيماً) (النساء:18) والمعروف من أولئك القتلى في بدر أنهم لم يؤمنوا بل ماتوا على كفرهم فهم كفار وهم مخلدون في نار جهنم ما أغنى عنهم سمعهم ولا أبصارهم ولا أفئدتهم من شئ إذ كانوا يجحدون بآيات الله وحاق بهم ما كانوا به يستهزئون عباد الله ألحوا على الله عز وجل بالدعاء ولا سيما في مواطن الإجابة مثل ساعتنا هذه ومثل آخر الساعة من هذا اليوم يوم الجمعة ومثل الدعاء بين الأذان والإقامة فإن الدعاء بين الأذان والإقامة لا يرد وصلوا على النبي صلى الله عليه وسلم فإن من صلى عليه مرة واحدة صلى الله عليه بها عشرة اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين …
الحمد لله الذي جعل الليل والنهار خلفة لمن أراد أن يذكر أو أراد شكورا وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وكان ربك قديرا وأشهد أن محمداً عبده ورسوله أرسله الله تعالى بين يدي الساعة بشيراً ونذيرا فبلغ رسالة ربه ونصح أمته وجاهد في الله حق جهاده فصلوات الله وسلامه عليه وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين …
عباد الله أيها المسلمون أيها الأخوة ماذا عملتم فيما مضى من شهركم فكروا في أمركم هل أنتم أضعتم أوقاته الثمينة أضعتموها سبهللاً وسداً بدون فائدة إن كثيراً من الناس وللأسف الشديد يمضون الليالي في السهر الذي لا خير فيه بل قد يكون فيه ضرر وشر عليهم يحيون الليل كله في ذلك الجهد الضائع ويمضون النهار كله نوماً على فرشهم فمنهم من يقوم إلى الصلاة مع الجماعة فيسلموا من الإثم بترك الجماعة ومنهم من لا يصلي مع الجماعة منهم من لا يصلي حتى يقوم في آخر النهار والعياذ بالله إن هذه الأوقات الثمينة إنها والله أوقات غرر لا يدري الإنسان أترجع إليه في عمره مرة أخرى أم لا ترجع فانتهزوها أيها المسلمون بالأعمال الصالحة انتهزوا فرصها بالتوبة إلى الله عز وجل من المعاصي بكثرة الطاعات بكثرة الصدقات بكثرة التسبيح والتهليل والتكبير وقراءة القرآن ولاسيما في العشر الأواخر من رمضان فإنها أفضل الشهر فإن فيها ليلة القدر التي قال الله فيها (إنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْر * وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْر * لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْر * تَنَزَّلُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْر * سَلامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ) (القدر:1-5) وكان النبي صلى الله عليه وسلم ينقطع عن أهله وعن بيته ينقطع في المسجد كل هذا ابتغاءً لهذه الليلة ليلة القدر فاعتكف النبي صلى الله عليه وسلم العشر الأول ثم إعتكف العشر الأوسط ثم أري في المنام الليلة أري ليلة القدر فصادف ذلك ليلة إحدى وعشرين فأمر النبي صلى الله عليه وسلم من اعتكف معه أن يعتكف العشر الأواخر وقال ( تحروا ليلة القدر في السبع الأواخر من رمضان ) فانتهزوا الفرصة أيها المسلمون لا تضيعوا الفرصة عليكم فتخسروا وتندموا وإنه من المؤسف جداً أن بعض الناس يصلون العشاء الآخرة مع الإمام فإذا سلم الإمام انصرف كثير منهم إلى أي شئ ينصرفون ينصرفون إما إلى دنيا لا ينبغي أن يؤثروها على الآخرة وإما أن ينصرفوا إلى تجول في الأسواق أو تجول فيما بينهم لا ينفعهم لماذا لا يصبرون حتى ينصرف الإمام فيكتب لهم قيام ليلة وإذا قام أحدكم من النوم فليذكر الله عز وجل بما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم ومنه أن يقول ( الحمد لله الذي أحيانا بعدما أماتنا وإليه النشور ) وأن يقرأ عشر الآيات الأخيرة من سورة آل عمران (إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآياتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ) (آل عمران:190) إلى آخر السورة ثم ليتوضأ وليصلي ركعتين خفيفتين في بيته قبل أن يأتي إلى المسجد فإذا جاء إلى المسجد فليدخل مع الإمام حيثما وجده لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( ما أدركتم فصلوا وما فاتكم فأتموا ) وروي عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال ( إذا أتى أحدكم الصلاة والإمام على حال فليصنع كما يصنع الإمام ) وأطيلوا القراءة وأطيلوا الركوع والسجود وأطيلوا القيام بعد الركوع وأطيلوا الجلوس بين السجدتين فإن النبي صلى الله عليه وسلم كان يطيل قيام الليل حتى ربما قرأ بسور متعددة طويلة كما صح ذلك في حديث حذيفة بن اليمان رضي الله عنه أنه صلى مع النبي صلى الله عليه وسلم ذات ليلة فقرأ بعد الفاتحة سورة البقرة وسورة النساء وسورة آل عمران لا يمر بآية رحمة إلا وقف عندها يسأل الله ولا بآية وعيد إلا وقف عندها يتعوذ فكانت قراءة النبي صلى الله عليه وسلم قراءة تدبر ودعاء وتفكر فينبغي لكم أيها المسلمون أن تغتنموا هذه الفرصة وأن تطيلوا القراءة والركوع والسجود والقيام بعد الركوع والجلوس بين السجدتين أما الركوع فعظموا فيه الله عز وجل وأما الرفع بعد الركوع فأكثروا فيه من التحميد والتسبيح كما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم ( اللهم ربنا لك الحمد ملئ السماوات وملئ الأرض وملئ ما بينهما وملئ ما شئت من شئ بعد أهل الثناء والمجد أحق ما قال العبد وكلنا لك عبد لا مانع لما أعطيت ولا معطي لما منعت ولا ينفع ذا الجد منك الجد ) إلى غير ذلك مما جاءت به السنة وأما السجود فأكثروا فيه من الدعاء فإن أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد وأما الجلوس بين السجدتين فأكثروا فيه من الدعاء أيضاً ابدأوا بما ورد ثم ادعوا بما شئتم احصروا أيها المسلمون على الأعمال الصالحة واجتنبوا الأعمال السيئة وتوبوا إلى الله جميعاً أيها المؤمنون لعلكم تفلحون اللهم إنا نسألك في مقامنا هذا ونحن في إنتظار فريضة من فرائضك نسألك اللهم أن تيسرنا لليسرى وأن تجنبنا العسرى وأن تغفر لنا في الآخرة والأولى اللهم هيئ لنا من أمرنا رشدا اللهم أنصر المسلمين على أعدائهم اللهم أصلح لهم ولاة أمورهم اللهم أجعلهم شاكرين لنعمك مثنين بها عليك قابليها يا رب العالمين ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلاً للذين أمنوا ربنا إنك رؤوف رحيم عباد الله إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون وأوفوا بعهد الله إذا عاهدتم ولا تنقضوا الأيمان بعد توكيدها وقد جعلتم الله عليكم كفيلا إن الله يعلم ما تفعلون واذكروا الله العظيم الجليل يذكركم واشكروه على نعمه يزدكم ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون …

لفضيلة الشيخ / محمد حسان

سمو الرووح
08-08-2012, 04:23 AM
جزاه الله خير الشيخ / محمد حسان

وجزاك الله خير ليت العرب مثلي على النقل المفيد ولاهنت


غفــــــــــ الله لك ــر.

حسين علي احمد ال جمعة
08-08-2012, 02:27 PM
لافادة
غزوة بدر هي معركة وقعت في 17 رمضان 2 للهجرة،[1] 13 مارس عام 624 [2] بين المسلمين بقيادة النبي محمد بن عبد الله وبين قريش بقيادة عمرو بن هشام بن المغيرة المخزومي سيد قريش عند آبار بدر في جنوب المدينة وانتهت بانتصار المسلمين ومقتل سيد قريش عمرو بن هشام بن المغيرة المخزوميٍ

جزاك الله الخير على النقل ياليت العرب مثلي

مقبل العرجاني
26-08-2012, 10:56 PM
وإياك أخي حسين

أختي سمو

مشكوريين على المرور

صمت الانين
27-08-2012, 02:00 AM
شكرا لاعاده التذكير بالمعلومات

مقبل العرجاني
02-09-2012, 08:19 PM
جزاكم الله الخير ع المرور