المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الـــعـــجــــله


ثامر الشميعان
14-05-2011, 03:03 PM
بسم الله الرحمن الرحيم





كثيرا ما يهجم الاستعجال في الأعمال وتعجل رؤية ثمارها على المرء فيغلبه حبه لرؤية نتائج عمله على اتقانه لأعماله واختياره لأفضل السبل وأحسن الأدوات , والإنسان - بطبيعته - عندما يقوم بالعبادة يحب أن يظهر أثرها عليه فورًا في بركة ظاهرة أو في استجابة دعاء أو في غيره، وهذه هي طبيعة الإنسان دائمًا, يحب رؤية الثمرة, قال سبحانه: {وَأُخْرَى تُحِبُّونَهَا نَصْرٌ مِنَ اللَّهِ وَفَتْحٌ قَرِيبٌ} [الصف: 13]. وكذلك فإن طبيعة الإنسان العجلة والتعجل, فهو يريد أن يزرع اليوم ويحصد غدًا, قال سبحانه: {وَكَانَ الْأِنْسَانُ عَجُولاً} لكن الله سبحانه له سنن في كونه وفي خلقه وله حكم في غاية العظمة والإحكام ؛ فبعض الأمور يمكنك أن تزرعها اليوم وتحصد ثمارها غدًا, إلا أن هناك - وهو أكثرها - ما إن زرعته اليوم فلن يعطيك ثمارًا إلا بعد سنين طويلة, وعندئذ فمهما استعجلت فلا فائدة إلا أن يؤثر ذلك على قلبك فيمرضه. فاستعجال المرء في آداء أعماله منه مايحمد وهو ماكان قائما على تدبر للأمور والمواقف والظروف وتقرير الاختيار في أفضلها وأحسنها ووضوح الهدف بعد إمرارها على الحكمة ورأي الخبراء فاستعجال المرء في آداء أعماله منه مايحمد وهو ماكان قائما على تدبر للأمور والمواقف والظروف وتقرير الاختيار في أفضلها وأحسنها ووضوح الهدف بعد إمرارها على الحكمة ورأي الخبراء وهو عندئذ محمود كقوله تعالى لموسى " وَمَا أَعْجَلَكَ عَنْ قَوْمِكَ يَامُوسَى قَالَ هُمْ أُولَاءِ عَلَى أَثَرِي وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضَى " , وأما أكثر الاستعجال فهو مذموم غير محمود إذ إن غالبه يقوم على فورة النفس وعدم التدبر والتفكر في المآلات وتفنيد الخيارات والبحث في العواقب واستشارة العلماء والخبراء .. وفي العبادات قد بين لنا الشرع الحنيف أن علينا الصبر والثبات على الصالح من الأعمال فقال سبحانه " ياأيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا " وقال " واذكر اسم ربك وتبتل إليه تبتيلا " وقال " واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه ولاتعد عيناك عنهم " وفي صحيح مسلم من رواية عائشة رضي الله عنه أنه صلى الله عليه وسلم كان إذا عمل عملا أثبته . * * نشأة العجلة .. وقد ينشأ الاستعجال عند الإنسان بدافع الخلقة " خلق الإنسان من عجل " وقد ينشأ من فورة الإيمان عند مبتدىء في الطريق في لحظة رأى فيها انتفاش الباطل أو غلبة المعصية والظلم ثم لم يتدبر في عواقب فعله واستعجل أمره فوقع في الخطأ وخالف الصواب واعتمد على رأيه في تقدير المواقف فزلت قدمه , يقول الشيخ الدكتور سيد نوح - رحمه الله - : " قال صلى الله عليه وسلم: [ مَنْ رَأَى مِنْكُمْ مُنْكَرًا فَلْيُغَيِّرْهُ بِيَدِهِ فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِلِسَانِهِ فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِقَلْبِهِ وَذَلِكَ أَضْعَفُ الْإِيمَانِ]رواه مسلم والترمذي وأبوداود وابن ماجه والنسائي وأحمد. بيد أنه ليس كل منكر تجب إزالته أو تغييره على الفور، وإنما ذلك مشروط بألا يؤدي إلى منكر أكبر منه، فإن أدى إلى منكر أكبر منه؛ وجب التوقف بشأنه ، مع الكراهية القلبية له، ومع العزم الصادق على الوقوف في أول الصف حين تتاح فرصة إنكاره وتعديله بلا أضرار على الأفراد أو المجتمعات . فليصبر المؤمن ولينتظر الفرج, ولا يمل, ولا يضجر, بل يبقى راسيًا كالصخرة, والعاقبة للمتقين, والله تعالى مع الصابرين * * وفي السنة والسيرة النبوية شواهد على ذلك: فها هو رسول الله صلى الله عليه وسلم يبعث والأصنام تملأ جوف الكعبة، وتحيط بها وتعلوها من كل جانب، ثم لا يقبل على إزالتها بالفعل إلا يوم فتح مكة، في العام الثامن من الهجرة، أي أنها بقيت منذ بعث إلى يوم تحطيمها إحدى وعشرين سنة؛ ليقينه بأنه لو قام بتحطيمها من أول يوم، قبل أن تحطم من داخل النفوس لأقبلوا على تشييدها وزخرفتها بصورة أبشع، وأشنع، فيعظم الإثم، ويتفاقم الضرر، لذلك تركها، وأقبل يعد الرجال، ويزكي النفوس، ويطهر القلوب حتى إذا تم له ذلك أقبل بهم يفتح مكة، ويزيل الأصنام، مردداً: }وَقُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا[81]{ [سورة الأسراء] وها هو صلى الله عليه وسلم يخاطب أم المؤمنين عائشة قائلا: [ أَلَمْ تَرَيْ أَنَّ قَوْمَكِ لَمَّا بَنَوْا الْكَعْبَةَ اقْتَصَرُوا عَنْ قَوَاعِدِ إِبْرَاهِيمَ] فَقَالَتْ عَائِشَةُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَلَا تَرُدُّهَا عَلَى قَوَاعِدِ إِبْرَاهِيمَ قَالَ : [ لَوْلَا حِدْثَانُ قَوْمِكِ بِالْكُفْرِ لَفَعَلْتُ]رواه البخاري ومسلم . فالنبي صلى الله عليه وسلم هنا توقف في شأن تجديد الكعبة، وإعادتها إلى قواعد إبراهيم خوفاً من أن يؤدي ذلك إلى منكر أكبر، وهو الفرقة والشقاق، بدليل قوله في رواية أخرى: [...وَلَوْلَا أَنَّ قَوْمَكِ حَدِيثٌ عَهْدُهُمْ بِالْجَاهِلِيَّةِ فَأَخَافُ أَنْ تُنْكِرَ قُلُوبُهُمْ] رواه البخاري ومسلم.

سمو الرووح
14-05-2011, 04:55 PM
جزاك الله خير

ثامر الشميعان

وشكرا لك على الموضوع المهم ولاهنت بيض الله وجهك


تقديري وحترامي لشخصك الكريم.

ابوعبدالله العطوي
14-05-2011, 04:55 PM
وإن من أعظم الاستعجال الاستعجال في فهم النصوص وتلقفها على ظواهرها وماهذا إلا لقلة علم وخفوت بصيرة فجرّ ذلك على الأمة انحرافا في تيارات مناوئة للمعتقد الصحيح فأصبح فلذات اكبادنا اعدائنا وقد لايكون ذلك الاستعجال له أثر فالعقيدة فحسب فهو يمتد إلى الأحكام الفقهية فينتج عنه جمود على الرأي وتعصب له بيد أن الأمر واسع ....

وشكر الله لأخي ثامر ماخط يراعه من كلمات نيرات وجعلها في ميزان حسناته

حــســن الــعــذاب
14-05-2011, 11:06 PM
الله يـــجـــزآكـ خــيــر

ثامر الشميعان
17-08-2011, 02:59 AM
سمو الرووح
ابو عبدالله العوطي
حسن العذآب

الله يعطيكم العافيه على المرور
تقبلو تحياتي

الغروب
17-08-2011, 03:22 AM
ثامر الشميعان
جزاك الله خير
موضوع قيم .

عبيد العرجاني
17-08-2011, 01:44 PM
الله يجزاك خير الجزاء ،، أخي ،، ثامر الشميعان،،

ثامر الشميعان
09-09-2011, 02:33 AM
الله يجزاكم بالمثل
يشرفني تواجدكم

عذاااب
09-09-2011, 04:05 AM
جزاك الله خير

ثامر الشميعان

وشكرا لك على الموضوع المهم ولاهنت بيض الله وجهك


تقديري وحترامي لشخصك الكريم

مقبل العرجاني
14-09-2011, 05:52 PM
ثامر لاهنت وتسلم يمناك