المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مهمة الإنسان في الحياة.


حسين علي احمد ال جمعة
20-08-2011, 10:04 AM
مهمة الإنسان في الحياة.

يجب أن يتساءل الإنسان عن مهمته في الحياة، وعن سبب وجوده فيها، فهل أن وجوده وجود عبثي؟ فحاشا الله تعالى عن ذلك، يقول تعالى: ﴿أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثاً وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لا تُرْجَعُونَ﴾ (المؤمنون، 115).

فما هو دور الإنسان في الحياة، وما هي مهمته؟

البعض من الناس يتصور أنه جاء للحياة حتى يستلذ، فكـأنما اللذة والاستمتاع هو هدف الحياة، وهذا خطأ كبير. فالله تتعالى إنما خلق الإنسان في هذه الحياة إلا ليكون خاضعاً لإرادته تعالى: ﴿وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ﴾ (الذاريات، 56). ويتجلى هذا الخضوع في سلوك الإنسان وعمله، ولذلك يقول تعالى: ﴿الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ﴾ (الملك، 2).

فهمة الإنسان في الحياة العمل، وأن يصل إلى اختيار أفضل العمل، وأما باقي متع الحياة من اللذة والأكل والشراب فإنما هي وسائل لاستمرار الإنسان في الحياة، وفي ذلك يكمن الفارق بين الإنسان وسائر المخلوقات، فالإنسان الذي يعيش حياةً استهلاكية، يأخذ دون أن يُعطي، إنما يعيش حياة كحياة الحيوانات، يقول تعالى: ﴿إِنْ هُمْ إِلاَّ كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلاً﴾ (الفرقان، 44).

على الإنسان أن يُدرك أن مهمته في الحياة هي الإنجاز والعمل، وليس مجرد الراحة والاستمتاع: ﴿يَا أَيُّهَا الإِنسَانُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَى رَبِّكَ كَدْحاً فَمُلاقِيهِ﴾ (الانشقاق، 6). لماذا؟

أولاً- لإعمار الكون.

باعتبار أن العمل مهمة ووظيفة الإنسان في هذه الحياة، لذلك سخر الله تعالى الكون للإنسان، حتى يعمر الإنسان الكون من خلال عمله، ﴿اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ وَأَنزَلَ مِنْ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنْ الثَّمَرَاتِ رِزْقاً لَكُمْ وَسَخَّرَ لَكُمْ الْفُلْكَ لِتَجْرِيَ فِي الْبَحْرِ بِأَمْرِهِ وَسَخَّرَ لَكُمْ الأَنهَارَ * وَسَخَّرَ لَكُمْ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ دَائِبَيْنِ وَسَخَّرَ لَكُمْ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ * وَآتَاكُمْ مِنْ كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لا تُحْصُوهَا إِنَّ الإِنسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ﴾ (إبراهيم، 32-34). ويقول تعالى في تأكيد الهدف من ذلك: ﴿هُوَ أَنشَأَكُمْ مِنْ الأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا﴾ (هود، 61).

فالله تعالى يُريد من الإنسان إحياء الأرض لا أن تبقى الأرض ميتة، ولذلك هناك قاعدة فقهية: الأرض لله ولمن أحياها.

ولهذا ورد الحث الكثير على إعمار الكون، وعلى أن الإنسان عليه أن لا يتوانى عن القيام بأي عمل يستطيعه لإعمار الكون وإعمار الحياة، قال رسول الله : («ما من مسلم يغرس غرساً، أو يزرع زرعاً، فيأكل منه طيرٌ أو إنسانٌ، أو بهيمةٌ، إلا كتب الله له به صدقة»). وفي حديث آخر، يقول فيه : («إذا قامت القيامة على أحدكم وفي يده فسيلة يُريد أن يغرسها، فليغرسها ولا يقول قد قامت القيامة»)، وهذا يُشجعنا على العمل، وعلى إعمار الكون والاستفادة من ثرواته.

ثانياً- لكي تتبلور طاقات الإنسان وكفاءاته من خلال العمل.

لأن الكفاءات والطاقات لا تتبلور بالنوم والكسل، وإنما يتحقق ذلك بالعمل، لذلك ورد عن أمير المؤمنين أنه قال: («من يعمل يزدد قوة»). البعض يميل إلى الدعة والراحة، وغافلاً عن أن الفراغ هو التعب، لأن الإنسان الذي يعيش الفراغ والبطالة يعيش حياةً سلبية، ويُبتلى بالأمراض، والطب الحديث يؤكد هذا المعنى، لأن من أهم أسباب أمرض السكري والكلسترول وأمراض الدم أنها ناتجة لطبيعة الحياة التي سادها السكون والركون للدعة.
ويقول أحد الشعراء:
إن الحقيقة قالت وهي صادقة فيما تقول بأن الراحة التعب


ثالثاً- لتحقيق الثواب والجزاء عند الله تعالى في الدنيا والآخرة.


والحمد لله رب العالمين

عبيد العرجاني
20-08-2011, 01:32 PM
اللهم إجعلنا من عباده الصالحين ،،

الله يجزاك الخير

سمو الرووح
20-08-2011, 02:40 PM
اللهم : اجعلنا من المؤمنين الصالحين يارب العالمين .. آآآمين يارب.

لاهنت حسين علي احمد ال جميعة وجزاك الله خير

ونفع الله بما قدمت بارك الله فيك وفي ميزان حسناتك

حفظك الله.

سهيل الجنوب
21-08-2011, 04:48 AM
الاخ الفاضل حسين الجمعه بارك الله فيك على الموضوع القيم والمهم في آن واحد