المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : المعرفة وتقدم المجتمع


حسين علي احمد ال جمعة
04-09-2011, 08:50 AM
أولوية المعرفة في الإسلام

ليس هناك دين من الأديان أو مبدأ من المبادئ أعطى تلك القيمة التي أولاها الإسلام للعلم والمعرفة.

بل إن أكثر الأديان (والتي حرفت في كثير من مضامينها) لا تتوافق مع العلم والمعرفة، وتقصر اهتماماتها في الأخلاق والأحوال الشخصية وترسخ في كثير من الأحيان الخرافة والغيبيات البعيدة كل البعد عن العقل والحقائق العلمية.

بينما الدين الإسلامي يولي أهمية كبيرة للعلم، ويكفي للتدليل على ذلك أن أول آية نزلت من القرآن تأمر بالقراءة، يقول تعالى: ﴿اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ * خَلَقَ الْإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ * اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ * الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ * عَلَّمَ الْإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ﴾ (العلق: 1 – 5).

ففي هذه الآيات بعد الحديث عن خلق الإنسان يتحدث الله سبحانه عن العلم والتعلّم.

ولم تكن هذه الآية الوحيدة التي تتحدث عن العلم، يقول تعالى: ﴿قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ﴾ (الزمر: 9)، وآيات أخرى غيرها.

وورد عن الرسول أنه قال: «أكثر الناس قيمة أكثرهم علمًا، وأقل الناس قيمة أقلهم علمًا»، وعن امير المومنين علي بن أبي طالب يقول: ««قيمة كل امرئ ما يحسنه»».

وعند المقارنة ـ في الإسلام ـ بين العلم والعبادة يقدّم العلم على العبادة، كما ورد ذلك في كثير من الأحاديث النبوية الشريفة، يقول : ««العلم خير من العبادة»»، وعنه : ««عالم ينتفع بعلمه خير من عبادة سبعين ألف عابد»»، و««ركعتان يصليهما العالم خير من سبعين ألف ركعة يصليها الجاهل»».

وهناك من النصوص الشرعية ما يؤيد هذا المعنى أيضًا، فعن الرسول أنه قال: ««العلم علمان: علم الأديان وعلم الأبدان»»، وعن علي بن أبي طالب يقول: ««اكسبوا العلم يكسبكم الحياة»».

العلم بنير العقل لما يفكر قبل الفعل و يرشده فيه

و الجهل يظلم العقل و يحجز عنه التفكير السليم فيجعله يبعث بكلام بدون رشد. فيصح القول :
"نضب الجاهل في أقواله و نضب العاقل في أفعاله"

العلم يورث الخشية من الله تعالى :
قال الله تعالى : " إنَّما يخشى الله من عباده العلماء " [ فاطر : 28]
وقال تعالى : " إِنَّ الَّذِينَ أُوتُواْ الْعِلْمَ مِن قَبْلِهِ إِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ سُجَّدًا وَيَقُولُونَ سُبْحَانَ رَبِّنَا إِن كَانَ وَعْدُ رَبِّنَا لَمَفْعُولاً وَيَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعًا " [ الإسراء : 107-109 ]

منة الله على أنبيائه بالعلم :
ومن شرف العلم وفضله أنَّ الله امتن على أنبيائه ورسله بما آتاهم من العلم ، دلالة على عظم المنَّة .
فذكر نعمته على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم فقال الله تعالى : (( وأنزل الله عليك الكتاب والحكمة وعلمك ما لم تكن تعلم وكان فضل الله عليك عظيمًا )) [ النساء:113 ]

وعلى نبيه يوسف (( ولما بلغ أشده آتيناه حكمًا وعلمًا وكذلك نجزي المحسنين )) [ يوسف : 22 ] وعلى كليمه موسى : (( ولما بلغ أشده واستوى آتيناه حكمًا وعلمًا وكذلك نجزي المحسنين )) [ القصص:114 ] وعلى المسيح عيسى بن مريم : (( يا عيسى بن مريم اذكر نعمتي عليك وعلى والدتك إذ أيدتك بروح القدس تكلم الناس في المهد وكهلا وإذ علمتك الكتاب والحكمة والتوراة والإنجيل )) [ المائدة : 110 ]

طلب ‏العلم فريضة على كل مسلم ومسلمة" .

والحمد لله رب العالمين .

الغروب
05-09-2011, 04:17 AM
حسين علي احمد ال جمعة

اشكرك على النقل الهادف.

عبيد العرجاني
05-09-2011, 12:22 PM
الله يجزاك خير الجزاء على ما قدمته