المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ضرب المرأه ...مارايك فيك


أبو محمد
27-01-2005, 01:29 AM
http://alajman.ws/uploader/pic/women_2.gif

إخواني الغاليين ما رأيكم أن نناقش قضايا واقعية ..

لنطرح قضية وكل يدلو دلوه في الموضوع لنعرف مستويات تفكيرنا ونصحح

معتقداتنا ..

سأطرح عليكم هذه المرة كبداية قضية خطيرة جداً ..



(( وهي مسألة ضرب الزوجات )) ..


قد يرى البعض أن كلامي مبالغاً
فيه ..

ولكن في النهاية وبعد قراءة الأرقام الخياليه الموجودة في الدراسات

التي

وقعت سيدرك الخطر الذي يداهم مجتمعاتنا ..

فمتى كان العنف هو الحل المناسب ؟؟

لا وعنف يستخدم ضد من ؟

ضد النساء اللاتي وصفهن رسولنا الكريم بالقواير وقال في حقهن



(( استوصوا بالنساء خيراً )) ..


قد يربط البعض مسألة الضرب بالشرع ..

وهنا أقول له لنقف لحظة من فضلك ..

إذا كانت الآيه الكريمة : (( واضربوهن فإن أطعنكم فلا تبغوا عليهن

سبيلا )) قد جاءت مجملة

فإن نصوص السنه جاءت توضح الحالات التي تستحق هذا النوع من

التأديب



( وهي الحالات التي يبلغ فيها الإثم درجة عالية

حيث يمكن أن يطلق عيه لفظ فاحشه ) ..



وهذا يعني أن نطبق على الضرب المثل العربي القائل :


(آخر الدواء الكي )


وقد جعل الشارع الضرب آخر الحلول فبدأها بالموعظة الحسنة ..

ثم بالهجر والذي حدد له آداب أيضاً بألا يتعدى حدود البيت ..

ثم بالضرب الذي جعل له ضوابط تخفف من حدته وقسوته عند وجود

الحاجه الملحه له :



1. أن يكون الضرب برفق ..

2. تجنب الوجه لما فيه من إخلال لكرامة الإنسان ..

3. لا يجوز الضرب إلا أن يأتين بفاحشة مبينة ..



عن عائشة رضي الله عنها قالت :

(( ماضرب رسول الله شيئاً قط بيده , ولا امرأة , ولا خادماً ))

وقال عليه السلام (( إذا ضرب أحدكم فليتق الوجه ))

وعن معاوية رضي الله عنه قال : قلت : يارسول الله ما حق زوجة أحدنا عليه ؟

فقال : (( أن تطعمها إذا طعمت , وتكسوها إذا اكتسيت , ولا تضرب

الوجه ولا تقبح , ولا تهجر إلا في البيت )) ..



ولنرى بعد هذه الضوابط كيف هو حال المجتمعات مع هذه القضية ..


دراسة نشرت في مجلة الأسرة .. العدد 118

تحت عنوان :



من يحمي القوارير ..

قواريرنا يشتكين وحق لهن أن يفعلن ،

فملايين من أزواج آخر الزمان يلهبون ظهررهن ويصفعون وجوههن

ويكسرون عظامهن ..


ثلث نساء العالم يتعرضن للضرب ..


ضرب الزوجات وباء يجتاح العالم ..

ففي أمريكا تشير الإحصاءات إلى أنه في كل 15 ثانية تضرب إمرأه

واحده ..

وفي أمريكا يوجد 1500 ملجأ لحماية الزوجات المضروبات ..

41% من الزوجات المضروبات يصبن بجروح ..

4000 زوجة تتعرض للضرب الذي يفضي إلى الموت ..

وفي كندا تصل النسبة إلى 29% ..

بينما تصل إلى 20% في جنوب أفريقيا ..

كما أن النساء في بنجلاديش المسلمه هن أكثر بنات جنسهن

اضطهادا حيث يتعرض 47% من نسائهن للإعتداء والعنف من قبل

الرجال ..

وفي مدريد ثلث الشكارى من قبل الزوجات ضد أزواجهن تتعلق بالتهديد

بالقتل ..

وفي فرنسا تعرضت مليون ونصف المليون إمرأه فرنسيه للعنف الجسدي

من قبل أزواجهن ..



وإذا انتقلنا إلى ضرب المرأة عربيا ..



نجد في الأردن نسبة من يتعرضن للضرب من أزواجهن تتراوح بين 28.6 و47.6% ..

وفي تونس تصل النسبه إلى 44.9% ..

أما في فلسطين فقد تعرضت 52% من النساء الفلسطينيات للضرب

والإهانه ..

وفي مصر كل يوم تقع 5.7 مليون خناقة زوجية وأن نسبة مرتفعة من

الزوجات يتعرضن فيها للضرب ..



*زوج يضرب زوجته ويترك مفتاح البيت لدى أصدقاءه المدمنين ..

* وتروي (ج,ح ) كيف أن زوجها وصل به الأمر ليس فقط لضربها ولكن لتمزيق ثيابها من كثرة الضرب أمام الجيران



وأخيرا .. من يحمي القوارير ..


وهناك قصص نعيشها ونسمعها ممن حولنا تشيب الولدان لذكرها..

واسف على الاطالة واتمني اني اشوف تعليقاتكم على هذا الموضوع لانه مهم..

ابو يزيد
27-01-2005, 09:03 AM
مشكور يا ابو محمد انا ارفض ضرب البنات والنساء فكيف ان كانت زوجتك الدين الاسلامي في هذا الامر قدوتنا بان نستمد تعاليمه من اقوال ومعاملة الرسول صلى الله عليه وسلم مع اهل بيته وزوجاته

فهد بن محسن
27-01-2005, 01:09 PM
ابو محمد .. تشكر على الموضوع الجيد

ولكن .. نقف من ضرب النساء كما وقف الشرع والدين القويم .. فالضرب يكون في حالات نادره ولاسباب مقنعه .. اما ضرب الوالده والعياذ با الله فهذا من اكبر العقوق وتجد هذه الحالات عند شواذ الناس من العصاة والطغاة والمدمنين وغيرهم من اراذل البشر عافانا الله وياكم .. و موقف الشرع منهم واضح وصريح ولا مجال للنقاش والجدال فيه ... اما الاخت وماشابهها من النساء والقريبات للرجل بصلة قرابه .. فيجب عدم ضربها لاتفه الاسباب لان ذلك يسبب لها نوع من الذل والاهانه .. فتجد بعض الشباب .. وخاصة شباب الوقت الحالي ,, لديهم قسوة وغلظه وقلوبهم قاسيه نوع ماء .. فتجد منهم هداهم الله من يتهجم بالضرب لاتفه الاسباب واحقرها .. فعلى النازله والطالعه ضرب زي مايقولون وهذا خطاء .. وقد يسبب بفعله هذا نوع من الانحراف لدى البنات فتجدها تعمل بعض الاعمال الغير سويه هروبا من الحالات النفسيه التي تعرضت لها من قبل الاهل وهذا اكبر الاخطاء لانه من الواجب الاحترام ومن صلة الرحم ايضاء الاحترام .. ألا لأسباب مقنعه وضرب يقصد به التاديب .. فلا نقول انه لايجب ضرب النساء جملة ,, ولا يجب ان نقول انه يتوجب ضربهم ايضاء جملة ,, فهناك ضوابط وفوارق .. وامور اخرى تحدد موقف الشخص .

اما بالنسبة للزوجة يابو محمد .. فالزوجه هي النصف الاخر لحياة وتاتي بعد مرتبة الام والاخت . فلا يجب ضربها الا بعد ان يطفح الكيل . وبعد الهجر في المضاجع . كما امر الشرع .. لانه بهذه الطرق تحس الزوجه بالذنب وتبداء تحسين سلوكها تجاه زوجها .. وغيره من الامور التي امر بها الله سبحانه وتعالى في كتابة وسنة نبيه .. ويجب عدم ضربها اما الاطفال .. لان ذلك مشكلة اكبر من مشكلة الضرب بحد ذاتها .. فتتولد عند اطفالهم كراهية للحياة وللعيش بوجه عام .. وكره الوالدين .. وكره الزواج في المستقبل .. وتبدا المشاكل لديهم .. ويجب الاحترام للزوجه في جميع الاحوال .. او تسريحها باحسان كما قال الله في كتابه الكريم (( فامساكن بمعروف او تسريح باحسان ))

والله سبحانه وتعالى هو الهادي المصلح .. ويجب اخذ جميع الاسباب والاعتبارات في جميع الامور قبل اسلوب الضرب .. وجعله اخر مايفكر فيه الرجل تجاه المراءه

تشكر يابو محمد على الموضوع الجيد .. والله يعينكم يالمتزوجين ؟؟ شدو حيلكم ولا تتهورون ..

تحياتي لك

ابومحمد الشامري
29-01-2005, 04:34 PM
لا هنت يا ابو محمد على هذا الموضوع الهادف الذي يعالج قضية إجتماعية منتشرة بين الاسر

monamora
30-01-2005, 09:19 AM
يعطيك العافيه بومحمد على موضوعك القيم
لكن ليست من الرجوله ضرب المرأه وهي انسانه ذات مشاعر واحساس ووصاكم الرسول صلى الله عليه وسلم بقوله رفقا بالقوارير ولكن هناك طرق مختلفه للعقاب في حالة الخطأ باحترام انسانيتها وكرامتها
تحياتي لك اخي الفاضل

بدر القلوب
30-01-2005, 12:02 PM
امساك بمعروف او تسريح باحسان

اظف الى ذلك ان الانسانه لاتي ستضربها هي شريكة عمرك وهي من سيقف بجانبك في السراء والضراء فكيف لك ان تمادى بضربها وهي ام لاولادك
اخي الكريم الرسول عندما ذهب الى عائشه وقدمت له احدى زوجاته الاكل وهو في بيتها وكسرت عائشه الاناء لم يضربها الرسول بل وبخها وامرها ان تغرم لها اناءها

نقطه مهمه اذا الرجل استهان زوجته بالضرب مره واحده فهو سيستهينها كل مره فستجده يضربها على اتفه الاسباب

موضوع جدير بالنقاش يعطيك العافيه يابو محمد

أبو محمد
14-02-2005, 01:01 PM
الاخ ابويزيد مشكور على المرور الكريم

أبو محمد
14-02-2005, 01:05 PM
اخوي ابوفيصل (فهد بن محسن) مشكور على المرور والمشاركه الطيبه والشرع دائما يرشد الى الخير وقوله صلى الله عليه وسلم بالحديث { لايفرك مؤمن مؤمنة ان رضي منها خلقا كره اخر .... الحديث} وارشد الاخوه والاخوات الاعضاء الى كتاب ثمين للشيخ السعدي رحمه الله بعنوان الحياة السعيده ففيه امور ترشد الى السعاده في الحياة الزوجية والله الموفق

أبو محمد
14-02-2005, 01:06 PM
مرحبا الووووووووووف يا ابوحمد الشامري وتشكر على المرور

أبو محمد
14-02-2005, 01:12 PM
مرحبا اختي مونامورا تشكرين على المرور والتفاعل مع القضية الحساسه

فعلا ليس من الرجولة الضرب فالمراة حساسه ولكن الضرب هو احد الخطوات الوارده في تاديب المراة النشاز ولكن الضرب ضرب شرعي وليس شوارعي يعني قبل اللجوء الى الضرب هناك امور هل طبقها الرجل قبل الوصول الى مرحلة الضرب فهناك الهجر والحرمان وغيرها من العقوبات انا اقول العقوبات يعني ان العقوبات تكون اخر المطاف بعد الحلول السلمية والنقاشات البناءة والتدخل من المصلحين

أبو محمد
14-02-2005, 01:19 PM
هلا بالاخ القدير بدر القلوب

صدقت امساك بمعروف اوتسريح باحسان ولكن هذا الكلام للي يبي ينهي الحياة الزوجيه ويهدم البيت الاسري

العنيد
14-02-2005, 01:48 PM
رئــــــــــــيس مجلس ادارتــــــــــــــنا الفاضل: عبدالهادي ال مصــــــــــرا...

في الحقيقه موضوعك الذي قمت بطـــــــــــــــرحه....موضوع وقضيه اجتماعيه حساسه ومهمه بالفعل...ضرب المرأه....حيث اصبحت هذه الظاهره من الظواهر الاجتماعيه السيئه المنتشرة وبشكل كبيـــــــــــر جدا جدا في مجتمعنا الخليجـــــــــــــي...

أتعلم أستاذي الكريم..طرحك لهذا الموضوع ذكرني بقصة اكيد الكل منا سمع بها وهي ضرب المذيعه السعوديه رانيا....يعني كانت من أكثر القصص التى آلمتني حيث كنت من الاشخاص الذين كان لديهم فضول كبير في معرفه كل ما يتعلق بموضوع هذه المرأه لاني بالفعل تألمت عندما ٍايت صورها في الانترنيت وفي قناة الام بـــــــي ســــــي...

الله تعالى خلق المٍرأه من ضلع اعوج....والرجال كما قال الله تعالى في كتابه الكريم :" الرجال قوامون على النساء:" ....فالمرأه ضعيفه مهما بلغت من قوة امام الرجــــــــــل...في حين ان كيدهن عظيم كما ورد في سوره يوسف.....

اشكر شخصك الكريم على هذا االموضوع المهم ....

عبدالله الوعيلي
14-02-2005, 01:58 PM
انا راح اعلق بأختصار على الموضوع

صراحه ضرب المراه (( ماله داعي )) (( ماله داعي )) حتى ولو اخطت خطاء فادح .. يا خوي شلها وطشها عند اهلها . ولييييه تضربها ..
اسمحوا لي على هذا التعليق .. لاني اشوف انه احسن اني اعلق بهذه الطريقه .. لعل وعسا ان تصل رسالتي


يعطيك الف عافيه يا ابو محمد

أبو محمد
14-02-2005, 06:44 PM
هلا والله باخوي الكريم العنيد :

بالنسبه للضرب الشرعي هو ضرب لاتتاثر به بشرة الانسان هذا اذا وصل الحال الى حد الضرب اما قضية المذيعه السعوديه فهذا ضرب رجل لرجل ومقاتلة وليس ضربا شرعيا ابدا

الضرب مع عدم اقتناعي باتخاذه وسيلة للتفاهم الا انني مسلم مؤمن بكل مانزله الله بكتابه لاانكره ابدا ولكن يجب ان نعلم علم اليقين ان الله لم يامر بامر الا وفيه خيرا للناس والضرب الشرعي كما يعلم الكثير انما هو للتاديب وليس لقتل

أبو محمد
14-02-2005, 06:46 PM
مرحبا اخوي تايه الغربة

طيب واذا مالها اهل والا اهلها مالهم شغل فيها وكثير من الناس لديهم بعض الظروف ولكل قاعدة شواذ

الـكـادي
10-03-2005, 03:38 AM
العنف ضد المرأة.. متى نتخلص من هذا الإرث?



العنف ضد المرأة: إرث ثقافي له تاريخ طويل يمتد إلى أيام الجاهلية الأولى, حينما كان الرجل يفتخر بوأد الأنثى (رمز الفضيحة والعار), كما كانوا يعتقدون, ولاتزال بيننا رواسب من ذلك الإرث.

ثقافة العنف بعيدة الجذور في تربة المجتمع العربي, تجعل الرجل سيدًا مطاعًا في المرتبة العليا, والمرأة كائنًا مطيعًا في المرتبة الدنيا, يتقبل شتى صور العنف من غير شكوى, فالعنف ما هو إلا إفراز اجتماعي لعلاقة غير متكافئة لثقافة متحاملة على المرأة, ومنحازة للرجل, لأنه رجل. ويقصد بالعنف ضد المرأة, كل ما يؤدي إلى ضرر يمسها ماديًا أو معنويًا أو نفسيًا.

وللعنف مظاهر ودرجات وأنواع, منها: العنف النفسي وهو أشده, ويتمثل في نظرة الرجل للمرأة, نظرة دونية, وفي أنواع من الضغط والإكراه, يمارس ضد المرأة لإجبارها على زوج لا تريده, أو لأخذ مالها, أو الصرف على البيت, أو في حرمانها من منصب تستحقه, أو في التمييز في المعاملة في الوظيفة والمرتب, أو في حرمانها من المساواة في فرص التعليم والتدريب, أو في تحميلها أداء عدة أدوار في البيت والمجتمع دون توفير الوسائل المعينة لها.

ثم العنف اللفظي ممثلاً في السب والشتم والإهانة والتهديد, ثم العنف المادي ممثلاً في الدفع والضرب والجرح والقتل.

مصادر متعددة

ومصادر العنف في المجتمع كثيرة: الأب, الزوج, الأخ, الجار, بل حتى المرأة ضد بنات جنسها, والحقيقة أن المرأة مستهدفة للعنف منذ ولادتها, عندما يُفضّل أخوها عليها, وعندما يُنظر إليها على أنها مصدر الانحراف والعار الذي قد يلحق بالأسرة, فيسارع إلى تزويجها من أول طارق, وعندما ينظر المجتمع إليها بريبة إذا طلقت.

والعنف نوعان: ظاهر وصامت, والظاهر هو ما يصل إلى السلطات وهو الأقل, وعنف صامت يتم بين الجدران, وهو الأكثر انتشارًا, وحسب دراسة قام بها الدكتور محمد عوض باعبيد من جامعة صنعاء, فإن (في مقابل كل بلاغ, توجد ثلاثة آلاف حالة لا يبلغ عنها في اليمن).

وقد اتسعت ظاهرة العنف, فأصبحت وباءً منتشرًا في جميع المجتمعات: المتقدمة والنامية, غير أنه في الدول المتقدمة, تتدخل الدولة بالتشريعات الحازمة لحماية المرأة, وهناك الجمعيات والمراكز الأسرية, تلجأ إليها المرأة المعرضة للعنف, ففي ألمانيا, مثلا, 73 مركزًا.

وفي تقرير, أن 88% من النساء في إحدى البلاد العربية يتعرضن للضرب من أزواجهن, وفي تقرير للأمم المتحدة, أن 66% من الفتيات لا توجد لديهن فرصة للتعليم, وتحدث 175 ألف حالة حمل سنويًا, لا ترغب النساء الحوامل في حدوث نصفها, وتموت أكثر من امرأة, كل دقيقة بسبب مشكلات الحمل والولادة, 99% منها في الدول النامية, وأكّد التقرير استمرار قضايا الاغتصاب والعنف داخل الأسرة, وهناك القتل بحجة حماية الشرف لايزال يمثل ظاهرة خطيرة, وهناك مليون فتاة, يواجهن سنويًا تهديدًا بالختان في 15 دولة إفريقية, ونسبت إحدى المجلات إلى أحد القضاة العرب قوله: إن أكثر من 50% من قضايا الطلاق في الإمارات يكون بسبب الضرب, وأظهرت دراسة للدكتورة أمينة الجابر - وكيلة كلية الشريعة والقانون بجامعة قطر - أن ضرب النساء من الظواهر المنتشرة, وهو أحد أسباب الطلاق الذي بلغت نسبته 35,7% حسب آخر إحصائية للمحاكم الشرعية, وفي استطلاع عن ظاهرة العنف ضد الزوجات تبين استفحال الظاهرة محليًا وعالميًا, كما بينت دراسة د.باعبيد اتساع الظاهرة بزيادة 27% في سنة 1997م لتشمل القتل والاختطاف والاغتصاب والأخذ بالإكراه. ونتيجة لشيوع الظاهرة, فقد اختار صندوق الأمم المتحدة الإنمائي, شعار (العنف ضد المرأة) ليكون موضوعًا رئيسيًا في إطار احتفالات الأمم المتحدة بعيد المرأة العالمي لسنة 1999م, بعنوان (عالم خال من العنف ضد المرأة).

أسباب .. وراء الظاهرة

أولاً: الطبيعة غير السوية عند بعض الرجال: بسبب العقد النفسية الكامنة منذ الصغر, أو القهر والضغوط النفسية في العمل, فيجد في الزوجة متنفسًا, أو لأنه من أسرة تعوّد الأب فيها ضرب زوجته.

ثانيًا: مفاهيم مغلوطة: منتشرة في الوسط الاجتماعي ومنها:

1- فهم مغلوط للقوامة: إذ هي عند بعض الرجال: التسلط والتسيّد مع أن المفهوم الشرعي للقوامة هو: أن القوامة من القيام على الشيء بما يصلحه, برعايته وحمايته وتأمينه, وتحمل مسئولية الإنفاق والتوجيه والإرشاد والدفاع.

2- فهم مغلوط للرجولة: إذ تعني عند البعض: أن يكون الرجل شديدًا حازمًا لأن المرأة عندهم, إنما تحترم الزوج الذي يضربها لا الزوج المتسامح الطيب.

3- فهم مغلوط للتوجيه والإرشاد: هناك مفهوم مغلوط يشيع عند العامة, فمن حق الرجل عندهم أن يضرب زوجته لأن القرآن أعطاه هذا الحق, فهو يضرب زوجته ويفتري على الله, والقرآن إنما أعطى الزوج حق التوجيه والإرشاد والنصح, فإذا لم تؤثر تلك الوسائل, جاز الضرب الخفيف الذي فسّره الرسول بالسواك, كتعبير عن عدم الرضا النفسي, ولو كان الضرب خيرًا, ما قال الرسول: (ولن يضرب خياركم) ولو كان خيرًا, لفعله الرسول وهو المربي الأعظم الذي لم يضرب قط امرأة.

على أننا يجب أن نسأل أنفسنا: الآية أذنت بالضرب, ولكن لمن? للزوجة الناشز وهي المتكبرة المستعلية والمترفعة على الزوج, أو المرأة التي تأذن في دخول بيت الزوجية لغريب, وهما حالتان استثنائيتان لا يجوز تعميمهما. وأما الحديث الذي يروونه (لا يُسأل الرجل فيم ضرب زوجته) فمرفوض عقلاً ونقلاً وعدلاً وهو عدوان مخالف للنصوص.

4- فهم مغلوط لطبيعة المرأة: هناك من يرى أن المرأة خلقت عوجاء, فلابد من ضربها لتعتدل, وأن المرأة - في قرارة نفسها - تحترم الزوج الذي يضربها ولو اشتكت - ظاهريًا - منه, بل في النساء من يفخرن بشدة أزواجهن ورجولتهم, والأمثال الشعبية والقصص والحكايات تؤكد هذا المفهوم مثل: (اكسر لها ضلع يطلع لها ضلعين), (لا ترفع عصاك عنهن أبدًا)...إلخ.

5- فهم مغلوط لحق الطاعة, فالطاعة عندهم, الخنوع وتحمّل المهانة, وعدم الاحتجاج والشكوى, وعدم مشاورة الزوج لزوجته, ومن التعبيرات الدارجة: (طاعة المرأة ندامة) (شاوروهن وخالفوهن)....إلخ.

ثالثًا: النمط السائد للتربية: المجتمعات العربية, ذكورية, تربي المرأة ضعيفة لا شخصية لها, والمرأة المطيعة هي المطلوبة, وتربي الرجل ليكون سيدًا مطاعًا له كل الحقوق والامتيازات, بل إن الأم - نفسها - تربّي ابنها ليكون فرعونًا, بينما تربّي أخته لا شخصية لها, عليها طاعة الأخ وعدم عصيانه, الأخ الذكر مفضل عند أمه, له كل الامتيازات وخطاياه مغفورة, أما أخته فالويل لها إذا أخطأت لأن دمها هو الثمن, هذا الفرعون المتسلط على أخته هو نتاج تربية تلك الأم التي زرعت التفرقة منذ الصغر.

رابعًا: المرأة نفسها: لضعف في شخصيتها, وتأثرها بمفاهيم مغلوطة وثقافة مغشوشة تساهم في دعم الاتجاهات التعصبية في المجتمع, التي تنادي بقمع المرأة ووأد حريتها, فمن الملاحظ أن غالبية النساء في الانتخابات في بعض المجتمعات العربية صَوّتن لمصلحة الأحزاب التي تتبنى مفاهيم ضد حقوق المرأة, وفي ندوة عن (العنف ضد المرأة) قالت امرأة: إنها لا تحترم الزوج الذي لا يقسو على زوجته, وقال رجل: إنه مع حرية المرأة, لكنه, أيضا, مع حق الرجل في ضرب زوجته مرة في الأسبوع حتى لا تركب رأسها. وفي دراسة للهيئة الوطنية لصحة العائلة في الهند بيّنت أن 56% من النساء يجدن سببًا واحدًا على الأقل لتبرير ضربهن.

خامسًا: النظام التعليمي السائد في الدول العربية: يكرس وضعًا نمطيًا لدور المرأة في المجتمع, فهي دائمًا المكلفة بأعمال الطبخ والغسل والخياطة إلخ, والرجل هو الذي يفكر ويكتب وينجز الأعمال العظيمة, والكتب الدراسية توضع على أساس المقولة (هي تطبخ وهو يفكر) كما أن الكتب الدراسية حتى المرحلة الجامعية تكرّس كمال الرجل وأرجحية عقله في مقابل نقص المرأة وطغيان عاطفتها وضعف عقلها.

سادسًا: النظام الثقافي السائد في المجتمعات العربية: - قديمًا وحديثًا - يكرّس وضعية هامشية للمرأة ويؤكد تبعية المرأة للرجل, فهو القوي وهو الأعلى الذي من حقه أن يفرض وصايته عليها.

سابعًا: الإعلام: يرسّخ تسيّد الرجل سواء في الأفلام أو المسلسلات وغيرهما, فعلى المرأة أن تغفر وتسامح أخطاء الرجل - بطل الفيلم - الذي يترك البيت لنزوة عابرة بعد أن أعجب بامرأة أخرى, فيشرّد أولاده ويذيقهم العذاب, وعلى الأم أن ترعى الأولاد وتحافظ على البيت صابرة, وفي النهاية يرجع البطل إلى بيته نادمًا, ولكن على المرأة أن تسامح وتربت من أجل البيت والأولاد.

ثامنًا: النظام التشريعي: ويتمثل في:

1- ضعف التشريع العقابي: فإذا ضرب الرجل أو شتم زوجته, فهو جنحة, وإذا أدى الضرب إلى موت الزوجة فالعقوبة هيّنة: حبس 3 سنوات فقط .

2- انحياز التشريع لمصلحة الرجل: ليس من حق المرأة أن تطلب الطلاق إذا كان الزوج عقيمًا, ولكن للزوج أن يطلقها إذا كانت عقيمًا.

وهناك قوانين تفرق بين ديّة المرأة والرجل, وهناك تشريعات تفرق بين الرجل والمرأة في الوظائف والمناصب, وهناك تشريعات تعطي المرأة الراتب الأقل, وتشريعات تحرم المرأة من طبيعة العمل أو تخفضها, وتشريعات تفرض على الفتاة نوعية معينة من التعليم.

والملاحظ أن التشريعات في جميع الدول العربية تحرم أولاد المواطنة من الجنسية إذا كان زوجها أجنبيًا, وهو ظلم صارخ.

تاسعًا: سوء اختيار الزوج أو الزواج العشوائي: الأهل في كثير من الأحيان لا يدققون كثيرًا فيمن يتقدم لبناتهم, ولا يتساءلون عن طبيعة الرجل المتقدم, هل سيعامل ابنتهم بالمعروف وبالحسنى, ويمارسون نوعًا من الزواج العشوائي, لا يسبقه اختيار سليم مبني على اقتناع حر وحقيقي من كلا الطرفين, وبخاصة في المجتمعات المغلقة التي تسودها عادات وتقاليد ما أنزل الله بها من سلطان, فيسارعون إلى تزويج الفتاة في سن مبكرة خوفًا من انحرافها, وبحجة أن في ذلك صيانة لها من الفتنة والمفاسد, والعجيب أن يتم كل ذلك باسم الشريعة الغراء.

عاشرًا: ضعف شخصية بعض النساء: نظرًا لاستسلامهن للخنوع والمهانة بذريعة المحافظة على الأسرة والأولاد, أو خوفًا من الفضيحة والسمعة, أو خوفًا من تهديد الزوج.

أمي وأمك .. أختي وأختك

هناك أسباب أخرى متمثلة في تعاطي الزوج للمسكرات والمخدرات, وانخفاض المستوى التعليمي والاقتصادي للزوج, وهناك سبب مهم وأساسي هو (ضعف الوازع الديني) نظرًا لأداء بعض المسلمين شعائر الدين وعباداته من صلاة وصيام وحج, أداءً شكليًا مظهريًا, فلا يربّي ضميرًا ولا يهذب سلوكًا ولا يحسن معاملة.

لماذا الاهتمام بمنع العنف الموجه ضد المرأة?

والجواب أن ذلك لسببين أساسيين:

أولاً: المرأة هي أمي وأمك, وأختي وأختك, فإذا لم نحرص على احترامها وتقديرها, ومنع أي مصدر للعنف ضدها, فإنها لن تكون مستقرة نفسيًا, وإذا لم تكن مستقرة نفسيًا, فإنها لا تستطيع أن تربي أولادها التربية المرجوّة لبناء مجتمع ناهض قوي لأن الخائف المهزوز نفسيًا لن يبني مجتمعًا قويًا.

ثانيًا: مجتمعاتنا تعاني مشكلات عدة: تربية وتعليمًا واقتصادًا, فإذا تساءلنا: ما الأسباب? فإننا لا نجد إلا جوابًا واحدًا هو: أننا بمقدار ما نعامل المرأة المعاملة اللائقة التي أمرنا الله سبحانه وتعالى بها, يجني المجتمع الثمار الصالحة. ورأيي الذي أتمسك به دائماً, أن ضعف مجتمعاتنا من ضعف المرأة عندنا, فإذا أحسنّا معاملة المرأة وقوينا شخصيتها انعكس ذلك على قوة المجتمع بسبب حسن تربية المرأة القوية المستقرة نفسيًا لأولادها الذين هم قادة المستقبل.

أما عن الحلول والمقترحات للخروج من تبعات هذا الإرث السلبي, فهي:

(1) لنتفق أولاً أن احتقار الأنوثة جريمة, وأن المساواة مطلب شرعي وإنساني.

(2) لابد من تنقية التراث برمته من الشوائب الضارة والظالمة للمرأة.

(3) لابد من تنقية الكتب الدراسية من الصورة النمطية للمرأة الخانعة, التابعة.

(4) تصحيح ثقافي واسع تشارك فيه جميع وسائل الإعلام لبيان المفاهيم الصحيحة المتصلة بعلاقة الجنسين.

(5) توعية المتزوجين بحقوقهم وواجباتهم الشرعية والقانونية وكيفية المطالبة بها.

(6) وجود مراكز للتوعية الأسرية, والإرشاد الأسري يسهل على المرأة المعرضة للعنف الاتصال بها لإرشادها إلى كيفية التصرف في المواقف المختلفة.

(7) تقوية الوازع الديني عند الجنسين بنشر الثقافة الدينية وتصحيح المفاهيم الاجتماعية المغلوطة.

(8) تشديد العقوبة على جميع أشكال العنف.

(9) إعادة النظر في التشريعات بما يكفل إزالة جميع أشكال التمييز المخالفة للنصوص الدينية الثابتة.


منقول للفائده

سلمان المكراد
10-03-2005, 06:45 PM
تســلم يا بومحمد ع الموضوع الطيب

وانا ضـد ضــرب المـرأة , وعندي عيب ان الرجال يضرب مرته

أبو محمد
11-03-2005, 11:19 PM
مشكوره يالكادي على التعليق والتعقيب

أبو محمد
11-03-2005, 11:29 PM
تسلم على المرور اخوي ابوخالد وعلى ابداء الراي