المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قصة مؤثرة : الوفاء..الخير..العفو..~!


سمو الرووح
09-06-2011, 01:13 AM
بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته



قصة مؤثرة : الوفاء..الخير..العفو..~! :a37:


أتى شابّان إلى الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه وكان في المجلس
وهما يقودان رجلاً من البادية فأوقفوه أمامه.




‏قال عمر: ما هذا؟


‏قالوا : يا أمير المؤمنين ، هذا قتل أبانا .




‏قال: أقتلت أباهم ؟




‏قال: نعم قتلته .




‏قال: كيف قتلتَه ؟




‏قال : دخل بجمله في أرضي ، فزجرته، فلم ينزجر، فأرسلت عليه ‏حجراً، وقع على رأسه فمات...




‏قال عمر : القصاص .... ‏ قرار لم يكتب ... وحكم سديد لا يحتاج مناقشة ،
لم يسأل عمر عن أسرة هذا الرجل ، هل هو من قبيلة شريفة ؟ هل هو من أسرة قوية ؟‏
ما مركزه في المجتمع ؟

كل هذا لا يهم عمر - رضي الله عنه - لأنه لا‏يحابي ‏أحداً في دين الله ، ولا يجامل أحدا ً
على حساب شرع الله ، ولو كان ‏ابنه ‏القاتل ، لاقتص منه ..




‏قال الرجل : يا أمير المؤمنين : أسألك بالذي قامت به السماوات والأرض ‏أن تتركني ليلة،
لأذهب إلى زوجتي وأطفالي في البادية ، فأُخبِرُهم ‏بأنك‏ سوف تقتلني ، ثم أعود إليك ،
والله ليس لهم عائل إلا الله ثم أنا .




قال عمر : من يكفلك أن تذهب إلى البادية ، ثم تعود إليَّ ؟




‏فسكت الناس جميعا ً، إنهم لا يعرفون اسمه ، ولا خيمته ، ولا داره ‏ولا قبيلته ولا منزله ،
فكيف يكفلونه ، وهي كفالة ليست على عشرة دنانير، ولا على ‏أرض ، ولا على ناقة ،
إنها كفالة على الرقبة أن تُقطع بالسيف ..


‏ومن يعترض على عمر في تطبيق شرع الله ؟ ومن يشفع عنده ؟ومن ‏يمكن أن يُفكر في وساطة لديه ؟ فسكت الصحابة ، وعمر مُتأثر ، لأنه‏ وقع في حيرة ، هل يُقدم فيقتل هذا الرجل ، وأطفاله يموتون جوعاً هناك أو يتركه فيذهب بلا كفالة ، فيضيع دم المقتول ، وسكت الناس ، ونكّس عمر ‏رأسه ،
والتفت إلى الشابين : أ تعفوان عنه ؟




‏قالا : لا ، من قتل أبانا لا بد أن يُقتل يا أمير المؤمنين..




‏قال عمر : من يكفل هذا أيها الناس ؟!!




‏فقام أبو ذر الغفاريّ بشيبته وزهده ، وصدقه ، وقال: ‏يا أمير المؤمنين ، أنا أكفله .




‏قال عمر: هو قَاتْل ، قال : ولو كان قاتلا!




‏قال: أتعرفه ؟




‏قال: ما أعرفه ، قال : كيف تكفله؟




‏قال: رأيت فيه سِمات المؤمنين ، فعلمت أنه لا يكذب ، وسيأتي إن شاء‏ الله




‏قال عمر : يا أبا ذرّ ، أتظن أنه لو تأخر بعد ثلاث أني تاركك !؟




‏قال: الله المستعان يا أمير المؤمنين ...




‏فذهب الرجل ، وأعطاه عمر ثلاث ليال ٍ، يُهيئ فيها نفسه، ويُودع‏أطفاله وأهله ،
وينظر في أمرهم بعده ، ثم يأتي ، ليقتص منه لأنه قتل ....




‏وبعد ثلاث ليالٍ لم ينس عمر الموعد ، يَعُدّ الأيام عداً ، وفي العصر‏ نادى ‏في المدينة :
الصلاة جامعة ، فجاء الشابان ، واجتمع الناس ، وأتى أبو ‏ذر‏ وجلس أمام عمر ،
قال عمر: أين الرجل ؟ قال : ما أدري يا أمير المؤمنين !




‏وتلفَّت أبو ذر إلى الشمس ، وكأنها تمر سريعة على غير عادتها، وسكت ‏الصحابة واجمين،
عليهم من التأثر مالا يعلمه إلا الله.




‏صحيح أن أبا ذرّ يسكن في قلب عمر، وأنه يقطع له من جسمه إذا أراد‏ لكن هذه شريعة ،
لكن هذا منهج ،لكن هذه أحكام ربانية،لا يلعب بها ‏اللاعبون ‏ولا تدخل في الأداج لتُناقش صلاحيتها،
ولا تنفذ في ظروف دون ظروف ‏وعلى أناس دون أناس ، وفي مكان دون مكان...




‏وقبل الغروب بلحظات ، وإذا بالرجل يأتي ، فكبّر عمر ، وكبّر المسلمون ‏معه .



‏فقال عمر : أيها الرجل أما إنك لو بقيت في باديتك ، ما شعرنا بك ‏وما عرفنا مكانك !!




‏قال: يا أمير المؤمنين ، والله ما عليَّ منك ولكن عليَّ من الذي يعلم السرَّ وأخفى !!

ها أنا يا أمير المؤمنين ، تركت أطفالي كفراخ‏ الطير لا ماء ولا شجر في البادية ، وجئتُ لأُقتل..

وخشيت أن يقال لقد ذهب الوفاء بالعهد من الناس .




فسأل عمر بن الخطاب أبو ذر لماذا ضمنته ؟؟؟




فقال أبو ذر : خشيت أن يقال لقد ذهب الخير من الناس .




‏فوقف عمر وقال للشابين : ماذا تريان ؟




‏قالا وهما يبكيان : عفونا عنه يا أمير المؤمنين لصدقه.. وقالوا نخشى أن يقال لقد ذهب العفو من الناس !




‏قال عمر: الله أكبر ، ودموعه تسيل على لحيته ..... ‏




جزاكما الله خيراً أيها الشابان على عفوكما ،


وجزاك الله خيراً يا أبا ‏ذرّ‏يوم فرّجت عن هذا الرجل كربته،


وجزاك الله خيراً أيها الرجل ‏لصدقك ووفائك ...


‏وجزاك الله خيراً يا أمير المؤمنين لعدلك و رحمتك....



‏قال أحد المحدثين : والذي نفسي بيده ، لقد دُفِنت سعادة الإيمان ‏والإسلام في أكفان عمر!!.

SLR
09-06-2011, 02:53 PM
مشكوووره وجزاج الله خير على هالقصه
ليت بس يرجع ربع هالعدل والمصداقيه عند الناس

ڠـٍڜـٍڨ پـٍڋۋۑۓ
10-06-2011, 07:27 AM
جزاك الف خير على مااوضحت لنا ,,
وجعلها الله في موازيين اعمالك يوم القيامه ,,,
ورزقك الله ماتحب وترضى في الدنيا والاخره ,,,,

مليحة العجمان
11-06-2011, 11:51 AM
جزاج الله خير

سمو الرووح
15-06-2011, 02:51 PM
جزاكم الله خير وشكرا لكم ولمروركم الكريم وردودكم الطيبة ولاهنتواااا.. الجميع .