المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : السنن في النعم والنقم


سامح الديب
14-06-2011, 07:32 PM
للشيخ الدكتور علي بن عمر بادحدح
وهذا الموضوع من الموضوعات المهمة لأمور كثيرة :
أولاً : فيما يتصل بحياتنا اتصالاً مباشراً ؛ فنحن نتقلب في نعم الله عز وجل ، وعندما نغفل عن شكرها ، ولا نعرف حقّها ، نكون معرّضين لنقمة الله عز وجل .
ثانياً : أن إدراك هذه السنن ومعرفتها يعين كثيراً على فهم موقع هذه الحياة الدنيا ، وتفسير الأحداث التي تجري فيها وفق سنن الله عز وجل ، وبالميزان الإسلامي والمنطق الإيماني، لا كما يفعل الناس عندما يفسرون الأحداث والوقائع بالأمور المادية ، وبالأشياء المحسوسة التي ليست في حقيقة أمرها إلا سبباً يجعله الله عز وجل ستاراً لما وراءه من حكمته ومن سنته الجارية .
ثالثا : أن هذا الدرس عندما نفقهه يكون معيناً لنا لتلمس أسباب النجاة والبعد عن مواقع سخط الله سبحانه وتعالى ؛ إذا العبد في هذه الحياة مقصوده أمران لا ثالث لهما .. تتبع ما يحبه الله ويرضى به عن العبد ، وتجنّب ما يُسخط الله ، وما يوجب للعبد عقابه وعذابه في العاجلة والآجلة .. نسأل الله السلامة .
وأخيراً : في هذا الدرس نفقه عظمة هذه النعم ؛ إذ نرى كثرة ذكرها في كتاب الله عز وجل ، والتحذير من جحودها ، وبيان الأمثلة التي وقعت فيما سلف من الزمان لمن أنكر وجحد وكفر نعمة الله عز وجل ؛ إضافة إلى أننا نرى في الآيات القرآنية التذكير بالنعم التي قد نغفل عنها ولا نراها - لدوامها وكثرتها - من النعم العظيمة .
ومن هنا ينبغي لنا أن نعطي مثل هذه الموضوع حقّه من حيث العلم به ، وأهم من ذلك من حيث العمل المتعلق به .. وأول مانبدأ به :
أن الله سبحانه وتعالى في أمر النعم ساق لنا منها الكثير .
وأول وقفة لنا مع نعم الله عز وجل ؛ فإن المتأمل المتدبر يرى :
أولاً : أن نعم الله سبحانه وتعالى كثيرة، وأنها من كثرتها لا يستطيع العبد أن يحصيها أو يحصرها ؛ فضلا عن أن يستطيع أن يدركها ، ويدرك لطف الله عز وجل له فيها، وقد قال سبحانه وتعالى : { وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها إن الإنسان لظلوم كفار } وقال جل وعلا : { وإن تعدوا نعمة الله لاتحصوها إن الله لغفور رحيم } .
وهاتين الآيتين في أولاهن بيان كثرة النعم ، وفي آخرهما في كل واحدة منهما معنى مستقل ؛ ففي الأولى بيان أن كثرة النعم كثيراً ما يقابلها من الإنسان الظلم والكفران .. نسأل الله عز وجل السلامة .
ثانياً : أن كثرة النعم يقابلها من الله مغفرة ورحمة لمن غفل عن الشكر أو عجز عنه أو قصّر فيه، وكلا الأمرين فيهما بيان لنعمة الله سبحانه وتعالى .. وعندما نمضي مع الآيات القرآنية في النعم نرى فيما بعض التعداد لهذه النعم ، التي كما قلت بعضها لا ينظر إليه الناس على أنها نعمة من نعم الله سبحانه وتعالى، ولا شك أن أعظم النعم وأهمها ما يتعلق بنعمة الإسلام والإيمان { فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام ومن يرد أن يضله يجعل صدره ضيقاً حرجاً كأنما يصعّد في السماء } فنعمة الأمن والإيمان والإسلام أعظم النعم التي يحصل بها طمأنينة القلب ، وانشراح الصدر ، ووحدة الفكر ، وهدوء البال ، وعدم تفرق النفس والقلب في أودية هذه الدنيا تضرب وتخبط خبط عشواء !
لا تقف على حكمة ، ولا تعرف راية ، ولا تخضع لإله واحد .. له حق العبودية والألوهية سبحانه وتعالى .
ومن النعم الجليلة العظيمة نعمة الأخوة الإيمانية ، التي تنبني على ذلك الإيمان والإسلام ، وهي التي منَّ الله سبحانه وتعالى بها على رسوله وعلى المؤمنين في قوله جل وعلا : { واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداء فألّف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخواناً } .
وإذا أردت أن تعرف مقدار النعمة ، فانظر إلى ما يقابلها من سلب هذه النعمة .. إذا أردت أن تعرف نعمة الإيمان ، فانظر إلى الكفرة وكيف تردّوا في هذه الحياة ، وحُرموا نعمة الطمأنينة والأمان والاستقرار وما يلحق بذلك من أمثال الإيمان .
وكذلك انظر عندما تسلب الأخوة من المجتمع كيف تشق البغضاء الصفوف ، وكيف يفرق الحقد بين الناس ، وكيف يصطرع الناس ويتقاتلون ويفني بعضهم بعضاً ، ويتربص بعضهم ببعض، فتنقلب الحياة إلى مرارة وإلى خوف وإلى تربص ، وتستحيل هذه النعمة إلى نقمة هي من أفتك وأشد النقم التي يقدّرها الله عز وجل بموجب حكمته وعدله سبحانه وتعالى .
ومن النعم ما ذكره الله سبحانه

سمو الرووح
14-06-2011, 11:58 PM
اللهم : الف بين قلوبنا وحفظ نعمك علينا ..آآآمين يارب العالمين

وجزاك الله خير

سامح الديب

ولك كل الشكر والتقدير والاحترام على الموضوع الهام.

مليحة العجمان
17-06-2011, 12:25 AM
جزاك الله خير

ڠـٍڜـٍڨ پـٍڋۋۑۓ
04-07-2011, 05:34 PM
الله يــجــزاك خــيــر